المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابراهيم خليل العلاف في مراة الاستاذ المبدع سعد الدين خضر



ابراهيم خليل العلاف
26/03/2009, 09:46 PM
إبراهيم خليل العلاف المؤرخ والكاتب الصحفي في مرآة الأستاذ المبدع سعد الدين خضر

أنجبت الموصل، حاضرة الجزيرة وعاصمة الشمال، نخبة من المؤرخين الأفذاذ درسوا التاريخ وسجلوه وفحصوه وتمعنوا به واستنبطوا منه.. ثم اتصلوا بإحداثه ووقائعه اتصالا خارقيا (ماورائيا)، فكانت (فلسفة التاريخ) التي أودعوها مؤلفاتهم ومصنفاتهم شواهد على ما أدركوا من عبر التاريخ ودروسه، وكانت فلسفة التاريخ منهجا مستحدثا في حقول الدراسات التاريخية لأدراك بنية التراكم الزمني ومقدار الفعل الإنساني المؤثر فيه جيلا عقب جيل..
من هؤلاء المؤرخين نذكر ابن الأثير، بل أبناء الأثير، وياسين الخطيب العمري، وسعيد الديوه جي واحمد الصوفي، والدكتور صالح احمد العلي، والدكتور محمود علي الداود،.. ثم كان جامع هؤلاء وأؤلئك الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل احمد العلاف ، الباحث والأكاديمي المتفرد، والكاتب الموسوعي المجدد المفتش عن كل منسي أو مجهول أو مغفول عنه من تاريخ الموصل .. المنقب في خبايا الحقب وزوايا التاريخ وتكايا الراهن .. هذا المؤرخ المولع بكشف غرائب الماضي وعجائب الحاضر، طارقا أبواب المساجد والجوامع والمكتبات ودوائر القرار ،ومراكز البحوث والوثائق والأرشيف الصاعد الفاعل..!
الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف، هو أحد أولئك الذين تألقوا في جامعة الموصل ، كوكبة خيرة من الاكاديمين والباحثين، انتشروا في مختلف أقسام الجامعة وفروعها وراحوا يرفدون البحث الاستقصائي التاريخي بجهد مشهود معروف .
لم يهتم الدكتور إبراهيم خليل احمد العلاف بتأريخ الحكام والسلاطين والملوك.. قدر اهتمامه بتاريخ التكوينات الاجتماعية الثقافية، فقد حرص هذا الباحث المؤرخ على التقاط تلك البؤر الفاعلة في محيطها وزمانها، واستشرف مديات وأفاق تأثيراتها على حياة المجتمع حاضره ومستقبله.. وهكذا عني الدكتور إبراهيم العلاف بالتنظيمات الاجتماعية والثقافية .. أعني انه عني بالجمعيات والمؤسسات والمدارس والندوات الثقافية والنقابات والتشكيلات المهنية الاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية، والتفت بعين فاحص مدقق إلى دور المدارس والمطابع والصحف والنوادي متجاوزا الأطر السياسية والسلطوية في مختلف مراحل المجتمع.. ومجتمع الموصل بخاصة.
الدكتور إبراهيم خليل العلاف ابن الموصل البار.. أحب مدينته، كما أحب شعبه ووطنه، واخلص في عطاته الثقافي والتوثيقي حتى ترك لنا ما يزيد عن (35) كتابا وبحثا ودراسة تاريخية.. حتى جاء كتابه الأخير (أوراق تاريخية موصلية) الصادر عن (دار مكتب الفتى ) في الموصل أواخر عام 2006م.. أقول حتى جاء هذا الكتاب ليسد الثغرات التي رآها المؤلف في التناول التاريخي لحاضر الموصل وماضيها القريب لاسيما في حقبة الحكم العثماني .. كما التفت إلى ادوار الموصليين النابهين في التواصل مع إحداث الوطن الكبير ومع مبدعيه ومثقفه فتقرا عن (الغزو الفرنسي لمصر في كتاب لمؤرخ موصلي) وعن (صدى العدوان الايطالي على ليبيا 1911 في الموصل) وعن ( حركة العلم العربي في الموصل1919) وكثير من الوقائع والإحداث والشواهد التي تؤكد تفاعل المجتمع الموصلي مع إحداث أمته الكبيرة .. حتى (السبيلخانات الموصلية) إفراد لها الكتاب مساحة وافية السبيلخانة هي (الجابية) التي تسقى الماء للناس مجانا وتجمع السبيلخانات أي (السقايات)، وقد حرص الدكتور إبراهيم خليل العلاف على تعيين مواصفاتها في مساجد وجوامع الموصل وفي القيصريات المعروفة ونقل تلك الأبيات الشعرية التي تطرز شبابيك السبيلخانة ومحيطها..
أما الصحافة، فقد كانت موضع اهتمام الدكتور العلاف، فهو أصلا من أكثر المعنيين بها والمهتمين بدراستها وقد ضم الكتاب موضوعات عن (تاريخ الصحافة الموصلية) و(جريدة الموصل 1885- 1949) و( وبدايات الصحافة الهزلية في العراق: حمادى الناهي والصحافة الهزلية) و(عدد يتيم من جريدة جكة باز الموصلية) أي جريدة المهذار، ثم (جريدة الزهور البغدادية_ الموصلية) و (جريدة العمال) .. الخ، وفق الله صديقنا الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف ليواصل عطاء الخير.. عطاء الثقافة وخدمة التاريخ..