المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مجلة اكليل الورود (الموصلية) أول مجلة تصدر في العراق



ابراهيم خليل العلاف
30/03/2009, 10:08 PM
مجلة إكليل الورود (الموصلية ) أول مجلة تصدر في العراق
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل

صدرت في الأول من كانون الأول 1902 مجلة في الموصل باسم " أكليل الورود ". وتعد أكليل الورود أول مجلة تصدر في العراق ، إذ صدرت بعدها بثلاث سنوات مجلة " زهيرة بغداد ". وكان صدور عددها الأول في 25 آذار سنة 1905. وقد اتسمت المجلة بصبغة دينية تبشيرية .. إذ أن الآباء الدومنيكان هم الذين أصدروها ، وقد جاء في ترويستها أنها
" مجلة دينية أدبية علمية شهرية أصحاب الامتياز الآباء الدومنيكان " .

وقد بلغ عدد صفحاتها عند بداية صدورها ( 20 ) صفحة ، ولكنه كان يتغير في بعض الأحيان إذ يزداد ليتراوح بين ( 24 ـ 28 ) صفحة ، علماً بأن الواجهتين الداخليتين للغلاف كانتا تستعملان لكتابة المقالات كذلك .. وفي بعض الأحيان تستعمل الواجهة الأخيرة من الغلاف في تكملة المقال. أما بالنسبة لمقاس المجلة فهو ( 18 × 11.5 سم ) .

صدرت مجلة أكليل الورود بثلاث لغات ، هي العربية وصدر منها (650) عدداً ، والفرنسية وصدر منها ( 400 ) عدد والكلدانية وصدر منها ( 300 ) عدد ، وفـي جميع هذه اللغات كانت الموضوعات متشابهة تقريباً حيث كانت تترجم من لغة إلى أخرى فقط .

اشتغل في تحرير المجلة عـدد من المحررين ، منهم الأب عبد الأحد جرجي السرياني البغدادي ، والأب هياسنت وهو فرنسي الأصل ، والقس باسيل بشوري البغدادي ، والأديب فرج الله كسبو . وتتسم كتابات هؤلاء جميعاً بالطابع الكنسي. لكن هذا لم يكن يعني خلو المجلة من مقالات ذات طابع صحي وسياسي واجتماعي وثقافي .. فالمجلة مثلاُ اهتمت بتزويد القارئ بالمعلومات العامة المفيدة ، فقد كتبت عن " السكر " و " التبغ " و
" القهوة " وما شاكل ذلك ، وهكذا مارست المجلة وظيفتها الصحفية في العناية بمواد التهذيب والتوجيه والارشاد والتثقيف وبوسائل متعددة منها نشر القصص القصيرة ذات الطابع الانساني،أو نشر الأقوال الحكيمة . وخصصت المجلة بعض صفحاتها لعرض ونقد الكتب الجديدة (.

كما عنيت المجلة بتزويد القارئ بأخبار العلم واكتشافاته الحديثة . وكان للمجلة أبواب ثابتة أهمها باب بعنوان " نصائح صحية " أوردت فيه مقالات تعالج بعض المسائل الصحية ، وتدعو إلى وجوب الالتزام بالقواعد الصحية .. ومن ذلك مقالات عن " الهواء " ، " في الرياضة البدنية " ، " الاستحمام بالماء البارد " ، " الأشربة الكحولية " ، " مضار البرد والرطوبة " . كما أفردت باباً بعنوان : " أخبار حالية " تذكر فيه بعض الأخبار السياسية والاقتصادية والعمرانية.وفي بعض فهارس المجلة تشير إلى العناوين التالية : ( الطواف حول الأرض ) ، ( معاشات بعض رؤساء الحكومات ) ، ( مدفع فرنسي جديد ) ، ( أول سلك تلغرافي بحري ) ، ( أكبر ساعة في العالم ) ، ( حريقان هائلان في باريس ) ، ( الوفد العثماني في الفاتيكان ) ، ( أحوال الزلازل في جنوبي ايطاليا ) .

واهتمت المجلة بالموضوعات الاجتماعية ، ومنها تلك التي تؤكد قيمة العمل وأهميته وضرورته ومن ذلك ما نشرته تحت عنوان " لا تستح من صناعتك وإن بانت حقيرة " قالت فيه : " الشرف معلق بأهداب الشغل المحلل ومن احتسب الشغل عاراً أو نظر إليه بعين الاحتقار فقد تعدى وظلم … إنما العار وكل العار على من كان عبد البطالة المهلكة أو من طلب الربح في طرق " محظورة " يترفع عن قصدها ذو الذمة الصادقة والشرف الحقيقي … فأنت شريف في شغلك يا محب الشغل أياً كانت صناعتك … فلا تستح منها بل فليستح من ليس له شغل حلال … ".

وعنيت المجلة بنشر إحصائيات عن إنتاج النفط وأهميته . ففي عددها الصادر في كانون الأول 1907قال بعنوان : " البترول : كم طناً من البترول كان يستخرج كل سنة منذ نصف قرن ؟ " , " في سنة 1857 بلغت الكمية المستخرجة ( 257 ) طناً . وبعد ذلك بعشر سنوات أي في 1867 بلغ البترول المستخرج في العالم ( 435676 ) طناً .. وفي سنة 1877 استخرج مقدار ( 1788119) طناً ، وفي 1906 استخرج ( 28076297 ) طناً،ولولا حوادث روسيا( ثورة 1905) … لبلغ مجموع البترول المستخرج من الأرض ما يربو على 30 ألف طن " .

وتابعت المجلة أخبار الصحافة العالمية وذكرت إحصائيات مفيدة وفريدة عن فرنسا وقالت في مقال بعنوان " الصحف السيارة في فرنسا " : " في منتصف القرن التاسع عشر لم تكن باريس تنشر من الجرائد إلىّ (26) نشرة لها … وفي سنة 1900 صار لباريس ( 2709 ) جريدة و ( 185 ) مجلة … " وقد علقت على هذه الصحف والمجلات بقولها : " لكن الكثير منها لا يفيد التقوى وتحسين الأخلاق ".

وفي عددها الصادر في آي 1905 أشارت إلى أنه يوجد في الولايات المتحدة الأميركية لكـل ( 34400 ) من أهاليها جريدة . وفي ألمانيا يوجد لكل ( 7500 ) من أهاليها جريدة "

إنّ مجلة أكليل الورود ، وإن " كانت غايتها الأولى تهذيب الأخلاق بالطرق الدينية ، فقد نشر أصحابها ، كما يقول رزوق عيسى وهو أحد مؤرخي الصحافة العراقية، طائفة صالحة من المقالات الأدبية والاجتماعية . وأثبتوا على أعمدتها أخباراً متنوعة ". كما عنيت المجلة بنشر أخبار المجتمع الموصلي . وقد استمرت تصدر بانتظام نحو سبعة أعوام حتى بعد اعلان العودة إلى الدستور في 23 تموز 1908 . وكثرة الصحف والمجلات في العراق .. عند ذلك توقفت عن الصدور من تلقاء نفسها لتفسح مجال الخدمة إلى غيرها من الصحف والمجلات . وقد صدر آخر عدد منها في كانون الأول سنة 1909 .

علي محمد عبده
02/04/2009, 01:02 AM
:emo_m6:جزاك الله خير والي الامام
د: علي

ابراهيم خليل العلاف
03/04/2009, 09:25 AM
:vg:شكرا على مشاعرك وبارك الله بك وان شاء الله اكون عند حسن ظن القراء والمتتبعين للشأن التاريخي ..اخوك الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف