المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نثرية ومرجعية القصة القصيرة جدا (بسمة النسور نموذجا)محمد معتصم الناقد الأدبي



إسماعيل البويحياوي
03/03/2009, 02:34 AM
نثرية ومرجعية القصة القصيرة جدا (بسمة النسور نموذجا)
محمد معتصم
الناقد الأدبي
1/ تسعفنا القصص القصيرة جدا لبسمة النسور في تحديد بعض مراجع الإحالة في هذا النوع الأدبي الجديد، الذي شهد ويشهد إقبالا متزايدا في العالم العربي، خاصة بعد انتشار تقنيات إلكترونية ورقمية وقد ساعد على توسيع مساحة الاتصال وتقليص في المقابل مساحة الحوار. أي أنها تقنيات جعلت شبكة الاتصال بين المبدعين والمتلقين تتشعب وحققت للتلقي غايته، وبات المبدع يجهل تماما نوعية المتلقين ومؤهلاتهم واختصاصاتهم وميولهم الأدبية والفكرية والعلمية…لكنها في المقابل وتلبية للسرعة وحرصا على الميزانية الشخصية (التكاليف) أصبحت مساحة الكلام أقل خاصة في كتابة النصوص القصيرة ( SMS) المحدد عدد حروفها مسبقا، وفي كتابة الرسائل الإلكترونية ( E-Mail)…
هذه التقنية يمكن اعتمادها سندا ومبررا لظهور وانتشار القصة القصيرة جدا في العالم العربي اليوم، ولا يمكنني إغفال حقيقة المساحة اللا محدودة للصفحة الإلكترونية خلافا للصفحة الورقية. وهنا يبرز التناقض الذي يوضح هشاشة الزعم السالف، إلا أنه تناقض مفهوم. فكاتب القصة القصيرة جدا لا يروم السرد المطول، ولا القصيدة الدرامية بكل المكونات الأساس التي تقوم عليها، بل يشتغل على بلاغة أخرى تقوم على الالتباس النوعي (تداخل الأنواع) والسرعة في الزمن السردي، وأساسا الاختزال.
إن المرجعية الأولى التي حددناها في ظهور تقنيات الحاسوب والهاتف المحمول، وتغير طرائق الاتصال والتواصل تبعا لذلك هي التي خلقت أساس البلاغة الجديدة للنوع القصصي الجديد: القصة القصيرة جدا.
ومن خلال قصص بسمة النسور في مجموعتها “مزيدا من الوحشة” والنصوص القصصية القصيرة جدا المنشورة خلال هذه السنة (2008م) بجريدة القدس العربي اللندنية، يتضح كل ذلك:
لقد اعتمدت الكاتبة على أحجام (إيقونية النص) مختلفة، لكنها جميعا محكومة بالتحديد الضيق للنص: عدد الكلمات، عدد الأسطر، وعدد الجمل. وأقصر نص في المجموعة هو نص “أدوار”، وأقصر نص في مجموعة جريدة “القدس العربي” بعنوان “مأزق”.
يقول النص الأول: هو: يواصل ارتكاب الخطايا.
هي: تواصل الغفران.
يقول النص الثاني: طوفان، ولا أثر لفلك نوح
كيف ننجوا؟!
فعدد حروف وكلمات واسطر هذين النصيين ضئيل جدا، وهذا ما ينفي أولا عن القصة القصيرة جدا طابع السردية، أي أنها ليست نصا سرديا غايته أن يحكي، وأن يروي أحداثا. إن القصة القصيرة جدا لا تروي، أي أن الزمن فيها ليس متسلسلا ومرتبطا بتعاقب الأحداث أو أنه محكوم بحركة الشخصية على مساحة الحكاية (الكتابة). هذه خاصية أولى تجليها القصص القصيرة جدا لبسمة النسور. وإذا لم تكن القصة القصيرة جدا سردية، فما هي إذا نوعيتها؟ هل يمكن أن تكون شعرا؟ إن للشعر أيضا سرديته، خاصة الشعر التقليدي والقصيدة التفعيلية الدرامية، حيث تسلسل الوقائع والأحداث. إنها النثرية.
