المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظـن آخـر



محمد سامي البوهي
03/01/2007, 08:08 PM
ظـن آخـــر

ارتبك لوجوده الخفي ، كادت أصابعه تسقط من راحتيه ، مخارج حروفه تختنق ، لسانه يترجرج و تجاويف الفم, حبات العرق تعلن عن نفسها على جبهته ، تتهافت على عينيه ، يجففها بأردان قميصه المنسدلة على أطراف يديه ، الكلمات المدببة لاتخطىء طريقها نحوه، تظاهر بإمتصاصها داخله ، لكن كل كلمة تشق جرحاً لها بجسده النحيل ، استقرت الكلمات ، كلمة بقلبة ، كلمة برأسه ، كلمة بين عينيه ، كلما أراد الدفاع عن نفسه المهتزة ، ُوضعت أمامه مرآة صافية ، رأى فيها وجوه الناس من حوله ، إلا وجهه لا يراه، يزداد قلقه ، توتره ، انهياره ،الدوار يلتف به ، ألقى به ليتقابل مع الأرض ، الرعشات تنزعه عن نفسه ، تعيده بقوة ، كصواعق الكهرباء ، يرتجف ، يتمتم بكلمات ضائعة ،تقدم نحوه بخطواته الورقية ، انحنى على كوم الخوف المرتعد من أمامه ، لملم بقاياه المتناثرة بهشيم الوهم ، لم ينبس كعادته بكلمة واحدة ، ترك الكومة خلفه ، رحل عن الجدار مع حلول الظلام .

محمد سامي البوهي

ايمان حمد
04/01/2007, 04:37 PM
السلام عليكم

الأديب المتميز / محمد سامى البوهــى

قعدت تقر عليا لحد ما وجدت صعوبة فى فهم المقصود من هذه الاقصوصة الشيقة
من اولها اكشن واثارة .. مش عارفة بصراحة
هل هى تكملة لقصة الموسوس حازم ثابت !
ام ده واحد صعيدى خايف من ظله ؟!

بصراحة كل ما فهمته ان هناك واحد عايش رعب من ظله وانت رسمت لنا الرعب بصورة ممتعة
ولكن الظن على الفاضى .. ده خايف من خياله ؟!!

ما جعلنى اعتقد هكذا انه " ترك الكومة خلفه ، رحل عن الجدار مع حلول الظلام "

شوف بقى : انتظر ان تفهمنى ايه اللى بيحصل هنا

اصل ساعات الواحد يترعب من اوهام - كأن يشعر ان واحد يلاحقه او ان خياله سيقتله

وقد قرأت قصص كثيرة فى هذا فى مواضيع علم النفس

انتظر شرحك او ارسل لى الشرح على الداخلى ان لم ترد حرق الاقصوصة ليستمتع بها الجمهور

تحيتى وانتظارى

زاهية بنت البحر
04/01/2007, 04:52 PM
أ
نا مثلك أستاذة إيمان تهت إذ ليس أمامي بصيص ضوء يهديني لمعرفة هذا الظن أتراه مزَّقه وتركه كومة من الورق ولم يستطع كتابته مارأيك أخي المكرم سامي..إبداعك جميل وغريب ويحتاج لوقت لفك رموزه وقلة من يستطيع ذلك فالعمر لحظة..
أختك
بنت البحر

محمد سامي البوهي
04/01/2007, 08:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الأخت الكريمة / إيمان (نسيبة)

ربما ....

الرمز لم يعد هو واقعنا ، حقبة الرموز قد ولت منذ زمن السبعينات لظروف معينة ، لكن اتجه بعض الكتاب الآن للجوء إلى الرمز ، كنوع من التجديد ، ولكن للنص الرمزي قواعده ، بحيث لا يكتب الكاتب النص ولا يفهمه غيره ، أو قد لا يفهمه من الأساس ، وكان النص أشبه بزخارف لفظية ، ودهايز فكرية فقط ، للنص الرمزي أصوله وقواعده ، من أهمها ، التنوير ، وصلاحية الإسقاط .
التنوير : هو الشباك الذي يتركه الكاتب للقارىء للدخول منه نحو فهم النص وفك الرمز ، والتنوير ممن ان يكون لفظياً ، أو زمنياً ، أو حدثياً ، وبدون التنوير يفشل النص الرمزي ويصبح كلغة غبر مفهومة .

الإسقاط : وهو الخطوة التي تلي التنوير ، فهو زبد القصة ، وهدفها ، فأي قصة لابد لها من هدف ، وفائدة ، ودرساً مستفاداً ، وعندما نخرج بالقصة بمدلول معين لابد لنا وأن نطبقه على واقعنا ، كي نخرج بالحكمة التي عمد اليها الكاتب عن قصد ، أو عن غير قصد .

دمت قارئة ، ساحرة

محمد سامي البوهي
04/01/2007, 08:50 PM
الأخت / بنت البحر ( زاهية )

معك أن العمر لحظة ، لكن ما أجمل اللحظة التي أقطفها ، وبيدي قلم ، ومن أمامي ورقة .

يوم يسأل المرء عن عمره فيم أفناه ، وسوف أفتخر ، أنني افنيت عمري ، وبيدي أقدم المخلوقات ، ومن أطهرها .

محمد

زاهية بنت البحر
04/01/2007, 09:07 PM
بارك الله بك وبالقلم الذي بيدك من أقدم الخلوقات وأطهرها

ايمان حمد
05/01/2007, 05:54 PM
الأديب المتميز / محمد سامى البوهى

قراءة ثانية بعد تلميحاتك لأصل لهذا المنظور

ربما هى لحظة المواجهة بين صدام وقاتله
شعر بوجوده الخفى
لم ير وجهه وهو ملثم ولكنه سمع صوته فأرتعدت فرائصة وهذا ما أوقعه على الارض
تظاهر بالجأش والرباط وتقدم بخطوات ورقية
حتى توارى خلف الجدار وفى حبل المشنقة
ورحل مع قدوم الليل بعد ما كان فرجة بالنهار !

ولا ادرى هل كانت لحظة مواجهة صدام لأفعاله قبل الرحيل بلحظات فكان يرى وجه من قتلهم فعرف انه مهلك لا محاله
ومن هنا تقدم نحو مصيره بخطوات ورقية حتى توارى بالحجاب !

او ربما هى حالة محاسبة كل الحكام المجرمين لنفسهم فى لحظة صدق فأنتابهم الرعب لما عرفوا اجرامهم ورأوا وجوه الناس الا وجوههم
فهربوا من مواجهة انفسهم مع حلول الظلام


هذا واتمنى ان اسمع منك

تحيتى

محمد سامي البوهي
05/01/2007, 07:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله

الأخت الكريمة / بنت البحر

من فوق الحروف قد تسقط بعض النقاط ( فلا تؤاخذيني )

محمد سامي البوهي
05/01/2007, 07:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الكريمة الصديقة / إيمان

أعود كي أقول لك ، أن النص الرمزي هو مادة خام ، قابلة للتشكيل ، والتطويع ، وهذا يعطي ثراء للنص ، فما ذكرتيه هو تؤيلاً آخر ، أضاف للنص بالطبع ، لكن ما يساورني بهذا النص أبعد بكثير من صدام .

لك مني كل التحية .