المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يحارب الإسلام في اوروبة



م.علي ناصر
30/03/2009, 12:48 PM
الأخوة الكرام
أدعوكم جميعا لفتح حوار حضاري يجيب على سؤال
لماذا يحارب الإسلام عالمياً؟؟؟؟

أحد الأجوبة المقترحة كما أرى هو التاريخ ( الأسود) للجيش الانكشاري التركي اثناء ( فتوحات) أوروبة!
لقد سمعنا التاريخ الأوروبي يلصق همجية الانكشاريين بالاسلام، وهذا ما جناه الغزو التركي لأوروبة، أقول الغزو لأنه لم يكن فتحا مبيناً عكس ما جرى في آسيا وجنوبها حيث ما يزال الإسلام غالباً. أما أوروبة فقد ردعت ( الاحتلال) التركي ولم يسلم فيها إلا من بقي من الجيوش الإسلامية وبعض من آمنو وأمنو شر الأتراك، آنذاك.

هل نملك الجرأة لمناقشة أخطائنا التاريخية! فالأتراك العثمانيون قاموا باسم الإسلام والفتوحات الاسلامية بما قاموا به هناك، و أعتقد أن الإسلام كان بمنأى عما مارسوه هناك، وهذا هو سبب كراهية الأوروبيين للإسلام. ممارسة الأتراك ضعيفي الإسلام وقتذاك، واهتمام سلاطينهم بتوسيع رقعة امبراطوريتهم حسب التاريخ العثماني نفسه.

Amerhannini
30/03/2009, 09:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الأستاذ الكريم م. علي ناصر،

أستغرب كيف تختزل أحداث وأسباب وقرون من المطاحنة والحروب والأطماع والحقد الصليبي في تصرفات الإنكشارية في أوروبا -إن صح ذلك-! الإنكشارية كانت عماد جيش فتح القسطنطينية الذي قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : " لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش". فهل لديك سند تاريخي إسلامي يثبت ويؤكد ما ذكرته من ضعف إسلام الأتراك ورغبتهم التوسعية على حساب الدين والشريعة إلخ؟

وللنقاش بقية إن شاء الله.

م.علي ناصر
30/03/2009, 09:21 PM
الأستاذ عامر
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لمداخلتكم المفيدة..

بالنسبة للجيش الانكشاري جاء بعد فترة من الزمن من توطيد السلطنة العثمانية..
و النقاش مفيد جدا إذا أخذنا بعين الاعتبار ما يقوله الأوروبيون وما يعتقدون به.
في النقاش نناقشهم بما لديهم وليس بما لدينا فقط.
أرجو أن تبحث في الانترنت عن كلمة ( الجيش الانكشاري أو الانكشارية) وستجد حقائق تاريخية عربية وتركية.
تحية طيبة

Amerhannini
31/03/2009, 11:01 PM
الأستاذ الكريم م. علي ناصر،

أشكرك على ردك اللطيف، ولكن اسمح لي أن أعلق بأن عنوان الموضوع أكبر مما تفضلت به من مداخلة في البداية، فالموضوع يفترض به أن يسلط الضوء على خشية أوروبا الكبيرة من انتشار الإسلام فيها ومقاومتها لهذا الأمر، وطبعا ً لا بدمن تحديد البدايات التاريخية لصراعها مع المسلمين ونتائج هذا الصراع في مراحله المختلفة وأثره في توجيه هذا الصراع وانعكاساته عليه، ولكني رأيتك قد توجهت إلى جزء مهم للغاية كذلك من هذا الصراع واقتصرت عليه ألا وهو الحقبة العثمانية ولكن مع الأسف بتأثر بآراء أعدائها، ولكن ليست محاربة أوروبا للإسلام والمسلمين نابعة فقط من تلك الحقبة وليست ممارسات الإنكشارية التي يطبل ويزمر لها أعداء الخلافة الإسلامية العثمانية سببا ً برأيي في محاربتها اليوم للإسلام.

