المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "المخطوط القرمزي" الأندلسي يلهم الروائيين الأسبان



جمال الأحمر
16/03/2009, 07:51 PM
"المخطوط القرمزي" الأندلسي يلهم الروائيين الأسبان



الأندلس وطن سردي في الكتابات الروائية الإسبانية

الخميس 16/3/1430 هـ - الموافق12/3/2009 م
(آخر تحديث) الساعة 12:28 (مكة المكرمة)، 9:28 (غرينتش)
حسين مجدوبي-مدريد
المصدر:الجزيرة


أصبحت الأندلس برمزيتها الثقافية والتاريخية وطنا روائيا في العوالم السردية لدى العديد من الروائيين الأسبان المعاصرين، كما كانت من قبل مصدرا تخييليا لكتاب أسبان من حقب سابقة.

ويشهد هذا النوع الروائي "الرواية التاريخية" إقبالا لافتا من القارئ الذي يجد نفسه أمام إنتاج تخييلي وإبداعي لحقبة الأندلس ويتفاعل معها باعتبارها مكونا أساسيا لحضارته الحالية.

ومن ضمن الروايات المؤسسة لهذا التوجه رواية "الابن الثاني لبائع الحرير" لصاحبها (فيليبي روميرو) التي صدرت في غرناطة وتحولت خلال فترة وجيزة إلى رواية كلاسيكية تطبع بشكل دوري.

وتستلهم الرواية أحداثها من وقائع تاريخية تتجلى في قيام بعض الموريسكيين بتحرير مخطوطات على أساس أن كاتبها مسيحي يمتدح الإسلام ويدعو إلى التعايش حتى تخفف الكنيسة من ملاحقة الموريسكيين.

وأعطى الأديب الشهير (أنتونيو غالا) نفسا لهذا التيار الروائي من خلال روايته "المخطوط القرمزي" التي تجري أحداثها في نهاية الحقبة العربية في غرناطة.

إرث حضاري:

ويعتبر (إميليو بايستيروس) واحدا من الروائيين المعاصرين الذين يستلهمون مادتهم السردية من الأندلس، ويقول للجزيرة نت "ثمانية قرون من الحضارة الأندلسية لا يمكن للتاريخ أن يتجاوزها".

ويضيف "نحن في إسبانيا نعيد اكتشاف ماضينا الذي جرى طمسه بشكل متعمد، واستلهام هذا التاريخ في الكتابات الروائية حول الأندلس ما هو إلا اعتراف بدور الإسلام والحضارة العربية في نهضة إسبانيا وأوروبا".

وأصدر (إميليو بايستيروس) روايتين عن الأندلس الأولى تحمل اسم "البركة" والثانية "أيندمار، منبع الدموع".

وحول الأخيرة يقول "شخصيات روايتي ثلاثة أصدقاء شعراء، كل واحد يعتنق ديانة سماوية ويعيشون إبان حقبة تحول غرناطة من الحكم العربي الإسلامي إلى الحكم المسيحي، حيث يتفاعلون بشكل مختلف مع التطورات، وتحدوهم رغبة في الحفاظ على التعايش بينهم".

وفي روايته "البركة" يتحدث (إميليو بايستيروس) عن مغامرة غرناطي اسمه يحيى، غادر مدينة قصر الحمراء نحو شمال المغرب للنجاة بدينه وهو "يعيش على ذكريات طفولته".

الدفاع عن الدين:

والمثير أن (إميليو) أعجب بشخصية بطل روايته وانتهى به المطاف مسلما واعتنق الإسلام وهو الآن يواظب على تأدية صلاة الجمعة في الجامع الأكبر بغرناطة.

يقول (إميليو) "في روايتي البركة اعتبر البعض أنني أدافع عن الإسلام وكل ما قمت به هو جعل الشخصية الرئيسية تدافع عن دينها الذي أصبحت مجبرة عن التخلي عنه بعد وصول المسيحيين إلى الحكم".

أما الروائي (خوسي مانويل غارسيا مارين) فيعد أبرز رواد الرواية التاريخية الأندلسية، وقد أصدر روايتين الأولى "الزعفران" يروي فيها حياة أستاذ مسلم اسمه المختار بن صالح كان يعيش سنة 1252 في قرية يسيطر عليها المسيحيون. ويقرر المختار مغادرة قريته نتيجة المضايقات الدينية التي تعرض لها ليتنقل بين ربوع الأندلس التي كانت مزدهرة وقتها، ويقيم في غرناطة ثم إشبيلية وقرطبة ويلتقي علماء من مختلف الديانات، وقد وجد نفسه في تنقله لا يقوم فقط برحلة مادية بقد ما يقوم برحلة روحية بين مختلف الديانات والثقافات التي كانت تعيش في انسجام.

سلم الماء:

واختار لعمله الروائي الثاني المعنون "سلم الماء" شخصية آنخيل الشاب الذي يعيش في منطقة هورديس في إقليم إكستريمادورا بغرب إسبانيا والذي يكتشف سرا يتوارثه كبار بلدته هو أنهم جميعا من أصل موريسكي فروا من محاكم التفتيش وعاشوا في هذه الجبال منعزلين عن باقي الإسبان.

ويرى الصحفي والناقد المغربي المقيم في إسبانيا، محمد المودن أن الرواية التاريخية الإسبانية قد لجأت على مدى مراحل مختلفة من تاريخها إلى التراث الأندلسي لتصوغ منه عوالمها السردية.

