محمد التهامي بنيس
23/03/2009, 07:51 PM
فاس وفأس القهر
: أين القيم التربوية ؟
بقلم . محمد التهامي بنيس
وبعد أن مسح صديقي شفتيه , قلت له : يبدو لي أنك اقتنعت فإذا كنت كذلك و قد أنهيت محاضرتك كما أنهيت أكلتك . هيا لنستريح في إحدى المقاهي بالحديقة التي كادت في يوم قريب أن تخصص لمنظمة اليونسيف لتهتم بالطفولة والطفولة المشردة على الخصوص , فوافق على مضض لأنه يريد إكمال جولته , ورأى أن لا بأس من قسط من الراحة , وفي الطريق الفاصل . وقعت عينه على لوحتين لمؤسستين متجاورتين بالحائط , إحداهما مدرسة والثانية معمل لتعبئة الجعة . فعلق على ذلك بأن اقتصاد فاس أخذ يتخلص من نظام الريع ودخل سوق المنافسة مع مدرسة ابتدائية قوامها التكوين الأساسي والتربوي للناشئة الصغار , ونظرا لعلاقة المدرسة بالمجتمع ومعمل الجعة جزء من المجتمع , سنرى من يؤثر ومن يتأثر في هذه المنافسة , وإن كان الأمر واضحا من خلال تواجد عدد من مقاهي تعاطي " الشيشة " التي أخذ تلاميذ المدارس يلجون بابها ذكورا وإناثا بدون أدنى خجل , والإبقاء عليها بكل ما أنتجنه من سلبيات وما خلفته من مشاكل لحد أن بعض التلاميذ يلجون الحجرات الدراسية في حالة تخدير وفي هيئة يستغرب منها الشيطان , متبرئا من تلميذة محتجبة في هندامها سافرة في تعاطيها المخدرات بل ومروجة لها داخل المؤسسة . لا تقل في ذلك عن شريكها الذي حضر حصة الدرس على هيئة تخدش الحياء وما أن رفضته أستاذة وسلمته إلى معيدة , حتى أخطأت هذه الأخيرة معاملته وقصت جزءا من شعر رأسه , فكان رد فعل عائلته " أو من قيل عائلته " وهن ثلاث نسوة أقدمن على التشهير بالمعيدة والاعتداء عليها داخل المؤسسة التعليمية على مرأى من الجميع , بانتزاع حجابها وألبستها لحد محاولة انتزاع ألبستها الداخلية , أليس هذا منتهى الاستهتار بأسرة التعليم ونتيجة سوء التعامل , وهو أولا وقبل كل شيء نتيجة مباشرة للترخيص لمحلات ترويج الشيشة قرب المدارس وما خفي كان أعظم ولا بد من انتظار المزيد من أي تجاور لا يحترم المؤسسة التعليمية ولا يعطيها حرمتها الواجبة
وكان الجلوس في المقهى مناسبة لتأمل عناوين الجريدة التي فتحت شهيته لاستطراد تعليقاته بعد أن أنهى قراءة عمود لي بالجريدة , قائلا : جميل أن تكتب عن الهموم اليومية وتشارك هؤلاء أوضاعهم بصدق أحاسيسهم فوق بياض الورق , ولكنها كتابات لا تعدو جملة من المظاهر اليومية الخاطئة التي مهما أتقلت مشاعرنا بالحزن والتشاؤم , فهي لا تكشف عن الواقع ولا تفضح المسكوت عنه ولا تجهر بالحقيقة إلا نسبيا . عكس ما كان معروفا عنك - ولو أنك لا زلت صوتا صريحا وقلما جريئا – فأين أقلام فاس الأخرى ؟ولماذا أصيبت بالخرس ؟ هل كتبتم عن سراب وعود الرئيس الانتخابية وأحلام الفقراء الذين استعملوا في الانتخابات الجماعية السابقة , وانساقوا مع الرئيس على اعتبار أنه ينحدر من طينتهم وينحاز إليهم في مشاريع المجلس , ولكنهم صدموا فيه أكثر ؟ هل كتبتم عن استشراء ظاهرة التجاوز على الأراضي المملوكة للجماعة ؟ وكيف يهزأ بالقراء وهو يعدهم بتوفير شاطئ على وادي فاس " آش خصك ألعريان . الشاطئ أمولا " ثم يستهزئ بسكان فاس وقاطني الأحياء الفقيرة وقد غض الطرف وأهمل عنهم حقهم في ماء صحي وتركهم لشرب الماء العكر الممزوج بروائح تزكم الأنوف – مهما قالوا أنه ماء صحي – فالحقيقة أن الرئيس ومن يواليه , لا تهمه صحة الفقراء قدر ما يهتم بحلم الشاطئ الميت . هل حللتم كيف أصبحت المدينة تعيش على مؤاخذة الناس بجريرة أقوالهم وليس بجريرة أفعالهم , فالتلاعب بالمال العام والرشوة وكل الاختلالات مهما بلغت من الخطر على المدينة ونواحيها القريبة وكل مظاهر الفساد وسوء التخطيط , لا تعتبر جريمة ولا يحاسب عليها , أو يؤجل الحساب – إذا أدخلنا حسن النية طبعا – وحسن النية مستبعدة عن أي مسئول يفرغ إمكانيات المدينة ويمتص دماء الفقراء ولا يراعي الأخلاقيات . إن كل صحافة لا تتكلم بضمير الناس هي في نظري شيطان أخرس ولا تكتب إلا ما ينصرف الناس عنه
