زكرياء الشراط
30/03/2009, 12:58 AM
نظرا لصعوبات في الإتصال على الشبكة ، بعثت إلي الشاعرة المقتدرة ، ملكة الحرف المتألق ، مالكة عسال بهذه التغطية كي أنشرها باسمها :
في ليلة 26 أبريل 2009 بينما أنا أتابع سيول القصص والقصائد على رخام واتا ، إذا بصوت وزير واتا السيد ابراهيم أبويه، يطرق مسمعي بلا استئذان، ينهي إلي أنا أرتب مع شعراء وشاعرات الدار البيضاء، لنسافر معا في موكب شعائري إلى مدينة برشيد، لنحكم القبض على الشعر هناك ..لبيت الطلب،وفي الموعد والمكان المحددين أقبل مشاغبنا الكبير السيد عبد السلام مصباح، بابتسامته العريضة ووجهه المشرق ومرحه الطفولي كالعادة ، بينما شاعرنا المحترم السوالي وزوجته الشاعرة مليكة كباب والفاضلة أمينة الإدريسي نسقوا سفرهم الميمون جماعة ....
الاستقبال:
وصنا سلام ،إلى المقر المعلوم،حيث قاعة البلدية تزهر بالفرح ،ومنصتها تزهو بأريج باقات الورد المتناثرة ،وعرسانها القيمون على هذا العرس الكبير ،يتحركون في أرجائها كالأغصان،يحفون الضيوف ببشاشة،ووجوه هادئة تغوص في سحنة الترحاب،وفيض من الألق..ولجنا معبر الحفاوة نصافح فضاء تأثث بالبهاء ،نمخر أجواء تتألق بكل ماهو جميل..استوينا على مقاعدنا ننتظر بشوق مروق اللحظات الشعرية ..
المنصة
أمامنا كان يتدلى ملصق بيت الشعر في المغرب ،الذي التحمت أجزاؤه من خربشات تنسيق لوحة غريبة ،لطفل محمر الوجنتين ، فهي تجسد بالواضح خربشات الشاعر على البياض ليولد قصائد تضخ دماء جديدة في الكينونة ،جارة منحدراتها نحو الخلق لإعادة التكوبن ،بترميم الشقوق ورتق التمزقات،لنثر الجمال في كل ماهو عفن ومدرون ،وبعث الفرح في كل ما هو مغبون ..
اللحظة الشعرية
صعد أسود واتا كل من الجميل ابراهيم أبويه ،والرائد كمال دليل الصقلي والفاضل محمد أكراد الورايني ليعلنوا القبض على الشعر في الإحتفال بيومه العالمي في إطار منتدى حوار وإبداع بتنسيق مع صالون واتا فرع برشيد ، وذلك بتاريخ 27 / 03 / 2009 ، قاد البهي كمال دليل الصقلي سفينة النجاة يدير مقودها بتؤدة ليسافر وحضوره وشعراؤه وضيوفه في بهاء الكلمة وألق الحرف ، فكان القبض على الشاعرة مالكة عسال بقصيدتها " رواية اللفافة" التي أهدتها إلى كل المدخنين الذين يطفئون غل الأتعاب وحرائقها في نكهة السيجارة ، ثم يمرر اللحظة إلى القبض على الشاعر مصطفى ملح الذي مسد ظفائر القصيدة كما تمسد هند ظفائرها حيث نسي روحه في دوح القصيدة وزئير حرفها ليحطم القبل في حقل شاخ ، ثم تنتقل نيران الحرف لتلتهب تلابيب مليكة كباب التي منذ مولدها وهي تقاوم دمعتها الأولى كما كانت تقاوم دمعتها الثانية في غياب والدها ، تطارد بذلك صرخة أفرزتها جروح لم يداويها بلسم ، ففجرت دموعا أطفأت نار الشموع ، كما يتورط في لعنة الحرف الشاعر البهي بوشعيب الهيلالي ، الذي أمسك بشذراته على اللحظة الشعرية ، ليعبر عن اعترافه واشتياقه اللذان أحييا عظامه فتوارى في صقيع المنفى حيث توارت نوارس الأقاصي في العتمة مولية وجهها نحو التيه لتلتهم وجع السهاد ،حيث من شرفة الوجد يكرع عصفور ينقر شباكه ، ثم يسلم صولجان شعره إلى الشاعر الكبير عبد السلام مصباح ، هذا الطفل المشاغب الذي عنون اللحظة بتحية الشعر والحب يتحرك أمام جمهوره ، لتبتسم له الأرض ويومن بالله ، يستفسر عن الشعر وعن الحب ، حين يرحل يحلم بامرأة تأتيه من أقبية الأحزان محملة بالصلوات