د. محمد اسحق الريفي
31/03/2009, 12:15 PM
إعلان الدوحة جمود وخيبة
أ.د. محمد اسحق الريفي
كما كان متوقعاً، أكد إعلان الدوحة الصادر في ختام القمة العربية في الدوحة على استمرار النهج الرسمي العربي المريب في التعاطي مع القضايا المصيرية للأمة العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية، فلا يوجد تغيير في الموقف الرسمي العربي، ولا يوجد أفق لإصلاح الوضع العربي الراهن المخيب للآمال.
فقد حاول ما يسمى "محور الاعتدال العربي" عبر قمة الدوحة تجميل صورته التي تعرضت لتعرية كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي أعقبت وصول حركة حماس بجدارة وقوة إلى الحكم والسلطة، وذلك بسبب المواقف المخزية لمحور الاعتدال العربي من القضية الفلسطينية، مما أدى إلى تهديد استقرار المنطقة وأحرج بشدة عدداً من الدول العربية المتساوقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين والاحتلال الصهيوني في التآمر على المقاومة الفلسطينية، ولا سيما بعد فشل الحرب على غزة في إقصاء حركة حماس عن السلطة والنيل من إرادة شعبنا الفلسطيني والقضاء على مقاومته الباسلة، إضافة إلى استمرار الحصار وفشله في إسقاط الحكومة الشرعية التي تتولاها حركة حماس، الأمر الذي أدى إلى كشفت عمق تواطؤ محور الاعتدال العربي ضد حركة حماس ودعمها لنهج التسوية الاستسلامية.
ولذلك لم تتمخض قمة الدوحة إلا عن خيبة أمل كبيرة أصابت نسبة كبيرة من المواطنين العرب الذين عقدوا آمالاً عريضة على القمة وتوقعوا أن تفتح أفقاً للتغيير وتكسر الجمود الممل في الوضع العربي الراهن، باستثناء كلمات مدغدغة للعواطف وعبارات التنديد المعهودة على القمم العربية والتي تهدف إلى الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون، إذ لا يوجد في جعبة الرسميين العرب ما تطمح وتتطلع إليه الشعوب العربية. فلا يمكن تحقيق التضامن العربي الذي دعت إليه القمة العربية في الدوحة في ظل الأنظمة الرسمية الحالية، لأن معظمها أنظمة غير شرعية وفاقدة لأهليتها وصلاحيتها، فهي أنظمة متخصصة في القمع والاستبداد والتواطؤ مع أعداء أمتنا ضد الشعوب العربية.
وتأكيداً على استمرار النهج الرسمي العربي في تمزيق الأمة العربية والعبث بمصالحها العليا ومقدراتها ومستقبلها، اكتفى نص إعلان الدوحة بالإشارة السريعة والعابرة إلى الإصلاح والتغيير المنشود، ولكنه خلا من الإشارة إلى أية قرارات إستراتيجية ونوايا حقيقية للقيام بالإصلاح والتغيير الذي يطمح إليه المواطن العربي، لأن الأنظمة الرسمية العربية قائمة على الفساد والإفساد والتضليل، ولأن الإصلاح يقتلها والتغيير يطيح بها، إضافة إلى أنه لا توجد عملية إصلاح حقيقية في عالمنا العربي.
ولذلك تحرص تلك الأنظمة على استمرار حالة الجمود وتخييب آمال الشعوب، ويتضح هذا بشكل لا لبس فيه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فلم يخرج القادة والزعماء العرب المجتمعون في القمة عن مواقفهم المعروفة تجاه القضية الفلسطينية، وهي مواقف تكاد تنحصر فيما يسمى "المبادرة العربية للسلام" والتسوية السياسية الاستسلامية في وقت يزداد فيه العدوان الصهيوني وعمليات الاستيطان والتهويد والقمع والحصار، وذلك لأن قادة دول محور الاعتدال يدركون أن من أهم واجباتهم تجاه حلفائهم الأمريكيين والغربيين حماية أمن كيان الاحتلال والتآمر على المقاومة الفلسطينية وحماية سلطة أوسلو من الإصلاح والتغيير، ولأنهم يخشون من انتصار شعبنا الفلسطيني على العدو الصهيوني، وذلك لئلا يبعث هذا الانتصار الأمل بتحقيق الإصلاح والتغيير في نفوس المواطن العربي المقهور.
كما يحاول محور الاعتدال جر سوريا للانضمام إليه، ظناً منه بأن ذلك سيعزز التسوية السياسية الفاشلة، ويدعم فريق النهج الاستسلامي، ويضعف تيار المقاومة والممانعة في منطقتنا، ولا سيما أن سوريا تحتضن فصائل المقاومة الفلسطينية، وتوفر لها ملاذاً آمناً يعصمها من الوقوع تحت طائلة ضغط محور الاعتدال العربي.
لقد أكد إعلان الدوحة على أن الإصلاح والتغيير في عالمنا العربي لا يمكن أن يتحقق مع استمرار بقاء النظام الرسمي العربي الحالي في سدة الحكم، وستظل الشعوب العربية تعاني من خيبة الآمال طالما استمرت في مراهنتها على تغيير النظام الرسمي العربي لنهجه ومواقفه تجاه القضايا المصيرية للأمة العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية.
