حسن العابدي
21/03/2009, 09:54 AM
*زواج الشعر والنثرفي اليوم العالمي للشعر
يا مجانين العالم العربي اتحدوا
- تأتلف الأرواح على اختلاف معادن اصحابهاوطباعهم،وما أكثر ما يخالف بينها ويؤلف! فكيف إذا تعلق الأمر بشاعرين يباعد بينهما الجسد، ومع ذلك جرت روحاهما جداول على جغرافيا مكتوب شعري واحد.؟
انه الشعر ذاك الجوهر اللامتجوهر،المتأبي دوما من الانتظام في حدود تجسدنه أوتسميه داخل مسكوكات لفظية تماما مثل الروح،لا قبة لها سوى جسد تتمرأى فيه.تسكنه حيا وتغادره قاعا صفصفا. وتلك صورة من صور تجليها المظهرانية،غير القابلة للاستنساخ. متعالية هي الروح،وشقيقها الشعر في تعاليها وانبهامه.
فما الشعر خارج الحياة، إذا لم يكن بصمة عن الفكر والوجدان؟ وما الروح ثانية إذا لم تكن دمغة نورانية على وجود صاحبها الخاص؟ وما الحياة من غير ما روح،وما الروح دونما شعر؟ بل ما الحياة خارج كينونة الإنسان.؟
وما كينونة هذا الكائن الزمني إن لم تكن كينونة لغة وكلام، بها يتعرف وإليها ينتسب؟ ذاك قدره الأسمى، وحظه الأوفى.ومن ثم جدارة تسميته.وإن أي انسحاب من مدار كينونته الكلامية هو بمثابة خرق لنواميس الكون وانقلاب فاشيستي على الحياة والوجود والشعروالقيم والروح سواء بسواء.
إن أي حديث عن ائتلاف الأرواح أو تخالفها سؤال فلسفي عريض تصعب ملاحقته،مشمولٌ بسؤال أضيق منه يتغيا استجلاء خيوط اللحمة والسدى من خلال مشترك إبداعي بين شاعرين هما عبد الناصر لقاح وفريد الأنصاري هو "جداول الروح /مطبعة سندي/ مكناس".لا يعتبر الكتاب نسيج وحده في تاريخ الكتابة الشعرية المشتركة بين أكثر من شاعر في العالمين العربي والغربي فحسب،وإنما لكونه يدخل في إطار تجربة تشكل ظاهرة تستضمر أكثر من سبب ودافع إلى مثل هذا السلوك المنزاح عن مركزية الإبداع الشعري خاصة باعتباره كتابة بالأنا عن الأنا الاديولوجية.
أولا يمكن أن يفسر هذا الانزياح- من بين تفسيرات أخرى- بانت شكل من أشكال التمرد،وشق عصا الطاعة على أبوة انوية ظلت وستبقى مستحكمة من الإبداع الشعري؟ انتهاء إلى بيت طاعة شعرية،بما هي طبقا لمقتضيات واجب الروح واجب بالفضيلة،مرادف لواجب الحق القاضي باطراح الاديولوجيات جمعاء،بما فيها ايدولوجيا الأنا الضيقة؟!
- يمتح الشاعر عبد الناصر لقاح من مرجعيات بلا ضفاف...فيما يغترف شقيقه الروحي الشاعر فريد الأنصاري من أخرى مؤطرة ومضبوطة على الأقل بضوابط عقدية ملتزمة.وفي ما عدا ذلك فالأمر متروك لحس الشاعرين الجمالي والروحي ولثقافتهما المتراحبة،في إطار ما يحتمه التسامح والانفتاح على الآخر أو يستدعيه التمرجع إلى الأصول مدا وجزرا.
لقد التأم شمل المتنائيات وحن الغريب إلى النقيض فسالت الروح في جداول شعرية صافية وعميقة. وعلى التخوم منها،تأنس أرواح القراءوتنتعش طالما أن هناك جداول نور تقول:* فيا أيها الشاعرُ المنتمي للمدى..
أتى وقتُك الآن فادخل مقام السحر
تجددْ توحدْ ولا تتعددْ.
