المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : توريط مصر في الحرب على المقاومة الفلسطينية



د. محمد اسحق الريفي
13/03/2009, 05:01 PM
توريط مصر في الحرب على المقاومة الفلسطينية

أ.د. محمد اسحق الريفي

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون والكيان الصهيوني إلى توريط مصر في الحرب على المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حركة حماس، وذلك عبر ابتزاز مصر وإجبارها على المشاركة في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة لمنع تهريب السلاح إلى غزة وحماية أمن كيان الاحتلال الصهيوني.

فقد جعلت الولايات المتحدة مهمة محاربة إمداد غزة بالسلاح أولوية لها، بالشراكة مع الكيان الصهيوني، وفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعتها ليفني ورايس (16/1/2009) قبيل نهاية الحرب الصهيونية على غزة، والتي تهدف إلى حشد القوى الدولية والإقليمية لمنع تهريب السلاح إلى غزة. وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى إنجاز هذه المهمة عبر إسنادها إلى قوى إقليمية في منطقتنا تعمل بالتوازي مع قوى عالمية، مهددة بمعاقبة الدول التي تمد غزة بالسلاح أو تلك التي ترفض المشاركة في هذه الحملة الدولية الرامية إلى تضييق الخناق على غزة ومنع المقاومة الفلسطينية من امتلاك السلاح أو تطوير قدراتها العسكرية.

ويأتي اجتماع لندن اليوم (13/3/2009) واجتماع كوبنهاغن الذي سبقه (6/2/2009) للبحث عن آليات لتفعيل ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في مذكرة التفاهم. وبما أن نجاح هذه الحملة يعتمد إلى حد كبير على التعاون الإقليمي في هذا المجال، فستتضمن هذه الآليات تعميق تورط بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة وخصوصاً مصر في عملية منع دخول السلاح إلى غزة والتعاون الأمني والاستخباراتي والعسكري مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين والكيان الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية. فصحيح أن قادة الكيان الصهيوني أدركوا مدى صعوبة تحقيق أهدافهم العسكرية بكسر شوكة المقاومة الفلسطينية أو إضعافها، وأن المواجهة العسكرية مع حركة حماس تكلف جيش الاحتلال ثمناً باهظاً، غير أن هذه الحملة الدولية لها أبعاد أخرى، في تهدف إلى تجنيد مصر للتصدي للمقاومة الفلسطينية وتشويه القضية الفلسطينية.

وقد تبدي مصر ودول عربية أخرى رفضها للمشاركة في هذه الحملة، ولكنها عملياً لا تستطيع مقاومة الضغط والابتزاز الأمريكي. وفي الحقيقة، يطمح الأمريكيون وحلفاؤهم الأوروبيون والصهاينة إلى تحويل الصراع الصهيوني–الفلسطيني إلى صراع مصري–فلسطيني، ويحرصون على استغلال التناقضات بين حركة حماس والنظام المصري ويعملون على تعميقها، لاختزال القضية الفلسطينية في مشكلة "غزة المتمردة"، بحسب وصفهم، والتأثير السلبي على التفاعل الشعبي العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية.

ومن المؤسف أن نجاح هذه الحملة يعتمد على تعاون دول عربية "معتدلة" مثل مصر!! فالكيان الصهيوني يملي مطالبه على العالم من خلال الولايات المتحدة، التي تبادر إلى قيادة الحملات الدولية وتمولها وتدعمها تقنياً ولوجستياً، وتستغل نفوذها لإصدار القوانين الداعمة للمطالب الصهيونية، وتتوعد العرب الذين يستنكفون عن التعاون معها بالعقوبات الصارمة. أما الدول الأوروبية المتحالفة مع الولايات المتحدة، فتقوم بوضع الآليات لتفعيل الخطط الأمريكية وتتولى العمل الدبلوماسي "الناعم" وتوجيه العرب وإرشادهم إلى المساهمة الفاعلة في هذه الحملات، لتجد الدول العربية "المعتدلة" نفسها مضطرة إلى الموافقة على ما يطلب منها دون تلكؤ. وفي نهاية المطاف، يتولى رجل الأمن العربي وخصوصاً المصري مسؤولية التنفيذ، ليتحول إلى حارس مخلص وأمين للاحتلال...!!

ورغم ذلك، يدل اجتماع لندن وما سبقه من اجتماعات على أن هناك تراجعاً في الموقف الدولي تجاه حركة حماس، سيما بعد فشل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون والعرب والكيان الصهيوني في إقصاء حركة حماس عن السلطة وكسر إرادة شعبنا الفلسطيني وتحريضه ضد حركة حماس، إضافة إلى فشل الكيان الصهيوني في القضاء على حركة حماس وإضعافها عبر شن حرب عسكرية وحشية على شعبنا الفلسطيني في غزة...

ولكن أين الجهود العربية للتصدي لهذه الحملة وحماية المقاومة الفلسطينية؟!

إن رد شعبنا الفلسطيني على هذه الحملة هو رفض المساومة على حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال. أما بالنسبة للعرب، فإن تزويد غزة بالسلاح هو مقياس للتضامن مع الشعب الفلسطيني ونصرة القضية الفلسطينية.

13/3/2009

ناصر عبد المجيد الحريري
13/03/2009, 11:45 PM
تورطت مصر الرسمية وليست الشعبية فعلًا بالحرب على المقاومة الفلسطينية ، حينما سكتت خلال فترة العدوان على غزة ، والتي انهكت الحجر ولم تنهك البشر لأن المقاومة باقية ما بقي الاحتلال .
إن استغلال جوار مصر لغزة بطبيعته الجغرافية ،أعطى للولايات المتحدة الأمريكية ، و لغيرها من الدول الغربية المبرر للضغط على مصر من أجل منع وصول السلاح للمقاومة على اعتبار أن المنفذ الوحيد لهذا السلاح هو مصر .
لكن هل تفعلها مصر ، وتشارك في الحرب على المقاومة ؟
أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال ، صعبة ، بسبب طبيعة العلاقة التي تربط بين المقاومة الفلسطينية والشعب المصري والشعوب العربية ...

ماهر خالد قطيفان
14/03/2009, 12:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور محمد بارك الله فيك
هذا الموضوع أساسه واحد ولكن تختلف فيه العناوين و أسلوب الطرح
من يقود مصر ليس إنسانا غير عاقل أو طفلا حتى يملي عليه الاعداء ونقول انه تورط
لا يوجد عاقلا يتورط . من يلزمه على ذلك . ولماذا لم يتورط البعض من الغير
هكذا يرى مصلحته (إفناء المقاومة ) ليستريح رأسه . بل ينتظر مصيره
لأن المقاومه تسبب إزعاجا له ولغيره يريدون منطقة سلمية مستسلمه
كما قال البعض من العوام (اليد يلي ما بتقدر عليها بوسها وإدعي عليها بالكسر)
حتى يأتي يوما ويقولون الرجل اللي مابتقدر عليها خليها تدعس عراسنا وندعي عليها بالكسر ولا يصير فينا مثل غزه
أخي محمد في اليوم الذي توقفت فيه العمليات العسكريه قلت أخذوا يلي بدهم ياه لأنهم جسّوا نبض خصمهم
رغم صمود المقاومة لكن كان هناك ذل ممن كان بإمكانهم أن( يقفوا و لكنهم لم يقفوا موقفا ولم يتكلموا بكلمة )
والله لو وقفوا لأخذ أصحاب الحقوق حقوقهم وبنيت بيوتهم .............................
وكان أيضا بإمكانهم وضع استرتيجية للدفاع عن فلسطين وإدخال السلاح إلى كل فلسطين
ولكن ليس لهم مصلحة بذلك لأن ذلك سيكلفهم تعب وسفر وقلق وخوف او إقصاء وكف يدهم منع العون لهم
لذلك أقول أيضاأن المنظمات الرسميه الفعالة بغض النظر عن الحكام
أثبتوا طيب قلوبهم وذلك بنسيان الدماء و الأشلاء والدموع
أصبحوا كالمستغيث للمطر . بعد هطول المطر تركوا الإستغاثة ونسوها
حتى المحطات الفضائية أبكتنا وقتها بالصور والموسيقا التصويرية ,
الآن لا نريد صور نريد على الاقل موسيقا تذكرنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
صدق القائل وإذا لم يغبّر حائط في وقوعه فليس له بعد الوقوع غبار
ولا حول ولا قوة إلا بالله

Dr. Schaker S. Schubaer
14/03/2009, 03:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): أعداء الأمة يتعلمون من م.بارك .. فلا يحتاج إلى توريط!
قال أحد معاوني م.بارك الله يلعن الشيطان الذي أغوى الرئيس م.بارك. فرد الشيطان: الله يلعن مبارك الذي أغواني! ماكنت أحلم أنني سأصل إلى هذا المستوى من الخيانة للأمة! أود أن أقول لأخي الكريم المجاهد الكبير المرابط الأستاذ الدكتور محمد الريفي بأنك تضع الأمر وكأن مصر م.بارك لا تريد وأن ضغوطاً عليها تمارس، وهي تقاوم. أليس م.بارك هو سمسار تمرير أجندة العدوان على الأمة؟! أليس هو الذي مهد للعدوان على العراق الشقيق من خلال إفشال أجندة مؤتمر الجامعة العربية بالقاهرة؟! حتى في اجتماع الرياض الأخير؛ من الذي له تحفظات على المشاركة القطرية؟! الرئيس م.بارك كتلة من الفسق، فلا يحتاج إلى إغواء! أم صدقت كلامة ليغطي خيبته بعد وقوف المقاومة لدى أهل الرباط على أرجلها!

