المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذوبان.



ابراهيم ابويه
22/03/2009, 02:55 PM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.

سعيد نويضي
22/03/2009, 03:09 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله عى الأخ الدكتور ابراهيم ابويه...

بين الحقيقة و الوهم يكمن التاريخ...يغيب الجسد لأنه فان و تظل الروح لأنها من أمر الله فهي في جانب الخلود إلى ما شاء الله جل و علا...و من يحمل هم الوطن لا يمكن أن يفصل بين جسده و روحه حتى في أقصى حالات الاختيار...كلاهما لا ينفصلان...الجسد هو الوطن و الروح هي الإنسان الذي يسري في شرايين الجسد...

لذلك قد يكون البصق هو تعبير عن رفض لشيء لا يقبله الذوق السليم لحظة الاختيار بين من يبتلع مرارة أو يلفظها كما تلفظ كل قطعة دخيلة على شيء أصيل...فالجسد بحكم بناءه لا يقبل الغريب إلا إذا فقد الجسد كل المناعات المضادة و استلم كما تستسلم النفس للموت و تعود الروح للبرزخ لترى الحقيقة و تنتظر ذوبان الوهم يوم يتجلى الحق ساطعا كنور الله جل و علا...ليفصل فيما هم فيه مختلفون...

رحم الله شهداء الأمة الذين دافعوا عن الحق لأنه من الحق و من الحقيقة...

لك كل التقدير و التحية...

محمد أكراد الورايني
22/03/2009, 03:11 PM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.


أخي طيب القلب أبدا إبراهيم أبويه,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أقصوصة أخرى من رحم الواقع,,نعم قتلوه مرة, وستظل روحه تقتلهم في اليوم مئات المرات..

جميل ما كتبت أخي, لك الطيبوبة كلها.

هيمى المفتي
22/03/2009, 03:46 PM
الأستاذ ابراهيم أبويه

شكرا لقلمك الجميل.. قصة مؤثرة..

شوقي بن حاج
22/03/2009, 04:02 PM
أخي / ابراهيم ابويه

كأني بك تؤرخ اغتيال المهدي بن بركة

والذي بقيت قضيته تتسرب منها الكثير

من الحقائق لكنها لم تكتمل لتبقى روحه تطارد قاتليه

تقبل الحقيقة كلها

مصطفى طالبي الإدريسي
22/03/2009, 04:11 PM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.

الأخ الفاضل إبراهيم
بين الحقيقة والوهم برزخ لايبغيان..
كان الرمز الواسع العنان..فكان اللقاء الأخير وكان الذوبان..
ولكنك هنا تنثر الحضور ياسمينا واقحوان..
دائما إبراهيم..دائم الإبراهيم
دائما إبراهيم الإنسان..الشهم الواقف ..
اليد الممدودة ..الظل الوارف..
من الذوبان تتفتق كل الورود..
فمتى أينعت أهديناك أنظرها وأطيبها.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 12:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله عى الأخ الدكتور ابراهيم ابويه...

بين الحقيقة و الوهم يكمن التاريخ...يغيب الجسد لأنه فان و تظل الروح لأنها من أمر الله فهي في جانب الخلود إلى ما شاء الله جل و علا...و من يحمل هم الوطن لا يمكن أن يفصل بين جسده و روحه حتى في أقصى حالات الاختيار...كلاهما لا ينفصلان...الجسد هو الوطن و الروح هي الإنسان الذي يسري في شرايين الجسد...

لذلك قد يكون البصق هو تعبير عن رفض لشيء لا يقبله الذوق السليم لحظة الاختيار بين من يبتلع مرارة أو يلفظها كما تلفظ كل قطعة دخيلة على شيء أصيل...فالجسد بحكم بناءه لا يقبل الغريب إلا إذا فقد الجسد كل المناعات المضادة و استلم كما تستسلم النفس للموت و تعود الروح للبرزخ لترى الحقيقة و تنتظر ذوبان الوهم يوم يتجلى الحق ساطعا كنور الله جل و علا...ليفصل فيما هم فيه مختلفون...

رحم الله شهداء الأمة الذين دافعوا عن الحق لأنه من الحق و من الحقيقة...

لك كل التقدير و التحية...


شكرا لمرورك الكريم أيها الأديب المتمكن ،فعلا لقد كان مصير الشهداء هو الحوض الأحماض الكيمياءية التي لا تترك لا لحما ولا عظما...لأنهم قالوا لا للظلم والإستبداد ولم يبيعوا وطنهم في أول مزاد.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 12:47 AM
أخي طيب القلب أبدا إبراهيم أبويه,السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أقصوصة أخرى من رحم الواقع,,نعم قتلوه مرة, وستظل روحه تقتلهم في اليوم مئات المرات..

جميل ما كتبت أخي, لك الطيبوبة كلها.

المبدع الجميل محمد أكراد الورايني،تحية طيبة.
شكرا لتعليقك القوي .وعلى درب المحبة نلتقي.

صراض عبدالغني
23/03/2009, 02:19 AM
الى الاخ الكائن السياسي الجميل
جمرات النمنمات المتوهجة من شطحات نصك الجميل تثبث وبحق عمق انتمائك الى هذا الحاضر المرير

الذي يسكن ذواتنا .

الدلاالات العميقة للنص جعلته يرقى الى مصاف النصوص الجميلة التي ثؤتث خزانة القصة القصيرة جدا

لك الحب الجميل ايها الفقية الطيب.

كمال دليل الصقلي
23/03/2009, 02:37 AM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.

الجميل ابراهيم ابويه.
رحم الله الشهيد المهدي بن بركة ،الذي لقي حتفه في الساعة الثالثة فجر يوم السبت 30 اكتوبر(تشرين الاول) 1965 في احدى الفيلات في فونتناي ـ لو فيكونت بالقرب من باريس. وقد نقلت جثته الى الرباط، حيث اذيبت في خزان من الحمض (الاسيد).
جميل أخي ابراهيم أن نكتب عن شخصيات من طينة المهدي بن بركة.
مودتي الصافية.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 02:51 AM
الأستاذ ابراهيم أبويه

شكرا لقلمك الجميل.. قصة مؤثرة..


المبدعة هيمى ،تحية طيبة.
يسعدني وجود حروفك في فضاء متصفحي...
بالفعل هي قصة من صميم التاريخ في قالب قصصي يلخص شخصية الرجل .
دمت بود.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 02:57 AM
أخي / ابراهيم ابويه

كأني بك تؤرخ اغتيال المهدي بن بركة

والذي بقيت قضيته تتسرب منها الكثير

من الحقائق لكنها لم تكتمل لتبقى روحه تطارد قاتليه

تقبل الحقيقة كلها

نعم ايها الصديق الجميل ،كنت اود تخليد دكراه هنا في شكل اقصوصة تلخص حياته في كلمات...
شكرا لك على كل ما تقوم به لاجلنا في واتا.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 03:02 AM
الأخ الفاضل إبراهيم
بين الحقيقة والوهم برزخ لايبغيان..
كان الرمز الواسع العنان..فكان اللقاء الأخير وكان الذوبان..
ولكنك هنا تنثر الحضور ياسمينا واقحوان..
دائما إبراهيم..دائم الإبراهيم
دائما إبراهيم الإنسان..الشهم الواقف ..
اليد الممدودة ..الظل الوارف..
من الذوبان تتفتق كل الورود..
فمتى أينعت أهديناك أنظرها وأطيبها.

لقد اضفت نكهة جديدة للنص حين جعلت من الذوبان بداية لازهار جديد ...
شكرا لك.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 03:22 AM
الى الاخ الكائن السياسي الجميل
جمرات النمنمات المتوهجة من شطحات نصك الجميل تثبث وبحق عمق انتمائك الى هذا الحاضر المرير

الذي يسكن ذواتنا .

