المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زاوية لنشر قصائد وأشعار عبد الناصر أحمد الجوهري



محمود سلامه الهايشه
14/03/2009, 10:42 AM
سوف نقوم بمشيئة الله تعالى بتخصيص هذه الزواية لنشر جميع قصائد وأشعار الشاعر الفذ / عبد الناصر أحمد الجوهرى .. وهنا وفي أول حلقات تلك الزواية سوف نخصصها في نشر سيرته الذاتية لكي يتعرف قارئنا الكريم بهذا الشاعر ويقترب أكثر منه، متمنين للجميع قضاء وقت سعيدا وشيقا مع تلك الكلمات والأشعار والقصائد الرائعة.

السيــرة الذاتيـــة
- عبد الناصر أحمد الجوهرى محمد
- اسم الشهرة : عبد الناصر الجوهرى
- ولد فى 28/7/1970 م دكرنس – دقهلية – مصر
- تخرج فى إدارة الأعمال – المعهد الفنى التجارى بالمنصورة عام 93 .
- شاعر ومؤلف مسرحى ومحرر صحفى ويكتب الدراسات الأدبية والنقدية .
- عضو نادى أدب قصر ثقافة المنصورة .
- عضو منظمة الكتاب الأفريقيين والأسيويين .
- عضو إتحاد كتاب مصر
- عضو النقابة العامة للصحافة والإعلام .
- من الشعراء المعاصرين الذين ضمهم معجم أدباء مصر الصادر عن هيئة قصور الثقافة عام 2004 م .
- عمل كمسئول عن القسم الأدبى بجريدة الوقائع التى تصدر من القاهرة – مايو 2004 .
- عمل بصحيفة النيل والتى تصدر من المنصورة كمسئول للقسم الأدبى .. سبتمبر عام 2002 م
-
-
 النشــــر :-
- نشر قصائده فى المجلات المصرية مثل مجلة : (الشعر - الهلال – حواء – أوراق ثقافية – سطور – التصوف الإسلامى – المجاهد – صوت فلسطين - إبداع – الثقافة الجديدة – البداية –المحيط الثقافى - ) .
- نشرت كذلك قصائده فى الصحف المصرية مثل جريدة ( المساء – الميدان ، الزمان ، الخميس ، الأيام ، العروبة ، النبأ الوطنى ، الرأى ، أخبار الأدب ، العربى ، البلاغ ، النداء الدولية ، الأهالى ، الوقائع العربية ، الراية المصرية ، اللواء العربى ، القاهرة ، الجورنال ، القرار ، آفاق عربية ، الأسبوع ، العمال ، الأنباء الدولية - ) .
- نشرت كذلك قصائده فى المجلات العربية مثل ( العربى – الشاهد – الصدى – الحوادث – تراث - حياة الناس - عمان - ).
-
 التسجيلات الإذاعية :
- إستضافه الأستاذ / عبد البديع فهمى بإذاعة صوت العرب فى برنامج ( موعد مع الشعر ) الأحد 3 أكتوبر 1999 م .
- قات إذاعة البرنامج العام بمناقشة ديوانه " الشجو يغتال الربيع " تحليل الشاعر والناقد / عبد المنعم عواد يوسف فى برنامج " مع الأدباء الشبان " تقديم العجيمى السبت 4 ديسمبر 1999 م
- أذاع له برنامج المجلة العسكرية حوار بإذاعة القاهرة الكبرى فور فوزه بجائزة مجلة النصر الأدبية الأربعاء الموافق 8/5/2002 م .
- أذاع له برنامج الصالون الثقافى فى إذاعة وسط الدلتا إحدى قصائده بالمناقشة التى شارك فيها مع كوكبة من أدباء الدقهلية وذلك فى افتتاح إتحاد كتاب الدقهلية الاثنين ت17/2/2003 تقديم بهاء عبادة .
- أذاعت له إذاعة وسط الدلتا إحدى قصائده فى برنامج ( جولة فى قصور الثقافة ) تقديم عبد المنعم عبد الخالق – السبت 12/2/2005 م
- أذاعت له إذاعة الإسكندرية إحدى قصائده فى برنامج ( نجوم فى دائرة الضوء ) وكذلك برنامج ( أدباء على الطريق ) الثلاثاء 30/2/2004 م .
- أذاعت له إذاعة البرنامج العام إحدى قصائده فى برنامج ( ألوان من الشعر ) وذلك فى مارس 2004 م .
-
 التسجيلات بالتلفزيون :
- أذاع له برنامج ( سلام سلاح ) بالقناة الثالثة قصيدته الفائزة بالمسابقة الأدبية بمجلة النصر
الثلاثاء 7 /5/2002 م .
 الجوائز المحلية التى حصل عليها : -
- المركز الأول : فى شعر الفصحى فى مسابقة شرق الدلتا الثقافي مايو عام 2000 م .
- المركز الثالث : فى شعر الفصحى فى المسابقة الأدبية لفرع ثقافة الدقهلية فى عام 2002 .
- المركز العاشر : فى شعر الفصحى بالمسابقة الأدبية بمجلة النصر العسكرية التى أقامتها القوات المسلحة فى أكتوبر عام 2001 .
- المركز الأول : فى المسابقة الأدبية التى أقامتها الإدارة العامة لثقافة المرأة التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة فى شعر الفصحى عام 2003 م .
-
 الجوائز العربية التى حصل عليها : -
- المركز الثانى : بمسابقة نادى تراث الإمارات – بدولة الإمارات العربية المتحدة فى الشعر الفصيح أغسطس 2003 م .
-
 صدر له :
- الشجو يغتال الربيع – مايو 1999 م – مجموعة شعرية – طبعة أولى – على نفقته الخاصة .
- الشجو يغتال الربيع – مايو 2000 م – مجموعة شعرية – طبعة ثانية – على نفقته الخاصة – مطبعة المهندس .
- الدقهلية عروس الشعر - فبراير 2000 م – مشترك مع أخرين –سلسلة كتاب الأدباء – الهيئة العامة لقصور الثقافة .
- حبات من دموع القمر – يناير 2002 م – مجموعة شعرية - طبعة أولى – على نفقته الخاصة - مطبعة الشربينى .
- الشمس تلملم أسمالها – مارس 2003 – مسرحية شعرية – سلسلة إبداعات – فرع ثقافة الدقهلية .
-
 تحت الطبع :
- ماذا جنت العصافير من عشقها ؟ ديوان شعر -للبحر أشواق المرافئ .... ديوان شعر
- ترتيل أخر للسماء......... ديوان شعر - إتركونى فى بلاد الله ......... ديوان شعر
- غيمات الغربة .. نبض الوطن ...... ديوان شعر - المهرج لا يستطيع الضحك ... ديوان شعر
- لا يدرك الرمل لغة البحار ....... ديوان شعر - البحر ينزف ..والأعماق أعماق .. ديوان شعر
- وسكتت الأرض عن الكلام المباح .... ديوان شعر -عسل أبيض يا توت ....... مسرحية
- صرخة قديمة للبيع ............. ديوان بالعامية المصرية
-
 دراسات عن أعماله :
- الجوهري والشجو يغتال الربيع –دراسة : يس الفيل – نشرت بجريدة الجمهورية 6/1/2000 م
- الديوان الأول شهادة ميلاد الشاعر – دراسة : يس الفيل – نشرت بجريدة أخبار الشرقية 9/10/2000 م .
- لغة الفن والشجو يغتال الربيع : دراسة : مصطفى عبد الوهاب – نشرت بجريدة الحياة المصرية فى 21/12/1999 م .
- قراءة نقدية فى ديوان الشجو يغتال الربيع – دراسة : رفعت عبد الوهاب المرصفى – نشرت بجريدة العمال 21/2/1999 م .
- الشجو يغتال الربيع : دراسة مصطفى عبد الوهاب – نشرت بجريدة الحياة المصرية فى 21/2/2000 م .
- حبات من دموع القمر : مقال : مصطفى عبد الوهاب – نشرت بجريدة الأهرام المسائى 4/2/2002
- حبات من دموع القمر : دراسة رفعت عبد الوهاب المرصفى –نشرت بجريدة العمال 27/4/2002م ؟
- حبات من دموع القمر : مقالة : د/ فوزى خضر . نشر بجريدة المساء 27/4/2002 م
- حبات من دموع القمر : دراسة محمود نسيم – نشرت بمجلة النصر 6/2/ 2002 م
- حبات من دموع القمر : دراسة صبرى عبد الله قنديل – نشرت بجريدة المساء 15/6/2002 م
- حبات من دموع القمر – مقالة : هالة فهمى – نشرت بجريدة الزمان 28/5/2002 م
- قراءة نقدية : هذى رايتى – مقالة : د/ جمال عبد الناصر – نشر بجريدة المساء 14/4/2001 .
- الشمس تلملم أسمالها – مقالة : أحمد ذكى عبد الحليم – نشرت بمجلة حواء 18/10/2003 م .
- الشمس تلملم أسمالها : - مقالة : د . فتحى عبد الفتاح – نشرت بجريدة الجمهورية 6/2003 م .
- شمس عبد الناصر – مقالة : هالة فهمى –نشرت بجريدة الزمان – 29/7/2003 م .
- الشمس تلملم أسمالها – مقالة : عيد عبد الحليم –نشرت بمجلة أدب ونقد 5/2004 م
- الشعر والسرد الريفى المعاصر - دراسة: د .أحمد الحسينى – نشرت فى كتاب مؤتمر إقليم شرق الدلتا الأدبى 7/4/2004 م .
- العلامات فى النص المسرحى – دراسة : د . محمد زيدان – نشرت فى كتاب مؤتمر إقليم شرق الدلتا الأدبى 7/4/2004 م .
-
 دراسات نقدية له : -
- إبتسامة الجرح .. شاعرية تهرب إلى ذاكرة اللاتاريخ – دراسة نقدية – نشرت بمجلة أرواق ثقافية – التى تصدر عن إقليم شرق الدلتا الثقافى عدد ( 14 ) 2002 م
- ملامح الكتابة النسوية .. ومفارقة التخييل فى الشعر العربى – دراسة أدبية .

محمود سلامه الهايشه
15/03/2009, 10:47 PM
خافي من شغاف المتعبين

وزفي عشقك المنثور

في حضن السنابل

أَوجهك نابض يكسو الجنادل

وأنت مدينة

تبدو كما الشوق المخاتل؟

وقلبك طفلنا ذاك المدلل

قد غفا بين الجوى يرنو العنادل

أفي الأكوان أنتِ المنتهى؟

لا الرب أنت ولا الهوى دين العذارى

خبت شمس توارت للصبا

أين الجيوش وأين أشواق السرايا؟

فعودي يا منايا

ولكن مزقي كل الرسائل،

حطمي سمت المرايا

فعودي للمنى

لا كنت يوماً في سفينك راحلاً سهوا

ولا أخشى فراقك في مواقيت المواجع

ولا وسط المعارك قد سبينا

غير المواجيد التي تدمي الأضالع

ولا أنت الشموس على الربا

تشجي الجدائل

أليس لديك أودية؟

سترمح فوق أعشابي الأيائل

أليس لديك أفئدة

لتذوب في أفياء الخمائل؟

فعودي للمنى صهدا

فلا أنت الثريا

قد تحن إلى الهيام

ولا عيونك (عبلة)

تغري الفوارس

ولا صار التشبب

يستبيحك للرؤى بين المجالس

فعودي للمنى خدرا

فيأبى العشق إن يبتاع ذكرى العاشقين

ويأبى السهد

أن ينسل في الجرح الدفين

فخافي من شغاف المتعبين

فهاتفك الحبيس كما غرامك

ربما أخفى وراءك

كل شئ للحنين

فعودي للمنى

حلماً

سواقينا نمت ثم ارتمت

تحت الظلال

وتحت أقدام السنين

فعودي للمنى توقاً

حقولك لا تنام سوى

على عزف الغدائر

حين تهمي للعرين

فعودي للمنى

لا تغلقي كل النوافذ

هاتفي يهوى الرنين

فعودي للمنى

إني أحبك

فارحمي قلباً طواه البين

في الماضي الحزين


شعر: عبد الناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
21/03/2009, 01:18 PM
ما لنا لا يكون لكم

أيها الأغبياء ..
خبت شمسكم
إن شمس الإله
ستشرق من فوقنا
مثلما
تملأ الان وديانكم
يا ترى ما الذي
قد يجرد منا البلاد ..
ويهدم جدرانكم ؟
إنها نفس أفخاخكم
مالكم
تسفكون دماء الظلال ..
على أعتابكم
أيها الأغبياء تفيء الصباحات ..
من فضلكم
أوقفوا مرة زحف قرصانكم
مالنا لا يكون لكم !!
وقصيدي سيألف نفس الجوار ..
سينبت زنبقة فوق قضبانكم
طهروا كل مستوطنات الخنا
قبل إشهار أسفاركم
أعلنوا ما طواه الشغاف ..
على جرح أوطانكم
أيها الأغبياء .. كفى
وفروا كذبكم
غالنا المستوطنون ..
حين يعاود كره أسلافكم
إنها كرمة في رقاب النواطير ..
لا تستخف سوى عرشكم
فإذا أذن الله للشمس ..
أن ترتدي حلة
حين تشرق في برنا
إلزموا بركم
علها تشرق الان في قلبكم !!

شعر: عبد الناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
23/03/2009, 01:55 PM
زفرة لمسبحة السماء
مهداه إلى صديقي الإنسان أحمد أبو بكر

شعر : عبد الناصر الجوهري
عضو اتحاد كتاب مصر
عضو اتحاد كتاب الأنترنت العرب

سبب كتابة هذه القصيدة كما يقول الشاعر:
أراني صديقي رجلا أشعثا أغبرا يسقي القطط في المساء بين شوارع مدينتا الحالكة فأوحى لي بهذي القصيدة …

-----------------


أنا القط أحكي عيون الغرابة
أرتني السماء
حكاية مهابه
لشيخ نحيل
بالية كالخريف ثيابه
يوزع في الليل ماء
ويشبع حتى طريدي الخرابه
ويحنوا علينا
ويمسح فروي
وأبتل كلي
واهوى شرابه
وينأى بعيدا يغني
وكنت أظن لديه تقاسيم كهل
تداري الكأبة
ولكن يلمع في الحي
بردي
وحلمي
وأمضي أزف وراء المسائي
جنون اغترابه
حكيت لكل الشوارد مثلي
فأبكيت هري العشيق
وحنت صبابة
أنا القط أعلن
بين سرايا النجابة
لهذا المحب صديق المواء
وأعطف قلب يمر بغابة
أنا القط بدلت حدسي
سأعلن بين القبائل
عجزي وكلى رحابه
سأحكي لأسفلت تيهي
لأخر جرح
ينوء سرابه
فيا ليتني قد تعلمت يوما
لأفضي إلى صمت تلك الجرار
فنون الكتابه
لكنت أذعت حكاياه للعابرين
وطفت الشوارع مثله
ألملم خطو انسحابه
من الأن تبت ,,
كفاني خطابه !!

محمود سلامه الهايشه
02/04/2009, 07:11 PM
وطنٌ يسكن فينا

عبد الناصر الجوهري

يا سكين الغربة..

أرسم بين ضلوعي

وطناً يسكن فينا

وطناً

يمنحنا ذاكرةً,

أفياءً

أحلاماً

وحنينا

وأطو دموع الشوق..

ومهج الصحراء..

وغور أمانينا

طال الهجر

فحين يرفرف..

فوق سفاراتي علم بلادي

منفطراً وحزينا

أجتر قلاعاً..

وصهيلاً

وشغافاً

وشرايينا

يا سكين الغربة

إني أغرسك بجمر فحولتنا,,

وفصاحتنا

وقصائدنا

ومراعينا

كف عن الزحف إلى أعضائي

لنلملم نزف مآقينا

نصلك يمرق من حاضرنا

يرتع في ماضينا

يا سكين الغربة..

لو قطّع محتل أوردتي

لا تصبح عوناً للغازي

وعرينا

أستحلفك...

بألا تذبح عير مُعلقتي

إني في قبو ( سقيفتنا )

مازلتُ سجينا!

محمود سلامه الهايشه
14/06/2009, 03:55 PM
ملحُك .. لا يُطفى الرُّضابْ


وعاد الليلُ .. يفجؤنى
يوشوشنى
ويخبرنى بأن اليمَّ .. غًدَّارُ
فكم رَّقت تباشيرٌ
أساريرٌ
وأنداءٌ
وأسرابٌ مهاجرة ٌ
وأوتارُ
وكيف الموجُ قد أوْدى
بلهفتها
بغنوتها
بمهجتها
فكم ظلَّت تخاف الشط َّ أطيارُ
ويصرخ فى المدى قلبٌ
ينادى الصخر أحيانا فأصداءٌ تفارقه
وأحيانا
تردُّ عليه أحجارُ
هنا تلتاع أفئدة ٌ بموسمها
برجفتها
بدفقتها
هنا تختالُ أقمارُ
وقالت بعضُ أوردة :
سَيُنبشِتُ للجوى ريشٌ وأفراخٌ وأوكارُ
ستغرس فوق أضلاعي
أهازيج مموسقة ٌ
وأدعية ٌ
وألحان ٌ
وأشعارُ
ترفُّ الآن أمنية ٌ
ترفُّ الآن من يدرى
لعلًّ الحلمَ معقودٌ
وجسر الصبور ينهارُ
ومن يدرى تذوبُ بُمقلة العشًّاق
مملكة ٌ
ومن يدرى يحنُّ لهدأة الأمشاج
إبحارٌ
هنا الوجدانُ .. والكافورُ .. والأعشابُ
والصفصافُ قد نثروا لواعجهم
فكم رنًّت تتوق السُهد
أسرارُ
وكم عَّنتْ لنا شمسٌ
ورابية ٌ
وأنسجة ٌ
وكم غنَّت لنا دارُ
أتنتظرون كى تغفو
مرافؤنا
هنا الأشواقُ والأمواجُ ..
والأحلام والنخلاتُ .. والشطآنُ
تصرحنا
وتشعلها هنا نارُ
فكيف الليلُ خاتلنى بأوهام ٍ
تطاردنى
ونبعُ العشق هَّدارُ
متى يا جرحنا الموجوع تنزفنى
هنا تدمى شرايينٌ
وأحداقٌ وأسحارُ
لتندلع الرؤى رهفأ
لتخرج من ُربا العينين ..
أمطارُ
وأنسامٌ ستحرسنا
وأنَّاتٌ
وغدرانٌ
وأشجارُ
هى الأطيافُ فى نومى وفى صحوى
تعانقنى
وديجورُ النوى غرَّته أسوارُ
ورنَّة ُوجدنا الظمأى
تقاسمنا فضاءاتٍ
وترقبنا برغم البين أغوارُ
لماذا تخافُ أودية ٌ صدى شوقى
لماذا تخاف أنهارُ؟!
لماذا على الذرَّّا شهبٌ
وأذنابٌ
سيفرحُ بالجوى قلبٌ

سيفرحُ بالندى موجٌ ونواتٌ
وتيَّارُ
فمن يدرى فراشاتٌ لنا عادت
تحّلقُ فوق رابيتي
وترشفها أمام الأيك ...
أزهارُ
فمن يدرى وراء السفح أصدافٌ
وخلف الخفق .. إعصارُ
فهذا الصبُّ عزافٌ
إذا أفنتْ هنا الأمواجُ بحَّاراً
فبالأعماق .. بحَّارُ
فلن تغنى شحارير الُمنى يوماً
فللخفقان .. أقدارُ !!
متى لا تغرسى عينيكِ فىَّ
القلب لن يحيا
وناى العشق فوَّارُ

محمود سلامه الهايشه
26/06/2009, 11:11 PM
هــذا مـــا جنــاهُ قلبــي يا مولاتى ..

عيناكِ ضياءُ حياتي
أبحرُ فى سحرهما
وأحطُّ ..
على مرفأ هاجرتي
أتوضأُ ..
من فيضِ الكلماتِ
أتهجَّدُ ..
بين جنانِ الصبوِ العُذريِّ ،
أرتِّلُ كلَّ ترانيمي ،
أُرسلُ طيفَ صباباتى ،
زخَّاتِ براحي ،
ولحونَ قصيدى
كى تطفىءَ نارَ عذاباتي
الآن ..
جنادلُ شوقى الثَّكلى
تشعلُ دوحَ خيالاتى
لكنِّى ..
لن أجرؤَ ..
أن أدخلَ بهو ظلالِكِ وحدى
لستُ( بعنترَ ) عبسٍ ..
أو ناطورٍ
يحرسُ أطرافَ الغاباتِ
مازلتُ أسيراً
تجذبنى كلُّ شرايينى ،
أوردتى
والدفءُ الساكنُ فى أبياتى
فالعمرُ / الذَّكرى ،
والذَّكرى / العمرُ ،
المدُّ ،
الجزرُ ،
الشيبُ النازحُ فى مرآتى
يا نبضَ النبضِ المنثورَ ،
ويا ينبوعاً يتفجَّرُ ..
من أفئدتى ،
يتوحَّدُ فى أنَّاتى
عيناكِ وميضُُ
ينأى بين عوالمِ عشقى
حاصر غورَ مفازاتى
وحنينُ ُ
يُنبِتُ دوماً أزهارى ،
يتراقصُ فى جنَّاتى
عيناكِ ..
فآهٍ من عينيكِ ..
أميرةُ عُرسَ الشمسِ ،
ومملكةُ الصلواتِ
عيناكِ تراتيلُُ ..
نام الليلُ على فيضهما ؛
ينتظرُ الفجرَ الآتى

شعر :
عبد الناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
07/07/2009, 10:48 PM
مُــدِّى حُروفَـكِ فـــى دمــى

مُدِّى حُروفَكِ .. فى دمى
وتذكَّرى
أنَّ الرياحَ .. شقيةُُُُُُُُُُُُ ُ
حين استباحت أنجمى
فالشدوُ .. فى البستانِ دوماً
لا يثيرُ .. ترنُّمى
فَلَكَمْ لهونا فى الحدائقِ ..
والشوارعِ ،
والممالكِ ..
حيثُ كُنَّا ننتمى
وتذكَّرى
كلَّ البلابلِ حين مرَّتْ
من هنا
كانت تراقبُ فى الحقولِ ..
مواسمى
مُدِّى حُروفَكِ .. فى دمى
فلحبُّنا عاشت جروحُُ
فى الليالى
لا تذيعُ إلى الجوانحِ ..
سرَّ حرزِ تمائمى
وتذكَّري
يوماً قدومى بالأنينِ مُكبَّلاً
وسطَ انحسارِ معالمى
وتذكَّرى يوماً
عيونكِ الملامحُ والسرائرُ ..
حين
عادت فى اشتياقٍ
كى تخادنَ مرسمى
مُدِّى جناحَكِ للشجونِ ..
لتعرفَ الأضلاعُ عشقَكِ للجوى
عند اقتلاعُكِ أعظمى
ذاب السُّهادُ .. سُدىً
وما ذابت
عُيونُ ملامحى
فتقبَّلى منِّى النَّسائمَ كلَّها
هدأ الحنينُ ..
ما يزال يبثُّ نفسَ نسائمى
مُدِّى حروفَكِ .. فى دمى
وتلوَّنى
مثل الفراشاتِ المهيضةِ ..
حين ترحلُ فى شتاءِ هزائمى
وتذكَّرى
همساتنا ،
أشعارنا ،
أطيارنا ،
خجلُ الهُيامِ .. أمام نقشِ طلاسمي
و تذكَّري
كيف النَّدى ما زال يتلو للضفافِ ..
قصائدي ؟!
كيف البيادرُ تكتوي قربَ الغديرِ النائمِ ؟!
و تذكَّري
كيف الغصونُ تحنُّ للتُّفَّاحِ ،
للرمَّانِ ،
للأشواقِ فى حرمِ المساءِ المُغرمِ ؟!
ولأنَّني بين المسافاتِ الذَّبيحةِ .. راحلُُُ ُ
أشتمُّ حُبَّكِ .. فى دمى
فحتامَ طيفُكِ .. حائرُُ
عند اللُّقا
لا يستطيعُ بأن يعانقَ فى الغروبِ حمائمي ؟!
مُدِّى حُروفَكِ .. فى دمى

بقلم
عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
01/08/2009, 10:12 PM
الصبـحُ عُكّــازُ النّهــار

لستُ ( جريراً )
أو ( تمَّاماً )
أو شيخَ شيوخِ الأدباءْ
بل إنِّي أصغركم سنَّاً
أرَّقني :
نزفُُ ُ ،
وعواءْ
لكنِّى أصهلُ حرفي
والغربةُ جاثمةُ ُ
تنفثُ مملكةُ الأنواءْ
أتوكَّأُ بين أخاديدِ هديلي
مُنسرباً
من فيءِ الأنسامِ الهوجاءْ
تكتبني عاصفتى
أنبعُ ..
من سردابِ الشِّعرِ المنسيِّ ..
أداعبُ ..
أوكارَ الصُّفصافِ ،
هتونَ الطَّلِّ العذراءْ
وأُراقصُ ..
سربَ النَّورسِ ،
قُنْبرةَ الثَّلجِ ،
الأزهارَ الفيحاءْ
أتوهَّجُ ..
بين مداراتِ العتقِ الباهى
أتبرْعمُ ..
بين الأشذاءْ
أثأرُ من كلِّ عواصفِ هدمي ،
من أوتارِ القسوةِ ..
وقصائدِ صلْبِ الأثداءْ
أفقأُ عينَ الحُزنِ الملعونِ ،
أنازلُ أشباحَ الأشياءْ
أُبحرُ ..
رغم أساطيرِ الخوفِ ،
ورغم حكاياتِ الغولِ ،
العنقاءْ
أُبُحر ..
بين مفاوزِ شدوي ،
ولهى
لأُفتِّشَ عن دوحى الشَّاردِ ،
عن سرٍّ عربىٍّ
ليلملمَ منِّى الأشلاءْ
آهٍ .. يا غربةَ جيلى
يا حُلمى القاني
يا دمعَ الجوْزاءْ
عصرىُّ ُ ..
فى عصرِ الحاسوب .. أنا
عصرى ..
فى عصر العولمةِ ، الذَّرَّةِ ،
والآلاتِ العمياءْ
آهٍ .. يا أروقتى
يا مر / المر المنثور بأضلاعى
آه .. يا عُكَّازى الهشُّ
الصُّبحُ لنا ،
والشَّدوُ ..
وزخَّاتُ الأنداءْ

شعر:
عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
07/08/2009, 06:47 PM
بـَـــدْءُ ُ جـديــدُ ُ لانفلاتـى ليـس إلا

غيظاً أعضُّ أصابعي
فلنا من الإفراطِ في عشقِ الضِّياءِ ..
ممالكُ ُ
أُمِّى التي فقدتْ سعادتها
انتظرتُ مجيئها دهراً طويلاً فى الصَّباحِ ..
قبيل إرسالي لمدرستي القريبةِ من أمانينا
أُمِّى التى نبهتها
نسيتْ صدى ميقاتِ طابورِ الهتافِ ..
مُجدَّداً
نفسُ الرُّؤى عادتْ تغنينا
غيظاً أعضُّ أصابعي
لم تأتِ بعدُ .. ( بفولِنا )
لم تأتِ .. فالفوَّالُ فى أحيائنا من غيظه
دوماً يقايضُ بالكُتبْ
أُمِّي التى عاشتْ كما الأسحارُ ..
ترشفُ حزنها وسط الصَّخبْ
وتمخَّضتْ عن حُلمها – عبثاً –
كما كنَّا على نفسِ المعابرِ ..
نلعقُ الأوجاعَ منكفثين – هناك –
يا وطنى العظيمَ ..
فبعضُ أرغفتي تحنُّ إلى الكفافِ ..
مُجدَّداً
وممزَّقُ ُ شرياننا
قرب الحنينِ .. ممزَّقُ ُ
نفسُ العذابِ .. وقلبُ محفظتى القماشِ ..
مُمزَّقُ ُ
ومسيرتى ومسيرةُ الأحلامِ ..
ليستْ وحدها تبكى الدِّيارَ ..
مُجدِّداً
وكما الفؤادُ مبعثرُ ُ
مَرَّ انتظارى للرَّواحِ .. طويلاً و الخُطا
كتبى أيا كتبى !!
ألا يكفيكِ حالى
حيث كنتُ مُبعثرا
ها .. جرونا
لا للخيانةِ عظمُ ُ
تبقيكَ حُرَّاً فى الحظائرِ .. راكضاً
يا جرونا
من يكشف الغرباءَ يوماً
حين يصرخُ حقلُنا ؟!
مَرَّ إنتظارى للرَّواحِ طويلاً .. والخُطا
غيظاً أعضُّ أصابعى
فلنا من الإفراطِ فى عشقِ الضياءِ ..
ممالكُ ُ
حطَّ النَّدى
وحذائِىَ القروىُّ يصدرُ – خُلسةً –
أمرَ اعتقالِ .. جواربى
أبكى الهزائمَ .. كلَّها
أبكى القبائلَ .. كلَّها
نفسُ الجراحِ .. متاعبى
هذا الرصيفُ .. مسافرُ ُ
مثلى أنا
عبثاً ستهربُ .. للضياعِ ..
حقائبى
حطَّ النَّدى
ماذا أقدمُ للعشيرةِ حينما ؛
تلتاعُ أسمالى .. وتلهثُ
فى مزاداتِ الشِّتاءْ ؟!
حتما سأهربُ لارتعاشى .. وسط أحراشِ البُكاءْ
هذا المُحاربُ .. ربَّما
عادتْ تعانقه السَّماءْ
هذا المُحاربُ .. ربَّما
قد عاد يمنحنى قميصاً من إِباءْ
غيظاً أعضُّ أصابعى
بعضُ الرُّفاقِ يقاسمون الرَيح ..
شهقةَ خوفنا
ويقاسمون الشَّمسَ صرخةَ جوعنا
ولنا الإلهُ ممجَّدُ ُ
نستأذنُ الأطماعَ .. فى صلوتنا
غيظاً أعضُّ أصابعى
متراميا ثلجُ الشماليين فى كفِّ الخريفْ
من ذا يراهنُ بالمواسمِ ..
لا خريفُ ُ بعد دمعٍ يشفعُ الآن الخريفْ
من ذا يراهنُ بالمنازلِ ..
لا صراخُ ُ يعبرُ الآن الرصيفْ
هذا الصَّباحُ ..
ككلِّ أشواقِ الصَّباحاتِ اللواتى
تنْزوى
يُرهنُ أضغاثَ الشَّقاءِ .. لبائعِ الحليبْ
يُرهنُ أثداءَ المواجعِ فى مواقيتِ البوارِ ..
للنهرِ الخصيبْ
كلُّ الترانيمِ التى نامتْ بكفٍّ للبراحِ ..
ستنحنى قبل المغيبْ
غيظاً أعُضَّ أصابعى
فلنا من الإفراطِ فى عشقِ الضِّياءِ ..
ممالكُ ُ
مَنْ يغلق الأبوابَ فى وجهِ المُشعْوذينَ ،
والكُهَّانِ ؟! مَنْ ؟!
مَنْ يلهم التاريخَ ثورتين ..
للأوطانِ ؟! مَنْ ؟!
يا جَدَّنا
فرضاً ستضبطنى الفراشاتُ الشفيفةُ ..
أسرقُ الأشواقَ من يرقاتها
فرضاً ستضبطنى اليماماتُ السجينةُ ..
أسلبُ النُّوَّارَ من أوكارها
ماذا أقدِّمُ للطواغيتِ التى عادتْ
بأبوابِ الصوامعِ والمُدنْ ؟!
ماذا نخبِّئُ للثَّرى ؟!
ماذا ستبتاعُ المرافئُ للسُّفنْ ؟!
ماتت شواطئُ ( قُرطبةْ )
ماتت هنا كلُّ الجهاتِ الأربعةَ
ماذا أقدِّمُ ( للعزيزَ ) ..
فحُجَّةُ ( الأسْباطِ ) ضاعت تحت أنَّاتِ المطرْ
ضاعتْ قُبيل اللهوِ ..
ضاعت حذو ترنيمِ القمرْ
(هامانُ) يبكى يا رفاقُ .. فهلِّلوا !!
فعصاهُ تنهشُ فى ضلوعى
واستراحتْ نفسُ غلظتها عَصاهْ
والبحرُ يضحكُ فى صِباهْ
(هامانُ) يبكى يا رفاقُ .. فهلِّلوا !!
والتينُ .. والأوحالُ فى منفى عُلاهْ
فمتى دماؤنا .. ستصرخُ بالوريدْ ؟!
ثلجُ الشماليين يزحفُ من جديدْ
والنارُ تُشعلُ بالمكوسِ .. لمن تريدْ !!
غيظاً أعُضُّ أصابعى
محبوبتى فوق النوافذِ اسمُها
وغدا سأسرقُ خُصلةً من شعرها
مَنْ يعرف الإصباحَ مَنْ ؟!
محبوبتى فوق النوافذِ .. طيفها ..
مَنْ ذا سيحكى قصَّتى ؟!
مَنْ يعرف الإصباحَ مَنْ ؟!
محبوبتى
أشتمُّ رائحةَ البيوتِ المستكينةِ فى حواريها
أشتاقُ للصفْصافِ ،
للكافورِ ،
للأطيارِ .. فى مرمى سواقيها
قلبى يشاطرنى لظى محبوبتى
أشتمُّ رائحةًً تمرُّ على أديمِ الدُّرجِ
كم نامت هنا
تلهو جواريها
غيظاً أعُضُّ أصابعى
بردُ الشِّتاءِ يجوسُ بين ملامحى
لا للقميصِ .. مخاوفُ ُ
لا للكتابِ .. هوامشُ ُ
بين السُّطورِ .. سأكتبُ الآن .. ارتحالي
للوطنْ
وسأذبحُ الأشعارَ .. قرباناً
بأبوابِ المِحنْ
فرَّ الدُّجى
ودخلتُ بالأحلامِ .. فصلىْ
لم أحنّْ لغيرِ أدراجي
ففيها كلُّ أحزانى التى تلهو بداخلها ..
تشاطرنى وتبعثُ لى بقايا – من بقايا –
إرثِّ أرغفةِ الشماليين دوماً
ربَّما بين انتمائى .. والهروبِ ..
معابرُ ُ عاشتْ هنا
مَرَّ انتظارى للرَّواحِ .. طويلاً والخُطا
لو كان يهمى فوق أكتافى صباحُ ُ
للعصافيرَ التى ظلت تعانقُ فى سنابلها المهيضةِ ..
حزنها ؛
لتمخَّضتْ أفراحنا
أتذكَّرُ الحقلَ ..
الحواديتِ التى نامتْ بروضتنا
تُعيدُ الوقتَ لى
هل لا تريدُ الموتَ لى ؟!
بدءاً جديداً للتَّشهى ليس إلا ..
ليس للناطورِ .. عهدُ ُ
غير عهدِىَ يا الصَّباحْ
غيظاً أعُضُّ أصابعى
الآن تنفجرُ الجراحْ
لا تطفأوا شمعَ الحنينِ .. فلِّلظى
ينبوعُ صحوٍ بالثِّقابْ
لا تفتحوا للطيرِ .. أجولةَ السَّرابْ
فرَّ الدُّجى
وأنا هنا سأصعدُ التوتَ النحيلَ ..
بشهوةِ الترحالِ وحدى
ليس إلا شهوةً حذو البقاءْ
وأنا هناك على مواجيدِ الرَّجاءْ
تنأى المدائنُ ..
أرقبُ الآن انبلاجى
لاشتياقى دفءِ أروقتى الذَّبيحةِ ..
لاشتياقي منزلى
ها .. منزلى
دوماً يشاركنى اليقينَ ..
- على الجوارِ – مرابطاً
ألتاعُ خشيةَ هؤلاءَ القادمينَ .. لمنزلى
ألتاعُ من لغةٍ غريبةْ
ألتاعُ من ذبحِ الحفاوةِ بالخيانةِ ..
عند ( طيبةْ )
وأبى – كما الأيامُ – يسبح فى الكرى
لم ينتبهْ
غيظاً أعُضُّ أصابعى
أُمِّى التى على الطرقاتِ تلفظُ فى المنايا
وحدها
حين استغاثتْ باليبابْ
أُمِّى التى جاءت محمَّلةً
وفوق أعناقِ الأسى ..
جبلُ ُ من القشِّ الأساطيرى
وفى يديها ( فولنا ) المُعبَّأُ بالغيابْ
وأبى - كما الأيامُ - يسبحُ فى الكرى
لم ينتبهْ
حين استدارتْ حوله ..
تلك الذَّئابْ
غيظاً أعُضُّ أصابعى
كلُّ الهواجسِ .. عانقتْ
ذكرى ضياعى فى ممراتِ الشِّعابْ
وأنا هنا
وحدى ليدركنى انتظارى للمشيبِ ..
فى بواكيرِ الإيابْ !!