وتقود النثرية- انفصال أجزاء الحكاية وبناؤها على التقطع بدل الانسجام والتجانس والهرمونية والتراتبية- إلى إحساس الكاتب بالزمن: إنه مكثف ومتقطع، وعميق. أي انه لا يسير سيرا متقدما كالزمن الخطي الفيزيقي بل يسير باتجاه الأعمق، أي التمركز في وحول ذاته، يحفر في اللحظة ذاتها، ويتحرك في ذاته وفي موضعه. (هو) -في النص- يرتكب (الخطايا) وما يزال (ماضيا وحاضرا ومستقبلا) وذلك ديدنه، (هي) ما تزال تتجمل بالغفران وذلك ديدنها. أي أن كينونة الصوتين، لا الشخصيتين، متمركزة في فعل/حركة واحدة لا تتقدم نحو التطور والتنامي وخلق أحداث جديدة بل تقوم بالفعل ذاته. وهنا يصبح مفهوم الزمن مختلفا تماما، مختلفا عن طبيعته الأصل، وهي التطور والتقدم الخطيين. وهذا الذي بهر بيرترند روسل عندما اكتشف السينما، وشاهد صيرورة الفيلم. إنه الحركة المتطورة، حركة الشخصيات، نماؤها، تنوع الأحداث وتطورها، تماسك الحكاية وانتقالها بالتدرج من البداية حتى العقدة (الذروة) ثم النزول نحو الحل والنهاية. القصة القصيرة جدا تدمر هذا الهرم، إنها تركز أقانيم الهرم (زواياه) في نقطة الصفر. البداية والعقدة (الذروة) والنهاية شيء واحد. أي غياب الحركة الأفقية، وغياب الزمن الفيزيقي وحلول الزمن النفسي أو الزمن الافتراضي الباطني والذهني محله، ذلك الذي تدركه الأفهام الفهيمة وتغفل عنه الأذهان المثقلة بالنموذج وبالبطء والتراخي…
يستنتج مما سبق العناصر التالية:
- نثرية القصة القصيرة جدا.
- تمركز الزمن في القصة القصيرة جدا.
- تدمير هرمية السرد في القصة القصيرة جدا.
هذه العناصر المستخلصة من القصص القصيرة جدا لبسمة النسور تضع مرجعية النوع الأدبي بين (الخبر) و(الشعر). فالقصة القصيرة جدا تأخذ من الخبر عناصره الأهم وأصلها: الموضوع المركز والوحيد، الاقتصار على المكونات الضرورية للإخبار، تداخل الحوار والسرد والوصف، تنقية النص السردي من الشوائب (الملحقات ألفاظا وجملا وأشباه جمل)، وتكثيف الزمن، وأساسا الاختزال الذهاب رأسا إلى الغاية والغرض.
وتأخذ من الشعر التلميح، والوظيفة الشعرية للغة، والمفاجأة في التحول، وتقطيع الزمن السردي وتحويله إلى تمركز شعوري، والاقتصاد في اللغة والتعبير، والتقشف في المعنى الظاهر والقريب. وإذا كان الخبر والشعر مرجعا القصة القصيرة جدا من حيث مقوماتها الشكلية والبنائية، فإن المرجع والسند في مضمون القصة القصيرة جدا متنوع حسب الخلفية الثقافية والفلسفية، ودرجة تخييل الكاتب، ومقصديته ووعيه بالنوع الأدبي الذي ينشئه.
ولنبدأ توضيح ذلك من خلال النصين السابقين: “أدوار” و”مأزق”. فحضور كلمات ذات نبر خاص وإحالة واضحة من قبيل “الخطايا” و”الغفران” و”فلك نوح” تجعل ذهن التلقي متصلا مباشرة لفك رموز ومغاليق النصين، وبالتالي حدوث الفهم والتفاعل، بالمرجع (السياق) الديني. فالخطايا جمع خطيئة وهي غير الخطأ. لذلك ترتبط الخطايا بالدين وليس الخطإ الإنساني في أمور الحياة. وكذلك الغفران، وهي لفظة مصاحبة دلاليا ومعجميا، كما يقول الأسلوبيون، للخطيئة. فالخطيئة تستدعي الغفران والتكفير عن الذنب. أما التركيب الإضافي (فلك نوح) فإحالته المرجعية واضحة ويفسرها لفظ وحادث (الطوفان). والمرجعية الدينية لا تقتصر على دين سماوي دون آخر.