الدلاالات العميقة للنص جعلته يرقى الى مصاف النصوص الجميلة التي ثؤتث خزانة القصة القصيرة جدا

لك الحب الجميل ايها الفقية الطيب.
الرائع والزميل صراض عبدالغني ،تحية طيبة.
لقد غمرتني بكرمك الحاتمي وجعلتني أعيش لحظات من النشوة .:)
النص عبارة عن تكثيف لمحطات اساسية من حياة الشهيد بن بركة.
شكرا لمرورك الفواح.

طارق موقدي
23/03/2009, 03:31 AM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.

اخي ابراهيم
http://www.libya-almostakbal.net/Alakhbar2007/October2007/benbarka.jpg لا يسعني إلا أن اقول
رحم الله الشهيد الذي ترك من القادة من يتابع المسير
بعد 45 عاما يعود حيا بيننا في واتا
أحقا قتلوه؟؟ الجسد..قد يكون!!
لكن الأكيد ان الفكر باقي والروح باقية
والوفاء لرجل مثل بن بركة ...بركة ووفاء لا يكون إلا من الرجال.

نعم الرجال الرجال

زكرياء الشراط
23/03/2009, 03:37 AM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.
************************************************** ****************
عندما يكتب المبدع أبويه ، فانتظر أن تقرأ ما يمتلك أحاسيسك ، أو مايدهشك ، أو ما يحلق بك في عوالم المتعة والتيه بين الصور الشعرية البالغة الروعة ... هكذا هو هذا الأديب المتعدد الطاقات الإبداعية الخلاقة...
ونص الذوبان ، هو أحد الشواهد التي يمكن أن تبرهن على فرادة الكتابة الأدبية الحاملة لبصمات هذا المبدع ، هل تحتاج أن تكون مغربيا لتفهم ما يعني ويقصد ؟؟ لا أظن ... هل تحتاج أن تكون ملما بتاريخ سنوات الرصاص في المغرب حتى تعي أنه يقصد لحظة تاريخية - علامة على هذا التاريخ الأسود الحالك الظلمة ؟؟ لا أعتقد ... النص ، عندما يكتبه ، يضعك أمام لوحة من لوحات التشكيل الشهيرة عالميا ، كل يقرأها بحسب نوعية ثقافته ورصيده من الخبرة في الحياة والأدب والفن ... قراءات مختلفة ، ولكنها تلتقي جميعا في الإعجاب بالجامع المانع فيها ... وهكذا الأمر عندما يكتب المبدع أبويه...
نص "الذوبان" مجموعة من الثنائيات الضدية يفصل بينها نفس البرزخ ، والتي تعكس الصراع في أكثر ملامحه حدة ( الحقيقة-الوهم)-( الأنا والآخر)- ( الشر الآتي من رحم الوطن - اللقاء الأخير=الشهادة ، باعتبار الشهادة في موروثنا الديني والنضالي هي الخير كله = سبيل الجنة )- (الجسد-الروح)- (ذاب : بمعنى انتهى فيزيائيا وزمنيا - ظلت لعنة... ، بمعنى الإستمرار في التواجد والحضور والإستمرار في الزمن )
وكلها تتمحور حول ثنائية ضدية ، جعلها المبدع أبويه في وسط النص بالضبط ، هي محور وجوهر الصراع ، وهي (خيروه ... و... بصق في وجوههم) = صراع المواقف ، حين خيروه بين بيع ذمته ومواقفه وبين الإستمرار في النضال من أجل الشعب/ الآخر ... عبر المبدع أبويه عن رد المناضل عن هذا (التخيير= المساومة) بجملة كثف فيها التعبير عن صور الصمود والإصرار والعناد والجرأة والتحدي الذي يطبع شخصية مناضل من حجم بنبركة ، حين كتب : بصق في وجوههم فمزقهم ... البصاق في وجه العدو ، مجرد البصق في وجه العدو يمزقه ، وكأن لعاب المناضل سائل حمضي يفتت كيان النظام المهترئ القامع الديكتاتوري ويزلزل أركانه ... فكان منطقيا أن لا يرد على بصاق من هذا النوع والدلالة إلا بتذويب جسد ، ساعيا وراء إنهائه ومحوه تماما ، لكنه لم ينجح في تذويب الروح التي ظلت كلعنة الفراعنة تطارد العدو المحلي إلى اليوم ، ولا زالت ، مادامت تفاصيل الإغتيال والأطراف المحلية (من داخل الوطن) والأجنبية (المخابرات الفرنسية والأمريكية والإسرائيلية) المتورطة في اغتياله لم تكشف بعد للرأي العام ، وتشكل شوكة في حلق ورثة نظام القهر الذي حكم المغاربة ، ولم يزحزح أسوأ رموزه عن صدورهم إلا الديمقراطية العزرائيلية ...
تحيتي لك يا أجمل من كتب "القصة الحكيمة جدا"

عبد الرشيـد حاجب
23/03/2009, 03:45 AM
لن أدخل شكل هذا النص وبنيته ، لكنني أحب أن أطرح سؤالا :

ماذا ستكون قيمة النص لو تم حذف " إلى روح الشهيد المهدي بن بركة ؟ "

سيكون صعبا جدا على المتلقي أن يتذوق الذوبان وبصقة المهدي في وجه الجنرال ، وإن لم تخني الذاكرة فقد بعث الملك الراحل الحسن2 جنرالا ليأتي بالمهدي من باريس .فسأل الجنرال : ماذا أقول له ؟ قال الملك : قل له عندي مسألة أحتاج لحل لها ، وسيفهمك لأن المهدي كان أستاذي الخاص لمادة الرياضيات.( تخرج المهدي بامتياز في الرياضيات من جامعة الجزائر العاصمة ).
في باريس بصق المهدي في وجه الجنرال وقال له : أنت النهار التالي يدفلوا لك في الوجه بمعنى : أنت سيبصقون في وجهك في النهاية ...وهو ما حدث فعلا للجنرال أفقير وبعده المذبوح حسب ذاكرتي الضعيفة.

تبقى لهذه القصة نكهتها الخاصة إذن والتي لا يتذوقها سوى من يعرف تاريخ الرجل الدامي ، وصراعه المرير مع العرش ، وفكره الثوري الغني بالتجربة المحلية بما فيها مقاومة الاستعمار والامبريالية.

إنها وخزة ضمير تاريخي حي حتى نتنبه لهؤلاء الذين رفضوا الأنانية والمصالح الخاصة الضيقة ووهبوا حياتهم للقضية ، كما تكشف من جهة أخرى بشاعة الأنظمة التوتاليتارية القمعية حتى أن الحقد يصل بها حد تذويب جثة الرجل ثم لاخفاء أي آثار للجريمة.

فمرحى بالذوبان يا ابراهيم إن كان من أجل مبدأ سامي / ولما فيه خير الشعوب الرازحة تحت نير الإضطهاد.

مالكة عسال
23/03/2009, 03:59 AM
برزخ الحقيقة أي الحقيقة ناصعة البياض الواضحة وضوح الشمس ،
والتي يدركها بطلنا ،مغلفة بأقنعة الوهم ،وطرق التمويه ،هذه الحقيقة التي يركض خلفها للإمساك بناصيتها ،مع استعداده الكامل لتقديم روحه فناء لها
...لذا بقي متشبثا بمبدئه الراسخ في اعتقاده والإيمان به ،ولم تغره المساومات ،فهو يدرك تماما أنه لامفر من الغوص في خضم المعارك ،موقف كل من أراد العيش بالكرامة ،والوصول بالوطن إلى موقع نظيف ..وأن الموت والتضحية تحت سقف العز أفضل من العيش الرغد تحت هالة المذلة والمهانة .والموت في جبهة النضال ليس بهزيمة بل هو وسام شرف للشهيد ، سيظل يؤرق الجلاد مدى العمر ...
القصة ابتدأت هادئة لتحتد تناقضاتها بشكل ملحوظ مجسدة حالة التبرم والرفض من جهة ،وهيمنة الرعب والخوف من جهة ثانية .فالجلاد أسوأ مايخيفه هو صمود المناضل وخزان الإصرار لديه ... لغة النص مكتنزة بمسحات شعرية ،يخاطب الكاتب في متلقيه جوانبهم التخييلية والرمزية ..ولعبة المتنافر التي سلكها كاتبنا جعلته ينطق اللغة لتأتي بما هو غير مألوف حيث اعتمد الكاتب ابراهيم أبويه التكثيف ليؤثث لمعان واسعة ،ودلالات متنامية ،تتعدد بتعدد القراءات ...فقد صاغها سبيكة رصعها بدرر، لانعرف مدى قيمتها إلا بمجهر فاحص ،وعلى القارئ أن يتسلح بمجهر قوي ،لتصيد الدررالخفية منها والظاهرة .....
تقديري العميق

باسين بلعباس
23/03/2009, 12:11 PM
هل تعلم أخي ابراهيم أنني هممت بالرد،لكني آثرت القراءة ثانية،فانتبهت إلى الإهداء،واهتديت،إلى التفكيك الذي كان يبدو لي الخطاب في وداع روح،لأيٍّ كان،إلى مثواها الأخير،لكنها تحمل الطيبة،تحمل المبدأ،والقيمة الإنسانية،فإذا بي اصطدم بالمهدي بن بركة،عنوان المحتوى،ووقود النص..
كان الرجل يقف بين الحقيقة والحق(البرزخ)،ولكنه آثر الحق،(الوطن:لأنه الأدوم)ولأن الحقيقةفي نظره عند الآخرين،قد تتحول بين يوم ويوم إلى نقيضها ،كانوا ينكرون ضوء الشمس من رمد،وهؤلاء،كان لهم الذوبان الحقيقي،لأن الزوال،لا يعني الأجساد حين تتحلل..
لكنه يعني الفكرةحين تكون قابلة للزوال بمجرد ذكرها،وينال صاحبها الهوان،والمذلة..
وشتان بين فكرة الجلاد،وفكرة الشهيد..
تحيتي وتقديري،على الإبداع،والتكثيف الرائع جدا..

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 03:54 PM
الجميل ابراهيم ابويه.
رحم الله الشهيد المهدي بن بركة ،الذي لقي حتفه في الساعة الثالثة فجر يوم السبت 30 اكتوبر(تشرين الاول) 1965 في احدى الفيلات في فونتناي ـ لو فيكونت بالقرب من باريس. وقد نقلت جثته الى الرباط، حيث اذيبت في خزان من الحمض (الاسيد).
جميل أخي ابراهيم أن نكتب عن شخصيات من طينة المهدي بن بركة.
مودتي الصافية.


العزيز دوما كمال دليل الصقلي ،تحية طيبة.
أحيانا علينا أن نحفر في ذاكرة الأيام علنا نصادف حقيقة ضائعة بين قرطاس الزمن وأشلاء التاريخ.لا سبيل لنا لأعادة إنتاج المرحلة أو إعادة الزمنstargate ،ولكننا قادرون على اختزال الألم وعصره في قالب معين ،بغية إعادة التفكير واستخلاص العبر....
تحيتي الى قلمك المبدع:).

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 04:06 PM
اخي ابراهيم
http://www.libya-almostakbal.net/alakhbar2007/october2007/benbarka.jpg لا يسعني إلا أن اقول
رحم الله الشهيد الذي ترك من القادة من يتابع المسير
بعد 45 عاما يعود حيا بيننا في واتا
أحقا قتلوه؟؟ الجسد..قد يكون!!
لكن الأكيد ان الفكر باقي والروح باقية
والوفاء لرجل مثل بن بركة ...بركة ووفاء لا يكون إلا من الرجال.

نعم الرجال الرجال

الكاتب والفنان والتقني طارق موقدي ،تحية طيبة.
تلك أسئلة كثيرة ما زالت تنخر جسد الحقيقة ،لكن الأكيد أن رياح العبث وحب التسلط والرغبة في قهر الاخر ،هي التي اجتمعت في النهاية لتصنع سمفونية الموت.
تحية وتقدير.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 04:14 PM
************************************************** ****************
عندما يكتب المبدع أبويه ، فانتظر أن تقرأ ما يمتلك أحاسيسك ، أو مايدهشك ، أو ما يحلق بك في عوالم المتعة والتيه بين الصور الشعرية البالغة الروعة ... هكذا هو هذا الأديب المتعدد الطاقات الإبداعية الخلاقة...
ونص الذوبان ، هو أحد الشواهد التي يمكن أن تبرهن على فرادة الكتابة الأدبية الحاملة لبصمات هذا المبدع ، هل تحتاج أن تكون مغربيا لتفهم ما يعني ويقصد ؟؟ لا أظن ... هل تحتاج أن تكون ملما بتاريخ سنوات الرصاص في المغرب حتى تعي أنه يقصد لحظة تاريخية - علامة على هذا التاريخ الأسود الحالك الظلمة ؟؟ لا أعتقد ... النص ، عندما يكتبه ، يضعك أمام لوحة من لوحات التشكيل الشهيرة عالميا ، كل يقرأها بحسب نوعية ثقافته ورصيده من الخبرة في الحياة والأدب والفن ... قراءات مختلفة ، ولكنها تلتقي جميعا في الإعجاب بالجامع المانع فيها ... وهكذا الأمر عندما يكتب المبدع أبويه...
نص "الذوبان" مجموعة من الثنائيات الضدية يفصل بينها نفس البرزخ ، والتي تعكس الصراع في أكثر ملامحه حدة ( الحقيقة-الوهم)-( الأنا والآخر)- ( الشر الآتي من رحم الوطن - اللقاء الأخير=الشهادة ، باعتبار الشهادة في موروثنا الديني والنضالي هي الخير كله = سبيل الجنة )- (الجسد-الروح)- (ذاب : بمعنى انتهى فيزيائيا وزمنيا - ظلت لعنة... ، بمعنى الإستمرار في التواجد والحضور والإستمرار في الزمن )
وكلها تتمحور حول ثنائية ضدية ، جعلها المبدع أبويه في وسط النص بالضبط ، هي محور وجوهر الصراع ، وهي (خيروه ... و... بصق في وجوههم) = صراع المواقف ، حين خيروه بين بيع ذمته ومواقفه وبين الإستمرار في النضال من أجل الشعب/ الآخر ... عبر المبدع أبويه عن رد المناضل عن هذا (التخيير= المساومة) بجملة كثف فيها التعبير عن صور الصمود والإصرار والعناد والجرأة والتحدي الذي يطبع شخصية مناضل من حجم بنبركة ، حين كتب : بصق في وجوههم فمزقهم ... البصاق في وجه العدو ، مجرد البصق في وجه العدو يمزقه ، وكأن لعاب المناضل سائل حمضي يفتت كيان النظام المهترئ القامع الديكتاتوري ويزلزل أركانه ... فكان منطقيا أن لا يرد على بصاق من هذا النوع والدلالة إلا بتذويب جسد ، ساعيا وراء إنهائه ومحوه تماما ، لكنه لم ينجح في تذويب الروح التي ظلت كلعنة الفراعنة تطارد العدو المحلي إلى اليوم ، ولا زالت ، مادامت تفاصيل الإغتيال والأطراف المحلية (من داخل الوطن) والأجنبية (المخابرات الفرنسية والأمريكية والإسرائيلية) المتورطة في اغتياله لم تكشف بعد للرأي العام ، وتشكل شوكة في حلق ورثة نظام القهر الذي حكم المغاربة ، ولم يزحزح أسوأ رموزه عن صدورهم إلا الديمقراطية العزرائيلية ...
تحيتي لك يا أجمل من كتب "القصة الحكيمة جدا"

المبدع والقارئ الفذ زكرياء الشراط ،تحية طيبة.
هذه قراءة اخرى تنضاف لما قيل حول اغتيال الشهيد بنبركة ،فالنص مفتوح كما ترى على لحظات حاسمة من مسيرة الرجل ،حتى المحطة الاخيرة حيث كان فريسة الوطن الذي تامر وتكالب عليه مع الأعداء...
القصة تريد أن تكون تاريخا في لباس فني ،تريد أن تطرح القضايا دونما إزعاج لأي كان،إنها نمط من الكتابة والقص...
شكرا على تحليلك الواعي بتفاصيل السرد ودلالات اللغة.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 04:32 PM
لن أدخل شكل هذا النص وبنيته ، لكنني أحب أن أطرح سؤالا :

ماذا ستكون قيمة النص لو تم حذف " إلى روح الشهيد المهدي بن بركة ؟ "

سيكون صعبا جدا على المتلقي أن يتذوق الذوبان وبصقة المهدي في وجه الجنرال ، وإن لم تخني الذاكرة فقد بعث الملك الراحل الحسن2 جنرالا ليأتي بالمهدي من باريس .فسأل الجنرال : ماذا أقول له ؟ قال الملك : قل له عندي مسألة أحتاج لحل لها ، وسيفهمك لأن المهدي كان أستاذي الخاص لمادة الرياضيات.( تخرج المهدي بامتياز في الرياضيات من جامعة الجزائر العاصمة ).
في باريس بصق المهدي في وجه الجنرال وقال له : أنت النهار التالي يدفلوا لك في الوجه بمعنى : أنت سيبصقون في وجهك في النهاية ...وهو ما حدث فعلا للجنرال أفقير وبعده المذبوح حسب ذاكرتي الضعيفة.

تبقى لهذه القصة نكهتها الخاصة إذن والتي لا يتذوقها سوى من يعرف تاريخ الرجل الدامي ، وصراعه المرير مع العرش ، وفكره الثوري الغني بالتجربة المحلية بما فيها مقاومة الاستعمار والامبريالية.

إنها وخزة ضمير تاريخي حي حتى نتنبه لهؤلاء الذين رفضوا الأنانية والمصالح الخاصة الضيقة ووهبوا حياتهم للقضية ، كما تكشف من جهة أخرى بشاعة الأنظمة التوتاليتارية القمعية حتى أن الحقد يصل بها حد تذويب جثة الرجل ثم لاخفاء أي آثار للجريمة.

فمرحى بالذوبان يا ابراهيم إن كان من أجل مبدأ سامي / ولما فيه خير الشعوب الرازحة تحت نير الإضطهاد.




الرائع عبد الرشيد ،تحية طيبة.
النص هو عبارة عن إهداء ،بمعنى أن مشروعيته كامنة في بطل القصة القصيرة .اتفق معك على ان النص دون إهداء سيبقى عبارة عن تأملات فلسفية مجردة ،ولكن انتماء النص لصاحبه تاريخيا ،ومعرفة القارئ بتفاصيل الأحداث المعصورة والمكثفة ،هو الذي جعل القارئ مشدودا الى دلالات العبارة ومحتواها التاريخي في مان ومكان متفق عليهما سلفا.
شكرا لك والى مزيد من الابداع أيها الرفيق.

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 04:38 PM
برزخ الحقيقة أي الحقيقة ناصعة البياض الواضحة وضوح الشمس ،
والتي يدركها بطلنا ،مغلفة بأقنعة الوهم ،وطرق التمويه ،هذه الحقيقة التي يركض خلفها للإمساك بناصيتها ،مع استعداده الكامل لتقديم روحه فناء لها
...لذا بقي متشبثا بمبدئه الراسخ في اعتقاده والإيمان به ،ولم تغره المساومات ،فهو يدرك تماما أنه لامفر من الغوص في خضم المعارك ،موقف كل من أراد العيش بالكرامة ،والوصول بالوطن إلى موقع نظيف ..وأن الموت والتضحية تحت سقف العز أفضل من العيش الرغد تحت هالة المذلة والمهانة .والموت في جبهة النضال ليس بهزيمة بل هو وسام شرف للشهيد ، سيظل يؤرق الجلاد مدى العمر ...
القصة ابتدأت هادئة لتحتد تناقضاتها بشكل ملحوظ مجسدة حالة التبرم والرفض من جهة ،وهيمنة الرعب والخوف من جهة ثانية .فالجلاد أسوأ مايخيفه هو صمود المناضل وخزان الإصرار لديه ... لغة النص مكتنزة بمسحات شعرية ،يخاطب الكاتب في متلقيه جوانبهم التخييلية والرمزية ..ولعبة المتنافر التي سلكها كاتبنا جعلته ينطق اللغة لتأتي بما هو غير مألوف حيث اعتمد الكاتب ابراهيم أبويه التكثيف ليؤثث لمعان واسعة ،ودلالات متنامية ،تتعدد بتعدد القراءات ...فقد صاغها سبيكة رصعها بدرر، لانعرف مدى قيمتها إلا بمجهر فاحص ،وعلى القارئ أن يتسلح بمجهر قوي ،لتصيد الدررالخفية منها والظاهرة .....
تقديري العميق




سفيرة واتا بالمغرب ،السيدة المبدعة مالكة عسال ،تحية طيبة.
كتبت في الشعر فأبدعت ،وفي القصة القصيرة كانت مجموعاتك رائدة بين مثيلاتها ،وهاأنت في النقد كذلك تبدين معرفة كبيرة بتفاصيل القراءة الواعية والعميقة والسابرة لاغوار القص .
دمت منارة حب وألق نضيئ بها دروبنا المظلمة .

ابراهيم ابويه
23/03/2009, 04:48 PM
هل تعلم أخي ابراهيم أنني هممت بالرد،لكني آثرت القراءة ثانية،فانتبهت إلى الإهداء،واهتديت،إلى التفكيك الذي كان يبدو لي الخطاب في وداع روح،لأيٍّ كان،إلى مثواها الأخير،لكنها تحمل الطيبة،تحمل المبدأ،والقيمة الإنسانية،فإذا بي اصطدم بالمهدي بن بركة،عنوان المحتوى،ووقود النص..
كان الرجل يقف بين الحقيقة والحق(البرزخ)،ولكنه آثر الحق،(الوطن:لأنه الأدوم)ولأن الحقيقةفي نظره عند الآخرين،قد تتحول بين يوم ويوم إلى نقيضها ،كانوا ينكرون ضوء الشمس من رمد،وهؤلاء،كان لهم الذوبان الحقيقي،لأن الزوال،لا يعني الأجساد حين تتحلل..
لكنه يعني الفكرةحين تكون قابلة للزوال بمجرد ذكرها،وينال صاحبها الهوان،والمذلة..
وشتان بين فكرة الجلاد،وفكرة الشهيد..
تحيتي وتقديري،على الإبداع،والتكثيف الرائع جدا..

الناقد والأستاذ والمبدع باسين بلعباس،تحية طيبة.
شكرا لك على كل كلمة نثرت هنا ،تنم عن وعي وتمحيص وقراءة فاهمة.الذوبان كمركز دلالي لمجموع النص ،يتعالق مع مجموعة من المفردات المعجمية التي تحاول أن تكون قرائن ومداخل معجمية تنسجم مع الخط التاريخي في قالب حكائي رمزي أحيانا ومباشر أحيانا أخرى.
تحية تقدير.

صراض عبدالغني
23/03/2009, 11:45 PM
خمس وثائق في قصية اغتيال المهدي بن بركة -منقول-
مسؤولية مصالح المخابرات الفرنسيةS.D.E.C.E في عملية اغتيال بن بركة.



الوثيقة الأولى :



كشفت " التحقيقات " داخل جهاز المخابرات الفرنسية غداة اختطاف بن بركة ، أن هذه المصالح كانت على علم بين من محاولات التقرب التي بدأ الجانب المغربي يخطط لها ، ويعود تاريخ أول تقرير حول الموضوع إلى يوم 30 أبريل 1965: يقول التقرير ما ترجمته :

" كلف الجنرال أوفقير ، وزير الداخلية المغربي، والذي وصل باريس يوم 21 أبريل (1965) بربط اتصال مع المهدي بن بركة في محاولة لإقناعه العودة إلى المغرب مع رفاقه، فقد قرر الحسن الثاني ، بالفعل رفع مسطرة العقوبة التي اتخذت في حق زعيم الاتحاد الوطني للقوات الشعبية".

