المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شخوص من واتا



ابراهيم ابويه
04/03/2009, 03:57 AM
أترون ذلك الضوء الخافت المنبعث من هناك؟؟
لماذا لا نقوم بجولة ليلية تجسسية على سكان ذلك المكان ؟
امتطينا صهوة البساط السحري ،واختفينا وراء طاقية سحرية وأخذنا في التجسس رويدا رويدا...
كان طارق موقدي يرتدي لباسا رياضيا يبدو أنه أصغر مقاسا من جسمه القوي ،في فمه غليون يعود الى حقبة البرجوازية المتطلعة في جرمانيا ،وفي يده اليسرى فرشاة فيها قليل من الصباغة ...أمامه انتصبت لوحة في مراحلها النهائية ،تتصدرها هيئة امرأة ظننتها لأول وهلة وفاء الحمري ،وهي تبتسم ساخرة على شح الفنان الذي لم يوفيها حقها من الصباغة والألوان التي تستحقها...
كانت نظرة وفاء تختزل كل النظرات التي سبق لي أن اطلعت عليها في كتاب المنفلوطي"النظرات والعبرات" ،لقد كانت قوية جدا لدرجة أني لم أقو على النظر اليها رغم كونها جزءا من عالم مصبوغ فقط...
أشحت بوجهي عن اللوحة الجميلة ،لأتعرف على باقي سكان البيت العجيب ،فإذا بي أرى عبد الرشيد الحاجب واقفا أمام المراة ينظر الى المعطف الطويل الذي ورثه عن جده رحمه الله ،كان الحاجب مزهوا بالمعطف ،وكنت مزهوا بالحاجب في وقفته الاسطورية المتأملة للكون من خلال المراةالتي تعكس المعطف وصاحبه الجديد....
في غمرة تأملاتي لهيروغليفيات هذا المشهد المتعدد ،سمعت دويا وصراخا على مقربة مني ،التفتت لأجد أكراد الورايني وقد خر ساقطا بعد أن وضع رجله اليسرى على قشرة موزة كانت قد ألقت بها مريم ابويه بعد أن التهمت ثمرتها التهاما...كان أنين محمد خافتا رغم الألم الشديد الذي أحس به في أعلى الكتف.فمحمد رجل لا يهاب الموت ولا يبكي كالأطفال ،ثم إنه سيكتب قصة قصيرة جدا يلخص فيها الماساة الكبيرة جدا التي ألمت به...
يتبع...

عبد الرشيـد حاجب
04/03/2009, 04:14 AM
تركت ابراهيم يعتني بصديقه محمد الذي كان في الحقيقة يصرخ من الألم مثل أرنب وقع في الفخ ( لا أدري لماذا تظل الجهوية تفعل فينا أفاعيلها مع اعتذاري لبرشيد الجميلة )المهم أني التفت للصورة أتأمل المرأة " الحديدية " فإذا بي أقف مسحورا أمام فتنتها ..رباه ! أيوجد حقا كل هذا السحر الغامض في وجه إمرأة ! يا لهذه الابتسامة الرائعة التي هربت من لوحة الجوكاندا منحرفة قليلا إلى اليسار في سخرية حزينة آسرة ! استحضرت معبد حنا مينه في تلك الشمس في يوم غائم فنزعت معطفي وغطيت اللوحة عازما على أن تخرج لي الصورة من الصورة مهما كلفني الوفاء ..ضربت الأرض بقدمي ..ضربت الكلبة النائمة لتستيقظ..وبدأت أرقص ..تماما مثل زوربا..أنتوني كوين أقصد..اليوم ستخرج أو تخرج روحي معانقة كروما لا بد أن تعصر..عصرت نفسي في قبضتي فثارت الثائرة..بدأت الأرض تدور..والسماء تدور ..والمعطف الأسود الطويل يتحرك ببطئ ..هرب طارق وابراهيم ..وهرب محمد تسبقه آلامه وعواؤه الجريح..وقد تذكروا لا شك معطف غوغول (هل كانوا يشعرون بذنب ما ؟ )بينما ظلت مريم أبويه هناك تحدق بعينها الخضراوين الساحرتين ..درت حول المعطف دورتين ثم رفعته بحركة رشيقة خفيفة مثل ساحر..فظهرت وفاء ..شهقت الطفلة مريم ثم رنت ضحكتها ملائكية صافية معبرة عن انبهار طفولي لا يوصف..لقد كانت وفاء ..باللحم والدم والعظم والإبتسامة الهاربة من ريشة دي فينتشي والمائلة بإصرار وعناد نحو اليسار..إلى الأسفل قليلا..تماما جهة القلب...

يتبع... ...

وفاء الحمري
04/03/2009, 04:33 AM
اتركني اذهب الآن لاعود اليك في وقت لاحق لاجذب في حضرة لوحاتك الهاتكة جذبة كناوية :D
كنت صادقا في نظراتك يا ابراهيم التي لم تقو عليها لانها الحقيقة
نحن التقينا على الواقع في لقاءات واتاوية في سفارة المغرب وكنت الحيي الوقور فعلا وهذا ما اردده دائما في العلن وفي ردودي عليك
بوركت من انسان مثقف جدا خلوق جدا وهذا نادر جدا
احييك يا ابن امي وبلغ تحياتي للثريا المضيئة وفراخها الجميلة ...
:fl:

..