شعر:
عبدالناصر الجوهري
أحد شعراء محافظة الدقهلية

محمود سلامه الهايشه
01/10/2009, 02:17 PM
المُهــرِّجُ لا يستطيعُ الضَّحــك

من عبروا
ونسوا عند نقاطِ التفتيشِ ..
مباهجهمْ
لم يكتشفوا إنسانيةَ ( داروينْ )
أو أزليَّةَ فوضى الإنسانْ
لازالت لكزةُ ذاك التنينِ
البوليسىِّ ..
نشيجاً ،
حين يفاجئهم سيفُ السَّجَّانْ
ثمةَ شخصُُ آخر ..
سريالىُُّ
يهربُ من بين سراديبِ
اللامعقولِ ..
لمخبأهمْ
لحظةَ تأبينِ الهذيانْ
والصوفيونَ / النثريونَ هنا
ذاقوا خمرَ المعراجِ ..
ومن أبوابِ الغيبوبةِ ...
دلفوا عدةَ مراتٍ
واحدةً :
ليلةَ قتلِ ( الحلاَّجِ )
وواحدةً :
عند ظهورِ التَّثويرِ اللَّغوىّْ
مصبوغاً بأساريرِ الوجدانْ
وعلى حجرِ بازلتىٍّ
فى صومعةِ أحدهمْ
وجدوا إرهاصاتِ الكُهَّانْ
عبروا
فأنا لم أعبرْ وحدى
كنتُ حداثيَّاً / سوفسطائيَّاً
حين أحطِّمُ أغلالى ،
أدخلُ من ثغرِ نصوصى ،
أخرجُ من دُبْرِ الأوزانْ
ولكى أهربَ من ويلاتِ
المنفى / للمنفى
فعملتُ مُهرِّجَ سِْركٍ
أذكرُ حين تأجَّجتُ النَّارُ ..
بهندامى
كنتُ أنا
آخرَ جذوةِ فرحٍ
تضحكُ من أجلِ عجوزٍ شمْطاءٍ
كانت تبكى فوق ضفافِ
( التايمزِ )
فآهٍ .. يا أسمالى
يا غربةَ / غربتنا
يا ثوبَ العصيانْ
أحياناً
كنتُ أَصيبُ العامَّةَ
( بالهستريا )
رغم المُرِّ المُشتعلِ ..
ببئرِ الأحزانْ
قدرى أن أصبحَ
من رهْطِ الشُّعراءِ الثَّكلى
فى حضْرةِ غانيةٍ
- من مملكةِ الغجرِ –
نديمِ السَّحرةِ والجانْ
فلماذا تأبون قرابينى ؟!
ألكونى أحملُ فى كفَّىَّ جوازاً
إفرنجيَّاً
ومرَّرتُ بأقطارِ النهضةِ
- سهواً –
عند تخومِ النسيانْ ؟!
آهٍ .. ها .. لكنةُ أوجاعي
عادتْ
ها قبعتى / أنسجتى
من أجلِ محبَّتكم
تشتاقُ الأوطانْ

شعر/ عبد الناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
09/10/2009, 04:25 PM
هِنْـــدُ ُما عادت هِنْـــدُ ُ !!

صندوقُ الدُّنيا
يا دنيا
خبأ من أسرارِ .. الغاباتِ .. عريناً للأُسدْ
يحكى للعالمِ ..
رحلةَ بنتٍ كانت ( هندْ )
من يتذكَّر :
ضحكتها ،
رقَّتها ،
مُقلتها وقت الهزلِ .. ووقت الجدْ
هندُ ُ ما عادت هندْ
كم كان حُداءُ الإبلِ .. العربيةِ
يعشقُ فيها الخجلُ الفارشُ
فى العينينِ ..
ويعشقُ فيها نبضُ حياءِ النهرِ القزحىِّ الممتدّْ
كم كنَّا نسمعُ دفءَ حكايتها
فى ( سوقِ عُكاظٍ )
نسمعُ رنَّةَ خلخالٍ بدوىِّ
يحمله التُّجارُ ( الكنعانيُّونَ ) ..
لأسواقِ (الصينِ ) ..
ويحمله ( الآشوريُّونَ ) ..
لأسواقِ ( السِّندْ )
فالليلُ .. على ربوةِ ( غِرناطةَ )
يعشقُ .. أطياراً وخيولاً
كانت لا تخشى القيدْ
هندُ ُ ما عادت هندْ !!
تبتاعُ النهدينِ الرجراجينِ ..
وتبتاعُ الصَّبوةَ
في الحاناتِ
وترتعدُ فرائصها
من خشخشةِ الزِّندْ
ضبطوها
أخرَ يومٍ
في ( اِشبيليَّةَ ) .. عاريةً
يصحبها الجُندْ
آهٍ .. يا حرفَ النُّورِ الضائعَ..
في قاموسِ المجهولِ
وآهٍ .. يا تنكيسَ الرَّاياتِ ..
وآهٍ .. يا صرخةَ هندْ
فالعولمةُ .. تمزِّقُ نخوتها
تجتاحُ .. شرايينَ العتقِ / الصَّحوِ
وتقتلعُ العظْمَ / الجِلدْ
فالنَّدُّ هو المدُّ ..
على شطآنِ ( المغربِ ) ..
وضلوعيِ نفسُ ضلوعي
واليمُّ بحذوِ يميني
والموتُ أمامي
يشعلُ نوَّاتِ المدّْ
هندُ ُ ما عادت هندْ
تشربُ ما تشربُ من ترحالي
من مُرِّي النازفِ ، من أشلائي
تشربُ ما تشربُ من صرخةِ (قُدسي )
تشربُ حتى ترنيم ( المهدْ )
هندُ ُ ما عادت هندْ
تشربُ في كلِّ مساءٍ
كأساً للبورنو / للإستنساخِ
وترهنُ أسمالَ الجدّْ
تشربُ ذاكرةَ الأرضِ / ثمالةَ بيتِ المـــالِ
وتشربُ من كأسِ الإنترنيتِ/ الجاسوسِ الإفرنجيِّ
وتشربُ من كأسِ الحاسوبِ الصَّلدْ
هندُ ُ ما عادت هندْ !!
و(ابن زيادٍ ) فى ( محكمةِ التَّفتيشِ)
الماسونيَّةِ ..
يُسْتجوبُ قبل الجَلْدِ وبعد الجَلْدِ
والعمرُ هو العمرُ ..
غريبُُ
في هودجها
يتحلَّى بالفرحةِ ..
يتخضَّب بالزُّهدْ
يا صحرائي النائمةَ ..
لمن هذا السيفُ ؟!
لمن هذا الغمدُ ؟!
فحجابكِ ليس غريباً عنِّى
ليس بعيداً عنِّى
فانتظري ( أندلساً ) أخرى
تبتعثُ المجدْ!!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/10/2009, 10:54 AM
لم تكـن بــلاداً غيـــر بــلادى

طني لم يكنْ وطني
كان كهلاً يبيعُ الخرافةَ
- خبزَ الخرافةِ -
للعابرينَ
ولا يستحى أن يلاحقَ عُرِّى الصَّبابةِ
أو يعشقُ النادلةْ
وطني يشربُ القهوةَ ،
الانكساراتِ .. باردةً
ويشاركنى
فى احتلالِ مساءاتِ
كلِّ المقاهى
يكذِّبنى
حين يصرخُ نردى
على الطاولةْ
يمضغُ العتقَ / ريقَ المروءةِ
يلفظنى ،
يسلبُ البوحَ منِّى ،
يساومُ فى أضلعي
ساعتى العاطلةْ
ظلَّ يُنكرُ خارطتى
ظلَّ يصحبنى للمواخيرِ،
للحفلاتِ (التَّنكريَّةِ) ليلاً
يُحيكُ المزاداتِ ..
حين تأتينا القافلةْ
ثم يهمسُ فى أذنى
إنَّنا خاسرونُ التُّخومَ ،
المواجيدَ ،
إن لم نعاودْ – هنا -
الانتحارَ أمام الحافلةْ
يا إلهى ..
لماذا زرعتى بقلبى الحقيقةَ..؟!
ألقيتنى
فى طوابيرِ ذاك الصراعِ..
ولم ترجئَ الآن سيفَ المواقيتِ ،
فلسفتى ،
دمعتي الذَّابلةْ!!
لم تكنْ لي بلادُُ تغرِّدُ ..
غير بلادي
الشوارعُ،
نافذتي ،
نفسُ أعمدةِ الكهرباءِ ،القرى المُهملةْ
لم تكنْ لى بلادُُ تغرِّدُ ..
غير بلادي
العاشقاتُ ،
بناياتُ حلمٍ وئيدٍ،
نباحُ الحواديتِ ..
سربُ الأوزِّ الملائكىِّ
على صفحاتِ الجداولِ..
مدرستى ،
وجهُ محبوبتى ،
لمَّةُ العائلةْ
لم تكنْ لى بلادُُ تغرِّدُ .. غير بلادى
تبرِّرُ لى الإنتماءَ ..
إذا عاودتني المحنُ ، الذكرياتُ ،
شجيراتُ تلك الرُّؤى المائلةْ
ربَّما
تدهمُ الأمنياتُ ،
أراجيزَ عشقِ القصائدِ
فى مهدها
ربَّما
تطلقُ ترتيلَ أيقونتي
للكوابيسِ
تخشى حصاني المقيَّدَ .. فى خوفه
تطمسُ .. الدَّمعَ
فى صلواتِ أبى النَّافلةْ
إيهِ يا موطنى !!
ربَّما كُتبى لا تثورُ علىَّ ..
اعتسافاً لصدِّ الحضاراتِ
عن بيتنا
فقضايا اغتصابِ الثَّرى فى محاكمنا
لا تزالُ ..
هنا ماثلةْ
ريثما عادنى فشلي
كلَّما عاتبتنى جثثُ المدائنِ،
مُلهمتى ،
ذكرياتُ الطفولةِ ،
جارتنا القابلةْ
وطنى لم يعدْ وطنى
واسألوا
رجرجاتِ الحقولِ ،
السواقى ،
تجاعيدَ أرضى،
دهاليزَ تلك الرُّبا الحالمةْ
وأسألوا ماتشاءونَ
من نخلنا المُستباحِ ..
فما عاد يُجدى حنينُ
ضفافٍ
بفيضِ السَّنا جاهلةْ!!

شعر/ عبدالناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
13/10/2009, 11:32 AM
أقــــرأ ُفيـــكِ طلاسمنا

رُدِّى كلَّ خِطاباتي
فالغربةُ تشعلنى
وأخافُ بأن تخجلَ منِّى الأمطارْ
إنِّي مُرتحلُ ُ
أقرأُ فيكِ .. طلاسمنا
أُقرأُ ما كنَّا نعشقه
حين تفيضُ الأنهارْ
ماذا خبَّأتِ.. لنا ؟!
هذا عامُ الجدبِ القادمُ .. من مقلتنا
يسبى دفءَ النُّوَّارْ
هذا منزلنا
لا يملكُ أنفاساً
فى زمرةِ جدرانٍ راقدةٍ
لا يملكُ سرَّ الإبحارْ
هذا منزلنا
لا يملكُ نافذةً
لتطلَّ على جسرِ مواجعنا
فالدَّوحُ غرسناه بحذوِ حنينٍ
لم يسأله طيرُ ُ رحالُ ُ
أين الأوكارْ؟!
القرويُّونَ على مقربةٍ منَّا
رُدِّى كلَّ خِطاباتى
لا نقتلُ حُلماً فى كتبِ الفقراءِ..
ولا نتناولُ حبَّاتِ الصبرَ الأخضرَ..
إلاَّ حين تنامُ الأقمارْ
من يقتلُ ( رومنسيَّاً ) ، فى السَّيرةِ ..
سيجْترُّ علينا قبل اللَّيلِ جحافلَ مُرٍّ
وستدفعُ شهقتنا الجزيةَ ثانيةً
لن يُجدى دمعَ الأسحارْ
ما أطولَ غفلتنا
ما أطولَ ليلَ هواجسنا
هذا سقفُ البيتِ سينهارْ
الآن تمورُ عليه :
- أعوادُ القشِّ المُبتلَّةِ بالماضي
- الحطبُ النَّازحُ من أطرافِ حقولٍ
نامتْ نوماً أبديَّاً
-أشلاءُ الذُّرةِ الرَّاكضةُ فى غورِ
مواسمنا
-ترنيماتُ الَّصبَّارْ
أقرأُ فيكِ .. طلاسمنا
وبقايا اللَّهفةِ وجنونِ الأشعارْ
فمواجيدُ ُ من ذكرى أشواقٍ ولَّتْ
مازالت فوق السَّطحِ .. تغنِّى
ألحاناً لا عهدَ لنا برتابتها
أو بخمولِ الأوتارْ
فالنَّوْرسُ مازال يعانى الوحدةَ..
وسط شتاءٍ مسعورٍ ،
يهربُ للإعصارْ
أمَّا من خرجت فى رحلتها المُعتادةِ..
قبل الفجرِ ..
فهذا موسمها كى تشقى
من أجلِ عصافيرٍ لاجئة ٍ
فى كنفِ الأشجارْ
رُدِّى كلَّ خِطاباتي
من يسلبُ حلمَ حمامتنا ..
الصُّغرى
من يسرقُ غنوتنا ،
دهشتنا
من ينزعُ منَّا الأسفارْ ؟!
فاللَّهوُ وشيكُ ُ أن يمضى
يحملُ طيَّاتِ هزائمنا
يقتلُ فينا الأسرارْ
نحن الآن .. على قلبِ نشيجٍ
عُذرىٍّ .. سيطوفُ بنا الأمصارْ
فدعينا
نصهلُ من داخلِ غُرفتنا
أنشودةَ عتقٍ
داعبناه كثيراً
وحكايا شتَّى عن عبقِ الأزهارْ
رُدِّى كلُّ خِطاباتى
هذا الوجعُ .. أخى
لن أعزفَ ألحانَ اللَّوعةِ ثانيةً
لن أجترَّ عليكِ الأخطارْ
فدعينى لأنامَ على صدركِ ..
إنِّى مُرتحلُ ُ
حين تفيضُ الأنهارْ
ما كنَّا نتعاركُ حين تضجُّ دموعُكِ
ما كنَّا نجرؤُ أن نعصى أطيافكِ .. فينا
أو نغضبُ غضباً
من هجرٍ عارمْ
هل رحل غرامكِ .. حقَّا ؟!
هل رحل أليفكِ ..
ما عاد يريدُ .. شقاوتنا
أو يأنسُ شوقاً للقمرِ الحالمْ ؟!
هذى فرشتهُ الجيريَّةِ
لن تحضنَ جدراناً بعد اليومِ ..
ولن يبكى وطنُ ُ نائمْ
فجداولنا خاويةُ ُ
من جلبةِ وَجْدٍ
حنَّ لصحبتنا ،
حنَّ لشوقٍ هائمْ
رُدِّى كلَّ خطاباتى
هذا اللُّيلُ الفارشُ ..
فى أروقةِ المنزلِ ..
مُعتاداً أن يشربَ قهوته فى صحبةِ أعنابى
إياكِ بأن يزعجهُ أحدُ ُ
أو يفزعهُ قادمْ
اللَّعنةُ كلُّ اللَّعنةِ ..
قد يذهبُ بصركِ .. أبديَّاً
قد يفترقُ .. كلانا
ونفرطُ فى منزلنا / فى هدأتنا
لغريبٍ ظالمْ
رُدِّى كلَّ خطاباتى
هذا شهرُ ( ينايرَ )
حين يعاودني
أنغلقُ على شعرى
وبسرِّ طلاسمنا
أعتزلُ العالمْ !!

شعر/ عبد الناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
17/10/2009, 10:55 AM
علـــى جســـرِ الذكرياتِ نُغنـّـى

ومن أقصى المدينةِ ينبرى اللَّهوُ الطفولىُّ ،
الصِّبا
نحو المتاهاتِ البريئةِ فى ليالينا
( دِكرْنسُ ) كنتُ أعرفها
وأعرفُ لونَ من فيها :
شوارعها ،
حدائقها ،
مباهجها
وتعرفنى وتنبتُ بين أعماقي شراييناً
وتطلقُ فى حواديتى / حواديتى التى عاشتْ
تداعبني ،
تداعبُ كلَّ ما فينا
وقبل الفجرِ تسبقني إلى حقلي
وتزرعُ فرحنا دوماً
يظلُّ الفرحُ فى كفَّىَّ يشعلنى
ويرقصُ فى أمانينا
فتشمخُ بين ذاكرتى مواويلُ ُ
وأقمارُ ُ
إذا ما النَّخلُ سامرنى
وذكَّرنى بأوكارٍ كنتُ أسلبها
وذكَّرني
بدفءٍ أخضرٍ طاف الذُّرا يسقى مراعينا
وتشمخ بين ذاكرتي
إذا ما اللَّيلُ فرحانُ ُ
يسافرُ فى كتاتيبى
يدارى حبنا المنفىَّ
للماضي
يدارينا
وآهٍ .. يا سواقينا
وآهٍ .. يا حوارينا
تنامُ على أساريرِ المُنى - زلفىً - حوارينا
فبيتُ ُ كنتُ أعرفه
أمرُّ عليه هيهماناً بطيفٍ عاش يسقينا
إذا ما الشوقُ يجرفني ينادى فىَّ أشواقاً
برشفةِ وجدنا القرويِّ يحينا
وتمضى كلُّ آلامي
ويصرخُ فى البناياتِ :
الجوى ، حلمى
وجسرُ فراقنا يرنو تلاقينا
ونعشقُ كلَّ ما نعشقْ
ونعشقُ كلَّ ما فيها
ونعشقُ كلَّ ما فينا
ونعشقها بطيبتها
وقسوتها
ونعشقها بغلظتها
وضحكتها
ونعشقها بدمعِ الحلمِ فى مجرى مآقينا
وآهٍ .. يا أهازيجي
أمَنْ يأتى سيعرفنا ؟‍!
سيعرفُ ما حكايتنا
حكاياتُ ُ
تذوبُ على الرُّبا عشقاً
وتزهرُ فى أغانينا
أمَنْ يأتى سيعرفنا ؟
ويعرفُ أنَّ لا جذرُ ُ
على الأنهارِ ممتدَّاً
بدون صبابةٍ .. تربو سواقينا !!
أمَنْ يأتى سيعرفنا ؟
سيعرفُ أنَّ ماضينا
يسافرُ صوب ماضينا !!
سيعرفُ من مواجيدى
مصاطبَ عشقنا الأولى
وأنَّ لنا أكاليلُ ُ تعانقنا
وأصحابُ ُ،وأحبابُ ُ
وذكرى كم تنادينا
أمَنْ يأتى سيعرفنا ؟
سيعرفُ من تباريحى
معالم بيتنا الثَّكلى
وأنَّ لنا .. شواديفُ ُ
تفجِّرُ نبضَ وادينا !!
فمن ذا الآن يا ( أسباطُ ) يرشدني
إلى بئرٍ يشاطرنى
فكم عاثتْ ذئابُ التَّلِّ كم أدمتْ أراضينا
وكم نامتْ على الأحزانِ أفئدةُ ُ
وكم فاضتْ أغاديرُ ُ تصافحنا
تخضِّبُ حزنَ أيدينا
فكلُّ صراخنا .. مُرُّ ُ
فكلُّ هديرنا .. مُرُّ ُ
فهذا النَّهرُ مجنونُ ُ
فأحيانا يضايقني
وأحياناً يصالحنى ويُخرجُ لى بساتينا
فيا أوجاعَ ترحالى
فهذى مُهجتى غنَّت وماغنَّتْ
وهذا توقنا أمسى رياحينا
ويا أوجاعَ أشعاري
فهذا توقنا أمسى دواوينا
فكلُّ قوافلى عادت وماعادتْ
وكلُّ البيدِ تجهلنى
وتفطمُ فرحتى عنِّى
وتعكفُ عن تعازينا
(دِكرْنِسُ ) من يجاوره
يجاورُ حىَّ مجذوبٍ
و مجذوبُ ُ بتيهٍ من يجاورها ؟!
ويحسبُ فى الدَّراويشِ التى تتلو
أناشيداً
تعانقُ كلَّ مافينا
تعانقنا
وفينا كلُّ مافينا !!

* دكرنس :مدينة على البحر الصغير بمحافظة الدقهلية

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
22/10/2009, 11:08 AM
الليّــلُ يفــرشُ ليـــس كعادتـه مــداه !!

أيُّها الصُّبحُ :
يا سجنَ كلِّ الغُزاهْ
وطني ماردُ ُ
يهدمُ الآن حصنَ الدَّياجى
سيخرجُ من بين ذاكرةِ الإنزواءِ ..
ليبعثني للحياهْ
ذات يومٍ ..
سنفترشُ الطَّرقاتِ ..
نُغنِّى أراجيزَ بعثِ المساءاتِ ،
أنشودةَ العتقِ ..
بين الفلاهً
نحتسى من غديرِ المجرَّةِ..
صحواً
وننزعُ من بين قبوِ الضُّلوعِ ..
جذورَ التَّخاذلِ ،
نوقدُ زيتَ السِّراجِ ..
بمحرابِ قُدسِ الصَّلاةْ
هاهنا فارقبوا
عند صخرةِ تلك الطُّفولةِ ..
عشنا سويِّاً
نداعبُ سربَ الفراشاتِ ،
نركضُ
خلف الأيائلِ كى لا نودعُ نهرَ الحياهْ
كنَّا نلملمُ ..
حلمَ الذُّرا ،
نستعيرُ الفضاءاتِ ..
واللَّيلُ يفرشُ ..
- ليس كعادته –
فى البراحِ .. مداهْ
فغداً
عند تلِّ الجروحِ ..
تؤوبُ إلى الوكرِ كلُّ الطيورِ ،
اليماماتُ ،
يرقصُ صبوُ الربيعِ الأغرِّ ..
هنا فى رُباهْ
إيهِ .. ياليلُ
هذا الثَّرى ينحنى للتراتيلِ ،
يصهلُ
عند اقتلاعِ مروجِ البطولةِ ..
يشعلُ فينا لظى الإنتباهْ
ليتنى ..
ما ربحتُ أساطيرَ
كنزَ الملوكِ ،
نسيمَ التخومِ ..
قرونَ التعاظمِ ؛
فالإحتفالاتِ لا تنتهي
كلَّما فاء جاهُ ُ .. لنا
مات جاهْ
ليتنى ..
بالأمانى صرختُ..
على الإنفلاتِ ،
الضياءِ ،
عرجنا سويَّاً
لمعراجِ نبعِ النواميسِ يوماً
هدمنا ممراتِ هذا الخنوعِ ،
عصفنا بقيدِ الطُّغاهْ
فَلَكَمْ عشتُ بين النواطيرِ
أرعى الأباءَ ،
الصَّمودَ ،
الأهازيجَ ؛
والزهرُ يرتعُ بين شذاهْ
أيُّها الواهمونَ :
قواربكم خلفَ عِْبءِ السُّباتِ ..
تساومُ كلَّ اتجاهْ
ربَّما يلزمُ البائسونَ شواطئهمْ
قبل أن ترسلوا
متنَ ذاك النُّضارَ ..
إلى مملكاتِ الخريفِ ..
لتنتظروا ؛
لم يمتْ بعد خدرِ صباهْ
فالزَّبانيةُ القادمونَ ..
بسِفْرِ الخُروجِ ..
- علانيةً –
قرَّروا ذبحنا
يا إلهى ..
فهل ركعتانِ ستكفى
قبيل التَّهجُّدِ ؛
كيما نُعيدُ إلى اللَّيلِ يوماً
رؤاه !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
24/10/2009, 08:51 PM
خمسون ميـــلاً للصمود

لا جديدْ
هكذا أخبرتنى النَّهاراتُ
- عن صهوتى -
حين قابلتها من جديدْ
هكذا لم يعدْ
فى حقولِ السَّنابلِ..
غير ( خيالِ المآتةِ)
يتلو علينا
مزاميرَ عتقٍ
ويحلمُ فى كلِّ عيدْ
لا جديدْ
صوتُ غرباننا
ضلَّ أضرحةً للدُّجى
فوق تلك المنازلِ ..
عاد يحلَّقُ ثانيةً،
يسكنُ الآن مبنى البريدْ
لا جديدْ
طوقنا
فى رقابِ البلادِ / بلاداً
وعولمتى فى الممراتِ ..
تطمسُ فىَّ النَّشيدْ
فالبنادقُ تحصدُ هاماتِ
حلمٍ كسيحٍ
وتُنْبتُ فينا المتاهاتُ ..
أغلالَ صمتٍ شريدْ
لا فيالقُ بعد الفتوحاتِ ..
تأبى الرُّجوعَ لمخدعها
دون خنجرِ طعنٍ وئيدْ
مات ( طارقُ ) فى قبوه
الآن ..
يا أختَ ( أندلسي )
مات فى قصره
أجلسوه على العرشِ
منكفئاً لا يُغنِّى - كعادته -
لحنَ ذاك النَّهارِ العنيدْ
مات يا أُخْوتي غارقاً
فى دماه
ولا أحدُ ُ يخبرُ الآن
أحفاده
من سيخُرجُ بين القرى
يطلبُ الثَّأرَ فى قتله
من جديدْ
كيف نتركُ- يا رقنا -
صرخاتِ العصافيرَ
أن تتوسَّدَ من ذلِّها
موطناً
وتضاجعُ وهماً
بأسواقِ بيعِ العبيدْ
لحظةً
فحوائطنا شبهُ مبكيَّةٍ
لا تموتُ على الأرضِ
واقفةً ..
مثلنا
لا تلوذُ إلى دمعها مرَّةً
كيف تهجرُ أمُّ ُ
صبىَّ الصَّباحِ الوليدْ ؟!
حين عاد الضِّياءُ لنا
شاكيا لم نجدْ
غير جثته فى ممرِّ البلاطِ
وجدناه يقبضُ بالمجدِ
فى كفِّهِ
يا إلهى فنفسُ الدِّماءِ ..
دماءُ الخيانةِ .. حذو
الوريدْ
عاد جرحُ المساءِ وحيداً
وعادت دموعُ الصَّبايا
لتنزفَ ( أندلساً )
فى جحيمِ الهروبِ ..
لنكتبَ نعىَ شوارعنا
لنكتبَ ذكرى ممرَّاتِ لهوِ
الجليدْ
وسيُكتبُ حُلماً ببابِ
المدائنِ .. دوماً
لطفلِ الحجارةِ ..
لو لاح ذاك الرَّدى
من بعيدْ
لا جديدْ
هذه غربتى سلِّموها بقايا
انقراضي
ولا تغضبوا ذات يومٍ
إذا ضلَّ ساعي البريدْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
01/11/2009, 11:24 PM
أغنيــة للفــرات الحزيــن

هذا البكاءُ لمن تنزَّي – فى التُّخومِ –
لكى نكذَّبَ كلَّ عينْ ؟!
هل فرَّتْ الأعرابُ فى غورِ الهروبِ ..
مُجدَّداً
وتحالفتْ – قبل الطَّوافِ –
مع المخاوفِ مرتينْ
مات القصيدُ .. على (الفُراتِ) ..
وكان مكتوفَ اليدينْ
وتمرَّدتْ فينا الهزائمُ ..
من قبائلِ ( حضرموتَ ) ..
إلى بلادِ ( الرَّافدينْ )
بعناكِ يا ( بغدادُ ) عمداً
مثلما بعنا ( الحُسينْ )
فى ( كربلاءَ ) الآن نهرُُ من دماءٍ
مُهْدرُ ُ
فلمن نسدِّدُ كلَّ دينْ
مَنْ يطمسُ الأكفانَ مَنْ ؟!
من يطمسُ الأحزانَ من ؟!
من يطمسُ الأوجاعَ من ؟!
من يقتلُ الشَّيطانَ من ؟!
نفسُ السِّيوفِ سترفعُ الآن المصاحفَ ..
تستغيثُ بآيةٍ أو آيتينْ
من يقتلُ الشَّيطانَ من ؟
رسلَ الخوارجِ ما تزالُ تجهِّزُ
الآن العتادَ بمن ستبدأ ُ،
والرَّدى لم يعطنا شرفَ القتالِ ..
بصخرتينْ ؟!
أسنأخذُ الخوفَ المريرَ مطيَّةً
ونبايعُ الجبنَ المُهاجرَ ..
فى رحالِ المشرقينْ
فترحَّموا
خيلُ القبائلِ هاربُُ
أقدامه فى البيدِ نازفةُ ُ
بدون الحدوتينْ
فترحَّموا
شاخ الصَّهيلُ
ومات سيدنُا ( الحُسينْ ) !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
03/11/2009, 09:47 PM
خطـــوةُ ُ واحـــدةُ ُ وألمـــحُ بيتـــى !!

