المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في المقبرة(أرجو من ضعاف القلوب عدم الدخول)



زاهية بنت البحر
05/01/2007, 01:47 AM
انزلقتْ قدمي فوقَ الطينِ,فكدتُ أسقطُ في بركة ِماء ٍصغيرةٍ خلَّفتها الأمطارُ التي مازالتْ تتساقطُ بغزارةٍ ملفتةٍ منذُ أيَّامٍ ثلاثةٍ فوقَ الجزيرةِ الصَّغير ة ِجسداً , العجوزِ قِدَماً , الرَّقيقةِ المسالمة ِ أهلاً وقلباً, فاتَّكأتُ بوهمي على ساعدِ الرِّيح ِ المكينةِ أسندُ بها ضعفي المتزايد سرعة ً,وأنا أعبرُ بابَ المقبرةِ تسبقني أمي وعمتي لقراءة ِمايتيسرُ لنا منْ آياتِ اللهِ البيناتِ فوقَ قبرِ عمي بنية ِمؤانستِهِ بينَ المغربِ ,والعشاء ِ, وتذكيرِه ِبالشَّهادتينِ <وكيف َيجيبُ الملكين ِعندَ سؤالهِِ عن ْربهِِّ , ونبيهِ ,وكتابهِ,
فهذه هي الليلةُ الأولى التي يباتُ فيها تحتَ الترابِ بعيداً عن دفءِ أسرته <وستر سقف بيته , وزقزقة أولاده الصغار حوله بعد أن فارقته الرُّوح إثر حادث مؤلم أغرقه فيه البحرُمع بعض ركاب القارب عند قدوم هذه العاصفة الهوجاء التي ضربت الجزيرة بعنف, لم تشهد له مثيلاً منذ أكثر من سبعين عاماً
كما ذكر بعض المعمرين فيها ,وكما أذاعت وكالة الأنباء المحلية.
تقاعس رجال العائلة عن القيام بهذه المهمة الشاقة بالنسبة لامرأة مثلي تخاف من صوت الدِّيك إن هو صاح ليلاً ,وكان سكان الجزيرة قد تخلوا عن هذه العادة المتوارثة منذ القدم,ومازلت أذكر كيف كان الرجال يخرجون ليلاً إلى المقبرة لتذكير من دفن فيها نهاراً, وهم يحملون بأيديهم فوانيس صغيرة
تضيء لهم الطريق قبل قدوم الكهرباء إليهم,وكنت والكثيرُ من الصِّغار نلحق بهم لرؤية مايحدث هناك
ولكنَّهم اكتفوا مؤخراً بتذكيره بعد الصلاة عليه ساعةالدفن بتحرض من البعض .
قررت أن أفك َّ أنا بنفسي ( وِحْدة َ)عمي ضاربة بالمستجدِ من التنبيهات عرض الحائط .شعرت بالخوف منذ اللحظة الأولى لامتشاقي سيف البطولة,ولكنَّ عنادي وإصراري على المضي قدماً في تنفيذ ماعزمت عليه حال بيني, وبين الانصياع لتحذيرات النسوة من الخروج إلى المقبرة ليلاً في هذا الجو العاصف بالريح, والأمواج التي تضرب كلَّ ماتصادفه من صخرٍ وبشرٍ وشجرٍبجنون ,عدا الأشباح الثَّائرة المنتشرة هنا وهناك (كما قالت إحداهنَّ),ولكنَّ أذني صُمِّتا إلا عما أريد أن أسمعه.
كل شيء كان يوحي بالكآبة في البيت حزن طاحن, وغمٌّ داكن ,وبكاء دائم ,فالفقيد لم يزل شاباً ,وهو أصغر أفراد العائلة سناً ,وأولاده صغارٌ,وهو محبوب من الجميع,وفي الطريق سكون يوحي بكارثة قادمة جعلني أتلفَّتُ يمنة , ويسرة خشية المجهول ,فالدَّكاكين أغلقت أبوابها,وجميع السكان التزموا بيوتهم لأن الريح كانت تزرع الخراب أينما حلَّتْ,والمياه تتدفق في الحارات والشوارع الضيقة والظلام خيَّمَ باكراً بعد أن قُطعَ التيار الكربائي,والغيوم السوداء طوت آخر أملٍ لبصيص نوربعد غروب الشَّمس خلف الأفق بوقتٍ قصير,ثمَّةُ رعشة في داخلي تكاد تسحق روحي جعلت يديَّ ترتجفان ليس برداً, بل لاضطراب ٍ في ذاتي الواجفة التي تطوعت للعب دور فضفاض لايليق بارتعاشة أنفاسها المتهالكة في ليلة ليلاء من ليالي الشتاء وليس أي شتاء. دخلت حي المقبرة أستمد بعض القوة من العجوزين أمي وعمّتي اللتين أبتا إلا مرافقتي خوفاً علي من أنْ أصاب بأذى بين القبور (جلطة كانت أو جنونا),وكم تمنَّيت أن أُمْنعَ من ذلك بالقوة ,ولكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن.
شارع ضيق يطلُّ مباشرة على البحر لايعبره في مثل هذا الجو القاتم إلا من فقد شيئاً من وعيه كمن يفقد عزيزاً غالياً كعمي الذي كان صديقاً لي عندما كنَّا صغاراً ,فهو يكبرني بسنواتٍ قليلة تجمعني به ذكريات طفولتي الأولى التي مازلت أعيش تفاصيلها رغم مرور الزمن..هذا الطريق الرفيع قسم المقبرة إلى قسمين سُيِّجا بسور حجري لم أره من قبل بسبب هجري لمسقط رأسي منذ وقتٍ طويل, فرأيت وأنا أقترب من باب الجبَّانة الغربية الصخورَ الضخمة التي تشكل سوراً حول الجزيرة الوادعة
تهدَّمَ معظمُه بقوة الأمواج, وتعاقب الأيام والسنين ..
كان البرق يلمع فوقها بين الفينة والأخرى عندما يقصف الرعد بعصبية ممزوجة بالصَّخب ,فتراءت لي وكأنَّها جنٌ تجسَّدَ بأشكال مختلفة في ظلام دامس...أحسست بالرهبة وهدير الريح يعوي في هذا المكان المقفهرإلا مني و من هاتين المرأتين اللتين بدتا أقوى من شابة تلحق بهما,وقلبها يصارع الخوف صراعاً مريراً بينما كانتا تتخطَّيان حفر الماء بسهولة, وأنا أجاهد للحاق بهما بصعوبة بالغة
وصلنا قبر الفقيد بعد أن مشينا بين الأضرحة عشرات الأمتار ,وكان رجال العائلة قد نصبوا فوقه خيمة واقية من الأمطار ,ليتسنى لمن يزوره في الأيام الماطرة القادمة المكوث تحتها ريثما تنتهي الزيارة,وكان علينا أن نقرأسورة ياسين ونهبها لروح الميت,ومن ثمَّ نذكِّرُه ُبما يجيب به الملكين أنكر ونكير عندما يحضران لسؤاله,وعندما هممنا بدخول الخيمة, وأنا ألهثُ كعجوزسمعنا مجموعةأصواتٍ مفزعة تخرج من وراء القبر لم نتبين هويَّتها,فصرخت صوتاً ربما سمعه سكان الجزيرة كلِّها ,وكدت أصاب هذه المرة بجلطة فعلية ..لحظات بل أقل من لحظات مرَّت عليَّ مرعبة فتاكة ,كرهت فيها تلك العادات ,والتقاليد التي تعودت عليها وأنا صغيرة,ومقت خروجي أصلاً من البيت بدون محرم,وأنا أحس بأنني أجبن مخلوقٍ في هذا الكون,وتأكد لي أن هذا العمل لايرضي سوى الجهلة من الناس,وندمت على ماأقدمت عليه ندماً شديداً ,وقبل أن أتهاوى فوق الأرض سمعت صوت والدتي تقول لي :
لاتخافي إنها مجموعة من القطط تخبأت تحت الخيمة هروباً من الأمطار.
لم أستطع أن أقرأ سورة ياسين واكتفيت بالبسملة,وركضت باتجاه باب المقبرة تسبقني النية بالتوبة
عن تكرار مثل هذا العمل مرة أخرى,حتى لوكان الميتُ أبي
بقلم
بنت البحر
يكفيكم فخراً فأحمد منكم***وكفى به نسباً لعزِّ المؤمن

