المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا بريئة بريئة بريئة



عبدالرؤوف عدوان
22/03/2009, 03:57 PM
عن نوبلز نيوز:

مفاجأة مدوية..إسرائيل تعترف باغتيال الحريري وتبريء سوريا

في نصر كبير لسوريا ، كشف موقع 'فيلكا'http://filkkaisrael.blogspot.com/ الاستخباراتي العبري في 3 يونيو 2008 عن مفاجأة مدوية مفادها أن إسرائيل هي الجاني الحقيقي في جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ، وهو ما من شأنه أن يقلب الطاولة على سياسة أمريكا وحلفائها في لبنان ويسقط من أيديهم ورقة طالما ابتزوا بها دمشق وحليفها حزب الله .
محيط - جهان مصطفى
فهناك توقعات بأن تصبح المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في هذه الجريمة والتي كانت سيفا مسلطا على رقبة سوريا ، حبرا على ورق إذا ماأخذ التحقيق الدولي الذي تشرف عليه الأمم المتحدة بالمعلومات الجديدة وتعامل معها بجدية ، خاصة وأن الاعتراف كما هو معروف في القانون سيد الأدلة.
وكان موقع فيلكا قد كشف أن الكولونيل أمان رؤفين أرليخ الضابط بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية اعترف بارتكابه جريمة اغتيال الحريري, مشيراً إلى أن قتل الحريري أدى لسيطرة أمريكا على لبنان وخدم الاستراتيجية الإسرائيلية.

هذا الاعتراف أعطى أيضا مصداقية لتقارير سابقة تحدثت عن تورط إسرائيل ولكن الأكثرية النيابية القريبة من الغرب والمناهضة لسوريا التى تضم كلا من تيار المستقبل وحز ب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وكتلة النائب وليد جنبلاط ، لم تأخذ بها ودأبت مرارا على اتهام سوريا بالتورط في اغتيال الحريري والتفجيرات الغامضة التي يشهدها لبنان بين الفينة والأخرى .

أدلة سابقة حول تور الموساد
وكان خبراء دوليون قد أشاروا إلى أن جريمة من هذا النوع ما كانت لتتم دون وجود الأدوات والتقنيات الحديثة وهذا لايتوفر إلا عند الموساد والاستخبارات الأمريكية .
ففى كتاب له بعنوان الأدلة المغيبة في ملف التحقيق باغتيال الحريرى ، كشف الخبير الألماني في علم الجريمة يورجن كاين كولبل في مايو 2006 أن أبرز النتائج التي توصل إليها تتعلّق بتعطيل مفعول أجهزة الإنذار الموجودة في موكب سيارات الحريري والتشويش عليها وقيام الشركة المنتجة لهذه الأجهزة بتعطيلها وهي شركة يملكها إسرائيليون بينهم ضباط في جهاز' الموساد'.

كما اتهمت عضو المنظمة العالمية لحقوق الإنسان المحامية مي الخنساء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بتنفيذ جريمة الاغتيال بالتعاون مع جهاز 'الموساد'، وقالت في هذا الصدد :' إن الاقمار الاصطناعية الأمريكية لديها شريط يبيّن عملية الاغتيال ولم يتم تسليمه إلى لجنة التحقيق الدولية' مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية ضغطت على رئيس لجنة التحقيق السابق ديتليف ميليس لإخفاء حقيقة مصدر جهاز التشويش الإلكتروني الذي عطل أجهزة حماية موكب الرئيس الحريري'.
صحيفة 'الاتحاد' الإماراتية هى الأخرى نشرت تقريرا وصفته بالسرى للمعهد الإسرائ! يلي لدرا سات المشرق جاء فيه أن إسرائيل متور طة بالتفجيرات المتواصلة في لبنان .
ووفقا للتقرير فإن رئيس الورزاء الإسرائيلى السابق إرييل شارون أكد بعد اغتيال رفيق الحريرى أن الوضع في لبنان تحت السيطرة وأن إسرائيل فتحت قنوات اتصال متميزة مع العديد من الأطراف سواء في لبنان أو خارجها، ممن لها الصلة والقدرة على التحرك في لبنان لوضع حد للتواجد السوري هناك .
وكشف التقرير أيضا أن إسرائيل قامت منذ اغتيال الحريرى بتهريب كميات كبيرة من المتفجرات عبر حدودها الشمالية مع لبنان ، مشيرا إلى أن التهريب الذي تم جزء منه بمساعدة بعض عناصر القوات الدولية المرابطة عل الحدود بين إسرائيل ولبنان تم مقابل مبالغ ضخمة من المال.

كشف شبكة للموساد داخل لبنان
وبجانب التقارير السابقة ، هناك أمور أخرى تدعم تورط إسرائيل في تفجيرات لبنان فقد سبق للجيش اللبناني أن أعلن عن كشف شبكة تعمل لصالح الموساد الإسرائيلي نفذت اغتيالات عديدة وذلك أثناء الوجود العسكري السوري في لبنان وبعده أيضا.

ففى 7 يوليو 2006 ، أعلن الجيش اللبناني في بيان له أن رجلا لبنانيا متهما بعلاقاته بالمخابرات الإسرائيلية اعترف بتنفيذ سلسلة اغتيالات شملت مسئولين بارزين من حزب الله وميليشيات فلسطينية منذ العام 1999 لصالح الموساد الإسرائيلي.
وأوضح البيان أن محمود رافع الذي اعتقل مع ثلاثة آخرين لعلاقته بقتل اثنين من مسئولي الجهاد الإسلامي في 26 مايو 2006 يعد أحد أبرز أعضاء شبك إرهابية ك! انت وراء ثلاثة اغتيالات على الأقل في لبن ان.

وجاء في البيان أيضا :' تبين من التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات، أن الشبكة المكتشفة ترتبط بجهاز الموساد الإسرائيلي، منذ عدة سنوات وقد خضع أفرادها لدورات تدريبية داخل إسرائيل وخارجها وقد كلفت الشبكة من قبل الجهاز المذكور بتنفيذ تلك العمليات'.

وأضاف الجيش اللبنانى قائلا في بيانه :' الشبكة زودت لهذه الغاية بأجهزة اتصال ومراقبة سرية ومتطورة، كما زودت بخرائط دقيقة للأماكن المستهدفة، ولأماكن أخرى من لبنان '.

هذا كان ما أعلنه الجيش اللبنانى بشأن تلك الشبكة أما ما تسرب من معلومات عن نتائج التحقيقات مع أعضائها فقد أظهر عمل الشبكة امتد أيضا إلى سوريا حيث قامت باغتيال القيادي في حركة حماس عز الدين خليل بدمشق في 26 سبتمبر 2004 ، بجانب اغتيالات لبنان وأبرزها اغتيال الشقيقين محمود ونضال المجذوب القياديين في حركة الجهاد الإسلامي في 26 مايو 2006 والقيادي في حزب الله علي ديب شرق صيدا في 16 أغسطس 1999 ، واغتيال المسئول في حزب الله علي صالح في الضاحية الجنوبية بتاريخ 2 أغسطس 2003 ، واغتيال جهاد أحمد جبريل في بيروت في مايو 2005 ، بالإضافة إلى تفجيرات أخرى لم تسفر عن وقوع شهداء وأوقعت إصابات.

وكان الأهم فيما تسرب من معلومات حول التحقيق مع شبكة الموساد أن المواد المتفجرة التي استخدمت في اغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية هي نفس المواد التي استخدمت في اغتيال قيادات وشخصيات لبنانية معروفة بمواقفها المعارضة لسوريا ومنهم الصحفي سمير قصير والنائب جبران تويني والمحاولة الفاشلة لاغتيال الصحفية مي شدياق والوزير مروان حمادة وشخصيات أخرى وعدة تفجيرات وقعت في بيروت الشرقية أمام مطاعم وكنائس ومحال تجارية.

وكشفت صحيفة السفير اللبنانية أيضا فى 16 يونيو 2006 ، أن وزير الدفاع اللبنانى الياس المر تحدث إلى مجلس الوزراء اللبناني عن تشابه بين التقنية المستخدمة في التفجيرات المنسوبة إلى رافع وبين ا! لتقنية ا لمستخدمة في تفجيرات أخرى ، ملمحاً إلى خمس جرائم متشابهة من دون أن يسميها.
وفي السياق ذاته ، ذكر موقع 'نداء القدس' الإلكترونى أن نتائج التحقيقات التى أجراها الجيش اللبنانى مع شبكة التجس تكشف بوضوح الدور التخريبي الذي يقوم به الموساد الإسرائيلى في أكثر من دولة عربية حاليا لإثارة الفتنة والنعرات الطائفية والإثنية فهو قام بدور مشابه سابقا حيث اكتشفت أكثر من شبكة عملت على تحقيق أهداف سياسية للدولة العبرية .
فبعد ثورة يوليو 1952 ، قام الموساد بعدد من التفجيرات بمصر أمام عدد من دور السينما وضد مصالح أمريكية من أجل إثارة البلبلة في مصر وتوتير علاقاتها مع الولايات والمتحدة كما نفذ في مطلع الخمسينات هجمات ضد أهداف يهودية في العراق لدفع يهود العراق للقدوم إلى فلسطين ، الأمر الذي يجعل تورط الموساد في عمليات اغتيال شخصيات لبنانية معارضة لسوريا أمرا ذو احتمالية كبيرة.

نقلها عن موقع نوبلز نيوز

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد العرب أوطاني

ناصر عبد المجيد الحريري
22/03/2009, 05:09 PM
الأخ الأستاذ عبد الرؤوف عدوان :
القضية في الأساس هي مؤامرة تهدف إلى الدخول من الباب الخلفي للبنان وبالتالي الضغط على سوريا ، بعدما فشلت أمريكا في العراق ، وقبلها في أفغانستان .
بعد اغتيال الحريري ، كتبت في صحيفة الحقائق اللندنية مقالاً ، نشر بتاريخ 1-3-2005 ، جاء فيه :

(( لمصلحــــة منْ ..يُستهدفُ الحريري ؟

لا أدري سبب ترددي في الكتابة عن عملية اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري حتى الآن ، لقد كنت خلال الأيام الماضية أتابع وبشراهة ما يكتب وما يقال عن هذه العملية ، ومن هي الجهة التي خططت ؟ ومن هو المنفذ ؟ ولماذا شخص بحجم الرئيس رفيق الحريري ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات ؟ أسئلة حاولت أن أجد لها أجوبة من خلال كل الطروحات والنقاشات ووجهات النظر التي طرحت حول هذه العملية ولكني وجدت الكثير من الآراء المتباينة والمتطرفة في بعض الأحيان لاتجاه وفرضية واحدة فقط .

