المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سيناريو الحروب القادمة



مروان المواذنة
13/03/2009, 02:40 PM
سيناريو الحروب القادمة
بعد حالة الضياع والانهيار ومتلازمة فقدان الهوية،التي عصفت بالعرب في اوائل التسعينيات من القرن الماضي،والتي كانت اولى اعراضها اجتياح الكويت من قبل صدام حسين،صار من الممكن الان رسم خرائط جديدة بالون الاحمر والاسود توجه دفة عرب اليوم.
فلا نستغرب ان طرقت مسامعنا ان مصر اجتاحت السودان او تهاوشت مع ليبيا ولانستغرب لو سمعنا ان الجزائر قصفت المغرب بالمدافع والطائرات او العكس،بيد أن اكثر الحكومات قبولا للعب دور المقاتل بالنيابة هي حكومات وشعوب الشرق الاوسط .
لقد شهد ولا زال الجزء الشرقي مما يسمى بالوطن العربي معارك وحروب اسالت كثيرا من دماء شعوبه في جولات كان اغلبها ضد مصالح تلك الشعوب، تلملم شيكاتها قلة من الطغمة الفاسدة من مرتزقة الدم وقوادي لندن وواشنطن.
ان القيادة العليا للجيوش العربية وانظمتها في الغرب الاوروب-امريكانا،يحاولون اليوم توجيه اللجام الى حلبة الصراع الداخلي بمعنى اخر الصراع العربي- العربي،وتعبئة وشحن مشاعر الشعوب العربية ضد بعضها البعض.
بداية من جمجمة العرب العراق لايخفى خبرا ماحل به من كوارث طائفية داخلية كانت ضحاياها تفوق ضحايا حروب العصر العراقي الحديث باكمله.امتدادا الى فلسطين ومطارق فتح وحماس،محاولة زعزعة الاستقرار الاجتماعي في مصر مابين الاقباط والمسلمين،مساندة المد الشيعي في الخليج وسوريا للوصول الى حالة التوازن في الكثافة السكانية ما بين السنة والشيعة وبالتالي انزال اكبر قدر ممكن من الخسائر عندما يدق الاله الغربي ناقوس الحرب الطائفية هنا.
ان ماتحتاجه الحرب(شوية مبررات)لااكثر اذا مااخذنا بالحسبان حالة الانصياع والخنوع الكامل للقائد العربي العظيم،اذ من الممكن بسهولة ان تُطـوَق سوريا عربيا بانها تساند الفرس ومن الممكن اسلاميا بحجة الاسرة العلوية الحاكمة ومن الممكن عالميا بحجة انها ارهابية ولك ماشئت من الحجج والمواويل مابين أي دولة عربية واخرى.
ان هذه الامور ليست خاصة بالعرب فلاننسى ان اوروبا الصليب تصارعت عالميا في معاصر الحرب ب50 مليون قتيل ابان الحرب العالمية الثانية وكانت الحجج جاهزة كالنازية ،الشوفينية ،الهولوكوست والقومية...الخ.
لقد كان لحرب النيابة في الشرق الاوسط كما الحال في حرب الخليج الاولى التي امتدت ل8 سنوات فوائد جمة اعادت على الغرب بالنفع والانتعاش الاقتصادي نتيجة ماكان يصدره الى المنطقة من سلع مختلفة مادية وبشرية ،وبالتالي فان الحري بهذه الدول اليوم ان تعاود الكرة لحرب نيابية جديدة تنعش اقتصادها المهتز دون أي خسائر تذكر في صفوفها.
خلاصة القول ان منطقة الشرق الاوسط لم تدخل الحرب الحقيقية الحاسمة،وان ماجرى وكان وسال لم يكن الا تمهيدا لسيناريو الحرب القادمة التي سيكون اولى ثمارها تغييرا سياسيا وجغرافيا واجتماعيا...كما حصل مسبقا بعيد انهيار الدولة العثمانية