ايمان حمد
07/01/2007, 10:43 PM
يا الله
رحم الله عمك يا زاهية وهون عليه ضمة القبر وحسابه

نعم لا يجرؤ للذهاب الى هذه الاماكن الا من جذبه الحنين جذبا ولغى عقله لغيا

وقد حدث لى شىء شبيه ولكنى كنت جبانه بحق
فبينما انا واهلى جميعا نقرأ الفاتحة على والدى اثناء رجوعنا من العزبة مساءا .. قرر اخوتى ان يطيلوا البقاء حتى غرق الليل فى العتمة

وكنت صغيرة وقتها حينما رأيت اغصان الشجر بالكامل تتساقط بقرب رجلى فأغمى على ّ
ولن اذكر لم ما مر بى من رعب وهواجس لحدوث هذا فى مثل هذا الوقت وهذا المكان

كل هذا كان بسبب الجناينى الذى يقلم الاشجار فى وقت الليل !

المهم لم اذهب الى هناك مرة اخرى من يومها
وقد تعلمت ان اهدى ابى قراءة القرآن وان اتصدق وان اصله بطرق غير الزيارة

رحم الله اموات المسلمين وهون عليهم ظلمة القبر ووحشته

زاهية بنت البحر
08/01/2007, 02:12 PM
كتب الأديب الناقد الأستاذ عبد الرحمن الجميعان عن هذه القصة مشكورًا مايلي:

في المقبرة التي تعد لوحة متناسقة من الألفاظ الجزلة الجميلة، وتتميز بسعة الخيال اللفظي والوصفي، كالعبارة التي تقول فيها وهي تقطر حلاوة وعليها مهابة لغتنا العالية(فاتَّكأتُ بوهمي على ساعدِ الرِّيح ِ المكينةِ أسندُ بها ضعفي المتزايد سرعة ً,
وأنا أعبرُ بابَ المقبرةِ تسبقني أمي وعمتي لقراءة ِمايتيسرُ لنا منْ آياتِ اللهِ البيناتِ...)فتشعر أنك أمام قلم يتفنن في اللغة ويعرف كيف يصوغ لغة تفهم السامع والقارئ مع علو كعبها في القاموس.
و تصور لك جهل هؤلاء القرويين أو أصحاب هذه المدينة الطيبة، و كيف بساطتهم تكون، مع حبهم للدين، وتدينهم الفطري، و تدخل معك في رسم لوحة مخيفة للقبر والموت والبلى، كهذه العبارات التي ظهرت في القصة(وكيف َيجيبُ الملكين ِعندَ سؤالهِِ عن ْربهِِّ , ونبيهِ ,وكتابهِ فهذه هي الليلةُ الأولى التي يباتُ فيها تحتَ الترابِ
بعيداً عن دفءِ أسرته وستر سقف بيته , وزقزقة أولاده الصغار حوله بعد أن فارقته الرُّوح إثر حادث مؤلم أغرقه فيه البحرُ
مع بعض ركاب القارب عند قدوم هذه العاصفة الهوجاء....)، فتشعر بأنك الميت أو قريب لميت، كل ذلك من براعة القلم وصدق العاطفة، وسرح الخيال، و القدرة على تصوير المشهد، وتحريك الألفاظ كأنها شخصيات على مسرح العرائس يحركها لا عبها كيف يشاء.
و القصة كلها تشوق القارئ ليتابع نهايتها التي تصل إلى الضحك على الراوية(لم أستطع أن أقرأ سورة ياسين واكتفيت بالبسملة
وركضت باتجاه باب المقبرة تسبقني النية بالتوبة عن تكرار مثل هذا العمل مرة أخرى حتى لو كان الميتُ أبي..)إن الخاتمة لتدل على الأذى الذي لحق بهذه الفتاة التي أرادت أن تكون بطلة في جنح الظلام، ولكن الليل و القبور لهما شأن آخر عند الناس، فكانت النهاية ....هذه,,,,!