أخرجُ من بيتي
منكفئاً
بتجاه رصيفٍ
يصرخُ بدماءٍ لأنُاسٍ غيرى ،
و يقاسمنى صرخاتى
وبحذو الغربةِ ..
أدلفُ من صعومعتى
لكهوفِ أخرى
تعكفُ فىَّ ملامحَ ذاتى
أشتمُّ صباحَ / مساءٍ
رائحةً أعرفها
تشبهُ رائحةَ بناياتى
تنبحُ كلُّ كلابِ شوارعنا
أدلفُ / أدلفُ
تسرقنى خطواتى
وكعادتها للتيهِ تسلِّمنى
تصلبُ مرحى ،
بؤسى ،
تصلبُ أحياناً أوقاتى
فى ناصيةٍ تبعدُ أميالاً
عن مرقدِ ذاكراتى ،
تفجؤنى فى كرةُ ُ من لهبٍ
كانت تركلها أنَّاتى
أدلفُ ..
تصدمنى أقدامُ ُ عاريةُ ُ
وغطيط
يشنق فى مسافاتى
كنت هنا طفلاً
من يعرفنى ؛
لا يعرف أبداً مأساتى
أدلفُ ..
ضوضاءُ ُ فى الميدانِ تلاحقنى
تزعجُ فى الأبراج ِ.. حماماتى
ويمورُ على الأسفلتِ .. حنينى
ويعجُّ اللَّيلُ .. بأوجاعى
ويماطلُ فىَّ صباحاتى
فى هذا العالمِ ..
أضحكُ وحدى ،
أبكى وحدى
وتلاحقني شمسُ نهاياتي
أفهمُ لغةً
لطيورٍ تشدو
ولشجرٍ يشدو
ولنهرٍ يشدو
لكنِّى لا أفهمُ أبداً .. سرَّ متاهاتى
أفزعُ من عرباتِ الموتى
المارَّةِ – سهواً -
بجوارِ الشُّرفاتِ
أفزعُ من ( تمثالِ الخوفِ ) .. الواقفِ
فى حقلِ .. الحنطةِ ..
أفزعُ من أبواقِ الجنرالاتِ
سأموتُ ولا أدرى – ياربُّ –
إلى أين يحلِّقُ طيرُ صباباتى ؟!
ألمحُ بيتى
فغريبُ ُ بيتى
لا يفتحُ أذرعه .. يعانقنى
ويهدْهدُ فىَّ عذاباتى
تنبحُ كلُّ كلابِ شوارعنا
وأعودُ لبيتى منكفئاً
تسرقنى ثانيةً خطواتى

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
08/11/2009, 09:21 PM
يقـــرأ ون الأسحـــارَ علـــــى مرقــــد ِالبُشـــرى

(رمضانُ) أتى
..............
..............
إيهِ يا ( رمضانُ ) !!
هلَّلتَ على عيرِ تلك المواقيتِ ..
ثانيةً
تحملُ النُّورَ ،
فيضَ الخشوعِ ،
العبادهْ
يا لَصبْركَ !!
وعثاءُ ذاك الطريقِ ..
تحاصرنا
فنسيناكَ .. لولا ( فوانيسُ ) طِيْبكَ ..
تسرجُ مبخرةَ السَّعادهْ
وأخالُ فى بلدتى
فرحُ ُ لا ينامُ ..
ولا تستريحُ مئذنةُ ُ
من تباريحِ غرسكَ ..
كم ذا يعزُّ علينا انتهاءَ الشَّعائرِ ..
والفجرُ يطوى حصادهْ
إيهِ يا ( رمضانُ ) !!
فياليتَ كلُّ الشُّهورِ تنامُ على راحتيكَ ..
تقرِّرُ أن تستريحَ ،
تخضِّبَ رجفتها بالشَّهادهْ
ربَّما
عبقُ الصَّومِ .. ( قاهرتى )
ينزحُ الآن ..
من روضةِ الإبتهالِ ،
التراويحِ ،
من مدفعِ ( القلعةِ ) المستكينِ ..
بطودِ البطولةِ ..
والجبنُ يرنو مزادهْ
... ... ... ...
يا لها بلدتى
( قمرُ الدِّينِ ) يحضنُ أجولةَ التَّمرِ ،
دفءِ المشاعرِ ،
أرصفةَ الزَّاهدين ،
(كُنافةَ) حارتنا
ويزفُّ على السُّوقِ دوماً عنادهْ
والمباخرُ كم ذا تحنُّ ( لمجرى العيونِ )
وتعشقُ حيَّ ( الحُسينِ ) ،
وتبعثُ من كلِّ عصرٍ رقادهْ
يا لها بلدتي
تنتشى حين مَرَّ السُّحورُ .. بنا
فى هوادهْ
يالها بلدتى
فَأَكَمْ من فتوحاتِ جُندٍ
تراءت هنا
تستعيدُ الأغاريدَ ،
عصفَ الصُّمودِ ..
ونيرُ انتفاضتها يمتطى جوادهْ
إيهِ يا ( رمضانُ ) !!
يعاودنا
عطرُ أرْجكَ ،
زخَّاتُ / رمضائكَ ( الفاطميَّةُ ) ،
(بابُ الفتوحِ ) ،
تخومُ بساتينكَ المُستعادهْ !!
... ... ... ...
إيهِ يا ( رمضانُ ) ..
فما زلتَ تغمرُ أضلعنا
بالضِّياءِ ..
تمرُّ على التَّراتيلِ – دوماً – طيوفكَ ..
تُثرى الرِّحابَ ..
وبين الشُّهورِ ..
تزيِّنُ عتقاً يمورُ بكلِّ الجوارحِ ..
يهمى على ساعديه نجادهْ
( رمضانُ ) آتى
فسينزحُ قرب التُّخومِ / القبابِ / غداً
وسينزحُ رغم الدَّياجى
فكلِّ الشَّياطين تخشى زنادهْ!!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
09/11/2009, 11:11 PM
النّزوحُ مــن أوردةِ الخوف

لو نفرضُ أنَّكَ شخصُ ُ آخرَ ..
أطيبَ منكْ
كيف ستنظرُ فى المرآةِ صباحاً
كى تسترجعَ وجهاً لبشوشٍ
يبحثُ عنكْ
حين تدقُّ طبولَ الغضبِ النَّائمِ ..
قلِّبْ وجهكَ ثانيةً
من أنتَ ؟! ومن كنتْ ؟!
أىُّ قناعٍ لن يُجدى .. ؟!
حتما ستحاولُ هدمَ تقاسيمِ الماضى
كى تبنى كهفاً ما
بمكانِ ما
قبل نزوحكَ للموتْ
فعقاربُ ساعتكَ الظَّمأى
تسرقها أوتارُ الخوفِ ..
لتبدو مقتنعاً
أنَّكِ آخرُ شخصٍ غنَّيتْ
قلْبكَ لن يمرقَ منه
شبحُ ُ غيركْ
أمَّا أنتْ ستقتلعُ جناحيكَ ..
لتسقطَ ..
فى أقربِ ظلٍّ مذبوحٍ بالأسفلتْ
وستسألُ كلُّ المارِّةِ ..
ما جدوى أن تغرقَ فى نومكَ كلَّ مساءٍ
كى تهربَ منكَ .. إليكْ
ثمةَ كابوسُ ُ
يعترضُ مسيرتكَ الولْهى
ثمَّةَ سيَّافُ ُ يتدلَّى
يحملُ فوق حبوركَ سيفَ الوقتْ
لن تكتبَ فوق جداركَ
حين يهرولُ آخرُ أملٍ ممتزجُ ُُ بالصَّرخةِ ..
أنَّكَ لا تهربُ من وقعِ الموتْ
وستكتبُ نعيكَ فى الجورنالِ ..
وتوصى كلَّ ذويكَ بقراءةِ فاتحةً لغيابكْ
أو كلُّ خميسٍ تخرجُ من شبحكَ..
تقرأُ أنسامَ البيتْ
لستَ غبيَّاً
لستَ نبيَّاً
فتظاهرَ أنَّكَ شخصُ ُ آخرَ
حتماً ستعودُ لتقفزَ من نفسكَ ..
وستنقشُ فى ذاكرتكَ ..
أنَّكَ شخصُ آخر ..
أطيبُ منكْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
10/11/2009, 09:28 PM
تصريــح ُ ُبالإنتظـار

أشخاص ُُ ُ عاديون .. على أوجاعِ شوارعنا الغربيَّةِ ..
مرُّوا ممتشقين ضجيجاً كان لهمْ
ألقوا علىَّ سجائرهمْ
مازلتُ هناكَ..
أهرولُ فى جلْدي
أصنعُ أشباحاً من خوفي
ولأنِّي ( كنعانىُّ ُ )
نوَّاتُ صقيعٍ لا أعرفه
تدهسني
ليست سنواتُ عجافٍ
أو سجنُ (عزيزٍ)
أحرسُ مبنى ( البيتزا )
وأفتِّشُ عمالاً
ليس بحوذتهم إلا أياماً مُتعبةً
حين تعاودني أغنيتي
فى موسمها الشتويِّ ..
أهاجرُ .. فى سردابٍ ما
أحملُ .. عمرى الضَّائعَ ،
شعرى ، حدوةَ أحلامى ،
ضحكاتٍ كانت فى مقلةِ أولادى
أعبرُ أرصفةً ما
أشخاصُ ُ مرَّوا
فى شارعنا الغربىِّ بسياراتٍ فارهةٍ
أشخاصُ ُ ممتشقين ضجيجاً كان لهم ْ
ألقوا ما ألقوا
أشخاص ُ ُمرُّوا سهواً
فى غفلةِ مملكتى
مازلتُ هناكَ على حافةِ ليلٍ يجثو,
أحرسُ مبنى ( البيتزا )!!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/11/2009, 12:09 AM
ثمـــة طريــق للضيـاء

أفتحُ النَّافذةْ
لا تفارقنى دهشتى
حين تمرُّ بقايا القرونْ
هكذا اعتدتُ أن أراقبَ العرباتِ التي جرجرتها
المواجعُ ؛
خشية دمعى الحرونْ
أفتحُ النَّافذةْ
ولأنَّنى ارتميتُ على جُنْحِ ليلى المُفخَّخِ ..
قرب العصورِ المطيرةِ وحدى
تراودنى صرخاتُ الشُّجونْ
ولأنَّ الضَّجيجَ يقبِّلنى
و النَّهاراتُ نامت على نحرِ ذاك الصَّباحِ
المبَّعأ بالأقحوانِ ..
لأفتحَ ثقباً جديداً بنفسِ الجدارِ ..
لكيما تحطَّ الفصولْ
لا تفارقنى دهشتى
حين مرَّت تواريخُ تيهى
تأنِّبُ وقعَ السَّنابكِ ..
لو مَرَّ نزفُ الخيولْ
فتفرُّ الهواجسُ مثقلةً بالأسى
حينما تتراكمُ بين الدُّروبِ الطُّلولْ
أفتحُ النَّافذةْ
حين يضحكُ من رمسه ( المتنبِّى ) ،
( المعرِّى )
وموُّالنا لا يزالُ رهينَ العمى
لا يزالُ يشاطرنا ( المحبسين ) ،
ارتشاف اللُّحونْ
ريثما قتلوا اليوم ( حلاَّجَ ) تلك الممالكِ
يا صرخةَ الحزنِ كفِّى ..
فمن أجل تاجِ الممالكِ نبكى الثَّرى
ريثما الوافدون الجدُّدْ
يمرحون على نفسِ عزفِ الطُّبولْ
أفتحُ النَّافذةْ
حين عادت تغنِّى امرأةُ ُ
غنوتى
نفسَ طيَّاتِ عشقِ الجنونْ
أفتحُ النَّافذةْ
من يؤرُخِّ وجَدى / ووجد الرُّؤى
حين تصرخُ كلُّ السَّنابلِ..
وسط الحقولْ
أسألُ الآن عمري
لماذا المواقيتُ تمضى رويداً
ويزحفُ شيبُ ُ كسولْ
أسألُ الآن عتقى
لماذا مواسمنا
لا تزحزحُ صخرَ القيامةِ شبراً
إذا فاء نهرُ ُ خجولْ
كيف يسكننا الكهفُ ،
رخُّ الفلواتِ ثانيةً
كيف لا نحتسى ذلَّنا
طيرنا ملَّ وأدَ الفراشاتِ فوق الغصونْ
كيف أعظمنا فى المساءاتِ تسرقه الآن ..
نفسُ الوحوشِ ..
ونفسُ كلابِ الشَّوارعِ ..
تنبحُ فى ممرَّات المنونْ
نفسُ ذاك .. الرَّصيفِ يوافقنا دائماً
نفسُ زهرِ البيادرِ يأبى الذبولْ
ربَّما
روضنا يعشقُ الإنتحارَ بسفحِ الرُّبا
ربَّما
نفسُ أيكِ الخمائلِ لا يرتضى سلَّماً للنزولْ
أفتحُ النَّافذةْ
ألمحُ الآن نفسَ الخيولْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/11/2009, 01:44 PM
العصافير ُتعشــقُ أوكارهــا

وقفتُ على البابِ يوماً
أعافرُ حظِّى
وكنتُ كما تعلمون أبيَّا يردُّ العطايا
ويزدادُ حاجبكم فى ازدرائى
وأجترُّ شعرى
وشعري تنامُ على ساعديه رؤايا
فكلُّ الصَّباحاتِ حطَّتْ عليه
دموعاً ،
وزهراً يغطى دماءَ خُطايا
أقيموا على الشِّعرِ حدَّاً
فليستْ تخافُ لحونى المنايا
فهل تستقيلُ العصافيرُ من حلمها ذات يومٍ ؟!
وكيف تموتُ من العشقِ يوماً
قلوبُ الصَّبايا ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
13/11/2009, 02:16 PM
رنيـــنُ الشعــر

أعْلمُ أنَّ الزهرَ .. يموتْ
أعْلمُ أنَّ الغصنَ اليافعَ ..فى هَدَرَاتِ خريفٍ
حتماً سيموتْ
أعْلمُ أنَّ دموعَ الشَّجرِ النَّائمِ فى أحلامى
ما هى إلا دموعُ ُ
من شجرِ التُّوتْ
أعْلمُ أنَّ الضِّلعَ النَّاقصَ فى جسدى
يأكله الحوتْ
أعْلمُ أنَّ عصوراً جادتْ
وعروشُ ُ ما زالت ترقدُ فى التَّابوتْ
لكنَّ رنينُ ( الشِّعرِ الحرِّ )
يدوِّى
لن يرغمه سيفُ سكوتْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
15/11/2009, 05:14 PM
الليّــلُ كمــا عودنى

(1)
اللَّيلُ كما عودنى
همجىُّ ُ جدَّاً
يأخذُ رشفةَ وجدى
ثم يسافرُ .. للأسحارْ
اللَّيلُ .. كما عودني
يمْرقُ من شوقى
يتسلَّلُ /
يتسلَّلُ ..
حتى تفجؤنا الأقمارْ
من غنَّى
أغنيةَ العشقِ .. المنْثورةَ ؟!
مَنْ غنَّى
والذِّكرى تصرخُ بين الأوتارْ ؟!
(2)

اللَّيلُ كما عودنى
يخفى طيفَ صبابتنا
يفضحُ سرِّى
للأطيارْ
اللَّيلُ .. كما عودنى
يمسحُ حزنى
ويسربلنى
بالدِّفءِ النَّازحِ من سحبِ الأمطارْ
أرقبه..
يرقبنى
من منَّا يحملُ صكَّ الأعذارْ ؟!


(3)

اللَّيلُ كما عودنى
يمرحُ .. بين قصيدى
يسرقُ حلمى
المدفونَ ..
بحذو الأنهارْ
اللَّيلُ .. كما عودنى
طفلُ ُ
يغضبُ حين أعاتبه
لو قطف صباحاً
من وسط الأزهارْ
هو يعرفنى
أعرفه
لكنَّ .. عذوبته
تشعلُ فىَّ الإيثارْ


(4)

اللَّيلُ كما عودنى
زيرُ نساءٍ
يتأبَّطُ شرَّاً
حين مجىءُ النَّيزكِ ثملاً
فى حلقاتِ السُّمَّارْ
اللَّيلُ كما عودنى
يشربُ من بئرِ اليُتْيمِ
يجالسُ ..
بنتَ الحلمِ .. المفقودِ ..
ويرقصن
على همساتِ الأشجارْ
حين تمورُ بساتينى
يفرشُ أجنحةَ الذِّكرى
ويلوِّحُ بالإعصارْ


(5)

اللَّيلُ كما عودنى
وطنُ ُ
لو ماتت فىَّ حكاياتي
لو ماتت كلُّ الأوطانْ
اللَّيلُ كما عودني
آخرُ قافلةٍ
مرَّت
قبل شروقِ الماضي
مسلوباً
من نبضِ الخفقانْ
عاشت أوردةُ الحنظلِ ..
عاشت لى
اليوم تذكِّرني
أنَّ اللَّيلَ .. ربيبُ النِّسيانْ


(6)
اللَّيلُ كما عودني
مسحورُ ُ
الطَّلُّ ..
عصا ( موسى ) ..
الحبُ .. سفينةُ ( نوحٍ )
النَّجمةُ .. عُكَّازُ (سليمانْ)
اللَّيلُ .. كما عودنى
البدوىُّ الأوحدُ – يا زمنى –
فى تلك الأزمانْ
لا أدرى
كيف مساءاتى
تغضبُ دوماً
عند هروبِ الأحزانْ
(7)
اللَّيلُ كما عودنى
منفىُّ ُ
من أولِ عَقْدٍ .. فى ميلادى
حتى آخر .. عَقْدٍ
فى الأكوانْ
اللَّيلُ كما عودنى ..
آخرُ قلبٍ لى
لم تمسسهْ
هدراتُ هُيامٍ
أو وخذُ الوجدانْ
اللَّيلُ كما عودنى
آخرُ قديسٍ
أعشقه
يعشقنى
آخرُ قديسٍ عمَّد خوفى وسط جزوعِ الإيمانْ
(8)
اللَّيلُ كما عودنى
أولُ صدِّيقٍ
بايعنى
لحظةَ نشرِ نبوءاتى
عند تخومِ العصيانْ
اللَّيلُ كما عودنى
عاش .. صديقى
مات .. صديقى
فى آخرِ نَفَسٍ
كان يردُّ :
من ينسجُ ثوبَ الأكفانْ ؟!
آهٍ .. يا آخرَ كابوسٍ لى
من منَّا يترنَّحُ
هل ليلى
أم حلمى ..
النازحُ من جوفِ
الجُثمانْ ؟!


شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
17/11/2009, 06:40 PM
وطنُ ُ لا يريدُ .. اللّجوء

خاصمتنى الرِّياحُ ..
فلم أستطعْ منحَ ذاكرتى
وطناً لا يريدُ اللُّجوءْ
يالها من تعاليمِ مملكةٍ
خاصمتنى أنا
وأنا أنزفُ الآن فى الطرقاتِ وحدى
ووجهى بوجهِ الهدوءْ
ولماذا تبثُّون كلَّ النواطير حولى
وحول أغاديرِ عتقى
وطيرُ التَّيمُّمِ بين الفيافى
يريدُ الوضوءْ
هذه الأرضُ ليست لنهرٍ سوانا
وليست تحبُّ سوانا
ولا تستطيعُ التَّباهى ..
بتلك النَّتوءْ
هى لى رايتى
حارتى ،
فرحتى ،
زهرتى ،
هرَّتى فى غيابى تموءْ
خاصمتنى الرِّياحُ ..
ولم تستطعْ
منحنا هبةً
غليانُ الحوائطِ يا براقى
يراودُ دمعاً لنا
فالذى فى السُّجونِ .. معاهدتى
حالها حال عيشى تسوءْ
ولماذا تريدون زندَ الخنوعِ ..
لماذا ؟!
فخيلُ قبيلتنا
منذ عصرِ الفتوحاتِ حذَّرنى
من فخاخِ اللُّجوءْ .

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
18/11/2009, 04:27 PM
الذى مات لم يمتْ

الَّذى مات لا لم يمتْ
كلُّ ما مات أنفاسُ صبحٍ
تعثر بين المواقيتِ
- سهواً –
ولم يرقب الإبتهالْ
الَّذى مات لا لم يمتْ
كلُّ زفرةِ أغنيةٍ
لحظة الصحوِ ،
لم تحصِّن الطيرَ
فرَّت كما عودتنا قُبيل هطولِ المُحالْ
الَّذى مات لا لم يمتْ
ربَّما لا يزيعُ الجروحَ على العابرين
ولا يرتدى حُلَّةَ الإنكسارِ
- علانيةً –
فى رواقِ النِّضالْ
ربَّما يا سُكاتى
يلملمُ فينا التُّخومَ ،
يثيرُ الجواشنَ ..
لحظة بدءِ القتالْ
إيهِ يا موكبَ الفجرِ .. يا رحلتنا للسَّماءِ ،
وللإنتهاءِ ،
فعند صراخِ المجرَّةِ
تهوى القوافلُ شدَّ الرِّحالْ
الَّذى مات لا لم يمتْ
وأسألوا الصُّبحَ
كان يغنِّى أناشيدَ فتحٍ
قُبيل انحسارِ الهلالْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
19/11/2009, 06:53 PM
ولماذا يسرقنى العشق ؟!

حين خطف طائرها الأسطورىُّ ..
بقايا أشواقى
كانت كلُّ سحائبِ حزنى
ترقبه بين الأشجارْ
لم أدرِ .. لماذا حلَّق فى ( جزرِ الكاريبى )
خبأها
ثم توشَّح دفءَ الأمطارْ
يا لسذاجته !!
ألقى آخرَ قطعةِ ثلجٍ
للشمسِ
ثم تدلَّى خلف الأنهارْ
صرختْ أحلامى
فخرجتُ أفتِّشُ
فى هدراتِ الموجِ ..
أفتِّشُ ..
فى هولِ الإعصارْ
وهناك بآخرِ سفحٍ
عاتبتنى
فلماذا أوهمنى .. القيظُ ..
بصكٍّ تملأهُ الأخطارْ
قالت لى الرِّيحُ .. اثأرْ
من أىِّ ممالكِ وجدٍ
تشمخُ وسط الأسوارْ
وأغتاظ الزَّهرُ .. وأعلنَ أنَّ الأشواكَ
عميلةُ هذا الأبرارْ
وأشارتْ لى بعضُ نُجيماتِ اللَّيلِ الولهانةُ
عن هدأةِ سرٍّ
للأقمارْ
فتردَّدتُ كثيراً
قلتُ لنفسى والنبرةُ حيرى
تحملُ وجعَ الأوتارْ
ما بال اللَّهفةُ تشعلنى
لا تفتحُ لى جندولاً آخر
أو قوساً
يُرغمُ ذاك المغوارْ
قالت لى قاتلتى :
يا أبْلهْ
هذا الجدُّ .. هزارْ
فالحبُّ سيبقى منفيَّاً
تدميه الأشواكُ ،
وأغنيات الأطيارْ
قالت لى قاتلتى :
فأنا سيَّدةُ المنفى،
سيَّدةُ العشقِ ..
وسرَّ التَّيَّارْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
20/11/2009, 06:49 PM
طوبى للطير الواقف .. فوق المذبح

طوبى للطيرِ الواقفِ فوق المذبحْ
طوبى
فلكلُّ ضفافِ النَّهرِ .. ظلالُ ُ
آتيةً من أقصى/ أقصى الغربةِ ..
تترنَّحْ
ظنَّ الطَّيرُ
بأنَّ النَّهرَ .. يبيعُ الأكفانْ ..
لم يُذبحْ
والجدبُ هنالك .. يشعلُ جذوته
فى كلِّ جنانِ الصَّحوِ .. ولا يصفح ْ
لكنَّ ما زال العتقُ ..
مديناً للطميِّ
ومازالت أزهارُ الرَّوضةِ
تخشى أن تسبحْ
ما ذنبُ الجندلِ ..
ضلَّتْ فى البيدِ قوافلنا
فلينحْ من ينبحْ!!
(2)
طوبى لفراشاتِ الشَّمسِ وللأرضِ العاقر ..
ولكلِّ روافدِ هذا الحلمِ المِزْواجْ
طوبى للنخلِ المتسوِّلِ ..
ولكلِّ صراخٍ يصعدُ للمعراجْ
فالشَّمسُ تنجبُ بنْتاً
والقمرُ سينجبُ ولداً
من يا أبتى يحمى متنَ رباطِ الأزواجْ
(3)
طوبى يا حلفائى
رأسُ الحربِ .. مخافةُ حربى ..
من يُفدى الذِّئبَ ببعضِ نِعَاجْ ؟
من يعترفُ بكلِّ خطاياه ؟!
سيدخلُ من بابِ الغفران جزافاً
لن يحملَ تاجَ الشَّوكِ..
ولن يدهسَ فوق زجاجْ
طوبى يا (حلاَّجون) المشرقِ والمغربِ..
نبحثُ عن (حلاَّجْ)
طوبى لملامحِ شاردةٍ
تمنحُ صكَّ العودةِ للمنفى
تنجبُ خارطةً
لا تعرفُ ( يثربَ ) من ( قرطاجْ )
من سيباركنى ؟!
أنا لا أطلبُ للنُّورِ .. غيوماً
أنا لا أطلبُ للأبوبِ.. رتاجا .. من خلف رتاجْ
أنا لا أزعمُ شيئاً
عينُ ُ تهمى فى أروقةِ الخوفِ ..
وعينُ ُ تحتاجُ الدَّمعَ ..ولا تحتاجْ!!
(4)
من كان ينادى بالقحطِ ..
فهذا القحطُ ترامى خلف الوادى
يتربَّصُ بالوادى
يوماً ما كان تخرجُ مملكةُ ُ
ملأى بالفلاحين
ستخرجُ من ثُقْبِ الأمجادِ
يوماً ما يولدُ حلمُ ُ
معصوبَ العينين .. نحيلاً
يطوى سرَّ بلادى
(5)
طوبى للدِّفءِ النَّازحِ ..
من أعلى النَّهرِ ..
إلى الوديانْ
طوبى للخرسِ..
الفارشِ فى وطنى
طوبى للطفلِ المُمْسك .. حجراً
فى وجهِ الغيلانْ
طوبى لكفيفٍ يحرسُ أغناماً
تخطفه الحسرةُ إن لم تخطفْه الذُّؤبانْ
من ينقذُ عتقاً لمروجٍ .. فرَّت للأغوارِ ..
ومن يحملُ زاداً للأحزانْ
هذا ظلُّ الحبِّ المائلُ ..
مقتولُ ُ
فوق رُكامِ الأغصانْ
نُشْهدكمْ أنَّ النَّارَ ستحرقُ من يشعلها
وستخرج من هدأتها كالطوفانْ
(6)
أيَّتها الأنهارُ..
لماذا ترتدُّ الأنهارْ
قد يكفى الطيرُ .. حُطاماً يتناثرُ ..
من قلبِ الذِّكرى قد يكفيهِ هروبِ الأوكارْ
قد يغتالُ النَّخلُ ،الهدءُ، الأيكُ ، العشبُ..
فأما العطرُ ، فلا يغتالُ بحضنِ الأزهارْ
هذا جرمُ ُ
قد يُحْقنَ قلبُ الجندلِ كراهيةً ،

بغضاً
لكنْ من يحقنه سُمَّاً ..
حتماً مهوساً
ليعكرَ صفوَ الماءِ السَّاجى
والغابةَ والأشجارْ
من يدرينا
ألا يأتى الطيرُ
ليشربَ منه
ظنَّاً أنَّ النَّهرَ- كعادته- يغنِّى
فى رحبِ الأقمارْ!!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
21/11/2009, 07:58 PM
الشّعرُ.. مُظاهرتى

لن أخرجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
واعتبرونى
مرتدَّاً
عن صرخاتٍ كانت عربيَّةْ
واعتبرونى
مرتدَّاً
عن صرخاتٍ كانت قوميَّةْ
مازلتُ هنالك ..
فى منفاىَ الشِّعرىِّ ..
فلستُ مُحترفاً لشعاراتِ التَّحريرِ الهزليِّةْ
فاتهمونى الآن بما شئتمْ
بالكذبِ .. الأسودِ ،
بخيانةِ نفطى ،
عَلَمى ،
وبوأدِ المُثلِ الديمقراطيَّةْ
فاتهمونى الآن بما شئتمْ
بهتافاتٍ ضد الخوفِ ،
القهرِ،
الفقرِ النَّائمِ فى أسواقِ التبعيَّةْ
ماذا تنتظرون لحلمٍ مبتورِ الساقين ..
ولا يقدرُ أن يقفَ ..
على أرجله الخلفيَّةْ ؟!
ماذا تنتظرون ؟!
أنا من أُمٍّ مؤمنةٍ
تعشقُ نورَ الفجرِ ،
وقنديلَ الصَّحوةِ ..
لا تخشى طلقاتِ الهمجيَّة ْ
ماذا تنتظرون ؟!
أنا من أُمٍّ مؤمنةٍ
ينبعُ جدولها
من فوق أعالى الوطنيَّةْ
هل لشعوبِ الأرضِ .. شعوبُ ُ
مثل حروفِ قصيدى
فى عشقِ بلادٍ قزحيَّةْ
لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
راياتى ما زالت نائمةً
فى نفسِ ميادينى السلميَّة ْ
لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
ضاعت أرغفتى الممزوجةِ بدماءِ الحِنْطةِ
ضاعت فوق الأسلفتِ..
مِراراً
تحت الأحذيةِ القمعيَّةْ
ها ..غيظُ رصاصاتى
يشتاقُ رؤوسَ الغدرِ الإستعماريَّةْ
الخرس هو الخرس يدوى فى حلقى
ما زال يحاصرُ فيَّ عروقِ الثوريَّةْ
ولهذا سأظلُّ أخافُ الهرَّاواتِ ، العسكرِ..
وكلابهمو البوليسيَّةْ
ولهذا لن أخرُجَ حين تمرُّ .. مظاهرةُ ُ
قد يُسْلخَ جلدى
أوتُفْقأَ عينى
أو أفْقدُ رجلى الخشبيَّةْ
لن أخرُجَ حين تمرُّ ..مظاهرةُ ُ
أخشى ما أخشى
أعمدةَ شوارعنا ، اللَّمةَ ، قافيتى الرمزيَّةْ
من يسمعنى؟!
هذى ليست بصماتى ،
صرخاتى
ما جدوى استجوابى
أعشقُ زنزاناتِ الحريَّةْ
من يسمعنى؟!
ما جدوى استجوابى
أعرفُ سجَّانى
فى اللَّيلِ سيطلقُ من مدفعه
آخَر تنكيلٍ
لإدانةٍ صمتى
ثم يداوى كلَّ جراحاتى
بسجائره المطفيَّةْ
لن أخرُجَ حين تمرُّ مظاهرة ُ ُ
لو صرختْ حتى كلُّ عروبةِ أوطانىِ،
لو صرختْ حتى كلُّ شرايينى العرقيَّةْ
فمظاهرتى
فى دُرْجِ الجنرالاتِ ..
وأرضى ما زالتْ منفيَّةْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
23/11/2009, 02:25 PM
ملحُك .. لا يُطفى الرُّضابْ

وعاد الليلُ .. يفجؤنى
يوشوشنى
ويخبرنى بأن اليمَّ .. غًدَّارُ
فكم رَّقت تباشيرٌ
أساريرٌ
وأنداءٌ
وأسرابٌ مهاجرة ٌ
وأوتارُ
وكيف الموجُ قد أوْدى
بلهفتها
بغنوتها
بمهجتها
فكم ظلَّت تخاف الشط َّ أطيارُ
ويصرخ فى المدى قلبٌ
ينادى الصخر أحيانا فأصداءٌ تفارقه
وأحيانا
تردُّ عليه أحجارُ
هنا تلتاع أفئدة ٌ بموسمها
برجفتها
بدفقتها
هنا تختالُ أقمارُ
وقالت بعضُ أوردة :
سَيُنبشِتُ للجوى ريشٌ وأفراخٌ وأوكارُ
ستغرس فوق أضلاعي
أهازيج مموسقة ٌ
وأدعية ٌ
وألحان ٌ
وأشعارُ
ترفُّ الآن أمنية ٌ
ترفُّ الآن من يدرى
لعلًّ الحلمَ معقودٌ
وجسر الصبور ينهارُ
ومن يدرى تذوبُ بُمقلة العشًّاق
مملكة ٌ
ومن يدرى يحنُّ لهدأة الأمشاج
إبحارٌ
هنا الوجدانُ .. والكافورُ .. والأعشابُ
والصفصافُ قد نثروا لواعجهم
فكم رنًّت تتوق السُهد
أسرارُ
وكم عَّنتْ لنا شمسٌ
ورابية ٌ
وأنسجة ٌ
وكم غنَّت لنا دارُ
أتنتظرون كى تغفو
مرافؤنا
هنا الأشواقُ والأمواجُ ..
والأحلام والنخلاتُ .. والشطآنُ
تصرحنا
وتشعلها هنا نارُ
فكيف الليلُ خاتلنى بأوهام ٍ
تطاردنى
ونبعُ العشق هَّدارُ
متى يا جرحنا الموجوع تنزفنى
هنا تدمى شرايينٌ
وأحداقٌ وأسحارُ
لتندلع الرؤى رهفأ
لتخرج من ُربا العينين ..
أمطارُ
وأنسامٌ ستحرسنا
وأنَّاتٌ
وغدرانٌ
وأشجارُ
هى الأطيافُ فى نومى وفى صحوى
تعانقنى
وديجورُ النوى غرَّته أسوارُ
ورنَّة ُوجدنا الظمأى
تقاسمنا فضاءاتٍ
وترقبنا برغم البين أغوارُ
لماذا تخافُ أودية ٌ صدى شوقى
لماذا تخاف أنهارُ؟!
لماذا على الذرَّّا شهبٌ
وأذنابٌ
سيفرحُ بالجوى قلبٌ

سيفرحُ بالندى موجٌ ونواتٌ
وتيَّارُ
فمن يدرى فراشاتٌ لنا عادت
تحّلقُ فوق رابيتي
وترشفها أمام الأيك ...
أزهارُ
فمن يدرى وراء السفح أصدافٌ
وخلف الخفق .. إعصارُ
فهذا الصبُّ عزافٌ
إذا أفنتْ هنا الأمواجُ بحَّاراً
فبالأعماق .. بحَّارُ
فلن تغنى شحارير الُمنى يوماً
فللخفقان .. أقدارُ !!
متى لا تغرسى عينيكِ فىَّ
القلب لن يحيا
وناى العشق فوَّارُ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
24/11/2009, 04:30 PM
خافي من شغاف المتعبين

وزفي عشقك المنثور
في حضن السنابل
أَوجهك نابض يكسو الجنادل
وأنت مدينة
تبدو كما الشوق المخاتل؟
وقلبك طفلنا ذاك المدلل
قد غفا بين الجوى يرنو العنادل
أفي الأكوان أنتِ المنتهى؟
لا الرب أنت ولا الهوى دين العذارى
خبت شمس توارت للصبا
أين الجيوش وأين أشواق السرايا؟
فعودي يا منايا
ولكن مزقي كل الرسائل،
حطمي سمت المرايا
فعودي للمنى
لا كنت يوماً في سفينك راحلاً سهوا
ولا أخشى فراقك في مواقيت المواجع
ولا وسط المعارك قد سبينا
غير المواجيد التي تدمي الأضالع
ولا أنت الشموس على الربا
تشجي الجدائل
أليس لديك أودية؟
سترمح فوق أعشابي الأيائل
أليس لديك أفئدة
لتذوب في أفياء الخمائل؟
فعودي للمنى صهدا
فلا أنت الثريا
قد تحن إلى الهيام
ولا عيونك (عبلة)
تغري الفوارس
ولا صار التشبب
يستبيحك للرؤى بين المجالس
فعودي للمنى خدرا
فيأبى العشق إن يبتاع ذكرى العاشقين
ويأبى السهد
أن ينسل في الجرح الدفين
فخافي من شغاف المتعبين
فهاتفك الحبيس كما غرامك
ربما أخفى وراءك
كل شئ للحنين
فعودي للمنى
حلماً
سواقينا نمت ثم ارتمت
تحت الظلال
وتحت أقدام السنين
فعودي للمنى توقاً
حقولك لا تنام سوى
على عزف الغدائر
حين تهمي للعرين
فعودي للمنى
لا تغلقي كل النوافذ
هاتفي يهوى الرنين
فعودي للمنى
إني أحبك
فارحمي قلباً طواه البين
في الماضي الحزين

شعر/ عبد الناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
24/11/2009, 04:32 PM
وطنٌ يسكن فينا

يا سكين الغربة..
أرسم بين ضلوعي
وطناً يسكن فينا
وطناً
يمنحنا ذاكرةً,
أفياءً
أحلاماً
وحنينا
وأطو دموع الشوق..
ومهج الصحراء..
وغور أمانينا
طال الهجر
فحين يرفرف..
فوق سفاراتي علم بلادي
منفطراً وحزينا
أجتر قلاعاً..
وصهيلاً
وشغافاً
وشرايينا
يا سكين الغربة
إني أغرسك بجمر فحولتنا,,
وفصاحتنا
وقصائدنا
ومراعينا
كف عن الزحف إلى أعضائي
لنلملم نزف مآقينا
نصلك يمرق من حاضرنا
يرتع في ماضينا
يا سكين الغربة..
لو قطّع محتل أوردتي
لا تصبح عوناً للغازي
وعرينا
أستحلفك...
بألا تذبح عير مُعلقتي
إني في قبو ( سقيفتنا )
مازلتُ سجينا!