المرجعية الثانية التي يمكن الوقوف عليها خاصة في القصص القصيرة جدا المنشورة بجريدة القدس العربي اللندنية، تتمثل في حكايات الأطفال الشهيرة، كما يلي:
عنوان القصة القصيرة جدا الحكاية المرجع
قامة بيضاء الثلج والأقزام السبعة
نداء القبعة الصغيرة الحمراء
نوم الأميرة النائمة
هجمة بياض الثلج
إذا كانت المرجعية الدينية تلعب دور القناة الحافظة لعملية التواصل بين المبدع والنص والمتلقين، وأن المرجعية تحافظ على سياق تداول النص وفك مغاليقه، وشفراته السطحية، فإن الإحالة تختلف، وهي ناتجة عن تفاعل عناصر نصية داخلية. لذلك فالمرجعية ذات البعد الشمولي كالمرجعية الدينية والمرجعية الثقافية (حكاية الأطفال هنا) تعد بمثابة (الميثاق) و(العقد) المبرم بين المبدع والنص والمتلقين.
لكن الحكاية الشعبية وحكاية الأطفال تقع في تقاطب مع المرجعية الدينية أو هكذا يبدو الأمر للوهلة الأولى. أي أن المرجعية الدينية ومؤشراتها لا يستوعبها إلا الكبار، بينما المرجعية الثقافية (الشعبية والطفولية) يفهمها الصغار. وربما لهذا السبب كان اختيار القاص المرحوم المهدي الودغيري عنوان مجموعته القصصية القصيرة جدا (قصص للصغار.. قصص للكبار)،وهو من السباقين في المغرب إلى هذا النوع الأدبي إلى جانب محمد إبراهيم بوعلو. فهل معنى هذا أن القصة القصيرة جدا تغير جلدها عندما تغير مخاطبيها؟ أبدا، إن ما يمكن التوصل إليه عبر هذا السؤال الإشكال أن القصة القصيرة جدا تخاطب الصغار الكامنين في لاوعي الكبار. والأهم من كل ذلك أنها تتوسل بهذه المستندات (المرجعية) لتحقيق التواصل والتفاعل بين جميع الأطراف المعنية بالقصة القصيرة جدا.
المرجعية الثالثة الحاضرة في القصص القصيرة جدا لبسمة النسور (الحياة)، وأقصد بها العلاقات الإنسانية والعاطفية. وفي هذا المستوى الثالث للمرجعية والذي يليه توظف الكاتبة تقنية (الأضداد) و(المتناقض) لتفجر الطاقة الإبداعية والجمالية للقصة القصيرة جدا. وفي هذا الصدد يمكن العودة إلى النصوص التالية ، وإن كانت الظاهرة اللغوية والأسلوبية بارزة في جل النصوص:
عنوان القصة القصيرة جدا الثنائيات المتضادة والمتناقضة
علاقة الموت ≠ الولادة
ثغاء رأي الجزار ≠ رأي الشياه
استلاب الحرية ≠ القيد
عواء النباح ≠ العواء
بعثرة الجمع ≠ التفرقة
أجنحة السجن ≠ الحرية
أمنيات الحقيقة ≠ الحلم
هذا على المستوى اللغوي والدلالي المترتب عنه، أما على مستوى المرجعية الإنسانية فتتجلى في العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة:
- فتور العلاقة بتراخي الزمن.
- التشبث بالعلاقة والإصرار عليها.
- الانفصال والبرود العاطفي.
ومثال الحالة الأولى في القصص القصيرة جدا التالية: “تفان”، و”تأجيل”…
ومثال الحالة الثانية في القصص القصيرة جدا التالية: “أدوار” و”صفقة” و”إصرار”…
أما حالة الانفصال التي يقوم عليها النص السردي الطويل والمطول فإنها قليلة جدا، ومثال على وجودها في النص التالي: “نكران”. ويلاحظ أنه أطول حجما من حيث عدد ألفاظه وكلماته وأسطره. لكن شاعريته وقصديته أيضا تبرز في العبارة الأخيرة الفجائية التي تقول فيها:” لم تقل وداعا، لم تلوح لي من بعيد. وأنا لم أعد أدراجي وحيدة!” (التشديد مني).
تحتل المرجعية الإنسانية مساحة هامة في القصص القصيرة جدا لبسمة النسور، ولا يوازيها غير المرجعية الوجودية التي تسمو فيها النصوص إلى القضايا الوجودية والمصيرية بذات التقنيات والمؤهلات الفنية والجمالية المذكورة سالفا، وفيها -النصوص- يحضر الموت كسؤال وجودي قلق (مقلق)، ويصور بألفاظ مختلفة، أي أن الألفاظ المختلفة تتوحد على مستوى الدلالة، ومنها:
عنوان القصة القصيرة جدا صورة حضور الموت
علاقة الموت
ثغاء الذبح (الشياه)
استلاب القيد والعبودية “انقر هنا”
وقت الموت (المرض/السرطان)
أغنيات الوفاة
قيد “العمر الذي مضى”
ترويدة الغياب
يمكن جمع هذه المرجعيات في الترسيمة التالية للاختزال الذي يناسب المقام:
- المرجعية الثقافية: الرموز والإشارات الدينية / حكايات الأطفال.