إن أولى بوادر هذا الصراع بدأ منذ معركة مؤتة بين المسلمين والروم البيزنطيين ذوي الجذور والوشائج الأوروبية تليها غزوة تبوك، ثم بدأ حجم الإمبراطورية البيزنطية يتقلص بشكل مذهل في آسيا وأفريقيا بفعل الفتوحات الإسلامية على يد الصحابة -رضي الله عنهم- والأمويين -رحمهم الله- مما جعل أوروبا تستنفر أمام هذا الخطر الجديد، حتى تم فتح الأندلس في غرب أوروبا، ومن هنا انتقلت حلبة الصراع إلى الأراضي الأوروبية واستنشقت طلائع الغزو الإسلامي أريج باريس من بواتييه،.وقد كان الصراع ومازال على أساس عقدي، فالمسلمون أرادوا نشر دينهم وتطبيقه في الأراضي المفتوحة، بينما كان الأوروبيون يعتبرونهم أعداء الكنيسة وخطرا ً على دينهم، مما جعلهم فيما بعد يقومون بالحملات الصليبية على بلاد الإسلام كما هو معروف، وفي الجانب العقدي يكمن مربط الفرس.

إن الدولة العثمانية سيدي الكريم دولة إسلامية منذ نشأتها، فالإسلام دينها، والشريعة مصدر قوانينها، والتوحيد عقيدتها، والمذهب الحنفي مذهبها، ولذلك قبل أن نقوم بأخذ الروايات من مصادر خصومنا أو معارضينا، لا بد أن نفهم الأسس التي قامت عليها هذه الدولة، لأن الخصوم في الأساس لا يفهمون أسس ديننا بالوجه الصحيح كما ينبغي، ولذلك فهم دائما ً مجحفون في أحكامهم تجاهنا إلا قليلا ً، أو يفهمون الأمور فهما ًُ أعرجا ً، فالفتوحات والغزو في سبيل الله يطلقون عليهما توسعا ً واحتلالا ً، والجهاد البحري ينعتونه بالقرصنة، لأنهم لا يدركون مثلنا معنى الموت من أجل نيل وسام ٍ عظيم كالشهادة في سبيل الله، وإخراج الناس من ظلمات الشرك والضلال إلى نور وعدل الإسلام، وهم لا يصورون العثمانيين فقط على أنهم محتلون، بل ينسحب ذلك لديهم على المسلمين جميعا ً وبخاصة الذين واجهوا أوروبا بشكل مباشر، وما يثيره هؤلاء عن حكم الخلافة العثمانية لا يختلف كثيرا ً عن ما يثيرونه عن الحكم الإسلامي في الأندلس! مع أن الشجر والحجر قبل البشر تشهد بعدل المسلمين وتسامحهم وتحضرهم طيلة ثماني قرون، ومع ذلك فحملة التشويه ما زالت مستعرة لطمس المعالم الحضارية للفتح والحكم الإسلامي هناك، فما بالك بالدولة التي قضت مضاجع أوروبا قرونا ً، وقوضت أركان بيزنطة، وجعلت القسطنطينية فيما بعد حاضرة الخلافة الإسلامية على الحدود الأوروبية الشرقية؟

إن الفتوحات الإسلامية العثمانية فتوحات عادلة، نشرت الإسلام في شرق أوروبا، ولم تجبر أحدا ً عليه، وليست احتلالا ً توسعيا ً قائما ً على الاستعباد وشهوة الدم والمال والجنس كما يروج له أعداء الإسلام وتلاميذهم من بني جلدتنا، فالنصارى في البلاد المفتوحة كانوا وما زالوا على دينهم كغالبية الصرب والكروات واليونانيين والرومان والهنغار، لم ينازعهم فيه أحد من المسلمين، بينما وجد السواد الأعظم من البوشناق (البوسنيون) والأرناؤوط (الألبان) والبوماق ضالتهم في الإسلام فدخلوا فيه أفواجا ً من غير إكراه ولا ضغوطات، كما كان المضطهدون بسبب الخلافات بين الأورثوذكس والكاثوليك يلجأون إلى البلاد العثمانية نظرا ً للتسامح الديني منقطع النظير المشهور لدى المسلمين، وقد فضلت كثير من الأقوام الأوروبية الحكم الإسلامي على غيره، كما فعل الصرب –أعداء المسلمين في البلقان اليوم- على حساب المجريين، والرومان والمجريون فيما بعد على حساب آل هابسبورغ حكام النمسا، وحينما رغب المجريون بالاستقلال ثاروا على الاستبداد النمساوي المبارك من روسيا عام 1848م، وتم قمعهم والحط من قدرهم، ثم قام وفد مجري عام 1877م بمقابلة عبد الكريم باشا القائد العام لجيوش الخلافة العثمانية في استانبول وتذاكروا الأيام الخوالي والأيادي البيضاء للمسلمين على أهل المجر وحسن صنيعهم وتركهم ينعمون بحرياتهم، فارتجل صفوت باشا ناظر الخارجية وخطب فيهم مبينا ً أسفه على إصغائهم للدسائس الأوروبية وانفصالهم عن الدولة العثمانية، وقال إن انفصال الدويلات المسيحية عن جسد الدولة لم يكن إلا نتيجة حسن معاملاتها للسكان المحليين وعدم إجبارهم على اعتناق الإسلام وتركهم على دين وعوائد آبائهم وأجدادهم، ولا أعتقد أن أحدا ً من الحضور اعترض عليه.

