آداب عبد الهادي
30/03/2009, 02:23 PM
تخلف عن الدوحة بعد دمشق، لماذا ؟؟؟.
سؤال جدير بالطرح.
لن نعود إلى الماضي ونتساءل عن سبب أو الأسباب التي تذرعت بها مصر للتخلف عن حضور قمة دمشق رغم ضرورة حضورها في تلك الفترة التي كانت عصيبة وقاسية على العرب أولاً وعلى سوريا ثانيا بسبب تكالب الدول الغربية والضغط الأمريكي الصهيوني الكبير على سوريا في تلك الفترة.
الآن في قمة الدوحة لن نتحدث عن أهمية حضور مصر كبرى الدول العربية وأكثرها تأثيراً لكن سنتحدث عن الأسباب الخفية والتي لم تعلنها مصر ونظامها حيال عدم حضور هذه القمة.
مصر تلعن أن هذه القمة كغيرها لن تأتي بنتيجة وبالتالي حضورها لن يؤثر من عدمه ومصر تعلم تماما أنها تراوغ في هذا الكلام وتعلم جيداً أنها باتت مكشوفة أمام العالم وأمام الأنظمة العربية التي لا تختلف كثيراً عن مصر إلا بأنها ماتزال تشعر بقليل من الخجل أمام شعوبها.
إذا دققنا بأسباب تغيب مصر توصلنا إلى نتائج خطيرة وأهداف أخطر.
من بين الأسباب ثلاثة تعتبر الأكثر أهمية وتتعلق تحديداً بسورية والسودان وقطر بحد ذاتها.
أولاً سورية:
من أهم المشاكل التي تواجه الشعب العربي هي العلاقات بين الدول ومن يرسم هذه العلاقات هي الأنظمة ومع كل أسف إن الأنظمة الحاكمة في العالم العربي لا تنطلق في علاقاتها مع بعضها البعض كما في أي دولة متقدمة ومتحضرة في العالم إنطلاقاً من مصالح بلدانها وإنما تنطلق من العلاقات الشخصية والأهواء والأمزجة .
الأمزجة نعم هي من يحدد طبيعة العلاقة بين أي دولة عربية وأخرى ومن هنا نقول :
إن الرئيس حسني مبارك شخصياً لا ينطبق مزاجه على مزاج الرئيس السوري بشار الأسد وبالتالي هو لا يحبه كشخص وهذا ترك أثراً كبيراً في العلاقات السورية المصرية ،وبالرغم من انعقاد القمة الرباعية في الرياض في بداية العام الحالي إلا أن هذه القمة لم تصل إلى مرحلة تصفية وتنقية الأجواء السائدة بين مصر وسوريا وأيضاً لم تعمل على إضفاء جو من المودة والمحبة الشخصية بمعنى أن قمة المصالحة التي عقدت في الرياض لم تفعل فعلها الحقيقي بنفس الرئيس حسني مبارك ولم تدفعه إلى النظر إلى الرئيس السوري بمودة ومحبة وذلك نابع من أسباب عدة أهمها على سبيل المثال فقط:
هو أن الرئيس السوري الذي ينادي ويؤكد على ترسيخ ثقافة المقاومة في العالم العربي ولا يكل ولا يمل بالدعوة إلى محاربة إسرائيل ولو كان هذا الأمر مجرد كلاماً فهو لا يروق للرئيس المصري حسني مبارك بل يضعه دائماً في موقف محرج مع أصدقائه .
ثانياً:إن الرئيس السوري يدعم المقاومة بكل أنواعها وأشكالها وهو يستقبل في سورية فتح كما يستقبل حماس ويقدم كل وسائل وسبل الدعم لحماس حين تطلبها ولفتح أيضاً.
لكن موقف مصر معاديا تماماً لحماس وكي ينال الرئيس الأسد رضا مصر يتوجب عليه طرد حماس أو الكف عن دعمها وهذا لا يروق للرئيس المصري مما أدى إلى تأجيج الخلاف مجدداً بين مصر وسوريا بإدعاء خرج به النظام المصري يؤكد فيه أن دعم سوريا لحماس هو سبب الكوراث السياسية والعسكرية في فلسطين وسبب الإنشقاق في الصف الفلسطيني،بينما رأي القيادة السورية عكس ذلك تماماً.