- المرجعية النوعية (الأجناسية): الخبر / الشعر.
- المرجعية الإنسانية: العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.
- المرجعية الوجودية: قلق الحياة وقلق الموت.
2/ النصوص المعتمدة:
علاقة
كل ليلة يجلس الموت على حافة سريرها. يمسّد خصلات شعرها. يحكم وضع الغطاء على جسدها. يضع قبلة المساء على جبينها. يدندن بأغنية تتحدّث كلماتها عن اللهفة إلى اللقاء، ويرقبها بإشفاق وهي تتكّوم مثل جنين عائم في مياه الرحم بانتظار لحظة الولادة!.
ثغاء
الجزّار البارع الذي يحرص على سن سكاكينه كل صباح ، كان على يقين بأن مهمته نبيلة ، وأن ذبح الشياه واحدة من حقائق الحياة التي لا تحتمل الجدل، غير أن الثغاء المجروح يؤكد أن للشياه رأيا آخر!.
استلاب
حين استقر العصفور على النافذة المقابلة ، نافضا ريشه المبتل ومتطلعا بفضول نحو حجرة الرجل المتسمر أمام شاشة الكمبيوتر التي ظلت تظهر عبارة (أنقر هنا) ، أدرك الرجل ذاته أن العصفور أكثر فطنة منه لأنه لن ينقر إلا حيث يحلو له!.
عواء
استغرب جميع الأعضاء سلوك السيدة رئيسة جمعية الرفق بالحيوان حين أشاحت بوجهها عن الكلب الصغير الذي كان محبوبا منهم جميعا. وحين اتخذوا قرارا بالإجماع بتنحيتها عن المنصب الذي شغلته طويلا ما لم تعد النظرة في طريقة تعاملها مع الكلب ، لم تعبا بتهديدهم ، وظلت مصرة على عدم السماح له بالاقتراب ، ﻷن عواءه أصبح مبتذلا!.
أجنحة
ظل يقنع نفسه بأن وجوده داخل تلك الزنزانة هو اختيار محض ، وأنه ليس سجينا بالمعنى الحرفي للكلمة ، لذا رفض محاولات الجميع إبداء التعاطف معه ، مؤكدا لهم أنه أكثر حرية من نسر طليق ، ولم يفكر في التمتع ببعض المزايا التي تمنحها إدارة السجن للمساجين غير المشاكسين.
بعثرة
طالما تباهى بمقدرته الاستثنائية على التخطيط بدهاء ، مما أتاح له تحقيق أهدافه مهما بلغت صعوبتها. اعتاد تقسيم روحه بدقة متناهية إلى أجزاء متساوية ، ونيل رضا الجميع في نهاية الأمر.
الرجل ذاته ، حطم كل موازينه الدقيقة منذ أحب تلك المرأة التي عرفت كيف تلملم أشلاءه المبعثرة في كل الأرجاء!.
أمنيات
في الليلة ذاتها حلمت الأم التي أوشكت على فراق وحيدها بأن المطار أغلق إلى إشعار آخر.
وحين ودعها في الصباح ، حلمت بأنها تحولت إلى حقيبة سفر،
وعندما غاب ، حلمت بأنها سوف تحيا مائة سنة أخرى!.
وقت
المرة التي أكد لها الأطباء أن السرطان اكتسح جسدها ،عجلت في
شك حبات الحرز في ثوب زفاف ابنتها، الذي كانت تعده على مهل!.
إصرار
خانها ذكاؤها الذي كان كافيا لتدرك انه لم يعد يحبها كالسابق،
فظلت متشبثة بذراعه ، وهما في طريقهما إلى القبر!.
تأجيل
حين استجمعت السيدة المتعبة شجاعتها ، وهمت بالرحيل، انكسر
كعب حذائها العالي ، فأجلت قرارها وهي تعرف أنها سوف تواصل
التأجيل إلى الأبد ، طالما لم تملك الجرأة بعد للرحيل حافية القدمين!.
نكران
أنت لا تحزم حقائبك في هذه اللحظة بالذات. لم تقم بالحجز لدى وكالة
السياحة والسفر ، وجواز سفرك لا يتضمن تأشيرة خروج جديدة. أنت لم
تضمني قائلا : سوف أشتاق إليك. وأنا لم أدار دمعي قائلة :
لا تطل الغياب.
