حسن عبدالحميد الدراوي
12/03/2009, 01:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
في ليلة مقمرة وصلتني رسالة على هاتفي المحمول وجلست أقرأها على الضوء الخافت المنبعث من الهاتف وإذ بي أسرح بخاطري في معانيها ومفرداتها وأتذكر أسرار الجمال في هذه اللغة التى وإن قرأت كلمة إلاّ وتجد حلاوةً وطلاوةً وطعماً تجعلك منتشيـــاً .
وفي نظرة متأنية لها تجدها من أقدم اللغات التي مازالت تتمتع بألفاظٍ وتراكيب ٍونحـوٍ وصـرف وخيال مع قدرتها على التعبير عن مدارك العلوم المختلفة ومن مميزاتها أنها بطيئة التطور ولولا هذه الميزة لم يستطع أبناء هذا العصــر أن يقرؤوها القرآن الكريم أوالحديث الشريف أو الشعر الجاهلي فيفهمونه كما يفهمون مايكتب لهم اليوم .
ويقول المستشرق ـ فركســـــــون :
{ إن اللغة العربية لغة محافظة تتغير ببطء ، فدرجة الاختلاف مثلا بين عربية القرن الثامن وعربية القرن العشرين أقل قلة واضحة منها بين انجليزية هذين القرنين }.
فهذه الروح المحافظة كان لها أثر في الإبقاء على اللغة دون تغيير تقريبا طوال العصور ، وأضعفت تأثير الزمن فأمكن للأدب العربي والقرآن الكريم أن يقرأ اليوم في سهولة ويسر وقللت أيضاً من آثار البيئات المختلفة فأمكن للعرب في مختلف أنحاء العالم العربي أن يتحدث بعضهم إلى بعض دون صعوبة ظاهرة .
وهي من أشرف اللغات ولقد شرفها رب العزة والجلال بأن جعلها لغة القرآن الكريم ، ويقول الأديب العربي عباس محمود العقاد :
إن اللغة العربية مخدومة ، بتضافر أبنائها على العناية بها منذ عصر الجاهلية ، وتجددت هذه العناية بعد ظهور الإسلام ، حتى أصبح العلم باللغة العربية علماً بالدين .
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما سمع مَنْ يَلحن في قوله : أرشـــدوا أخاكم فقد ضــل
وأمـر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بتعلم العربية إذ قال :
تعلموا العربية فإنها تزيد في المــــروءة .
وعندما سمع ابن الخطاب ، رضي الله عنه ، رجلاً يتكلم في الطواف بالفارسـية ، أخـذ بِـعَـضُـده وقال :
ابتغ إلى العربية سـبيلا .
وقال أبوبكر الصديق ، رضي الله عنه : لأن أقرأ وأسقط أحب إليّ من أن أقرأ وألحن .وقد نـفر عبدالله بن الخطاب رضي الله عنهما ، من رجل لحن بجانبه فخاطبه قائلاً :
إما أن تَنَحّي عـنا وإمـا نثتّنحى عنـك .
وقد أعطى عمر بن عبدالعزيز رجلاً من بني عبدالدار مائة دينار بدلاً من مائتين لأنه لحن في الأسماء الخمسة قائلاً : من بنو عبدالدار .
وقال إبان بن عثمان : اللحن في الرجل السوي كالتغير في الثوب الجديد .
وقال ابن شبرمة : إن الرجل ليلحن وعليه الخز الأدكن ، فكأن عليه أخلاقاً ، ويعرف وعليه أخلاق ، فكأن عليه الخز الأدكن .
فقد قام علماء العربية على العناية بها وحفظها فراح بعضهم يجمع الأشعار والأرجاز ليتخذ منها شواهد لتفسير القرآن أوبيان أحكامه ، وراح غيرهم يجمع ألفاظ العربية من القبائل العربية الموثوقة .
وكما هو معروف ومعلوم قبل أن يبدأ علماؤنا بوضع المعاجم العامة ، فقد جمعوا الألفاظ العربية للشواهد اللغوية وتقعيد اللغة حسب اهتمامات كل منهم وأهدافه .
ولا شك أن هناك أفراداً امتازوا بثقافة لُغَوية واسعة ، فعرفوا أوجه الألفاظ وتراكيب الكلمات فهناك أعلام وشعراء عرفوا أهمية اللغة فقاموا على تسجيلها صونا لها .
ولقداستعمل الشعراء ألفاظأً كثل الكناية والمجاز حيث يمكن نقل معنى لفظ آخـر على التشبيه أو المبالغة ، مثل كلمة عين فهي تطلق على عضو الإبصار في الإنسان أو الحيوان ، ويمكن لنا أن نطلقها على الجاسوس أو لنقل عين الماء .
ألا ترى معي أيها القارء الكريم حلاوة وطلاوة هذه اللغة الجميلة .
حقاً إنها جميلة لأنها محفوظة بحفظ القرآن إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها .
حسن عبدالحميد الدراوي
في ليلة مقمرة وصلتني رسالة على هاتفي المحمول وجلست أقرأها على الضوء الخافت المنبعث من الهاتف وإذ بي أسرح بخاطري في معانيها ومفرداتها وأتذكر أسرار الجمال في هذه اللغة التى وإن قرأت كلمة إلاّ وتجد حلاوةً وطلاوةً وطعماً تجعلك منتشيـــاً .
وفي نظرة متأنية لها تجدها من أقدم اللغات التي مازالت تتمتع بألفاظٍ وتراكيب ٍونحـوٍ وصـرف وخيال مع قدرتها على التعبير عن مدارك العلوم المختلفة ومن مميزاتها أنها بطيئة التطور ولولا هذه الميزة لم يستطع أبناء هذا العصــر أن يقرؤوها القرآن الكريم أوالحديث الشريف أو الشعر الجاهلي فيفهمونه كما يفهمون مايكتب لهم اليوم .
ويقول المستشرق ـ فركســـــــون :
{ إن اللغة العربية لغة محافظة تتغير ببطء ، فدرجة الاختلاف مثلا بين عربية القرن الثامن وعربية القرن العشرين أقل قلة واضحة منها بين انجليزية هذين القرنين }.
فهذه الروح المحافظة كان لها أثر في الإبقاء على اللغة دون تغيير تقريبا طوال العصور ، وأضعفت تأثير الزمن فأمكن للأدب العربي والقرآن الكريم أن يقرأ اليوم في سهولة ويسر وقللت أيضاً من آثار البيئات المختلفة فأمكن للعرب في مختلف أنحاء العالم العربي أن يتحدث بعضهم إلى بعض دون صعوبة ظاهرة .
وهي من أشرف اللغات ولقد شرفها رب العزة والجلال بأن جعلها لغة القرآن الكريم ، ويقول الأديب العربي عباس محمود العقاد :
إن اللغة العربية مخدومة ، بتضافر أبنائها على العناية بها منذ عصر الجاهلية ، وتجددت هذه العناية بعد ظهور الإسلام ، حتى أصبح العلم باللغة العربية علماً بالدين .
ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عندما سمع مَنْ يَلحن في قوله : أرشـــدوا أخاكم فقد ضــل
وأمـر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، بتعلم العربية إذ قال :
تعلموا العربية فإنها تزيد في المــــروءة .
وعندما سمع ابن الخطاب ، رضي الله عنه ، رجلاً يتكلم في الطواف بالفارسـية ، أخـذ بِـعَـضُـده وقال :
ابتغ إلى العربية سـبيلا .
وقال أبوبكر الصديق ، رضي الله عنه : لأن أقرأ وأسقط أحب إليّ من أن أقرأ وألحن .وقد نـفر عبدالله بن الخطاب رضي الله عنهما ، من رجل لحن بجانبه فخاطبه قائلاً :
إما أن تَنَحّي عـنا وإمـا نثتّنحى عنـك .
وقد أعطى عمر بن عبدالعزيز رجلاً من بني عبدالدار مائة دينار بدلاً من مائتين لأنه لحن في الأسماء الخمسة قائلاً : من بنو عبدالدار .
وقال إبان بن عثمان : اللحن في الرجل السوي كالتغير في الثوب الجديد .
وقال ابن شبرمة : إن الرجل ليلحن وعليه الخز الأدكن ، فكأن عليه أخلاقاً ، ويعرف وعليه أخلاق ، فكأن عليه الخز الأدكن .
فقد قام علماء العربية على العناية بها وحفظها فراح بعضهم يجمع الأشعار والأرجاز ليتخذ منها شواهد لتفسير القرآن أوبيان أحكامه ، وراح غيرهم يجمع ألفاظ العربية من القبائل العربية الموثوقة .
وكما هو معروف ومعلوم قبل أن يبدأ علماؤنا بوضع المعاجم العامة ، فقد جمعوا الألفاظ العربية للشواهد اللغوية وتقعيد اللغة حسب اهتمامات كل منهم وأهدافه .
ولا شك أن هناك أفراداً امتازوا بثقافة لُغَوية واسعة ، فعرفوا أوجه الألفاظ وتراكيب الكلمات فهناك أعلام وشعراء عرفوا أهمية اللغة فقاموا على تسجيلها صونا لها .
ولقداستعمل الشعراء ألفاظأً كثل الكناية والمجاز حيث يمكن نقل معنى لفظ آخـر على التشبيه أو المبالغة ، مثل كلمة عين فهي تطلق على عضو الإبصار في الإنسان أو الحيوان ، ويمكن لنا أن نطلقها على الجاسوس أو لنقل عين الماء .
ألا ترى معي أيها القارء الكريم حلاوة وطلاوة هذه اللغة الجميلة .
حقاً إنها جميلة لأنها محفوظة بحفظ القرآن إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها .
حسن عبدالحميد الدراوي