ولكن ومهما كانت تعنيه هذه الآراء والتحليلات فإنها لا تصل إلى مرحلة المصداقية والشفافية والتجرد والحيادية التي يجب على الاعلامي والكاتب الصحفي التمتع بها لأن يوصل لجمهور القراء كل وجهات النظر والحقيقة بدون تزييف كما تفعل المعارضة اللبنانية في الوقت الحاضر .

منذ كم من الوقت كانت هموم المعارضة اللبنانية هي كشف الحقيقة ؟ أليست هي نفس القوى التي كانت تتصارع على الفتات قبل انهاء الصراع الداخلي ؟ أليست هذه المعارضة هي ميليشيات كانت تمول من الخارج ؟ أليست هذه المعارضة ( التي تتسم على حد تعبيرها بقوى الشارع ) نفسها التي كانت تقتل الشارع اللبناني . أسئلة كثيرة تطرح و يتم تداولها الآن في الخفاء .

من المستفيد من تغييب الرئيس رفيق الحريري ؟ وهو من لم يكن يوماً محسوبا على المعارضة اللبنانية وهي التي كانت وهو على رأس الهرم اللبناني تكيل إليه الشتائم و تنسب إليه سرقة البلد وتصفه بالكثير من الصفات التي تعبر عن مضمون المعارضة فقط !!!!

لا شك أن عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري من أشد العمليات التي شهدتها المنطقة تعقيدا سواء من حيث التخطيط أو التنفيذ أو القدرة وهول الكارثة. وللأسف فقد كانت العملية ناجحة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، وهو الأمر الذي يزيد الوضع تعقيدا ويضفي مزيدا من الغموض على فاعلها ولو إلى حين ، ويخلط جميع الأوراق محليّا وإقليميا ودوليا.

فمحلياً: يعتبر الرئيس رفيق الحريري هو الممثل القوي للسنة في لبنان والمعبر الوحيد عن قوتهم في هذه التركيبة بحكم التوزيع الطائفي للحكم في لبنان وبحكم تركيبتها الشديدة التعقيد . لذلك اعتبر السنة أنهم مستهدفون في هذا الإطار ( ( فلمصلحة من يستهدف السنة ؟؟ )) .

وفي الإطار الداخلي أيضا وضمن الصدام بين المعارضة والسلطة أخذت المعارضة تستغل استشهاد الحريري وتتاجر بدمه وتعتبره هو الشخص الزعيم للمعارضة رغم أنه لم يكن من هذا التيار في يوم من الأيام . وقد تم الخلط في هذا الإطار عن عمد بين الذين كانوا في الحكومة السابقة التي استقالت وأصبحوا حكما معارضة وبين التيار المعارض المتشدد المعادي لسوريا والمتمثل في قرنة شهوان والذي انضم إليه جنبلاط ، الذي كان لشهور فقط ، وبدأت هذه القوى تتمسح بدم الحريري، محاولين سحب السنة في لبنان إلى الصف الذي يقفون فيه ولكن أعتقد أنهم لن يفلحو في ذلك لأسباب كثيرة .

إقليمياً تم توريط سوريا في هذه القضية واعتبارها المسؤولة واتهامها بذلك لحظة وقوع حادثة الاغتيال وكأن الأمر معد مسبقاً وفي في وقت حرج جدا بالنسبة لها وفي ظل المطالب الملحة بتنفيذ القرار 1559 ولو بالقوة وهو الذي نوقش بين الرئيس الفرنسي والرئيس الأمريكي قبل التمديد للرئيس اللبناني بفترة طويلة ، في حين قامت إسرائيل بتوجيه الاتهام مباشرة بعد الاغتيال إلى سوريا وكأنها والمعارضة ينتظران هذا الحادث بفارغ الصبر ، ولا يخفى على أحد الدور الذي كانت تلعبه اسرائيل في تمويل بعض الميليشيات اللبنانية وبعض الشخصيات التي يحسب بعض منها على المعارضة الآن .

دوليا برز الموقف الفرنسي الذي طالب بفتح تحقيق دولي ، واستنكر بشدة ما يجري وهو ما يعني عدم ثقتها بالأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية وأنها تعطي الصبغة الدولية على حادثة الاغتيال ، وهو ما يجعل الكثيرين من المحللين يستنتجون أن الموقف الفرنسي هو نتيجة طبيعية لمحاولة فرنسا التقرب من الادارة الأمريكية في هذا الظرف الدولي الصعب, وهذا يشير إلى أن الطرف الفرنسي أيضا يريد التصعيد وهو غير بريء على الإطلاق ولا يسعى لفرض حلول دبلوماسية. وهذا الجهد الفرنسي للتدخل بقوة يجب أن ينظر إليه من زاوية تحسن العلاقات الأميركية الفرنسية في الآونة الأخيرة واتفاقها على قضايا إستراتيجية لمصلحة البلدين ومن ضمنها سوريا ولبنان.

من جهتها قامت أميركا وخلال وقت قصير جدا بتوجيه أصابع الاتهام تجاه سوريا والحكومة اللبنانية وكأن اغتيال جون كينيدي وآخرون من المسئولين الأمريكين قد تم كشف قاتليهم !!!! وهي التي بدأت تطلب وعلى الفور بضرورة أن يكون لبنان حرا ومستقلا، وطالبت بانسحاب القوات السورية منه وتطبيق القرار 1559 وهو ما يؤكد أن للعملية بعدا دوليا ، وكأن أمريكا قد طبقت كل قرارات الشرعية الدولية ولم يتبقى دون تنفيذ إلا هذا القرار .

وفي زحمة هذه المواقف والتصريحات المتضاربة أساساً غاب عن الجميع البحث عن المستفيد من استهداف الحريري أو زعزعة الاستقرار اللبناني . والمستفيد من هذه العملية كما بدا حتى الآن طرفان:

الأول: المعارضة اللبنانية التي سارعت مباشرة إلى اتهام السلطة اللبنانية والسورية بارتكاب هذه العملية مباشرة دون اتهام بالتقصير مثلا .

يعرف الجميع أن هذه العملية أضرت جدا بالسلطة اللبنانية والسورية وليس من مصلحتهما فعل ذلك، وليستا من الغباء أيضا أن يستهدفا شخصا بحجم الحريري ، حيث كان الأولى لسوريا مثلا استهداف آخرين أكثر عداء لها ، على اعتبار أن الحريري كان عدو سوريا وهو ما لم يكنه في يوم من الأيام . وماذا ستستفيد سوريا والضغوط ازدادت عليها والتهديدات ارتفعت وأصبح الكل يتاجر في هذا الموضوع للحصول على مكاسبه الخاصة .

الثاني: أميركا وإسرائيل حيث أعلن البيت الأبيض "أن الجريمة التي وقعت اليوم هي عامل تذكير مريع بأن الشعب اللبناني يجب أن يكون قادرا على تحقيق تطلعاته نحو الحرية وتقرير مستقبله بعيدا عن الاحتلال السوري "، وهي تحاول السعي الآن إلى إلى معاقبة المسؤول عن الانفجار بالتعاون مع الأمم المتحدة في مجلس الأمن (المعني سوريا)، لذلك فهي تصعد الملف في المنظمة الدولية ومجلس الأمن ليصل في النهاية إلى حد التدخل العسكري ، وماذا لو لم يكن الفاعل هي سوريا وكان طرفاً آخر كيف سيكون أسلبو التعامل الأمريكي مع هذه القضية ؟!!!!! .

عند ظهور "جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام"، حيث تبنت هذه الجماعة غير المعروفة هذه العملية الضخمة وذات الأبعاد الدولية الكبيرة . وفي هذا الإطار يبرز عدد من التساؤلات منها: لماذا تم الصاق القضية لجماعة سلفية ووهابية كما قيل؟ لماذا تم الإعلان عن أنها عملية استشهادية كما قال صاحبها؟ ولماذا هذا الشخص الذي نفذ العملية ؟ أما كان الأولى إذا أرادت هذه الجماعة توجيه صفعة إلى السعودية أن تقوم بها فوق الأراضي السعوية ولماذا فوق الأرض اللبنانية تحديدا ؟ ولماذا تصر المعارضة على أنها الحكومة اللبنانية و سوريا ؟ من هو إذا الفاعل الحقيقي لهذه الجريمة ؟ ولماذا شخص الحريري وليس غيره؟

إن طريقة السجال الهابط المستوى بين السلطة والمعارضة في الآونة الأخيرة والتدخلات الخارجية الغير لائقة أمريكية وفرنسية ، ومن ثم موقع الانفجار وطريقته وطبيعة الشخصية المستهدفة، يفرض علينا عدم تسطيح القضية ونسبتها إلى هذه الجماعة المجهولة الهوية. لعدم وجود أصول لهكذا جماعات في لبنان ، وأيضا عدم قدرتها لو افترضنا جدلا بوجودها على التخطيط والتنفيذ بهذه الدقة المتناهية ، ونشرها للشريط بعد عميلة الاغتيال مباشرة وكأن الأمور معدة مسبقا وغير قابلة للفشل .

بالنسبة للناحية التنفيذية والاستخباراتية تشير عملية الاغتيال إلى أن الفاعل جهة دولية وذات قدرات فنية وتقنية عالية لأنها استطاعت التفوق على تكنولوجيا موكب الحريري ثم فجرت الهدف بدقة تامة ومتناهية. مما يعطي اليقين عدم قدرة الجماعة الأصولية على فعل ذلك ، وكذلك الأمر الذي يستبعد الحكومة اللبنانية أو سوريا لأنه يقينا لا تمتلكان التكنولوجيا التي تستطيع التأثير على موكب الحريري وسيارته التي تعتبر من أكثر السيارات حصانة في العالم تكنولوجيا .

إن سعي المعارضة اللبنانية ومع أطراف خارجية استصدار قرار 1559 ، والتجاذبات الحاصلة في الداخل اللبناني التي وصلت إلى مستوى متدني جدا ، وفي ظل استقواء بعض القوى الداخلية بأطراف دولية كأميركا وفرنسا ، أعطى لمنفذي العملية توقيتاً جيدا ، وهو الأمر الذي لا يخدم مصلحة سوريا في تنفيد هكذا عملية وشخص كالحريري كان يشكل بالنسبة لها بعدا داخليا قويا يستطيع التأثير على المعارضة .

وفي هذا الاطار يمكن القول أن عملية تلبيس التهمة للجماعات الأصولية يأتي في إطار تعميم الحرب على الاسلام بكل مذاهبه . واستدراج سوريا الداعمة للمقاومة المشروعة لحزب الله إلى الفخ الذي يتم نصب شراكه بدقة .

والسعي إلى تشويه مسيرة الجماعات المقاتلة خاصة التي تحارب الاحتلالين الأميركي في العراق والإسرائيلي في فلسطين وإقحامها في أمور خارجة عن أجندتها الحقيقية وأهدافها الأصيلة في دفع الاحتلال، مما دفع الجهات الجهادية في العراق إلى الإعلان أن المنفذ ليس إسلاميا وليس من مصلحة هذه الجماعات اغتيال الحريري وهو ما يمكن اعتباره مخططاً أمريكيا اسرائيليا لاستكمال ما بدآه في العراق .

من جهتها قامت المعارضة بتوجيه أصابع الاتهام إلى السلطة اللبنانية وسوريا في هذه العملية, وهوما يجب أن رفضه, إذ إن المتضرر الأكبر من هذه العملية هي السلطة اللبنانية وسوريا إثر ازدياد الضغوط عليها وإمكانية شن هجوم عليها عبر إلزامها المسؤولية في هذه العملية. والأكثر غرابة أن إسرائيل كانت بعيدة عن الاتهام من قبل الطرفين ( المعارضة والقوى الدولية ) ، وهو ما يشير إلى نجاح السيناريو الذي وضع لهذه العملية ، وتوارى الفاعل الحقيقي والمخطط لها في تداول الاتهامات، وجل ما أراداته المعارضة استغلال هذه العملية والظرف الدولي الذي تهيأ بعد وقوعها لتحقيق مطالبها في اتهام سوريا بأنها وراء العملية, ولو كان ذلك صحيحا لكانت اغتالت جنبلاط بدلا منه.

أما لماذا تم تنفيذ العملية في موكب الرئيس الحريري بالذات, نقول وانطلاقا من معطيات الساحة السياسية الدولية أن دوره انتهى إقليميا ودوليا خاصة في ظل وجود أشخاص يتضخ علنا توجههم المشكوك فيه مثل جنبلاط وعون، في حين أن الرئيس رفيق الحريري كان مثالا للدبلوماسي الساحر الذي يستطيع أن يجمع بين جميع الأطراف. ودوليا هناك من يرى أن موقفه الحيادي تجاه القرار 1559 على عكس ما قامت به المعارضة المسيحية وجنبلاط، وبالتالي كان عليه أن يقف موقفا معاديا لسوريا وهو غير الذي فعله .

في كل الأحوال إن الذي استهدف الرئيس الحريري هو المستفيد من تغييبه ، ويتضح إلى الآن أن المستفيدزن هم أطراف بعينها دون سواها وبقيام جهات لها كل تلك الخبرة والتكنولوجيا والقوة الاستخباراتية بالعملية ، ومن يمتلك كل ذلك يعرفه القاصي والداني فالعملية هي أميركية اسرائلية بتواطؤ وعلم المعارضة اللبنانية الداخلية والخارجية ، خاصة أن استخدام القوة في مرحلة من المراحل ضد سوريا ولبنان يحتاج إلى تضحية كبيرة ، وكانت التضحية هي الرئيس رفيق الحريري.))

http://www.alhaqaeq.net/?rqid=2&secid=5&art=26276

معتصم الحارث الضوّي
22/03/2009, 05:43 PM
الإخوة الكرام
هاهي الأدلة الدامغة تثبت تورط الكيان الصهيوني في اغتيال الشهيد رفيق الحريري، ولعّل الكثيرين قد تساءلوا منذ اللحظة الأولى التي وُجهت فيها التهمة للحكومة السورية تساؤلات منطقية:

ما مصلحة الحكومة السورية في اغتيال الحريري، وزعزعة الأمن الداخلي اللبناني؟
ألم تنل سوريا نصيبها -غير المستحق- من العداء والمحاصرة المعلنة وغير المعلنة؟

المجد لسوريا العروبة، ولا شك أن اليوم الموعود للصهاينة سيأتي قريبا، وحينئذ فليبحث الخونة والعملاء عن جحور يلوذون بها من غضب الأحرار.

ناصر عبد المجيد الحريري
22/03/2009, 05:56 PM
أخي الحبيب معتصم حارث الضوي :
في اللحظة الأولى لوقوع الكارثة التي تمثلت باغيتال الحريري ، كان الَأولى بنا نحن العرب أن نفكر بطريقة منطقية وموضوعية ، عندها نستطيع أن نصل إلى الحقيقة التي تدين الكيان الصهيوني ، وتتهمه بهذه الجريمة .
أسئلة كنت قد طرحتها بعد الاغتيال مباشرة ، وإستطعت حينها أن أجد جواباً ، اقتنعت به ، علني أكون الوحيد حينها ، ولكن الحمد لله الآن وقد بانت الحقيقة بأن الصهاينة والأمريكان هم سبب شرور الارض جميعاً .

عامر العظم
22/03/2009, 09:41 PM
دعوة إلى حوار عقلاني بدون قبلات!

الأخ عبد الرؤوف عدوان..الزملاء والزميلات الأكارم

أشكرك على نشر المقال الذي سبق ونشر هنا ودعنا نتحدث الآن بدون قبلات... أنا كمثقف عربي حر ومحايد ـ أحب سوريا طبعا ـ لم أخرج بقناعة جازمة أن لا يد لسوريا في دم الحريري ،ليس لأنني لا أتمنى أو لا أحب، لكنني خرجت بهذا الانطباع كمتابع ومراقب عام سواء من السياسية السورية الخارجية المرتبكة والفاشلة في معالجة الموضوع أو أنها متورطة باختصار..

1. هل يكفيني أن الجأ لمقال صحفي إسرائيلي حتى أغير رأيي وأرقص طربا؟! ما أدراني أنه صحيح ولماذا لا افترض أنه ملغوم لهدف في نفس يعقوب؟!
2. كيف استطاعت إسرائيل، إن كانت متورطة حقا، أن تركز الانتباه العالمي على تورط سوريا؟!
3. من المسؤول عن هذا الفشل الذريع ولماذا ظلت سوريا في موقف الدفاع والشلل؟!
4. من الذي يجب أن يحاكم من المسؤولين في سوريا إن كانت سوريا بريئة من دم الحريري؟!
5. لماذا تصر أمريكا على محكمة دولية إن كانت تدرك أن حبيبتها إسرائيل متورطة؟!


تحية تبحث عن إجابات مقنعة

كاظم عبد الحسين عباس
22/03/2009, 10:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ....
ليس لدي دليل مادي يثبت براءة او ادانة سوريا ....غير ان قناعاتي الشخصية المبنية طبعا على حسابات محددة
ان سوريا لم تقتل الحريري ...
اصرار اميركا على ان تكون هناك محكمة دولية قد تعني ضمنا انها تعرف يقينا ان الكيان الصهيوني هو الجاني ...
ولكي لاتتجه اية هواجس نحو الولاية الامريكية في فلسطين المحتلة لابد من محكمة دولية تقف على مواصفات الحيادية والعلم المطلق بقوانين العالم كله وقضاة من اعلام العالم ومن بينهم هذا القبيح الذي يستضيفه برنامج الاتجاه المعاكس الذي اظن انه ينتمي الى الامة العربية بقدرة قادر ...
وغير هذا ....هل ان سوريا هي الجهة الوحيدة العاملة على ساحة جناح المشرق العربي اللبناني فلماذا تم الحكم سلفا على سوريا قبل ان تحصل اعمال المحكمة ....
وبعد من كان يعتقد ان المحكمة الدولية كانت ستبرئ الرئيس الجيكي الذي اقسم الاعلام العالمي باغلظ الايمان انه سفاح وقاتل قتله ...؟
انا غير معني بالقبل هنا ابدا اخي ابا زيد الحبيب...

أ.د. محمد محمد إبراهيم
22/03/2009, 11:02 PM
السلام عليكم
بعد هذه التحاليل السياسية، فلنتذكر منذ أول يوم من العملية، سارع الأمريكيون والفرنسيون وقوى لبنانية لعل أشرسهم وليد جنبلاط باتهام سوريا علنا، بينما تعودنا في مثل هذه الحوادث، يتريث السياسيون وينتظرون النتائج الأولية للتحقيق حتّى لا يتورطوا في اتهامات خاطئة.
كل القرائن تدل على أنّ العملية تمّت بتخطيط محكم وبمساعدة خونة من أهل البلد، وبمساعدة مفضوحة من إسرائيل وأمريكا أساسا ودول أخرى. وتذكروا كيف فسدت العلاقات بين فرنسا وسوريا فجأة قبل ذلك بقليل وهو أمر لم يكن متوقعا إذ كانت علاقات طيبة قبل ذلك بقليل.
وتذكروا تحليل الشيخ حسن نصر الله بعد اغتيال الحريري إذ حلل عملية الاغتيال وأكّد أن سوريا ليس في مصلحتها لتقدم على هذه العملية وأن المستفيد الأول هي إسرائيل و أن إسرائيل هي وراء العملية والمستقبل سوف يكشف الحقيقة ويؤكد ذلك. .
ولكن هرولة المتواطئين وراء أيّ كلمة يقولها بوش، هذا الرئيس الذي عاث فسادا في الأرض وقتل ما يقارب مليوني مسلم، جعلتهم يقيمون الدنيا ويقعدونها ليدوّلوا القضية وبسرعة كما نتذكر الضغوط على بعض الشهود.
ومقابل هذه الهرولة وعدم التأنّي، لم نر أيّ عربي عندما قتل الرئيس عرفات مسموما، نادى لتحقيق ولو بصوت خافت، وحتى السلطة الفلسطينية التي ورثت عرفات، لم نسمعها يوما تطالب بتحقيق دولي، بل وحتى تحقيق عربي أو حتى فلسطيني ولم تكن لها الجرأة لتوجيه حتّى تساؤل عن سبب الموت.
والحمد لله، لا بد للحق أن يظهر يوما، وسوف نرى كيف يتصرف هؤلاء المهرولون لخطب ود الغرب مهما كانت الظروف ولو على حساب كرامتهم. ولكن إذا لم تستح فافعل ماشئت، أو قل ماتشاء.
. ،

