المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللـعــبــة



محمد المهدي السقال
04/01/2007, 11:43 PM
اللعبة

محمد المهدي السقال

كيف تصرح لزوجها بما في هذا المحامي من " الدغول " ؟
لمحت له في آخر زيارة , لكنه تجاوزها بابتسامة عارضة ,
تمالكت نفسها كي لا تجهش أمامه , ممزقة بين الرغبة والرهبة في البوح ,
ثم تحولت الأنظار إلى المنصة ,
اعتدل القاضي الأوسط مترنِّحاً كالمتضايق من شيء أسفله ,
بينما ظل المحامي يوزع بسخاء نظراته على كل من الزوجة والمتهم ,
بدا السيد القاضي كأنه يحيض و يبيض ,
بأدب كبير يخاطب المتهم, وبأدب أكبر يستمع للمحامي ,
تتنامى غمغمات الحضور مخترقة جدران القاعة , دون تدخله كعادته بالتهديد والوعيد ,
بعد شهرين من مناقشة الشكل والموضوع داخل وخارج المحكمة ,
سيسدل الستار عن محاكمة القرن ,
ومن البراءة إلى الانتخابات ,
أقنعها بأن الكبار وراء الستار لن يسكتوا , فاقتنعت بأنه لن يغرق وحده هذه المرة ,
.. وبناء عليه , فقد حكمت المحكمة الموقرة بالحبس سبع سنوات نافذة وغرامة سبعة ملايين نقدا , مع مصادرة حيازات المدعو" بوشواري" الفلاحية , مما ثبت تملكه بعد استرجاع الأراضي من يد المعمرين ..
صفق الجمهور,
بينما كانت الكاميرا الخفية تنسحب في غفلة من العيون ,
وحده كان يعلم أنها كانت هناك ,
قال آخرون : هذه بشارة الديموقراطية .
محمد المهدي السقال

حسام الدين نوالي
05/01/2007, 01:45 AM
الأستاذ المبدع محمد المهدي السقال..
لعبة السرد والابداع التي استغرقت من عمرك ما يضاهي عمري كله لن تكون إلا تراكما حيا بالكم والزمن في سلّم الإضاءات التي تنثرها بمهارة في عدد من النصوص التي قرأتها..
"اللعبة" هي ومضة من جانبين: ومضة بالنظر إلى مساحتها البصرية، وومضة لأنها في نهاية المطاف إشراق أوميلاد الضوء.
"بوشواري" بحمولته الرمزية اغتصاب للحق الجماعي،.. في غفلة ما كان "بوشواري" يكبر، وفي غفلة عنه أطبق التاريخ فكّيه في محاكمة أشبه بمحاكمات التاريخ في الماضي والحاضر وغدا، محاكمات ليست ذات مسار واضح أو رؤية موحدة، فالمحامي فيه "دغل"، والحضور لا يصمت، والقاضي "يحيض ويبيض" ولا يتدخل، فيما هناك في زاوية ما كاميرا خفية لا ندري من يتلصص عبرها..
القصة -على قصرها- بالغة من كثافة "الإشارات" بحيث يتعسر ربما ضبط المقاصد الرمزية كلها أحيانا. رغم هذا فالمادة الحكائية أوخطاب النص لا يقدم أي عائق اتجاه الرسالة.
وإن كنت لا أعرف شخصيا زمن كتابة النص، إلا أن زمن النشر هنا ليس بريئا، وأقرأ القصة تحت أضواء شوارع العالم، فما يحدث الآن يمنحها بطاقة عبور شاسعة إلى إسقاطات المتلقي.
من جهة سير الحكي على طول النص، فالبداية موفقة بشكل كبير، -وهذا ديدن العديد من القصص التي قرأتها للسقال-، .. وإضافة إلى الإشارات والرموز العديدة فإن "القطع القافز" -كما في السينما- قد يربك فهم المتلقي، أشير هنا إلى الننقطة التي انتقل فيها الراوي إلى الحكم : "..وبناء عليه فقد حكمت المحكمة..."
فيما أن الجملة الأخيرة كانت جملة الخروج من النص والدخول في نفس الوقت إلى ترتيب المتاهات التي بثها في المحاكمة، هنا وجدت نفسي أنتقل مباشرة إلى العنوان، هل أقول إن العنوان قد منح كل شيء منذ البدء؟
الأكيد أن الجواب لا، فبنية النص أنستني البحث عن لعبة ما داخله من جهة، ومن جهة أخرى لم أفهم عن أية لعبة يتم الحديث إلا عند نقطة النهاية.

ويا محمد دمت مبدعا.

