المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إنهم يسرقون دماء وشهداء غزة



احمد عبد الرشيد عبد الباقي
28/02/2009, 04:01 PM
إنهم يسرقون دماء وشهداء غزة


منقول لعموم الفائدة

كان هدف اسرائيل من مذبحة غزة أن تفعل بحماس ما فعلت بحزب الله حيث ضغطوا عليه بالتدمير والقتل مع حملة إعلامية هائلة حملت الحزب مسئولية هذه الدماء أمام الرأى العام . . ثم أصدروا قرارا من مجلس الأمن ليقضى بدخول قوات أجنبية تحمى حدود إسرائيل مع مصادرة سلاحه أو على الأقل منعه من استخدامه ضد إسرائيل .

كانت هذه خطتهم القصف والتدمير والحملة الإعلامية الهائلة ثم اجتماع مجلس الأمن بعد طول مماطلة – متعمدة لتأتى الحملة العسكرية والإعلامية أكلها – مع فرض الشروط بدخول قوات أجنبية تحمى حدود إسرائيل .. وتفرض على حماس تسليم سلاحها والكف عن إطلاق صواريخها .. ولا بأس بأن تخبرهم بمصادرها ليتم منعها من المنبع وإعلان وفق ما سموه العنف – المقاومة – تجهيزا ً لتصفية القضية الفلسطينية .

كان هذا مضمون قرار مجلس الأمن المطروح لوقف القصف .. ولكن حماس رفضت ذلك بكل حسم وأعلن قادتها أنه لا ينبغى أن يستفيد المعتدى من عدوانه .. وأنها ترفض أى شرط مقابل وقف النار وفتح المعابر التى هى حق شرعى لأهل غزة .

* ومع صمود حماس ورفضهم تقديم أدنى تنازل اضطروا لوقف النار والإنسحاب دون أن يحققوا شئ من أغراضهم على أمل أن يحققوا بالسلم والتفاوض ما فشلوا فى تحقيقه بالقصف والدمار .

* والحقيقة أن الإسلاميين ومسلمى السنة بالذات كثيرا ً ما فشلوا فى أن يحققوا بالسلم بعضا ً مما حققوه بالحرب . . فقد اعتادوا أن يجاهدوا ويصمدوا ويضحوا بالدماء والشهداء ثم يثب الآخرون على ما يحققون من انتصارات الدماء ليستولوا عليه منهم ويكون أصحاب النصر هم أول الضحايا .

* انظروا إلى ثورة الجزائر وبعد ثمانية سنوات من الدمار والأشلاء والدماء وآلاف الشهداء فى قتال الفرنسيين وثب اليساريون على هذا النصر الذى أحرزوه وجاءوهم من حيث كانوا قابعين فى مأمن خارج البلاد ليقطفوا الثمار وكان الاسلاميون هم أول ضحاياهم .

وانظروا كيف نجح عمر مكرم فى أن يحشد الشعب ويقوده لإزالة الحكام الظلمة وتولية محمد على .. وكان عمر مكرم هو أول ضحاياه بعد استيلائه على الحكم وترسيخ قدمه على مقدرات البلاد .

* وانظروا كيف بدأ شباب الأزهر ثورة سنه 1919 وقادوا الشعب فى ثورة عارمة على الإنجليز قتل فيها المئات منهم ليثب ثلة العلمانيين من حزب الأمة سعد زغلول وشركاه ليستولوا على ثمار الثورة وثمار تضحياتهم العظيمة .

وبالمثل كانت تضحيات السوريين فى مقاومة الفرنسيين والعراقيين فى مقاومة الإنجليز .

* ولعل الكثيرين لا يعلمون أن مجلس قيادة ثورة يوليو بمصر عبد الناصر وشركاه كانوا أعضاءً فى التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين – ما عدا جمال سالم وزكريا محيى الدين – ثم انقلبوا على الإخوان بمجرد استقرار الحكم فى أيديهم . . . وهكذا .

وهذا هو ما يحاولون الآن أن يفعلوه بسرقة ثمرة تضحيات إخواننا فى غزة ودماءهم .

* مؤتمرات تنعقد ثم تنفض .. وتصريحات تتوالى وزيارات ولقاءات وحملات إعلامية جارفة وكلها تصب فى منحى واحد سرقة تضحيات حماس ولكل أهدافه من وراء ذلك .

* تصريحات الدول الأوروبية – فرنسا وألمانيا – بإمكان الجلوس – مجرد الجلوس – مع حماس لو اعترفت باسرائيل وكفت عما سموه العنف – المقاومة – وكأن الجلوس معهم شئ ذا قيمة .

وما أكثر ما جلسوا مع عباس ولم يجن إلا حصاد الهشيم وتصريحات البعض بالدعوة لوحدة الصف .. وتفسيرهم لوحدة الصف بأنها بقاء عباس رغم انتهاء مدة رئاسته .. وتشكيل حكومة يسمونها حكومة ائتلافية يعود فيها بنو عباس لغزة يعيثون فيها فساداً ويسرقوا ثمار الدماء والأشلاء .

وإعادة الإعمار ومحاولة استغلالها كوسيلة لتحقيق ما أرادته إسرائيل بالحرب سواء بأن يضعوا هذا الإعمار فى يد عباس وفريقه .. أو بأن تشرف عليه إسرائيل ورجالها .. أو بأن تقوم أوروبا بالقيام به .. وعلى كل الأحوال فكلها أفكار تشكل مدخلا ً للسعي فى ترويض حماس وتحقيق أهداف اسرائيل .

الحملات الإعلامية على حماس واتهامهم بأنهم سبب هذه المذبحة البشعة – وكأن مذابح إسرائيل على مر التاريخ ابتداءً من دير ياسين وكفر القاسم وحتى صابرا وشاتيلا وقانا .. وقبل أن تولد حماس ورجال حماس – ليضاعفوا من إحساسهم بالذنب تجاه شعبهم فيستجيبوا لهم حتى لا تتكرر تلك المذابح ولو بتقديم تنازلات .

كلام فخيم أجوف ولقاءات مع سياسيين ومفكرين ومسئولين وكلهم يكرر عليهم هذا الكلام ويحاولون أن يكسوه بمنطق السياسة وإضفاء الأهمية عليه للضغط على أصحاب القرار فيهم .

وعادة ما يلجأون لتصفية القيادات المتمسكة بالثوابت أو استبعادهم من التفاوض .

هذا هو ما يحدث الآن وما يحاولون به سرقة دمائهم وشهدائهم وإنى لأرجو أن يحسن إخواننا فى حماس فى السلم بقدر ما أحسنوا فى الحرب وهم أهل لذلك .

ولست هنا بناصح إخواننا بعدم التفريط فى ثوابتهم فأنا أقل من أن أفعل ذلك وقد أثبتوا فى ذلك حنكة وذكاء .

وإنما أدعو الله أن يوفقهم ويثبتهم فى التفاوض كما ثبتهم من قبل فى الحرب .. وأن يحسنوا التعامل مع تلك الذئاب الجائعة فى ألاعيبهم تلك كما أحسنوا معهم فى الحرب والقتال .