كمال دليل الصقلي
04/03/2009, 05:32 AM
أترون ذلك الضوء الخافت المنبعث من هناك؟؟
لماذا لا نقوم بجولة ليلية تجسسية على سكان ذلك المكان ؟
امتطينا صهوة البساط السحري ،واختفينا وراء طاقية سحرية وأخذنا في التجسس رويدا رويدا...
كان طارق موقدي يرتدي لباسا رياضيا يبدو أنه أصغر مقاسا من جسمه القوي ،في فمه غليون يعود الى حقبة البرجوازية المتطلعة في جرمانيا ،وفي يده اليسرى فرشاة فيها قليل من الصباغة ...أمامه انتصبت لوحة في مراحلها النهائية ،تتصدرها هيئة امرأة ظننتها لأول وهلة وفاء الحمري ،وهي تبتسم ساخرة على شح الفنان الذي لم يوفيها حقها من الصباغة والألوان التي تستحقها...
كانت نظرة وفاء تختزل كل النظرات التي سبق لي أن اطلعت عليها في كتاب المنفلوطي"النظرات والعبرات" ،لقد كانت قوية جدا لدرجة أني لم أقو على النظر اليها رغم كونها جزءا من عالم مصبوغ فقط...
أشحت بوجهي عن اللوحة الجميلة ،لأتعرف على باقي سكان البيت العجيب ،فإذا بي أرى عبد الرشيد الحاجب واقفا أمام المراة ينظر الى المعطف الطويل الذي ورثه من جده رحمه الله ،كان الحاجب مزهوا بالمعطف ،وكنت مزهوا بالحاجب في وقفته الاسطورية المتأملة للكون من خلال المراةالتي تعكس المعطف وصاحبه الجديد....
في غمرة تأملاتي لهيروغليفيات هذا المشهد المتعدد ،سمعت دويا وصراخا على مقربة مني ،التفتت لأجد أكراد الورايني وقد خر ساقطا بعد أن وضع رجله اليسرى على قشرة موزة كانت قد ألقت بها مريم ابويه بعد أن التهمت ثمرتها التهاما...كان أنين محمد خافتا رغم الألم الشديد الذي أحس به في أعلى الكتف.فمحمد رجل لا يهاب الموت ولا يبكي كالأطفال ،ثم إنه سيكتب قصة قصيرة جدا يلخص فيها الماساة الكبيرة جدا التي ألمت به...
يتبع...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أيها الجاسوس.
أعرف أنك والجاسوسية توأمان لا ينفصلان .التجسس ليلا معناه الوقوف على عالم آخر له طقوسه وعاداته وميولاته...وهي طقوس عادة ما تكون منافية للأخلاق...والمدينة التي برمجتها اليوم لتتجسس عليها وترفع تقريرك المفصل إلى رئيسك ليرضى عنك ،لن تشفي غليلك .لأنها مدينة ليس كباقي المدن.هي مدينة المعاتيه والمتناقضات:
طارق بلباسه الرياضي وغليونه في فمه. ما علاقة الرياضة بالغليون؟؟ ثم إنك نسيت أن تتجسس على غليون طارق.ماذا بداخله؟ ماذا يدخن طارق؟ لدرجة أن صاحبة الجذبة والتي كثرت جذباتها هذه الأيام - وأحمد الله أن متصفحي خال من جذباتها لأنه معقم - ثارت ثائرتها لأن طارق لم يوفها حقها كاملا من الصباغة ،وأنت تعلم أنها تعشقها حتى النخاع.
وعبد الرشيد الذي فرح لموت جده فعوض أن يركب حصانه الأصيل ، لبس سلهامه الأكبر منه حتى غذا مثل بهلوان سيرك.
ومحمد أكراد الورايني الذي وقع أرضا بسبب قشرة موز ماذا دهاه؟ أتراه يذهب إلى مزبلة المدينة لاقتناص تيمات قصصه القصيرة جدا . ولما لم يجد ما يقتنصه ،اقتنصته قشرة موز ،ستحكي عنه وعن سقطته الجميلة في سوق الخضر.
أليست هذه مدينة المعاتيه ، ولن تجديك نفعا أيها الجاسوس؟
تحيتي للجميع.

ابراهيم ابويه
05/03/2009, 01:42 AM
اقتربت من غرفة مقفلة يصدر منها ضجيج وضوضاء وكلام كثير غير مفهوم ،أو هكذا خيل إلي في بادئ الأمر...نزعت أذني من مكانها الطبيعي ،ودسستها تحت باب الغرفة بأناة..."لماذا تصرون على اللولوة والعنعنة والفمفمة واللكلكة والتكتكة والمضمضة والخشخشة أيها التنابل؟؟"كان هذا صوت عامر العظم بلا شك ! ربما أنه مغتاض من أمر ما أو من عضو ما أو منهم جميعهم !
"يا سيد عامر ،نحن لا ندافع عن أحد ،لكننا كنا في الحقيقة نساعد رئيسنا في إقفال الأبواب السبعة..."قال منصور بصوت فيه كثير من الاحترام المحشو بالفستق البلدي.