ماهر خالد قطيفان
22/03/2009, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور عامر العظم المحترم
أخي باختصار سوريا أو أي نظام عربي ليس له مصلحة باغتيال الحريري
وإذا ثبت أنه لأي طرف عربي يد في اغتيال الحريري فإنه متورط من قبل الصهيوصليبية
لأنه من المعروف أن اليهود أصحاب مكر ( يقتلون القتيل ويمشون في جنازته)
ومن خلال بعض إطلاعاتي من خلال الاحداث التي مرت علينا في حرب العراق قرأت في أحد المنتديات
أنه يوجد غرف عمليات يديرها علماء ومحللين عرب مستأجرين وحتى هناك علماء دين يفسرون لهم الأيات القرآنية و الاحاديث النبوية مستأجرين يدسون السموم ويسيسون الأحداث لمصالحهم التوسعيه والتي فيها إيقاع وتوريط الدول المسكينه وكسب تأييد العالم العربي والغربي.ولا يستغرب أنهم إشتروا العدس وجنبلاط والحريري الصغير وغيرهم
لذلك وفي هذه الامور الحساسة كل ما ارجوه أن لا يكون كلامنا سلاح يقتلنا.
مع التحية والمحبة للفارس
ماهر قطيفان

bilal daoud
23/03/2009, 06:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل العرب يتمنون أن تظهر نتائج التحقيق والمحكمة الدولية أن اسرائيل هي المجرمة التي اغتالت الرئيس رفيق الحريري ، وما من شك أن معظم ما تفعله القوانين الدولية ( مثل المحكمة الجنائية ) ينطبق عليه قول : حق أريد به باطل ، قهذه المحاكم يبدو أن الهم الرئيسي لها هو محاكمة الزعماء العرب ..... ولكن!!!!
بغض النظر عن المحكمة ولن أدخل في التقسيمة اللبنانية الداخلية المعقدة ، المبنية على تقسيم طائفي مكروه ، يحق لنا أن نتساءل : هل خبر منشور على الانترنت يعتبر أن اسرائيل هي المجرمة كاف لإصدار الحكم ، في حين ملأت الآفاق مئات آلاف المقالات والرسائل تدين النظام السوري ، فتكون مئات آلاف الرسائل باطلة ، ورسالة واحدة هي الحق ؟؟؟؟
ليس لدينا ( نحن الناس العاديين ) أدلة على فاعل الاغتيالات المتعددة في لبنان ، أيام السيطرة السورية على لبنان ، ولكن كانت كل المؤشرات السياسية تقول أن أجهزة المخابرات السورية هي الفاعلة ، بسبب قرن المصالح مع موقف المغدورين من سوريا .
من المناسب عند الحديث عن بلد ، وخصوصا في مثل هذه الأزمات ، أن نقسم الحديث إلى قسمين ، النظام الرسمي ، والشعب ، لئلا نتسبب في توزيع التهمة على جميع افراد الشعب ، في حيت أن المشكلة تكون عند أحد أفراد النظام فقط .

إذا كان النظام السوري بريئا ، وهذا ما ستثبته الأيام القادمة ، أو عكسه ، فما من ضير في المحكمة الدولية على النظام السوري ، بل على العكس فقد تكون مناسبة ليرفع عنه الحصار السياسي ، ويرفع عن شعبه الحصار الاقتصادي ، ويعود لسوريا اسمها ووضعها الطبيعي بين الدول الأشقاء .

تحية محايدة

ناصر عبد المجيد الحريري
23/03/2009, 07:36 AM
القضية ما زالت معقدة ، رغم كل ما يصدر هنا وهناك من تحليلات وآراء سياسية ، لكن ما ثير الانتباه في هذه القضية أن التوقيت الذي حدثت فيه ، غير مناسب لسوريا أن تفعلها !!!
المتهم بريء حتى تثبت إدانته .... سوريا ، برغم كل التطمينات الصادرة عنها أنها لا علاقة لها باغتيال الحريري ، إلا أنها لم تغلق نافذة محاسبة أي سوري يثبت تورطه في هذه الجريمة مهما علت مكانته .!!!
لكن المثير للدهشة في هذه الجريمة ، هو الامكانيات الهائلة المستخدمة في العملية ، والسؤال هنا : هل تمتلك سورية مثل هذه الامكانات ؟ وإن كان الجواب بالايجاب فهذا يعطي سورية قوة هائلة قادرة أن تتحكم بمصير العالم !!!
الأمر الآخر كما تحدث الأستاذ عامر العظم أنني لا استطيع أن أعتمد على مقال صحفي ربما أريد به باطلاً !!!!
ولكن جميعنا يعلم قدرة اللوبي الاعلامي اليهودي العالمي على تحوير الحقائق وتزويرها ولفت الانتباه والتركيز على وجهة النظر الصهيونية في الموضوع ، هذا أمر لا يمكن ان يجاريه أي إعلام عربي ، لأن إعلامنا ما زال يعيش في عصور الانحطاط ، كما أن إسرائيل ، وهذاالواضح من خلال ما بدأ يتكشف لاحقاً ، انها لا تريد توريط سورية أكثر من ذلك في هذا الموضوع ، لأنها ستكون في النهاية هي الخاسر الأكبر بذلك ، بسبب ارتباطات سورية الاقليمية ( لبنانياً وفلسطينياً وإيرانياً ) ، مما قد يجعل إسرائيل أكثر عرضة للتهديد من ذي قبل .
وأيضاً فإن وجهة النظر الاسرائيلية الأخرى تقول : أن النظام في سورية هو الأكثر قدرة على السيطرة على الواقع العربي في كل من لبنان وفلسطين ، وهو ما اقتنعت به أمريكا أخيراً عندما حاولت إشراك سوريا في تهدئة الوضع العراقي والضغط على المقاومة في فلسطين ولبنان ، في حين ترى السياسة السورية أن من ورَط نفسه في هذه المتاهات عليه هو نفسه إيجاد المخارج . بمعنى أن على أمريكا أن تتحمل وزر أفعالها وسياستها في العراق و منطقة الشرق ألأوسط .
إن الفشل في معالجة الأزمة منذ بدايتها يتحمله النظام العربي إجمالاً ، ولو بنسب متفاوتة ، وكذلك أثبتت الفترة الماضية وخاصة منذ اغتيال الحريري ، و حتى الآن ثغرة في قدرة السياسة الخارجية السورية في معالجة الأزمة التي أعقبت أغتيال الحريري ، على المستويين العربي والدولي ن فقد كان بامكان سوريا ومنذ اللحظة الأولى أن تكون أكثر وضوحاً ، على المستوى العربي ، على أقل تقدير .
ولكل يتحمل النظام الرسمي العربي في دول بعينها مسؤولية تردي الوضع وإحكام الطوق حول سورية باعتبارها الطرف الوحيد المستفيد من تغييب الحريري ، بناء على رغبات لبنانية داخلية او جهات غربية معينة ومعروفة .
وما الاصرار على محكمة دولية ( خاصة ) ، وهو الغريب في الأمر ، لماذا تكون محكمة خاصة ؟؟ لماذا لاتكون محكمة الجنايات الدولية هي صاحبة الاختصاص ؟؟ هذا الأمر كان محل اختلاف بين الكثير من الكثير من القانونيين العرب والغربيين ، الأمر الذي أخرج القضية من الدائرة القانونية إلى الدائرة السياسية .واتجاهها إلى الضمور في حالة التوافق السياسي بين مختلف الأطراف في المنطقة .
اغتيال الحريري ، مصلحة لأكثر من طرف داخلياً وخارجياً ، فالشخصية لبنانية سنية لها تأثيرها على الساحة الداخلية والعربية والدولية ، فاتهام سورية يجر بالتأكيد لاتهام طرف لبناني داخلي ، وهنا تكون الغاية قد تحققت من قتال مذهبي سني شيعي .
المستفيد الاقليمي هي اسرائيل ،لأنها تريد بطريقة ما تغييب سوريا عن المشهد اللبناني وخاصة بعد غزو العراق ، والفشل الذي منيت به أمريكا هناك ، و محاولة الضغط على سوريا لأجل إنقاذ ما تبقى لها من ماء الوجه في العراق ، من خلال طلب المساعدة من سوريا وحلفائها بضبط بعض حلفائهم العراقيين المناوئين للاحتلال .
الامر المثير للدهشة أيضاً هو استخدام العامل الديني الأصولي في هذه الجريمة ، ما يبرر لأطراف معينة بحرها على الارهاب الاسلامي كما يسميه الغرب .
إذاً : خلق وضع داخلي لبناني مضطرب ، ووضع عربي مضطرب ايضاً ، من خلال الانقسام الذي بدأ يتضح بعد العملية مباشرة ، وخلق وضع دولي يبرر لأمريكا وإسرائيل حربها على ما سمي حينها بمحور الشر ، ومحاربة الأصولية الاسلامية ( الارهاب ) كما يسميه الغرب .
فالمستفيد من هذا الوضع ، لن يكون بالتأكيد اي طرف عربي ، وخاصة سورية .

نصر بدوان
23/03/2009, 07:45 AM
نقطة مهمة بل في غاية الأهمية أشار إليها التقرير ,

وقد أعادتني إلى مقال قرأته سابقا في أحد المواقع وربما هذا الموقع, والذي يشير إلى الأسلحة الفاسدة. والمقصود بها ليست الأسلحة الفاسدة التي زود بها الجيش المصري في حرب فلسطين. ولا الأسلحة الخردة التي تشتريها بعض الأنظمة بمليارات الدولارات من صفقات تكون الرشاوى فيها تمثل الجزء الأكبر من قيمتها, ولكن الأسلحة المقصودة هي أسلحة متطورة جدا ومكلفة جدا ولكنها للأسف تملك بذرة هلاكها بداخلها وكذلك هلاك مستخدمها , وهي أسلحة باعتها الولايات المتحدة للعالم , ولكنها ومن خلال أنظمة الكمبيوتر المزودة بها هذه الأسلحة تسنيع ومن خلال فيروسات تسلطها على هذة الأنظمة فتتعطل الطائرة في الجو والدياية في الأرض وأجهزة الإنذار ( كما في عملية التشويش على موكب الدريري) فتسقط الطيارة وتحرن الدبابة وذلك إذا ما اريد استخدامها ضد أهداف لا توافق عليه الولايات المتحدة وغيرها.

أما عن اغتيال الحريري وغيره وعن التفجيرات هنا وهناك أزعم ( وليس من موقف عاطفي) أن مصدر التهديد الرئيسي لهذه الأمة معروف, وأ/ا المنفذين فقد يكونون من أبناء جلدتنا من الثوري المدعي الثورية من اليسار أو الملتحي مدعى التدين من اليمين أو حتى من السذج الذين تغرر بهم أجهز المخابرات المعادية. كما هو حال بعض المثقفين الذين باعوا نفسهم للشيطان مقابل أغراض دنيوية فقاموا ينافحون عن المحبل والغازي وكأنه السول المبشر بالجنة والمخلص المنتظر.

المسألة واضحة وقارة في وجدان الكثيرين ولكن الأدلة للأسف يتم طمسها ولكن إلى حين.

ستبدب لك الأيام ما كنت جاهلا

ويأتيك بالأنباء من لم تزود

وبأتيك بالأنباء من لم تبع له

بتاتا لوم تضرب له يوم موعد

ومصير الثلج يذوب يبان لمغطى

على رأي المثل العامي

تحياتي

ناصر عبد المجيد الحريري
23/03/2009, 09:52 AM
الأستاذ الشاعر نصر بدران
صدقت يا سيدي فيماأوردت من أن مصنعي الأسلحة التكنولوجية ومنها ما كان يستخدم في موكب الرئيس الحريري ، هم من يستطيعون فقط من تدمير او اتلاف نظام الحماية التي تتمتع يها الأجهزة التي صنعوها ز
كما أن إشارتك إلى اليسار واليمين والتشدد ، كلها فرضيات واردة في سياق البحث عن الحقيقة في هذه العملية .
لننتظر نتائج التحقيق ، ولنرى ما هي الأدلة التي ستستند عليها هيئةالادعاء ، وبعدها لكل حادث حديث .

ماهر خالد قطيفان
24/03/2009, 12:52 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ عبدالرؤوف عدوان
هل ماكتبته سالفا كنت مخطئا فيه؟ ( في المشاركة رقم 8)
ألم يتهم الكثير من الناس صدام حسين بالخيانه عند سقوط بغداد وإعتبروا ان له يدا في سقوطها وذلك أنه متفقا مع امريكا؟
والحمد لله ان الله سبحانه وتعالى قد برأه أمام أعين العالم؟؟؟؟؟؟
مالذي جينناه من ذلك ؟
أظن والله اعلم أن هذا الإتهام الذي إستثمره الأعداء إستثمارا عظيما وحجة لأصحاب المصلحة اللائذون خلف الكواليس جعل العراق ساحة لإبراز العضلات الفكرية ليظهروا لنا انهم أخرجوا العراق من الظلمات إلى النور.
لذلك أخي عامر ماذا تقصد وماذا تريد من وراء عدم قناعتك ببراءة سوريا من دم الحريري؟
بدل من ان نقف مع سوريا بتكذيب مثل هذه الاقاويل , على الاقل انه لم يثبت شيئا ضدنا ؟
هل ننتظر مصيرا مثل مصير العراق من وراء القناعات؟
أنا لا أستبعد وجود يهوديا في واتا يسترق مثل هذه القناعات وغيرها من الشائعات التي لا تاتينا بخير
وينقلها إلى دور العمليات الموساديه ليتبنوها ويصطادون في الماء العكر وغير العكر.
قال النبي عليه الصلاة والسلام : كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل مايسمع
وقال عليه الصلاة والسلام : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه
اظن ان هذه القناعة ليست من مصلحة الأمة العربية
مع إحترامي للمنبر الحر

bilal daoud
24/03/2009, 01:14 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البعض يبيح لنفسه التفسير والاستنتاج والاتهام و أحيانا تثبيت التهمة دون إثباتات ، ولكنه لايمتنع عن نهي غيره عن الظن أو حتى الانتظار لمعرفة الحقائق ، كقول أحد الأخوة المشاركين ( ولا يستغرب أنهم إشتروا العدس وجنبلاط والحريري الصغير وغيرهم ) وبعد ذلك يستنكر على غيره عدم الإيمان ببراءة سوريا ، بدون أدلة وبدون نقاش فقال له : ( لذلك أخي عامر ماذا تقصد وماذا تريد من وراء عدم قناعتك ببراءة سوريا من دم الحريري؟ بدل من ان نقف مع سوريا بتكذيب مثل هذه الاقاويل , على الاقل انه لم يثبت شيئا ضدنا ؟ )

في حين كان كلام الأول بسيطا وواضحا ليس فيه اتهام ولكن ليس فيه تبرئة ( لم أخرج بقناعة جازمة أن لا يد لسوريا في دم الحريري )
ثم انهال اتهاما لأعضاء المجموعة أن بينهم جاسوس يعمل لصالح اسرائيل :( أنا لا أستبعد وجود يهوديا في واتا يسترق مثل هذه القناعات وغيرها من الشائعات التي لا تاتينا بخير
وينقلها إلى دور العمليات الموساديه ليتبنوها ويصطادون في الماء العكر وغير العكر. )

أرجو أن يكون الحوار هادئا متزنا ، وأن لاننجر إلى قاعدة المستر بوش : إن لم تكن معنا ، فأنت ضدنا !!!

و أن نبتعد عما يثبيت علينا قول الشاعر
لا تنه عن أمر وتأت بمثله ........!!!!!!!!!!!!!!


تحية لا مع ولا ضد

ناصر عبد المجيد الحريري
24/03/2009, 02:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الدكتور عامر العظم المحترم
أخي باختصار سوريا أو أي نظام عربي ليس له مصلحة باغتيال الحريري
وإذا ثبت أنه لأي طرف عربي يد في اغتيال الحريري فإنه متورط من قبل الصهيوصليبية
لأنه من المعروف أن اليهود أصحاب مكر ( يقتلون القتيل ويمشون في جنازته)
ومن خلال بعض إطلاعاتي من خلال الاحداث التي مرت علينا في حرب العراق قرأت في أحد المنتديات
أنه يوجد غرف عمليات يديرها علماء ومحللين عرب مستأجرين وحتى هناك علماء دين يفسرون لهم الأيات القرآنية و الاحاديث النبوية مستأجرين يدسون السموم ويسيسون الأحداث لمصالحهم التوسعيه والتي فيها إيقاع وتوريط الدول المسكينه وكسب تأييد العالم العربي والغربي.ولا يستغرب أنهم إشتروا العدس وجنبلاط والحريري الصغير وغيرهم
لذلك وفي هذه الامور الحساسة كل ما ارجوه أن لا يكون كلامنا سلاح يقتلنا.
مع التحية والمحبة للفارس
ماهر قطيفان

مسألة الشراء والبيع غير واردة في هذا السياق ، ولكن التغرير هو اساس مشاكلنا نحن العرب .
فلدى البعض يضيق الأفق السياسي ، ويحصر تفكيره في إطاره الضيق .
ففقدان القدرة لدى البعض على التحليل وربط ألحداث تدخله في متاهة قد تسبب له تشتتاً في الفكار وخاصة إذا كان الحدث بحجم اغتيال الرئيس الحريري .
فكثير ممن تناولوا الموضوع في بداياته كان موقفهم وتحليلهم منطقياً . بتجنب توجيهالاتهام لأي طرف ، إلا أن يثبت لديه بالدليل .

ناصر عبد المجيد الحريري
24/03/2009, 02:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البعض يبيح لنفسه التفسير والاستنتاج والاتهام و أحيانا تثبيت التهمة دون إثباتات ، ولكنه لايمتنع عن نهي غيره عن الظن أو حتى الانتظار لمعرفة الحقائق ، كقول أحد الأخوة المشاركين ( ولا يستغرب أنهم إشتروا العدس وجنبلاط والحريري الصغير وغيرهم ) وبعد ذلك يستنكر على غيره عدم الإيمان ببراءة سوريا ، بدون أدلة وبدون نقاش فقال له : ( لذلك أخي عامر ماذا تقصد وماذا تريد من وراء عدم قناعتك ببراءة سوريا من دم الحريري؟ بدل من ان نقف مع سوريا بتكذيب مثل هذه الاقاويل , على الاقل انه لم يثبت شيئا ضدنا ؟ )

في حين كان كلام الأول بسيطا وواضحا ليس فيه اتهام ولكن ليس فيه تبرئة ( لم أخرج بقناعة جازمة أن لا يد لسوريا في دم الحريري )
ثم انهال اتهاما لأعضاء المجموعة أن بينهم جاسوس يعمل لصالح اسرائيل :( أنا لا أستبعد وجود يهوديا في واتا يسترق مثل هذه القناعات وغيرها من الشائعات التي لا تاتينا بخير
وينقلها إلى دور العمليات الموساديه ليتبنوها ويصطادون في الماء العكر وغير العكر. )

أرجو أن يكون الحوار هادئا متزنا ، وأن لاننجر إلى قاعدة المستر بوش : إن لم تكن معنا ، فأنت ضدنا !!!

أخي بلال داوود
تحية لك
لا تستطيع أن تجبر أحداً على اعتناق قناعة ما ، فالأستاذ عامر لم يخرج بقناعة جازمة أن لا يد لسوريا في دم الحريري ، اقرأ بين سطوره أنه يملك فناعة ولنها لم تعزز بعد ببراءة سوريا .
هذا ما فهمته من كلامه .
واتا أكبر من أن يكون بها جاسوس او عميل أو... ، واتا تضم مثقفين وعلماء ورجال فكر ، ولا يستطيع أحد أن يصطاد في الماء العكر في واتا ، لأننا نحب بعضنا ونطرح للنقاش كل ما هو جدير بالنقاش .
أحيي فيك غيرتك ، وحرصك
اخوك ناصر الحريري

و أن نبتعد عما يثبيت علينا قول الشاعر
لا تنه عن أمر وتأت بمثله ........!!!!!!!!!!!!!!