فتلبسه ثوب العشق والرحمة تقاسمه مثل البسطاء فطير الخبز الأسمر وتتناغم مع اللحظات الشعرية إيقاعات متناسقة على أوتار العود ، من الفنان مروان فيرس حيث شنف الأسماع بتقاسيمه الرائعة وصوته الرخيم يصدح كالطائر ينادي سبتة ومليلية بعشق لتعودا إلى حضرة وطنها الأم الجذور المغربية الأصلية الأصيلة ، كما سافر الحضور من بعده في عشق الكلمة من جديد في رحاب الشعر الذي يمثل كينونة البشر جميعا مع الشاعر أحمد بوقنطير الذي يناغي غزة المحاصرة بالخيانات من عربان على الكراسي كالدمى ، الذين علمهم أبناء غزة معنى المقاومة وكيفية الإنتصار ، يسخر بتقزز من المؤتمرات العربية الجوفاء ومن كل آليات القمع على الشعوب موجها نداءه إلى طفل غزة ليكتب تاريخ النصر ، متمنيا إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس... ثم تطلق الشاعرة كريمة دلياس خيول الليل لتنفرج على طحالب ضوء تسحق في كيمياء الليل فتكسر خبز الغواية على شفق الرحيل المتوهج لتغلق كل المعابر والقناطر في وجه الريح ، وتوقع هدنة مع الليل لتكمل عصيدة النهار في قاموس الرؤيا حتى تترسخ قيم الحوار والتعايش بين الشعوب ... تغتني التجارب حين يفتق غشاء اللحظات الشاعر الحاج قدور السؤالي الذي يسكن أحشاء الأرض مسافرا في عشقها يتحسس جرحه ودمه السائل رافضا أن يكون مهمشا يحمل جسمه في ثنايا الريح ليمزق الخرائط المزيفة ... وتفتق الشاعرة أمينة الإدريسي شرنقة فراديس الوجدان بتحياتها الجميلة للشاعرة مالكة عسال وإلى الحضور تهدي قصيدتها إلى نساء العالم ثم ترحل لتراقبهن يمضين إلى حتفهن أو يجرفهن بحر أو تيار أو ينقبن عن فارس شوق أو يخطفهن الليل في عباءته الفضفاضة فيخرجن أشباحا ... ويرفع الشاعر عبد الكريم عظيم هامته وراء المنصة ليمطر الحضور بحروفه المتوهجة حول غزة يشخص الرصاص الذي أمطر غزة والقمة العربية تنتظر ببهاء شهداء متوعدا الكيان الغاصب بالاندحار ، ومؤكدا بإلحاح أن غزة منتصرة لا محالة ...
ختام ،
طابت اللحظات بعشق كما اشتهينا ، تلاقحت فيها التجارب وتناغمت فيه الأصوات الشعرية ، حيث روينا صحراءنا العطشى بصهيل الحرف وتدفق السريان الشعري في لباب الوجدان فزحفت إلينا المرحلة الحاسمة ، مرحلة الوداع ، التي ينبذها الشعراء في كل لمة بعد قضاء أوقات ممتعة يطبعها الدفء والإنسجام ... تحلق حولنا أسود واتا وعلى رأسهم القائد الأعظم إبراهيم أبويه يطوقوننا بكرمهم كما جرت عليه عادة المغاربة في إكرام الضيف وحمله على كفوف العز ، فتوجهوا بنا إلى أفخر مطعم بمدينة برشيد حيث كان العشاء رسميا كما يدعوه الوصف بأطباق سلاطاته وأسماكه وفواكهه ومشروباته ، حيث بعدها توزعت القبل في لحظة عناق حار ليهم كل واحد إلى بيته قافلا.[مالكة عسال/المغرب] [/frame]
في ليلة 26 أبريل 2009 بينما أنا أتابع سيول القصص والقصائد على رخام واتا ، إذا بصوت وزير واتا السيد ابراهيم أبويه، يطرق مسمعي بلا استئذان، ينهي إلي أنا أرتب مع شعراء وشاعرات الدار البيضاء، لنسافر معا في موكب شعائري إلى مدينة برشيد، لنحكم القبض على الشعر هناك ..لبيت الطلب،وفي الموعد والمكان المحددين أقبل مشاغبنا الكبير السيد عبد السلام مصباح، بابتسامته العريضة ووجهه المشرق ومرحه الطفولي كالعادة ، بينما شاعرنا المحترم السوالي وزوجته الشاعرة مليكة كباب والفاضلة أمينة الإدريسي نسقوا سفرهم الميمون جماعة ....
