المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبر عن النساء أسهل من الصبر عليهن!



غالب ياسين
21/03/2009, 09:07 PM
وقد قال لي أحدهم حكمة بليغة:
قال:

إن الموفق في زواجه الأول قلما يتزوج ثانية، من النادر أن يتزوج على زوجته، قد تراوده في ذلك الهواجس والأفكار ولكنه يُحجم عن التنفيذ، ويحس بالاكتفاء والسعادة، وعدم الطيش بالإقدام على المغامرة، فقد يفقد زوجته الأولى والتي هو موفق معها كل التوفيق، وهو لا يضمن سعادته مع الأخرى.. فالزواج الثاني بالنسبة له مغامرة مجهولة وقفز في الظلام.. وقد تكون هذه قاعدة عامة بطبيعة الحال، ولكنها حكمة جيدة لكل من يعيش حياة زوجية موفقة، مع زوجة يفهمها وتفهمه، ويحبها وتحبه، ويسعدها وتسعده، وهذه أمور إذا ظفر بها العاقل في امرأة صالحة تساوي لديه كنوز الدنيا، وتشعره بالغبطة والراحة، وبعمق السعادة، فإن من لا يجد السعادة في بيته فلن يجدها في مكان آخر.. وإن من وجد السعادة في بيته ينبغي عليه أن لا يتبطر على النعمة، ولا يغامر بفقدان تلك السعادة، ناهيك عن آلامه البالغة إذا جرح تلك الزوجة الصالحة بالزواج عليها بدون سبب، وإنما لمجرد الطمع والبطر.. وتلك أمور ليس لها حدود.. ولا يسلم العاقل نفسه لها، ولا يطيع هواه فيها ولو فعل فإنه لن يرضيه أي شيء، وسيظل يطلب المزيد، بل سيظل يتخبط في الواقع..

وقد قال الشاعر القديم:


النفس راغبةٌ إذا رغَّبءتَها

وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقءنَعُ


وهذا صحيح، فإن الإنسان إذا أطاع هواه، ورغَّب نفسه بالمزيد من اللذات، وأشعل خياله، قد يظن أنه سوف يجد المزيد من السعادة والنعيم، وما أبعد ذلك عن الصحيح، ما أبعد الواقع عن الخيال، وما أكبر الفرق بين الأحلام والتحقيق، فإن الخيال لا يرى إلا الجانب الحسن من الأمر، والواقع يجبر الإنسان على قبول الحسن والسيئ معاً، المر والحلو دفعة واحدة، وقد يكون المر هو الغالب، والسيئ هو الحاصل، ولكن الخيال والأحلام لا ترى إلا ما يحب الإنسان، غير أن الحياة ليست على هواه!

يقول الإمام عبدالرحمن بن الجوزي - رحمه الله -:

"من أعظم الضرر الداخل على الإنسان كثرة النساء..

إنه أولاً يشتِّت همه في محبتهن، ومداراتهن وغيرته، والإنفاق عليهن، ولا يأمن إحداهن أن تكرهه وتريد غيره، فلا تتخلص إلا بقتله..

ولو سلم من جميع ذلك لم يسلم في الكسب لهن، فإن سلم لم يَنجُ هو من السآمة لهن أو لبعضهن.. ثم يطلب ما لا يقدر عليه من غيرهن، حتى إنه لو قدر على نساء بغداد كلهن فقدمت امرأة مستترة من غير البلد ظنَّ أنه يجد عندها ما ليس عندهن.. ولعمري إن في الجدة لذة، ولكن رُبَّ مستور إذا انكشف افتضح.

ولو أنه سلم من كل أذى يتعلق بهن، أنهك بدنه في الجماع، فيكون طلبه للالتذاذ مانعاً من دوام الالتذاذ.. ورُبَّ لقمة منعت لقمات، ورُبَّ لذة كانت سبباً في انقطاع لذات. والعاقل من يقتصر على الواحدة إذا وافقتء غرضه، ولا بُدَّ أن يكون فيها شيء لا يوافق، وإنما العمل على الغالب، فتُوهب الخِلَّة الرديئة للمجيدة.

وينبغي أن يكون النظر إلى الدين قبل النظر إلى الحسن.

