المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المرأة في روايات نجيب محفوظ



ماجدولين الرفاعي
04/10/2006, 08:21 PM
http://www.middle-east-online.com/pictures/biga/_41145_mahfouz.jpg
مكانة محجوزة في الرواية، لكنها مكانة غير لائقة

المرأة في روايات نجيب محفوظ

شخصية المرأة في روايات محفوظ تدور غالبا في اطارين: المغلوبة والمقموعة من اسرتها، او الغانية اللعوب.


بقلم: ماجدولين الرفاعي

غيّب الموت الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ (94 عاماً) عن 35 رواية و 15 مجموعة قصصية وست مسرحيات هي "يحيي ويميت" و"التركة" و"النجاة" و"مشروع للمناقشة" و"الجبل" و"الشيطان يعظ". وترجمت أعمال الروائي المصري الراحل الذي كتب أكثر من 50 رواية إلى 33 لغة.

وإضافة لجائزة نوبل في الآداب، حصل الأديب محفوظ على جوائز أدبية متعددة منها جائزة الدولة التشجيعية في الرواية عام 1959 ومن بين الجوائز المحلية التي نالها في مطلع حياته جائزة قوت القلوب عن رواية "رادوبيس" عام 1943 وفي العام التالي حصل على جائزة وزارة المعارف عن رواية "كفاح طيبة"وبعدها بعامين فاز بجائزة مجمع اللغة العربية عن رواية "خان الخليلي".كما حصل محفوظ على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب من المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية كما نال بعد ثماني سنوات جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس نفسه وبعدها بعام منح وسام الجمهورية من الدرجة الأولى. وكانت آخر الجوائز التي حصل عليها بعد نوبل جائزة مبارك في الآداب عن المجلس الأعلى للثقافة.

توفي محفوظ تاركا خلفه جميع أعماله بين يدي أجيال من القراء تنوعت مشاربهم وانتماءاتهم واجمعوا على النهل من منبع الرواية العربية التي دعم قواعدها الراحل نجيب محفوظ.

اذكر أني بدأت في قراءة الروايات العربية في سن مبكرة وأول الروايات كانت روايات إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ.

روايات محفوظ كانت تتمتع بإثارة من نوع خاص: تشد القارئ وتحثه على متابعة القراءة دون ان يتمكن من ترك الرواية قبل أن تنتهي فقد استطاع ببراعة وحنكة من تناول الطبقة الوسطى في المجتمع المصري بامتياز من خلال عين ثاقبة وربطها بعلاقات مع شرائح مختلفة من المجتمع تنوعت بين المجتمع الارستقراطي ومجتمع الفقراء وبين مجتمع الشرفاء ومجتمع السارقين ومدمني الخمر والمخدرات والعاهرات.

وبين هذا كله برزت المرأة بوضوح في أعماله لكنني اعتقد انه اخفق في إعطاء المرأة المصرية الصورة الحقيقية لها أو انه على الأقل بالغ وغالى في إعطاء تلك الصورة السلبية عنها. فالمرأة الشريفة العفيفة كانت تبدو مكسورة مقموعة ويبدو أن شرفها بسبب سيادة الزوج عليها وقبله الاب والاخ فبدت مقتنعة باستلابها لا تحاول الفكاك منه او تغييره كما جاء في ثلاثيته "بين القصرين وقصر الشوق والسكرية".

"فأمينة" امرأة نقية عفيفة اكبر خطأ ارتكبته في حياتها أنها زارت السيد الحسين دون إخباره وعقاب لها على إجرامها كسرت قدمها- كما صورت الرواية. واما في الجانب الآخر من عالم "سي السيد" فهنالك "العالمة" التي أحبها بشكل كبير وهي امرأة ساقطة لعوب، إضافة لمجموعة من النساء جسدهن محفوظ في رواياته منهن بنات السيد عبد الجواد –وهي الشخصية المحورية لثلاثيته الشهيرة- إحداهن طيبة بسيطة ولهذا لحقها الجور من أختها ومن القدر فتوفي زوجها وانكسرت إلى الأبد، والأخرى استطاعت السيطرة على زوجها لا لأنها ذكية إنما لكون الزوج دون شخصية لهذا تمكنت المرأة من قيادته.