إضافة إلى ذلك إن الرئيس السوري لا يبرئ مصر من دم يوسف ويؤكد دائماً على أن النظام المصري شئنا أم أبينا متواطئ من الناحية العربية والقومية سيما اتجاه فلسطين.
هذا بعض مما يمكن قوله حيال مصر وسوريا والتي تدفع بالرئيس مبارك عدم الرغبة الحقيقية بلقاء الأسد لأن اللقاء به يشكل إحراجاً كبيراً أمام أصدقائه .
بالنسبة للسودان:
صحيح إن الرئيس المصري استقبل عمر البشير قبل يومين في مصر لكن هذا لا يعني أن يلتقيه في قمة الدوحة واللقاء به في هذه القمة يشكل إحراجاً آخر وإحراجاً كبيراً سيما وإن الدعم العربي للسودان من بعض الدول كمصر محرج للغاية أمام أصدقاء مصر .
كما أن استقبال مبارك للبشير لا يعني إطلاقاً أن الأجواء بين البلدين صافية وعلى ما يرام والبشير يعلم ذلك جيداً وأحرج مصر بالزيارة الأخيرة من باب التحدي للمحكمة الدولية ومعترفاً أن زيارته لمصر تشكل إحراجاً لمبارك .
سيما وأنه يريد التأكيد أن الدول العربية برمتها ترفض قرار المحكمة الدولية وتساند السودان كلها على الإطلاق بما فيها مصر والبشير ضمنياً يعلم أن هذا الكلام غير دقيق سيما وأن الجراح التي حفرتها مصر في السودان لم تلتئم بعد وأهمها ما يجري في منطقة حلايب بين مصر والسودان والتي لم تحل بعد وقضية النفط الحادة بين البلدين.
أما السبب الآخر وهو قطر بحد ذاتها
...لماذا قطر وهناك مغازلات جرت مؤخراً بين البلدين ،والجميع يعلم أن تلك المغازلات ليست غزل حبيب لحبيب وإنما غزل حساد بالمعنى الدقيق للكلمة.
إن قطر في السنوات الأخيرة وأنا شخصياً لي وجهة نظر قد لا تعجب البعض حيال تصرفات قطر في رأب الصدع العربي ولم الشمل وتزعم العرب ولسنا في صدد ذكر وجهة نظري الشخصية في هذا الوارد.
مصر تعلم جيداً أنها وقطر شريكتان في أمور كثيرة وأهمها علاقاتهما مع كل من أمريكا وإسرائيل.
ربما قطر تخجل من التصريح بهذه العلاقات ومصر أكثر جرأة ووضوح وصراحة وفخر وتبرر قدر ما تستطيع لهذه العلاقات .
لكن قطر تحاول أن تبعد الموضوع أو طرحه كما تحاول أن تتناساه وهي صراحة تخجل منه لكن (ما في بيدها حيلة سوى القبول به والقبول فقط).
ومن أهم الأسباب التي خلقت الخلافات بين مصر وقطر هو إنكار قطر لهذه العلاقات وأهميتها والتي تعتبرها اقتصادية بحتة لا تأثير لها على القرار السياسي القطري بينما مصر تعتبرها علاقات استراتيجية وتتهتم قطر بأن أيضاً علاقاتها استراتيجية رغم نفي قطر لذلك.
منذ بداية الأحداث الأخيرة والخطيرة على الأمة العربية بدءاً من حرب تموز بين لبنان واسرائيل وحرب غزة وتطور الأحداث في العراق والضغوط على سوريا وأحداث الصومال وأخيراً المصيبة التي حلت وستحل بالسودان وقطر تلعب الدور الرئيسي والبارز على الساحة العربية.
بل استقطبت قطر كل العرب إلى إيوانها وكانت كالأم الرؤوم لهم تصلح هنا وترقع هناك وتشذب هنا وتهذب هناك إضافة إلى الدعم المالي للعديد من الدول العربية لدرجة أصبحت بها قطر أكبر حجماً وتأثيراً على العالم العربي من مصر.