شعر/ عبد الناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
27/12/2009, 09:47 PM
أعدنا لنبكي مزارك؟.. هدية عبدالناصر الجوهري للراحل أحمد الخضري

قصيدة شعر بقلم: عبدالناصر الجوهري-عضو اتحاد كُتاب مصر، مهداه إلى الشاعر الراحل/ أحمد الخضري-طيب الله ثراه؛ يقول الجوهري:

الذين وَشَوا بكَ عند أتون الهجيرِ...
ولم يستريحوا وضلّوا خطاكْ
حاصرونا ببطن المعاني؛
حتى تشعبّنا بقلب المدينةِ صرنا فرادى
ودغلُ المحّبة بارك هَلْكى استجاروا حماكْ
أخذونا بذنبٍ القوافي
وما عرفوا نبرة من أساكْ
انتسبنا إليك بآخر قافلةٍ للرواحِ..
وعدنا لنبكي مزاركْ..
والموتُ كيف على غرة
قد أتاكْ؟
واحتسبنا على الله يوماً
لحونا تُدثّرُ أكمامُها دمعةً
ذرفتها الشموسُ..
ففاضت بها مقلتاكْ
وارتحلنا لشطَّ النوارسِ.. يوماً
فضعنا هناكْ
وعلى الروضِ كنّا افتقدنا خطاكْ
ما لهاَ وردةٌ تتفتحُ..
ليس لها غير جرحٍ سواكْ
قلّب الحزنُ كل الدفاتر.. حتى اهتدى
للأراجيز كم هدهدت
بالخلاصِ يداكْ
ولأنك أحببت في المُنتهى
مرتين،
أَنَخْتَ شغافكَ كيما نراكْ
إن قناديلكَ ليلا تنير الأزقةَ..
كم يعتريها هوىً من هواكْ
للحبيبة.. ما قد أرحت الفؤادَ..
فهل أُلهما خافقاكْ؟
ثم كيف التقينا وضم فراقك أشرعةً
والبحورُ علاها صداكْ؟
شِعْركَ اليوم قد نزيّن أعطافَه
ربما بالسطور هنا قد مَضَتْ
راحتاكْ
إننا في الأساطير حين وجدنا لظلِكَ.. وكراً
يُذوّبُ فيه شجاكْ
فنثرنا بحضن التفاعيل دمعا؛
فأزهر منه رؤاكْ
لا طقوسَ الوداع أَظَلّت عيون الثُّرَّيا
ولا خضّبت في مداها مداكْ
مد يا صاحبي للصباحِ قرنفلةً أسقطتها
يداكْ
سنصافح حلما معا
في زمان البلادةِ..
كنا تركناه في السفحِ،،
يرنو فكيف أتاكْ؟
حين هاتفتني في المساءِ..
ورنَّ هنالك للوصل..
شوقٌ
أرحنا جسوراً
وأرضاً
وعزفاً يعاود من مُنتهاكْ
ونشيّد حامية للبراءةِ..
كي يستريحَ..مُناكْ
شيّعتكَ العصافيرُ في سرْبها
سندبادُكَ بين الحواديتِ هلاّ نعاكْ؟
ربّما من خباءِ القصيدةِ..
يولد نهرٌ ليسقى الجداولَ؛
لو أن أطيارنا لم تجاوزْ ثراكْ
هل تسامحُ عِيْرَ الرفاقِ؟
فنحن أضعنا حروفا
بكلَّ العشيّاتِ..
لم ننتبه بأنَّ المماتَ اعتراكْ!!

محمود سلامه الهايشه
01/01/2010, 03:11 PM
ما الذي لا تراه عيونُ المساءات ؟!


(1)
حينما وقف الليلُ فى شرفتى
ناظراً
صوب تلك الحقولْ
كنت لا أستثير المروج ..
التى أرهقتنى بعشق الطلولْ
إنه الليلَ يهوى الجسورْ
قال لى سرَّة :
كيف خبَّاتُ الأرضُ – عمداً –
صبا كرويتها
والصباحاتُ راحلة ٌبقوافلها
ترتدى حَّلة ً للحبورْ
يا له من فتىً !!
أنهكته البيادرُ دوماً
ولا يرتضى أن يقاتل ..
حرصاً على مملكات الزهورْ
حين أبكى المدى
عانقته النجومُ .. علانية
وانبرت خلف وقع المدامع ..
غاضبة ً
تشتكى هسهسات النزوحْ
ما الذى لا تراه عيونُ المساءات ..
فى روضها ..
وتراه السفوحْ ؟!
(2)
لحظة ً علَّ سوسنكمْ
غرًّه صكُّ دعوتنا
حين فرُّت مواسمُ بدء ارتحال الطيورْ
يا تُرى
ما الذى يزعجُ السوسناتُ المهيضةُ ..
فى خدرها ،

ما الذى يزعجُ موج البحورْ ؟!
جندلٌ
لا يريدُ المكوث بمرقده
فلماذا تثور الشحاريرُ فوق الذرَّا
وأنا لا أثورْ ؟!
(3)
لو تجىء الشواطئُ نادمة ً
ربما لا تسلّمُنا للقراصنة النازحينْ
إننا لن ندخل الآن قلب البحار ..
نفتَّش عن دمعة الياسمينْ
مزّقَّوا كل أوردتى – لو تشكون فىَّ –
وريدا / وريدا
فأنا الليلُ ..... تغفو تباشير فجرى
وضلت طيور الحنينْ !!
فنساء بلادى

يواصلن إرسال كل ضفائرهن لى
وملَّلن البكاء ..
مللن جنوح السفينْ
فأنا الليل .. سيَّد ذاك الدُّجى
انظروا
فى جروحى تروا
كم حَبَسْتُ الأنينْ !!
فالتواريخ قد علمَّتنا انتظار ..
رحال السنينْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
02/01/2010, 05:30 PM
فوق أسنة الرماح

يا ( عنترة العبسىّْ )
( عبلة ُ) .. مازالت تترنَّح بالأصفِاد ..
وخيلُ الصحو الملكومُ ..
يروم العُشْب العربىّْ
ينزفُ ...
ينزفُ ...
يشتاق نسيم الليل البدوىّْ
كيف مكوسُ الخزىَّ .. تقاضينا
بتراتيل الصبح القدسىّْ ؟!
هذى ( عْبسٌ )
فى البيداء مقيَّدة ً
يلفحها قيظ ُ الشمس ..
وأنَّات خيام ٍ
قد ضاقت بحصار ٍ رومىّْ
إنْ كان أبوك تنكر يوماً
هل ترض بوأد النخل ..
السامق ..
والزهر العبقىّْ ؟!
هل ترضى
أن تسُبى عماتكَ
أو يبقى فى الأسر .. صبىّ ؟!
يا عنترة العبسىّْ
إنْ كانت عالقة ً فى الأذهان ..
جذور الحمية ،
أوجاعكَ
( فزبيية ُ) لن ترضى
أن يركع ( شدَّادُ ) لجيشً أفر نجىّْ
فتذكَّرْ
ضحكاتٌ كانت تطلقها ( عبلة ُ) فى السامر
أو أشعارٌ كانت ترويها عنكَ ..
بمرج العشق المنسيّْ
وتذكَّرْ أن النسب .. يدّوىَّ
فى أوصال عروقكَ ..
وتذكرّ أشواق فؤادٍ
للدفء الأبوىّْ
ما كانت لتموت قبائل ( يْعربَ )
إلا واقفة ً
فى وجه لصوص البادية ..
وقطَّاع الطرق ..
ومصاصى النفط القحطانىّ ْ
يا ( عنترة العبسىّ ْ)
درعكَ ..
سيفكَ ..
رمحكَ ..
وقصيدكَ ..
يشتاقون الحربَ ويشتاقون العتق القمرىّ ْ
استحلفك بآبار الماء المسلوبة ..
بحُداء الإبلَ ِ ..
بأقراطٍ لحبيبة قلبٍ مطوىّ ْ
أن تنقذ ( عْبساً )من فخ خنوع ٍ
من عار ٍأبدىّْ
لن يولد فجرٌ
يطمسُ غورَ الغفلةِ ..
بنكاح ذوات الرايات الحمراء وعشق الخوف القزحىّ
يا ( عنترة )
فأبناء العم ..
ينامون على وقع صراخ فى النسوة ..
فى الحىّ
( ذبيانُ ) تخَّلتْ عنَّا
لا تذكر إلا نهر الدم ..
وسنين الغىّ
دعْ كلَّ خليلاتك ..
وقنان ثمالتك ..
ومزادات الغدر الربوىّ
إن مات صمودٌ فى قوم ٍ ؛
ظلَّ الذلُّ يورث ..
حتى آخر نسل ٍ
سيقيم مراثى المجد المنسىّ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
04/01/2010, 12:08 PM
لكم البلادُ .. ولى قصائدي

هل هو الشعرُ ..
صاغ لنا برزخاً
أحرفاً
موطناً ؟ !
وبنى من رقاع التواريخ ...
أعمدة ً للصباح المؤرَّق ..
ثم انثنى
وبنى من أجُاج البيان .. خيالاً ؛
لتأتى العصافير .. تلتفّ ُ من حولنا
هل هو الشعر ..
قد يستثير بنا مشتلاً
جندلاً ، كاهنا
أم عطايا الدواوين ..
قد تشترى محسناً ؟!
أيها الشعراءُ – بنو لغتى –
اسمحوا لى
بأن أنقضَ اليوم .. بيعتكمْ
وأحَّرض طير الدّنُا
اعلموا
أننى آخر الشعراء تحاصره الأغاني ،
تعبَّئ وجدانه بالقريض .. و
وأتَّخذ المنتهى مسكنا
ايها الشعراءُ .. بهذا الزمان ..
تعرَّى ( جريرٌ ) .. وخان ( زهيرٌ )
ومازال قيسُ الرقيَّات بين المواخير ..
لا يستحى – ماجنا
لا تذيعوا سُدىً خندقي
خندقى
لا يزال هناك بأعماق خوفى
أرعنا
خطتى
سأواجه أسطول ( غطريفنا )
خلف قافيتى
وما يستحيل غدا ممكنا
فأنا سأظلُّ أنا الممكنا
لا هزائم .. بعد الهروب ..
توارى الخنا
هل هو الشعرُ ..
صاغ لنا ألسنا
أم أراه يؤجّل فينا
براكين ذاك السنا
أنتما يا بقايا لحونى وقافيتى
لا تحزنا
سيظل الثرى مؤمناً !!
سأجعل من أحرفى لغـما !!
وسأزرعه فى تلال عروبتنا
فنبض التفاعيل ..
لا يستخفُّ .. بنا
سيظلُّ الثرى مؤمناً !!
سيظل بعتق الرُّبا
موقنا !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
07/01/2010, 04:23 PM
لا العيدُ .. عيدُ .. ولا البلادُ هي البلادُ ‍‍‍


لا العيدُ . عيد ولا البلادُ هى البلادْ
ُصرِعَتْ ( سعادْ )
بجوار أسوار القلاع ..
وتكسَّرتْ من فوقها
حتى السنابك ،
والبيارق ..
وارتعاشات الجيادْ
وتقول شمطاءٌ عجوزٌ :
أنها دََفَنَتْ جدائلها
بجوف الحقل ليلاً
حين أسكتها الزناد
والحلمُ ضجَّ من المخاوف ..
نازحاً
من موسم العتق المُهاجر ..
خشية الجدب المدُججَّ
والجرادْ
سُِِلبتْ تخوم المجد .. ياربَّ العبادْ
والصبحُ عاد مضَّرحاً بدمائه
ينداح دوماً
فى مواسمنا العشيقة للحصادْ
وتقول نخلاتُ الصمودُ ..
( بنو أمَّية َ) خارجون لأخذ بيعة ..
ملكهمْ
قد حرَّضوا كل القبائل ..
رغم أيام الحدادْ
صُِرعَتْ ( سُعادْ )
صُِرعَتْ بحسرتها
ولن تبتاع بعد اليوم صحواً
مستكينا فى اتقادْ
( فالُعرْبُ ) ما حزنتْ لمحنتها
وما أنَّتْ على جسر الصراخ عيونهم
وبرغم أن الطير ما خلع السوادْ
حتى الفصولُ .. ورجفها
قد زمَّلتها وانمحتْ
ولقلبها المفتول تبكى أمشاج الفؤادْ
وتحالفتْ
كلُّ البلاد .. على البلادْ
والآن باعوا وشمة َالحزن الدفينة َ
والأساورَ ..
والقلادة َ..
فى المزادْ
وضعوا بأعلى قبرها
إصيص أزهار يؤرَّقه السَُهادْ
يا أمَّة ً
قتلتْ وشائجَ شمسها
والشمسُ نائمة ً بأطراف المهادْ
ضُِرعَتْ ( سُعادْ )
لا تدفنوا معها الصباحات
التى وأدتْ سُدىًً
قبل ارتداد الدلو ..
من جُبّ التنافر والعنادْ
الله يرحمها ويرحمنا
علام وشى بها السفهاءُ ..
هذا حلمها رهن الرقادْ ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
08/01/2010, 09:38 PM
ماذا جنت العصافيرُ من عشقها للضفاف ؟!


لستُ بأول سفيه
قد مات لا يملكُ شبراً واحدً
يدفن فيه
أمَّا فتاتى التى تهوى الفراق دائما
لا تشتهى الشعر ولا تعيه
واللهِ ..
إنى لأميَّز الحمامَ الزاجلَ المأجورَ
فى أسرابه
بما على أرجله الضعاف
من غىَّ وتيه
فربما هى الحقولُ انتحلتْ وداعتى
ولقنتنى سرَّ صحراء الخنوعْ
فصافراتٌ للقطار
تقتفى وقع نحيب سنبلاتى
والدموعْ
فدققّوا موجدُ اللّبلاب فى تخومها
قد عسكروها بالذُّرا
حتى أتتْ غرباننا
قبيل موسم الخريف بالخضوعْ
فدَقّقوا
فى وجه أشبا الخنا
فدّققوا
فى نفس أنّات الفروعْ
أتسخر النخلات من أطيارنا
ونكهة الأحزان فى أبهائها
لا تبصق الأعباء ..
صوب أوجه الحمقى
وتندسُّ بأيكٍ ليس يهفو لفضاءات الحنينْ
أعادت المروج بين الثرى
لا تفتدى ميراثنا
إلا بشق تمرةٍ
فالنخُل أهدى ظلَّه للنازحينْ
لستُ بأول سفيه
سيشترى فرائض الخوف الكسيح
فى أنفاله
لستُ بأول سفيه
سيشترى بعيرنا والذلُّ فيه .
هنا سيكبح جماح الليل ..
إنها هى الأحلامَ سمراواتُ..
ترغب التلاقح مع الجينات
فى أنبوب اختبار ٍتصطليه
فربَّما ترصد طيَّات الجراح ..
بسمة ٌريَّانة ٌ
تعبّدُ الأزقة التى اعتراها هاجسٌ
لا تشتهيه
علَّ المساءَ المستجيرَ من أغلاله
ترصده النوارسُ المكسورة ُالجناح ..
ربما لدى البحار تشتكيه
فالكاسحاتُ تعشق المعبر ..
يا حائطنا المفصول عن أوطاننا
يجىء موسمُ المرار شاخصاً
فى سترة
تشبه لون حزننا يرتجى سكناً
يجئ موسمُ الفرار واجماً
مفترشاً بين الضلوع
وطناً
فربما يا عمرُ جاوزنا سنين الخوف
ظلاً ينزفُ ..
والأقلام ما أتعسها محشوّّة ً
من الحروب غضباً ناقماً
فربما داست هنا حوافرُ الإصباح ..
يا ترى الخيول قتلتْ
بدون قصدٍ برعماً نائما
هل قتلتْ رؤىً
دُمىً شقراء فى عُرض القرى
فما الذى نراه من نوافذ البلاد ..
حالماً ؟!
فلوُل القطط ...
الفئران ..
فوق صرخة المخيّماتْ
والخرسُ الأسيرُ مات ْ
والعازفون قايضوا أوتارهم
ملَّوا سكاتنا
وملَّوا ريثما مواراة الشتاتْ
لستُ بأول سفيه
أقرَّ فى عزََّ الردى ًًّ
هذا دمى بخنجر الخيانة المغروس فيه
هذا دمى تثاءب العتقُ المهيضُ فى دمى
يبرق صبحٌ من دمى فوق الجيادْ
والله ما بايعت غنيمة ً
وشتْ بصهوة البلادْ
ولا تعوَّدت بصهوة البلادْ
ولا تعوَّدت خيانة العبادْ
أيتها الخمائل ُ المسفوكُ نهر دمها
لستُ بأول سفيه
يسبُّ آلهتكم ْ
وينحرُ الأشعارَ فى الأشهر الحرمْ
يباغت الأوثان .. بالسيل العرمْ
لستُ بأول سفيه
تربَّصتْ به بنو ( قحطان )
فى أوج الظلام ..
ليكيدوا حوله كيداً
لستُ بأول سفيه
تخبىء الأشجارُ فى أضلعه زنداً
لستُ بأول النُّعاة ..
طاف بالأوجاع على بلدانكمْ
( فالحجرُ الأسودُ )
قد تسرقه ( القرامطة ْ )
وربما سينشرون الذعر بين الدوح ..
حتى يغتصبُ الهذيانُ السفسطة ْ
لذا أعود زاحفاً لوطنى
مضَرحاً فى لغتى
أحملُ رنَّة التفاعيل ..
وأبجديتى القديمة ْ
هى الدورب الماضوَّية تنام بالدُّجى
هى التفاصيل الأليمة ْ
فربما تشى بى العسكر ُ
وربما تشى بى النيازك ُ
ولا تخرجنى من لُجتها
إلا بتشتيت حمائم الفلاه
لستُ بأول سفيه
أسأل نفسى حائراً
لماذا المداراتُ تمورُ ..
عندما يأتى غديرى أشعثاً
دون أراجيزى الُمقفَّاة ؟!
لم يظل الفجرُ يبكى من يراه ؟!
لست بأول سفيه
عبأ الألحان فيه
لتبرق اللعنة ُمن بين مزاميرى
فلا تكذّبوا رقاع تفعيلات عزافٍ
طلَّق الأضغاث ..
طلقة ً– أمام الإنكسار –بائنة ْ
فثلة ًٌمن الندى لا ترتضى جذوة محرقتها
وسط الضفاف الخائنةْ
فالعسكرُ الخناسُ ضل ثكناته
والجنرالاتُ تجّرف الحقول النائمة ْ
وتجعل الكلاب – فى أجراننا –
تأكل لحماً للصمود
للشموخ..
للممالك
تساوم الطيور القادمة ْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
10/01/2010, 06:02 PM
طيب الله .. فراتكم


يا إخوانى فى ( سامرَّاءْ )
هلا اليوم تصافحنا
وشربنا الشاىَ المغلىَّ ..
فليس لغير الأرض .. نداءْ
ضاعت حدوة ُ هذا الصبح .
ويطمعُ فى كل مرابضنا .
نسل ( قرُيظة َ) .. وعلوجُ ( الحلفاءْ )
لن تتآمر عزلتنا
إنَّ الأمم المتحدة ..
لا تعجبها سحنتنا السمراءْ
لا تعجبها وقع نهيق حمارتنا العرجاءْ
فانتظروا بركاناً يغفو
عند تخوم عمومتنا
وعروبتنا
وفراستنا
عند قبائل نجد وتميم ..
وفى شِعْبِ الدهماءْ
انتظرونا المدد القادم ..
من خلف النهرين..
ومن جوف عيون ٍ
كانت تتلطَّخ ببكاءْ
هوا ذا القادم ..
يعطى الجوعى كسرة خبرٍ
يمنح حتى العطشى
شربة ماءْ
كذبٌ
أنَّ الخنساء .. وشيجتنا
ما عادت تبكى قبر أخيها ( صخراً )
أو تنظم فيه رثاءْ
كذب
أن الخنساء قريرتنا
ما عادت تدفن أسمال الثأر
بقلب البيداءْ
( يورانيومُ ، هذا ( الكابوىَّ ) .. جبانٌ
يخشى تكبيرات النخل .. وتكبيرات جداولنا
يخشى ما فى السامر من عزف
وغناءْ
أىُّ سلاح ذرىّ ً
سيفتت عظم شموخ ٍِِ
وحنينِ
وإباءْ
لسنا مذعورين .. من الخردل
ولسنا تخشى الفاقة ..
أو قسوة أى شتاءْ
فبحق الأوطان الثكلى
وبحق الفرقان ..
اللغة ..
الصحراءْ
لن يؤلمنا وخُذ الأسلاك الشائكة
وعنقودية هذا الغدر ..
ولن تؤلمنا أىُّ صواريخ عمياءْ
يا إخواني فى ( سامَّراْءً )
هل يقدر أن يمسخ فينا الخوفُ
عظاماً
وجلوداً
ودماءْ
هل يقدرُ هذا الافرنجىُّ
بأن يسرق منا نفط الصحو ..
وخيل الأنواءْ
لن- يخمدنا أىُّ حصار ٍ
لن تخمدنا أىُّ وعورة .. دربٍ
هذى الأقدامُ تعرَّت
ما عات يرضيها غير جهادٍ وشقاءْ
لن تخمدنا تكنولوجيا .. القطب الواحد ..
أو أى نفاق ٍ أطلنطىَّ
ورياءْ
إن العتق رضيعٌ فى (كوفتنا)
يعشق ثدى المجد ..
ويعشق حضن الأرض الخرساءْ
هو ذا القادم ..
من خلف صفوف الفُرقة ..
من تحت الأشلاءْ
يبسط ُ بين يديه أكفًّ الُّسَّنة ،
والشيعة
والأكراد .. بترحابٍ وثناءْ
فلجند العزّ .. نشيجٌ ، ودروع ٌ
ولواءْ

شعر/ عبدالناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
11/01/2010, 03:02 PM
مقاطعٌ .. لعازف النبال

(1)
قالت لى الشمسُ ..
على حافة غديرٍ قد سجى :
العتق القدَّيسُ ضاجع فتاة ً
من حوانيت الفجورْ
والكأس فى الليل تدورُ ..
وتدورْ ..
فأنجبا خوفاً لقيطاً
لا يثورْ
(2)
قال الصبحُ .. تألمَّتُ ..
لشحرور ٍ يبكى
حين أشاح رذاذاً من خلف السّدْ
ظلَّ يردَّدُ
ماذا لو طفتُ بجوف البلدة ثملاً
أيقام علىَّ الحدّ ْ؟‍ ‍ ‍‍‍
فلماذا إن خنتُ نضالى سراً ؛
أصبح بطلاً
يُمنحُ كلَّ نياشين المجدْ ؟‍‍‍‍
(3)
قال الليلُ :
رأيتُ الأقمار تكّورُ رجفتها ،
صرختها ،
دمعتها
وتخّبئهن بجحر ٍ تحت نخيل البيداءْ
لم يمنعهاً الودق ، العصف ،
الريح ، العُزلة
من أن تخرج فى جُنح مساءٍ لُجّىّ
لم يمنعها اى شتاءْ
هذا الليلُ تعجَّب ..
حين ازدانت بالوادي
نخلاتٌ ، عذراءْ
تحمل فى أيديها حلما مولوداً
وحُداءْ
(4)
هنا التقى الغيُم وسْبط ُ الفجر ..
حتى نزفت دماء ذاك الطعن من سيفيهما
واشتدَّ فى المرعى وطيسٌ للنزالْ
وراحت النضالُ .. تشتهى النضالْ
وغطت الجراح – خُلسة ً
أردية الضياء .. واستمرَّ عازفُ النبالْ
فصرختْ نرجسة ٌ
فى وجه فليق ٍ من الصفصاف خارجاً للحرب
فى صفوف ذاك الغيم .. بغية القتالْ
من قاتل الفجر .. سيبق نسله رهن احتلالْ ‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/01/2010, 03:11 PM
الجوى للزهر .. لا للخمائل ‍‍ ‍‍


وتناثرت من ثغرها
قطعٌ من الثلج الُمذابِ
ووجدتُ فى ضحكاتها
كرماً مليئاً العذابِ
كم تطفئ الوجدان يوماً
غربة ٌ
ويضُّمنا رهقُ الخطابِ
يا رجفها الممزوج فى نهر الجوى
تلتاعُ حين تزورها
أقمارنا ،
أطيارنا
وتردُّ أنَّات الغيابِ
ولكم دنتْ أنفاسُها ترنو المزارع ..
والجوانح ..
والكواكب .. فى انتحابِ
ولأنها معشوقتى
قد عاد دفء هيامها ..
وظلالها ..
قد عاد فى ليل اغترابي
تمضى البواخرُ أو تعاود لا يهمُّ ..
فكلُّ شوق ٍ
يسقى زخَّات السحابِ
ككم ذا أساءل مهجتى
من أىّ عصر ٍ عاودتني
– فى مهب الريح – شمُس طيوفها
وطيوفها
تطوى سرابى

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
13/01/2010, 04:05 PM
ماذا جنى العوسجُ من كل هذا المرار ؟‍


صباحُ الخير .. يا وطِنى
صباحُ الخير من ( بغدادَ )
فوَّاحُ
صباحُ هّّذْه الترحالُ ..
ثانية ً
صباح فاء من كفَّيه ..
إصباحُ
عروبتنا
بدفء النهر نعرفها
ففيها الفجر منسابٌ
وهدءُ الليل رَّواحُ
هنالك فى قصائدها
بناتُ المجد نعشقها
وتعشقنا
وتخرج من قوافينا
إلى الأنهار .. ترتاحُ
ونفس رنين هدأتنا
أمام العتق تنزاحُ
لماذا القيدُ يا ربىَّ
يكبّلها
ويعزف صبونا يوماً ؟‍
ويوماً تشتهى وتراً
يموتُ عليه مَّداحُ
فهذى ( قدسنا ) تمضى
بركب حُدائها المبكىُّ .. أزمنة ً
ومملكتى تساءلنى :
أيهجرُ بابنا الموصود مفتاحُ ؟‍
فهذى ( قدسنا ) تمضى
بكل البيد ضحكتها
تعانقنا
وفيضُ العطر ذبَّاحُ
تزور الآن كرمتها
وروضتها
وشرفتها ،
وشرفتها تمدَّدُ فيها أطراحُ ‍‍
تنادى الآن فى حزن ٍ :
بنو الأعراب يا قومى
بنو عمّى
وتهرب منها أفراحُ
أكان النيل مطوَّياً
يسامرها
وفيه ينام ملاَّحُ
يقايض بالثرى حُلما
أساريراً
وحلمُ الأرض ينداحُ
فما كنا نبيع الصحو للأنهار
نافلة ً
ونفس الجُرح ينكأنا
كأنَّ الصحو جرَّاحُ
ولا حرفٌ ينام الآن فى لغتى
ولا مرٌ تحنُّ إليه أقداحُ
هنا الأقمارُ رابضة ً
وتحملُ عند أنَّات التخوم لظى
مشاعلها
وطيرُ الثأر صداحُ
هناك تئن رايتنا
ونخوتنا
وغنوتنا
فجسرُ الخزىّ فضاحُ
فهذى خيلُ ( هولاكو )
لنا عادت لتدهسنا سنابكها
فإن يُفنى هنا وطنٌ
فللأوطان أرواحُ
و ( بغدادُ ) التى نادت ..
صداها رنّ فى أذنى
فكيف ( فراتها ) يهمى .. بمرقده
ويهربُ منه ريَّاحُ
وكيف الطيرُ ملتاع ُُ ُ .. بمرفأنا
وفيه الحزنُ نَّواحُ ؟
وكيف النخلُ مهجورُ ُ
بوادينا
وتسكن منه أشباحُ ؟
( فبغداد ) التى أنَّتْ
هى الشريان .. دّفاقٌ
حذار الآن نقطعه
فسيلُ الغدر .. بالأمصار .. يجتاحُ
شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
15/01/2010, 07:16 PM
تنام عيناكِ كعشبٍ جريح


عينياكِ يا محبوبتى
عاصيتان ِ ..
بينما دمعهما قد اهتدى
من يا ترى
قد ترك الهيام وحده
هنا مُجَّردا ؟
عبدٌ فؤادى فى المساءات ..
وعند الصبح ..
يأتى سَّيدا
ياربَّ .. تختالُ القلوبُ ..
ما بقلبها قد استعصى علىَّ ..
واستحال فتح بابها
فبابها ينوء بالعصبة ..
دوماً موصدا

أنت كما قال المساءُ عنكِ :
طيفاً مسهداً
نما على الشطوط يوماً
يشتهى سربَ الحنين المُنشدا
ما ضّركِ الإبحارُ ..
فى غور الفراق – مُهجتى –
ما ضركِ الترحال ..
فى ركب المدى
وقالت الأنهارُ عنكِ :
غرَّت الأقمارُ حقلكِ الشغوفَ ؛
كى يصير المرقدا
كيف النجومُ .. خانت العشَّاقَ ..
كيما تزدرى من راح يوماً أو غدا ؟
فإنَّه طير الغرام ..

صادحٌ
من يا ترى
قد كبَّل اليوم الصدى ؟
قلبى أم الأضلاعُ ..
أم أشواقُ روض ٍ
غَّردا ؟

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
16/01/2010, 04:32 PM
بابٌ .. خلف الباب


مسكينٌ جارى
لا أدرى كيف أصابته
صراعاتُ الوسواس القهرىَّ ..
فحين يسكّن صدعاً فى البابْ
لا يلبس أن يغريه صدعٌ آخر ..
مسكينٌ جارى
أعواماً
مازال يعاود كسر رتاج البابْ
حين أتى السبَّاكُ .. ليصلح صنبورى
تسرب صخبٌ ليس بصخبٍ
طرق البابْ
حين فتحتُ ..
وجدتُ المسكين أمامى
أخبرنى :
أنى أزُعِجُ .. نومَ البابْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
17/01/2010, 04:35 PM
تأملاتُُُُ ُ .. عند حائط البراق


هاهو البارودُ .. لا يفنى الحجاره
هاهى الأوطانُ .. فى عصر النزوح المُرّ
تنصاع لتهديد السفار
إسألوا أيك وئامى
إسألوا ..
من جنى يوماً ثماره ؟‍
أم طقوس القتل .. والتهويد ..
من شرط الإماره ‌‍‌
أخبرونى أى غور ٍ للمساء ارتاب
من فيض أجاره ؟
غضبٌ قد يجعل الأرض ..
جمراً
غضبٌ قد يجعل الزيتون
يزهو فى انحساره
فارقبوا
هل جفَّ قيظى
هل غديرٌ ( يعرْبيٌ ) فى ضفاف العتق
ينأى للروابى
ينزوى يخشى مساره
كيف زند الحقد يدحو طيب مرْجى ،
أمنياتى ..
أم شتات النخل .. لا يرتاب عاره ؟
لا تظنوا النهر يخبو
ينزوى نبع اخضراره
هل نحيبُ المجد يأبى مرَّة ً أن يقتفى ثأرا لثكلى ؛
كى نذوب اليوم فى وحل الحضاره
فورتى للسلخ .. تبكى .. ثم تبكى .. ثم تبكى
( كالهنود الحمر ) أبكى
من هنا . أعرابنا ينسى مداره
إنما ينسى الدروس الُمستعاره
إنها الأوطان تتلو
وِرْدها المطوىّ فى جوف البرارى
لا تبالى أىَّ صاروخ ٍ أتى – فى كيده –
أو أىَّ غاره
ها هو البارودُ لا يُفنى الحجاره
سنمد الآن جسراً
فوق أشلاء المرارة
كيف يُمسى صحونا يطوى جراحى
ثم عند الليل يأتى
حاملاُ لحْدَ انكساره
ويح طوربيد الصباحات .. فكم أشقى غزاة ً
وتخوماً تصطلى فينا انهياره
فبحار الذل .. أدرى
بشطوطى
باشتياقي للفنارة َْ
قاربى ليس ينجو إلا بمجداف ٍ أبىٍّ
فخيام اللاجئين اليوم تهمى
مثل برق ٍ فى محاره ؟
ريثما كان ضياءٌ
عند محراب صلاتى
يمتطى سهواً شراره
ريثما الأقمار عادت
تارة ً تأبى هروبى
والدُّجى ترضاه تاره
فاعلموا أن الثرى قد لفَّ عمداً همهماتى
للرياح المستثاره
واعلموا
أن اشتياقي للسنا
ملّ انتحاره
فانطفائي مستحيلٌ
من شروخ البيت
يغلى كل شرخ ٍ تغفو فى جداره
هل فلول الجبن تغفو فى قلاعى
والكرى يتلو انتصاره ؟
من بقايا الخوف عادوا
كبَّلوا خيل الفتوحات ..
وصبحاً .. صكّ غدر ٍ قد أثاره
كيف يوماً
أجهضوا دفء البراح المصطلى
فى كل حاره
ربما قد أعلنوا
أن الشموخ المُفتدى يأتى وقاره
ربما قد عاودوا قهر العصافير
اليمامات / الحقول/ النخيل
السوسنات / الطمىّ .. جهراً
برصاصات النفاق المُعارة
ربما قد صادروا زهر صمودى
قرروا منع ازدهاره
ربما قد سرهم طعن النهار الُمبتلى
فأشاعوا فى الذرا صك احتضاره
ها هو البارودُ .. لا يُفنى الحجاره
فاعلموا
أن اغتصاب الأرض .., عارٌ
من حُماةٍ للبكاره ‍

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
18/01/2010, 03:16 PM
حمامتى عادت قتيلة

إياك أن تتزوج امرأة ً جميلة ْ
أو أن تبوح برغبة ٍ
لوليّها شيخ القبيلة ْ
إن بايعتكَ على الوفاءِ بعشقها ؛
لا تستحى
أن تطلب الصرر الثقيلة ْ
لو أقنعتك بأن ترد حديقة ؛
ستروغ فى مكر ٍ وحيلة ْ
لا أنكر الوجه الشفيف ..
وحسنه
لا أنكر العين الكحيلة ْ
وقوامها - الملفوف – معشوق الضُحى
أو صدرها الرجراج ..
فى الإصباح يجتاح الخميلة ْ
لكنَّ عيشى فى مرار ٍ دائم ٍ
حتى الحياة ُ الآن صارت مستحيلة ْ
قلبي المُعنىَّ فى انكسار ٍ مؤلم ٍ
وحمامتي عادت قتيلة ْ
عشت الحياة َ معذَّباً
أبكى كثيراً
بينما الضحكاتُ كم كانت قليلة ْ
يا مُهجتي .. فكفاكِ عشقاً زائفاً
قد آن يوما للجمال ..
بأن يعود إلى مجَّرات الفضيلة ْ
أأبيع حتى منزلي ؛
وتظل جدراني ذليلة ْ
أقسمتُ باللهِ العظيم ..
بأن تكون حبيبتي أمَة ً نبيلة ْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
19/01/2010, 02:17 PM
فؤادي بات كالأسرى حجازيَّا


فؤادى بات كالأسرى حجازَّياً
قريشيَّا ،
تميمَّياً
وجاورنا متاريساً ،
وأعواماً
وطابوراً من (الفانتومْ ) ،
يصيخ أمام عينىَّ
وشاخ الرأسُ ،
والبارودُ ..
وارتابت بنادقنا
وظلَّ العتقُ فى الأضلاع .. مطويا ْ
سنزحفُ من خنادقنا
إلى التشتيت فى المنفى
نقيم بشطهَّا عُرساً عريشَّيا ْ
مضتْ سنواتُ .. تنحيتى
وعشتُ العمر يا – أعرابُ –
كى أرقبَ المددَ اليزيدىَّ
فما جاءتْ قوافلنا
بغير حدائنا – فى القيد – مخصيَّاً
أنا وحدى
وعولمتى تقاسمنى
تباريحى
وحادينا
كما الصفصافُ صار الآن منفيَّاً
فمن منكم يقايضنى ؟!
أسى الأوطان ِ .. للأوطان ِ.. خاتلنى
وصار الموتُ جنّيا !!
هنا الأسلاكُ تجهلنى
وخط ُّالنِار مُغتربٌ
وصار دمى على الأوراق منسيَّاً
ستنقرص الخيام من صحارَينا
فمن يوماً يذكَّرنا بماضينا
وينفخُ فى عروبتنا صهيلا ليس ( كُردَّياً) ؟
شعوبَّيا ؟!
أصار الرمل عبريَّاً ؟!
أصار ( البيتُ) عبريَّا ؟!
أأسكن فى صدى خوفى
وأصعد ُسلْماً جبرَّياً ؟!
هنا بيتى
وميدانى لشيخ ٍ ظلَّ يحرسنى
وصرت الآن .. مجذوباً
( حسينيا ْ)
وما ( الفسطاط ُ ) فى أجلى
وما الأمصار تصرخنى
لكى أبكى هنا حياً
( فنيلى ) ناىْ .. قاهرتى
وعزَّافى اشتهى وطناً
عصامَّياً
أنا وحدى
على صدرى كتاباتى
نداعبُ يا أبى وشماً ( خليليَّاً )
لماذا الآن با أبتى ؟!
نلوذ برمْس ِهاجسنا
وهاجسنا
أمام الجبن محنيَّا ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
20/01/2010, 02:06 PM
لن أنتظركِ


قلبى الُمعْشِبُ لن ينتظركِ بعد الآنْ
فمروجُ العشق الخضراءُ ..
تحاصرُ رهقَ الأفنانْ
وشحايرى
ما عادت تهبط ..
فى صفحات الغدرانْ
من أدخلكِ إلى حرماتِ الوجدانْ
قوسي القزحىُّ ..
ارتدَّ إلى شلالاتِ الأشجانْ
ورذاذُ السُّهد تطاير ..
فوق أزاهيرى دون استئذانْ
من أىَّ غلائل شوق ٍ
تنشقين علىَّ ..
لنقتسم شغافَ الحرمان ْ
تالله .. فلن أعشقَ إلا غانية ً
تسقى وجدى الظمآنْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
21/01/2010, 05:59 PM
ماذا جرى للعالم ؟!