فهذي الحروف تمدد فيها انحناءُ الفخار
ففاضت جداولَ في جدول شاعريِّ أصيل؛
فمن ذا يعانق هذا الجمال المحال؛
ولا ينتشـــــــــــي بثمالة حال؟
************
فيا أيها الشاعر المنتمي للندى..
تدفق لثى رائقا شائقا
تجلد برقة جِلْب النخيلْ
ومُد جناحك وارحل إلى ممْلكـــات الهديلْ
فثَمَّ جداول نور
تسيح على عرصات الشــــــــــرودْ
فلا ثم حد ولا ثمَّ سورْ
تلال تهب عليها رياح من المسك والكهرمان
وبكبر يكبر فيه المكان
فيغدو محيطات ضوءبهير
على دعة يرتديه اخضرار ندي، بهي، شهيّ.
-أوليس الشعر سبيلا للاتصال بالكون والتواصل مع الوجود، بدل الانفصال والتعدد في مرآة الذات الواهمة؟
-أولا يعد تضخم الأنا إفراطا فاحشا في نزعة التمركز حول الذات،وشكلا من أشكال الطفولة المتأخرة ضدا على طفولة الشعر البريئة براءة الشعر من أحوالنا؟
- ألم يان بعد للشعر أن يضطلع بوظيفته السحرية ومهامه الثقافية الرائبة لما تصدع من جدار الأوزون الإنساني،وما انفرط من عقد الروح وأنسجة الجمال؟ في زمن الهوليكانزية الجديدة وتيار التصحر على خليج الروح، وعراق الوجدان، على الغرار من موجة الصقيع الرائنة على أندلس الوجدان والزحف الأخطبوطي
للعولمة على فصيلة دمائنا العزلاء.
- أين لنا بشيء من إكسير الشعر وماء الفنون:قطرة، ريشة أو شعاعا، تعويذة.... أي شيء يصلح لرقي جنون العالم بجنون الشعر....
- يا مجانين العالم العربي اتحدوا، اتحدوا يا مجانين العالم....
- هذا يومكم فأنتم في مصحات شعر خصوصية باذخة.....
**تحية خاصة من عاصمة الثلج/أزرو المغرب.
+حسن العابدي
يا مجانين العالم العربي اتحدوا
- تأتلف الأرواح على اختلاف معادن اصحابهاوطباعهم،وما أكثر ما يخالف بينها ويؤلف! فكيف إذا تعلق الأمر بشاعرين يباعد بينهما الجسد، ومع ذلك جرت روحاهما جداول على جغرافيا مكتوب شعري واحد.؟
انه الشعر ذاك الجوهر اللامتجوهر،المتأبي دوما من الانتظام في حدود تجسدنه أوتسميه داخل مسكوكات لفظية تماما مثل الروح،لا قبة لها سوى جسد تتمرأى فيه.تسكنه حيا وتغادره قاعا صفصفا. وتلك صورة من صور تجليها المظهرانية،غير القابلة للاستنساخ. متعالية هي الروح،وشقيقها الشعر في تعاليها وانبهامه.
فما الشعر خارج الحياة، إذا لم يكن بصمة عن الفكر والوجدان؟ وما الروح ثانية إذا لم تكن دمغة نورانية على وجود صاحبها الخاص؟ وما الحياة من غير ما روح،وما الروح دونما شعر؟ بل ما الحياة خارج كينونة الإنسان.؟
وما كينونة هذا الكائن الزمني إن لم تكن كينونة لغة وكلام، بها يتعرف وإليها ينتسب؟ ذاك قدره الأسمى، وحظه الأوفى.ومن ثم جدارة تسميته.وإن أي انسحاب من مدار كينونته الكلامية هو بمثابة خرق لنواميس الكون وانقلاب فاشيستي على الحياة والوجود والشعروالقيم والروح سواء بسواء.