وبهذا الشكل تعمل قطر رويداً رويداً على سحب البساط من تحت أقدام مصر لتصبح هي وبالضبط المحور والنواة الأساسية للعالم العربي .
وسحب البساط هذا لا يؤثر فقط على مصر بل يقتل مصر تماماً ويساهم على إخراجها فعلياً من الصف العربي وإن كان لديها بعض الخجل فستصبح عارية تماماً بلا ذرة خجل وصراحة هذا أمر خطير ويضر بالأمة العربية ولا ينفعها وبدل من أن تعمل القيادة المصرية على إعادة نفسها إلى النواة ولتكون هي المحور جهدت للابتعاد والخروج قائلة باستهزاء(سيبوا جماعة قطر يشتغلوا...إحنا مالنا).
وسبب آخر تذرعت به مصر قبل فترة وجيزة طالبة من قطر استبعاد حماس تماماً عن القمة وتجاوباً مع موقف مصر قررت قطر فعلاً استبعاد حماس كحضور لكن لا بد من تواجدها في الأجندة لأهمية وضرورة طرح موضوع حماس وفي هذه القمة بالذات.
ربما هذه أهم الأسباب التي حالت دون حضور مصر القمة العربية .
أما عن الهدف الأساسي لعدم الحضور وغير المعلن ولا يوجد هدف آخر هو بل لا يوجد أي معنى لعدم حضور مصر إلا أنها تتفادى الإحراج من الحضور والإحراج ممن.... نقولها صراحة من أمريكا وإسرائيل .
حضور مصر القمة يعزز من أهميتها ويؤكد وحدة الصف العربي وأعداء العرب لا يريدون ذلك وعلى مصر أن تؤكد لهؤلاء أن العرب ليسوا صفا واحدا.
إن السياسيين والمثقفين والأدباء والكتاب ورؤساء الأحزاب الوطنية وغالبية الشعب المصري يؤكد أن مصر متواطئة وأعلنوا ذلك صراحة.
أما عن نتائج غياب مصر فنقول:
1-إنه من الخسارة الفادحة تغيب مصر لأن القرارات التي ستصدر عن هذه القمة ستبقى حبراً على ورق في ظل غياب الدور المصري.
2- وحتى لو أن كل القررات السابقة للقمم السابقة بقيت حبرا على ورق لكن حضور مصر يشكل ثقلاً عربياً كبيراً وبغياب مصر سيخف هذا الثقل.
3- غياب مصر لا يلزمها بالموافقة على أي قرار سيما ما يتعلق بمصر تحديداً كمناقشة وضع معبر رفح وقضية غزة والوفاق بين فتح وحماس بظل مشاركة عربية شبه كاملة.
4-غياب مصر يعزز الانشقاق العربي ويزيد من حدة الكره الشخصي بين الزعماء العرب لأننا كما أسلفنا أن العلاقات العربية نابعة من العلاقة الشخصية وليس المصلحة العربية أو الوطنية.
5- من الموضوعات التي ستناقشها القمة العربية والتي لها بعد اقتصادي يجعل من المفروض حضور كل الدول العربية الآتي:
مشروعات الربط الكهربائي العربي ومخطط الربط البري العريي بالسكك الحديدية والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي والاتحاد الجمركي العربي والأمن المائي العربي والبرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية والبرنامج العربي للحد من الفقر إلى جانب البرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية ودور القطاع الخاص في دعم العمل العربي المشترك والأزمة المالية التي هوت بأسواق المال وكلفت 2500 مليار دولار وحجم الخسائر العربية التي زادت عن 3,1 تريليون دولار وفقدت الأصول العربية حتى الآن ما يتجاوز 2,5 تريليون دولار إلى جانب خسائر وصلت إلى 600 بليون دولار وتراجع الانتاج المحلي في المنطقة العربية
إلى 3,9 % لهذه السنة.
بعد كل هذا ألا يحق للمواطن العربي أن تحضر مصر ممثلة برئيسها وليس بوزير شؤون قانونية وإلا ماذا.