: أين القيم التربوية ؟
بقلم . محمد التهامي بنيس
وبعد أن مسح صديقي شفتيه , قلت له : يبدو لي أنك اقتنعت فإذا كنت كذلك و قد أنهيت محاضرتك كما أنهيت أكلتك . هيا لنستريح في إحدى المقاهي بالحديقة التي كادت في يوم قريب أن تخصص لمنظمة اليونسيف لتهتم بالطفولة والطفولة المشردة على الخصوص , فوافق على مضض لأنه يريد إكمال جولته , ورأى أن لا بأس من قسط من الراحة , وفي الطريق الفاصل . وقعت عينه على لوحتين لمؤسستين متجاورتين بالحائط , إحداهما مدرسة والثانية معمل لتعبئة الجعة . فعلق على ذلك بأن اقتصاد فاس أخذ يتخلص من نظام الريع ودخل سوق المنافسة مع مدرسة ابتدائية قوامها التكوين الأساسي والتربوي للناشئة الصغار , ونظرا لعلاقة المدرسة بالمجتمع ومعمل الجعة جزء من المجتمع , سنرى من يؤثر ومن يتأثر في هذه المنافسة , وإن كان الأمر واضحا من خلال تواجد عدد من مقاهي تعاطي " الشيشة " التي أخذ تلاميذ المدارس يلجون بابها ذكورا وإناثا بدون أدنى خجل , والإبقاء عليها بكل ما أنتجنه من سلبيات وما خلفته من مشاكل لحد أن بعض التلاميذ يلجون الحجرات الدراسية في حالة تخدير وفي هيئة يستغرب منها الشيطان , متبرئا من تلميذة محتجبة في هندامها سافرة في تعاطيها المخدرات بل ومروجة لها داخل المؤسسة . لا تقل في ذلك عن شريكها الذي حضر حصة الدرس على هيئة تخدش الحياء وما أن رفضته أستاذة وسلمته إلى معيدة , حتى أخطأت هذه الأخيرة معاملته وقصت جزءا من شعر رأسه , فكان رد فعل عائلته " أو من قيل عائلته " وهن ثلاث نسوة أقدمن على التشهير بالمعيدة والاعتداء عليها داخل المؤسسة التعليمية على مرأى من الجميع , بانتزاع حجابها وألبستها لحد محاولة انتزاع ألبستها الداخلية , أليس هذا منتهى الاستهتار بأسرة التعليم ونتيجة سوء التعامل , وهو أولا وقبل كل شيء نتيجة مباشرة للترخيص لمحلات ترويج الشيشة قرب المدارس وما خفي كان أعظم ولا بد من انتظار المزيد من أي تجاور لا يحترم المؤسسة التعليمية ولا يعطيها حرمتها الواجبة
وكان الجلوس في المقهى مناسبة لتأمل عناوين الجريدة التي فتحت شهيته لاستطراد تعليقاته بعد أن أنهى قراءة عمود لي بالجريدة , قائلا : جميل أن تكتب عن الهموم اليومية وتشارك هؤلاء أوضاعهم بصدق أحاسيسهم فوق بياض الورق , ولكنها كتابات لا تعدو جملة من المظاهر اليومية الخاطئة التي مهما أتقلت مشاعرنا بالحزن والتشاؤم , فهي لا تكشف عن الواقع ولا تفضح المسكوت عنه ولا تجهر بالحقيقة إلا نسبيا . عكس ما كان معروفا عنك - ولو أنك لا زلت صوتا صريحا وقلما جريئا – فأين أقلام فاس الأخرى ؟ولماذا أصيبت بالخرس ؟ هل كتبتم عن سراب وعود الرئيس الانتخابية وأحلام الفقراء الذين استعملوا في الانتخابات الجماعية السابقة , وانساقوا مع الرئيس على اعتبار أنه ينحدر من طينتهم وينحاز إليهم في مشاريع المجلس , ولكنهم صدموا فيه أكثر ؟ هل كتبتم عن استشراء ظاهرة التجاوز على الأراضي المملوكة للجماعة ؟ وكيف يهزأ بالقراء وهو يعدهم بتوفير شاطئ على وادي فاس " آش خصك ألعريان . الشاطئ أمولا " ثم يستهزئ بسكان فاس وقاطني الأحياء الفقيرة وقد غض الطرف وأهمل عنهم حقهم في ماء صحي وتركهم لشرب الماء العكر الممزوج بروائح تزكم الأنوف – مهما قالوا أنه ماء صحي – فالحقيقة أن الرئيس ومن يواليه , لا تهمه صحة الفقراء قدر ما يهتم بحلم الشاطئ الميت . هل حللتم كيف أصبحت المدينة تعيش على مؤاخذة الناس بجريرة أقوالهم وليس بجريرة أفعالهم , فالتلاعب بالمال العام والرشوة وكل الاختلالات مهما بلغت من الخطر على المدينة ونواحيها القريبة وكل مظاهر الفساد وسوء التخطيط , لا تعتبر جريمة ولا يحاسب عليها , أو يؤجل الحساب – إذا أدخلنا حسن النية طبعا – وحسن النية مستبعدة عن أي مسئول يفرغ إمكانيات المدينة ويمتص دماء الفقراء ولا يراعي الأخلاقيات . إن كل صحافة لا تتكلم بضمير الناس هي في نظري شيطان أخرس ولا تكتب إلا ما ينصرف الناس عنه