إن السلاطين والخلفاء العثمانيون كانوا يحبون دينهم ومتحمسين له غيورين عليه، وهم بشكل عام متدينون، و اقرأ يا سيدي من وصية عثمان الأول مؤسس الدولة –رحمه الله – لولده المرحوم أورخان: ( يا بني ، أنني انتقل إلى جوار ربي ، وأنا فخور بك بأنك ستكون عادلاً في الرعية ، مجاهداً في سبيل الله ، لنشر دين الإسلام.. يا بني ، أوصيك بعلماء الأمة ، أدم رعايتهم ، وأكثر من تبجيلهم ، وانزل على مشورتهم ، فانهم لا يأمرون إلا بخير.. يا بني ، إياك أن تفعل أمراً لا يرضى الله عز وجل ، وإذا صعب عليك أمر فاسأل علماء الشريعة ، فانهم سيدلونك على الخير.. واعلم يا بني أن طريقنا الوحيد في هذه الدنيا هو طريق الله ، وأن مقصدنا الوحيد هو نشر دين الله ، وأننا لسنا طلاب جاه ولا دنيا ). ، واقرأ وصية محمد الفاتح لولده بايزيد –رحمهما الله-:

"
1- كن عادلآ صالحآ رحيمآ

2-ابســط على رعيتك حمايتك دون تميز

3- واعمل على نشر الدين الإسلامي فإن هذا هو واجب الملوك على الأرض .

4- قدم الإهتمام بأمر الدين على كل شيْ ولاتفتر في الموظبة عليه

5- لاتستخدم الأشخاص الذي لايهتمون بأمر الدين ولا يجتنبون الكبائر وينغمسون في الفحش

6- البدع المفسدة وباعد الذين يحرضونك عليها
7- وسع رقعة البلاد بالجهاد .

8- احرس أموال بيت المال من أن تتبدد .

9- إياك أن تمد يدك إلى يدك إلى أموال أحد من رعيتك إلابحق الإسلام .

10- اضمن للمعوزين قوتهم وابذل إكرامك للمستحقين .

11- وبما ان العلماء هم بمثابة القوة المبثوثة في جسم الدوله فعظم جانبهم وشجعهم واذا سمعت يأحد منهم في بلد آخر فاستقدمه إليك وأكرمه بالمال .

12- حذار حذار لايغرنك المال ولا الجند وأياك ان تبعد أهل الشريعة عن بابك وأياك أن تميل إلى اي عمل يخالف أحكام الشريعة فإن الدين غايتنا والهداية منهجنا وبذالك انتصرنا .

13- خذ مني هذه العبرة: حضرت هذه البلاد كنملة صغيرة، فأعطاني الله تعالى هذه النعم الجليلة، فالزم مسلكي، وأحذ حذوي ، و اعمل على تعزيز هذا الدين وتوقير أهله .

14- لاتنفق أموال الدولة في ترف ولهو وأقتصد من قدر اللزوم فإن ذلك الإسراف من أعظم أسباب الهلاك .

عودة إلى موضوع الإنكشارية...

بالنسبة لفرقة الإنكشارية وتكتب بالعثمانية يڭيچري وتلفظ بالإنجليزية Yenicheri فقد تأسست في المراحل الأولى من انطلاقة الدولة العثمانية في الوجود أي في القرن الرابع عشر، ويشير البعض إلى أنها تأسست على يد أورخان الغازي، والبعض يعزو بداياتها إلى ابنه الغازي مراد الأول، وقد كانت أحد الأعمدة الرئيسية لتشكيلات الجيش الإسلامي العثماني، وكان أفرادها في البداية قليلين والسواد الأعظم منهم من سكان البلدان المفتوحة الذين يربون تربية إسلامية منذ الصغر، ويغرس فيهم الولاء لربهم ودينهم ودولتهم، و كانوا مدربين على أتم وجه، ولا يخالج فكرهم ويشغل بالهم حب الدنيا، بل الغزو والاستشهاد في سبيل الله –تعالى-، وكان ذكرهم يثير الرعب في نفوس الأوروبيين نظرا ً لبأسهم وتفانيهم في القتال، وكانوا كذلك حتى بدأ من هب ودب ينخرط في صفوفهم نظرا ً لحظوتهم لدى الخلفاء العثمانيين والمزايا التي يتمتعون بها في الدولة، وصار قادتهم يزجون بأنفسهم في شؤون الدنيا والسياسة وصنع القرار، حتى صاروا يعزلون الخلفاء ويعينون من يشاؤون في أي منصب كان، كما تسللت في صفوفهم أفراد من الفرق الباطنية فكانوا أس الفساد، وصاروا يتمردون ويعصون الأوامر، وساهم هذا بإلحاق الهزائم والخسائر في صفوف المسلمين، ولا شك أن بعضهم قد ارتكب بعض الأمور المنافية للشرع الحنيف خلال فترة تعاظم نفوذهم وأواخر سنيهم، وتجاوزوا حدهم في التعامل مع الناس بالعنف والغلظة أحيانا ً، وتمادوا في العصيان، حتى قضى على كبارهم الخليفة محمود الثاني فيما يعرف بحادثة الوقائع الخيرية.

ولكن حتى هذه المخالفات الحاصلة برأيي مضخمة بشكل مفتعل من قبل أعداء الدولة الإسلامية عموما ً بغرض ضرب وتشويه سمعة المسلمين، وهل تقارن زلات جيش الخلافة طيلة 600 عام بأفعال الجيوش الصليبية القديمة والحديثة وعلى رأسها جيوش "الديمقراطية" المزعومة في السلب والنهب والتدمير وارتكاب شتى المظالم والاعتداءات في 6 أشهر، أو6 أسابيع بل في 6 ساعات؟؟؟ وهل يجب علينا أن نمحو ماضيا ً بطوليا ً مشرفا ً مليئا ً بالتضحيات في الفتوحات لأجل زلات ومخالفات صدرت من قليلي دين وطلاب دنيا، أو محسوبين علينا؟

إن تاريخ المسلمين و مرحلة حضارتهم التي استمرت 1300 عام فيهما ولا شك أخطاء، فالدولة الإسلامية دولة بشر، وليست دولة إلهية معصومة، ولكن حسناتها ومنافعها برأيي أضعاف مساوئها الناجمة عن سوء تطبيق لأحكام الإسلام وتعاليمه، والناظر بعين الإنصاف إلى التاريخ الإسلامي يشهد بذلك، والأخطاء التي حصلت يجب أن ندرسها نحن بمنظارنا كي نتفادى أسبابها ومسبباتها، لا بمنظار المستشرقين والمستغربين ذوي النيات المبطنة إلا من رحم الله، وحينما نأتي لنتناقش معهم سيتبين لنا أن ثمة منظورين متباينين يحكم كل طرف فيه على الأمور، وليس من السهل لديهم أن يفهموا أسس ديننا وفلسفتنا في نقد وتقويم الرجال والتاريخ كما ذكرت من ذي قبل، ولذلك أرى أن نستأنس بآرائهم المنصفة مع الوعي التام بمراميها وتوجهات أصحابها.

وعلى أي حال أدعوك سيدي الفاضل إلى قراءة موضوع " ما أسباب سمو الدولة العثمانية" والذي قمت شخصيا ً بترجمته ونشره في المنتدى التركي في منتديات واتا على الرابط التالي:
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=32689
وأرجو من الله –تعالى- أن يوفقني لترجمة المزيد من المواضيع القيمة في هذا الصدد.

وفي الختام تقبل تحياتي واحترامي.

م. عامر الهنيني

مسلك ميمون
31/03/2009, 11:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ عامر هنيني
السلام عليكم و رحمة الله

تمنيت أخي أن أصافحك بحرارة ، اعتزازا بما كتبت و ما ترجمت . و فقك الله و بارك خطاك ، و أنعم عليك بالجهد و الصحة ، و العلم و اليقين ... و فتح أمامك أبوابا تأمل فتحها . و مشاريع تنشد انجازها ....
و شكر الله أخانا م علي ناصر كونه أثار الموضوع ....

د مسلك ميمون

Amerhannini
01/04/2009, 12:14 AM
السلام عليكم ورحمة الله،

أستاذي الفاضل د. مسلك ميمون -حفظه الله-:

أشكرك سيدي على مرورك الكريم وعواطفك الصادقة وكلماتك التي أعتز بها، دمت ذخرا ً وبارك الله فيك.

عامر

م.علي ناصر
01/04/2009, 01:05 PM
العزيزان المحترمان د مسلك ميمون و م. عامر الهنيني
السلام عليكما ورحمة الله وبركاته

أشكركما جزيل الشكر على مداخلتيكما....
أستاذ عامر..
أطيب تحية و أرجو التمكن من قراءة كتاباتك في المنتدى التركي...

عزيزي..
أحب الانطلاق من هذا النقاش لتكوين رأي عام سليم و منطقي عالمياً بحيث يمكن التسلح به في الحوار العالمي للدفاع عن الاسلام..
وهذا كما أظن بل و أعتقد جازما من أهداف تجمعنا الفكري والثقافي في واتا...
الدفاع عن عروبتنا وديننا بالمنطق التاريخي الذي يقنع الآخرين من غير المسلمين...
نحن لا نختلف فيما بيننا مهما تنوعت ثقافاتنا فمصادرنا واحدة ولا نشك بها ، وإن شكك بعضنا بصحة تأريخ بعض حوادث التاريخ الذي نهج منهجا تصالحيا غير تصادمي منذ ابن الأثير حتى الوقت الحاضر...

في موضوعي أردت أخذ عينة واحدة فقط والتدقيق فيها تاريخياً كأحد الأسباب المقترحة لكراهية الغرب للإسلام..
وعندما عدت شخصيا لدراسة التاريخ العثماني وجدت ما يؤيد إلى درجة ما - مع مراعاة تضخيم الحدث - صحة بعض ادعاءاتهم.
والمقترح هو: لنمحص بشيء من الحياد هذه الحقبة من التاريخ وبكل موضوعية.. وأقصد بالحياد والموضوعية : وضع أنفسنا كمسلمين متحمسين للفتح الاسلامي والعصبية الاسلامية والنظر بعين شخص لا يمس تاريخ هؤلاء الفاتحين ولا أولئك المراد نشر الاسلام في بلادهم.
فهل نستطيع الحياد والنظر على رقعة شطرنج بلاعبين آخرين وبصمت وتفكير؟؟؟؟

أقدر أخي حماسك و أظنني أجهدت نفسي كثيراً كي أنتزع منها بعض حياد ما اعتدناه في تاريخنا كثيرا، شأننا بذلك شأن جميع شعوب العالم.
فاذكروا محاسن موتاكم، جعلنا ويجعل جميع الشعوب تنسى المساويء الموجودة - كما قلت أنت أيضاً - شئنا أم أبينا.
فأنا ممن يرفع الرسول عليه الصلاة والسلام و اوائل صحبه، بعضهم، عن ألخطأ، نحن خطاؤون وانتصارات الاسلام قد تعمي عيون بعض رجال السلاح عما كان يجيش في قلوبهم من عمق إيمان.. الاستثناء موجود دائما!

تحية وتقدير