المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مبروك تكسب الجائزة



الدكتور محسن الصفار
22/03/2009, 12:50 PM
مبروك ربحت جايزة!!!
بقلم الدكتور محسن الصفار
www.msaffar.jeeran.com
كان سعيد وعائلته في احد مراكز التسوق والتي أصبحت مراكزا للترفيه عن النفس لمحدودي الدخل أكثر مما هي للتسوق عندما إقترب منه شاب أنيق وقال له بكل إحترام:
- يا باشمهندس ممكن لحظة من وقتك لو سمحت؟
ردّ عليه سعيد متعجباً:
- انا مش مهندس !!
- معلش بس حضرتك ليك وقار وهيبة كدة خلتني اقول ان حضرتك أكيد مهندس او دكتور او محامي .
فرح سعيد بهذه الكلمات وقال:
- الله يكرمك يا ابني إتفضل أي خدمة؟
- أنا باامثّل شركة سياحية من اكبر الشركات في البلد وعندنا مسابقة عبارة عن ثلاث أسئلة لو جاوبت عليها صح حتفوز بجائزة عبارة عن يومين إقامة مجانية في أفضل مصايف البلد على البحر.
تشوق سعيد لهذه المسابقة وقال للشاب:
-إتفضل يا سيدي اسأل ويارب أفوز علشان أنا مش قادر بمرتبي أودي العيال ولا حتى جنينة الحيوانات مش مصيف 5 نجوم.
- إن شاء الله تكسب يا افندم السؤال الأول:
مين أقرب للأرض الشمس أو القمر؟
تعجب سعيد لسهولة وتفاهة السؤال ولكنه أجاب:
- القمر طبعاً.
- السؤال الثاني التفاح فاكهة وإلا خضار؟
- فاكهة يا سيدي.
- عظيم عظيم ما شاء الله عليك إنت راجل مطلّع وذكي السؤال الأخير لو ردّيت عليه حتكسب الرحلة أي عربية أغلى من المرسيدس وإلا التويوتا؟
- إيه السؤال الغريب ده؟ المرسيدس يا سيدي إرتحت؟
- مبروك مبروك حضرتك تفوز معانا بالرحلة المجانية أدي الإيصال بالجائزة ويا ريت تكون إنت والعيلة في المصيف يوم 15 الشهر ده.
- يعني بعد 5 أيام. صعب شوية.
- لازم يا افندم لازم.
- أمري لله متشكرين يا سيدي.
هاج أبناء سعيد من الفرح وإستعد الجميع للرحلة وأخذ سعيد إجازة من عمله وفي اليوم الموعود إستقل الجميع السيارة وإتجهوا إلى المصيف الموعود، وصل الجميع منهكين إلى المكان بعد طول سفر وسياقة وإتجه سعيد إلى طاولة الاستقبال وأبرز إيصال الجائزة.
فأشارت له الموظفة بإبتسامة أن ينتظر هو وعائلته حتى يأتي الموظف المسئول جلس الجميع حتى جاء رجل أنيق وسلّم على سعيد بحرارة وقال له:
- مبروك يا افندم إنت سعيد الحظ زي إسمك بالضبط إتفضل معايا إنت والأسرة الكريمة على صالة الإجتماعات.
- صالة الإجتماعات؟ ما لنا احنا وصالة الإجتماعات؟
- فيه شرح بسيط حنقدمه ليكم عن الفندق.
- أمري لله مع اننا تعبانين جداً من السفر.
ذهب الجميع إلى صالة الإجتماعات حيث وجد عوائل عديدة غيره تجلس حول طاولات وبدأ الموظف بالشرح عن الفندق وموقعه المميز وبناءه الفخم وموظفيه الرائدين وارباحه السنوية ومشاريعه التطويرية واطال الشرح وهنا قاطعه سعيد وقال:
- يا افندم مبروك عليكم الفندق بس الشرح طال شوية واحنا تعبانين واحنا مش ناويين نشتري الفندق بصراحة.
- بالعكس حتشتروه!!!
- ايه؟ نشتري فندق؟ يا أخي إنت غلطان بيننا وبين حد تاني إحنا بتوع الجايزة!!
- آه فاهم إحنا عندنا هنا نظام إسمه مشاركة الوقت Time sharing.
- يعني إيه؟
- يعني حضرتك إنت والعيلة لو جيت تصيف هنا أسبوع حيكلفك على الأقل 5000 جنيه.
بينما لو دفعت 50 ألف جنيه حتقدر تنزل كل سنة أسبوع عندنا مجاناً.
- ولو مش عاوز أنزل عندكم أعمل إيه؟
- تقدر تأجرها لحد تاني أو إحنا نأجرها لك.
- يعني إنت بتبيعني حصة من الفندق ده؟
- آه بالضبط.
- والعقد ده حيتسجل في الشهر العقاري؟
- لا لا لا، ده عقد بيننا وبينك.
- ده يبقى نصب وإحتيال ولا مؤاخذة إنت تاخذ فلوس الناس وتشغلها لحسابك وبدل الفوايد تديهم أسبوع في السنة في الفندق.
- حاجة زي كده.
- وبمرور الوقت قيمة فلوس الناس بتنزل وقيمة الفندق بتاعك بتطلع او ممكن في اي لحظة تبيع الفندق وتهرب بفلوسنا وده إسمه يا حضرت تحايل على القانون وعلى النظام المصرفي.
- عيب يا أستاذ سعيد الكلام ده إحنا رجال أعمال مش نصابين.
- هو فيه نصب أكثر من كده؟ جايبينا على ملى وشنا وجايزة وكسبت وبتاع واسئلة غريبة قال الحمار اكبر والا البقرة؟ يا سيدي الله الغني إحنا لا عندنا 50 ألف جنيه ولو كان عندنا مش عايزين نشتري حصص وهمية في فنادق.
- أنت حر.
- سلمني لو سمحت الغرفة اللي كسبتها علشان إحنا تعبانين وعاوزين نريّح.
- لا لا لا، إنت صحيح كسبت إقامة مجانية عننا بس مش دلوقتي في الصيف في عزّ الموسم. - وأمّال إمتى؟
- في شهر ديسمبر (كانون الأول).
- بس ده يبقى في الشتا وما فيش عاقل ييجي المصيف في الشتا.
- هو كده تقدر تاخدها وتقدر تسيبها لو مش عاجبك.
- آه يا نصابين.
بدأ سعيد بالصراخ وجاء رجال أمن الفندق ورموه خارجاً هو وعائلته وعاد الجميع أدراجهم إلى البيت وخيبة الأمل تسبقهم.
بعد فترة كان سعيد وعائلته في مجمع آخر عندما ناداه شخص:
- يا باشمهندس ممكن لحظة.
نظر إليه سعيد بإستهزاء وقال:
- روح يا حبيبي الله يسهّل عليك أنا لا باشمهندس ولا أي حاجة أنا حمار إني صدقتكم وبهدلت عيلتي بس العتب مش عليكم العتب على الحكومة اللي تسمح لكم تنصبوا على خلق الله عيني عينك كده.