فإنه إذا قلّ الدين لم ينتفع ذو مروءة بتلك المرأة.."

ابن الجوزي، كتاب صيد الخاطر ص 426-

527@@@

وإنما نعني بهذا العنوان:

"الصبر عن النساء أسهل من الصبر عليهن" جمال الاقتصار على واحدة إذا كانت موافقة، وعدم الطمع في طلب المزيد، فأكثر من واحدة تعتبر (نساء) وفي مداراتهن وتوزع القلب معهن ومطالبهن من الألم أضعاف ما فيه من اللذة، في الغالب العام، وقد أجمع الحكماء على أن دفع الألم مُقدَّمٌ على جلب اللذة..

والإنسان إذا لم يُرزق (فيتامين القناعة) فلا شيء يرضيه، ولا شيء يملأ عينيه، ولا شيء يسعده، فهو دائماً طامع غير قانع، إذا ملك شيئاً زهد فيه وبحث عن غيره، فيشقي نفسه ويُشءقي مَنء حوله..

@@@

يقول خالد بن صفوان - وهو من بلغاء العرب -:

(إن العرب اشتقت اسم الضرة من الضر، وإن أحدهم ما تزوَّج أكثر من واحدة إلا كان في جهد، فإن تزوج ثلاثاً من النساء صار كالقِدءرِ يغلي عليهن!..

أما الأربع من النساء فشرٌّ صحيح لصاحبهن يشيبنه ويهرمنه ويسقمنه.."

وقد ورد في كتاب "الأمالي" لأبي علي القالي شعر مشهور لأعرابي تزوج اثنتين، فقال عن تجربته:


تزوجتُ اثنتن لفُرط جهلي

بما يشقي به زوج الاثنتين

فقلت أصير بينهما خروفاً

يُنَعَّمُ بين أكرم نعجتين

فصرتُ كنعجةٍ تُضحي وتمسي

تُدَاولُ بين أخبثِ ذئبتين

رضا هذي يُهَيِّجُ سَخط هذي

فما أعرى من إحدى السخطتين

والقى في المعيشة كلَّ ضُر

كذاك الضرُّ، بين الضرتين

لهذي ليلةٌ ولتلك أخرى

عتابٌ دائمٌ في الليلتين

فإن أحببت أن تبقى كريماً

من الخيرات مملوء اليدين

فعش عزباً فإن لم تَستطعه

فضرباً في عراض الجحفلين!

@@@

إن هناك أوضاعاً يصبح فيها تعدد الزواج أمراً مستساغاً وقد يكون مطلوباً بالفعل، فلكل حادث حديث، وإنما قصدنا بحديثنا هذا من تزوج امرأة موافقة منجبة أسعدها وأسعدته فإن مغامرته بالزواج عليها ضررها أكثر من نفعها، وعواقبها غير مأمونة.

أما الذي تزوج امرأة عاقرا لا تنجب، فمن المقدور في حقه الزواج من أخرى ولود، وكذلك الذي لم يوفق في زواجه الأول أبداً، ولا يبدو أمامه في الأفق أي بادرة للتغيير نحو الأفضل مع زوجته الأولى، وله منها ولد، فإن زواجه من أخرى وإبقاءه على الأولى قد يحقق له بعض السعادة والعزاء مع الثانية وهو محافظ على أولاده، وقد تعتدل زوجته السيئة إذا دخل عليها منافسة!

@@@

كما أن المرأة التي تتزوج من رجل لديه زوجة، لا ينقص هذا في حقها إذا تزوجته عن قناعة به، وربما فضلته على رجل آخر خطبها وهو لم يتزوج، فقد يكون نصيبها من نصف رجل ملأ عينها أفضل عندها من أن تكون الزوجة الوحيدة لرجل لا يملأ العين.

@@@

إن الحياة الاجتماعية زاخرة.. وإن إصدار الأحكام فيها مجازفة فهناك حالات كثيرة، وظروف بعدد الناس..

ولكننا نتحدث عن الغالب العام.. وهو المدار..