كشف هذا التقرير الكولونيل بومون ، يوم 7/10/1966 ، إبان المحاكمة الأولى، تحت إلحاح الطرف المدني ، بعد أن تعرض بومون لوابل من أسئلة الدفاع، وصرح بأن هذه المعلومات ( وصول اوفقير باريس يوم 21أبريل) تمت معالجتها والتأكد منها بشكل جيد، وانه تم الاتصال بمصالح لوروا للتحري حول الموضوع ، وأكدت إمكانية مصداقية المعلومات حول موضوع الاتصال.

انطلاقا من هذه المعطيات ، كشف عن تفاصيل أخرى أدلى بها فليب برنيي ( عضو الفريق السينمائي / الفخ ) في بداية التحقيق عن اختطاف بن بركة ، فقد ذكر أن " الشتوكي ( حسب الروايات الأخيرة يتعلق الأمر بميلود التونزي) ،أخبره أن شخصيات مغربية كبيرة ، تحمل أموالا مهمة من أجل " وضع اليد" على بن بركة(...) وأن الجنرال أوفقير جاء إلى باريس بغرض تجنيد رجال للقيام بهذه المهمة، وأن اجتماعا انعقد بفندق كريون ( 21 أبريل 1965)، وحضر إلى جانب الجنرال المغربي شخصيات فرنسية. فهل هذه الشخصيات الفرنسية هي الجهات التي لم تكشف أسماؤها إبان " التحقيق " والمحاكمة ؟





الوثيقة الثانية



توجد وثيقة أخرى صادرة عن الاستعلامات العامة التابعة للأمن الوطني الفرنسي ، ويتمحور موضوعها حول ما نقل عن أوفقير بشأن التقرب من بن بركة لاختطافه. تقول الوثيقة:

Procéder aux premiers sondages en vue d'un projet d'enlèvement de Ben Barka.



وسيبقى هذا الاجتماع الأول الذي انعقد بباريس لغزا إلى يومنا هذا ، بخصوص أسماء الشخصيات الفرنسية التي حضرت هذا الاجتماع ، وكان الجانب المغربي يهدد بطريقة غير مباشرة كلما طرح ملف بن بركة ، عندما كان يطلب من فرنسا تسليم المغرب البحث الذي أنجز حول الموضوع ، أي أن هناك رغبة من الجانب الفرنسي في عدم ذكر أسماء الشخصيات الفرنسية المشاركة بشكل أو بآخر في عملية اختطاف بن بركة.وقد تنبه إلى هذا الجنب دفاع الطرف المدني أثناء المحاكمة ، إذ طرح المحامي ستيب عددا من الأسئلة على الجنرال كيبو رئيس مصالح المخابرات الفرنسية ، مرتبطة بأسماء الشخصيات الفرنسية التي أوكل إليها أوفقير مشروعه حول " التقرب " من بن بركة ، فأجاب الجنرال كيبو بأنه إذا كشف عن هذه الأسماء سيخرق سر الدفاع الوطني ، ورغم تشجيع رئيس المحكمة للجنرال بالحديث حول الموضوع لأن سر الدفاع الوطني قد رفع في قضية بن بركة ، فإنه رغم كل هذا لم يكشف الجنرال كيبو أي شيء عن أسماء الشخصيات الفرنسية. هذه النقطة بالذات ارتكز إليها رؤوف أوفقير( ومن معه) في كتابه الصادر مؤخرا تحت عنوان: " الضيوف" ، فهو يشير إلى أن أطرافا متعددة شاركت في عملية الاختطاف والاغتيال، وأن أوفقير لم يكن إلا مشجبا. لم يستطع وزير الجيوش الفرنسي أيضا أن يدلي بأسماء الشخصيات الفرنسية التي شاركت في اجتماع 21 أبريل 1965 . فهل يتعلق الأمر بشخصيات عملت على تسهيل وتغطية تحرك العناصر المغربية والفرنسية التي نفذت عملية الاغتيال. إنما الشيء الأكيد أن مصالح المخابرات الفرنسية لم تنقل المعلومات الواردة في تقرير 30 أبريل إلى مصالح الأمن الفرنسية.



الوثيقة الثالثة : تقرير 17 ماي 1965:



قام لوبيز، بين 8 و 10 ماي، بزيارة إلى المغرب،(في ضيافة أوفقير) ، ومباشرة بعد عودته، أخبر لوروا-فينفيل بمجريات ما دار بينه وبين أوفقير، حيث أسر له بمشروعه في " استرداد" بن بركة بطريقة غير أرثوذوكسية، ورغم أن لوبيز حاول أثناء المحاكمة أن يشرح بأن الأمر يتعلق "باسترجاع" لبن بركة وفق الطرق القانونية، وإذا لم يتم رجوع بن بركة بالطرق الرسمية أو الدبلوماسية، يتعين حينئذ تجربة طرق أخرى.أثناء التحقيق كشف فليب بيرنيي ، ونقلا عن "الشتوكي" ، بأن الأمر يتعلق باختطاف بن بركة وحمله إلى المغرب.

في هذا الزمن الذي بدأت فيه العمليات الأولى التمهيدية لما وقع يوم 29 أكتوبر 1965 ، كان بن بركة مقيما بالجزائر لتحضير المؤتمر الأفرو أسيوي، والذي كان منتظرا عقده أواخر شهر يونيو 1965 بالجزائر العاصمة. جرى أثناء ذلك لقاء بين الملك الحسن الثاني وبن بلة لقاء في السعيدية ، يوم 16 ماي 1965 ، و نقل لوبيز عن الجنرال أوفقير ، الذي حضر اللقاء ، أن الرئيس الجزائري بن بلة اقترح على الملك طرد بن بركة من الأراضي الجزائرية، وأنه طلب مقابلا لذلك ، لكن أوفقير أردف أن بن بلة كان فقط يناور محاوريه . ويمكن ربط هذه المعلومات إن كانت صحيحة بما صرح به فليب برنيي ، من أن الشتوكي أسر له بخطة كانت قائمة لاختطاف بن بركة أثناء انعقاد المؤتمر الأفرو آسيوي .

في نفس السياق كتب لوبيز في تقريره ، أن أوفقير قبل أن يدخل في تنفيذ مشروعه كان ينتظر نتائج تصريح الملك حول حكومة وحدة وطنية، ولاحظ أن هذا الموقف خلق انشقاقا في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، بين مؤيد ورافض للمشاركة في حكومة وحدة وطنية، وأن الطرف الرافض كان يفضل أن يبقى في المنفى لإسقاط النظام.

حرر لوروا فينفيل يوم 17 ماي ورقة حول المعلومات الواردة في تقارير لوبيز ، وهي الورقة التي رفضت أوساط الفرنسية في البداية الإدلاء بها إلى المحكمة، في حين صرح بومون، وهو رئيس للوروا، أن لا علم له بها.

كان لوبيز على أهبة السفر مرة أخرى إلى المغرب ، فزوده لوروا باستمارة متمحورة حول موضوع "استرجاع" بن بركة ، وهي استمارة تم وضعها من لدن الشعبة الثالثة لمصالح المخابرات ، لكن الأسئلة المطروحة ، كما لاحظ دفاع الطرف المدني، لم تمس الجانب التقني في مشروع أوفقير ، بل انصبت على القضايا الاقتصادية والسياسية ، أي أن الاستمارة أهملت عن قصد الجوانب التقنية في مشروع استرداد بن بركة أو اختطافه. ويبدو أن هذه الأسئلة تنحو نحو الامتدادات الداخلية والجهوية والعالمية للمهدي بن بركة ، وهو ما يعضد أطروحة وقوف أجهزة فرنسية وراء عملية الاختطاف ، والتي كانت هي أيضا تقتفي حركات بن بركة في تحركاته في إفريقيا واتصالاته مع حركات التحرير الإفريقية، وقد انتبه مؤخرا دفاع وعائلة بن بركة لمطالبة السلطات الفرنسية الكشف عن التقارير التي أعدتها المخابرات الفرنسية حول المهدي بن بركة.