* أحداث هذه القصة مبنية على وقائع حقيقة وتهدف إلى التوعية بهذا النوع من الإحتيال.

زهدي حمودة
22/03/2009, 06:48 PM
يعطيك العافية على هذه القصة وما تحمله من تنبيه
فقد اصبحنا وللاسف ضحايا هذا النصب والاحتيال الذي
اصبح موجود في كل مكان بلا حسيب او رقيب
وحتى هنا بالشبكة كالذي اوضحته حضرتك من قبل في احدى قصصك والتي كانت عن تحويلات لمبالغ مالية عبر البريد الالكتروني وما اكثرها اليوم فقد مللنا منها .
تقبل مروري ... ودمت بود ...

الدكتور محسن الصفار
22/03/2009, 08:25 PM
يعطيك العافية على هذه القصة وما تحمله من تنبيه
فقد اصبحنا وللاسف ضحايا هذا النصب والاحتيال الذي
اصبح موجود في كل مكان بلا حسيب او رقيب
وحتى هنا بالشبكة كالذي اوضحته حضرتك من قبل في احدى قصصك والتي كانت عن تحويلات لمبالغ مالية عبر البريد الالكتروني وما اكثرها اليوم فقد مللنا منها .
تقبل مروري ... ودمت بود ...

اخي العزيز
الغريب ان هذا النصب يمارس عيني عينك وفي وضح النهار ولذا رايت من الواجب توعية الناس حوله
تحياتي