تحية لا مع ولا ضد[/quote]

bilal daoud
26/03/2009, 07:26 PM
الأخوة الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قٌادني الفضول والبحث عن موقع قيلكا الاسرائيلي الذي فجر القنبلة المدوية ، باعتراف اسرائيل عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري إلى موقع الجزيرة توك وفيه معلومات عن هذا الموقع الذي هو في الحقيقة مدونة فردية وليس موقعا الكترونيا
من أحب المزيد من المعلومات عن هذه المدونة ، فليفتح الرابط التالي

http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php?t=136139


تحية عربية

غالب ياسين
28/03/2009, 12:29 PM
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_veiw.asp?FileName=31095323120051116125212

عبدالرؤوف عدوان
28/03/2009, 01:28 PM
الأستاذ عامر العظم المحترم، السلام عليكم وبعد: أورد وجهة نظري "باللون الأحمر" حيال ما ذكرتم أدناه

(((((دعوة إلى حوار عقلاني بدون قبلات!
"الحوار العقلاني لا بد له من روح رياضية ممزوجة بالتفاهم والقبلات"

الأخ عبد الرؤوف عدوان..الزملاء والزميلات الأكارم

أشكرك على نشر المقال الذي سبق ونشر هنا ودعنا نتحدث الآن بدون قبلات... أنا كمثقف عربي حر ومحايد ـ أحب سوريا طبعا ـ لم أخرج بقناعة جازمة أن لا يد لسوريا في دم الحريري ،ليس لأنني لا أتمنى أو لا أحب، لكنني خرجت بهذا الانطباع كمتابع ومراقب عام سواء من السياسية السورية الخارجية المرتبكة والفاشلة في معالجة الموضوع أو أنها متورطة باختصار.. "في علوم السياسة عليك ان تقرأ جميع الأطراف: الظالم والمظلوم والحيادي حتى يكون لك حكماً مبرماً وقراءة سياسية موضوعية. والسياسة الخارجية السورية بجوهرها ليست ولن تكن أبداً مرتبكة وفاشلة في معالجة هذا الموضوع أو أي موضوع آخر. وهي سياسة ترتكز على ثوابت لم تتغير قط. وأنت ترى وتحس أيضاً أن السلطة التنفيذية الأمريكية في عهد بوش فشلت فشلاً ذريعاً في احتواء سورية، بعد أن احتوت الدول المجاورة للأرض المحتلة، وبعد ان احتلت العراق. أثارت الإشكاليات الحدودية بين العراق وسوريا وخلقت عن طريق ربيبتها الغاشم الصهيوني إسرائيل إشكالية مستشرية في لبنان بقتلها للرئيس الراحل الحريري وتصفيتها لشخصيات لبنانية وعربية أخرى. وحسبك ما ذهبت إليه من توقعات سبقت اغتيال الرئيس الراحل الحريري بأنَني أتوقع مؤامرة لاشعال فتيل حرب طائفية، بأن يقوم الموساد الصهيوني بقتل إمَا جنبلاط أو البطريرك الراديكالي صفير. وفي تحليلي للوضع وجدت أن قتل جنبلاط المحسوب على الموحدين في لبنان فقط قد يثير أنصاره في لبنان فقط، ولن يثير ابداً حفائظ الموحدين في سوريا الذين اتفقوا جميعاً مع السادة مشائخ الحكمة والعقل أنَ جنبلاط خارج عن الطريق القومي بكل المعايير. أي أنَ الفتنة لن تنتشر أبداً خارج لبنان، ولذلك أحجموا عن هذا الوقوع في القتل. فكروا في قتل البطريرك الراديكالي صفير لإثارة الغرب ولبنان وسوريا وبلداناً عربية صديقة لأمريكا والصهيونية فوجدوا أن الغرب وسوريا والبلدان العربية التي تعتبر معتدله وصديقة للامبريالية سوف لن يثيرها قتل رجل الدين المسيحي صفير لأنَ شعوب هذه البلدان لن تكثرث طائفياً بقتله. وقع الخيار على الشهيد الحريري يرحمه الله لنفوذه الكبير في كل الأوساط اللبنانية والسورية والسعودية والعربية والدولية. جنبلاط أحد المسؤولين عن دم الحريري وقلَة قليلة في لبنان وجهت الاتهام فوراً إلى سوريا دون أن تستشف السياسة وتقرا الإعلام اللذين لم يكونا بعد قد دخلا في التحليل او تداول الأخبار الصحفية. مقتل الحريري الذي ينتمي إلى الطائفة السنية والتي لها امتداد واسع في الدول العربية أدى إلى ضغط شعبي واسع على الحكومات العربية فأصدرت ما أصدرت من بيانات وسخرت ما سخرت من الإعلام نتيجة لتحضيرها المسبق وشحنها ضد سوريا. لم يجد ذلك نفعاً للصهيونية التي لم تقرأ الواقح الحالي للمواطن العربي المتيقظ المثقف. انظر الآن من المنتصر! ومن يريد رأب الصدع العربي! ومن يود إرضاء سوريا! والله ياعامر لو أنَ سوريا تقول بأنها ستقيم علاقات مع الدولة العبرية الغاشمة وأنها ستتنازل عن الجولان لكانت جميع الملفات المحمولة ضدها قد طويت وكان الاتهام في قتل الشهيد الحريري سجل ضد مجهول. قارن الذي حدث في العراق خطوة خطوة! هل اقتنع المواطن العربي والعراقي بأنَ احتلال العراق، وإزهاق روح الرئيس الشرعي الراحل صدام حسين حق؟ أكثر الدول العربية والإعلام العربي وخاصة الخليجي كان يدعم احتلال العراق، والآن من المتضرر؟ ومن يدفع الفواتير؟ أقول لك لا يجوز أن تكون مراقباً عاماً حتى تقرأ كل ماكتب وقيل ونقل لتكون مراقباً خبيراً قبل اصدار الأحكام والتفسيرات".

1. هل يكفيني أن الجأ لمقال صحفي إسرائيلي حتى أغير رأيي وأرقص طربا؟! ما أدراني أنه صحيح ولماذا لا افترض أنه ملغوم لهدف في نفس يعقوب؟! "معك حق هنا، فانا أنقل عن موقع سوري مرموق له جمهوره والقضية إعلامية صحفية بحته. والقصة الصحفية تحتمل الصدق وتحتمل غير ذلك، لكني أقرأ أنَ هناك تسريبات وجملة من الحقائق التي ستتكشف. "

2. كيف استطاعت إسرائيل، إن كانت متورطة حقا، أن تركز الانتباه العالمي على تورط سوريا؟!
"إجابة سهلة وبسيطة، كان يجب أن لا تتطرح هذا السؤال أنت بالذات! فقد كتبت أنت الكثير عن الخداع الصهيوني والموسادي السادي، وسيطرة رجال الإعلام الصهاينة على قطاع الصحافة الأوربية والأمريكية، ناهيك عن الخبرات الإعلامية الصهيونية بتوجيه الرأي العام اليهودي وبعضاً من الرأي العام العربي و وكل الرأي العام الأمريكي والراي العام في المحافل الدولية"

3. من المسؤول عن هذا الفشل الذريع ولماذا ظلت سوريا في موقف الدفاع والشلل؟!
"لأنَ كل الصحافة العربية المرئية والمسموعة والمكتوبة بما فيها قناة العربية والجزيرة كانت تنقل من الجانب المغرض مباشرة وتضخم تصريحات المعارضة اللبنانية والمعارضة السورية، وكانت تنقل أيضاً عن الإعلام الصهيوني والأمريكي. سوريا تعرضت لهجوم سياسي وإعلامي ومن الموضوعي والواقعي أن تكون في موقع الدفاع. أمَا الشلل فأنا لا أوافقكم عليه وسوف تبدي لك الأيام ما كان خافياً."

4. من الذي يجب أن يحاكم من المسؤولين في سوريا إن كانت سوريا بريئة من دم الحريري؟!
"كيف سيحاكم مسؤول سوري وأنت تفترض إمكانية براءة سوريا؟ نعم سوريا بريئة بريئة بريئة"

5. لماذا تصر أمريكا على محكمة دولية إن كانت تدرك أن حبيبتها إسرائيل متورطة؟!
"أمريكا ما زالت مصرة على محاكمة سوريا، لكن إصرارها بدأ يتلاشى من تسربات عن واقع القاتل والجزَار الصهيوني. أما وقد انكشفت اللعبة فإنَ أمريكا والأمم المتحدة سوف تسحب الملف وتتلفه. أيضاَ: سوف تبدي لك الأيام ما كان خافياً. لكن علينا جميعاً إعادة التحقيقات العربية-العربية بخصوص مقتل الشهيد رفيق الحريري حتى نعرف حاضراً عن حقيقة القاتل الصهيوني الذي قتل قادة كثر أمثال الرئيس الشهيد أبو عمَار وكمال عدوان والشيخ ياسين والرئيس ضياء الحق، والرئيس عبد الناصر، والذي يتربص بالمفكرين والقادة العرب والمسلمين الحقيقيين. دم الشهيد الحريري يجب أن لا يذهب هباءً. علينا أن نبدأ التحقيق مع ابنه سعد الذي قبل المشيخة مباشرة بعد استشهاد أبيه، والذي كان مع جنبلاط والموساد ولا زال في خندق واحد. كسب جنبلاط وكسب سعد الحريري من خروج الشهيد عن السَاحة اللبنانية. تعالوا نحصي الذين كسبوا من خروج الشهيد الحريري عن السَاحة!"

تحية تبحث عن إجابات مقنعة))))
"أظن تحيتك وجدت إجابة مقنعة! اتظن ذلك؟؟

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد العرب أوطاني

عبدالرؤوف عدوان
28/03/2009, 01:39 PM
أستاذنا الكبير الكريم غالب ياسين، السلام عليكم:

أشكركم إلى الإشارة إلى مقالة جريدة الثورة الرسمية التي تصدر في سوريا. وقد رأيت أن أنقل ما ورد في الرابط بغية التسهيل الفني والبحثوي على إخوتي وأخواتي في واتا.

((((مستشار محكمة النقض:كيف أبطل تقريرَه بتقريرِه?!. سورية بريئة بتقرير ميليس نفسه... غاب عنه البحث الجنائي وأصول الإثبات وتحول إلى ورقة سياسية مشبوهة

الخميس 17/11/2005م
ملك خدام

ما إن أصبح التقرير معلناً حتى بدأت الأوساط السياسية والحقوقية والقانونية الحرة تنقب المغالطات والتناقضات التي تسود أرجاء هذا التقرير

وأنه يعمل في مسار واحد مع مستهدفي النيل من سورية والمتربصين بها وأنه وفي العديد من بنود عرضه يؤكد التفات لجنة التحقيق عن مبدأ الحياد والنزاهة وإقامة استنتاجاتها على الشك والاحتمال وعلى ما أسمته بالقرائن.. ومما لم تبق معه المصداقية والشفافية والدقة قائمة في هذا التقرير.. كما أصبحت المسحة السياسية فيه بارزة عن صفة التقرير التحقيقي الجنائي بمفهومه القانوني والحقوقي والذي يستوجب أن يصدر عن قاض مثل القاضي السيد ميليس.‏

في لقاء مع مستشار محكمة النقض القاضي موفق اليغشي أدلى للثورة بالحديث التالي:‏

مثالب وأغلاط‏

يقول اليغشي:(إننا نرى -في هذا المجال- وباعتبارنا نمثل مؤسسة القضاء التي تتوازى في كل مسيرتها وإجراءاتها مع القانون أن نستعرض المثالب والأغلاط التي اشتمل (التقرير) عليها بسبب مخالفتها لأصول قواعد الاثبات والتحقيق في الجرائم الجنائية ولغلبة (التسييس) في تفسير وقائع ارتكاب جريمة الاغتيال على الطابع القانوني البحت الواجب اتباعه بأسلوب اكتشاف مرتكبي الجريمة العلمي والفني.‏