ولتذهب الأطيارُ .. والزَّراعُ للغيطان
دون نشيجها
وكانها تخشى التعلُّقَ فى فخاخ ٍ
للنضال الآثم ِ !!
خرجتْ بغال الجُبن ..
فى مرْج الهزائم .. تحتمى
بولُ الكلابِ ..
على ضفافِ غديرنا
لن نفتح الآن الجراح .. مجدًَّدا
علَّ الغدائر .. . تنتمى
أولا نخاف .. ولوجنا
الغرف المغلَّقة ..
البنايات ،
القطارات ،
الصباحات ،
المساءات ،

المواقيت ،
الأساطير ،
المسَّرات ،
الكرى ؟!
أنفاق صحوٍ مُعدم ِ ؟!
ماذا جرى للعالم ِ ؟!
فأناملُ الشمس الرءومة ُ
تنكرُ عشقها الأزهارَ ،
والغدرانَ ،
والصفصافَ ،
والكافورَ ،
حتى اضطرَّ طيرُ الحقل ..
للتحليق فى أوج ِ الشتاءِ الُمعتم ِ
حتى الخمائلُ ..

تنكر عشقها يرقات روض ٍ
حالم ِ
ماذا جرى للعالم ؟!
حتى الفراشاتُ المهيضة ُ..
تزدرى قاراتنا وبحارنا
وصراعنا
وحروبنا ومجوننا
ترتاب من أقمار تلك الأنجم ِ
يا حارس الغابات ..
تشتاق السباعُ دماءنا
وتورَّط ُالأحلامَ ..
فى نهِر الدم ِ
عادت سماسرة ُالنقايات المميةِ
تدفن الإشعاع ..

فى جُرح الصباح المُعزم ِ
حتى المجاعاتُ استباحت فى القرى
أكواخنا
تربَّصتْ سفنَ القراصنةِ / الغُزاة ..
بموسمى
يا حارس الغابات
نامت فى المساء .. عيوننا
تخشى قدوم الغول ِ ..
من بئر ِالمياهِ النائم ِ!!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
22/01/2010, 07:43 PM
ما برح الهديل .. عن الحمام

( عجمانُ ) يا عبق الثرى
عجمانُ يا وكرالبلابل والعنادل واليمامْ
لكِ فى فؤادى لهفة ٌ
أوصى النوارسَ أن تبلّغ يمّكِ الرقراق
أشواقَ الهُيامْ
بات الأحَّبة ُ مرهفين بعشقهم دوماً
وما برح الهديل عن الحمامْ
أعوامُ مرَّتْ دوننا
كم أعشق الأحبابَ والأطيافَ والأخبارَ
كم أرنو المواسمَ والمزارع
والحدائق والرخامْ
للعشق يوماً مرفأ ٌ أرسو به بالغرامْ
ياربَّ .. تختلجُ الجوانح
شجوُ الحمائم فى بلادى
يشتهى فينا وداعكِ .. جاثياً
ما لون أحداقٌ يعانقها القتامْ
وتربَّص الحزنُ المدجَّحُ بالرؤى
وتحَّنيت – عند الرحيل – مدامعُ الشعراءِ
تلهبُ فىَّ جرحاً قد تهَّيأ للسقامْ
واللهِ يا (عجمانُ ) لو ضعوا المماليك ..
فى يمينى
والإمارة فى يسارى
ما تسوَّلت استعارات القريص الُمستهامْ
طال الصراخُ .. حبيبتى
قد حنّ جدبٌ للغدائر .. فى مرابضنا
غدا وسط الدياجى كم أمات الانهزامْ
من يا ترى أسقى المروج .. بعزفه
حتى أزال الانقسامْ
( عجمانُ )تسكن أعينى
ستهدهد الآن الدموع الوحدَّوية والنوَّى
للناطحات بريقُ شوق ٍ عابرٌ
يا ( شيخ زايد ) حين أمسكت الزمامْ
هاشعرُك النبطىُّ أبكى كل نّوات الخليج ..
وزاد نخلات التواضع عَّزة ً
لم يغره زهو المقامْ
والصيدُ يفتقد الصقور .. وساعديكَ
وخطوكَ الرحَّال للأمام ْ
عير القوافل تستريحُ بعتقها تحت الغمامْ
يا ليتنى لم أكتب الأشعار ..
من أجل التشبّب بالثرى
يا ليتنى لم أكتب الأشعار ..
فى تأبين أشهرنا الحرامْ
يا ( شيخ زايد ) جفّ شعرى بعدكمْ
حتى الخيالُ يخاف من شدَّ اللجامْ
يا شيخنا أبكيتَ أسراب الشحارير
العِشيقة للرُّبا
أبكيت نخلاً قد تراخى ظلهُّ
( فلزايد ) الفيَّاض .. نهرٌ
ما يزال الآن يجرى فى قصيدى لا ينامْ
أبكت جراحى عمقَ أغوار الإمامْ
يا ( آل نهيان ) الكرامْ
لو متُّ فى وطنى
أمنَّيتى
فلا تنسو تفاعيلى
رياحينى
وعشقاً قد تراءى فى ( أبو ظبى ٍ )
سيهفو للوئامْ
أمنيتى.. لو متُّ يوماً بالمنافى
أن تدفن الأشواق فى رمل ( الفُجيرة ) ،
حين ترقد هسهساتى فى سلامْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
22/01/2010, 11:45 PM
بماذا يثيركم .. اعتكافى ؟


وللأقحوانة أشذاءُ .. ضائعة ً
بالفيافى
فالبجدب يا سيدى أرغموها
لكى تقرض الشعر فى بهوها
أرغموها على العزف قهراً
وعشق المنافى
وقد منوعها من الاستعارات دوماً
وقد منعوها الولوج لروض القوافى
وقد أجبرونى بأن أرهن اليوم
صكَّ قطعيتها للأزاهرْ
فكيف أوصدوا الباب دونى
ودون الغدائرْ
وأقسمتُ ( بابن الخليل )
بأن يتركونى وشأنى
فلن أخبرَ الطيرَ كيلا يهاجرْ
فألقيتُ أشلاء خوفى
تلملمُ صكَّ اعترافى
وزيفُ التقارير يخمشُ فى أضلعى
يكتوينى
فما هدهم موتُ طير البراءة ..
فوق الضفافِ
فكم شوهوها بقلب المدينة جهراً
وكم ذا أذاعوا انحرافى
وقالوا بكل البساتين عنها :
فما هى إلا كفيفٌ
وما أنتَ إلا شويعر ..
ضلَّ المعانى وبدَّد لحنَ المشاعرْ
وباتتَ تُغنَّىْ الحقولُ ..
وباتت تُغنَّىْ طلال البيادرْ
فما كنتُ أدرى
بأن الخراف ستأكل زهر الخمائلْ
فما لقنونى نشيد الهروب
وما سلمونى رقاع ارتحال العنادلْ
فللأقحونة عهدٌ
فمن يمنع الآن عنها
جموع الخرافِ
فماذا يريدون من أغنياتى ؟‍‍‍‍
وماذا يثير اللجوء ..
لروض اعتكافى ؟‍

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
23/01/2010, 06:35 PM
وطــــنٌ .. يحتـــــرق


وطنٌ ..
يتباكى
النخيل على ظلّه
وطنٌ .. يحترقْ
وطنٌ .. ثائرٌ فى حنايا عروقى
يراقبُ صبحاً تراءى على المُفترقْ
من هنا ... نفترقْ
ونوزّع بين البلادِ ..
وبين البلاد رقاعَ الثرى ،
وميراث مجدٍ لنا قد سُرقْ
ريثما
رملنا المتحركُ .. ليس يهادن جنَد البلاطِ ..
يعطلَّ تلَّ الغرقْ
ريثما
مرُّ ذاك الشقاء سيطفح فوق الجلودِ ..
ويرمح فينا الهروبُ ..
ونشرب نفس العرقْ
ريثما
يكبر الحلمُ فينا وتنسى الخيامُ رؤانا
فما للاجئين سوى المفترقْ
فاعلنْ ... فاعلنْ
للقوافى .. بحار القلقْ
فاسمحوا لى بألا أثَّبتُ فى خوفكم صاحبى
وأكبّل خيل الخنا الُمنطلقْ
واسمحوا لى
بأن أدفن الحزن ..
بين الورقْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
25/01/2010, 06:54 PM
أوتادنا للقوافي .. أوتادكم للفرارْ


أيَّتهُا النملة ُ ..
ليس لكِ بأن تقترفى ...
لو صرخاتٍ هاربة ً
حين تمُّر جنودُ ( سليمانْ )
قد مات ( سليمانْ )
والشعراءُ سيهربن
- قبُيل رحيل الليل -
ليخبرن أساطين الجانْ
قد مات ( سليمانْ )
وتحرَّش بتفاعيلى
سفلةُ ماخور المملكة ..
ومحترفو استنساخ اللغة ..
القافية ..
الأوزانْ
قد دخلوا روض التخييل النائم من بابٍ خلفىّ ٍ
فى غفلة طير الغدرانْ
نزحوا مع أول قافلةٍ
فى ضوء الغدر .. لسوق عكاظٍ
ليروجن متون الأوثانْ
كيف تربحن بحْبر .. كتاباتٍ زائفةٍ
وتربحن بمدح أباطيل الطغيانْ ؟‍
ورقاعُ ( خليلى ) احملها فى مخلاتى
أتسَّولُ غربتها
وأطوف البلدانْ
من يسرق عكَّازاً أكلته الدابَّةُ ؟‍
من يسرق أحلاماً ساذجة ً
من جيب الغلمانْ ؟
أيتها النملة ُ ..
هذا مسكنكِ البائسَ ..
فى جبل الفزع ..
ففرَّى من سرب الُعزلة ..
والأحزانْ

قد تحرث قلبكِ ..
شمس آيته ٌ
فى موسم إقبال الفيضانْ
لا تثريب عليكِ ..
فقد ذبحوا النخل الشامخ ..
فى عقر صبابته
بل دفنوا ألوية الشعر ..
ببطن الكثبانْ
اللهمَّ ارحمني
من كيد الشعراء ..
ومن كيد الطابور الخامس ..
من عرافى الأوطانْ
أيَّتها النملة ُ..
لا ترتحلى الآن إلى ( مِْصَر )
فقد عاد السحرة ُ..
وإمتلأتْ ( طيبةُ ) بالكُهَّانْ ‍‍

شعر/ عبدالناصر أحمد الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
26/01/2010, 12:35 PM
رسالةٌ إلى نخَّاس الريحان

ولى تبقى الحياة ُمريرة ً
يا كرز من أوصى
بعزل ركاب ترحالى
ولى سبقٌ بأنى أعزلٌ
فى وكن من أوصى
بحكم وثاق أغلالى
ولى فخرٌ بأنى أصلعٌ
يا شيب .. كفَّ ..
فذاك الشيب مرتحلاً
على أجلى
وفيه تمور أهوالى ؟‍
يعيّرنى وما يدرى
أكان مسافراً ينعى أهازيجى
وإرث الشدو
كان يضمُّ أطلالى
تغامزنا هنا من قبل أن تأتى
تغامزنا
وكان القيظُ – نفس القيظ –
مختبئاً بأسمالى
وكنا لا نخوض الحربَ فى ساحات كعبتنا
وكنا لا نفرَّ أمام أقطاب الخنا يوماً
وتعرفنى السباعُ ..
بوقع أنفالى
فذاك الُبهت أعرفه
وسجنى صار فى صبرى
وصبرى ملَّ أمثالى
ولكن أصلعٌ يمشى
كخفَّ الريح فى زهو ٍ
وبئرُ اللحن .. زلزالى
فبلّغْ اننى أعفو
بمن يدمى قوافلنا
ويسرق عير آمالى
وبلغّ أن – يا صلعى –
ممالك طيرنا الثكلى
هنا تشتاقُ .. أجيالي

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
28/01/2010, 01:24 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء الأول


الشاعر الكبير/ عبدالناصر أحمد الجوهري - عضو اتحاد كُتاب مصر ، الجزء الأول ، يحتوي هذا الجزء على ثلاثة قصائد.


للمشاهدة:

http://www.youtube.com/watch?v=o60ZJQ6gAjA

محمود سلامه الهايشه
01/02/2010, 10:22 PM
علَّها تشتكى غربة ً للبحار

إسمعا أنتما النورسين ..
ولا تتِْعبا القلب
يختلج المرفأ ُ المستثارُ – أمامكما
بأسارير عشقى
التى لا تهابُ الحصارْ
علهَّا تشتكى ُمقليتها
اللواتى تحاصرهما لجة ُالتعب ؛
الانكسارْ
علَّها تشتكى غُربة ًللبحارْ
خالنى
شرشفُ الروح - عند المساء –
يعانق أدرية الموج ..
يزجى إلى نوَّة البين
لحن احتضارْ
ريثما
نضَّت الشمسُ حين استباح الشروقُ
خدورَ النهارْ
ريثما
ظلت الأغنياتُ هنا
مرتعاً لا تذكّرها الماضى المُستريح
إلى مخدع ٍبالجدارْ
هذه وقدة الظلّ
تسامرها
كلمّا عادها عازفٌ للمرارْ
فلماذا تعودون فى زيل أسرابكم
والمواسم لا ترتضى ..
عودة ً للخضارْ ؟‍
كيف للغنج الغضّ
أن يسكن اليوم قلب المحارْ
غنجى النائم الآن فى شفتيها
يلازمها
لا يفيق من الدوارْ
أيها النورسان
أراقب أسحارها
عند أسوار وجدى
وتغلى الرُّبا فى انتظارْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/02/2010, 03:07 PM
عصفورُ اللَّهفةِ مقتولُ ‍‍

هايتك عيونُ السُّهد ..
ُمِهاجرة ٌفى البيد ..
وقلبى مسلولُ
فقفا بسهول الشغف ..
فقد أعيتْ هيفاءُ ..
جنانَ النَّسرين
ودلُّ رُضابكِ مشغولُ
ولماكِ لا يبرحُ روض النرجس ..
وكأنَّ نسيم العشق ..
رسولُ
حتى الوجدُ يهدهدُ ..
شط َّ الشجو الرائقَ
فتدلّى من بين عذوبته
لوعاتٌ
وفصولُ
وكأن العشق غديرٌ
كان يسافرُ مرتدياً أطيافاً
وتسوح على جنبيه خيول ُ
وانفرطتْ
زفرة ُ هذا الشبق ..
تزفُّ مواجده
أناشيدٌ
وطبول ُ
كم كان بشوشاً
يحمل فى يده اليمنى تهويماً يعنو
واليسرى يرشفها الصبُّ المعلولُ
جندلُ هذا الوجد ..
هيولىٌّ
يتلو مزمور التسهيد
وترتع فى كفَّيه حقولُ
كم ألقى أخيلة ً
فإذا هى تملأ أعماق الليل ..
وكأن مدامعه
بين الغيم وبين الصبح تحولُ
وكأن العشق عروسٌ
تتوَّشحُ طرحتها البيضاء .
وتغرس أفراحاً
تزهو بالكحل وبالأقمار ..
وهمهمة ُالشوق تطولُ
مَّرتْ أسرابٌ وكواكب أخرى
والبحرُ يموج بنوَّاتٍ
تغسلُ كلَّ ضفاف الهجر
وتنساب جوانجها
وتذوب بعمق اللُّجج ِ.. قراصنة ٌ
وملوكٌ
وفحولُ
مازالت تنبض أفئدةُ العشَّاق
وتنبض نحلاتٌ
وظباءٌ
وجيوشُُ
وفلولُ
وكأن الوصل تخومُ امرأة
تزدان تضاريساً
أنهاراً
وشغافُ المرفأ مذهولُ
عجز الرحالة ُ عن كشف منابعها
عجز السَّحرةُ ..
عن ترويض الألق التاسع ..
والسحرَ الغضَّ ؛
فإن تصحُ طلولٌ
تغفُ طلولُ
فمساءُ العشق – اليانع – يا حَّبة عينى
ولنبكِ الحُبَّ العُذرىَّ ..
وكرزَ اللوعة َ..
ونلملم أوراق البوح ..
فعصفورُ اللهفةِ مقتولُ
ما ذنبى
أنثى اعشق جذوتها
وبراءتها
تنأى خلجانى كَلْمَى عند الباب ..
وبابكِ مقفولُ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/02/2010, 03:14 PM
جــــراحٌ .. لا تنــــــامْ

يا مخبرنا الهُمامْ
أهلك بصَّاصين الشرطةِ ..
بيضَ أوزَّتنا
لم يبق لدينا إلا بيضُ الحمامْ
فتشْ ما شئتَ ..
وفكّ شفرات الكلامْ
هاتيك .. هوَّية ُأشعارى
وحقيقة ُلغُزى .. مع نخاسى السلامْ
أخبرْ كلَّ رجالات القصر ..
بأن مُراقبتك لى
ستطول بكل عامْ
ربّة ُشعرى مّلتْ أسوار الحزن ..
فلا تتعجب من كونى لا أنامْ
كيف لعربىً مهموم ٍ
بتخوم عروبته
أن يشغله المنامْ ؟‍ ‍

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/02/2010, 03:20 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء الثاني


الشاعر الكبير/ عبدالناصر أحمد الجوهري - عضو اتحاد كُتاب مصر ، الجزء الثاني ، يحتوي هذا الجزء على قصيدتين هما (الآن قد قل الحياءُ؟، أتركوا خطام القصيدة!!).

للمشاهدة:

http://www.youtube.com/watch?v=fZdfd8tf-ww

محمود سلامه الهايشه
04/02/2010, 11:50 PM
كَفَى ارتحالاً مُهْجتِى


نشرت بجريدة الميدان .. الثلاثاء 31 يوليو 2001 م- العدد رقم ( 413 )

يا وجدُ .. صَهْ

للقلبِ خفقٌ وارفٌ

ومواسمٌ

باعت طيوفى للغدائرْ

يا وجدُ .. صَهْ

هذى أهازيج الَجوَى

للقلبِ أنهارٌ تُعَافِر

تنسابُ دوماً كالسيولِ ..

على شواطئِ صبوتى

تدحو تباريحَ المشاعرْ

فتضمُّنى

أسرابُ عشقى

أدمعى

وتمورُ كلُّ خرائطى

والليلُ حائرْ

وتآَلفَتْ

زَخَّاتُ سهدى

واشتياقى للمَهَا

وكأننى وحدى المعذَّبُ بالسرائرْ

هل هذه فرضاً

ممالكُ أحرفى !!

هل هذه فرضاً

سراديبُ ألسَّنا،

أطيافُ ينبوعى المغامرْ !!

يا لوعتى

هل كان ( عنترُ ) بالجنانِ

سيعتلى دوحَ الهيامِ

يراودُ الغيدَ التى تَسْقِى الظلالَ

قصائداً

ويقيمُ ترتيلَ الشعائرْ !!

أم أنه

ران الصباحُ

يباغتُ الأزهارَ

- عند الملُتقى –

فاخضوضرتْ فيه الصَّبا ،

واشْتَاقَ زهوُك بِالضَّفَاِئرْ

لا دَوْقَتى

من يطفئِ الوجدانَ ،

حتماً صابئُ !!

من يسلُب الأشواقَ

حتماً صابئُ !!

فأنا المَّتيمُ باللحونِ ..

أنا المغرَّدُ فى رحابِ خمائلى

تشتاقنى وجعُ المحابرْ

لو دقَّت الأنسامُ يوماً خولتى

لستُ المضِّيعَ بالنوى

أصداءَ شدوى

فى المعابرْ

أوَ تذكرين حبيبتى

إنى أتيُتك والجنادلُ فى يدى

تنهالُ منها لهفتى

تجتثُّ موجاتِ الدوائرْ

يا لوعتى ..

هل كنتِ حقّاً فى البحارِ

سفائنى

( ايزيسُ ) كنتِ فى دمى ،

أسطورتى ،

موالَ عشقٍ بالعشائرْ !!

هل كنتِ حقاً للندى

حلماً تجاوزَ أرضَهُ !!

هل كنتِ نجماً فى الفضاءِ .. مرصعاً

تنتاُبهُ سَمْتُ الجواهرْ

أم انَّ وجهَكِ

فى حنايا مقلتى يغشَى الرؤى ،

يغتال كلَّ حدائقى ،

كيلا يسافرْ !!

فَكَفَى ارتحالاً مهجتى

قلبى المؤرَّقُ .. رابضُُ

بين النشيجِ ولهفةِ الأسفارِ

يشتاقُ الذخائرْ

فكفى ارتحالاً مُهجتى

كيف ارتضى نهرُ اللهيبِ

- على الضلوعِ – حواجزاً

- والآن ثائرْ ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
04/02/2010, 11:55 PM
لماذا البَنَفْسَجُ يترىِ شغوفاً ؟!


- فازت بالمركز الثالث في شعر الفصحى بالمسابقة الأدبية عن فرع ثقافة الدقهلية عام 2001


قديماً .. قديماً

صرخنا بليلِ الشوارعِ .. يمضى

قُبَيْل اعتصامِ المرافئْ

صرخنا

وعند ارتدادِ النوارسِ عدنا

نلُمَّ المواجعَ

- ليلاً -

نكفنُ ليلَ السهادِ

بجوفِ الشواطئْ

وعشنا سوَّياً

نلومُ البحارَ لمذا ارتحلنا ؟!

درفنا المواسمَ

صوبَ الرحيلِ المناوئ ْ

أكانتْ طفولةُ قلبى ترنُّ اشتياقا

وتلهو بعشقى

إذا مرَّ طيفُ المراكبْ ؟!

حبيبٌ

أعادَ اكتشافَ السكونِ

بوجدى

وفجَّر فىَّ الرياحَ

أشاحَ فى الرياحْ

وذِكْرَى ِلذكْرَى

تُخلَّفُ سُهدى أسيراً

بكهفِ اللهيبِ ...

وتُعْتقُ دفء المغاربْ

وكان علىَّ انتظارُ الصبابةِ

وحدى

ولو هبَّ عصفُ الحنينِ ..

وأبرَقَ صمتُ الكواكبْ

فكلُّ المساءاتِ ذاَبتْ بحُبِّى

ويعرِفْن عَنِّى كثيراً / كثيراً

وتشهدُ كلُّ الصبايا

ِبوَكْرِى

كمِ الشوقُ طالَ بشوقِ الحمائمْ

وعادَ هُيامى المهاجرُ يغلى

يرفُّ اختيالاً

ويستلُّ ناياً ليشعلَ وقدةَ بوحى ..

أريجُ النسائمْ

أيحتلُّ ( قيسٌ ) خدورَ العذارَى

أتشبهُ كلُّ القوافلِ ( ليلى ) .. أتشبه كلّ السَّفائنْ ؟!

( أفسطاطُ ) أخرى

تؤوبُ لتُسرِجَ مجرىً ( كمجرى العيونِ القديمة ) .. كيما

تنامُ على صدرِها / تستريحُ المدائنْ ؟!

وخلفت وجداً شريداً ورائى ومعبد عشقٍ منيفٍ

يشمِّرُ عن خافقيه يروم أهازيج شوقٍ ببابًلْ

وحينَ انفلاتى بفيضِ الملامحِ

ذابَتْ دماءُ الصَّباحِ

الُمسجَّى

فأدركتُ أنَّ انتهائى

بغاباتِ تلك الجدائلْ

أأرجئُ حلمى وهذا المساءُ

أشاعَ رنينى

وبعثرَ عُرسى بكلِّ الخمائلْ ؟

فهيَّا أصْدقونى

لماذا البنفسجُ َيترِى شغوفاً

إذا ما النُّضارُ ...

استمالَ القبائلْ ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
05/02/2010, 12:04 AM
الياسَمِينُ لا يُهَادِنُ الاحْتِلال

.. إلى الزعيم الخالد ... ( عبد الناصر )


صفَّقَ البحرُ

أم صفقَ النورسُ القرمزىُّ

سدىً

كلُّ ما خبَّأتْهُ الشواطئُ

عاصفُة

لم تكن غيرَ حلمى المدَّدَ ..

فى هينماتِ الأقاحى ،

الرؤى

لم تكنْ غير قيظ الأريج ، النضالْ

موجنا للضياء .. بنفس التقاسيم ..

من َطرفِ أنجمِنا

وإلى أبعدِ الصحوِ ،

حتى انبلاحِ صهيلِ الصباحِ

على جانَبىَّ البحيراتِ

فى حِضْنِ دفءِ الرمالْ

موجنا للضياء .. بنفس التقاسيم ..

حتى ازرقاقُ المحيطاتِ بالعتقِ ..

حتى اخضرارُ النهاراتِ ..

وسْطَ القتالْ

موجنا للضياء .. بنفس التقاسيم .. من هاهنا بالصمود

على جسرِ ذاك اَلَممّر

عبرنا

نكبِّل طيرَ المخاوفِ . ثانيةِّ

قبلَ عودَِتنَا

من تباريحِ غيم أطالْ

ربما بالمواقيت عدنا لنبحر

من ِتيِه / ِتيِه الجنوب

وحَّتى صراخِ الشَّمالْ

كلنا حاملون - التراتيل

من ِنيلِ ( مِْصرَ ) رَضَعْنَا

ومن ثورةِ القيْظِ

كانت تَشُدُّ النبالْ

كيف لا َيْنبَرِى المجدُ فينا ؟!

هى الأرضُ مشكاةُ كلِّ التواريخِ ..

مشكاةُ كلِّ الممالكِ ،

عرسُ الْمُحَالْ

فهى الأرضُ .. أنفُسُنا ،

ُلغزُ / لُغزِ الحياةِ ،

دَمى

للأضالعِ كم تشتكينا هنا للرحالْ

فاسترِحْ يارَبيبَ المداراتِ ..

نَمْ واسترِحْ

ها نًُجَيْماتُكَ ( الَيعِْرِبَّيةُ )

كم سَرْبَلَت عِيرَنَا بالصمودِ ..

وكم عَّبأتْ َنزفَ تلك البغالْ

أيُّها الليلُ :

ما حُجُّةُ ( الْجِنِزَالاتِ ) ،

وكرُ العصافيرِ ،

الحجارةُ ،

ركضُ الجبالْ

كيف للياسمينِ ...

بأنْ يطلقَ غنوتَهُ للمواخيرِ

أو يعشق الإحتلالْ ؟!

كلُّ تلك المساءاتِ ..

لازالت الآنَ تنتظرُ :

الوِرْدَ

ألويةَ الإبتهالْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
05/02/2010, 07:19 PM
وَصِيَّةُ فى مَهَبِّ الرِّيح

أحبابى
من فيضِ حنينى
عاودنى
شوقى النائمُ يا أحبابى
عاودنى
حين تعالت صرخاتُ الغربةِ
فى محرابى
حيت تراءتْ لى
شمسُ الأوجاعِ .. برُمَّتِهَا
تبرقُ ..
راكضةً فى أعتابى
ها أقنعتى !!!
إن العصرَ القادمَ ..
عصرُ سقوطٍ
للفارسِ
عصرُ ضياعٍ
للأحساب
سيصيرُ الْحُبُّ كطيرٍ
مفقودٍ
يجثو بينَ جذوع الأعنابِ
لا وقتَ غداً
لتناولِ أقداحِ الشاىْ
أو دسِّ البهجِة فى الأكوابِ
ستصافحُ كفاً
والكفُّ الآخرى
ستخِّبئُ قنبلةً للأحقابِ
أمَّا أنتم
يا نبضَ قرونى الضائعِة
ويا أجنحةً
تحملُ أناتِ غيابى
أمَّا أنتم
ما خلَّفتُ لكم
إلا أشعاراً
لا تُغْنِى عن جوعٍ
بين الأحراشِ الشائعةِ
وبين متاهات الأبوابِ
ما خلَّفْتُ لكم إلا آباراً من ِنفْطٍ
عاجزةً
لا تُغْنى عن شريانٍ مسلوبِ الأعصابِ
ما خلَّفْتُ لكم
إلا أزواجَ حمامٍ مهزومٍ
لا تُغْنِى عن وطنٍ
يشتاقُ بطونَ الإخصابِ
أوصيكم من بعدى
ألا تبتاعوا الأحلامَ ،
المجدَ ،
الشرفَ ،
الأرضَ
ببعضِ الألقابِ
أوصيكم قبل نهايةِ معراجى
أن تبتسموا
إنى كنتُ أسيراً فى عصرِ هروبٍ
َيَتمَسَّحُ بالأنصابِ
ولكَمْ أعطَوِْنى سيفاً خشبيَّاً
لأُنازِلَ غولاً
يزهو بالأنيابِ
إنَّى كنتُ شريفاً
فى عصر الُّتخْمَِة
آكلُ أوراقَ التُّوتِ
وأَمْتصُّ بقايا الأعشابِ
أوصيكم

أن تُعْطُوا للعامَّةِ شيئاً

من وقدةِ ديوانى

شيئاً

من صكَّ مقاطعةِ الأحزابِ

إنى من أخرِ مَنْفَىً

أخبُركم

مهما حاصرَنى

الترَفُ الأعمى

واستصْرَخَ فىَّ بريقُ الإعجابِ

مهما ألَمَنِى الْمَنْفَى

لن يقدرَ قرصانُ القهرِ .. .

على إغضابى

إنى من آخِرِ مَنْفَىً

أخبرُكُمْ

إنَّ العصرَ القادمَ

عصرُ استنساخٍ

عصرُ استبداد الكهنة .. بالأعرابِ

إنَّ العصرَ القادمَ ..

عصرُ محاكمة ( المتبنى )

عصرُ محاكمة ( الفاربى )


شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
05/02/2010, 07:22 PM
الشُّجَيْرَاتُ لم تَرْحلْ بَعِيداً

ليسَ مرتَّداً

هزيمُ الأيكِ أو زَهْرُ الَبَنْفسَجْ

والعصافيرُ التى قد أعلنتْ عِصيانَهَا ،

كانَتْ تُغَنِّى

ُثَّلةٌٌ من هَيْنَمَاتِ الأٌقْحوَانِ – سِّيدى –

فاءَتْ تُعَرِْبدْ

فى وراقِ الْحُلِْم

لازالت تباريحُ النُّضارِ

تَتَنَزَّى

كيف لا تحفظُ سرَّاً ،

أو يشتريها تاجُ عَوْسَجْ ؟!

غرَّها التيارُ – ليلاً-

عند سفحِ الدفءِ

لم تعرفْ كهوفَ الوَاْدِ

من كهفِ التَّهَجُّدْ

ربَّما قد سرَّبتْ للإنهيارِ نبعَ صحوٍ

ربَّمَا قد سَلَّمَتْ وِردَ الهروبِ ...

خَّبأَتْهُ

فوق عِيرٍ للربيعِ .. المصطَلىِ

أو تحتَ هْودَجْ

أيها الصُّبح المنيرُ

قلْ لَنَا :

ما سرُّ مرعىً

قد تراءى عند طيَّاتِ التخومِ

والقتادُ شبقٌ فى ثورةِ الماضى

تأجَّحْ

قل لنا :

كيف اللجوءُ لبلادٍ

قَتَلَتْ خط استوائى ؟

قل لنا :

كيف رنينُ الأرضِ لم يحملْ

دورعى

قَبْلَ نَّوات الَّتمَدُّدْ ؟!

ليتنى قلعٌ عشيقُ الملحِ ...

فى عُرْضِ البحارِ

ليتنى يوماً لحاءٌ من صبايا الشمسِ ،

أو ظلٍّ خجولٍ فى عيونِ النهرِ

ُتِّوجْ !

ليتنى أطفأتُ جمرى

فالنَّهاراتُ على أغصان عتقٍ

كيف لازالتْ تعدّدْ ؟!

ليتنى يوماً جناحٌ للحواديتِ اللواتى

قد تخصَّبْنَ ابتهاجاً للمروجِ ....

أو شعاعٌ للمدارِ

يشتهى دورَ المهرِّجْ

ليتنى رَوَّرعتُ ويلاتِ الخدورِ

الانكسارِ

ليتنى لم أستظلَّ بالأمنياتِ

واستكْنتُ فى فَضَاءاتِ الَّتعَبُّدْ

أيها الصبحُ المنيرُ :

خالَنِى وخْذُ المنايا

خاَلنِى سَقسَقةُ الطير ودمعْ قد تَنَهدْ

وطنى تعرفُه كلُّ الفيافى

وطنى لم َيعْشَقِ البارودَ .. يوماً أو تمرَّدْ !!


شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
06/02/2010, 02:58 PM
نارُ الغِوايَةِ تصْطَلِى


قالوا لنا :

إنَّ الصباحَ بخنجرِ الليلِ انتحَرْ !!

قالوا لنا :

لا تدمعوا

هذى الدموعُ ..

دموعُ حتفٍ كان خبَّأهَا القدرْ

فخيرُ شئٍ

ندفنُ الحزنَ البهيمَ

فوقَ سفحِ المنحدرْ

وكنتُ فى وسْطِ الجموعِ ..

مُحَمَّلاً

بغياهبِ الْجُبِّ التعيسِ

ينبضِ خوفٍ

يستعرْ

عمَّاهُ

إِّنى قد رأيتُ رداءَةُ

ملطَّحاً

بِالغَدْرِ ُيْبِكيِه الْمَطَرْ

إنِّى رأيتُ على المعابرِ عصبةً

ينداحُ شاحباً صليلُ سيوفِهِمْ

كانت أكفُّ الغيظِ تلهثُ

والضَّجَرْ

حينَ استدرتُ إلى الوراءِ ..

بِرَجْفَتِى

أسندتُ رأسى فوقَ أوجاعِ الْحَجَرْ

أطلقْتُ سهماً من بكائى ؛

هَرْوَلُوا

فتساقَطتْ ممنهم صكوكٌ للَّتتَرْ

لازاْلتُ ألفظُ فى الظلامِ ...

نعيقَهُمْ

وهزيمَ صحوٍ منكسرْ

أوَ كلَّمَا ثارَ الدُّجَى

وتَحَشْرَجتْ فىَّ المخاوفُ

حاصَرَتْنِى بالَيَبابِ

عيونُهُمْ

وحاصرَتْنِى بالشَّرَرْ !!

عَمَّاه

إنى قد رأيتُ كفوفَهم

تنسابُ منهم صرخةٌ

إنى رأيت الطيَر ناحَ على الشجرْ

ياويجَ / ويحَ سعيرِهم

دُمُه الصبوحُ بأرضِنَا

مازالَ يَنْعَاهُ البراحُ

ووجدُ أنهارِ السَّحَرْ

هاكَ الربيعُ على الرُّبَا

يشتاقُهُ

كم شَقَّ صدراً فى الأضالعِ للزَّهَرْ

عَمَّاهُ

إنى قد علمْتُ بأَمْرِهِمْ

هو ذو العمامةِ كانَ يحملُ سيفَهُ

من قال يوماً للخوارجِ :

بالسوادِ تَشَيَّعُوا

خذوا العزاءَ ،

دعوا المدامعَ تنفطرْ

هو ذو العمامة كان يحملُ سيفَهُ

من قال يوماً فى أسىً :

ها نحن كنا فى البرارى نقتفى الوَعْثَاءَ ،

نضربُ أكبادَ الإبلْ

ها نحن كنا فى الشعاب

على سفرْ

عماه .. عُدْ

عند السقيفِة ها هموا الجناةُ

كيف يولولون ،

يتمتمون بالعبرْ ؟

لا تستحى فيهم مروءةُ

فاجرٍ

قد عاث غِلاً بالخيانةِ ،

واْنَفجَرْ

عماه

ها هو من راحَ يهمسُ

فى انتشاءٍ سافرٍ

نهرُ المواجعِ فى المآقى ينهمِرْ

عماه

ها هو من أشاعَ غوايةً بينَ القبائلِ :

ردِّدُوا ..

عاش الصباحُ المنتظَرْ !

لكنه

يخفى الغوايةَ – خلسةً –

فى صدِرِه

كم يصطلى وقعَ اللَّظَى

لا يستكينُ ولا يَذَرْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
06/02/2010, 02:59 PM
حَبَّاتٌ ِمنْ دُمُوعِ الْقَمَر

نشرت بجريدة الأسبوع الاثنين 24 ديسمبر 2001 م ، العدد رقم ( 252 )

بدا قمرٌ فى جبينِ المساءِ

ولم يكتملْ

وكان يخاف جيوشا ( لأبرهه ) ..

خلف ذاك الجبلْ

لماذا يخاف الجنود .. وقواد تلك الجنود ثملْ

وقال لرهط الخوارج .. سراً

إذا ما التخوم استكانتْ

فردوُّا علىّ الإبلْ

إلام ( قريشُ )

تروُّجُ بين القبائلِ ..

نحرَ النخيلِ العكاظىِّ

وتبتاعُ صَكَّ الإله ( هُبَلْ ) ؟!

إلام تطوفُ بأوثانِ تلك الغوايِة ..

تعبدُ مسخَ الخنوعِ ...

تؤلَّبُ عرق العمومة ..

تشعلُ حرباً

وتطلبُ ثأر اَلعروبِة

من أجلِ نقلِ الحجرْ !!

وتدعو الموالى

وسادات كل العبيدِ

وتعلنُ أنَّ ( تميمَ )

أحقُّ بخدمة كل الحجيج ..

وليستْ ( مَُصْر ) !!

وعادتْ ُتِبيحُ ظلالَ الحواديتِ

ثانيةً ،

للتقرُّبِ زُلْفَى

لتضربَ أزْلامَ َبعْثِ التخاذلِ

حتى تقايض حرمة أرض بأصغر كبشٍ

وتزهن نصراً بخوفٍ هنا يستعر

أندفنُ حياً

- بجوفِ الرمالِ -

هزيم الصهيل ..

أندفنُ حيَّا

طفولةَ ذاكَ السَّحَرْ ؟!

وكيف دعىُّ الُّنُبوَةِ ..

فى سوقِ ( فِهْرٍ )

على منكبية رداء الضياء ..

ويعدو طليقا

ويلبس – دومًا –

قناعَ الْمُسَجَّى الأملْ !!

فما للدياجى نبوءاتُ هذى المتون

لنبدأَ خلقَ تماثيلِ وهمٍ .. تقدس فينا التناحرَ

تشعلُ فينَا الْجَدَلْ !!

لتبدأَ خلقَ ترانيمِ رهدٍ

تُفَجِّرُ فى سوسناتِ النضالِ ،

التراخى ، الخنوع ..

فأطلالنا فى الشعاب .. عليها النحيب انسدلْ

فمنْ لَعْنَةِ الرِّقِّ

مجدُ عتيقُ

واعرابُ تعشقُ خيلَ البطولةِ

تُهدى فلول الفوارس .. جهراً

جواشن من يمثل ؟!

فيا ويحَنَا كم خلقنَا السعيرَ

الخنادقَ ..

ثم كتبنا على ظهر تلك الرياحِ

تراتيلَ ( غارِ حراءٍ )

وساومْنَا وحياً بأرضِ الجزيرةِ نَزَلْ !!

فيا ويحَ حلمى المسافرِ

فى تيهِنا الجاهلىِّ

ويا جرحَنا / الطِّيب

كم نامَ جرحٌ بأضلاعِ عِتْقِى

فأىُّ الجراح تُرَى يَنْدِملْ ؟!

فيا مرفأى كم ودنا عباءاتِ نجمِ المروءِة ..

تجثو

بغورٍ سحيقٍ

وتبكى عليها الشموسُ .. النيازكُ

يترفُ حتى ( زُحَلْ ) !!

وحين التقينا بظلِ الصراخِ ..

وجدناه صاغ إلينا

طقوسَ النخاسيةِ ..

أشعل فينا النُّذرْ

فكيف الأوشاشُ تهدمُ .. عتق المماِلكَ ..

تدفن عظم البقايا / بقايا الوجلْ

وتزعم ..

أنَّ العروشَ المَهِيضَة من إرثها المستحق ..

وأنَّ خدور المساء ..

تشعُّ الخَجَلْ

اللشَّاةِ ربُّ

وَنمْنَحُ هذا القطيعَ ..

لذئبِ البرارى

ونبكى فجيعة قتل الحملْ

بد قمرٌ .. عند باب الخسوف .. ينوح

أنستغفرُ ( الرُّومَ ) حين التهجُّدِ .. ليلا

أنسفكُ باسمِ القنوتِ دماءَ اليمامِ

ونسألُ من ذا قَتَلْ ؟!

قفلْ للمَفَاوِزِ :

إنىِّ وليدُ السماءِ إذا الصحوُ يوماً

أفَلْ !!

فلا تسألونى إذا النورُ عنِّى تَوَارَى

ولم أبْتَهِلْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
06/02/2010, 09:34 PM
نَشيِجُ .. لا يَنَامُ بمعْطَفِى


من قالَ لكْ :

إنْ جاءك الليلُ المخصَّبُ بالْمُنَى

فاحذرْ أباريقَ الحوارْ

من قال لكْ :

اغضبْ ..

فما عاد الصباحُ يخافُ غاباتِ الَمرارْ

اغضبْ ..

إذا ما الشمسُ عادتْ تقرأ الأفقَ المؤرَّقَ

صهوةَ الأسحارِ ..

أخيلةَ المدارْ

فلحَافَّةِ الإبحارِ غَوْرٌ يشتهى :

سفُنَ الهمومِ ،

كواكبَ الترفِ ، الجوارْ

حين استدارَ الموجُ للبحرِ ..

الُمقيمِ على ضفافِ الانتظارْ

كانت رياحْ العصفِ دوماً

صهوةَ الأسحارِ ..

أخيلةَ المدارْ

فلحَافَّةِ الإبحارِ غَوْرٌ يشتهى :

سفُنَ الهمومِ ،

كواكبَ الترفِ ، الجوارْ

حين استدارَ الموجُ للبحرِ ..

الُمقيمِ على ضفافِ الانتظارْ

كانت رياحُ العصفِ دوماً

فى جنوبِ الحلمِ ترتقبُ

النهارْ

كانت جذوعُ السنديانِ

على التلالِ ..

تداعبُ الأطيارَ ولا تخشى التصحُّرَ والبوارْ

كانت وفودُ الدفءِ تعشقُ

أغنياتٍ للقصيدِ

تنامُ دوما عندَ أوجاعِ الديارْ

من قال لكْ :

كانت مياهُ النهرِ تُغْدقُ من أمانينا

ترُشُّ رؤى الطفولةِ ..

فى مصبِّ الإنكسارْ

كيف الأوشاشُ فى المساءِ استدرجوك

وبُّثوا فى حناياك الحصارْ ؟

بالضيقِ جئتَ محمَّلاً

تَسْبىِ اليمامَ ،

النرجسَ ،

الأغصانَ

من وكرِ الخضارْ

وتركْتَ أرْوِقَةَ المدينِة

عاريات

( للمَجُوسِ ) القادمينَ ..

ورُحْت تَدْهسُ فى الُّنضار !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
06/02/2010, 09:49 PM
الُبكَاءُ بمُحَاذَاةِ مَوَاجِعِنَا

من أين سنبدأُ

وجعَ اليومْ ؟!

واشتعلَتْ ذاكرتى

بأهازيجِ القهرِ ...

وتواطؤِ حراسِ الحلمْ

كنا نَرْهَنُ مجداً

يأتينا مجدُ أخرُ ..

يمزُقُ من سُحبِ الَغْيمْ

ما عاد الآن سوى ظَلِّ

منثورٍ

بين متاهاتٍ

يسكر فى حاناتِ الكتبِ ويبتاع اللوم

من أين سنبدأُ

وجع اليومْ؟!

نتركُ بابَ الساسةِ / بَهْوَ الأمراءِ / بلاطَ ( البابِ العالى)

ونفيرَ النومْ

ولنرْجِعْ للخلفِ قليلاً



بِتِجَاهِ فُصولِ القَحْطِ

ونوَّاتِ الغربةِ ..

نُشْهِرُ راياتِ العولمةِ

وَنْنكَأُ أضغاثَ الَعَلمِ بسارى الْجُرْمْ

نخرجُ فى رحلةِ صيدٍ

من شريانِ مواجعِنا

حتى غاباتِ الضَّيمْ

فلتصرخْ بمحاذاةِ حوائطِ

( يَعْربَ )

فلنبكِ بكاءَ المرِتزِقَة

لموالى القرنِ الحادى والعشرينَ

نودِّعُ تكبيراتِ الفتحِ الوارف ،

أشهرَنا الرمضاءَ ،

الصومْ

آهٍ يا وطناً منفياً

داخل أوردتى

ها كلُّ فناراِتك تلهو

لا تحمى شطآنَ الَيمّْ

هذا العالمُ اعرفُهُ

يعرفُنى

يسرقُ منِّى أرغفتى

يبتاع لأمِّى الهمّْ

آهٍ يا وطناً منفياً داخل أوردتى

أعشق صحرائى ، خيلى

أوجاعَ خيامى ،

النخلَ السامقَ فى أرضى ، الرملَ ،

تلالَ النخوةِ ..

وبناتِ العمّْ

ها أغنامى مازالتْ ترْعَى فى عشبٍ جافِّ

تهربُ من ذئبٍ

تقعُ بشَرَكٍ مغبونٍ وأصمّْ

آهٍ يا وطناً منفيَّاُ .. للحُزنْ

أعشقُ لغتى

وأنامُ على صدرِ حواديتى

أرضعُ من آبارِ ضياءٍ

تجرفُ صهوةَ أوصالى .. تسبق عطشى

تسبقُ قطراتِ الْمُزْنْ

من يقتلُ منْ ؟

والعرافات يُوشْوِشْنَ الوَدَعَ

الْمُهتَرِئَ

يرِّوجْنَ تعاويذَ الجنّْ

من مّنا يسرق أوطاناً

ويغربلُ كلَّ شوارعِها

برصاصٍ أعمىً

ثم يثيرُ حفظيةَ

( مجلسِ أشباحِ الأمنْ ) !

من يخرجُ عصفوراً من وكرٍ

ويعكِّرُ صفوَ النهرِ

ويقيمُ حضاراتٍ زُلْفَى

من ينسخُ قوماً من قومْ ؟

آهٍ .. يا وَجَعىِ

أنظرُ فى مرآتى كلَّ صباحٍ

أنظرُ بين تجاعيدِ الأوطانِ المفتولةِ ..

من وهمِ دمقسٍ وحريرٍ

وعروشٍ فى آخرِ صفِّ تَأْتَمّْ

لم أتركْ شبراً

يجهلُنى

لبلادٍ أخرى تجهلُنى

فلماذا أحملُ حَجَراً

فى وجهِ الِّتِّنينِ اليومْ ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
07/02/2010, 11:20 PM
فَرَاعِينُ ( طِيبَةَ )لا تُبْدِى القُبُولا


أنا الفجرُ .. عدتُ

فكنتُ أسافرُ – عذراً بأقصى الديَّاجى

فمن قال إنى :

أخافُ الأفولا !!

فربِّى حبانى

بحسنِ الرنينِ

وفجَّر فىَّ المجراتِ تَنْأى

فدعْ من يزايدُ فوقَ اهترائى

فما حزَّ فى شِيمَتِى

أن يقولا

عجبتُ كثيراً

لقولِ الدياجيرِ عنى :

بأنَّ مِدادى طريحٌ

بخدرِ الغيومِ اللواتى انتشينَ بعطرِ السكارى

وأنَّ بساتينَ فيضى ترومُ الذبولا

فيكف شروقٌ

يضاجعُ أشباحَ هدمٍ

يلوذُ أشباح بحِضِْن السَّعَالِى

ويسفكُ حلمَ المفازاتِ ..

يأبَى الترولا

فيا مملكاتِ الضياِء ..

غجا التِّيهُ بين ارتحالٍ يعوّى

إلامَ البراحُ يعاودُ هجرَ الحنينِ

علامَ يبيعُ الخيولا ؟!

ففى كلَّ يومٍ يجئُ البريدُ

ينادى :

فَبُشْراكُمُو أهلَ ( مصرَ )

فهذا المساءُ يريد الدخولا

فتعتاظُ أقزامُ هتكِ النضارِ

َتشِنُّ حروباً علينا

فكم عاشَ شدْوِى يزورُ الصباحَ

وكم نامَ طَلِّى على الأقحوانِ

يذوبُ اخضراراً

وكم كان يهوَى الهطولا

فما الصَّمْتُ عجزُ

ولكن أنى نديمُ الأمانى

رويداً سأبتاعُ كلَّ السنينِ العجافِ

رويداً سأبعثُ بالمستحيلِ .. رسولاً

فما زلتُ أحملُ فى ناظرىَّ

طيوفَ النهارِ

وأدعو السماءَ – جهاراً وسَّراً –

بألا يزولا

فمن ذا يطالبُ – يوماً – أساطينَ دفن المتونِ

بثأرٍ جديدٍ ..

ومن ذا سيطلبُ من شهقةٍ

أن تدارى الذهولا

فأنشودتى فى بلاطِ الخرافةِ

تجثو

تخافُ القتادَ ،

المشيبَ ،

النحولا

أن الفجرُ .. جئتُ لكم

أبداً لن أُقَبِّلَ ظهرَ الأيادِى

فكيفَ فراعينُ ( طيبةَ )

تُبدِى القبولا ؟!

وكيف ينامُ أوارُ الضلوعِ ..

وكيف ُيِثيُر الْجَمَالُ

العقولا ؟!

فيا سيِّدى الليلَ – سَبْط المدارِ –

إذا كنتَ فينا رسولاً

متى كنتَ فيهم رسولاً ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
07/02/2010, 11:22 PM
آهٍ .. يا مَوَّالَ عُرُوبَتِنَا

- نشرت بجريدة العربى الأحد 22 يوليو 2001 - العدد رقم ( 767 )

تحيا مصرُ ..

وتحيا ( أهراماتُ الجيزِة )

والقيظُ العائدُ ..

من تهويماتِ الأرصفِة

ومن خيلِ الفتحِ ( الْعُمَرِىّْ )

تحيا ثوراتُ القاهرِة

العُظْمَى

ومتاريسُ اليقظِة ..

( وسليمانُ الحلبىّْ )

تحيا أفراسُ النهرِ المزعجةُ

وفرماناتُ ( البابِ العِالى )

والتاجُ الأُثرىّْ .. !!

هذى جدرانُ شوارِعنا

تمتدُّ جراحاً

ومَراراً

مازلت تغلِى

تلتئِمُ مساءً ؛

لو هبَّتْ أنسامُ الطَِّيب الوطنىّْ

هذى صرخاتُ القديسةِ

( دِمْيَانَةَ )

فى وجْهِ ( فرنسيسَ / لويسَ )

تدوِّى

شبراً /شبراً

تحتضِنُ الغَلَيَانَ الصوفىّْ

كم ( ألبانىِّ ) يعشقُ هدءَ النِّيلِ ..

وكم مملوكٍ

هبَّ ليدفعَ غاراتِ

الغزوِ التترىّْ

يا تاريخُ رويداً

هذى ( قاهرتى )

يا حُجَّاجَ ( البيتِ الأبيضِ )

إنْ يعبرْ فوق أديمِ المحروسةِ

مسخٌ ،

إن يعبرْ شبحٌ ؛

ترصدُهُ

اقمارُ القلبِ العربىّْ

هل ليلُ ( القاهرةِ ) قديماً

هرولَ بينَ ملاهى

التغريبِ ..

وأبطال الرقصِ الشعبىّْ !!

هل كلُّ تماسيحِ الوَحْدَةِ

تلِفظُ

اشلاءَ الصحوِ ..

وترقصُ فوقَ الوجَعِ

الأيدىّْ !!

يا تاريخُ رُوَيْداً

من باعَ الصبحَ ؛

يبيعُ الفجرَ ؛

يساومُ أنهارَ المجدِ

براكينَ الغضبِ

الفرعونىّْ

فسينكشفُ الغيمُ الماجنُ

بين تباريحِ الفيضِ

ومملكةِ النهرِ النورانىّْ

هذى ( قاهرتى )

ما زلتْ قلعُتها

شامخةً

تنتظرُ ..

جنودَ المدِّ الحطينىّْ

تنتظرُ الشيخَ العابرَ

بصكوكِ النورِ ،

وأبخرِة العتقِ

وهالاتِ الدينارِ المرْوانىّْ

تنتظرُ ..

الريحَ المنسوجةَ

بصهيلِ الأرضِ

وزَخَّاتِ القمرِ المنفىّْ

تنتظرُ ..

بريدَ الشجِب ،

وصرخةَ ( جامعِة الدولِ)

وجيشَ حجارِتنا العَبَثِىّْ

آهٍ .. يا موالَ عروبِتنَا

من يبعث فينا

وطناً

بمروءة ( قاهرتى )

وصمود الحرم

القدسى ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
11/02/2010, 03:47 PM
مُوجَزٌ لأَهَمِّ الأَنْبَاء

عمَّاهُ ..

أنا طفلٌ من ( قَلِْقيِليَّةْ )

أفتحُ مذياعى

حين يمرُّ علىُّ هزيمُ الليلِ .. طويلاً

فترواغُنى

موجاتُ البثِّ الغريَّبةْ

تَنْبِجسُ الفوضَى :

موسيقيا ( الجازِ ) ،

( الروكِّ ) ،

التبشيرُ ،

الإرشاداتُ العبريةْ

أعثرُ بين متاهاتِ الأوجاعِ ..

على نشرِتنَا الإخباريَّةْ

فتطالعنُى

الأشلاءُ ،

الأحزانُ ،

يصحبُها

الدمعُ ،

الشجبُ ،

الغضبُ ،

تصحبُها

الخطبُ ،

التصريحاتُ الناريَّةْ

أعشقُ دوماً

مؤتمراتِ النفطِ ،

خطاباتِ الإعلامِ ،

الصارخةَ ،

بسطوِة جمعياتِ حقوقِ الإنسانِ المدنيَّةْ

عَمَّاُه ....

لماذا لا نشربُ نخبَ النصر

بكلِّ مساءٍ

ولماذا لا نهتفُ للحريَّةْ ؟!

مادمنا

نأخذُ كلَّ أوامرِ وطنٍ

من غُرَفِ الأخبارِ الشَّرِفيَّةْ

مادمنا

لا نملكُ جيشاً

غير حجارِة أطفالٍ

وأراملِ جمعياتٍ خيريَّةْ !!

فلماذا لا تصبحُ :

( كابولٌ / جوروزنى / كوسوفا )

كشميرٌ / بغدادٌ / مقديشو

/ الجولانُ / القدسُ / البوسنةُ .. )

فى الوحلِ .. ونحنُ نباركُ

تشييعَ هُِوِيَّتنَا العربَّيةْ

ها قارورةُ غضبى

ها كلُّ نهاراتِ عظامى

تنتظرُ تعاليمَ الافتاءِ الشرعَّيةْ

آهٍ يا ثأرَ ( التحريرِ )

ألا تملكُ شيئاً

كيف .. ألا تملكُ حتىَّ

تصريحاً بدخولِ الإنعاشِ ..

على ألواحٍ خشبيَّةْ !!

يا عماهُ .. عصوراً

قد ماتَتْ فىَّ النخوةُ .. أحلامى ،

أوردتى القوميَّةْ

من نحن ؟! ومن أنتم ؟!

يا أولادَ التِّيهِ ..

ويا أصحابَ الخيلِ المخصِيَّةْ !!

فعلى من نبكى ؟!

أعَلَى خارطتى ؟!

فدعوا الخارطَةَ .. دعوها

لا تحمى حصنَ بكارتِهَا

فدعوها ِبِتجَاه( كريسماسِ ) الميلادِ

دعوها تَتَوَحَّمُ .. تمثالاً آخرَ من ... ( تمثالِ الحريَّةْ )

فدعوا

كلَّ الأمم ِالناشئةِ تدوسُ عليها

فدعوا :

أحفادَ البيتزا ،

القردةَ ،

( مونيكا ) ،

الهندوسَ ،

الروسَ ،

الصربَ ،

القطط َ،

الفئرانَ الْحَبَشِيَّةْ !!

لا تدعوا أحداً إلا أن يقهرَنى

يسرقَ لغتى ،

يصعقَنى

ويلوكَ الطيرَ .. بأحذيةِ القمعِ ،

العرقيَّةْ

من أنتم ؟!

من نحن .. بحقِّ حجارِتنا ؟!

لتصيرَ بطولاتى ،

أمجادى

قيدُ ( الأممِ المتحدةِ ) ..

أعمالاً إرهابَّيةْ !!

آه .. يا قوسَ ِنبَالى

يا درعَ صهيلى

يا دمعَ عروسٍ .. ( كشميريَّةْ )

ما أجمل أن نسمعَ :

- موجزَنَا الإخبارىّْ

- تقريرَ المؤتمراتِ الخامسَ بعدَ الألْفْ

- تنبيهاتِ الشيخوخةِ

- بعضَ شعاراتٍ

قبل بزوغِ ( المارشرتِ ) الوطنيَّةْ

ما أجملَ أنْ نسمعَ :

عزفاً منفرداً للنَّاىْ !!

تغفلَ عيناىْ

أحضنُ مذياعى

وأنامُ ..

على موجاتٍ هزليَّةْ

طابَ مساؤكَ يا عمَّاُه ..

وطابتْ كلُّ أناشيدِ الوحدةِ ..

وليالينا القمرَّيةْ

طابَ مساؤكَ ..

قبل اليومِ / وبعدَ اليومِ / وحينَ النومِ ..

وحتى نَنْقرضَ قُبَيْل رحيِل الألفيَّةْ !!

طابَ مساؤكَ ..

من وطنٍ لا يعرفُنى

من وطنٍ لا ينعمُ بالحريَّةْ !!

شعر/ عبدالناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
11/02/2010, 03:50 PM
رُعَاةُ البَقَِر ...لا يَعْشَقُونَ الهُُنود

كلً عامٍ وأنتم لنا

تصبحونَ على جمرِ

تلك الحروبْ

كلَّ عامٍ وأنت هنا

ترتعونَ بأجداثِ حلمِ الشعوبْ

مالنا

غيرُ حزنٍ تراءَى

على جنباتِ التخومِ

ونزفِ الدروبْ

مالنا

غيرُ / عِيرِ الندامِة

كيما نسافرَ ... للإستواءِ

نسافرَ صوبَ الجنوبْ

أيها الهاربونَ تجاهَ الشمالِ :

المعابرُ ملَّتْ نزيفَ الخُطَأ ،

تيهَنا

فالشمالىُّ لا يحتسى العتقَ عندَ الغروبْ

فالشمالىُّ يعشقُ صوتَ الرَّصَاصِ ،

اللَّظَى

ينتشى بحظائرِ تلكَ الخنازيرِ

يعشقُ لحظةَ نومِ الرقابِ ..

بأحضانِ ضيمِ القيودْ

كيف للشمسِ أن تنحنى للغيومِ

وتغتالَ صحوَ الجنودْ ؟!

إيهِ ياموتَنَا

إننا واهمونَ إذاً

فليحلُّوا المشانقَ من حوِلنا

من يهادنُ شرذمةً

من بقايا الهنودْ ؟!

لا يهُّبونَ عن عاودَ البِيضُ

كرَّتَهُم

واستحلوا النساءَ ،

وداسوا هنا فوقَ رَمْسِ الحدودْ

لا يهبونَ لو ثارَ نبضُ الأضالع ِ.. غيظاً

ولا يشعلونَ

أتونَ العروقِ ،

الجلودْ

لا يهبُّونَ .. لو للقصاصِ

ولا يُسرِجُونَ ولو صهوةً

فى حنايا أسى الانكساراتِ ،

أو ليضيئوا مَمَرَّ الخطوبْ

لا يغرَّنَّكم شنآنُ تعاليمِ

... عولمةٍ

تفرضُ الموتَ فى مَمْلَكَاتِ الوعودْ

لا يغرَّنَّكمْ

هالةُ الزيفِ

حينَ يَظَلُّ الشريفُ

أمام الرعاةِ / الأشاوسِ

يُبْدِى الخضوعَ ،

السجودْ

إننا واهمونَ إذاً ..

كيف لا يُطلقونَ العبيدَ ،

الإماءَ ،

عصافيرَ شرقٍ

تجوس خماصاً

وتركع من أجل بعض الحشائش

تركع من أجل قشر الحبوب

كل عام وأنتم لنا

الخنوع ،

صكوك الهروب !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/02/2010, 02:17 PM
تَمَائمُ الوَهَجِ ....لا تَسْتَطِيعُ الْهُروُب


بهذا المساءِ دخلنا (عروسَ المدائنْ )

ونحن أمامَ الرواقِ نُكِّبرُ ؛

غَرَّكَ وهمٌ

وقبلت وجهَ الترابِ العتيقْ

لماذا تطوفُ مع الفاتحينَ ؟

وأنتَ زرعتَ بقلبِ البراجِ

بأنَّ النهاراتِ ضلَّتْ شعابَ الطريقْ

ووزِّعْتَ خبزَ الخيانةِ جهراً

وماحزَّ فى شيمةِ الإنتماءِ

صراخُ الدقيقْ

وكنتَ إذا ما الغيومُ استباحتْ نُضَارَ الخمائلِ – ليلاً

ُتذيعُ بياناً

وتنفى بياناً

وتزعُمُ أنَّ النُّضارَ لهذى الغيومِ .. صديقْ

وكنتَ تُخَارِنُ حاكمَ ( عَكَّا )

وكنتَ تبيعُ المآذنَ دوماً

ببعضِ العقيقْ

وحينَ وقفتَ ببابِ المدينةِ تزهو

أشعْتَ التراخى

وكبَّلْتَ خيلَ الضياءِ

وأرْغَمْتَ صحوَ الرقيقْ

وقلتَ ( ببابِ الفتوحِ )

هُلمُّوا فإنى أتانى بيانُ ( التتارِ )

وأغلقتَ حتى المضيقْ

وقلت مراراً :

ومن يحملُ الرايةَ الآنَ بعدى ؛

وكلُّ الفراشاتِ حتماً

َتَساقَطنَ فِى الحريقْ

ومن يلبسُ الخوذةَ الآنَ بعدى ؛

وكلُّ النساءَ َتِلدْنَ

كهولاً

ولا يَحْتَمِلْنَ وطيسَ المخاضِ

ولا يحتملنَ سوى الإنهيارِ وشؤمِ النعيقْ

وقلت :

بأنَّا خُلقنا شعوباً

يسيرُ الغزاةُ علينا

ولا نشتهى المنجنيقْ ..

أينسى فرارُك بستانَ _ ( حِيفاً )

كم احتارَ فيك صراخُ المنايا

وروضُ الرحيقْ

أينسى فرارُك نزفَ الأراملِ يوماً

لتزهوَ عندَ احتلالِ ( المغولِ )

لجرحٍ عميقْ

وحين اشتعال الخنوع بجرن الصهيل

أشرت تجاه السماء .. وقلت :

فهذا الإلهُ ( لبيتِ البراقِ )

فأمَّا الإلهُ َلدَيْنا

يسوخُ التخومَ وينصبُ تمثالَ مجدٍ ُيشعُّ الَبِريقْ

فياسيَّدَ العَرْشِ

أين البلاطُ ؟

وأينَ الإماءُ ؟

فهذى ربوعُك فى العِزِّ ضِيقْ

فكيفَ ولجنا لبيتِ الإلهِ

على ( السامرىِّ )

وقمنا بوادِ الْخُوارِ العريقْ ؟

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/02/2010, 02:22 PM
حَدِيثٌ ..آخَرُ ِللْقصِيد

نشرت السياسى المصرى – عدد يناير 2005 م

نام القصيد على الأوتاد منكفــــئــاً ظنوا جميعاً بأن الشيب أجـــــــــهده

في خلسة الليل جُنَت عواذلـــــــه فالبهت خالته سهواً و جــــــــــــــرده

زفوا طبول العزا و الغيظ مــــــــنتفخٌ و كفنوا وتداً في الطبع أغـــــــــــمده

صحا القصيد على الأصوات منتبـــهاً ضم القوافي ودمع الوزن بــــــــدده

نادى على الحي و الأسباط ناقـــمة هذا صواني .. فمن بالله شــــــــيده

ماذا تريدون من عزاف باديـــــــــــــــةٍ مازال أوج الربا في البيد مرقـــــده؟!