وأنت لم ترد بخبث: لا أحد يدري.
لم تستقل السيارة المتوجهة إلى المطار. لم أتشبث بك في محاولة
أخيرة لاستبقائك. لم اهمس باستسلام : سوف انتظرك. لم تقل وداعا.
لم تلوح لي من بعيد. وأنا لم أعد أدراجي وحيدة!.
أدوار
هو : يواصل ارتكاب الخطايا.
هي : تواص الغفران.
صفقة
قال بلهجة رصينة : ينبغي أن ينتهي كل هذا ، لم أعد أحتمل، دعينا
نفترق كأصدقاء ، قبل أن يداهم قصتنا الخراب.
ردت ببراءة : هل يعني هذا أنك لن تصحبني إلى الرقص هذا المساء؟!.
* عن مجموعة: مزيدا من الوحشة، بسمة النسور. دار الشروق، ط 1،عمان/ الأردن 2006م.
قامة
لم ينجح الأقزام في الوصول إلى قامة الأميرة فارعة الطول
فاتخذوا قراراً جماعياً بالعمل على إقناعها
أنها أيضاً قزمة ضئيلة الحجم
لذلك فهي منهمكة على الدوام بشؤون التدبير المنزلي
من أجل نيل رضا أشقائها السبعة!
نداء
من قال إنّ الذئب في الحكاية لم يكن سوى ذئبة مجروحة بالفقدان…
ظلت تعوي في أقاصي الغابة،
حتى هرعت من أحد البيوت صبية ترتدي معطف صوف قاني الحمرة
متّذرعة بسلّة كعك سيء الصنع.. من أجل أن تلبي النداء!
نوم
الجميلة النائمة، لم تكن نائمة تماماً
اذ اكتسحت الجسد المسجى برودة قاسية
لكن الأمير كان بالغ السذاجة
لدرجة أنه تخّيل أن قبلة بائسة
كفيلة بأن تصلح الأمر!
هجمة
الساحرة الشريرة
التي تستجوب المرآة كل صباح
لم تكن سوى إمرأة مذعورة
من هجمة السنين!
أغنيات
صمتٌ كثير في الحجرة المظلمة
غير أنّ الأغنيات مازالت تهدر
في رأس المرأة التي أعلن الطبيب وفاتها للتو
قيد
مثقلة، مثخنة، مستباحة، ومخذولة
ورغم كل ذلك، كان المطلوب منها أن تقّيد العمر الذي مضى،
ضد مجهول !!!! !
مأزق
طوفان، ولا أثر لفلك نوح
كيف ننجو ؟!
ترويدة
حين توشك شمسك على البزوغ،
تكون شمسي قد غفت في حضن الغياب
كيف نضبط الأزمنة يا صغيرتي
* عن مجموعة القصص القصيرة جدا المنشورة هذا العام (2008م) بجريدة القدس العربي اللندنية.
سلا-المغرب23/06/2008م

قاسم عزيز
03/03/2009, 03:44 AM
تحياتى للصديق العزيز / اسماعيل البويحياوى
اردت القاء التحية وحجز مقعد فى هذه المحاضرة المفيدة .
لى عودة الى هذه الالمرجعية النثرية , وشكرا لك على تقديمها هنا .
تقبل محبتى وتقديرى .

إسماعيل البويحياوي
03/03/2009, 03:56 AM
العزيز قاسم
تحية صافية بعطر المودة والتقدير. أنت في الصفوف الأمامية. لا شكر أخي، ولككنا نتعاون للإطلاع على مقاربات متنوعة وجيدة نستفيد منها ونتخذها زادا على درب هذه القصيرة جدا..
شلالات مودة أخي.

طارق موقدي
03/03/2009, 04:39 AM
اشكر الأستاذ / اسماعيل البويحياوى

على ما أتحفنا به من تقديم لقاصة مبدعة حقا كبسمة النسور
وناقد متمكن مثل الاسـتاذ محمد معتصم

تمعت بكل كلمة في ق ق ج وكذلك في النقد المطروح بكل جمالية

أكرر احترامي وشكري لك اخي الفاضل على هذا التفاني

إسماعيل البويحياوي
03/03/2009, 05:43 AM
الشكر والمودة لك أخي طارق وأنت تتمتع بإبداع القاصة ودراسة الناقد. تفاعلك منتهى سعادتي أخي.
شلالات مودة وتقدير.