منقول

زاهية بنت البحر
10/01/2007, 07:00 PM
يا الله
رحم الله عمك يا زاهية وهون عليه ضمة القبر وحسابه

نعم لا يجرؤ للذهاب الى هذه الاماكن الا من جذبه الحنين جذبا ولغى عقله لغيا

وقد حدث لى شىء شبيه ولكنى كنت جبانه بحق
فبينما انا واهلى جميعا نقرأ الفاتحة على والدى اثناء رجوعنا من العزبة مساءا .. قرر اخوتى ان يطيلوا البقاء حتى غرق الليل فى العتمة

وكنت صغيرة وقتها حينما رأيت اغصان الشجر بالكامل تتساقط بقرب رجلى فأغمى على ّ
ولن اذكر لم ما مر بى من رعب وهواجس لحدوث هذا فى مثل هذا الوقت وهذا المكان

كل هذا كان بسبب الجناينى الذى يقلم الاشجار فى وقت الليل !

المهم لم اذهب الى هناك مرة اخرى من يومها
وقد تعلمت ان اهدى ابى قراءة القرآن وان اتصدق وان اصله بطرق غير الزيارة

رحم الله اموات المسلمين وهون عليهم ظلمة القبر ووحشته

أهلا بك ومرحبًا أختي الغالية إيمان
وهذه الإضافات المثرية للموضوع
دمت بخير وهناء
أختك
بنت البحر

أبويزيدأحمدالعزام
26/12/2007, 09:19 PM
لقد اخذت مني هذه المقبرة نصفي الثاني.
..................
الاديبة زاهية بنت البحر من جمال القصة وجاذبيتها احسست أ ني من أبطالها رحم الله اموات المسلمين,دام قلمك سيدتي.

عبد العزيز غوردو
26/12/2007, 10:00 PM
"سيناريو" محكم البناء هذا الذي قرأته هنا... لأجواء ليلي شتوي داخل مقبرة...

والأروع منه ذياك "السيناريو" الذي يصف نفسية البطلة وقد استوطنها الرعب حتى العظام...

ممتع حقا أن نقرأ إبداعا كهذا...

:vg:

إيمان عبد العظيم
27/12/2007, 06:47 AM
العزيزة الغالية بنت البحر

هذه التجربة الفريدة لزيارة القبر في قلب الليل ، جعلتني فعلا أتخيل

نفسي في نفس الموقف كأنني اشاهد فيلما سينمائيا أو شريط

ذكريات يمرّ سريعا في ذهني ، تجربتي مع الموت و القبور بدأت
منذ وفاة جدتي و قد كان وقتها عمري4 سنوات فقط !

أخرها كان يوم وفاة أمي منذ حوالي ست سنوات ، لكن أعتقد
تجربة الليل غير أن ترى القبر في وضوح النهار .
و لم اتجرأ على الوقوف على رأس القبر بينما كانت تنزل به
رحمها الله، الموقف شديد ، عسير لكنه مهيب ، الفرق بين
الجنازة و زيارة القبور كبير جدا ، و أعتقد أن ذهاب النساء
إلى هناك أثناء الدفن ليس فرض عين عليهن ، لا أعرف !
المهم أنك لمست عادات موروثة ليست من الإسلام في شئ.