31/3/2009
أ.د. محمد اسحق الريفي
كما كان متوقعاً، أكد إعلان الدوحة الصادر في ختام القمة العربية في الدوحة على استمرار النهج الرسمي العربي المريب في التعاطي مع القضايا المصيرية للأمة العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية، فلا يوجد تغيير في الموقف الرسمي العربي، ولا يوجد أفق لإصلاح الوضع العربي الراهن المخيب للآمال.
فقد حاول ما يسمى "محور الاعتدال العربي" عبر قمة الدوحة تجميل صورته التي تعرضت لتعرية كبيرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة التي أعقبت وصول حركة حماس بجدارة وقوة إلى الحكم والسلطة، وذلك بسبب المواقف المخزية لمحور الاعتدال العربي من القضية الفلسطينية، مما أدى إلى تهديد استقرار المنطقة وأحرج بشدة عدداً من الدول العربية المتساوقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين والاحتلال الصهيوني في التآمر على المقاومة الفلسطينية، ولا سيما بعد فشل الحرب على غزة في إقصاء حركة حماس عن السلطة والنيل من إرادة شعبنا الفلسطيني والقضاء على مقاومته الباسلة، إضافة إلى استمرار الحصار وفشله في إسقاط الحكومة الشرعية التي تتولاها حركة حماس، الأمر الذي أدى إلى كشفت عمق تواطؤ محور الاعتدال العربي ضد حركة حماس ودعمها لنهج التسوية الاستسلامية.
ولذلك لم تتمخض قمة الدوحة إلا عن خيبة أمل كبيرة أصابت نسبة كبيرة من المواطنين العرب الذين عقدوا آمالاً عريضة على القمة وتوقعوا أن تفتح أفقاً للتغيير وتكسر الجمود الممل في الوضع العربي الراهن، باستثناء كلمات مدغدغة للعواطف وعبارات التنديد المعهودة على القمم العربية والتي تهدف إلى الضحك على الذقون وذر الرماد في العيون، إذ لا يوجد في جعبة الرسميين العرب ما تطمح وتتطلع إليه الشعوب العربية. فلا يمكن تحقيق التضامن العربي الذي دعت إليه القمة العربية في الدوحة في ظل الأنظمة الرسمية الحالية، لأن معظمها أنظمة غير شرعية وفاقدة لأهليتها وصلاحيتها، فهي أنظمة متخصصة في القمع والاستبداد والتواطؤ مع أعداء أمتنا ضد الشعوب العربية.
وتأكيداً على استمرار النهج الرسمي العربي في تمزيق الأمة العربية والعبث بمصالحها العليا ومقدراتها ومستقبلها، اكتفى نص إعلان الدوحة بالإشارة السريعة والعابرة إلى الإصلاح والتغيير المنشود، ولكنه خلا من الإشارة إلى أية قرارات إستراتيجية ونوايا حقيقية للقيام بالإصلاح والتغيير الذي يطمح إليه المواطن العربي، لأن الأنظمة الرسمية العربية قائمة على الفساد والإفساد والتضليل، ولأن الإصلاح يقتلها والتغيير يطيح بها، إضافة إلى أنه لا توجد عملية إصلاح حقيقية في عالمنا العربي.
ولذلك تحرص تلك الأنظمة على استمرار حالة الجمود وتخييب آمال الشعوب، ويتضح هذا بشكل لا لبس فيه فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فلم يخرج القادة والزعماء العرب المجتمعون في القمة عن مواقفهم المعروفة تجاه القضية الفلسطينية، وهي مواقف تكاد تنحصر فيما يسمى "المبادرة العربية للسلام" والتسوية السياسية الاستسلامية في وقت يزداد فيه العدوان الصهيوني وعمليات الاستيطان والتهويد والقمع والحصار، وذلك لأن قادة دول محور الاعتدال يدركون أن من أهم واجباتهم تجاه حلفائهم الأمريكيين والغربيين حماية أمن كيان الاحتلال والتآمر على المقاومة الفلسطينية وحماية سلطة أوسلو من الإصلاح والتغيير، ولأنهم يخشون من انتصار شعبنا الفلسطيني على العدو الصهيوني، وذلك لئلا يبعث هذا الانتصار الأمل بتحقيق الإصلاح والتغيير في نفوس المواطن العربي المقهور.
كما يحاول محور الاعتدال جر سوريا للانضمام إليه، ظناً منه بأن ذلك سيعزز التسوية السياسية الفاشلة، ويدعم فريق النهج الاستسلامي، ويضعف تيار المقاومة والممانعة في منطقتنا، ولا سيما أن سوريا تحتضن فصائل المقاومة الفلسطينية، وتوفر لها ملاذاً آمناً يعصمها من الوقوع تحت طائلة ضغط محور الاعتدال العربي.
لقد أكد إعلان الدوحة على أن الإصلاح والتغيير في عالمنا العربي لا يمكن أن يتحقق مع استمرار بقاء النظام الرسمي العربي الحالي في سدة الحكم، وستظل الشعوب العربية تعاني من خيبة الآمال طالما استمرت في مراهنتها على تغيير النظام الرسمي العربي لنهجه ومواقفه تجاه القضايا المصيرية للأمة العربية وخصوصاً القضية الفلسطينية.
31/3/2009