الاستقبال:
وصنا سلام ،إلى المقر المعلوم،حيث قاعة البلدية تزهر بالفرح ،ومنصتها تزهو بأريج باقات الورد المتناثرة ،وعرسانها القيمون على هذا العرس الكبير ،يتحركون في أرجائها كالأغصان،يحفون الضيوف ببشاشة،ووجوه هادئة تغوص في سحنة الترحاب،وفيض من الألق..ولجنا معبر الحفاوة نصافح فضاء تأثث بالبهاء ،نمخر أجواء تتألق بكل ماهو جميل..استوينا على مقاعدنا ننتظر بشوق مروق اللحظات الشعرية ..
المنصة
أمامنا كان يتدلى ملصق بيت الشعر في المغرب ،الذي التحمت أجزاؤه من خربشات تنسيق لوحة غريبة ،لطفل محمر الوجنتين ، فهي تجسد بالواضح خربشات الشاعر على البياض ليولد قصائد تضخ دماء جديدة في الكينونة ،جارة منحدراتها نحو الخلق لإعادة التكوبن ،بترميم الشقوق ورتق التمزقات،لنثر الجمال في كل ماهو عفن ومدرون ،وبعث الفرح في كل ما هو مغبون ..
اللحظة الشعرية
صعد أسود واتا كل من الجميل ابراهيم أبويه ،والرائد كمال دليل الصقلي والفاضل محمد أكراد الورايني ليعلنوا القبض على الشعر في الإحتفال بيومه العالمي في إطار منتدى حوار وإبداع بتنسيق مع صالون واتا فرع برشيد ، وذلك بتاريخ 27 / 03 / 2009 ، قاد البهي كمال دليل الصقلي سفينة النجاة يدير مقودها بتؤدة ليسافر وحضوره وشعراؤه وضيوفه في بهاء الكلمة وألق الحرف ، فكان القبض على الشاعرة مالكة عسال بقصيدتها " رواية اللفافة" التي أهدتها إلى كل المدخنين الذين يطفئون غل الأتعاب وحرائقها في نكهة السيجارة ، ثم يمرر اللحظة إلى القبض على الشاعر مصطفى ملح الذي مسد ظفائر القصيدة كما تمسد هند ظفائرها حيث نسي روحه في دوح القصيدة وزئير حرفها ليحطم القبل في حقل شاخ ، ثم تنتقل نيران الحرف لتلتهب تلابيب مليكة كباب التي منذ مولدها وهي تقاوم دمعتها الأولى كما كانت تقاوم دمعتها الثانية في غياب والدها ، تطارد بذلك صرخة أفرزتها جروح لم يداويها بلسم ، ففجرت دموعا أطفأت نار الشموع ، كما يتورط في لعنة الحرف الشاعر البهي بوشعيب الهيلالي ، الذي أمسك بشذراته على اللحظة الشعرية ، ليعبر عن اعترافه واشتياقه اللذان أحييا عظامه فتوارى في صقيع المنفى حيث توارت نوارس الأقاصي في العتمة مولية وجهها نحو التيه لتلتهم وجع السهاد ،حيث من شرفة الوجد يكرع عصفور ينقر شباكه ، ثم يسلم صولجان شعره إلى الشاعر الكبير عبد السلام مصباح ، هذا الطفل المشاغب الذي عنون اللحظة بتحية الشعر والحب يتحرك أمام جمهوره ، لتبتسم له الأرض ويومن بالله ، يستفسر عن الشعر وعن الحب ، حين يرحل يحلم بامرأة تأتيه من أقبية الأحزان محملة بالصلوات فتلبسه ثوب العشق والرحمة تقاسمه مثل البسطاء فطير الخبز الأسمر وتتناغم