جزاك الله كل خير و رحم موتانا جميعا و موتى المسلمين!

بديعة بنمراح
27/12/2007, 01:10 PM
:fl:
الاخت العزيزة زاهية
فعلا أختي ، رعب و فزع يصيب من يقترب من المقبرة ليلا ، خاصة في هذا الجو العاصفي الذي وصفته بدقة و حبكة .
إنه رعب من الموت نحسه بداخلنا ، و ليس خوف من القبور او الميتين ..
نصك هذا شدني إليه بقوة . أسجل إعجابي.
لك الود و التقدير يا اختي زاهية

زاهية بنت البحر
19/02/2008, 01:29 PM
لقد اخذت مني هذه المقبرة نصفي الثاني.
..................
الاديبة زاهية بنت البحر من جمال القصة وجاذبيتها احسست أ ني من أبطالها رحم الله اموات المسلمين,دام قلمك سيدتي.

د.أحمد ..المقبرة في النهاية هي مسكن الجميع المؤقت قبل الجنة أو النار وتظل مرعبة والله رغم أن فيها عبرة لمن يعتبر.أهلا بك ومرحبا
أختك
بنت البحر

صلاح م ع ابوشنب
21/02/2008, 03:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت زاهية بنت البحر
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة جدا ، اسلوب رائع متقن ، وتشبيهات بلاغيه جذابه ، هى فاترينة لمعرض زاهى من الكلمات والتعبيرات ، أما من ناحية الرعب فهى تصلح لتكون عمل سينمائى مرعب حقا ، انها تذكرنا بافلام اسماعيل ياسين التى جسد فيها الرعب وحكايات العفاريت . رحم الله العم واسكنه فسيح جناته وألهم اهله الصبر والسلوان .
صلاح ابوشنب

صلاح م ع ابوشنب
21/02/2008, 03:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخت زاهية بنت البحر
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة جميلة جدا ، اسلوب رائع متقن ، وتشبيهات بلاغيه جذابه ، هى فاترينة لمعرض زاهى من الكلمات والتعبيرات ، أما من ناحية الرعب فهى تصلح لتكون عمل سينمائى مرعب حقا ، انها تذكرنا بافلام اسماعيل ياسين التى جسد فيها الرعب وحكايات العفاريت . رحم الله العم واسكنه فسيح جناته وألهم اهله الصبر والسلوان .
صلاح ابوشنب

زاهية بنت البحر
09/03/2008, 02:00 AM
"سيناريو" محكم البناء هذا الذي قرأته هنا... لأجواء ليلي شتوي داخل مقبرة...

والأروع منه ذياك "السيناريو" الذي يصف نفسية البطلة وقد استوطنها الرعب حتى العظام...

ممتع حقا أن نقرأ إبداعا كهذا...

:vg:

صدقت أخي المكرم د.عبد العزيز غوردوأ. كان يومًا لاأنساه ماحييت، بدأت فيه رحلة خوف كنت قد تخطيتها سابقًا، لكن ماتعرضت له من مختلف الظواهر الطبيعية والأحاسيس النفسية، جعلني أتراجع عن شجاعتي هذه غير المطلوبة من أنثى، وألوذ بالحذر قبل الإقدام على مالاأعرف نتائجه، وهذا واجب على كل مخلوق كي لا يندم أو يصاب بما لاتحمد عقباه، خاصة المرأة التي خلقها الله رقيقة بطبعها لاتحتمل القسوة طبيعيًا ولانفسيًا . لك شكري وتقديري على مرورك العطر.
أختك
بنت البحر

