المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأديبة السورية سها جلال جودت



بوكرش محمد
26/03/2009, 11:34 AM
الأديبة السورية سها جلال جودت ضيفة عل الإذاعة الثقافية الجزائرية
حاورها: محمد بوكرش
Wednesday, 25 March 2009

بوكرش محمد:

سيداتي سادتي السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

اليوم من إذاعة الهضاب بسطيف مراسلون للإذاعة الثقافية، نحن اليوم نعيش فعاليات تظاهرة ثقافية، الملتقى الرابع للرواية العربية، ملتقى هذه السنة 2008 موسوم بالرواية المغربية من التأصيل إلى التجريب، يحضر في هذا الملتقى من المغرب( الأستاذ الروائي) ميلودي شغموم، (الناقد والكاتب) شعيب حليفي، (الناقد والكاتب) بوشعيب صاوري و(الأستاذ الكبير الناقد والكاتب) عبد اللطيف محفوظ، والأخت العزيزة علينا (الأديبة الشاعرة والكاتبة الروائية والقاصة) ذات المستوى والقلم الذهبي الرائع سها جلال جودت .

نستهل هذا اللقاء ألحميمي مع الأستاذة الضيفة علينا وهي في بلدها الثاني الجزائر .

أهلا وسهلا بك أستاذة على أمواج الإذاعة الثقافية.


سها جلال جودت:


أهلا بك أستازي محمد بوكرش وأهلا بإخوتي في الجزائر، حقيقة بلدي الثاني وأنا أشكركم من كل قلبي لما وجدته من حفاوة في استقبال الإخوة المغاربة واستقبالي أيضا كما أشكر الأستاذ عز الدين جلاودي رئيس رابطة أهل القلم الذي كان له سبق التعارف والتواصل في تحقيق هذا الملتقى والعمل على تصعيد دور الفعاليات الثقافية على مستوى الوطن العربي بين دول المشرق ودول المغرب العربي حيث لم نجد فروقات بين دولة وأخرى لأن الأدب واحد واللغة واحدة والعادات والتقاليد مشتركة إذن هي واحدة.


بوكرش محمد:


أستاذتنا والعزيزة علينا الأديبة والكاتبة الناقدة سها جلال جودت نحن اليوم في هذا الملتقى الرابع الموسوم بالرواية المغربية من التأصيل إلى التجريب، ماذا عن هذا الموضوع ولماذا هذا الاختيار بالذات؟


سها جلال جودت:


أستازي الكريم بدا واضحا أن المستقبل في هذا الوقت أصبح للرواية لهذا نجد الاهتمام الكبير والمتشدد على موضوع الرواية نظرا لما تقدمه في الساحة الأدبية من مواضيع ذات قيمة لأنها أولا تنقل الواقع سوى كان الواقع الاجتماعي أو الواقع التاريخي أو الواقع السياسي

بوكرش محمد:


جميل.


سها جلال جودت:


طبعا أنا لن أتحدث عن آلية الإبداع لدى كل كاتب لأنها تختلف من قلم الى آخر لكن في النهاية تبقى الرواية تجسد لنا الواقع الذي نبحث عنه كما قلت سوى كان اجتماعيا أو حتى وان كان اقتصاديا أو سياسيا أو تاريخيا

لهذا نجد أن هذا الملتقى قد اتفق على موضوع من التأصيل إلى التجريب لأن العمل الروائي بحد ذاته لا يزال يبقى في حيز التجربة.


بوكرش محمد:


نعم.


سها جلال جودت:


هناك أعمال روائية قديمة نعرف أنها اعتمدت على الأسلوب الحكائي المباشر ثم تطورت هذه المباشرة إلى طرق جديدة في السرد الحكائي حيث أن الكاتب يستطيع أن يستعمل عملية الفلاش باك أي الرجوع إلى الخلف عملية التقديم عملية التأخير إلى آخره من حركات إبداعية في الكتابة الروائية.


بوكرش محمد:


عموما عندما نتكلم عن الرواية، ألا يكفينا أن نقول العربية فقط ؟ بدون وضع الأصبع على رواية معينة قد تضيق حدودها لأننا عندما نقول الرواية المغربية، هل نريد من خلال هذا طرح الرواية بما يميزها من عادات وتقاليد التي تختلف من موقع ومكان إلى مكان؟ أو الرواية المغربية كتجربة رائدة فرضت نفسها بالمقارنة مع ما هو موجود من التجارب العربية؟

سها جلال جودت:


والله أنا أجد الشق الثاني من سؤالك هو الأجدى والأفضل إذا قلنا الرواية المغاربية الرائدة هو أفضل من أن نحدد مفهوم الرواية المغربية كتحديد لأني أرفض التحديد.