سؤال جدير بالطرح.
لن نعود إلى الماضي ونتساءل عن سبب أو الأسباب التي تذرعت بها مصر للتخلف عن حضور قمة دمشق رغم ضرورة حضورها في تلك الفترة التي كانت عصيبة وقاسية على العرب أولاً وعلى سوريا ثانيا بسبب تكالب الدول الغربية والضغط الأمريكي الصهيوني الكبير على سوريا في تلك الفترة.
الآن في قمة الدوحة لن نتحدث عن أهمية حضور مصر كبرى الدول العربية وأكثرها تأثيراً لكن سنتحدث عن الأسباب الخفية والتي لم تعلنها مصر ونظامها حيال عدم حضور هذه القمة.
مصر تلعن أن هذه القمة كغيرها لن تأتي بنتيجة وبالتالي حضورها لن يؤثر من عدمه ومصر تعلم تماما أنها تراوغ في هذا الكلام وتعلم جيداً أنها باتت مكشوفة أمام العالم وأمام الأنظمة العربية التي لا تختلف كثيراً عن مصر إلا بأنها ماتزال تشعر بقليل من الخجل أمام شعوبها.
إذا دققنا بأسباب تغيب مصر توصلنا إلى نتائج خطيرة وأهداف أخطر.
من بين الأسباب ثلاثة تعتبر الأكثر أهمية وتتعلق تحديداً بسورية والسودان وقطر بحد ذاتها.
أولاً سورية:
من أهم المشاكل التي تواجه الشعب العربي هي العلاقات بين الدول ومن يرسم هذه العلاقات هي الأنظمة ومع كل أسف إن الأنظمة الحاكمة في العالم العربي لا تنطلق في علاقاتها مع بعضها البعض كما في أي دولة متقدمة ومتحضرة في العالم إنطلاقاً من مصالح بلدانها وإنما تنطلق من العلاقات الشخصية والأهواء والأمزجة .
الأمزجة نعم هي من يحدد طبيعة العلاقة بين أي دولة عربية وأخرى ومن هنا نقول :
إن الرئيس حسني مبارك شخصياً لا ينطبق مزاجه على مزاج الرئيس السوري بشار الأسد وبالتالي هو لا يحبه كشخص وهذا ترك أثراً كبيراً في العلاقات السورية المصرية ،وبالرغم من انعقاد القمة الرباعية في الرياض في بداية العام الحالي إلا أن هذه القمة لم تصل إلى مرحلة تصفية وتنقية الأجواء السائدة بين مصر وسوريا وأيضاً لم تعمل على إضفاء جو من المودة والمحبة الشخصية بمعنى أن قمة المصالحة التي عقدت في الرياض لم تفعل فعلها الحقيقي بنفس الرئيس حسني مبارك ولم تدفعه إلى النظر إلى الرئيس السوري بمودة ومحبة وذلك نابع من أسباب عدة أهمها على سبيل المثال فقط:
هو أن الرئيس السوري الذي ينادي ويؤكد على ترسيخ ثقافة المقاومة في العالم العربي ولا يكل ولا يمل بالدعوة إلى محاربة إسرائيل ولو كان هذا الأمر مجرد كلاماً فهو لا يروق للرئيس المصري حسني مبارك بل يضعه دائماً في موقف محرج مع أصدقائه .
ثانياً:إن الرئيس السوري يدعم المقاومة بكل أنواعها وأشكالها وهو يستقبل في سورية فتح كما يستقبل حماس ويقدم كل وسائل وسبل الدعم لحماس حين تطلبها ولفتح أيضاً.
لكن موقف مصر معاديا تماماً لحماس وكي ينال الرئيس الأسد رضا مصر يتوجب عليه طرد حماس أو الكف عن دعمها وهذا لا يروق للرئيس المصري مما أدى إلى تأجيج الخلاف مجدداً بين مصر وسوريا بإدعاء خرج به النظام المصري يؤكد فيه أن دعم سوريا لحماس هو سبب الكوراث السياسية والعسكرية في فلسطين وسبب الإنشقاق في الصف الفلسطيني،بينما رأي القيادة السورية عكس ذلك تماماً.