ابراهيم عبد المعطى داود
14/03/2008, 09:59 PM
المبدعة والكاتبة / بنت البحر
تحية عاطرة
" رحم الله أمواتنا وأموات المسلمين .. وأسكنهم فسيح جناته .. وأسبغ علينا الصبر والسلوان "
هذا ماحدث الحرف الواحد بعد يومين من وفاة والدى عليه نسائم الرحمة ...
فلم أتمالك الا ازراف الدموع ...
خالص ودى وتقديرى
ابراهيم عبد المعطى داود

زاهية بنت البحر
17/03/2008, 03:58 AM
العزيزة الغالية بنت البحر

هذه التجربة الفريدة لزيارة القبر في قلب الليل ، جعلتني فعلا أتخيل

نفسي في نفس الموقف كأنني اشاهد فيلما سينمائيا أو شريط

ذكريات يمرّ سريعا في ذهني ، تجربتي مع الموت و القبور بدأت
منذ وفاة جدتي و قد كان وقتها عمري4 سنوات فقط !

أخرها كان يوم وفاة أمي منذ حوالي ست سنوات ، لكن أعتقد
تجربة الليل غير أن ترى القبر في وضوح النهار .
و لم اتجرأ على الوقوف على رأس القبر بينما كانت تنزل به
رحمها الله، الموقف شديد ، عسير لكنه مهيب ، الفرق بين
الجنازة و زيارة القبور كبير جدا ، و أعتقد أن ذهاب النساء
إلى هناك أثناء الدفن ليس فرض عين عليهن ، لا أعرف !
المهم أنك لمست عادات موروثة ليست من الإسلام في شئ.

جزاك الله كل خير و رحم موتانا جميعا و موتى المسلمين!


أهلا بك أختي العزيزة إيمان عبد العظيم. لاأدري لماذا أشعر برجفة عندما أعود بذاكرتي إلى ذلك اليوم، موقف لاأحسد عليه كاد يعود ثانية عند وفاة والدتي وخروجي لفك وحدتها ، ولكنني حقيقة هذه المرة لم أستطع دخول المقبرة لخوفي الشديد واكتفيت بالوقوف بعيدا تحت الأضواء.
بارك الله بك ورعاك
أختك
بنت البحر

نزار ب. الزين
17/03/2008, 04:41 AM
لأن عمري سبع و سبعون ، و اشعر أنني قريب من مسكني الأبدي ، فقد اصغيت لتحذيرك لأنني شعرت أن قلبي ضعيف لا يقوى على قراءة نص كهذا فتحاشيته بداية ،
و لكن اسم مريم ( بنت البحر ) راعية الأدباء ،
كان يجتذبني إلى أن تمكنت من لملمة شجاعتي ، و توكلت على الله فقرأت النص ..
بلغة تدل على شموخ كاتبته و قوتها اللغوية المكينة الراقية
تمكنت ( بنت البحر ) من رسم لوحة فنية ، لمشاعر سيدة تدخل الجبانة بعناد
يدفعها إليه حبها لعمها المتوفى حديثا إثر تعرضه لغدر البحر ،
و لكن بقلب يرتعش رعبا ؛
فخرجت من بين أناملها لوحة رائعة معنى و مبنى قل مثيلها
أشد على يدك مهنئا يا أختي مريم :vg:
و أتمنى لك دوام الصعود و التألق
نزار

زاهية بنت البحر
18/07/2009, 05:13 PM
:fl:
الاخت العزيزة زاهية
فعلا أختي ، رعب و فزع يصيب من يقترب من المقبرة ليلا ، خاصة في هذا الجو العاصفي الذي وصفته بدقة و حبكة .
إنه رعب من الموت نحسه بداخلنا ، و ليس خوف من القبور او الميتين ..
نصك هذا شدني إليه بقوة . أسجل إعجابي.
لك الود و التقدير يا اختي زاهية

أختي الغالية البديعة بديعة
أين أنت أرجو أن تكوني بخير
اشتقنا والله لك ولحرفك الراقي
أختك
زاهية بنت البحر