بوكرش محمد:


نعم

سها جلال جودت


الإبداع شيئ مفتوح، مفتوح على كل ما هو جديد سواء كان بالمغرب أو بالمشرق العربي، ولا بد من أن تكون تقاطعات بين كلا الطرفين وهذه التقاطعات أيضا مشتركة، يعني نحن كعرب لا يمكننا أن نلغي الهوية العربية الاسلامية

بوكرش محمد:


جميل.


سها جلال جودت:


سوى في المشرق أو المغرب، أيضا عاداتنا وتقاليدنا، أنا عندما جئت الجزائر، حقيقة لم أشعر بالوحدة، هذه ناحبة جدا مهمة، شعرت كأني أسير في طرقات وشوارع مدينتي أو المدن السورية، حتى أنني عندما وقفت على شاطئ البحر في العاصمة الجزائرية تخيلت نفسي كأني أقف على شاطئ اللاذقية عروس الساحل السوري، إذن لا فرق، هناك أشياء... يعني، ممكن أن تختلف مثلا من حيث الآثار المتاحف نظرا للحقب التي مرت عليها كل دولة فمثلا الجزائر عاش عليه الرمان كما أعرف وتركوا لهم الكثير من المخلفات في المعابد والبناء، أيضا الاستعمار الفرنسي ترك له أثرا كما في سوريا هناك أشياء مشتركة وأشياء تبقى بين بلد وآخر لها خصوصية ما.


بوكرش محمد:


سها جلال جودت التي عرفناها في كم من موقع في كم من عنوان وكم من جريدة تهتم بما يحتاجه الشباب أو تهتم بالوجهة الشبابية ومعالجة الأشياء بطريقة قد تجمع الشمل من جديد لإعادة النظر في أبعاد الأمور والتعامل مع أمهات القضايا و الأشياء، ماذا عن كل هذا أستاذة ؟ وأنت صاحبة القلم السيال الذي وصلنا إلى الجزائر وبامتياز عن قنوات الآنتارنات وعن مجلات وروايتك الأخيرة التي هي... التي لفتت الانتباه بحدة رواية مثلث الرافدين.

سها جلال جودت:


أشكرك أستازي الكبير والجليل في المقام والكلمة ، حقبقة أنا مندهشة جدا لما أسمعه من طرح في الأشئلة الصائبة والقوية وذات الحضور القوي والذي يخدم هذا الملتقى أو هذه الفعالية الثقافية التي ستقام مساء وخلال اليومين القادمين.


بوكرش محمد:


جميل.

سها جلال جودت:


في الحقيقة أستازي نحن بأمس الحاجة إلى التعاون والتضافر وتعاضد الجهود العربية بين المثقفين العرب لأن المثقف هو الشعلة التي تضيء دروب الأجيال وعندما نرى شابا أو واحدا من هؤلاء الأجيال يهتم بالثقافة والإبداع وله من الموهبة ما يخدمه وما يمكنه في المستقبل أن يكون كاتبا أو أن يكون زميلا لنا فهذا لا يمنع على الإطلاق، أنا منذ فترة ليس ببعيدة كثيرا، هي أسابيع قليلة قبل مجيئي إلى الجزائر، كنت في معسكر الطلائع لانتخاب الرواد على مستوى القطر في فن القصة تحديدا وفوجئت بطالبة في الصف الخامس الابتدائي من محافظة ترطوس تملك خيالا خصبا ولها لغة جميلة وأيضا ذات حضور قوي عندما تناقشها كأنك تناقش أديبا كبيرا لا تتلكأ لا تخجل جريئة قوية مخيلتها خصبة نظيفة فكيف لا نأخذ بيد هذه الطفلة الموعودة في المستقبل لمستقبل مشرق وضاء ينير درب الكلمة التي نسعى إليها إذن هذا لا يمنع من أن أمد يدي إلى كل من يطلب العلم الأدب الكتابة سواء كانت في الشعر أو الرواية أو القصة أو حتى الخاطرة الأدبية، يجب أن نساعد من يملك هذه المقومات الأدبية في الفن عموما، ما ألاحظه يا سيدي الكريم، هناك شلاليات في الشارع الثقافي العربي بشكل عام هناك شلاليات هذه الشلاليات تفكك من أواصر الاتحاد والتعاون والتضافر وخدمة الأدب العربي بشكل خاص لهذا علينا أن نتوجه بأقلامنا إلى التوعية والى النصح لا يمنع أنا كإنسانة كبيرة لا أخجل إذا قلت فلان من الناس قدم لي نصيحة، سابقا كانوا يقولون النصيحة بجمل، هذه الأمثال العربية علينا ألا نغفلها علينا أن نعود إليها لأنها حقيقة تخدمنا وتضع النقاط على الحروف وتوضح مكامن الخطأ ومكامن الصواب لهذا أتوجه بدعوة عامة إلى جميع الإخوة الأدباء والمثقفين والمفكرين وبحاثة ونقاد وشعراء وروائيين وقصاصين وإعلاميين حتى أن يكونوا أكثر وحدة على الكلمة العربية التي تخدم مصالح الأمة العربية من المحيط إلى الخليج ، طبعا بالتأكيد هذا التضافر سيجعلنا أكثر قوة وأكثر اتحاد لنستطيع أن نجابه الأمركة الصهيونية التي ما تزال تخطط للقضاء على استراتيجيات بعض الدول الصامدة كسوريا، يعني هذا طبعا لا يخفى علينا لأننا نشاهده من خلال الإعلام المرئي المكتوب الى آخره... 18:29


بوكرش محمد:


نعم أستاذة، الحلقة المفقودة بين السلطة والكاتب مع مراعاة مسؤولية المدارس وأنت مديرة أحد المدارس بسوريا، هل يعول على هذا الجيل الذي له من المعطيات ما جد وليست احتياج من هم في السلطة، هل هذه الحلقة بإمكان الكاتب ونفوذه وبإمكان الأستاذ و موقعه في المدرسة في الجامعة أن يؤسس عنصرا له من الكفاءة والقدرة أن يبقى أمينا وهو يتسلق المناصب إلى أن يصبح للقلم مستقبل تأثير على حياتنا اليومية وما جد من معطيات واحتياجات هؤلاء الأطفال الأبرياء والشباب رجال المستقبل

سها جلال جودت:

في الحقيقة، أستازي الكريم هذا السؤال يستحق أن نقف عنده كثيرا


بوكرش محمد:


نعم


سها جلال جودت:

لما له من أهمية كبيرة جدا، أولا، سأسأل أنا سؤالا نعرفه جميعا ويؤرقنا جميعا، هل هناك قراء...؟

بوكرش محمد:


جميل.


سها جلال جودت:


هل هناك قراء لما يصدر في السوق العربية من مؤلفات سواء كان في الرواية أو القصة أو الشعر؟ ، نحن نشكو جميعا من قلة القراء، السبب طبعا معروف الشابكة


بوكرش محمد:


أستسمحك أستاذة أستوقفك، لحضة.

سها جلال جودت:

سأعود، سأعود إلى حيث تريد أستاز

بوكرش محمد:


نعم، تفضلي.


سها جلال جودت:


في الحقيقة الشابكة، الشابكة وما حملته من ثورة رقمية هائلة، حجبت نوعا ما من شأن الكتاب لكن هذا لا يمنع أن الكتاب سيبقى موجودا وسيعود الى مكانته الرفيعة كما كان في السابق

بوكرش محمد:


نعم.


سها جلال جودت:


السؤال الذي سأطرحه أنا، المعلم اليوم، هل هو نفس المعلم في السابق؟ أعتقد، لا ، طبعا هناك أسباب كثيرة من الأسباب الاقتصادية التي بدأ يعاني منها المعلم، وتشغله كثيرا جدا عن، عن حالته كمعلم داخل الصف وأيضا تؤثرعلى ضميره من خلال العطاء لأنه أصبح ملتزما بالكثير من القضايا التي تأخذه من الصف وتأخذه أيضا وتبعده عن سلوك الطفل وعن قراءة احتياجات الطفل ومتابعة نشاطات هذا الطفل وما يحتاجه لكي يتقدم ويكون عنصرا فاعلا في المجتمع في المستقبل، اذن هناك أمرين القراءة أصبحت محدودة الأمر الآخر، المعلم مهتم بالقضايا التي تشغله شخصيا

أصبح بعيدا عن المدرسة وعن المناهج وعن العطاء ، ك، كمعلم داخل الصف، طبعا أنا هذا لاحظته من خلال تجربتي في المدرسة كمديرة مدرسة، لا يخلو الأمر

أن هناك من يؤدي واجبه على أكمل وجه متجاوزا جميع الصعوبات التي تعترض حياته وبالتحديد الصعوبات هي صعوبات اقتصادية ليست أكثر.