المرأة القديرة والقوية في هذه الثلاثية هي حماة بنات "سي السيد" وهي غير عربية وكان لها كلمتها باعتبارها سليلة باشاوات العصر ولا ادري ما هو مدلول كونها غير عربية وهل يشير هذا لتفوق المرأة الأجنبية في حينها عن المرأة العربية المقهورة؟

الدور الآخر للمرأة في روايات محفوظ هو دور المومسات. ففي بعض الروايات أعطى نجيب محفوظ للمومس دورا مهما ورائدا في المجتمع بحيث تستطيع التغيير بالعوامل الاجتماعية وكثيرات هن العاهرات من النساء في رواياته اللواتي يبدأن ببيع الجسد تحت ضغط الحاجة والفقر. فقد جسد تلك الحالة في رواية "القاهرة الجديدة" من خلال شخصية البطلة التي أحبت بعفاف ولكنها تحت وطأة الفقر سلمت نفسها لرجل من طبقة ارستقراطية.

وهذه ليست الحالة الوحيدة التي كتب عنها إنما حالات عدة مماثلة وكأن المرأة بشكل عام تبيع جسدها عندما تجوع.

وتكررت تلك الحالة في راويات عدة للراحل الكبير نجيب محفوظ. ففي رواية "زقاق المدق" يصور حالة المرأة التي تطمح لتغيير واقعها الفقير فتبيع نفسها لمن يدفع لها.

كتب بعض النقاد عن تلك الروايات وفسروا تلك الظاهرة بأنها لا تقصد المرأة بالتحديد إنما تشير إلى الوضع السياسي لتلك الفترة! والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا المرأة بالذات لتكون رمز السقوط والخيانات في المجتمع الذي تغلب عليه الذكورة؟

ولو كان الأمر كذلك لما جسد الكاتب صور المومسات بكثرة وصورهن بصور نساء رقيقات بقلوب بيضاء وجعل الظروف القاهرة السبب الأوحد لانحرافهن.

فقد جسد نجيب محفوظ في رواية "اللص والكلاب" صورة المومس "نور" التي تحب البطل بشكل كبير وصادق وتتعب لأجله كثيرا مما يجعل القارئ يتعاطف معها ويحبها كسيدة رائعة مضحية.

الوجه الجميل للمرأة في روايات محفوظ هو نموذج "زهرة" في رواية "ميرمار" فقد بدت فتاة طيبة احتال عليها رجلها لمدة، لكنها استطاعت في النهاية الانتصار والتحرر من أفكاره الشريرة وبقيت مرفوعة الرأس، لكن أنموذج "زهرة" لم يتكرر كثيرا ربما بسبب الظروف التي شهدها الكاتب في فترات مختلفة لم يرى فيها بصيص أمل في مجتمع شوهته الانكسارات والهزائم المتتالية.

المرأة عند نجيب محفوظ غالبا ما تكون المركز وحولها يدور الصراع وقد حاول اعتبارها مرآة تعكس العادات والتقاليد في المجتمع المصري ولكن هل هذه الصورة واقعية تماما أم أنها تحمل في طياتها بعض الإجحاف في حق المرأة المصرية؟

والتي يذكرها التاريخ على أنها سيدة عظيمة ناضلت كثيرا لأجل إثبات وجودها كالسيدة هدى شعراوي وغيرها.

وكي لا نكون مجحفين في نقدنا فإننا نشير هنا إلى أن صورة المرأة الأم في روايات محفوظ كانت مشرفة وأظهرت الأم كسيدة عظيمة بانية للأجيال ويمكننا هنا من ذكر "امينة" مرة اخرى فبرغم قهرها كانت اما عظيمة.

وأظن في نهاية الأمر أن محفوظ لم يستطع تصوير واقع المرأة بشكل لائق ربما لان المرأة لم يكن لها دور هام في حياته ولهذا لم يستطع سبر أغوارها كما ينبغي.

بكل الحالات يبقى نجيب محفوظ مدرسة للرواية العربية ورمز للأدب العربي بشكل عام رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.


