المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رغيف التّراب-شعر:د.شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
01/03/2009, 02:53 PM
رغيف التراب(*)
د. شاكر مطلق


لربّة شِعري نشيدُ العِتابْ
وللأرض أهدي نشيدَ الغيابْ

تُضاجع روحي العليلَ وتُلقي
بجسمي النّحيلِ لـ "عاصي الخرابْ "

كقُربان نهرٍ رمَتني ولكنْ
لماذا توارتْ بوادي الضّباب ْ؟

طواحينُ ماءٍ تدورُ رَحاها
لتجعلَ مني رغيفَ التُّرابْ

طيورٌ عِطاشٌ إلى الماءِ تسعى
وما كان في النّهرِ إلا سَرابْ

هو العمرُ يمضي,فهلْ من بقاءٍ
لروحِ المغنّي سوى في الكتابْ ؟

طيورٌ على القبرِ تُومي :تعالوْا
إلى أين نمضي بُـعَيْدَ الغيابْ ؟

عذارى عبَرنَ على الجسرِ يوماً
وأَلقيَْن َ في النّهرِ دمعَ العتابْ

غسَلنَ الخطايا بمائي فصِرنا
شموعاً تُنيرُ طريقَ العذابْ

خطايا هوانا ثِقالٌ علينا
فمِن أين يأتي إلينا الثَّوابْ ؟

إذا الريحُ هبّتْ غدَونا ظلالاً
على الجمر تمشي بيوم العقابْ

ذنوبُ المغني خِفافٌ عِفافٌ
وربُّ السَّواقي رؤوفُ الخطابْ

مياهَ الحياةِ عبَرنا خِفافاً
فصارتْ ثِقالاً,خطايا الشبابْ

لنهر الحياة العظيم وهَبنا
عذارى القـصيدِ وثور َ الهضابْ

طرَحنا سؤالاً على النهرِ لكنْ
بقينا على القاعِ دون الجوابْ

هو العمرُ يمضي , طواحينُ ماءٍ

تَدور لنغدو رغيف التُّرابْ....
[/CENTER][/SIZE]========================
حمص-سورية 17/12/2008
E.-Mail:mutlak@scs-net.org
-----------------------
(*) إلى ذكرى الصديق الراحل الشاعر: د. خالد محيي الدين ألبرادعي, الذي توفي بحادث سيرٍ بتاريخ 14/12/2008 وحضرتُ دفنه ,ضمن وفد اتحاد الكتاب العرب بحمص ،في مدينته "يَبرود" .