نتمنى أن يعود المعلم لأنه هو الأساس في بناء الجيل إلى ما كان عليه سابقا، أنا أذكر أحد الإخوة الجزائريين، سألني عن أستاذ كان يقيم في الجزائر يدرس مادة اللغة العربية

قال لي: إن بقي على قيد الحياة أخبريني أنني أقبل يده من هنا من الجزائر، هذا دليل على الولاء، هذا الرجل لو لم يكن قد لمس من هذا المعلم الذي قدم من سوريا الى الجزائر العطاء والمحبة والتفاني في العمل لما فكر في أن يقبل يده.


بوكرش محمد:


نعم، نعم، جميل، هل لك إضافة أستاذتي فيما يخص المسؤولية أو العنصر الأساسي أو المادة الأساسية التي هي الطفل ومستقبل الكتاب والقراءة والمقروئية.


سها جلال جودت:


كي نحقق أستاز بوكرش ما ذكرته، علينا أولا أن نشجع المعلم على ضرورة التعامل مع الكتاب، إذا كان المعلم هو نفسه لا يقرأ، فكيف تطلب منه أن يشجع التلميذ على القراءة، هذه ناحية جدا مهمة ، إذا أردت معلما يقرأ لينتج جيلا يقرأ عليك أن تشبع هذا المعلم، عندما يشبع هذا المعلم ويرتاح نفسيا وفكريا وماديا فلن يجد أمامه سوى العمل مع الطفل، وهنا نكون قد خرجنا بجيل أمسولة وبمعلم أيضا جيد.


بوكرش محمد:


الآن، حبذا لو، يعني، تكون لك الكلمة الأخيرة التي ترين أن تختم بها هذه الحصة واللقاء


سها جلال جودت:


والله أي كلمة شكر ستكون قليلة جدا لبلدي الثاني الجزائر، حقيقة أشكر وزيرة الثقافة الأستازة القديرة خليدة تومي كما أشكر أيضا مدير الثقافة في ولاية سطيف ألأستاز محمد، وأشكر رابطة أهل القلم بإدارة الأستاذ الصديق عز الدين جلاوجي كما أتقدم بالشكر الجزيل لإذاعة ولاية سطيف وتحديدا للأستاز الكبير والكبير جدا محمد بوكرش الذي أعتز بأنني قد تعرفت إليه عن طريق الشبكة كما لا يمكن أن أضيع حق الأستاز نبيل دادوة* الذي كان له في لقائي الأثر الكبير ووعدت نفسي أنني سأكتب وقالت لي الجزائر، كأدب عن الرحلات عما وجدته من أشياء جميلة تركت أثرا كبيرا وجميلا وسيبقى غاليا في قلبي وعلى نفسي.


وكلمتي الأخيرة:


للجزائر في كل قطرة ضوء عند ابتسامة الشهيد


أقف خاشعة كأنني أرتل آيات السجود


للجزائر هطولات الأماني بوح الوعود


لن أبكي في وداعك لأني سأرجع يوما


كي أعانق في كل فجر صباح جديد
بوكرش محمد:

الله...شكرا جزيلا أستاذة....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

*كتبه بوكرش محمد يوم 24/3/2009عن الشريط المسجل للإذاعة الثقافية الجزائرية من الإذاعة الجهوية الهضاب سطيف الجزائر سنة 2008
*الأستاذ نبيل دادوة أستاذ كاتب وناشر الجزائر

ناصر عبد المجيد الحريري
26/03/2009, 01:07 PM
ما أجمل أن تتعانق الأحرف بين بلاد الشام والجزائر .
كما تعانقت دمشق مع رفات الأمير عبد القادر الجزائري
فاحتضنه ترابها وضمه ، ضمة حبيب عاشق .