أقوال مجردة‏

أربعة أشهر وبضعة أيام كانت كافية لأن يعتبر التقرير وجود تورط لمسؤولين سوريين في اغتيال الحريري مستنداً الى أقوال مجردة مرسلة من أشخاص مشبوهين أو عاديين ودون أي اعتراف من أي شخص سوري تم الاستماع الى أقواله ودون أي دليل قانوني ملموس.. بينما يحتاج التحقيق بأصغر جريمة جنائية ولو شبه غامضة الى مدة أطول تتخللها إجراءات فنية وتقنية من خبرات وتحاليل.. ومن المعروف مما نراه ونسمعه من اكتشاف الجاني في جريمة حصلت في إحدى مدن الولايات المتحدة الأميركية بعد سنوات عديدة من وقوعها رغم كل المتابعات والتحقيقات بأرقى الأساليب العلمية في البحث الجنائي مما يثبت خضوع التقرير مع اللجنة التي وضعته الى ضغوط وتدخل أخرجت التقرير عن محوره القضائي والقانوني ليصبح ورقة سياسية تطرح في المخططات المشبوهة والموضوعة لمنطقة الشرق الأوسط.‏

شهود زور وآخرون مجهولون‏

تضمن التقرير أن اللجنة استمعت لأكثر من 500 شاهد ومصدر إلا أنه لم يأت إلا على بضعة أشخاص منهم المزور ومنهم المجهول وبما لا يُقبل أن يعتبر هؤلاء دليلاً في تقرير دولي بجريمة منظمة وعلى قدر اغتيال الحريري بما كان عليه من مركز سياسي ورجل دولة.‏

تناقض واضح‏

رغم احتواء التقرير بصراحة على أنه وضع خطوطاً لمجرى التحقيق فقط وملاحظات واستنتاجات وأنه لا بد من متابعة التحقيق فقد أصر على زعم وجود دور لسوريين في حادث الاغتيال وهذا تناقض واضح في حيثيات التقرير. لم يؤيد بأدلة قانونية‏

اعتبر التقرير القرائن دليلاً للاتهام بينما لا يجوز الحكم استناداً الى القرينة ما لم تؤيد بأدلة قانونية تعزز إمكانية استخلاص القاضي منها واقعة معينة بقناعته وعلى أن الاقتناع الحر لا يعني الحكم بالشعور وبالانطباع وإنما بوزن دقيق للوقائع والأدلة.انحرف عن مبدأ الحياد‏

تضمن التقرير ما يؤكد انحرافه عن مبدأ الحياد عندما أورد بالفقرة 8 منه أنه وعلى أساس الأدلة المادية والوثائق المجموعة والقرائن أمكن الحصول على أنه ثمة تورط لبناني وسوري في هذا العمل الارهابي.. أما أين هذه الأدلة المادية وتلك الوثائق المجموعة والقرائن فبقيت دون إثبات فيما خلا الأقوال لبعض الأشخاص المشار إليهم والموصوفين وافتراضات عن حصول اتصالات على (الموبايل) بين أشخاص -لم يظهر واحد منهم- قيل (بالتقرير) إنهم كانوا يراقبون مسرح الجريمة..!.‏

قصور في التحقيقات‏

اعترف منظمو التقرير بوجوب تولي السلطات اللبنانية القضائية للتحقيق (الفقرة9) وأن تنظر هذه السلطات الى كل فروع القضية ومنها الحركة المصرفية والانفجارات السابقة لحادثة الاغتيال واللاحقة لها مما يعني عدم نجاح اللجنة بكشف الحقيقة وبالقصور في تحقيقاتها ومع ذلك تشير الى سورية بالتورط مما يؤكد أيضاً الهدف الحقيقي من تشكيل هذه اللجنة صاحبة التقرير.‏

تسييس واضح‏

بأسلوب كشف (تسييس) تقرير اللجنة - عرض التقرير بالفقرة /10/ تسلسل أحداث حصلت في الفترة الواقعة بين منتصف عام 2004 وحتى أيلول 2005 من صدور قرار مجلس الأمن رقم 1559 الخاص بطلب سحب القوات السورية من لبنان الى تفجيرات حصلت في أماكن متفرقة في لبنان الى مظاهرات جرت في مدن لبنانية الى انسحاب القوات السورية من لبنان إلا أن هذا العرض أقحم فيه قيام الرئيس بشار الأسد بإلقاء خطاب يدين فيه منتقديه في لبنان والأمم المتحدة (كما ورد بالتقرير) وكذلك واقعة زيارة رفيق الحريري للسيد الرئيس بشار الأسد بدمشق والذي اعتبرها تقرير ميليس أنها كانت لمناقشة تمديد ولاية الرئيس لحود وكان التقرير قد تضمن أيضاً عبارات مثل أن كبار مسؤولي الأمن اللبنانيين السابقين كانوا معينين من قبل جهاز الاستخبارات السوري وأن كلاً من الاستخبارات السورية اللبنانية متغلغلة في المؤسسات والمجتمع في لبنان وأنه يصعب تخيل أن يكون هذا الاغتيال (اغتيال الحريري) المعقد قد ارتكب من دون معرفتها.. ونعتقد أن هذا الاستنتاج أبعد ما يكون عن أصول التحقيق الجزائي وطرق الاستثبات فيها.‏

عدم وضوح‏

من أولى صفات تقرير لجنة التحقيق في قضية جنائية الشفافية والجرأة والدقة.. بينما نرى أن تقرير (ميليس) اشتمل في عرضه الى تكرار عبارة المشتبه به والمشتبه به الأول والمشتبه بهم وانتهى التقرير وبقي هؤلاء المشتبه بهم دون تحديد أو توصيف بينما لم يتخل عن ذكر أسماء مسؤولين سوريين وهذا يسمُ التقرير بعدم الوضوح وبالتحيز المقصود.‏

تناقض مع مبدأ نريد الحقيقة‏

طالما ان لبنان وسورية والعالم أرادوا الحقيقة بشعار ( نريد الحقيقة ) في حادثة اغتيال الحريري وتم تشكيل لجنة التحقيق الدولية لهذا الغرض فإن أخذ التقرير بأقوال شهود لم يذكر اسماءهم ولاصفاتهم أو وضعهم السياسي أو الاجتماعي بتعليل أنهم أًصروا على عدم كشف هوياتهم للسلطات اللبنانية إنما يتناقض تماماً مع مبدأ (نريد الحقيقة) ومع وجوب الحفاظ على سلامة التحقيق ومصداقيته وصحة أدلته .‏

دليل آخر‏

دليل آخر نسوقه من التقرير نفسه يؤكد قصور وضعف هذا التقرير وعدم صحة الاستنتاج المزعوم الذي انتهى إليه عندما أورد بالفقرة 20 أن عملاً إرهابياً كهذا .. يحتاج الى أشهر إن لم يكن الى سنوات .. وعمل اللجنة هو فقط جزء من عمليةأوسع حتى أثناء كتابة هذا التقرير جرت عملية توقيف مهمة قبل أىام قليلة ومقابلات الشهود مستمرة وتجري مواصلة تفحص الأدلة المعقدة .. كما ورد بالتقرير عبارة : (إن المرء لايمكنه معرفة القصة الكاملة لما حصل وكيف حصل ومن المسؤول عن اغتيال رفيق الحريري وقتل 22 شخصاً بريئاً آخر لذلك فإن افتراض البراءة يبقى قائماً ).. وهل بعد هذا التصريح الصريح بتقريرميليس ما يتطلب إثباتاً جديداً لخطئه وابتعاده عن الحقيقة والتسرع في اتهامه .‏

بطلان الاتهام‏

بتاريخ 26 آب 2004 زار المرحوم رفيق الحريري بدمشق الرئيس بشار الأسد ويذكر تقرير ميليس ان اللقاء بينهما كان قصيراً للغاية حوالي 10 الى 15 دقيقة فقط بحسب ما ورد في حوار مسجل لرفيق الحريري مع السيد وليد المعلم نائب وزير الخارجية السوري .. وقد تم استغلال هذه الزيارة بتقرير ميليس استغلالاً واضحاً لتحقيق هدف توجيه عبارة ( التورط باغتيال الحريري ) إلا ان التحليل الدقيق للأقوال المنسوبة الى الاشخاص الذين تكلموا أمام لجنة التحقيق حول ما جرى في اللقاء بين الرئيس الأسد والحريري يؤكد بطلان الاتهام الذي عناه التقرير .. فعن ذلك نقرأ بالتقرير ان اللقاء كان في إطار التشاور السياسي المتواصل بين القادة السوريين واللبنانيين ..‏

وجرت مراجعة عامة للتطورات المحلية والإقليمية بما في ذلك احتمال التمديد لإميل لحود رئيس الجمهورية ... وأننا نعتقد وبالبديهة أن لقاء قصيراً بالدقائق العشرة أو الخمس عشرة يمكن ان يكون مقتصراً على مراجعة عامة للتطورات المحلية والإقليمية شاملة الكلام عن التمديد لولاية الرئيس لحود .. وأما ما ورد بتقرير ميليس من استعراض لأقوال منسوبة الى أشخاص ومسؤولين سوريين ولبنانيين حول ما حدث بين الرئيس الأسد والحريري يحتاج الى وقفة وتركيز في هذا الشأن ندحض فيها المزاعم والتناقض الواضح والفاضح بين أقوال بعض هؤلاء الأشخاص من أًصحاب العداء لسورية والغارقين في الخضوع للمخططين على فرض الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط وتمرير المخططات المشبوهة لمصلحة إسرائيل وثني سورية عن مواقفها المبدئية الوطنية والقومية .‏

بطلان الشهادات‏

جاء في تقرير ميليس ما ذكره العميد رستم غزالي بإفادته الخطية التي قدمها الى لجنة التحقيق بتاريخ 17/ آ ب 2005 :‏

( كان لي لقاءان مع الحريري ... كان في صباح 26 آب 2004 وهو في طريقه الى دمشق لمقابلة الرئيس الأسد والثاني بعد عودته الى بيروت بعد لقائه الرئيس الأسد وتم اللقاء الأخير في عنجر وناقشنا لقاءه مع الرئيس الأسد وبدا ( الحريري ) مرتاحاً وقال إن اللقاء - مع الرئيس - كان ودياً وموجزاً وأن الرئيس الأسد قال له : (أبو بهاء ) نحن في سورية كنا دائماً نتعامل معك كأصدقاء واليوم أنا أتحدث معك كصديق وكرئىس وزراء للبنان ووفقاً للظروف الصعبة التي تشهدها المنطقةولبنان في وسطها فإن رأينا انه من مصلحة لبنان استمرارية النظام الحالي من خلال تمديد ولاية الرئيس لحود وكصديق نود منكم ان توضحوا موقفكم فيما يتعلق بهذه القضية .. نحن لسنا مستعجلين لمعرفة الجواب .. ويمكن ان تفكروا بالأمر إذا أردتم) ..‏