أوافق أخي الكريم الأستاذ ماهر قطيفان فيما ذهب إليه، فمن يقود مصر ليس إنسانا غير عاقل أو طفلا حتى يملي عليه الاعداء ونقول انه تورط، لا يوجد عاقلا يتورط . من يلزمه على ذلك ؟! ولماذا لم يتورط البعض من الغير. وقد أشرنا في مداخلة سابقة أن الخديوي م.بارك أدخل مصر في عصر الانتداب والوصاية من جديد.

والله المستعان!

وبالله التوفيق،،،

د. محمد اسحق الريفي
14/03/2009, 11:01 PM
أستاذنا الكبير المفكر الدكتور شاكر شبير،

أشكرك جزيل أنت والأستاذ ماهر خالد قطيفان وجميع الإخوة والأخوات المداخلين في هذا الموضوع.

لا أختلف معكم في أن من النظام المصري يرى في صعود حركة حماس مصيبة كبرى وتهديدا استراتيجيا له، مع يقيني بأن حركة حماس لا شأن لها بالوضع الداخلي المصري، ولا يمكن أن تتسبب في زعزعة النظام المصري. هذا الموقف المصري عبر عنه الرئيس المصري حسني مبارك بشكل واضح عندما قال إنه لا يقبل إقامة إمارة إسلامية في غزة، زاعما أن مثل هذه الإمارة تهدد الأمن القومي المصري!!! كما أعرب مبارك عن تأييده لنزع السلاح من المقاومة الفلسطينية في غزة، زاعما أن المقاومة تهدد أمن المنطقة واستقرارها. وبرغم اتفاقي معكما إلا أنني أخافكما في عملية التوريط، فمصر متورطة حقا، وهناك ابتزازات أمريكية لمصر وتهديد بوقف المساعدات الأمريكية لمصر. ولا شك أن هناك تهديدات أمريكية للنظام المصري من نوع آخر، وهي تنحية مبارك عن الحكم واستبداله برئيس آخر ينفذ الإملاءات الأمريكية والصهيونية دون تحفظات أو شروط.

والله أعلم

يمامة
14/03/2009, 11:42 PM
أستاذنا الكبير الدكتور الريفي

يقول المثل ، أو إن الواقع المتعارف عليه ، أن الذي يتنازل مرة فإنه سيتنازل الف مرة ، وحسني مبارك قد تنازل مرات وليس مرة واحدة ، وإنني أعتقد بأنه دخل طريق الا عودة ، وإن كرته قد أحترق عربيا ودولياً ، ولذلك إنني أعتقد بأن تغييره بات وشيك للغاية ليس من الشعب المصري ، بل من القوى الدولية التي لا هم لها غير حماية الكيان الصهيوني ، والتي كانت تراهن على قيام مبارك بالمهمة ولكن اللعب على هذه الورقة أصبح مكشوف ، ومن يراهن على حسنى مبارك اليوم فإنه متيقن بأنه يراهن على الحصان الخاسر ، وإن أمريكا والدول الأوربية ليست بهذا الغباء كي تراهن على الحصان الخاسر ، وإنني أرى أن مواصفات الرهان قد بدأت تتغير بتغير لهجة أوباما والبريطانيين اتجاه حزب الله وسوريا وأيران .

تحية متأملة .

د. محمد اسحق الريفي
14/03/2009, 11:52 PM
أختي الكريمة الأديبة يمامة النطيط،

أتفق معك جملة وتفصيلا في هذا التحليل العميق لمراهنة الأمريكيين وحلفائهم الغربيين على مبارك. أظن أن الأمريكيين يسعون الآن لتنصيب جمال مبارك رئيسا على مصر، وقد أعربت جهات رسمية أمريكية عن رضاها عن جمال مبارك وثقتها به، ولكن وحتى يتم تجهيز جمال لخلافة أبيه، فإن الأمريكيين سيحاولون الاستفادة إلى أقصى حد من الرئيس مبارك.

أشكرك جزيلا على مرورك الكريم ومشاركتك الواعية.

تحياتي وتقديري