مع اللحظات الشعرية إيقاعات متناسقة على أوتار العود ، من الفنان مروان فيرس حيث شنف الأسماع بتقاسيمه الرائعة وصوته الرخيم يصدح كالطائر ينادي سبتة ومليلية بعشق لتعودا إلى حضرة وطنها الأم الجذور المغربية الأصلية الأصيلة ، كما سافر الحضور من بعده في عشق الكلمة من جديد في رحاب الشعر الذي يمثل كينونة البشر جميعا مع الشاعر أحمد بوقنطير الذي يناغي غزة المحاصرة بالخيانات من عربان على الكراسي كالدمى ، الذين علمهم أبناء غزة معنى المقاومة وكيفية الإنتصار ، يسخر بتقزز من المؤتمرات العربية الجوفاء ومن كل آليات القمع على الشعوب موجها نداءه إلى طفل غزة ليكتب تاريخ النصر ، متمنيا إنشاء دولة فلسطينية عاصمتها القدس... ثم تطلق الشاعرة كريمة دلياس خيول الليل لتنفرج على طحالب ضوء تسحق في كيمياء الليل فتكسر خبز الغواية على شفق الرحيل المتوهج لتغلق كل المعابر والقناطر في وجه الريح ، وتوقع هدنة مع الليل لتكمل عصيدة النهار في قاموس الرؤيا حتى تترسخ قيم الحوار والتعايش بين الشعوب ... تغتني التجارب حين يفتق غشاء اللحظات الشاعر الحاج قدور السؤالي الذي يسكن أحشاء الأرض مسافرا في عشقها يتحسس جرحه ودمه السائل رافضا أن يكون مهمشا يحمل جسمه في ثنايا الريح ليمزق الخرائط المزيفة ... وتفتق الشاعرة أمينة الإدريسي شرنقة فراديس الوجدان بتحياتها الجميلة للشاعرة مالكة عسال وإلى الحضور تهدي قصيدتها إلى نساء العالم ثم ترحل لتراقبهن يمضين إلى حتفهن أو يجرفهن بحر أو تيار أو ينقبن عن فارس شوق أو يخطفهن الليل في عباءته الفضفاضة فيخرجن أشباحا ... ويرفع الشاعر عبد الكريم عظيم هامته وراء المنصة ليمطر الحضور بحروفه المتوهجة حول غزة يشخص الرصاص الذي أمطر غزة والقمة العربية تنتظر ببهاء شهداء متوعدا الكيان الغاصب بالاندحار ، ومؤكدا بإلحاح أن غزة منتصرة لا محالة ...
ختام ،
طابت اللحظات بعشق كما اشتهينا ، تلاقحت فيها التجارب وتناغمت فيه الأصوات الشعرية ، حيث روينا صحراءنا العطشى بصهيل الحرف وتدفق السريان الشعري في لباب الوجدان فزحفت إلينا المرحلة الحاسمة ، مرحلة الوداع ، التي ينبذها الشعراء في كل لمة بعد قضاء أوقات ممتعة يطبعها الدفء والإنسجام ... تحلق حولنا أسود واتا وعلى رأسهم القائد الأعظم إبراهيم أبويه يطوقوننا بكرمهم كما جرت عليه عادة المغاربة في إكرام الضيف وحمله على كفوف العز ، فتوجهوا بنا إلى أفخر مطعم بمدينة برشيد حيث كان العشاء رسميا كما يدعوه الوصف بأطباق سلاطاته وأسماكه وفواكهه ومشروباته ، حيث بعدها توزعت القبل في لحظة عناق حار ليهم كل واحد إلى بيته قافلا.[مالكة عسال/المغرب] [/frame]