محمد التهامي بنيس
30/03/2009, 10:10 PM
فاس وفأس القهر
اكتساح فوق العادة
أضاء نور الهاتف المحمول ثم أعقبته رنات أخينا الأستاذ إدريس , تبين من لهجة محادثته أنه يعاني من مشكلة طارئة في الحي الذي يسكنه ولو أنها مشكلة مضحكة – ومن الهم ما يضحك – عجلنا بالانتقال إلى حيث هو فكان هول ما شاهدناه أكثر مما رواه على عجل , فحي طارق السكني بكل أحيائه هو عبارة عن بنايات جديدة حديثة العهد , لم تهيكله شركة معمار إنما كان مأوى كل من هرب من جحور المدينة القديمة العتيقة ومن غلاء الكراء وضنك العيش وهول السكن غير اللائق , وبعض من ينوون امتلاك قبر الحياة وبناء عش الزوجية , ساهموا في إحداث هذه الأحياء واختاروها مستقرا ومقاما بعد أن كانت يزمن قريب أراضي زراعية . ولم يدر أي واحد منهم أن هناك من يقتسم معه ملكية العقار من سكان باطن الأرض , نزلاء الجحور تحت أرضية , الجرذان والفئران التي لم تكره المزارع والجدران والشقوق والجحور والقمامات , كما كرهتها بعد أن هجمت عليها سيول الأمطار الغزيرة الفجائية , اشتاقوا لنفحة هواء , فغادروا الجحور وهجموا على الشقق المنزلية والدكاكين والمطابخ والمطاعم , وذبت بالمقابل حركة الانتقام وسط السكان لا يتوانون في نشر المصائد والمبيدات السامة بشكل اعتباطي ما دام المجلس البلدي لا يكترث لحالة الهلع والخوف من انتشار الأوبئة , وقد شعرت الفئران أن الحي سيطبق فوق رؤوسهم , وها هي تغادر إلى الشارع , لا تتسلل ملتصقة بالجدار , بل تسير الهوينى متبخترة لا تتوقع أن يسحقها حذاء أو عجلة سيارة , وليست هناك عملية مكافحة خطيرة أو حملة تطهير ضد سلوكهم الجديد
وبينما نحن نواسي الأخ إدريس ونساعده على حمل ما خف من الضروريات فوق سيارة أجرة نقل المتاع , إذا بخبر تناولته الألسنة وهي تحكي عن انطلاق مسيرات احتجاج في بعض الأحياء الشعبية بالمدينة , دون تحديد طبيعتها وهويتها سوى أنها في ثلاث نقط من ثلاث مقاطعات بالإضافة إلى مسيرة انطلقت من فاس الجديد المشور ,بل وبعض ا:لأخبار تقول إنها ثماني نقط , وحيث إن إحدى هذه النقط كانت وجهة الأخ إدريس حيث مقر سكن أصهاره في عين هارون , تردد قليلا يستشير عن أي الأضرار أخف , وحسم الأمر بسرعة وهو يرى وجل أبنائه وخوفهم من العودة إلى البيت وخطر هجوم الفئران عليهم في اكتساح جديد يتربص بهم
محمد التهامي بنيس
اكتساح فوق العادة
أضاء نور الهاتف المحمول ثم أعقبته رنات أخينا الأستاذ إدريس , تبين من لهجة محادثته أنه يعاني من مشكلة طارئة في الحي الذي يسكنه ولو أنها مشكلة مضحكة – ومن الهم ما يضحك – عجلنا بالانتقال إلى حيث هو فكان هول ما شاهدناه أكثر مما رواه على عجل , فحي طارق السكني بكل أحيائه هو عبارة عن بنايات جديدة حديثة العهد , لم تهيكله شركة معمار إنما كان مأوى كل من هرب من جحور المدينة القديمة العتيقة ومن غلاء الكراء وضنك العيش وهول السكن غير اللائق , وبعض من ينوون امتلاك قبر الحياة وبناء عش الزوجية , ساهموا في إحداث هذه الأحياء واختاروها مستقرا ومقاما بعد أن كانت يزمن قريب أراضي زراعية . ولم يدر أي واحد منهم أن هناك من يقتسم معه ملكية العقار من سكان باطن الأرض , نزلاء الجحور تحت أرضية , الجرذان والفئران التي لم تكره المزارع والجدران والشقوق والجحور والقمامات , كما كرهتها بعد أن هجمت عليها سيول الأمطار الغزيرة الفجائية , اشتاقوا لنفحة هواء , فغادروا الجحور وهجموا على الشقق المنزلية والدكاكين والمطابخ والمطاعم , وذبت بالمقابل حركة الانتقام وسط السكان لا يتوانون في نشر المصائد والمبيدات السامة بشكل اعتباطي ما دام المجلس البلدي لا يكترث لحالة الهلع والخوف من انتشار الأوبئة , وقد شعرت الفئران أن الحي سيطبق فوق رؤوسهم , وها هي تغادر إلى الشارع , لا تتسلل ملتصقة بالجدار , بل تسير الهوينى متبخترة لا تتوقع أن يسحقها حذاء أو عجلة سيارة , وليست هناك عملية مكافحة خطيرة أو حملة تطهير ضد سلوكهم الجديد
وبينما نحن نواسي الأخ إدريس ونساعده على حمل ما خف من الضروريات فوق سيارة أجرة نقل المتاع , إذا بخبر تناولته الألسنة وهي تحكي عن انطلاق مسيرات احتجاج في بعض الأحياء الشعبية بالمدينة , دون تحديد طبيعتها وهويتها سوى أنها في ثلاث نقط من ثلاث مقاطعات بالإضافة إلى مسيرة انطلقت من فاس الجديد المشور ,بل وبعض ا:لأخبار تقول إنها ثماني نقط , وحيث إن إحدى هذه النقط كانت وجهة الأخ إدريس حيث مقر سكن أصهاره في عين هارون , تردد قليلا يستشير عن أي الأضرار أخف , وحسم الأمر بسرعة وهو يرى وجل أبنائه وخوفهم من العودة إلى البيت وخطر هجوم الفئران عليهم في اكتساح جديد يتربص بهم
محمد التهامي بنيس