عندما قدم لوبيز أجوبته إلى المصالح المختصة ، لم تكن تحمل ، وفق شهادة الجنرال جاكيي أي تهديد لحياة بن بركة ، لكن الملفت للنظر أن هذه الوثيقة لم تسلم إلى محكمة الجنايات بباريز، واحتفظت بها وزارة الجيوش.فهل يتعلق الأمر بمعلومات تفيد الاطلاع الكلي للمخابرات الفرنسية على مشروع اختطاف بن بركة ؟أو أن هذه المعلومات الواردة في التقرير قد تقود إلى كشف العلاقة المفترضة بين ضباط فرنسيين ومغاربة ، وأن لوبيز صرح بوجود هذه الوثيقة عندما أحس أن التغطية التي كان يجب توفيرها له قد سحبت عنه؟

( نشرت صورة من تقديم لهذه الوثيقة في كتاب :

Roger Flegot et Pascal Krof : La piscine,les services secrets français .1944-1984. Paris 1984.p 295)



افتتح لوروا تقريره المؤرخ في 17 ماي، والموجه إلى الكولونيل تريستان ريشارد، والمكلف بالشؤون العربية،، بالإشارة إلى العميل لوبيز ، إذ كتب ما يلي : " الموضوع : المغرب

يشرفني أن أوجه لكم صحبته ، وللإخبار ، تقرير لوبيز ، مؤرخ في 12 / 5/ 65 ، بعد أأن قام بسفر إلى الرباط. وبناء على نوعية العلاقات لهذا العميل والذي سيعود إلى المغرب، أعتقد أنه يمكننا تحرير استمارة لحسابه. أذكركم باختصار أن لوبيز:

- -كان رئيس إنزال لدى الخطوط الفرنسية الجوية بطنجة،

- كانت له روابط صداقة مع أوفقير( يستقبل أبناء أوفقير عند حلولهم بباريس )،

- حضر مؤخرا حفل زواج أوفقير ( يتعلق الأمر بالزواج الثاني لأوفقير بعد طلاقه من زوجته الأولى)

- له علاقات في القصر الملكي،

- وأخيرا فقد طلب من الخطوط الملكية المغربية لتسيير مصلحة العلاقات الخارجية"



يبرز تقرير لوروا هذا تطابق مصالح المخابرات الفرنسية وأطراف مغربية التي ترى في عودة بن بركة إلى المغرب تهديدا سياسيا واقتصاديا ، وغياب هذه الوثائق وعدم الإدلاء بها أمام المحكمة قد تبرز أيضا أن عودة بن بركة إلى المغرب سيهدد المصالح الاستراتيجية للمخابرات الفرنسية ، الذي يشكل كما هو وارد في التقارير التي قدمت إلى محكمة الجنايات ، بأنه قاعدة هامة في شمال وغرب إفريقيا.

يمكن أن تشكل عودة بن بركة إلى المغرب تهديدا للمصالح الاقتصادية الفرنسية ، إذ أن المشاركة في حكومة وحدة وطنية قد يغير السياسة الاقتصادية المغربية ، ولن تنسى هذه المصالح التحولات الاقتصادية التي وقعت بالمغرب غداة قيام حكومة عبد الله إبراهيم التي فصلت الاقتصاد المغربي عن العجلة الفرنسية ، وما ترتب عن ذلك من ضياع للامتيازات الفرنسية ، وأن عودة اللوبيات الفرنسية بعد إقالة حكومة عبد الله إبراهيم في ماي 1960، كلف المغرب ثمنا سياسيا كبيرا خلال الستينات والسبعينات.



الوثيقة الرابعة



هل يجب ربط هذه الوثيقة، التي لم ترد مصالح المخابرات الفرنسية الكشف عنها, بوثيقة أخرى عثر عليها في حقيبة فيكون بعد " انتحاره "، ويتعلق الأمر بأسئلة ، مصدرها مغربي ، لاستنطاق بن بركة بعد اعتقاله، وهي أسئلة تحمل أجوبة في حد ذاتها ، وتكشف عن " نوايا أوفقير " كما صرح بذلك المدعي العام للمحكمة طوبا، خصوصا السؤالين التاليين :

1) يدور الحديث منذ بضعة أشهر حول تقارب بين القصر والاتحاد الوطني للقوات الشعبية.، بل يدور الحديث أيضا عن تشكيل حكومة قادمة يشترك فيها الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ما رأييك في هذا الموضوع؟ وهل قادة الاتحاد متفقين معك لإسقاط النظام ، هل لك اتصالات معهم؟

2) ما هو بالتحديد موقف الاتحاد المغربي للشغل من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية؟ هل يستطيع المحجوب بن الصديق أن يتفق معكم لإسقاط النظام؟



لكن الوثيقة حملت أسئلة أخرى لها دلالات أقل ما يقال عنها أنها بعيدة كل البعد عن نقاش لإعادة بن بركة إلى المغرب ، إنها أسئلة موجهة إلى بن بركة الأسير ، بما تحمله من دلالات سياسية وأمنية. وتتعلق بأسئلة حول أحداث الدار البيضاء في مارس 1965 ، وهل الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كان وراء هذه الأحداث ، وعن علاقة الإضرابات التي أعلن عنها الاتحاد المغربي للشغل ، هل كان الغرض منها دعم الأحداث أو كان الهدف منها عدم فقد المصداقية أمام تحرك الجماهير، إضافة إلى أسئلة أخرى حول قادة الاتحاد المغربي للشغل.

وتضمنت الوثيقة سؤالا آخر حول التحول الذي يمكن أن تأخذه أحداث الدار البيضاء، لو قام في حينه نزاع حدودي بين المغرب والجزائر ، وأثر ذلك على فعالية القوات المغربية في مواجهة انتفاضة الدار البيضاء،" وربما أدى هذا إلى سقوط النظام". وعلى الأقل كانت هناك إمكانية " للجيش المغربي " ، الذي كان معسكرا في الجزائر ، في التسرب إلى المغرب لمساندة التظاهرات. ماذا رأيكم في عمل بن بلة في هذا الميدان؟

( تم في الستينات ترويج فكرة الجيش المغربي ، المؤطر من لدن بعض قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في المنفى، ومن المقاومة وجيش التحرير المستقرين في الجزائر ، وما زال من يروج لنفس المعلومات في بعض الكتابات التي صدرت مؤخرا، والحالة كما اكتشفت فيما بعد ومن خلال محاكمة 1971 بمراكش ، أن الأمر يتعلق ببضع مئات من المتطوعين المغاربة الذين أمضوا بضعة شهور في معسكرات للتدريب ، واستغلت هذه المعطيات لتعزيز المواقع والنفوذ داخل الأجهزة الأمنية بالمغرب )

ووضعت أسئلة أخرى مرتبطة بالوضعية الحالية لهذا الجيش (أكتوبر 1965)، وفيما إذا كان بومدين سيعتني بهذا الجيش كسالفه؟ وهل الجزائر تتحمل نفقاته لوحدها، وتساؤلات أخرى عن التدريب والتأطير. وفي حالة رفض بومدين تبني الجيش المغربي ، ما هي الدولة التي يمكن أن تساعدكم،في استضافته ولأي سبب ؟

وأن " الجمهورية العربية المتحدة تساندكم بشكل مطلق وفي جميع الميادين، هل هذا صحيح؟"

ثم تنتقل الأسئلة إلى معرفة الطريقة التي يستخبر فيها بن بركة عن الوضعية السياسية بالمغرب عدا الراديو والصحافة.وأن الحديث يجري " منذ شهور عن تقارب بين القصر والاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، ويصل الحديث إلى تشكيل قريب لحكومة ، سيمثل فيها الاتحاد الوطني، ما هو رأيكم في هذا؟ وهل زعماء الاتحاد الوطني متفقون معكم لإسقاط النظام؟هل لكم اتصالات بهم ؟