وتهمنا السعادة الغالبة للجنسين: الرجل والمرأة.. بل للأسرة بما فيها من أطفال وأحفاد.. ثم للمجتمع كله.. ولا شك أن الغالب هنا هو الاقتصار على واحدة طالما كانت موافقة وعدم الطمع والتطلع، فإن في هذا الاقتصار سعادة للمرأة الزوجة، وراحة للزواج (والراحة أساس سعادة الزوج)، وفيه وحدة أسرية وأمان اجتماعي للأطفال بإذن الله..

وقصر للمشكلات الاجتماعية قدر الإمكان..

وما التوفيق إلا بيد الله عزَّ جلّ..


12 تعليق
تنويه: في حال وجود ملاحظة أو اعتراض على أي تعليق يرجى الضغط على (إبلاغ)


1
صح لسانك


اقول استاذ عبدالله قل امين.. الله يرزقنا وياك حور العين.. مع اني سمعت ان زوجتك تلحقك حتى في الجنه ه لا والله حرام انا بصراحه مبسوط مع زوجتي ولله الحمد والله يسخرنا لبعض بس حبيت نمزح معكم.. ترى يا اخوان مافيه سعاده دائمه الا في الجنه لان في الجنه زوجه صالحه ومافيه مرض ولا فيه احزان ولا فيه خوف من الرزق ولا فيه مرض ولا فيه هرم ولا فيه موت يعني وناسه في وناسه يا رب ان ترزقنا الفردوس الاعلى في الجنه.. ترى الواحد اذا حط على باله الجنه على طول ودرى ان الحياه الحقيقيه هي الجنه والا الدنيا احنا ضيوف فيه كم سنه وماشين ترى هالتفكير يخليك تتعلق في الاخره ويخليك انسان كول ومطمئن.. وجزاكم الله خير



محمد عبدالرحمن
ابلاغ 07:55 صباحاً 2007/02/17
2
أصل الزواج التعدد..


أشكر الأستاذ عبدالله الجعيثن على مقالاته الطيبة ونصائحة السديدة..
فيما يتعلق بموضوع تعدد الزوجات.. ربما أوافق أستاذنا الكاتب بوجهة نظري الشخصية البحتة؛ ولكني لا أوافق إسداء توجيه لعامة الرجال للإكتفاء بزوجة واحدة.. لماذا؟ لأن الأصل في الزواج هو التعدد (وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (ألا تتزوج) فقال الصحابي: (لقد تزوجت يا رسول الله)؛ فقال عليه الصلاة والسلام -في معنى الحديث-: (إن خير هذه الأمة أكثرها نساء).. وغني عن القول أن سيد ولد آدم وخلفاؤه الراشدون قد تعددوا في الزواج رغم قلة مالهم وكثرة انشغالهم بنشر دعوة الحق..
ودمتم بخير،،،
http://www.alriyadh.com/2007/02/17/article225640.html

ياسر طويش
21/03/2009, 09:21 PM
أستاذنا الفاضل الموقر الحبيب : غالب ياسين :good:

ينصر دينك ...صح لسانك ما أحلاك , وما أبهاك , وما ألطفك , وما أحكمك , وما أرحمك , وما أحلمك , وما

أجملك , عندما أراك وأقرأ لك اشعر بالسعادة والراحة تغمر قلبي وروحي ونفسي , والله أنت أصفى من الشهد , وأحلى من

العسل ياعسل ...هناك الله بدنياك وآخرتك ..وجعل حياتكم مع أسرتكم الكريمة كلها هناء وسعادة وسرور

مع خالص مودتي ومحبتي

ياسر طويش

غالب ياسين
22/03/2009, 08:42 PM
أستاذنا الفاضل الموقر الحبيب : غالب ياسين :good:

ينصر دينك ...صح لسانك ما أحلاك , وما أبهاك , وما ألطفك , وما أحكمك , وما أرحمك , وما أحلمك , وما

أجملك , عندما أراك وأقرأ لك اشعر بالسعادة والراحة تغمر قلبي وروحي ونفسي , والله أنت أصفى من الشهد , وأحلى من

العسل ياعسل ...هناك الله بدنياك وآخرتك ..وجعل حياتكم مع أسرتكم الكريمة كلها هناء وسعادة وسرور

مع خالص مودتي ومحبتي

ياسر طويش

سيدي الفاضل استاذ ياسر طويش حفظه الله
اقف عاجزا امام كلماتك الصادقه النابعه من قلب كبير وانسان نبيل:fl: