المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب بين قتل الأطفال و قلة الأدب



عمر أبو حسان
31/03/2009, 01:05 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس لدى (بقايا) العرب مايقدمونه للعالم، امتاز العرب منذ الفي عام بكتابتهم للقصيدة ، فمثلت الشكل المعتاد لما نسميه اليوم بالأدب،و من أهم القصائد ( الأدب) ماقيل في الرجولة و الشجاعة و الحب و الهجاءومحاسن الأخلاق(التربيه)،
يقول عنترة العبسي:
فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ
ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ
و يقول:
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ
قليلون من يحفظون هذه الابيات ،من "بقايا" العرب، و من حفظها ، فإنما لأنه من خريجي كليات (الأدب)،
لقد تحدى (جل جلاله و علا) العرب الأولين بلغتهم (أدبهم)،و هذا يعني أنهم شاركوا بطريقة ملموسة في التمهيد لظهور الإسلام العظيم،و هذا فضل من الله يمن به على افضل خلقه و أكثرهم تفكيراً،
وقد جاء في لسان العرب لابن منظور عن معنى كلمة هجاء فقال : هجاه – يهجوه – هجواً أى شتمه بالشعر ، والهجو الوقيعة بالأشعار فكان شاعرهم خطيب القبيلة والمدافع عنها على منابر الهجاء وغيرها من ملاحم وبطولات،
يقول الطرماح بن الحكيم :
* أرى الليل يجلوه النهار و لا أرى ***** خلال المخازي عن تميم تجلت
* أقرت تميم لابن دحمـــــــة حكمه ***** و كانت إذا سيمت هوانا أقرت
* تميم بطرق اللؤم أهدى من القطا *** حتى إذا سلكت سبل المكارم ضلت
* فلو أن برغوثا على ظهر قملة *** يشد على جموع تميم لولت
* و لو أن عصفورا يمد جناحه *** لجاءت تميم تحته و استظلت
هذه المقدمة الصغيرة تدل على شيء لاتريده (بقايا) العرب اليوم،هو الحرية
كان العربي يقول كلمته( مهما كان شكلها) لأنه كان مسؤولاً عنها،فهو لا يخشى السيف لأن
السيف أصدق أنباء من الكتب... في حده الحد بين الجد و اللعب
و هو نفس السيف الذي تخشاه (بقايا) العرب اليوم
ولم يخشى العربي حاكماً مهما عظم جناحه
لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجــاس مناكــيد
نامت نواطير مصر عن ثعالبها وقد بشمن وما تفنى العناقيد
لا يقبض الموت نفسا من نفوسهم إلا وفي يده من نتنها عود
من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه السود
أم أذنه في يد النخاس دامية أم قدره وهو بالفلسين مردود
على عكس (بقايا)العرب التي باتت تخشى أي جندي جائع من جنود أضعف الحكام العبيد في العالم

و لم نسمع بعربيٍ حرٍ ظلم عربياً حراً و لذلك قبل العرب الإسلام و استساغوه و أحبوه وانتشروا به فخورين طلقين نحو الآخرين ليذيقوهم طعم الحرية ،
لقد منح الإسلام العربَ حرية لو تعلمها (بقاياهم) لاستردت مكانتها التاريخية خلال فترة لن تزيد على عقود من الزمن،
"ولاتحسبن اللذين قتلوا في سبيل امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم
حتى في المهزلة السنية الشيعية ، لم يخشى معاوية علياً و لم يخشى الحسين معاويةَ،
هناك غاية من الله (عز و جل) في هذا الموضوع هو أن هؤلاء كانوا يؤمنون أن الشهادة في سبيل الله حياة،
و لو لم يؤمنوا بذلك لما قامت بينهم المعارك الطاحنه
(بقايا) العرب اليوم لاتؤمن بالشهادة ، ولذلك فهي لاتريد حتى الدفاع عن(إسترداد) بيت الله في القدس،
و الكاذبون المنافقون منهم يعلنون الجهاد في (سبيل الله) حسب اسعار النفط و في اي بورصة على شرط أن يكون الجهاد بعيدا عن بيت الله
كل ماقدمته (بقايا) العرب هو نجيب محفوظ الذي تسلم جائزة نوبل للسلام لأنه قدم م.باركته للسلام المشترك بين الصهيونية و (بقايا) العرب
و هذه هي (بقايا) العرب، بين قتل الأطفال و قلة الأدب