إضافة إلى ذلك إن الرئيس السوري لا يبرئ مصر من دم يوسف ويؤكد دائماً على أن النظام المصري شئنا أم أبينا متواطئ من الناحية العربية والقومية سيما اتجاه فلسطين.
هذا بعض مما يمكن قوله حيال مصر وسوريا والتي تدفع بالرئيس مبارك عدم الرغبة الحقيقية بلقاء الأسد لأن اللقاء به يشكل إحراجاً كبيراً أمام أصدقائه .
بالنسبة للسودان:
صحيح إن الرئيس المصري استقبل عمر البشير قبل يومين في مصر لكن هذا لا يعني أن يلتقيه في قمة الدوحة واللقاء به في هذه القمة يشكل إحراجاً آخر وإحراجاً كبيراً سيما وإن الدعم العربي للسودان من بعض الدول كمصر محرج للغاية أمام أصدقاء مصر .
كما أن استقبال مبارك للبشير لا يعني إطلاقاً أن الأجواء بين البلدين صافية وعلى ما يرام والبشير يعلم ذلك جيداً وأحرج مصر بالزيارة الأخيرة من باب التحدي للمحكمة الدولية ومعترفاً أن زيارته لمصر تشكل إحراجاً لمبارك .
سيما وأنه يريد التأكيد أن الدول العربية برمتها ترفض قرار المحكمة الدولية وتساند السودان كلها على الإطلاق بما فيها مصر والبشير ضمنياً يعلم أن هذا الكلام غير دقيق سيما وأن الجراح التي حفرتها مصر في السودان لم تلتئم بعد وأهمها ما يجري في منطقة حلايب بين مصر والسودان والتي لم تحل بعد وقضية النفط الحادة بين البلدين.
أما السبب الآخر وهو قطر بحد ذاتها
...لماذا قطر وهناك مغازلات جرت مؤخراً بين البلدين ،والجميع يعلم أن تلك المغازلات ليست غزل حبيب لحبيب وإنما غزل حساد بالمعنى الدقيق للكلمة.
إن قطر في السنوات الأخيرة وأنا شخصياً لي وجهة نظر قد لا تعجب البعض حيال تصرفات قطر في رأب الصدع العربي ولم الشمل وتزعم العرب ولسنا في صدد ذكر وجهة نظري الشخصية في هذا الوارد.
مصر تعلم جيداً أنها وقطر شريكتان في أمور كثيرة وأهمها علاقاتهما مع كل من أمريكا وإسرائيل.
ربما قطر تخجل من التصريح بهذه العلاقات ومصر أكثر جرأة ووضوح وصراحة وفخر وتبرر قدر ما تستطيع لهذه العلاقات .
لكن قطر تحاول أن تبعد الموضوع أو طرحه كما تحاول أن تتناساه وهي صراحة تخجل منه لكن (ما في بيدها حيلة سوى القبول به والقبول فقط).
ومن أهم الأسباب التي خلقت الخلافات بين مصر وقطر هو إنكار قطر لهذه العلاقات وأهميتها والتي تعتبرها اقتصادية بحتة لا تأثير لها على القرار السياسي القطري بينما مصر تعتبرها علاقات استراتيجية وتتهتم قطر بأن أيضاً علاقاتها استراتيجية رغم نفي قطر لذلك.
منذ بداية الأحداث الأخيرة والخطيرة على الأمة العربية بدءاً من حرب تموز بين لبنان واسرائيل وحرب غزة وتطور الأحداث في العراق والضغوط على سوريا وأحداث الصومال وأخيراً المصيبة التي حلت وستحل بالسودان وقطر تلعب الدور الرئيسي والبارز على الساحة العربية.
بل استقطبت قطر كل العرب إلى إيوانها وكانت كالأم الرؤوم لهم تصلح هنا وترقع هناك وتشذب هنا وتهذب هناك إضافة إلى الدعم المالي للعديد من الدول العربية لدرجة أصبحت بها قطر أكبر حجماً وتأثيراً على العالم العربي من مصر.
