المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار الطرشان في القاهرة



ناصر عبد المجيد الحريري
01/03/2009, 11:14 AM
حوار الطرشان في القاهرة
موقع الفكر القومي العربي
الكثير يذهب متفائلآ، أو مبسطآ لأمنيات مشروعة، فيما يراه من إنعقاد الحوار الفلسطيني – الفلسطيني في القاهرة، بين فصائل فلسطينية على رأسها: حماس – فتح.. ولنقل: حماس والسلطة الفلسطينية.
أكاد أعتقد أنه ( حوار الضرورة ) ولكل طرف " ضروراته ". فلا أحد من المتحاورين يسمع الآخر.. لأن الأقوال تنبع من ركائز وخطوط من الصعوبة أن تلتقي حتى لو أراد أي طرف بعضآ من التنازل من هنا وهناك.
إن ( التناقض ) جذري وكبير وعميق. لايتعلق بمجرد رغبات أو إختلاف على آليات ما، بل هو متعلق بغياب ( الأرضية المشتركة ) بين: السلطة الفلسطينية التي خرجت حتى عن منظمة التحرير الفلسطينية وميثاقها الإستسلامي " المعدل "، وإنجرارها وإستسلامها لمصالحها الذاتية البحته، المتقاطعة مع تنازلاتها وتسوياتها السابقة والحالية والقادمة، المهينة لكل نضالات الشعب الفلسطيني، والراغبة بأن تكون رأس حربة في إنهاء الصراع العربي – الصهيوني، لغير صالح العرب والفلسطينيين. وبين: فصائل المقاومة: وحماس في قيادتها، كوجه آخر مختلف وشريف تمامآ وجذريآ عن وجه توجه السلطة الفلسطينية / أبو مازن وعصابته.
إن المطروح اليوم في الحوار وأهدافه، هو الوصول إلى ( إتفاق شامل ) من دون " ترحيل " أي قضية إلى وقت لاحق. وبالتالي لو قرأنا بعض النقاط الجوهرية الأساسية لإنجاز هكذا إتفاق شامل، لوجدناها تبدأ من نهاية " أحداث محرقة غزة ":
1- لن ولا يمكن لحماس أن تسمح بأن تتولى ( هوامير الفساد في السلطة الفلسطينية ) عملية إعادة إعمار غزة، لتتحصل بنكوتآ اخضر " ثمن " دماء أهل غزة شهداءها وجرحاها ومشريديها، ليضاف هذا " الثمن " إلى أرصدتهم البنكية التي تكسدت من الفساد ومن الصفقات ومن السرقات ومن التسويات. هذه الأرصدة المعبرة برائحتها النته عن مقابل: جوع الشعب، وعدم سداد الرواتب، وسرقة المساعدات المالية والعينية، والأدهى: الهدايا والمنح السخية المقدمة من الصهيونية والغرب، لإستمرار الدفع لمزيد من التنازلات.
2- رفض السلطة الفلسطينية " للعملية الديمقراطية " مباشرة مع ظهور النتائج، التي أوصلت حماس بطهر يدها وذمتها، وببرامجها الإجتماعية الشعبية، وبمشروعها المقاوم، إلى الحكم.
3- الأجهزة الأمنية في قطاع غزة تتبع حماس، في مقابل أجهزة أمنية موالية ومؤتمره بأمر / أبو مازن ودحلان والعصابة /، وهي الأجهزة التي بدأت ومارست الإغتيالات والإعتداءات والإنتهاكات ضد عناصر بعضها البعض من جهة، وضد القوى السياسية الفلسطينية، وخاصة المقاوِمة التي لم تستسلم لها ولمنهجها التنسيقي مع الأجهزة الأمنية الصهيونية.
4- منظمة التحرير الفلسطينية: وهل ستبقى " هيكل مدمر " دمرته السلطة الفلسطينية ووضعته على أجهزة إنعاشها، كوصية على " الإسم " المفرغ من أي مضمون أو فعل. أم سيعاد بناء هذه المنظمة على أسس وطنية فلسطينية شاملة، تكون هي الحاكمة والممثلة للشعب الفلسطيني، وليس السلطة الفلسطينية: أبو مازن وعصابته. أم في حال الفشل وعدم إنتزاع المنظمة من الوصاية وبقائها على ما هي عليه، " ضرورة " إنشاء ( منظمة لفصائل التوجه الوطني المقاوم ) مقابل السلطة.. اللاسلطة إلا عن طريق إسرائيل.
5- ( البداية ): البرنامج الوطني الفلسطيني المقاوم بكل الأشكال: السياسية والعسكرية والإجتماعية والثقافية.. هو البداية، وهو النهاية في كل حوار ونتائج وإتفاق.
المحصلة.. تكاد تفرز نتائج حاسمة.. لانتائج من حوار الضرورة هذا..