محمد المهدي السقال
05/01/2007, 02:25 AM
الأستاذ المبدع محمد المهدي السقال..
لعبة السرد والابداع التي استغرقت من عمرك ما يضاهي عمري كله لن تكون إلا تراكما حيا بالكم والزمن في سلّم الإضاءات التي تنثرها بمهارة في عدد من النصوص التي قرأتها..
"اللعبة" هي ومضة من جانبين: ومضة بالنظر إلى مساحتها البصرية، وومضة لأنها في نهاية المطاف إشراق أوميلاد الضوء.
"بوشواري" بحمولته الرمزية اغتصاب للحق الجماعي،.. في غفلة ما كان "بوشواري" يكبر، وفي غفلة عنه أطبق التاريخ فكّيه في محاكمة أشبه بمحاكمات التاريخ في الماضي والحاضر وغدا، محاكمات ليست ذات مسار واضح أو رؤية موحدة، فالمحامي فيه "دغل"، والحضور لا يصمت، والقاضي "يحيض ويبيض" ولا يتدخل، فيما هناك في زاوية ما كاميرا خفية لا ندري من يتلصص عبرها..
القصة -على قصرها- بالغة من كثافة "الإشارات" بحيث يتعسر ربما ضبط المقاصد الرمزية كلها أحيانا. رغم هذا فالمادة الحكائية أوخطاب النص لا يقدم أي عائق اتجاه الرسالة.
وإن كنت لا أعرف شخصيا زمن كتابة النص، إلا أن زمن النشر هنا ليس بريئا، وأقرأ القصة تحت أضواء شوارع العالم، فما يحدث الآن يمنحها بطاقة عبور شاسعة إلى إسقاطات المتلقي.
من جهة سير الحكي على طول النص، فالبداية موفقة بشكل كبير، -وهذا ديدن العديد من القصص التي قرأتها للسقال-، .. وإضافة إلى الإشارات والرموز العديدة فإن "القطع القافز" -كما في السينما- قد يربك فهم المتلقي، أشير هنا إلى الننقطة التي انتقل فيها الراوي إلى الحكم : "..وبناء عليه فقد حكمت المحكمة..."
فيما أن الجملة الأخيرة كانت جملة الخروج من النص والدخول في نفس الوقت إلى ترتيب المتاهات التي بثها في المحاكمة، هنا وجدت نفسي أنتقل مباشرة إلى العنوان، هل أقول إن العنوان قد منح كل شيء منذ البدء؟
الأكيد أن الجواب لا، فبنية النص أنستني البحث عن لعبة ما داخله من جهة، ومن جهة أخرى لم أفهم عن أية لعبة يتم الحديث إلا عند نقطة النهاية.

ويا محمد دمت مبدعا.


أخي حسام الدين نوالي
تحية تقدير

في البداية , دعني أهنئك على مستوى التذوق النقدي الذي تتمتع به , لأننا لا نعدم كتابا بقدر ما نعدم نقادا ,
ليست المرة الأولى التي أقرأ لك تعليقا متزنا ينم عن اهتمام وجدية في المقاربة للمتن السردي , لكنك هذه المرة فاجأتني لسببين : أولهما قدرتك على التلقي الواعي رغم قصر المسافة في الزمان بين الكتابة والقراءة , وهذا دليلي على ما أتوسمه فيك من اقتدار نقدي واعد ,
ثانيهما , توقفك المنهجي عند مفاصل البنية السردية بمستوييها البنائي والحكائي ,
أما عن زمن النص , فإنه حديث جدا , إذ أحاول تجريب ما يسمى بالقصة القصيرة جدا , رغم أنني في الأصل لا أعترف بمقاسات الحجم كمرجع للتصنيف .
ممتن أخي حسام الدين لقراءتك

محمد المهدي السقال

حسام الدين نوالي
05/01/2007, 02:50 AM
المبدع القدير محمد المهدي السقال
منك ومن أمثالك أتعلّم الخطو.. والسير حُذاء نصوص لها جاذبية التكثيف والترميز والتنامي الجميل- يمنح بهاءً أكبر حين نتوقف هناك متأملين لزهراته وألوانه..
آمل أن أستحق هذا الاطراء.
أعانقك

محمد المهدي السقال
05/01/2007, 03:03 AM
المبدع القدير محمد المهدي السقال
منك ومن أمثالك أتعلّم الخطو.. والسير حُذاء نصوص لها جاذبية التكثيف والترميز والتنامي الجميل- يمنح بهاءً أكبر حين نتوقف هناك متأملين لزهراته وألوانه..
آمل أن أستحق هذا الاطراء.
أعانقك

أخي حسام الدين
إنما هي كلمة نابعة من صدق شعوري بما أحسسته بعد قراءة متابعتك ,
أتمنى لك التوفيق ,
أخوك
محمد المهدي