ماجدولين الرفاعي

الشربيني المهندس
05/10/2006, 10:40 PM
شكرا للاستاذة ماجدولين هذه الاطلالة علي وجود المرأة وتعدد شخصياتها في اعمال نجيب محفوظ والتي صادفها التوفيق في الكثير منها .
لكننا نلحظ ان شهرة شخصية المرأة تقارب الرجل مع اختلاف السمت الشخصي فشهرة أمينة تقارب سي السيد وربما جاءت كشخية روائية مفارقة لتوضيح ابعاد الشخصية الأخري .
أيضا كانت شخصية زهرة الاكثر تأثيرا في القارئ وقد دلل بها البعض علي شخصية مصر نفسها .
وفي الشيطان يعظ كانت المرأة أقوي من زوجها لكن الكترة تغلب الشجاعة .
عبقرية الابداع في محصلة التوظيف للمكان والزمان والشخصية واعتقد ان الاستاذ نجح في ذلك .. في قصة بداية ونهاية كانت نفيسة شخصية محورية للتضحية والعطاء ولو لم نرض عن ذلك والنهاية جاءت مؤثرة تماما ..
ويمكن ان يعكس التطور في حياة الاستاذ تلك التصورات حيث بدأ بالرواية التاريخية وانتقل الي الواقعية ثم الحديثة وقد نجح في السيطرة علي شخصياته الروائية بصورة ملحوظة .
ودعوة للاستاذة لعرض رؤيتها عن رواية قشتمر لنجيب محفوظ وسنسعد برؤيتها المتعمقة .

مصطفى الضبع
07/10/2006, 06:02 PM
بداية ،الشكر موصول للفاضلة ماجدولين
وتبقى الصورة فى حاجة لإضافة خيوط موحية ، فالقضية الإشكالية عند محاولة التعامل النقدى مع نجيب محفوظ محاولة فهمه عبر الاستنامة إلى تصنيفات تبدو جاهزة ، ومن ثم أرى أن نقاد أعمال الرجل أشبعوه تصنيفا ، وهو ما يستدعى الخروج من شرنقة هذه الفاعليات النقدية إلى مساحة أكثر رحابة تتوازى مع رحابة عالم الرجل ( وأنا هنا لا أدافع عن نجيب محفوظ حتى لا يفهم بعض القراء الكرام إننى أنفى وجود هذين النوعين اللذين ذهبت الأستاذة إلى رصدهما فى رواياته) الأمر عند نجيب محفوظ لا يتوقف على هذا النوعين " شخصية المرأة في روايات محفوظ تدور غالبا في اطارين: المغلوبة والمقموعة من اسرتها، او الغانية اللعوب" صحيح انك قلت غالبا ، ولكن الأمر أبعد من ذلك ،فالرؤية لا تتوقف على رصد الصورة بقدر ما تتوقف على ما أرادت الصورة أن تقوله ، وما يجب علينا استكشافه، فعلى سببيل المثال تظل المرأة الرمز لدى نجيب محفوظ ، وتظل حميدة فى "زقاق المدق "، وبثينة فى "الشحاذ" ، وتوتى شيرى فى " كفاح طيبة " ، وشهرزاد فى "ليالى ألف ليلة" وغيرها ، وقد قصدت الإشارة إلى روايات لم تنل حقها من الدراسة المتأنية فى مقابل الثلاثية والحرافيش وغيرها ، ولا يفوتنا ما فى المجموعات القصصية من نساء يلعبن دورا بارزا فى إنتاج الدلالة ، تظل كل هؤلاء فى حاجة لاستكشاف مساحات العطاء الفنى وتغذية العالم بما يتجاوز مجرد التصنيف ثنائيا كان أو ثلاثيا ، إننى أضع قراءتك الجادة حجر زاوية للانطلاق إلى تجاوز مساحات التصنيف لقراءة نجيب قراءة جديدة لا تتأمل ما كتب عنه بقدر ما تتأمل أعماله بمعزل عما كتب عنها واستهلكها تصنيفا ، لقد أنسقنا جميعا وراء ما أنجزه نقاد سابقون وعلينا أن نستعيد نجيب محفوظ بعيدا عن مقولات معاصريه ومعايشيه ومجايليه ، وأنبه هنا إلى نقطتين أساسيتين :
الأولى : تتمثل فيمن عاشوا على منجز الرجل من كتاب هم مصريون بالأساس استثمروا علاقتهم بمحفوظ وبنوا كثيرا من منجزهم (الواهى ) على مجد الرجل ونهمس لهؤلاء كفاكم ما استفتدتموه وأريحونا وأريحوا أنفسكم وابحثوا عن محطة أخرى ، لقد اغلقتم على الجادين غيركم أبواب تقديم أعمال جادة عن الرجل وليس بعيدا عنا ما سمعناه منكم عبر الإذاعات وشاشات التلفزيون (هل شاهد أحدكم بعضهم وهم يقدمون أنفسهم ولا يقدمون الرجل وهو لم يدفن بعد ، وهل رأيتم الفاضلة إقبال بركة لحظة جنازة محفوظ فى الاستديو تظهر بكامل زينتها دون مراعاة لمشاعر الملايين ، ولستم فى حاجة لتذكيركم بمن شن حربا على محفوظ وتطاول عليه عندما انتقد حرب الاستنزاف (فقط أشير إلى أن هؤلاء من بين من استفادوا كثيرا من علاقتهم بالرجل ).
الثانية : أن هناك فترة صمت نقدى عن أعمال محفوظ ، فترة تسبق نوبل ومن ثم هل لى أن اطرح سؤالا : ماذا كان الموقف لو لم يفز محفوظ بنوبل ؟ ليروح الجميع يعزفون لحنا جماعيا ( لدرجة ظهور كتاب يقتطع مقولاته المترددة فى الروايات ، يقتطعها من سياقها ويروح يصنفها ، مجرد تصنيف دون دراسة تكشف عن مرجعياتها وقدرتها على إنتاج الدلالة ) .
بالطبع لست أدرج الأستاذة ماجدولين فى زمرة هؤلاء فلها احترامها ولقلمها كل التقدير وانا أتابع نشاطها عبر النت منذ مدة ليست بالقصيرة وإنما كان لطرحها الفضل فى دفعى لطرح هذه الرؤية ويظل الشكر موصولا لها ، ويظل الموضوع مطروحا للنقاش كل ما أرجوه أن نقرأ الرجل بعيدا عن التصنيفات فإنما ظلم الرواية العربية جميعها مثل هذا النوع من القراءة التى تضع لافتات نصنف تحتها الأعمال ( هل تذكرون حضراتكم التصنيف الذى أدرجت تحته رائعة الطيب صالح " موسم الهجرة للشمال " من أنها رواية عن الصراع الحضارى ورحنا نضع " الحى اللاتينى لسهيل إدريس " وعصفور من الشرق لتوفيق الحكيم " وغيرها من أعمال أجبرناها على الدخول فى التصنيف فوضعنا فى يد قارئها مفاتيح مزيفة لقراءتها ، الرواية العربية حتى غير المحفوظية تشكو هذا التصنيف وهذه المقولات الجاهزة قبلا )
تحياتى للفضلى ماجدولين
ولكل القراء دونما أن يكون هناك شبهة المصادرة على أى منهم .
د. مصطفى الضبع
http://mostafa.ofouq.net/

