المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المزارع امريكي...والعشب يهودي



مروان المواذنة
02/03/2009, 05:45 PM
المزارع امريكي...والعشب صهيوني
(امريكا واسرائيل.الموزاييك.و.اخوة الدماء)
الشعب والارض.. او بتعبير علمي ادق(العامل الجغرافي والعامل السكاني)اساس نشوء أي حضارة او دولة،وتزداد الاصرة بينهما حبا واعتزازا وتكريما كلما كان الشعب متجذرا في ارضه ومتأصل النشأة.
وفي نظرة سريعة مستقاة من العنوان الى المتن نجد ان هذا الامر خالي الوفاض في امريكا واسرائيل.
فاما موضوع اسرائيل قد تطرقت اليه تفصيلا في مقال مسبق بعنوان(ابطا عملية احتلال في التاريخ)وما الحاضر الامريكي عن هذا الامر ببعيد.
لو عدنا بالة الزمن بضع قرون ونيف نجد ان العالم الجديد ماكان ليكون الا نتاج هجرات جماعية(اختيارية وقسرية) بعيدة كل البعد عن تاريخ الارض الجديدة وحضارتها.
فبعد ان كانت تلك الارض البكرمنفى للمجرمين والقتلة الاوروبيين ابت هذه الفئة الا ان تمارس نشاطها في شعوب تلك المناطق من الهنود الحمر، مسطرين تاريخهم بدماء تلكم القبائل المدافعة عن ارضها،لاسيما ان التهمة كانت جاهزة:انهم قبائل همجية بربرية ارهابية مجرمة...مستمرين بنفس لعبتهم اللفظية تجاه كل من يقاتل للدفاع عن ارضه وعرضه..
فمن الهنود الحمر حتى اليابان و بلاد العرب،كان القتل بحجة واحدة:انكم ارهابيون...تقاومون التحضر والتحرر...حتى صار الامر حجة عالمية وقانونية تفتي بها دساتيرهم ومحاكمهم.
لذلك فمن الصعب رفع اصبع الملامة للامريكيين في مساندتهم لاسرائيل واهدافها وطموحاتها،لان اوجه الشبه مابين الاثنين تكسو كل عورات الاختلاف بينهما.
فجرائم الابادة للشعوب الاصلية واحدة،تتبعها جرائم التهجير،والتكفير..نعم التكفير،بيد ان تكفيرها للشعوب حضاريا منمقا تحت مطرقة مايسمى بالارهاب ومقاومة التحرر...!
لذلك لاتستطيع امريكا الموزاييك ان تتهم اسرائيل بابادة الشعب العربي،ولاتستطيع ان تنكر او تشكك في مبدا(ارض بلا شعب لشعب بلا ارض)،لاسيما ان اللحمة والجزار لنفس الطريدة.
وللتعريج قليلا على تلك القوة المزعومة نجد ان تلكم الاسباب التي ساهمت في انشاء ذلك المارد الامريكي ورضيعه الاسرائيلي هي نفسها التي ستساهم في تفتيه.
فكما هو معلوم ان المجتمع الامريكي خليط متضارب من الانسال والصلاصل(من كل قطر اغنية).وما يجمعهم الا حلم الحرية والبحث عن المال اللذان بدءا رويدا رويدا بالانهيار،وبالتالي فان اسطورة المارد الامريكي وربيبه الاسرائيلي في الطريق الى الانهيار وحالة تهديد الكيان الواحد ،اذا ماتعرض العامل الاساسي للبقاء(الاقتصاد) لضربة قوية تودي به الى فرط العقد وضياع خرزه.
فهل سيكون التقزم الامريكي وشيكا كسلفه السوقيتي سابقا..؟