-ما هو بالضبط موقف الاتحاد المغربي للشغل تجاه الاتحاد الوطني للقوات الشعبية؟ وهل يمكن للمحجوب بن الصديق أن يتفق معكم لإسقاط النظام بالمغرب؟

-هل تعرفون أن المظاهرات والانتفاضات العفوية لا تكفي لإسقاط النظام، الذي يدعمه الحركة الشعبية والاستقلال؟

- هل أسستم في المغرب، وخارج الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، تنظيمات سرية مسلحة لإضعاف سلطة النظام، من يراقب ويمول هذه التنظيمات؟

- من يصدر الأوامر لهذه التنظيمات؟ إذا كانت موجودة لماذا لم تدخل بعد ميدان التنفيذ؟ هل تتمتع بسند شخصيات سياسية وعسكرية مغربية؟

-هل سبق لكم تنظيم عملية ضد الحسن الثاني، وفي أي مناسبة؟هل أنتم من أنصار القيام بنفس العمل؟

-ما هي أشكال الدعم الذي تتلقونه من الدول الشرقية والعربية؟

-لتنفيذ الثورة المسلحة،هل خزنتم أسلحة بالمغرب؟

-ما هي حالة علاقتكم الحالية ببومدين؟ هل هو مهيأ لمساعدكم كما هو الحال مع بن بلة ؟

- هل يمكن في يوم من الأيام أن تصلوا إلى تفاهم مع الحسن الثاني، وتحت أي شروط؟

- هل لكم سند من ضباط القوات المسلحة الملكية ، والذي يمكن يوما ، وبأمر منكم ، القيام بمحاولة انقلاب؟

- هل لديكم عناصر داخل جهاز الأمن؟

- ما هي مشاريعكم السياسية المقبلة؟

-هل تعتقدون أنه بإمكان قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، أن يخترقوا الجماهير الشعبية المغربية لصالحهم وتوجيهها ضد النظام؟

-من هم رؤساء الدول الذين يساندون حركتكم الثورية؟"

( وثيقة رقم 29 من وثائق المحاكمة ، المرجع : Affaire Ben Barka Témoignages et documents- U.S.F.P. France-1975)

وضعت هذه الأسئلة لمعرفة الامتدادات السياسية بالخصوص للاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، ومعرفة مدى الدعم الذي يتلقاه من الجزائر والدول العربية الأخرى ، وسبر نوايا بن بركة في فكرة حكومة وحدة وطنية ، والموقف من الملك الراحل، ونوع العلاقة التي أصبحت تربط بين بن بركة وبومدين.

هذه الأسئلة تدخل في باب الاستنطاق ، وليس الحوار ، ومهما قيل حول علاقة المحامي لومارشان بها ، فإنها حررت قبيل عملية الاختطاف ، إذ تتضمن الحديث عن نوع العلاقة القائمة مع بومدين ، الذي قاد انقلابا عسكريا ضد بن بلة في يونيو 1965 ،وتتمحور هذه الأسئلة على الحديث الذي يدور " منذ شهور " ، وإذا أخدنا بعين الاعتبار السياق التاريخي للمرحلة ، فالأمر يتعلق بالاتصالات التي دشنها عبد الرحيم بوعبيد مع الملك الراحل ، والتي أفضت إلى إطلاق سراح عدد من قادة الاتحاد خصوصا أولئك المعتقلين فيما عرف ب"مؤامرة يوليوز 1963" . وانطلاقا من كل هذا يبقى الزمن الذي حررت فيه هذه الأسئلة محصورا في الفترة الممتدة بين شهري يوليوز وأكتوبر1965 . وينطبق هذا الطرح مع ما ذهبنا إليه في عدة مقالات ، من أنه ابتداء من شهر يوليوز 1965 ، كان كل شيء انتهى حول المفاوضات لعودة المهدي بن بركة إلى المغرب ، وأن المقدمة التي كتبها بن بركة في يوليوز 1965 لتقريره " الاختيار الثوري" حملت معاني القطيعة والباب المسدود مع " النظام".( أنظر كتابنا ، من الاتحاد الوطني إلى الاتحاد الاشتراكي ،الرباط، 2002 . صفحات 83 و84 و85 )





الوثيقة الخامسة : تقرير لوروا المؤرخ في 22 شتنبر 1965:



تزداد الصورة وضوحا حول الإعدادات لاغتيال بن بركة وعلم عدد من الأجهزة الفرنسية بما كان يدبر سواء في المغرب أو فرنسا أو جنيف أو القاهرة. يذكر لوروا ،( رئيس وحدة الدراسات والمعلومات (المصلحة7) ،في هذا التقرير ،وبناء على معلومات لوبيز، أن أوفقير أوكل إلى فريق خاص مهمة " التقرب" من بركة في القاهرة وجنيف، ويتكون هذا الفريق من " الشتوكي" و فليب برنيي و جورج فيكون ، وسيكون من مهام الفريق اقتراح فلم على بن بركة تكون لقطاته الأولى ، مظاهرة الدار البيضاء ( مارس 1965) .



شكل هذا التقرير، وكما أشار إلى ذلك دفاع الطرف المدني ، تهديدا مباشرا لشخص بن بركة ، أي أن المصالح الفرنسية كانت تعي ذلك منذ شهر شتنبر 1965 ، وهو بالضبط الشهر الذي بدأ فيه العد العكسي لعملية الاختطاف والاغتيال .سلم لوروا هذا التقرير إلى الشعبة الثالثة أ داخل مصالح المخابرات والمكلفة بالقضايا العربية، وأيضا إلى مصلحة مكافحة التجسس، الذي له امتياز التعامل مع مصالح الشرطة . لكن الشيء الذي وقفت عليه المحكمة أن رئيس مكافحة التجسس لم يسلم هذه المعلومات إلى الشرطة، واعترف الكولونيل بومون بذلك أمام المحكمة. فهل كان كل هذا نسيان أو تعمد أو إهمال لخطورة الموقف ، أم تواطؤ بين الطرفين المغربي والفرنسي. والأهم من هذا وذاك أن رئيس مكافحة التجسس لم يقدم شهادته أمام المحاكمة الأولى ، ولم تدمج الأجوبة الكتابية التي أرسلها إلى المحكمة ضمن وثائق المحاكمة، وكذلك نفس الشيء بالنسبة لأجوبة رئيس الشعبة الثالثة أ . مقابل ذلك حاول الكولونيل بومون التقليل من أهمية تقري لوروا المؤرخ في 22 شتنبر 1965، وهو الشيء الذي أثار المحامي بريكويي ، ليطرح التساؤل حول عدم اهتمام المصالح الفرنسية بمضمون تقري لوروا ، ووصل المحامي إلى بيت القصيد عندما تسائل عن السبب في عدم تسليم هذه المعلومات إلى مصالح الشرطة ،لإعلام المعني بالأمر وأخذ الاحتياطات اللازمة لسلامة بن بركة. ومع كل هذه المعلومات حول مخطط أوفقير في " استرجاع " بن بركة ، فقد كتب الجنرال جاكيي، إبان التحقيق، إلى القاضي زولينجر ، أن أي إشارة لم تكن واردة بالنسبة لمصالحه أن بن بركة سيتعرض لمكروه ، ولوحظ أن الجنرال حاول التغطية على الكولونيل بومون ، الذي انتبه الجميع إلى قوته داخل مصالح المخابرات الفرنسية.، التي حاولت التملص من المسؤولية في حدث اختطاف بن بركة في التراب الفرنسي ، لكن مصالح الشرطة أكدت من خلال شهادات مسؤوليها : بابون، والي أمن باريس ، وكريمو ، مدير الأمن الوطني ، وبوكوارون، مدير الاستعلامات العامة ، أكدوا جميعا ، لو أن مصالح المخابرات سلمتهم المعلومات الواردة في تقرير لوروا المؤرخ في 22 شتنبر لاتخذت كل الاحتياطات لسلامة أمن بن بركة في التراب الفرنسي .