دكتور ربيع عبد العزيز
21/02/2008, 01:40 AM
الأخت ماجدولين
برغم كثرة ما كتبه الدارسون والنقاد عن نجيب محفوظ وأدبه فلا يسعني إلا أن أحيي قلمك وأثمن اختيارك للموضوع؛ذلك أن المرأة لها حضورها البنائي لا التزييني في الرواية المحفوظية ، وهذا الحضور يشف عن وعي الروائي بقدرة المرأة على استقطاب قيم مجتمعها لا في ظرف تاريخي بعينه ، ولا في مكان بعينه ، بل في كل العصور والبيئات ..صحيح أن أنموذج المرأة الساقطة والمقموعة - عند محفوظ -يفوق بكثير أنموذج المرأة الشريفة ، لكننا لا نملك إلا أن نحترم رؤية الكاتب وألا نصادر حقه في اختيار نماذجه..
ما يؤرقني حقا هو أنه في أعقاب حصول محفوظ على نوبل تبارى بعض الدارسين في الكتابة عن أدبه ، وكأنما أطلقت نوبل الأقلام من عقالها..وقد ركب أصحاب هذه الأقلام الموجة فأ فادوا من المناسبة أكثر مما أفادوا أدب محفوظ ، وأساءواإلى الدراسات الجادة وخاصة تلك التي ظهرت بعد مضي سنين عديدة على نوبل محفوظ ، بل إن الذين تباروا- بعد نوبل- في التأليف عن أدب محفوظ ،أوهموادون قصد الدارسين الجادين أنه لم يعد هناك ثمة ما يكتب عن محفوظ وأدبه. وحين تكسر ماجدولين هذه الأوهام من خلال دراستها ، فإن هذا في حد ذاته جدير بالتقدير ، بغض النظر عما يقال عن انضواء دراستها في خانة الدراسات ذات النزعة التصنيفية ..حسب ماجدولين أنها ليست من الجوقة التي حاولت أن تحصل على نصيبها من كعكة نوبل..أحيي ماجدولين وكل الأقلام الجادة التي تدرس أدب الأدباء لا لأن الأديب موضوع الدراسة حصل على نوبل أو مرشح للحصول عليها ، بل لما ينطوي عليه أدبه من قيم جمالية وإنسانية رفيعة ، قادرة على مقاومة عوامل الفناء الأدبي..دكتور ربيع عبد العزيز أستاذ النقد الأدبي والبلاغة.