ويشهد هذا الصنف من الكتابة السردية مع الجيل الروائي المعاصر غزارة في الإنتاج ويواكبه إقبال قوي من القارئ.



تعليقات القراء:


وليد عبد الله التونسي (beijing)
الحمد لله الذي جعل من أصلابهم من يعترف بحقيقة جند لها الغرب كل شيء في سبيل طمسها وتشويهها نحن لا نبغي مدحا ولا ثناء على تاريخنا فقط كلمة نزيهة في حقنا لإنصاف الحقيقة التاريخية وتخليصها من آثار الكراهية والعداء للإسلام. كما أرجو أن تتفاعل معه التيارات الأدبية العربية ليشهد على ذلك شاهد من أهلهم واخرمن أهلنا.


ميسرة عبد اللطيف محمود (القاهرة)
الإسلام مازال موجودًا في الأندلس ولكن سرًا خوفًا من البطش بهم وهذه حقيقة لا نجدها في أية وسيلة إعلام ولا أعلم لماذا. لقد تفاجأت بشدة عندما علمت بحصول إقليم في إسبانيا على حكم ذاتي بناء على استفتاء تم في الثمانينيات باسم أندلوسيا وعلمه هو نفس علم عبد الله الصغير آخر ملوك غرناطة. ولا أحد في هذا الإقليم يذهب إلى الكنائس على الرغم من أن الأسبان معروفين بتدينهم. وعندما طلب أحد زعمائهم في أوائل القرن العشرين باعتماد اللغة العربية قتلوه. أرجو منكم البحث بكلمة أندلوسيا في أي محرك بحث وستجدون عجبًا.


Maya (المملكة المتحدة)
أعجبني التقرير يبدو كاتبه متخصص بالأدب لكن هل ترجمت هذه الأعمال للعربية أريد قراءتها.


mohamed barakat (islamstory.com)
العنوان أعلاه فيه كثيرا من قصص التاريخ الإسلامي من البداية للسقوط للدكتور راغب السرجانى إذا سمعتها ستفاجأ بهذا التاريخ وللعلم الموريسكيين التي جاءت في المقال تعنى المسلم الذي تحول إلى النصرانية بعد سقوط الأندلس وكانوا يعاملونهم كأنهم درجة عاشرة وبكثير من الشك في أنهم مسلمون يكتمون إسلامهم وكانوا يدخلون بيوتهم فجأة فيقتلوا كل من يوجد في بيته مصحفا أو لا يشرب الخمر أو يغتسل من جنابة. أما الأندلس فان كانت مفقودة ولكنها لابد أن تعود إلى حظيرة المسلمين هذا فرض علينا لا يجب أن نعتبره مستحيلا


عبير عريقات (القدس)
الأندلسي ..... الفردوس المفقود لطالما استهواني هذا الموضوع ,,, الأندلس بكل قصصها وملاحمها الخالدة عبد الرحمن الداخل ...... المعتمد بن عباد ...... وقصة إبعاده وموته قصص تعيش في تراثنا الخالد الأصيل... وتداعب أحلام عودتنا لهناك لذلك الفردوس الذي ذهب ولن يعود


ابن فلسطين (فلسطين الحبيبة)
تاريخ حضاري تم بعده احتلال البلاد وقلبها بشكل سافر وأصبحت تسمى اسبانيا بلادنا الأندلس ستبقى الأندلس وسنحكم يوما ونعيد الأمجاد إلى أصولها


Free Palestine (فلسطين)
السلام عليكم موضوع رائع ومهم في نفس الوقت أتمنى من الله عز وجل أن تعود تلك الأيام التي كان المسلمين يعيشون في أأمن وسلام اللهم عز الإسلام والمسلمين


عبد الله (من فلسطين)
شكرا للكاتب. موضوع فعلا رائع ويثلج الصدور.هناك محاضرة قيمة للدكتور السرجاني بعنوان,, لكي لا تصبح فلسطين أندلسا أخرى,, انصح إخواني بسماعها. أم بما يخص الأندلس فلقد كانت مصدر حضارة للعالم ولقد تمنيت لو عشت في ذلك الزمان, زمن النهضة والحضارة الإسلامية العظيمة ولكنها أيام ستعود إن شاء الله


صورة: إميليو بايستيروس (الجزيرة نت)

صورة: قصر الحمراء في غرناطة (الجزيرة نت)
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/ACC1EA34-DAD4-4F23-9AA9-B0A42FF7A1FA.htm

عبد الرحمن الطويل
09/06/2009, 01:54 AM
حياك الله أستاذنا الفاضل جمال الأحمر .

أعتقد أنه ليس لدى اسبانيا شئ مشرف تفخر به و تستلهم منه و يستحق أن توليه اهتمامها .... سوى ماضيها الإسلامي .

جمال الأحمر
10/06/2009, 12:23 AM
أخي الفاضل: عبد الرحمن الطويل

السلام عليكم

لقد وضعت إصبعك على المحز. وحقيقتها واضحة لكل ذي بصيرة، لكن أسبانيا لا زالت في غفلتها سادرة.

ستظهر الحقيقة عام 2022م بإذن الله.

تحية أندلسية نجت من الأخدود القشتالي...السلام عليكم