قصيدة "الفاروق" للشاعر فوزي الديك

[داوود الديك]

"هو الفاروق رمز العدل فاذكر"
شعر: فوزي الديك


هو الفاروق رمز العدل فاذكر= تأسّ به فتنجو يوم محشر
وبالتقوى تعدّك للعوادي= طبيب جراح عصر لا تنكّر
ترى الأحداث تترا لا تكفّ =وكم من ناكىء ويراه عنتر
ويوم الفتح جاء القدسَ شهما= "مرقّعة" عليه لنعم منظر
مؤات يا له يوفي بعهد =مثال تواضع بالخير يذكر
وأحوج ما نكون أخي ترانا= إلى صُدُقٍ لعهدٍ لا تنكّر
ولا يرضى التنكّب غيرُ قضمٍ= مريب بينما الأنّات تنشر
ولا نلقى أخا غِيَرٍ مُجيبا= يزيل الحيف فالويلات تزخر
أعدّك للمهمّات الجسام= نؤهّلنا لكنتم...لا تأخّر
كفى ما كان من تفريط ناس =تعيش لواجب أسمى تنكّر
بالاستخذاء ترضى درك هون= صباحَ مساءَ تهضم لا تأثر
تراها في الوساع تتيه تيها= ووقت الجدّ تخفى لا تأطّر
أريدك ناهضا بالعبء ندبا =تداعى مسعفا كفؤا تؤثّر
............................ =...........................
إلى التغيير نصبو أهل مبدا =بشرط الله نوفي لا نقصّر
يغيّر إن نغيّر ثب رشيدا= يعزّ على الجناة بلا تقهقر
وثني العطف يبقي الحال واهٍ= أساسا للتردّي ثب تدبّر
هو التغيير يقضينا التزاما =على سنن الثّقات الكسر يُجبَر
أمانٍ تقتضينا قدع نفس= كما عاش الأُلى أهلا لتنصر
وكم لوّامةٍ مرقى صعود= عليها القوم بالكبراء تظهر
بها فقْنا وحققنا الأماني =فلا نتحاش ما العلاّم يأمر
ترى في الناس إخوانا تهمّ =فلا تكبر تعالى الله أكبر
تأسّ ذوي النهى نعلي صروحا= على جدد فسر حاشاك تعثر
ومن طلب المعالي دون بذل= يراوح في مكان وهو أبتر
وكم من واعد عمريّ نهج =يجود الأرض مثل الغيث تثمر
فلا تقبلْك ظلاّما أثيما =تؤود الناس للآهات مصدر
........................ =............................
وعند الله تجتمع الخصوم= فيفضل جلّ حاشا الحق يهدر
وما من حاكم إلاّ سيلقى= جزاه بيوم عرضٍ ثبْ لتحذر
وكم لزم فيفضي لانعتاق= وكم قضمٍ يورّثنا التقهقر
ألا فاربأ بنفسك عن مخازٍ =يكرّس وضعنا سبب التّمعُّر
مللنا ملْتغنّي بالتليد =إلى التجديد نصبو ثب تحضّر
ومن نبذ الحفاظ فلا يبالي= للاستخذاء يتركه فكبّر
نعزّي فيه آدمَ من بعيد= وكم بَرٍّ حفيداً ليس ينكر
أكفّاءً تريد بهم منانا= تؤاتينا نجوم الليل تزهر
وأسوتنا حبيب الله طه= ومن قد خُلّدوا فاقتدْ لتظفر
فلا حكرا عليك تعش أناني= تعشّقك العلا بالخير تذكر
وكم من خالد للناس طرّاً= يعيش مؤيدا وبلا تعنصر
........................... =..........................
أبو حفصٍ مثال العدل عاش= مثال الزهد فلنقتدْ تحرّر
ويبقى الخير فينا قال "طه"= تأسّ الخالدين كذا نعمّر
وكم من هارف دون التزام =أعندك يا أخي تبّ المثرثر
وبالمرصاد يبقى الله سبحا =فيحصي كي يحاسبنا تدبّر
تعالى الله أكبر كلّ شيء =إليه الأمر يرجع عد تقدّر
فلا يغترّ بالشؤمى مريبٌ =وكم من طغمة باءت تدمّر
فلا أحدا ترى منهم أبيدوا =ولست بسامع رِكزاً لتذكر
ألا فاحرص تؤدّي الدور باهٍ= تخلّد ماجدا بالخير تذكر
تَبِنْ بالحكّ بالحسنى جديرا =وتعسَ سبهْللٍ يطغيه منكر
ألا فاربأ بنفسك عن دنايا =مثال الغانمين الحرّ يَصدُرْ
وكم من واعدٍ حرٍّ مؤات =وكم من فاجرٍ يطغى يزمْجر
أعدّك لاحتمالاتٍ بصيرا =وما يُرضي المهيمنَ صاح أَقْرِرْ
ولست أقرّنا في وضع نحسٍ= أرى شيَعاً وأحزاباً تمرمر
تعادي لا تُداني في انقماعٍ =وباقي الناس يجمعها تعسكر
لزمنا الدّرْكَ حتى ملّ منا =ذوي وَهَنٍ وآجالٌ تقدّر
فبادر ما استطعت بفعل خيرٍ= وبالمرصاد جلّ الله يبصر