جئتم إليّّ تزفوني على كـــــــــفني ضلت حداثتكم .. رب البيت نشهده

افعل كما شئت قد تفنى معلقتــــي لكن مطلعها دوماً ســـــــــــــأنشده

( حسانُ )في كنف الشعر مملــــكةٌ نفس اللواء على كفيه يــــــــــعقده

و ( كعبُ ) بالبردة الغراء مغتبــــــــــطٌ يدنو و نور النبي - الدهر - ســـيده

ولىَّ الفؤادُ و نظمي اليوم منفــــــطرٌ حزنٌ غشي قلمي يوماً فقيـــــــدهُ

هو القصيد نما في حضن رابيــــــــــةٍ مر الزمانُ و فيض العتق يسبقــــــه

ترفقوا فالمعاول كم تنسل في شغفٍ فر المجاز و نفس الغدر أرقــــــــــــه

كم ياترى عجزوا عن هدم كعبتــــــــه فالنثر يغلي و نار الحقد تحرقـــــــــــه

و ( طرفةُ ) اليوم مشغولٌ بجائــــــــزةٍ خطبُ الهجاء أتى في الفجر أوثقـــــه

البحر يزجي إلى الشطآن صرختـــــها كيف القصيد إذا التخيل أغرقـــــــــه؟!

عبد القريض .. له الأشعار ســــــــيدةٌ إن الحروف هي الأعيان تعتقــــــــــه

فالطير و الحلم و الأشواق سابـــــــحة بين الضلوع و طيف الشعر يعشقـــه

مالي و مال ارتحالي و الدنيا قــــــــــدرٌ دعوا الهدير فهذا الجدب يسرقــــــــه

قبلي أنا .. أخرس النثار بلبلكـــــــــــم و الآن طيري على الأشجار أنطقـــه

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
25/02/2010, 02:23 PM
مَقاَطِعُ .... منْ أَوْجاعٍ قدَِيمَة

(1)

قالتْ لِى فى احدَى الْمَرَّاتِ ...

فَسِيلةْ :

لو جاء الطوفانُ ... غداً

سأدافع عن بيتى

لا عن بيثِ القبيلةْ

همْ ...

... همْ قتلوا أمى

وبكَوْا عندَ مرورِ القتيلةْ

همْ حرقُوا سَمتَ لُحائى

سرقوا فى الليلِ .. عصابةَ رأسى

الطويلةْ

منعوا النهر ... مِراراً

كى لا يجرىَ بين ضِفَافى

ومروجى الظليلةْ

كم ماَتتْ أغصانى جُوعاً

كم ماتت ..

أزهارى الجميلةْ

أتُرانى .. سيرفلُ دمعى

حين سقوطِ الخميلةْ ؟ !

(2)

حين تخلَّتْ عنهُ

كلُّ فلاسفةِ ( اليونانْ )

نصبوا فخَّ الْهَرْطَقَةِ ...

أشاعوا

غَيْظ الصُّلْبَانْ

آخرُ تلميذ غادرَ قبْوَ الغَيْمِ

ومعهُ مِشْكَاةُ الإيمانْ

كان يردِّدُ :

من يترلُ للأسواق .. غد

يدْحَرُ أذيالَ السَّفْسَطَةِ ..

يُمَزِّقُ أقنعةَ الْمُرْتزَقَةِ .. وسْطَ الْمَيْدَانْ

كان يردِّدُ :

كيفَ تَجَرَّعَ كأسَ الْمَوْتِ

وَهوَ يضحكُ فى وجهِ السَّجَّانْ

(3)

بعد قرونٍ

من تحريفِ النصِّ الكاملِ للتَّلمُوذْ

كنتُ سأخرجُ فى رحلةِ شكِّ أُخْرَى

من جرَّةِ صرخاتِ يقينى

لولا

نوباتُ القَرْصَنَةِ

وهُرَّاوَات سلامى المنشودْ

كنتُ سأحملُ أمتعتى

مرتحلاً

فى زمرَةِ من رقصوا

فوقَ أساريرِ شعوبِ اللهِ .. ،

لأحفرَ ثانيةً ذاكَ الأخدُودْ

قالتْ لِى العرَّافاتُ

لماذا تَتَعَقبُ جُرْحَ الصُّبْحِ

وتَصْلبُ فى الْكرْمَة

أحلامَ العُنْقُودْ ؟!

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
25/02/2010, 02:35 PM
عُرْسٌ عَلَى جَسَدِ الْحِنْطَة

قالتْ لِى بنْتٌ من ( كَابُولٍ )

كنتُ غداً سأُزَفُّ على شابِّ

- ليلةَ حصدِ الحنْطَةِ -

من أعيانِ ( الباشتونْ )

لكنْ ..

ضاعتْ عائلتى

فى القصفِ الجوِّىِّ المجنونْ

وفقدتُ عريسي

حين فرارى فى غاباتِ الثِّلجِ

وقع مِنِّى

أخرُ حلمٍ مصبوغٍ بهتونْ

وسَمعْتُ جَنَازِيرَ الدبَّابَاتِ .. مِراراً

يَدْهسْنَ

أغاريدي

وتَراِتيِلى

فَتدَغْدغَ فىَّ الصبرُ يُثيرُ الغضبَ المدفونْ

قالت لى : فوقَ الرُّبْوَِة

مازال يحاصُرنى ذئبٌ

يولَعُ بعظامِ المجد

يَتَنَكَّرُ فى زىِّ ربيعٍ

يُغْرينِى بعروشٍ وقصورٍ ولحونْ

لكنِّى

سأظلُّ على عِفَِّة فَجْرِى

وسأصْنَعُ من اوجاعى

قنديلاً

لن تُرْهَِبنِى أقنعةُ الرعبِ المعتادةُ

لن تُرْهَِبنِى أىُّ سجونْ !!

ما أجملَ أنْ أحْيَا ،

أشربُ من نَهْرِ الِْعتْقِ

وآكلُ من سنبلةِ الوطنِ

وأرقبُ قافلة الصحو ..

تغنىِ للحريةِ يوماً ما

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
25/02/2010, 02:36 PM
عَلَى جِسْرِ الْبُطُولَة

- نشرت بمجلة التصوف الإسلامى العدد رقم ( 275 ) فبراير 2002

أنا من سالفِ الأزمـــــــانِ .. أنهارى من الَخصـــــــْبِ
ولى أمجادُ تاريـــــــــخٍ تؤرق سطوةَ الــــــــغرْب
أذنبي أنني .. دومــــــــاً أُزيحُ الشِّرك مــــــن دربى؟!
وفيضُ الله يغشــــــــاني ويحمينى مــــــــن الَجدْب ِ
أنا يا قومُ .. إســـــــلامي يحثٌ على ..رُبا الـــــــُقرب
جذورى غرسُ أجــــــدادي ينابيعى ندى الُـــــــــعشب
ربوعُ الأرضِ محــــــرابي ومَشكـــــــــَاتى هُدى ربِّى
وأبغى العيشَ فى ســــــلمٍ بلا هولٍ بلا خطــــــــــبِ
ولو يوماً هنا داســـــــوا على عِرْضِي .. علــــــى شعبي
أنا يا صحبُ مـــــــطبوعٌ على الأقدامٍ .. فىِ الـــــــحربِ
أنا برق أنا رعـــــــــد أنا القناصُ .. للــــــــــدبِ
أذنبى أَّننى .. أرعـــــــَى بصيصَ النور فى ثقـــــــــب
أنا يا قومُ إسلامــــــــى يحثُّ على .. رُبَا الــــــــُقرب
وتسرى فى شراييــــــنى جنانُ المدِّ للـــــــــــْعُرْب
كما العصفورُ .. وجدانـــــى وريف يانع قـــــــــــلبى
وكم اشدو بإيمــــــــانى وميثاقى سَنَا الــــــــــحُب
فحسبى فى المدى أِّنــــــى أُعَادى بالصّـــــــَفَا كــربىْ
ومختالٌ بآياتــــــــــى وبستانى .. فمـــــــا ذنبى ؟!
أنَبْعُ الصحوِ إرهــــــــابٌ ونهرُ ( الصّرب للصـــــّربِ ) ؟!
فللأصنامِ لن أجـــــــــثو ولو حتى بكى شَيْبــــــــى ؟!
أنا من صُلْب ( صـــــحراءٍ ) فكيفَ أموتُ بالرعــــــــبِ ؟!
فهذى الأرضُ أخــــــــدود وهذا ( البيتُ ) للـــــــــرَّبٍ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
03/03/2010, 02:57 PM
نَاِفذَةٌ لِلْضِيَاء

أخبرَنى أحدُ تلاميذِ الخنساءْ
أخبرَنى :
كنتُ بسوقِ ( عكاظٍ )
أبتاعُ حمامى الزاجلَ ..
للغرباءْ
كنتُ وضيعاً جداً
أنتعل البؤس ،
الفاقة ،
أسر ق أبيات الشعراءْ
فرأيتُ ( النابغةَ الذيبانىَّ )
يُطلُّ علينا
من قبَِّتِه حمراءْ
أقسمَ للدنيا
انَّ الشِّعر فتاةُ حسناءْ
من غازلَها بالألفاظِ ...
وأحرقَ وجدانَ الشوقِ ..
بِعَبَقِ الأشذاءْ
فسيصبحُ فى الباديةِ ..أميرُ الصبوِ ...
يزاحمُ قاماتِ العظماءْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
03/03/2010, 03:01 PM
الصَّحْوُ لَمْ يَفْقدْ حِصَانه

صدِّقينى ..
صدقينى – انا –
يا دفءَ الكنانةْ
صدِّقينى
منذ كنتِ فى تواريخَ الْمَمَالكْ
ترتَعِينَ فى حقولِ الأُقْحواَنةْ
منذ أوْقَدْت شموعاً
للسواقى
كنتُ فى حضنِ الجسورِ
أحرسُ العتقَ البهىَّ
فى جنانِهْ
صدقينى ..
إنَّنى يا ( قَهْرَمَانةْ )
إننى فانوسُ حلمٍ يعربىًّ ..
إننى سبْطُ الصَّعيدِ
( جِرْجِسُ ) الْمِصْرِىُّ .. ( أَحْمُسْ )
فى عيونِ الْحِصْن أَدْحُو
أىَّ غزوٍ أو مَهَانَةْ
إيه يا ارض الأسارير المهيضةْ
إِيِه يا أُغْرُودَةَ الْبدْء .. وَيَا طَوْدَ الرَّصَانةْ
عندَ أوجاع القلاع
أوْقَدَ النيرانَ لَيلاً
عشت أحكى سِرَّ جَدِّى عن إباءِ السِّنْدِيَانَةْ
إِنَِِّنى من قلبِ رِيفٍ
يشتهى النيلَ الوديعَ
لم أذُقْ طَعْمَ الِخَيانَةْ
لم أَذُقْ كَأْسَ الدماءِ
لم أَبدِّدْ أىَّ حُلْمٍ
لم أُخاذنْ أىَّ حَانَةْ
صدقينى ..
إِنَّنِى شيخٌ يُغَنِّى
خبَّأَ الحُزْنُ .. كَمَانَهْ
إَّننى شاهدتُ ( يوسُفْ )
نائماً فى هَوْدَجِ الأحلام وَحدَهْ
كان يبكى كلَّ مرِّ فى زمانِهْ
جَفَّ رِيِقى يا حَبيبَةْ
فى النبؤاتِ الْعجَافِ
رَاوَدَ الْجُبُّ الَّتمَنَّى
واسْتَظَلَّ فىِ قَميصٍ
صار ندَّا لِلْكَهَانَةْ
صدقينى ..
لم يَعُدْ للأرضِ بُدُّ
غيرَ صحْو
يقتفى دوماً حِصَانَةْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
03/03/2010, 03:02 PM
للأوزان صرخةٌ دامعةْ

ضبطوا القصيدةَ عاريةْ

قالوا لنا إنّا رأينا جاريةْ

وسطَ الصبابةِ تنتشى

فى حِضْنِ إيقاعِ ( الخليلِ )

فجرجروها بينَ أقسامِ المراكزِ عنوةً ..

وعلى الروابى هدَّدوها بارتفاعِ الهاويةْ

فى محضرِ البوليسِ ..

وَّرطوا طلَّ الدُّجَى

بل أطفأوا فاه السجائرِ فى الضلوعِ النائمةْ

لم يُمْهِلُوا حقَّ الدفاعِ براءةً

عندَ المساءِ عاودوا استجوابَها.. قالوا لنا : هى مجرمةْ

ما سرُّ عوزِتها لصبوِ اللَّحنِ

كى تصيرَ دوماً فى صفوفِ الخارجينَ عن العدالةِ ..

كيفَ تبقى فى الفيافى هائمةْ ؟!

لم يرحموا طيفَ المآفى ..

حينَ فَرَّتْ من نيوبِ المقصلةْ

كانت تدوِّى فى المدى صرخاتُها

ملت جلوس القرفصاءِ ..

وملَّ فيها وَخْزُ ضَيْمِ الأسئلةْ

ووزَّعُوا أدوارَهُمْ ..

ضحكاتِهم ..

كلَّ النكاتِ النابيةْ

وألصقوا تهماً جديدةً لها

مثل التسوُّلِ

والتجسسِ

والشروعِ بوادِ جروٍ للحداثةِ ، والتزّين بالعروض ..

وعشق وقعِ القافيةْ

رغم المواجع فتَّشوا َوَجَعَ الملابسِ فى غيابِ الصبحِ ..

عندَ أنينِ مجدٍ قد تراءَى

فى كهوفٍ الباديةْ

وتغامزوا

من للشقىُّ العاشقُ / المعشوقُ

من ..

من ذا الذى

يدحو بريقَ العولمةْ ؟!

وأخرجوا من جيِبِه جَسَدَ الْهُوِيَّة مُرغَماً

وجدوُا فَتَاهَا منْ مَمَالكِ ( يعربٍ )

متوشحاً عباءة الأوجاع ..

زىَّ ( النَّابغّةْ )

وتَدَحْرجَ الفَجْرُ الْمُعنَّى تَحْتَ قُضْبَانِ الأسى

قبل اندلاع المُرِّ فى

وجع الرياض ( العاربةْ )

سمعوا رنين الفيض يحمل دمعها :

بَعْلِى .. وهذا الصكُّ فيه الأجْوبةْ

فأنا التى كمْ نام ( قَيْسٌ ) فى جِنانِى

يَسْتثيرُ الْغِيدَ لوْ مَرتْ عليه قَافِلةْ

وأنا ( جريرٌ ) حين غنَّى للْقبيلة

عن خيامى .. عن قلاعى

عن دُمُوعى النافلةْ

وأنا ربيبةُ ( عنْترةْ )

حين اْنبرى بْين الفيافى

ينُشُر الأشواقُ

يُشعلُ صْبوتى

عند الخدور الراحلةْ

وأنا العروبة إن أبْيتمْ أو رضيتُمْ

للروابى .. للُّتخُومِ

للخراف الشاردةْ

فلا تكنوا سوْطَ جلَّاد

يَمُور على صدرْ الطيور العائدةْ

لا ترتضُوا التغْريبَ ..

فى أحْناء أرْضى الخامدةْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كُتاب مصر

محمود سلامه الهايشه
13/03/2010, 04:25 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء الثالث

يحتوي هذا الجزء على قصيدتين من ديوان "ماذا الآن أسميكِ؟!" للشاعر الكبير/ عبدالناصر أحمد الجوهري، الأولى بعنوان "ماذا أبقى جُرح هيامكِ؟!، والثانية "الشعر ليس لمثلنا" مهداة للشاعر الراحل/ محمود درويش.

للمشاهدة:
http://www.youtube.com/watch?v=Gm6eGqWvXdY

محمود سلامه الهايشه
13/03/2010, 04:26 PM
عَلَى اللهِ َترَاِتيِلى

تحيَّاتى

لكم منى تحيَّاتى

وأحضاناً

بدفءِ الصحوِ أُشعلُها

تسابقُها حماماتى

وطيباً كنت أُرْجئُةُ

ينام بغوْر أنَّاتى

أيا طفلاً

يعاودُ بعث أمجادٍ

بخارطتى

ويحملُ فوق عاتقه

أريجاً من بطولاتى

أنا الأقصى ..

ربوعُ الأرض تعشقنى

وتعشق نبع .. آياتى

أنَا الأقصى ..

طيورُ العتْق تعشقُني

وتعشقُ وكر هالاتى

فكم صَلَّتْ بأورقتى هنا رُسُلٌ

وكم فاضتْ هدَاياتى

وتحْيا بيْن جدرانى

تراتيلٌ .. فيوضٌ من بشاراتى

سئمْتُ الْعْيش فى كدر

سئمت العيش فى ذل

تحاصُرنى متاهاتى

أنا الأقصى

أجوبُ الأرضَ فى عصرٍ

بلا قلْبٍ ليسْمعنى

ليدنوَ من نبوءاتى

أنا فى أسرِ شَرْذمةٍ

ونفْط عاش يُنْكرُنى

ويذْبحُ فىَّ غاياتى

أنا يا ( عُرْبُ ) أعرفُكم

وأعرفُ أنَّ لى ولد

يحرر قبْلتى الثكْلى

سيرفعُ كلَّ راياتى

أنا يا أمَّة القرآن بينكمو

فهل تسْعوْن فى بيْعى

ونيْل وسام عولمةٍ

على مرْمى جنازاتى ؟

وهل ترْضوْن تأْنيبى

وهدْم رُواق صومعتى وجنَّاتى ؟

فكيْف الْعرقُ لا يرْنُو لأوجاعى ؟!

ويتْرُكُ فىَّ آهاتى ؟

فإرهابى أنا جُرْمٌ

وقمْعى من سيْمنُعُه ؟

فقد ملَّتْ خطاباتى ..

فقد ملت مناداتى

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
13/03/2010, 04:27 PM
مَنْ أَنَا ؟!

- نشرت بمجلة الهلال / عدد يناير 2002

هاربان أنا وخيالى

نفرُّ أمام الحقيقةْ

كلما ابتسمتْ للجروح الحياةُ

هدْمتُ

كهوفى العتيقةْ

مرَّ عامٌ

وآخرُ ينأى بذاكرتى

يطمسُ الإنفلات

يجترُّ انسجتى

فى بلادٍ سحيقةْ .. إيه .. يا كوكبى !!

حُجرتى ، وفراشى

وبعضُ الهواجسِ ..

وتشُنقُ أوردتى

فأنا مَنْ أنا ؟!

وبلا جسدٍ

لأموت بنفْس الطريقةْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
13/03/2010, 04:30 PM
أوْجاعٌ ...عَلَى جُمَّيْزَةِ الْحَنِين

أتأملُ يا شعرُ بلادى
وبلادى تشتاق لحونا
إن فاءتْ نظراتى سهوا
عاودنى النرجس مفتونا
هى مصْرُ الُحرةُ فى قلبى
تنسابُ مروجاً وعيونا
شعرى ممتزجٌ برُباها
شدوى لن يخشى مجنونا
لو يصرخُ عودٌ فى حقل
يصرخُ عصفورى محزونا
كم أعشقُ ربوةً أسحارٍ
وجناناً رقَّتْ وحصونا
كم تسقى أوجاعٌ / نبضى
كم أودتْ فى العتْقٍ أتونا



فاغرسْ أحزانك يا وطنى
ها جسدى قد رام منُونا
هذى أشعارى أطْلُقها
لن يصبح وجدى مرْهُونا
مالى وخمائلُ أجدادى
من منا يغتالُ قرونا
إن هانت أعوادُ حنينى
أنشيجى يرتادُ ظنونا؟
هل يقذفُ حلمى من جبل
وتظلُّ الأحلامُ سجونا؟!
إن مات الشدوُ على فَنَنٍ ؛
فسأنبتُ للشدوِ .. غصونا ..

شعر/ عبدالناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
18/03/2010, 06:15 PM
الشجوُ يغتالُ الربيع
* أذيعت هذه القصيدة بإذاعة صوت العرب ، في برنامج " موعد مع الشعر" -أكنوبر1999م
* نشرت في مجلة الهلال-عدد أكتوبر-1999م
لن تعودي في قصيدي
لن تعودي في خيالي
لم تكونى غير شجوٍ
في حنيني في سؤالي
كنتِ عمراً كنتِ نبضاً
كنتِ زاداً في رحالي
كم عشقنا أمسياتٍ
وانتشينا من ظلالٍ
كيف هان الحُلم يوماً،
كيف ولى في ليالٍ ؟!
لي فؤادٌ هام وجداً
صار طيفاً للجمالِ
لي طيورٌ في الرَّوابي
لي لحونٌ في المعالي
ذاك جُرحي كيف أمسى
حين أوْدي بالنبالِ ؟!
قاطعيني إنْ تشائي؛
إنَّ قلبي لا يبالي
لن تكوني من حياتي
غير ذكرى في المُحالِ
لن تكوني فوق شطِّي
غير بيتٍ من رمالٍ
لن تعودي إنَّ صبرى
فاق شوقى واحتمالي
شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
18/03/2010, 06:20 PM
القادمون من الردى

إلى طيور (كوسوفا) المهاجرة…


العائدون آثروا روض الردى

وسربلوا جمر اللظى

يستعذبون في ضمورْ

يتلون من متن الجحيم ، عبرة

كم استغاثت النساءُ ..

في الخدورْ

وكيف باتت العيون في العرا

تنعى الصِّبا،

دفء الثغورْ

لا تسألونا !!

إنَّنا جئنا هلاكا

نمتطي الخيل الكسيحْ

فخلفنا وجدٌ جريحْ



قلنا:

انهضوا في المُلتقى

دعوا متاهات الوثيرْ

قلنا:

احملوا الفرقان نوراً

في الصدورْ

ولتغرسوا بين الظما

متن البكورْ

فالغاصبون عربدوا

كيف استحلوا من دمانا ..

للنخاعْ !!

الراقدون للضياعْ

فالرُّخ كم صاغ الوغى

بقلبه

حقداً يفورْ

اليوم برقٌ في المدى

صحوٌ دنا بين الجذورْ

يا ذاهبون للرَّدى

شدوا الوثاق وارفعوا

بيارق العتق الهصورْ

ورتلوا الآن اليقينْ

غنُّوا النشيد والحنين

من للثكالى في الربوعْ ؟!

من للثرى ؟!

من للأمانى والأسى يزفُّها ؟

من للطيور ؟!

يا أيها العشُّ الذي اعتاد الكرى

بين الزهورْ

كيف النصالُ راودتك والنسورْ

إلى متى ؟!

هذي الجراحُ لا تثورْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
18/03/2010, 06:23 PM
استيقظوا

* نشرت في جريدة الخميس -العدد (95) - يوم الخميس 1يونيو2000م

استيقظوا ،

استيقظوا !!

فالطيرُ أنَّ حُلمه

مكبَّلاً

حتى جناحاه اللذان في العُلا

تخضًّبا بالانكسارْ

إلى متى هذا المرارْ ؟!

إلى متى ؟!

فها هنا تجثو جيادٌ؛

ترقب الفجر الجليلْ

ما زال في عروقها ..

بعض البقايا من صهيلْ

إلى متى نخشى كهوف المستحيلْ ؟!

فاستيقظوا !!

لمن نعيش ها هنا

دون الإباء ؟!

ما عاد للظمآن ماءْ

هيًّا انثروا بين الثرى

حبًّاتِ عزمٍ في مضاءْ

النور للمشكاةِ؛ بعثٌ، وارفٌ

غدائرٌ

تحيي الرؤى

تكسو العراءْ

هيًّا اطرحوا الغيم الوئيد؛

كي تؤوب للحمى

سمت الضياءْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
18/03/2010, 06:27 PM
اصدقيني

* نشرت في جريدة العروبة يوم الأربعاء 14يونيو2000م العدد (361)

اصدقينى !!

هل أشاع العشق فيضاً

بين أفنان الروابى ؛

فاعتراك ؟!

اصدقينى !!

هل أشاع الدوح دفئاً

فى رياض من رؤاك ؟!

ذكرينى !!

إن شدوى فى المعالى

هام شوقاً فى صباك

إن زهرى فى الربيع

يعتلى دوماً رباك

فلتبوحى … واصدقينى

زهرة الأشواق ثكلى

بين أطياف المآقى ؛

ترتجى عشقاً ضياك

كفكفى دمعى الحرون

لملمينى

أيقظى ذكرى الصباح

من مناك

دثرينى

وارقبى فالسهد أمسى

بين زخات الجراح ؛

فاصطفاك

فاكتبينى

فوق أوراق البراح

واحتوينى

فى سناك

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/04/2010, 03:19 PM
اغترابٌ في عيون العشق


عشقـــتُ الضفـــافَ

عشقـــتُ الســـــحرْ
فبـــــين صــــداه

رنــــين القمـــــرْ

فهــــــذا يــــراعي

دعــــاه السمــــرْ

فرحــــنا نـــــغنِّي

نــــزفُّ الوتـــــرْ

لنـــــا ينتظـــــرْ

إذا مــــا غــــدونا

يهيــــمُ الشــــجرْ

ويــــزهوا الأريـــجُ

يـــــروِّي الســـهرْ
ويفيـــضُ النسيـــم

دنــــَا كالمطـــــرْ


فألقـــــى علينــــا

وشـــــاح العــــبرْ

فــــراح فــــــؤادي

أســــير النظــــــرْ

ونــادى وريـــــدي
عـــلام الــــــحذرْ ؟!

فما ذنـــب وجــــدي
فعــــشقي قـــــدرْ !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/04/2010, 03:53 PM
الخروج من الصمت الأبدي

نشرت فى جريدة النبأ الوطنى - عدد(313) يوم الأحد 2 يوليو 2000م


لا تخجلْ !!

فالصمتُ نشيدٌ يتحولْ

قد يصبحُ يوماً بركاناً

قد يصبحُ يوماً عنواناً

…. ….

لا تخجلْ !!

فالأدبُ الأسودُ يتهاوى

فلتخلعْ نعليك وتدخل

فالحرفُ براحْ

والقلبُ براحْ

ولغات الصمت تغنيكَ ،

وتسترسلْ

… ….

لا تخجلْ !!

هبْ أنَّك ملكٌ

تمرحُ بين ضفاف الدنيا

بجوادٍ أعزلْ

وتسابق طير الوادى

وتراوغ صخر الجندلْ

هبْ أنَّك بين جنانٍ

تشدو

أو فى الأسواق تنازل

أخطلْ

… …

لا تخجلْ !!

فالشعرُ ستارٌ

لن يسدلْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/04/2010, 03:56 PM
الشعر جنون الشعراء

إلى رفاقى شعراء الظل

* أذيعت هذه القصيدة بإذاعة صوت العرب ببرنامج

" موعد مع الشعر " / أكتوبر 1999م .

نشرت فى مجلة حواء العدد (2283) يوم الجمعة 24/6/2000م

هدهد من رأسك يا هذا
فالشعر جنون الشعراء
سأظل أغنى بخيالى

مهما حاربنى السفهاء
لو سخر العالم من فنى
بقلوب صارت صماء
لو راح الصوت بلا رجع

لو فاض يراعى بدماء
سأعود أردد أشعارى
فى كل صباح ومساء

فالشعر وميض أعشقه
يتألق بين الأضواء
هو زادى فى تلك الدنيا

هو خبزى ومعين الماء
أرتاح إليه بأحزانى
فيطيب فؤادى بغناء
وكأنى طير صداح
يعشق أفنان العلياء

فالدوح حنين طالعنى

فاستيقظ نبع الإثراء
أنفاس الصحو تعذبنى

طوبى لجميع الشعراء

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/04/2010, 04:17 PM
انتظار

* نشرت هذه القصيدة في جريدة العروبة يوم الأربعاء 31 مايو2000م العدد (359)

ما زلتُ عاشقاً أنا لامرأةٍ

تنداحُ في حضن الليالي قمراً

رحابها

سمتٌ ظليلْ

تراهن الطلَّ على مشاعري

وترتدي خمائلاً ..

عند الأصيلْ

تحتلُّني

حين تذوب في الرؤى

أغنيتي

تهفو متاهات الرحيلْ

ها لهفتي على الرُّبا .. وحيرتي

ورحلة الوجد الطويلْ

……… ………

ما زلتُ عاشقاً أنا لامرأةٍ

قد بايعت كلَّ العصافير التي

تشتاق دوماً للنخيلْ

فكم أضاءت للفراشات المدى؛

فأبرقت نور السبيلْ

وكم تناغى الموج- عن لُجتها- على الضفاف

مرةً للمستحيلْ

وكم دنا من روضها- مداعبا-

سربُ الهديلْ
فلتسألوا عنِّي الرياح خلسةً

ولتشهدوا أطيارها في موسمي

إنِّي منحتُها الجوى

غدائراً،

والسلسبيل

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/04/2010, 04:18 PM
انقذوا .. طفلتى الحالمة !!

أبشروا !!

أبشروا !!

فالنفايات - لا تهجعوا - قادمة

للمدائن ،

للأمنيات المدارية الساكنة

فالمفازات - ما بالها - كامنة

والفراديس - ما بالها – تستكين

وحتى الذرا - تنتشى - هائمة

أنشدوا !!

أنشدوا !!

خضبوا - بالضياع - مروج المها

سربلوا الطل بالأغنيات

الجنوبية العارمة

نكسوا هامتى .. صحوتى

فوق أعمدة قانية

أوغلوا !!

عظمتان وكسرة خبز أنا

لعنتى جمجمة

برزخى .. غربة .. عولمة

لهف هدئى على روضتى ،

وعلى نجمتى الهائمة

كيف يلفظنى فى حنايا الأسى

شرك ألويتى القاتمة

ويباغتنى

الرماد ، اللظى

وتعاودنى

حسرتى الغاشمة

ها أنا ..

تنزوى ذكريات ربيعى

وتنأى

إلى دمعتى الواشمة

ها أنا ..

أرتقى عند فوهة

تلهث الأمكنة

سملوا مقلتى فإن الردى

قبل آخر ضوء ..

يميط الندى

عن ينابيع قارتنا النائمة

لست آخر نعى أتى ..

من رؤى صرختى البائنه

انقذوا زهرتى ..

انقذوا طفلتى الحالمة !!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
05/04/2010, 06:40 PM
دعوة للتصويت للشاعر عبدالناصر الجوهري


صوتوا للشاعر المصري والعربي/ عبدالناصر الجوهري
على قناة "شاعر الرسول" الفضائية والتي تبث على القمر النايل سات بتردد (12437) أفقي
وذلك لترشيحه للحصول على لقب (فارس الشعراء)
خلال الفترة من 6-4 وحتى 12-4-2010
وذلك عبر رسائل SMS من خلال الموبايل
من مصر على الرقم 92205
أكتب في الرسالة الرقم (10) وهو رقم الشاعر/ عبدالناصر الجوهري
وهو الرقم الذي يظهر الآن على يسار الشاشة
التصويت سيبدأ من الثلاثاء 6 أبريل 2010 يستمر لمدة أسبوع

محمود سلامه الهايشه
08/04/2010, 02:10 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء الرابع

يحتوي هذا الجزء على ثلاثة قصائد للشاعر الكبير/ عبدالناصر أحمد الجوهري، الأولى بعنوان "بقايا أشعاري الهاربة"، والثانية "ماذا الآن أسميكِ؟!"، والثالثة "مقاطع من جروح العزف"؛ وهي جزء من حلقة برنامج "شارع الكلام" على قناة النيل الثقافية.

للمشاهدة:
http://www.youtube.com/watch?v=BJCAXnpAksQ

محمود سلامه الهايشه
12/04/2010, 05:45 PM
بقايا من مجدٍ كان

* نشرت في مجلة الهلال- عدد مارس - 2000م


للعُرْبِ روائعُ أمجادٍ
وحكايا مما قد كانْ
وقوافل تمتدُّ يقيناً
وتسير بفيض الإيمانْ
وظباءٌ تلهو بالوادي
ونياقٌ ترعى بأمان
وضياعٌ تحضن (غرناطة)
وفوارس تحمي الأوطان
للعُرْبِ روائعُ أمجادٍ
وحكايا مما قد كانْ
اليوم رِهَانُ الأصفادْ
للعــــــُرْبِ ضيـــاءُ الأزمـانْ

بالصرةِ عاشت أنهارٌ
تمتدُّ وتروي الشريانْ
ورجالٌ كانوا للموتِ
هديراً يخشاه الطغيانْ
للعُرْبِ روائعُ أمجادٍ
وشموسٌ بين الأكوانْ
اليوم رمادٌ ممتدٌ
وبقايا من مجدٍ كانْ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/04/2010, 05:46 PM
بكائية الدم والثلج

إلى الساجدين فوق الثلج .. إلى مجاهدي الشيشان .. كلمة الله التي انتصرت

* نشرت فى جريدة الرأى العدد(530) يوم الإثنين 24/7/2000

(1)

يغفو الشيخُ القابع فوق الثلجْ

يعزفُ لحن الحمل الساذج

ظنَّاً منه .. بأنَّ الدُبَّ الأحمر إنسانْ

حين يفيقُ

فيبصر أنَّ الدُبَّ الآتى

فى عينيه الشرِ ،

وفى عينيه الغدرْ

يلتقطُ الدرعَ بيده

فى دمه

صفحات/ ومضات

من نور القرآنْ

من نور الإيمان ؛

كى يوقف زحف الدُبِّ




النازح من جبل الموتِ

فإذْ بالدُبِّ يدمره

فيهبَّ الشيخُ الآمن فى وجه الدُبِّ

فيصرخ/ يطلقُ :

الله تعالى أكبر

الله تعالى أكبر

ينطلقُ النورُ ؛ فيسبى

أدناباً حالكةً ،

ويضمُّ ثنايا الأسحارْ ؛

فترفرف فوق طلولِ العتقِ ..

جموع الأطيارْ

تعزفُ …

لحن النصر على الأوتارْ



(2)

شيشانْ

شيشانْ

يا طيراً مذبوحاً

قد صار الدمٌّ بركاناً

ينزفُ بين الأوطانْ

سيحلق ويحلقُ

فى (موسكو)

بجناحٍ ؛

من إيمانْ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/04/2010, 06:24 PM
بين مفازات الجوى

إلى جنية المساء التى عشقت قصائدى

نشرت فى جريدة (الخميس) يوم الخميس 8/6/2000م العدد (96)


جنيتى !!