إن أي حديث عن ائتلاف الأرواح أو تخالفها سؤال فلسفي عريض تصعب ملاحقته،مشمولٌ بسؤال أضيق منه يتغيا استجلاء خيوط اللحمة والسدى من خلال مشترك إبداعي بين شاعرين هما عبد الناصر لقاح وفريد الأنصاري هو "جداول الروح /مطبعة سندي/ مكناس".لا يعتبر الكتاب نسيج وحده في تاريخ الكتابة الشعرية المشتركة بين أكثر من شاعر في العالمين العربي والغربي فحسب،وإنما لكونه يدخل في إطار تجربة تشكل ظاهرة تستضمر أكثر من سبب ودافع إلى مثل هذا السلوك المنزاح عن مركزية الإبداع الشعري خاصة باعتباره كتابة بالأنا عن الأنا الاديولوجية.
أولا يمكن أن يفسر هذا الانزياح- من بين تفسيرات أخرى- بانت شكل من أشكال التمرد،وشق عصا الطاعة على أبوة انوية ظلت وستبقى مستحكمة من الإبداع الشعري؟ انتهاء إلى بيت طاعة شعرية،بما هي طبقا لمقتضيات واجب الروح واجب بالفضيلة،مرادف لواجب الحق القاضي باطراح الاديولوجيات جمعاء،بما فيها ايدولوجيا الأنا الضيقة؟!
- يمتح الشاعر عبد الناصر لقاح من مرجعيات بلا ضفاف...فيما يغترف شقيقه الروحي الشاعر فريد الأنصاري من أخرى مؤطرة ومضبوطة على الأقل بضوابط عقدية ملتزمة.وفي ما عدا ذلك فالأمر متروك لحس الشاعرين الجمالي والروحي ولثقافتهما المتراحبة،في إطار ما يحتمه التسامح والانفتاح على الآخر أو يستدعيه التمرجع إلى الأصول مدا وجزرا.
لقد التأم شمل المتنائيات وحن الغريب إلى النقيض فسالت الروح في جداول شعرية صافية وعميقة. وعلى التخوم منها،تأنس أرواح القراءوتنتعش طالما أن هناك جداول نور تقول:* فيا أيها الشاعرُ المنتمي للمدى..
أتى وقتُك الآن فادخل مقام السحر
تجددْ توحدْ ولا تتعددْ.
فهذي الحروف تمدد فيها انحناءُ الفخار
ففاضت جداولَ في جدول شاعريِّ أصيل؛
فمن ذا يعانق هذا الجمال المحال؛
ولا ينتشـــــــــــي بثمالة حال؟
************
فيا أيها الشاعر المنتمي للندى..
تدفق لثى رائقا شائقا
تجلد برقة جِلْب النخيلْ
ومُد جناحك وارحل إلى ممْلكـــات الهديلْ
فثَمَّ جداول نور
تسيح على عرصات الشــــــــــرودْ
فلا ثم حد ولا ثمَّ سورْ
تلال تهب عليها رياح من المسك والكهرمان
وبكبر يكبر فيه المكان
فيغدو محيطات ضوءبهير
على دعة يرتديه اخضرار ندي، بهي، شهيّ.
-أوليس الشعر سبيلا للاتصال بالكون والتواصل مع الوجود، بدل الانفصال والتعدد في مرآة الذات الواهمة؟
-أولا يعد تضخم الأنا إفراطا فاحشا في نزعة التمركز حول الذات،وشكلا من أشكال الطفولة المتأخرة ضدا على طفولة الشعر البريئة براءة الشعر من أحوالنا؟
- ألم يان بعد للشعر أن يضطلع بوظيفته السحرية ومهامه الثقافية الرائبة لما تصدع من جدار الأوزون الإنساني،وما انفرط من عقد الروح وأنسجة الجمال؟ في زمن الهوليكانزية الجديدة وتيار التصحر على خليج الروح، وعراق الوجدان، على الغرار من موجة الصقيع الرائنة على أندلس الوجدان والزحف الأخطبوطي
للعولمة على فصيلة دمائنا العزلاء.
- أين لنا بشيء من إكسير الشعر وماء الفنون:قطرة، ريشة أو شعاعا، تعويذة.... أي شيء يصلح لرقي جنون العالم بجنون الشعر....
- يا مجانين العالم العربي اتحدوا، اتحدوا يا مجانين العالم....
- هذا يومكم فأنتم في مصحات شعر خصوصية باذخة.....
**تحية خاصة من عاصمة الثلج/أزرو المغرب.
+حسن العابدي