وبهذا الشكل تعمل قطر رويداً رويداً على سحب البساط من تحت أقدام مصر لتصبح هي وبالضبط المحور والنواة الأساسية للعالم العربي .
وسحب البساط هذا لا يؤثر فقط على مصر بل يقتل مصر تماماً ويساهم على إخراجها فعلياً من الصف العربي وإن كان لديها بعض الخجل فستصبح عارية تماماً بلا ذرة خجل وصراحة هذا أمر خطير ويضر بالأمة العربية ولا ينفعها وبدل من أن تعمل القيادة المصرية على إعادة نفسها إلى النواة ولتكون هي المحور جهدت للابتعاد والخروج قائلة باستهزاء(سيبوا جماعة قطر يشتغلوا...إحنا مالنا).
وسبب آخر تذرعت به مصر قبل فترة وجيزة طالبة من قطر استبعاد حماس تماماً عن القمة وتجاوباً مع موقف مصر قررت قطر فعلاً استبعاد حماس كحضور لكن لا بد من تواجدها في الأجندة لأهمية وضرورة طرح موضوع حماس وفي هذه القمة بالذات.
ربما هذه أهم الأسباب التي حالت دون حضور مصر القمة العربية .
أما عن الهدف الأساسي لعدم الحضور وغير المعلن ولا يوجد هدف آخر هو بل لا يوجد أي معنى لعدم حضور مصر إلا أنها تتفادى الإحراج من الحضور والإحراج ممن.... نقولها صراحة من أمريكا وإسرائيل .
حضور مصر القمة يعزز من أهميتها ويؤكد وحدة الصف العربي وأعداء العرب لا يريدون ذلك وعلى مصر أن تؤكد لهؤلاء أن العرب ليسوا صفا واحدا.
إن السياسيين والمثقفين والأدباء والكتاب ورؤساء الأحزاب الوطنية وغالبية الشعب المصري يؤكد أن مصر متواطئة وأعلنوا ذلك صراحة.
أما عن نتائج غياب مصر فنقول:
1-إنه من الخسارة الفادحة تغيب مصر لأن القرارات التي ستصدر عن هذه القمة ستبقى حبراً على ورق في ظل غياب الدور المصري.
2- وحتى لو أن كل القررات السابقة للقمم السابقة بقيت حبرا على ورق لكن حضور مصر يشكل ثقلاً عربياً كبيراً وبغياب مصر سيخف هذا الثقل.
3- غياب مصر لا يلزمها بالموافقة على أي قرار سيما ما يتعلق بمصر تحديداً كمناقشة وضع معبر رفح وقضية غزة والوفاق بين فتح وحماس بظل مشاركة عربية شبه كاملة.
4-غياب مصر يعزز الانشقاق العربي ويزيد من حدة الكره الشخصي بين الزعماء العرب لأننا كما أسلفنا أن العلاقات العربية نابعة من العلاقة الشخصية وليس المصلحة العربية أو الوطنية.
5- من الموضوعات التي ستناقشها القمة العربية والتي لها بعد اقتصادي يجعل من المفروض حضور كل الدول العربية الآتي:
مشروعات الربط الكهربائي العربي ومخطط الربط البري العريي بالسكك الحديدية والبرنامج الطارئ للأمن الغذائي العربي والاتحاد الجمركي العربي والأمن المائي العربي والبرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة في الدول العربية والبرنامج العربي للحد من الفقر إلى جانب البرنامج العربي لتنفيذ الأهداف التنموية للألفية ودور القطاع الخاص في دعم العمل العربي المشترك والأزمة المالية التي هوت بأسواق المال وكلفت 2500 مليار دولار وحجم الخسائر العربية التي زادت عن 3,1 تريليون دولار وفقدت الأصول العربية حتى الآن ما يتجاوز 2,5 تريليون دولار إلى جانب خسائر وصلت إلى 600 بليون دولار وتراجع الانتاج المحلي في المنطقة العربية
إلى 3,9 % لهذه السنة.
بعد كل هذا ألا يحق للمواطن العربي أن تحضر مصر ممثلة برئيسها وليس بوزير شؤون قانونية وإلا ماذا.