يا طيف أطياف المساء

إلام يخنعُ الصدى؟

إلام يخنعُ النداءْ ؟!

هيَّا اوغلى بين ضلوعى

وانقشى

متن الضياءْ

فالهدء لاح فى المدى

والدوح هام فى الغناءْ

قد فاء بين مُهجتى

وانداح بين أضلعى

نهر الرجاءْ

أتذكرين لهونا تحت الندى ،

والليلُ يمضى فى حياءْ !!

أتذكرين طيرنا فوق الرُّبا

كم راح يشدو فى الفضاءْ

فعانقى نسائمى

لا تغفلى ارفلى

بين مفازات السَّماءْ

تمهَّلى !!

لا تعصفى دفء الجوى

فإنَّه ؛

ملّ الجفاءْ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/04/2010, 06:28 PM
حتماً سيعود لُقانا

حتماً سيعود لُقانا

تملأنا همسات النورْ

حتماً سيعود لُقانا

ونعانق أسراب الطير ، ونشدو

أو غير الوجد يغنِّي ؟1

يتفيَّأ عشقاً !!

فعيون النهر تثور

وأريج الفلِّ غيورْ
…… ……

حتماً سيعود لُقانا

ونجوب جنان الدنيا

لنضمُّ فيافي العشقِ،

نعاود طيف الذكرى

يحرسنا الأيك المسحورْ

…… ……

حتماً سيعود لُقانا

نتلو أشعار الليل

ونلهو في جزر البوح

لترتع بين جوانحنا

.. دفقات شعورْ

يا زنبقة القلب الولهى

من يخمد قلبينا ؟!

من يجذب أيدينا ؟!

كيلا نغرق في بحرٍ مهجورْ

كيف يذوب الليل ويرحلْ

في بعض سطورْ

حتماً سيعود لُقانا

تملأنا زخَّات النورْ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
12/04/2010, 06:53 PM
خمائل تأبى الذبول

* إلى العصفورة التي داعبت المستحيل

* إلى(أوشين) …

عصفورتي

من ذا الذي غشى الربيع خلسةً

فوق الرُّبا

فانساب دفئاً … وارفاً

من أرهقت دمعاً حروناً … بالرؤى

من آثرت روض المروجِ ..

فاكتست

حسناً بهياً بالندى

عصفورتي

كيف اطمأن بين عينيك اليقينْ ؟!

فصرت ضوءاً في مساء العابرينْ ؟!

كيف احتضنت في الحصار والظما

طير الصمودْ ؟!

وكيف ثار- في الضفاف- حُلمك المأسورِ

لا يخشى الرعودْ ؟!

بأيِّ ذنبٍ، أطلقوا النيران

في عشِّ اليمامْ ؟!

بأيِّ ذنبٍ، جردوا منك الوئام ؟!

فها هي الأطيار تشدو

في السهولْ

وتحتفي بعودة الدوح الشجيِّ للحقولْ

عصفورتي ..

لا زالت الأحلام في حضن الثرى

خمائلاً

تأبى الذبولْ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
13/04/2010, 01:12 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء الخامس

هذا الجزء عبارة عن حلقة من برنامج "العمل الأول"، المذاع على القناة السادسة المصرية، البرنامج من إعداد/طلال سيف، تقديم/نهاد أنور، تصوير/أمير حجازي، والإخراج لـ تامر عزو.

للمشاهدة:

http://www.youtube.com/watch?v=H0MijL3wfpk

محمود سلامه الهايشه
14/04/2010, 02:09 PM
دعوةٌ للضحك في مدائن العبوس

* نشرت في جريدة الميدان يوم الثلاثاء27/6/2000م، العدد (356)

افتحْ قَلْبَكْ

هذا السوسنُ قد يصبح يوماً ثغركْ
قد يسخرُ منك النَّاس

قد تفقد قومك

هيَّا اخرجْ من كهفك

واسترخِ ببهوكْ

واقرأْ متن النور المتجدِّدْ

أسوار العالم لن تجدي

فالجرحُ خواءٌ ممتدٌّ

والحزنُ نديمٌ .. مترقِّبْ

قد يلهث خلفك،

قد يصبح ظلَّكْ

هيَّا امضِ؛ لتعلنَ مرحك

وادعُ العالم كلَّه؛

أخبره بأمركْ

اضحكْ .. رغم جراحكْ

فالدنيا راحلةٌ

بدروبٍ ثكلى .. قد مرَّتْ؛

فامضِ بعذرك

لا تترك للهمِّ نقوشاً ،

أو أثراً

قد يلحق بك

أو يذهب قبلكْ

ويصير الشوكُ- جميع الشوكِ- لأجلكْ

هيَّا اضحكْ

فالفرحةُ لن تنتظركْ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
14/04/2010, 02:13 PM
دعيني لعينيكِ

* نشرت في جريدة الميدان - يوم الثلاثاء11- أبريل-2000م، العدد (345)


دعيني ..

أضمُّ سنا مقلتيكِ

دعيني ...

فقلبي جنانٌ

تطلُّ عليكِ

دعيني

أروم كتاب التمنِّي

فحرفي ضياءٌ

على راحتيكِ

يبثُّ قصيدى

لحوناً .. إليك

فهذي طيوفي

تمدُّ شراعاً

ببحر الأماني

تحطُّ وميضاً

على وجنتيكِ

لنحيا سويَّاً

بدنيا الحنين

نذوب اشتياقا

على شاطئيكِ

دعيني

أضمُّ سنا ناظريكِ

دعيني

فشعري وريفٌ

على ساعديكِ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
14/04/2010, 02:16 PM
رسالةٌ.. من حمامةٍ زاجلة

يا كلَّ نساءِ مدينتا

نام (علاء الدين)

يحضنُ سيف الفلين

يجترُّ على ذاكرته

أمجاد عروبتنا

ويضمُّ كتاب هويتنا

بين الوجدان ..

ينهض فزعاً

متشحاً بفيجعته

يصرخُ: يا ويلي

صبئٌ حاكم(عكَّا)؛

يبتاع مفاتيح الأسوارْ

يجذبه ضوء الدولارْ

يعشق خمر الحانات

يتسكع في الطرقات

ويخادم كل سبايا الفرس ،

الرومان

يا كل نساء مدينتنا

ما زال (علاء الدين)

يسترسل والبوح دفين

يفجؤه الآن الشريان

ما زال يردد

لن يجدى صك الخذلان

جيشُ (معاويةٍ)

يترقب في الوديانْ

ينتظر بريد الديوانْ

……… ………

يا كل نساء مدينتنا

مأساة (علاء الدين)

فى مصباح الغيم رهين

ينزف منه الأمل القانى

ولأن المارد شرقى جداً

يصهل فى وجه الريح

البحر ،

السجان

يا كل نساء مدينتنا

عاقرة

حتى الجرذان

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
14/04/2010, 02:19 PM
سر الولوج في الضياء

* نشرت في جريدة العروبة-العدد (357)، يوم الأربعاء -17 مايو2000م

كلُّ اللواتي رُمن في الجوى سنا مشاعري

ويفتتحن مهجتى

ثرن

ففي المدى .. حنين موطني

نسائمي

تراوغ الحلم العنيدْ

تنساب خلسة بأوهام النشيدْ

هنا سأحكي للمساءْ

سرَّ الولوجِ في الضياءْ

وأطلق الأطيار في أقصى السَّماءْ

أداعب الفراش؛

فالجوى حروفُ في دمى

هب الصباح قايض الرؤى ، السنا

وبثنى غدائراً،

وسربل الطيور بالندى؛

هل للضفاف أن تثور ؟!

هل للرياح أن تفورْ ؟!

تعبئ الأشواق رغم الانكسارْ

صدقتِ يا أمى لنا

فرشفةٌ من الثرى

خمائلٌ

للإخضرارْ

مرافئٌ

تزدان حُسناً، سُندساً

وعسجداً

بين المدارْ

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
02/08/2010, 05:21 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء السادس

يحتوي هذا الجزء على قصيدة "ماذا الآن أسميكِ؟!"، للشاعر عبدالناصر الجوهري، وهي اسم ديوانه "ماذا الآن أسميكِ؟!"، الصادر عن دار الإسلام للطبع والنشر، وسلسلة أدب الجماهير التي يشرف عليها الأديب الكبير/فؤاد حجازي، رقد الإيداع بدار الكتب 22321/2008، ويحتوى الفيلم على صور لغلاف دواوين الشاعر عبدالناصر الجوهري.

لمزيد من المشاهدة:

http://www.youtube.com/watch?v=QLxI6lyTKQo

محمود سلامه الهايشه
05/10/2010, 02:20 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء السابع

أحد لقاءات الشاعر الكبير/ عبدالناصر أحمد الجوهري، عضو اتحاد كُتاب مصر، ببرنامج "شارع الكلام"، على قناة "النيل الثقافية" على القمر المصري "نيل سات"، تحدث فيها عن مشاركته في مسابقة "أمير الشعراء" بتلفزيون "أبو ظبي"، ألقى في هذا الجزء من الحلقة قصيدته "بوحي"، مداخلة هاتفية للشاعر المصري الكبير/ رفعت عبد الوهاب المرصفي، الذي تحدث عن علاقته بالشاعر الجوهري، وعنه تجربته الشعرية، كذلك مداخلة تليفونية من الشاعر الفلسطيني المقيم بالإمارات "سامح كعوش".

لمزيد من المشاهدة:

http://www.youtube.com/watch?v=PdRsncR-Jkc

محمود سلامه الهايشه
05/10/2010, 02:22 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء الثامن

تحدث الشاعر عبدالناصر الجوهري، في هذا الجزء من حلقة برنامج "شارع الكلام"، على قناة "النيل الثقافية"، عن مشواره الأدبي الذي بدأ منذ خمسة عشر سنة، مداخلة تليفونية للناقد الكبير الدكتور/ حسام عقل، ألقى في هذا الجزء قصيدة بعنوان "هل عاد سرب اليمامات؟".

لمزيد من المشاهدة:
http://www.youtube.com/watch?v=MCmrYm-tKtg

محمود سلامه الهايشه
05/10/2010, 02:36 PM
عشقاً تحيا الأفئدة

* نشرت في مجلة الهلال - عدد أغسطس -1999م


أنتَ الذي ملكتني

سقيت قلبي من هواكْ
أنتَ الذي رسمتني

نقشت رسمي من ضياكْ

أنتَ الذي جعلتني

أهيمُ دوماً في رؤاكْ

كم نازعتني مُهجتي

كم عاتبني في لُقاكْ

كم عاودتني لوعتي


كم راح عمري في مُناكْ

أطلقتُ طيري من حنيني


يقتفي شوقاً خُطاكْ

صدْحاً ينادي في البرايا


واشتياقاً في سناكْ

كم يا حبيبي خلتني

أنسى جراحي في سواكْ
لا لا تلمني في الجوى


كم من فؤادٍ اصطفاكْ

كم يا حبيبي سال دمعي


بات يشكو من جفاكْ


كيف الحياةُ دون وجدٍ

ويح قلبي لو سلاكْ





شعر/ عبد الناصر أحمد الجوهري

محمود سلامه الهايشه
05/10/2010, 02:37 PM
قلبي الذي غنَّى

إلى هؤلاء الذين لم يؤمنوا بي

غنِّ يا نبعَ القصيدِ

يا رؤى العشق المبين

أغنياتٍ للحنين

تنبت الحُلم الوريف

بين أوطان اللحون

سنبلاتٍ .. يانعاتٍ للجوى

غنِّ يا نبعَ القصيدِ

أغنياتٍ للورود

أغنياتٍ للوجود

بين أطياف اليقينْ

إنَّ قلباً جاء يهفو

انتشى خفقاً، حنيناً

كلُّ حرفٍ في عناقٍ

صار شدواً من غريدٍ

غنِّ يا نبعَ القصيدِ

يا صهيلاً للقوافي

يا أريجاً في الفيافي

يا شراعاً للصمود

يا غديراً في وريدي

يبعث الأطيار عشقاً ..

بالنشيدِ

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
05/10/2010, 02:41 PM
لا تستسلم

إلى الشيخ اليائس من تعنت الصلف الإسرائيلي

* كتبت قبل اتفاقية (واي بلانتيشن) بساعات

يوم الجمعة 23/10/1998م

* نشرت هذه القصيدة في جريدة الرأي يوم الاثنين 29/6/2000م العدد (526)


لا تستسلم !!


حتى لو قالوا إنَّك داعيةُ سلامْ

حتى لو قالوا نحن نريد وئاما

لا تصغِ لذئبٍ..

كيف لنا في الأحراش ننامْ ؟!

أتصافحُ كفَّاَ والكفُّ الأخرى

تئد يماما ؟!

……… ………

لا تستسلم !!

حتى لو قالوا إنَّك ربُّ الأوطانْ

حتى لو قالوا تلك حقوق الإنسان

فالسمُ لديهم يجري

والبغضُ لديهم يجري

فاحملْ في يدك السيفَ .. علانيةً

أو تحت القفطانْ

احذرْ / احذرْ

فسيغدر حتماً كالثعبانْ

……… ………

لا تستسلم !!

ما ذنب الأرض لكي تغتالْ؛

إذْ كلُّ جراح /الجرحى/جرحُكْ

ما ذنب جنان الأطفالْ ؛

إذ كلُّ الدوح المتعب دوحكْ

فإلام يحلِّق بالأطلالْ ؟!

……… ………

لا تستسلم !!

فالقدسُ تئن (أبا عمَّاْر)

حتى(الضفَّة) فوق جمار

أرسلْ في كلِّ الأمصارْ

ببريد الصحوِ؛

يفيء البعثُ إلى الإنهارْ

ويؤوب الطير إلى الأوكار

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
10/10/2010, 07:43 PM
لحظة .. وليدة هذا القتاد

حين تمر عليك .. مساءً

عربات الكارو

مثقلةً بالأشلاء
والخيل حزين يترنح

فوق الحدوة آثار دماء

فاغمض عينيك طويلاً

كن مبتسماً

أنت بكوكبنا الباهى ..

وطن الشهداء


شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
10/10/2010, 07:45 PM
للفجر أغنيةٌ

يولد الإنسانُ حراً

يولد الإنسانُ سمتاً
كيف شبَّ الخطو- كل الخطو- إفكاً ؟!

كيف صار الروضُ جدباً

كيف للعصفور قيدٌ ؟!

فانظــروا

وابصـروا

كم عشقنا للحصار

كم هتفنا للبوار

زهرة النُّوار تنعى

كلَّ أفنان البراحِ

كلَّ أطياف الصباحِ

تزدرينا

فاغرسوا هيَّا الجنان

واملئوها بالطيورِ

اجعلوها نبع عزفٍ؛

تنجب الضَّفَّات شدواً

يصبح الوجدان نهراً

سرمديَّاً

أغمدوا تلك النصالِ

اغمدوها

كم أشاح الفجر ليلاً

كم تلاقي في خيالٍ

كم تناجي للثُّريَّا

ران سرباً للأماني

راح يبني في الرَّوابي

عشُّ حُلمٍ

ثم غنَّى في الرحابِ :

" يا سماءً .. سربليني،

خضِّبيني

وانثريني

في السرابِ "

شعر/عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
22/10/2010, 09:22 PM
للكون إله

لو طمسوا النهرَ مراراً

لو سدُّوا يوماً مجراه

لو ملئوا العالمَ إفكاً؛

ليعُجَّ عُصاه

لو عزلوا الدينَ عن الدنيا

لو عاشوا في الأرض عُتاه

لو حرقوا قلباً،ولساناً

لو سلبوا الأرضَ ،

العرضْ

لو كانوا ..

أشباحَ طُغاه

لو وضعوا الشوكَ على الدربِ

فسرْ في الدربِ بلا خوفٍ؛

فلهذا الكون إله

فالنهرُ يفيضُ بنورٍ
يتلألأُ من فيض سناه

فانفضْ من قلبك غفلته
واشهدْ لله

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
22/10/2010, 09:28 PM
متاهات شاعر قديم

إلى أبى - طيب الله ثراه - فى مثواه الأخير

نشرت فى جريدة (الخميس) / العدد(91) / يوم الخميس 4 مايو / 2000م


أقرُّ بأنــــِّى ضــــللت الطريـــقْ
أقرُّ بــــأنِّى فقــــدت الصديـــقْ
وزاغَ الحــنينُ وســـــمتُ اليقيـــنْ وعشــــت سنيـــــناً أروم البريـقْ فصـــــار الشَّقـــــاءُ كيّمٍ غريـق
* * *

وسرتُ كوعلٍ يضمُّ الجمارْ
على كلِّ وادٍ .. أنادى النهارْ
فما هلَّ يوماً بدون اندثارْ
فحطت رحالى بغور الضياع
فلاح بشعرى وميض انكسارْ
ويوماً مررت بطود الرذيلة
وجدت كهوفاً ، شروخ انهيارْ
فما صار هذا بحالى طويلاً
وما صار هذا دليل النهارْ
* * *

ولمــَّا وطــأت سهــول الصراحـــه
رمقــتُ الـــذئابَ تبــثُّ الوقـــاحه
فرُمــت الضيـــاءَ بثــغرى يـذوب ؛
فشــقُّوا بصــدرى بقــايا الفصــاحه
* * *

فتلك الوجوه وهذى الحياه
رأيت كثيراً قناع الطُغاه
وراح أعزُّ الصِّحاب إلىَّ
بطعنى برمحٍ عظيمٍ مداه
فسالت دمائى بين الفلاه
تروِّى القصيد ، وتنعى صباه
فصرت مزاراً لكلِّ الجُناه

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
22/10/2010, 09:50 PM
متى الأفراح يا جدِّي ؟!

نشرت فى جريدة الوقائع العربية يوم الأحد 20/8/2000 العدد (47)

أتاني العيدُ يا جدِّي

وأشواقى هنا ثكلى

فتدعونى رؤى نزفى

إلى اللهو على الأعشاب

والمرعى

أنا الأهوال تسقينى

لأوجاعى ،

وآلامى

هنا في العيد يا جَدِّي

لظى قهرٍ

وتهويدٌ

حصارٌ، وانفجاراتٌ

فما فاءت أناشيدي

رياحيني

هنا في العيدِ يا جَدِّي

حطامٌ بين بارودٍ

وإفكٌ يهتك الحُلمَ

فيغتالُ:

أغاريدي،

أزاهيري

ولا أدري مساراتي

إلام البعث ينسانى ؟!

إلام الدمعُ يدميني ؟!

فأطياري ،

هنا في البهو مازالت

تواسيني



متى الأفراحُ يا جَدِّي

تروِّيني ؟!

فكم أشتاق أترابى

متى الأطفالُ في الفجرِ

تناديني ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!

شعر/ عبدالناصر الجوهري

محمود سلامه الهايشه
25/12/2010, 04:58 PM
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري..الجزء التاسع

يتحدث الشاعر عبدالناصر أحمد الجوهري عن مشوار حياته وكيف بدأ كتابة الشعر وتأثير المكان الذي نشأ به في تجربته الشعرية، ويلقى قصيدة من أشعاره بعنوان "لمن تهدرين شجوني"، وهذا الجزء مسجل من قناة أبوظبي الفضائية أثناء مشاركته بمسابقة أمير الشعراء للعام 2008، يليه رأي ونقد لجنة التحكيم على القصيدة.

لمزيد من المشاهدة:

http://www.youtube.com/watch?v=NbDbksUpgek

محمود سلامه الهايشه
12/02/2011, 09:50 PM
ثورة تعانق النيل للشاعر عبد الناصر الجوهرى

ألم أقل لكم بأن النيلً لو ثار ...
استرد الأرض ،
والأسلاب ،،
والراياتٍ ... غضبانا ؟!
وأن ميدانا ( لتحريري )
سيعطي الشعب إلهاماً
ووجدانا
ما كان للزّراع أن تدري
بأن الفيض قد حانا
حتي نواطيرُ البلاد ...
دبّرت أمرا ،،
لكي تأتي لنا قناصةٌ
تعتاد قتل البوح
أزمانا
الظلمٌ صار مطّيةُ الحكّام ...
أطعموه من حشاش الخوف ..
كم أثار وديانا
والحقُ صار مكّبلاً
يخشي دجيّ ،
سوطاً
وقضبانا
من أطلق السجناء حين أطلّ ...
وجهُ للصباح ..
يثور فرحانا ؟!
من قد يخرب مرجنا ؟!
والمرج قد أضحي يخاف العشب ..
إذ يرتاب غدرانا !!
فانفضّ للدستور زنزاناتُ ...
ما كانا
فهّبةُ من بين أضلاعٍ الشقا
جاءت
وصار القمع تلو القمع ..
بركانا
و أنا هنا معصوبةٌ عيناىَ
لا أحتاج برهانا
من كلّ فجّ قد أتي شعبي
وجاء النخلُ ...
من ( شبرا ) و ( أسوانا ) ؟!!
أكان الشطّ مأجورا ؟!
أكان النيلُ عطشانا ؟!
يوما تحاصره رصاص البلطجيّةٍ ..
أو غباءُ الشرط ..
حين أقمت عصيانا
أرضٌ لنيلي في الجوار تجمهرت
ما أنبتت يوماً بقلب الجدب بستانا
هذي الفخاخُ ..
تصيد رغم الجرح غيلانا
ما قد تركناه علي سفح الهموم ..
تجاوز الكيلَ المعبّأ في الصدور ..
فكيف ظل الّعمرُ سجّانا ؟!
تسعون مليونا من الثكلي يشدّون الرحال
إلي الخلاص يضمّدون جراحهم
وينسجون بثوب العتق أكفانا
وفتيةٌ يعانق النيلُ المؤرّقُ ظلهم
يشتاق إنجيلاَََ وقرآنا
وغربةٌ تسقي البّرية أدمعا ،
مٌرّا ،
وأشجانا
ساحُ التظاهر طقسه شاتٍ
وكفّ البرد ممدودٌ إلي الأقمار ِ..
لا يرتاح من عاني
ألم أقلْ لكم بأنّ للصوص حيلةُ
سيسرقون ثورة الشباب ..
من عيونهم لو أغفلوا رؤيً ،
يجئ المكرُ ألوانا
سيزعمون بأنهم غرسوا هنا
وسط الغرس عيدانا
ليحملونهم علي الأعناقٍ ..
في أكنافهم
سيزعمون بأنهم سبقوا خطي الثوار ..
ملحمةّ وإيمانا
وطنٌ هنا يشتاق رغم القنص ..
أوطانا
وطنٌ هنا تطويه أعلامُ البلاد ..
ورغم طعن الأشقياء لقلبه
مازال للتّحنان .. ريّانا
ظنوا لقيمات المعيشة أخرجتنا
قد نسوا
دمي الذي أمسي ( بضاحية الجنوب ) ..
مضرّجا
أو جرح ( غزة )َ
أو أنين الموت في ( قانا ) !!
ما بال عسكر الهروب ..
يستميت لحاكم مدجّجا في قصره
يبتاع كهّانا
قصر العروبة .. شائكٌ ما حوله
لا تستريح تخومه
يخشي جثامين اعتصامٍ
سوره قد زاد قتلانا
مالي أري بيني وبين الحلم ..
جدرانا !!
إن للسفاح حقداً فارشاً
في القلب أضحي مستميت عناده
كذبا وبهتانا
فكل حاكمٍ يجئ في بداية حكمه
يغازل الصفصاف ، و الأطيار ..
ثم يصير عند الشيب شيطانا
أو قد يورّث نجله
لو كان عربيداَ
وفي الحانات سكرانا
وطني لماذا لو أنا أعطيتُ شرطيّاً
- إذا اعتصمتُ - وردةً
أيطلق الرصاص في عينيّ ..
فألقي الله عميانا ؟!
وطني لماذا الأمنُ يمنع عننا دوماّ
عقاقيراً وأرغفةّ ويلقيها بنيلي
حين حاصرني ،
عبوري ارتدّ من جنبيّ
منكسراً و خجلانا
فمن معي ؟
لا يشتهي يوماً عصىً للكهرباء
تشقّ رأسي أو يسوق إلىَّ غربانا
حظرُ لتجوالٍ مضي
فتركت وجه الخوف في غيظٍ
علي الأسلاك .. عريانا
أختارُ لي دبابةّ خلفي
سأستلقي بنفسي تحتها
وأنام حتي لا أموت ..
وذل العيش قد هانا
تاللهِ لم أخترْ هنا عيشي ولا كِّدي
لكيما أنزوي
أغدوا إلي الأوجاع ملتحفا أسي عمري
لأجني الآن حرمانا
حتي ( أبو الهول ) المُعنَّي
لا يزال تائهاً .. في ( مِصْرَ ) حيرانا
من أطلق البوم ،
الجراد علي الربا ليغيظ غيظانا ؟!
من دسّ قحطاً يستبيح حنطتي
يهيّج في الأجران جرذانا
إني رأيتُ للملائك زُمرةً
تطوف في ( التحرير )
معتصمين شفّ نورهُم
والثائرون توافدوا
وقدموا الشهداء .. قربانا
غدا ستذكرنا التواريخُ الحبيبةُ ..
أننا علي ضفاف النيل صُنّا دولةً
فقراؤها صبروا وكان المجدِ عنوانا !!
هنا سنفترش الثري
سيجئ فجرٌ من وراء الليلِ ..
يلقانا !!

محمود سلامه الهايشه
04/03/2011, 03:24 PM
غزوة الحمير شعر عبد الناصر الجوهرى

وا وطناه !!
جاءوا بحميرٍ و خيولٍ
و اقتحموا ميدان التحرير ....
و القوا المولوتوف الحارق ....
فوق المعتصمين
و لكنّ عناد الاستبداد تعوّدناه
أولاد الكلب - عقوداً -
لم يخترعوا شيئاً
غير السحل ... لخلق الله
قتلوا الأحرف و الكلمات ِ؛
إذا بدأت تتقلّب
في جوف الأفواه
جعلوا الجوع علينا
سلطاناً
رغم الأيام السوداء أطعناه
جعلوا في الهيئات
و في كل إدارات حكومتنا
عسساً
لو في زاويةٍ
أو في دورات مياه
جعلوا تزوير صناديق المقترعين ..
غنائم للحاكم ؛
حتى لا يغضب لو أفلت كابوسٌ
أو في النوم أتاه
فرضوا للقانون طوارئ
و اشتبهوا في القاصي و الداني
بسطوا حول الناس زبانيةً
تتعقب حتى لليل خطاه
خسفوا بأجور العمال ..
إذا لم يشتركوا في حزبٍ و رقيٍّ
زوّج رأس المال إلى السلطة ..
إذ خصص من قوتي اليوميٍّ .. عطاياه
و إذا لم أهتفْ بالروح و بالدم ..
أو أنكرت لتقريرٍ مجهولٍ مغزاه
أو غامض معناه
وضعوني في قائمةٍ سوداء َ
و صاروا بالأحكام علىَّ شهوداً و قضاه
فالتنبل منهم
يزعم أن الوحيَّ الوطنيَّ الآن تغشّاه
و بأن جبابرةً تهرب حين تراه
و إذا غرقت إحدى العبّارات ..
بعرض البحر الأحمر
أو حُرق قطارٌ
أو وقعت بعض صخور ( القلعة )
فوق البسطاء
فلا نلقاه !!
لو ركب البغلة بالمقلوب ..
و زفّ
لما عاد لفعلته ما كنا بالأمس نبذناه
أو سلّطنا أطفال الحارة ترجمه
بحجارة أنقاضٍ هُدمت منه
فنحن كثيراً سامحناه
أولاد الكلب- عقوداً –
ما أبقوا للعيش سبيلاً نرضاه
ما كان يظن الحاكم أنَّا قد نخرج يوماً نتحداه
كانوا مثل الجن عبيداً ( لسليمانَ )
قد اكتشفوا الأمر مصادفةً
لما هلكت بالشيب عصاه
أولاد الكلب – عقودا -ً
صاروا عبداً للمأمور ..
خصوماً للدستور .. الأبله ..
و نحن برغم المحنة صنّاه
نهشوا الثورة في ميدان الشهداء ..
و ذاعوا الفرقة بين المعتصمين
و بين الأحزاب الكرتونية
و التفوا لو من سم خياطٍ
قد كانوا للقنص دعاه
أولاد الكلب ... عقوداً ...
زعموا أن الأجهزة الأمنية
قد حالت بين المرء و بين القلب
و كم دسّوا في المحضر كيلاً
لا تقدر أن تتخطاه
و اختاروا للمرء قضية آدابٍ
أو لفّة ( بانجو )
أو مطواه
حين اغتصبوا في غرف التعذيب مواطنتي
جلدوا أحلامي
و فؤادي من هول اللكم ..
فقد ورمت عيناه
جعلوا من جسدي سجناً
يلتحف القهر
إذا قررت العودة يوماً لبلادي
و أنا أصرخ :
وطني كم أشتاق هواه !!
منحوني ختماً بوثيقة سفري
و ممرّاً لرصاصٍ مطاطيٍّ
دوماً في الأضغاث أراه
منعوني أن أتجمهر في خطب الجمعة ..
خلف الأعمدة اختبئوا لي
رصدوني في كل صلاه
قتلوا في عز الظهر عبوري
دفنوه و أخفوا أدوات القتل ..
و شقّوا للتوريث قناه
ثقبوا عينَ النيل ..
و قالوا : من أعماه ؟!
و ( أبا الهول ) أخافوه ؛
لكيلا يبرح أهرامات ( الجيزة ) في منفاه
جعلوا من ( أحمسَ ) متهماً
لو قاوم ( هكسوساً )
أو نازل محتلاً بالغزو رماه
جعلوا من ( شجرة درٍّ ) آمرةً ناهيةً
في قصر عروبتنا؛
حتى صارت شبحاً نخشاه
جلبوا للمحروسة ( أيبكَ ) ؛
كي يقتل ( أقطاي ) ..
و يمحو شأفته
و مدّوا السّراق بحامية و طغاه
قطعوا ( الفيسبوك ) عن الثورة ؛
حتى لا يكتشف الكيد القادم
لو فجرٌ في الزنزانات
اجتّر رؤاه
زرعوا الفتنة بين ( القبط )
و بين الأقوال المأثورة للسلف الصالح ..
و اتخذوا من كل جماعات التضليل نواه
منعوني يوم الطفّ
بأن أمسح دمعاً سال لقافلة السبيِّ
و أن أنكر مظلمةً( لبني هاشمً) ؛
كي أتستر في الحيِّ على أيّ جناه
اتهموا الشعر بشقِّ عصا الطاعة ..
لو حلّق فوق شعوبيتنا
أو في الشدة ..
قد جاوز كل معاناه
زرعوا ناطوراً في أوراقي
في أخيلتي
في قلمي العاجز ..
في الفرشاه
و أشاعوا في الأمصار
حكايات الخوف من الجلادين
و أفخاخ الانترنت
وعين الغول الحمراءَ
و اعدوا للأمر عيوناً
و رواه
أمروا الناس بأن تدعوا لولّي النعمة ..
في السّراء و في الضّراء ..
و في كل مناجاه
نصحوا ( ستَّ ) بأن يقتل ( أوزوريس )
ليستأثر بالإرث
و بالحكم
و بالجاه
أولاد الكلب عقوداً
ما تركوا طفلاً
لو كان جنيناً
إلا عقروا ضحكته
لو كانت في جوف فلاه
منعوا أي تظاهرة
أو وقفات تحتجُ على أبواب نقاباتي
فضّوا عصياناً مدنيَّاً
لو نظّمناه
لا سامحهم ربّي
كم فعلوا ( بعرابي )
في معركة التل ..
و كم جعلوا الأنفاق ( بغزةً )
تختنق بغاز الخردل ،
أو بحصارٍ طال مداه
منعوني أن أقرأ أسطورة ( بنت جبيلَ ) ..
أو أمتطي الخيل العائد ..
من ( حمصٍ و حماه )
جعلوا القمر الفارش ..
في ( توشكى )
يتسول حتى نزفت قدماه
( و السد العالي )
أخذوه تحرٍّ عند كمين الخصخصة المنصوب
و شمّر للأجلاف قفاه
أولاد الكلب - عقوداً -
جعلوا الطير يهاجر
من عش الأوطان ..
و ما أحدً يعلم
هل عاد من الغربة أو تاه ؟
خنقوا عشقي النائم ..
بين ضلوع فتاتي
خنقوه و ما علوا أن العشق حياه !!
جعلوها تنكرني
تحرق قلبي
ترميه لوحشٍ مسعورٍ
حتى لا ينبض بالحُبّ
و لو رسم الفرحة فوق شفاه
أولاد الكلب - عقوداً -
هتكوا عرض الوطن الأعزل ..
و اجتمعوا ؛
كي يغتالوا خارطة صباي ..
و لفّوا بالألغام صباه
من نكّل بي ؛
ليست أمٌّ في البيت له
أفضل من أمّي
ليجرّب فيَّ كلاليب الموت
و يكهربنا بالصعق و نحن عراه
أولاد الكلب - عقوداً -
اعتادوا القمع
و نحن اعتدنا الصفح ..
و وضع الصبر على جرح المأساه
قد خرجوا
للشعب
كما لو كانوا ( يأجوجَ و مأجوجَ )
و نحن بأقصى الأرض
نغضّ الطرف على ما أغفلناه
لو كانت لقريحة شعري أمينةٌ
ما كانت ترضي
أن أتخلص من نظمي
حتى يصبح للغد طوق نجاه
أولاد الكلب - أمامي - هربوا
حين لجأت لآخر فيضٍ ربانيٍّ
مدّ يداه
حتي أعمدة الكهربة انتفضت
تطلب مددا جهزناه
قصفوا المشفي الميداني مع المرتزقة
ذاك المتخم بالجرحي حتي سالت للصبح دماه
ما علموا أن شباباً حرّاً من ذاكرة المجد سيزحف لخلاصٍ يتلظّاه
ما ارتعشت قدماه
لو أخذوه إلى قصَّاب السلطان الجائر ؛
ما خارت بالسيف قواه !!

بقلم
الشاعر/ عبدالناصر الجوهري
عضو اتحاد كتاب مصر