محسن رشاد أبو بكر
06/04/2009, 07:56 PM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.

ليس هناك أجمل من أن يذوب اسم الفرد باسم وطنه
هكذا يكون كل الشهداء .. يذكرون بأوطانهم .. وتذكر أوطانهم بهم
ليت الله ينعم علينا بمثل نهايتهم

المبدع الجميل / إبراهيم أبوية
خالص ودي وتقديري لحسك المرهف وقلمك النابض

ابراهيم ابويه
14/05/2009, 09:00 PM
ليس هناك أجمل من أن يذوب اسم الفرد باسم وطنه
هكذا يكون كل الشهداء .. يذكرون بأوطانهم .. وتذكر أوطانهم بهم
ليت الله ينعم علينا بمثل نهايتهم
المبدع الجميل / إبراهيم أبوية
خالص ودي وتقديري لحسك المرهف وقلمك النابض
الكاتب محسن رشاد أبو بكر،تحية طيبة.
الشهادة في سبيل الوطن ،هي نعمة يوتيها الله عباده الاتقياء الذين ينظرون الى الامور بمنظار اوسع وبحب اكبر.
لقد كان بنبركة رجلا ولا كل الرجال ،أراد أن يخرج بلاده من نير التبعية،وأن يبني وطنا من عزة وكرامة...فاغتالته الايادي الآثمة من الداخل والخارج.
تحيتي.

أبويزيدأحمدالعزام
14/06/2009, 08:08 PM
استاذ ابراهيم هي قصة قصيرة لكنها بمثابة مجلد بمعانيها السامية,,,,هم قتلوه لكنهم لايعرفون ان حياته اطول من حياتهم
تقديري ايها الرائع

عبد السلام عبلة
14/06/2009, 10:13 PM
بين برزخ الحقيقة والوهم ،كان الذوبان...
كان يعلم أن الشر قد يأتي من رحم الوطن ،لكنه احتضن اللقاء الأخير.
حين خيروه بين الأنا والاخر ،بصق في وجوههم فمزقهم...
ذاب الجسد ،وظلت لعنة الروح تطاردهم .
إلى روح الشهيد المهدي بن بركة.
أخي المبدع ابراهيم ابويه
قليلا ما تستفزني الكتابات في القصة القصيرة جدا، وقليلا ما أستسلم لها في آخر المطاف، وقليلا ما تستوقفني نصوص تحمل علامة الانتماء لهذا الجنس الأدبي الذي لايزال يبحث له عن مكان تحت الشمس، وبينما ما تزال عذوبة نص"متاهة قاتلة" في حلقي، ها أنت تسكب عليها أعذب وأعذب، بعد أن تحدثنا عن سنوات الجمر في تجلياتها المختلفة، وتلك الحكايات التي مازالت مدفونة في أمكنة معتمة من جسد الوطن الميال لسكينة بها غصة تثقل صدره الحنون، وبعد أن تحدثنا عن جراحات الإنسان لأخيه الإنسان، ها أنت تحرك أعماقي التي تنكتم على بقايا من زمن الجرح، المهدي وعمر ودهكون رحال سعيدة زروال...
أخي إبراهيم
إن الكاتب والمبدع الأصيل، هو ذاك الكائن الواعي الذي يئن لجراحات الناس والأمكنة والأزمنة، وفي وقت انتعش فيه السؤال :أين هم المبدعون من جرح الوطن؟ أعرفك، وألتقي بك، بسيطا، عاديا، تمتزج ملامحك القمحية بتجليات المغربة التي ينضح بها لسانك وسلوكك وغيرتك على الكلمة والإبداع السليم،لأدرك أن المغرب لم تنضب رحمه من وضع الأبناء الذين يحبونه للحب فقط، يحبونه تاريخا وترابا وماءا وسماءا، يحبونه في السراء والضراء، ينهلون من أمسه لإنتاج يومه وآنه، ينقلونه وطنا عبر التاريخ، وطنا كما كان،وطنا كما هو، ووطنا كما سيكون...
ليس المهدي تلك النهاية الدرامية لرجل وطني فحسب، بل هو وطن يذوب في الوطن، حلم بغد مشرق لاينتهي عند الموت للحالم أو تذويب جسده،هو تأسيس الفكر المعارض وقطيعة بين زمن الاستسلام والرضى بالمقسوم وزمن استرخاص الروح من أجل الوطن، هو ذاك التماهي بين الكرامة والحياة...هو العبرة التي أسست للمعنى الحقيقي للجهاد...
أحييك بحرارة يا أخي ابراهيم، وأشكر لك إبداعك الراقي هذا، وأنتظر المزيد.

ابراهيم ابويه
18/06/2009, 05:33 PM
استاذ ابراهيم هي قصة قصيرة لكنها بمثابة مجلد بمعانيها السامية,,,,هم قتلوه لكنهم لايعرفون ان حياته اطول من حياتهم
تقديري ايها الرائع
الرائع أبويزيدأحمدالعزام ،تحية طيبة.
هي ومضة لإعادة الروح الى قضية ما زالت معلقة الى اليوم ،مسألة النضال والموت من أجل القيمة الانسانية.
مودتي وتقديري.

ابراهيم ابويه
19/06/2009, 12:46 AM
أخي المبدع ابراهيم ابويه
قليلا ما تستفزني الكتابات في القصة القصيرة جدا، وقليلا ما أستسلم لها في آخر المطاف، وقليلا ما تستوقفني نصوص تحمل علامة الانتماء لهذا الجنس الأدبي الذي لايزال يبحث له عن مكان تحت الشمس، وبينما ما تزال عذوبة نص"متاهة قاتلة" في حلقي، ها أنت تسكب عليها أعذب وأعذب، بعد أن تحدثنا عن سنوات الجمر في تجلياتها المختلفة، وتلك الحكايات التي مازالت مدفونة في أمكنة معتمة من جسد الوطن الميال لسكينة بها غصة تثقل صدره الحنون، وبعد أن تحدثنا عن جراحات الإنسان لأخيه الإنسان، ها أنت تحرك أعماقي التي تنكتم على بقايا من زمن الجرح، المهدي وعمر ودهكون رحال سعيدة زروال...
أخي إبراهيم
إن الكاتب والمبدع الأصيل، هو ذاك الكائن الواعي الذي يئن لجراحات الناس والأمكنة والأزمنة، وفي وقت انتعش فيه السؤال :أين هم المبدعون من جرح الوطن؟ أعرفك، وألتقي بك، بسيطا، عاديا، تمتزج ملامحك القمحية بتجليات المغربة التي ينضح بها لسانك وسلوكك وغيرتك على الكلمة والإبداع السليم،لأدرك أن المغرب لم تنضب رحمه من وضع الأبناء الذين يحبونه للحب فقط، يحبونه تاريخا وترابا وماءا وسماءا، يحبونه في السراء والضراء، ينهلون من أمسه لإنتاج يومه وآنه، ينقلونه وطنا عبر التاريخ، وطنا كما كان،وطنا كما هو، ووطنا كما سيكون...
ليس المهدي تلك النهاية الدرامية لرجل وطني فحسب، بل هو وطن يذوب في الوطن، حلم بغد مشرق لاينتهي عند الموت للحالم أو تذويب جسده،هو تأسيس الفكر المعارض وقطيعة بين زمن الاستسلام والرضى بالمقسوم وزمن استرخاص الروح من أجل الوطن، هو ذاك التماهي بين الكرامة والحياة...هو العبرة التي أسست للمعنى الحقيقي للجهاد...
أحييك بحرارة يا أخي ابراهيم، وأشكر لك إبداعك الراقي هذا، وأنتظر المزيد.
القاص المتميز عبد السلام عبلة ، تحية طيبة.
كم سعدت بما سطرت أناملك المبدعة هنا من عذب القول. الكتابة بالنسبة لي هي نبش في الذاكرة الجمعية وتقديمها بطريقة أخرى.
لك الحب كله أخي عبد السلام.