إن أي شخص على مستوى عادي من الوعي والثقافة والمعرفة في قواعد الدبلوماسية والسياسة يقتنع بهذا الكلام الذي تحدث به الحريري وأُفاد به العميد رستم غزالي أمام لجنة التحقيق الدولية وهو يتناسب مع المدة التي استغرقتها المقابلة ... وأما تقرير ميليس فكان استنتاجه بمقولة( تورٌّط السوريين ) بعملية الاغتيال متكئاً على أقوال لبنانيين يكرهون سورية ويناصبونها العداء .‏

تناقضات بأقوال الشهود‏

اختلاق التصريحات الغريبة على لسان السيد الرئيس ظاهرة بابتكار ضعيف ومرتجل لعبارات ساذجة لايمكن أن تصدر عن رئيس دولة بهذا الأسلوب وعن السيد الرئيس بشار الأسد شخصياً وبما يتميز به من كياسة وهدوء وأخلاق سامية ورفيعة .‏

وأخيراً فيما يتعلق بوجوب إهدار شهادات الشهود المذكورين وعدم صلاحها كدليل اتهام (بتقرير ميليس) نعرض ما جاء بالتقرير ذاته من حوار مسجل لرفيق الحريري مع السيد وليد المعلم بتاريخ 1/ 2/ 2005م حيث قال الحريري :( في مايتعلق بقضية التمديد فإن الرئيس بشار الأسد أرسل لي وقابلني لمدة 10 إلى 15 دقيقة .... وقال لي :‏

أنت دائماً تقول أنك مع سورية الآن حان الوقت لتثبت بأنك كنت تقصد ما تقول أو شيئاً آخر .... ولم يقل لي أنه يرغب بتمديد ولاية لحود وكل ما قاله : فكر وعد إلي ..!! ومن تدقيق أقوال الحريري نفسه - وكما جاء بالتقرير - ومقارنتها مع ماأورده الشهود المذكورون على لسان الحريري يظهر للعيان مدى بطلان تلك الشهادات وعدم صحتها .‏

لامصداقية‏

تنعي لجنة التحقيق بتقريرها على قصر تعاون الحكومة السورية معها .... بينما تعترف هذه اللجنة بتقريرها أنه وبتاريخ 11 تموز 2005م طلب رئيس اللجنة (ميليس) من السيد وزير الخارجية فاروق الشرع اللقاء مع ممثلين عن الحكومة السورية فأجابه الشرع بنفس اليوم مؤكداً له دعم الحكومة للتحقيق وبالفعل حدث لقاء بين رئيس اللجنةوممثلين عن وزارة الخارجية السورية في جنيف في سويسرا .. كما وافقت الحكومة السورية على مقابلة اللجنة لعدد من الأشخاص سلمت لها رسائل خطية صادرة عن أربعة شهود .. ولكن الحكومة أجابت اللجنة بأن السيد رئيس الجمهورية لن يكون متاحاً للشهادة ومن المعروف أن الاجتماعات وإجراءات التحقيق التي ارادتها اللجنة جرت في منطقة حدودية بإشراف منظمة الأمم ا لمتحدة وذلك بناء على طلب اللجنة ذاتها ما ينفي عن التقرير مصداقيته بالإدعاء بعدم تعاون الحكومة السورية في التحقيق .‏

واقعة وتفتيش‏

أورد التقرير بالفقرة 77 واقعة تلقي اتصال بالهاتف بعد حوالى ساعة من التفجير استقبلته المدعوة ليلى بسام من وكالة (رويترز ) بصوت رجل مجهول يقول : ( نحن النصرة والجهاد في بلاد الشام نعلن أننا أنزلنا العقاب المستحق بالكافررفيق الحريري بحيث يصبح أمثولة للآخرين ) وأنهى المتحدث كلامه بذكر حديث ديني وأغلق خط الهاتف .. ثم ورد اتصال هاتفي آخر إلى قناة (الجزيرة ) تلقاه السيد غسان بن جدو يتضمن إعلان مسؤولية جماعة النصرة والجهاد عن الحادث وتم الحصول على بيان مكتوب وشريط فيديو صادرين عن الجماعة نفسها وفق ماأعلنه مجهول باتصال هاتفي آخر وتضمنت الرسالة عبارات ( الحمد للّه على انتصار راية النصرة والجهاد في بلاد الشام وبرضى اللّه نال عميل الكفار في مكة والمدينة رفيق الحريري عقابه في عملية انتحارية نفذها المجاهد أحمد أبو عدس حامل راية النصرة والجهاد في بلاد الشام ) وكان مع الرسالة شريط (فيلم ) يصور منفذ العملية أحمد أبو عدس .‏

ورغم التحقيقات التي أجرتها اللجنة حول المدعو أحمد أبو عدس مع جماعة الأحباش (الشيخ أحمد عبد العال ) وتفتيش منزل أحمد أبو عدس واستجواب أفراد أسرته ومن يرتبط معه واستنتاج طبيعته ونفسيته والتحدث عن مستوى ذكائه واتجاهاته ذات الطبيعة الإسلامية الأصولية .. وهي صفات تنفي إمكانية قيام أي تعاون معه أو أية علاقة من قبل سورية .. فقد أصر التقرير على أن سورية متورطة في اغتيال الحريري .. ومايلفت النظر في هذا المجال ما ورد بالتقرير من عرض الرسالة التي تم العثور عليها مع شريط الفيديو وهو استعمال عبارة عميل الكفار في مكة والمدينة رفيق الحريري وهذا يمكن أن يشير إلى هوية الجماعة التي يرتبط بها أحمد أبو عدس .. ومن جهة ثانية فقد أورد اللواء السيد بتقريره المؤرخ في 17 شباط 2005 الى القاضي مزهر استنتاجاته بأن أحمد أبو عدس كان مسؤولاً شخصياً عن تنفيذ الانفجار وكان التقرير قد تضمن بالفقرة 176 منه أن سجلات الكومبيوتر السورية لا تظهر أية إشارة إلى أن أحمد أبو عدس قد دخل سورية .. وجاء بالفقرة 180 من التقرير أن أبو عدس شخصية غامضة .. لكن تقرير ميليس أصر بالفقرة 182 على القول بأن الكثير من المعلومات حول أبو عدس تشير إلى سورية! وهذا ما يؤكد إصرار لجنة التحقيق على اقحام سورية رغم انتفاء الدليل .‏

انتهى إلى حيث بدأ‏

نهاية تقرير ميليس والذي يفترض فيه أن يصل إلى الحقيقة بعد استعراض الوقائع والادلة والاستنتاج منها نرى أن التقرير أورد عبارة : ان مستخدم او مستخدمي بطاقة الهاتف المدفوعة سلفاً في 14 شباط 2005 على قدر من الاهمية وان كشف هوية هذا الشخص او هؤلاء الاشخاص اذا كان ممكنا هو أولوية لهذا التحقيق .‏

وبهذه العبارات يكون التقرير قد انتهى الى حيث بدأ .. فلا حسم ولا جزم على اكتشاف منفذي جريمة اغتيال الحريري وطالما لم يعرف المنفذ فإن المخطط سيبقى مجهولا وان قذف الاتهام على الشك والشبهة مرفوض في القضاء والقانون ويتنافى مع مبادىء العدالة وقد يكشف الوقت العاجل او الآجل من الذي اغتال الحريري واننا على يقين بأن الذين اغتالوا الحريري هم انفسهم الذين يتباكون عليه ويلهثون وراء اسناد هذا الفعل الى سورية ومعهم ربيبتهم اسرائيل والغوغائيون والجهلة .‏

وبالنهاية .. نقول ان تقرير ميليس لا يصلح مستندا للاتهام وهو مفتقر الى الدقة والتعليل السليم والى الحرفية والمهنية في اصول اصدار قرارات التحقيق الجنائي وهو لا يأتلف مع مصداقية المحقق والقاضي الحصيف في اعتماد النزاهة والحياد ... كما ان اعتراف لجنة التحقيق بتقريرها بأن التحقيق يجب أن يتواصل في الفترة المقبلة وان ما ورد بالتقرير هو بناء خيوط رئيسية وان التحقيق لم ينته الى الان ( الفقرة 205 من التقرير) وان الصورة الكاملة حول الاغتيال يمكن الوصول اليها فقط من خلال تحقيق مكثف وذي مصداقية بشفافية وانفتاح وفق معايير الامن الدولية ( الفقرة 209) انما يجعل من اتهام سورية بهذا التقرير غير قائم على الجزم واليقين كما انه يعتبر اتهاما من قبل القاضي رئيس اللجنة الذي اعلن القرار قبل اثبات الادانة وهو ما يعرف بالقضاء بالتعبير المسبق عن احساس القاضي الشخصي ورأيه سواء كان محققا او حاكما قبل اصدار قراره النهائي ..‏

وان مثل هذا التصرف يبطل القرار ويمحو اثره القانوني ...‏

وان هذا العرف القضائي والعمل به سائد في ارجاء العالم المتحضر يضاف الى ذلك ان التقرير كان خاضعا في عرضه للوقائع وللاستنتاجات منها الى ضغوط خارجية واضحة جعلت منه الاقرب الى تقرير تشوبه الانفعالات السياسية والبعد عن صيغة القرار التحقيقي القضائي والجنائي العلمي والفني وهذا يؤكده استغلال التقرير فور صدوره في مجلس الامن - من قبل بعض الدول المعنية بمحاولة رسم خارطةجديدة لمنطقة الشرق الاوسط وفرض نفوذها فيها والضغط على سورية لحملها على الرضوخ للسياسة المرسومة واضعافها امام اسرائيل .‏

وفي ختام هذا الحديث الهام , والذي وضع النقاط على الحروف بيد مستشار محكمة النقض القاضي موفق اليغشي اضاف القول اخيرا :‏

إلا أن الاصوات الحرة في العالم واللحمة الوطنية الرائعة والاخاذة في هذا البلد تحت راية الرئيس بشار الأسد , سيكون لها شأن تجاه هذه الحملة المسعورة وستبقى سورية جاهزة للتعاون مع أية جهة تعمل لكشف الحقيقة وقد صدر المرسوم التشريعي رقم /96/لعام 2005 الذي يؤكد هذا المسار والقاضي بتشكيل لجنة قضائية وطنية تحقيقية خاصة للتعاون مع لجنة التحقيق الدولية ولن تنثني سورية عن مواقفها المبدئية تجاه الوطن وتجاه الامة العربية وتجاه معرفة الحقيقة .‏

وسوف تظهر الحقيقة.‏))))

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد العرب أوطاني