دكتور ربيع عبد العزيز
21/02/2008, 01:40 AM
الأخت ماجدولين
برغم كثرة ما كتبه الدارسون والنقاد عن نجيب محفوظ وأدبه فلا يسعني إلا أن أحيي قلمك وأثمن اختيارك للموضوع؛ذلك أن المرأة لها حضورها البنائي لا التزييني في الرواية المحفوظية ، وهذا الحضور يشف عن وعي الروائي بقدرة المرأة على استقطاب قيم مجتمعها لا في ظرف تاريخي بعينه ، ولا في مكان بعينه ، بل في كل العصور والبيئات ..صحيح أن أنموذج المرأة الساقطة والمقموعة - عند محفوظ -يفوق بكثير أنموذج المرأة الشريفة ، لكننا لا نملك إلا أن نحترم رؤية الكاتب وألا نصادر حقه في اختيار نماذجه..
ما يؤرقني حقا هو أنه في أعقاب حصول محفوظ على نوبل تبارى بعض الدارسين في الكتابة عن أدبه ، وكأنما أطلقت نوبل الأقلام من عقالها..وقد ركب أصحاب هذه الأقلام الموجة فأ فادوا من المناسبة أكثر مما أفادوا أدب محفوظ ، وأساءواإلى الدراسات الجادة وخاصة تلك التي ظهرت بعد مضي سنين عديدة على نوبل محفوظ ، بل إن الذين تباروا- بعد نوبل- في التأليف عن أدب محفوظ ،أوهموادون قصد الدارسين الجادين أنه لم يعد هناك ثمة ما يكتب عن محفوظ وأدبه. وحين تكسر ماجدولين هذه الأوهام من خلال دراستها ، فإن هذا في حد ذاته جدير بالتقدير ، بغض النظر عما يقال عن انضواء دراستها في خانة الدراسات ذات النزعة التصنيفية ..حسب ماجدولين أنها ليست من الجوقة التي حاولت أن تحصل على نصيبها من كعكة نوبل..أحيي ماجدولين وكل الأقلام الجادة التي تدرس أدب الأدباء لا لأن الأديب موضوع الدراسة حصل على نوبل أو مرشح للحصول عليها ، بل لما ينطوي عليه أدبه من قيم جمالية وإنسانية رفيعة ، قادرة على مقاومة عوامل الفناء الأدبي..دكتور ربيع عبد العزيز أستاذ النقد الأدبي والبلاغة.

محمد عماري
29/02/2008, 05:52 AM
أشرت أختي الكريمة لدور المومس من خلال رواية "اللص والكلاب"لكن هناك دور آخر في نفس الرواية وهو "الخيانة"ويتعلق الأمر بخيانة نبوية لزوجها سعيد مهران عندما زج به في السجن فطلقت وتزوجت من ظله أي من صديقه الحميم "عليش" ثم لا ننسى أن هذا الدور طفا للوجود بعد الثورة الناصرية أذ كان نجيب محفوظ يعتقد أن الثورة لم تحقق ما كان يطمح اليه الفقراء من أبناء الشعب نظرا لبعض السلوكات التي ظهرت في صفوف الطبقة التي قادت الثورة كالا ستغلال والا نتهازية والنفوذ وتسلق المراتب الا جتماعية على حساب المبادئ التي جاء بها التغيير.
شكرا لك ولمجهودك الطيب
محمد عماري/المغرب