المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المارد، و"سرب" الذباب



عامر العظم
31/03/2009, 08:05 PM
المارد، و"سرب" الذباب

بقلم عامر العظم

كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان مارد عملاق بلغت شهرته الآفاق. كان مشهورا عنه فتكه بالذباب والصراصير والحشرات حفاظا على نظافة مدينته الجميلة، وكانت هناك ذبابة تلسع قدمه بإصرار وهو لا يشعر بها حيث كان مستغرقا في نومه العميق، جن جنون الذبابة وذهبت مسرعة إلى المزبلة لتقابل زعيم الذباب في مقره، وشرحت له معاناتها ومعاناة معشر الذباب مع المارد العملاق. تعاطف زعيم الذباب مع الذبابة ودعا إلى اجتماع حاشد لقبيلة الذباب، واجتمعت عشائر الذباب في المزبلة على عجل، وطلب الزعيم من كل عشيرة أن ترسل سربا من الذباب لدعم الذبابة في مهاجمة المارد العملاق الذي يفتك بأبناء جنسهم، وبالفعل، خرجت أسراب الذباب من مزابلها وجحورها وتوجهت إلى حيث ينام المارد العملاق وبدأت تلسع به من كل حدب وصوب وبكل ما أوتيت من قوة والمارد لا يراها ولا يشعر بها، وظلت أسراب الذباب على هذا النحو طوال الليل بينما المارد غارق في أحلامه الجميلة.

وأشرقت شمس الصباح واستيقظ المارد العملاق بكامل صحته وحيويته، وذهب كالمعتاد إلى بستانه الجميل، بينما أكوام الذباب المنهكة مترامية على الأرض تسحقها أقدام المارة.

عماد الدين علي
01/04/2009, 02:09 AM
أخي في الله عامر العظم .. حياك الله ، وبعد
فقصتك جميلة وخفيفة .. وذات مغزى لا يخفى إلا على الذباب ..
لك أجمل تحية ..

ولهاصي عزيز
01/04/2009, 02:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حضرة الرئيس عامر العظم

1-ما أصابك لم يكن ليخطئك
2-علمت أنّ رزقي لا يأخذه غيري فإطمأنّ قلبي
3-و إن إجتمعوا على أن يضرّوك،لم يضرّوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك
4-فقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا* 23الفرقان
5-أمّا الجبل الشامخ " لهم دار السلام عند ربهم وهو وليُّهم بما كانوا يعملون " 127 الأنعام

الذباب لا عقل له.
في هذا الزمان أصبحنا نرى الذباب يحوم و يلسع حتّى من إغتسل و وضع العطور و البخور.أظنّه مرض العصر< جنون الذباب >

عبد الرشيـد حاجب
01/04/2009, 03:16 AM
قصة جميلة حقا لكني لم أجد لنومه مبررا لذلك ذهبت في خيالاتي هنا :


لم يشعر بالذبابة لا لأنه كان نائما ، بل لأنه كان منشغلا ، وطاقته العظيمة في انشغاله وتركيزه الشديد ، وحيويته تجعله لا يشعر بلسع الذباب. وهكذا فقد فكرت أسراب الذباب أن تهاجمه في نومه حيث يفتر نشاطه ويقل تركيزه علها تؤرقه وتنغص عليه راحته مما قد يدفعه لاحراق بيته غضبا ونرفزة ، لكن لشد ما كانت دهشة هذه الأسراب كبيرة حين اكتشفت أنه لم يشعر بها ، فقد كان المارد في نومه - كما في يقظته تماما - كان في عالم يحول ما يشعر به من لسعات إلى طاقة خلاقة تحفز تفكيره ، ليستيقظ في الصباح مهللا : لقد وجدتها ، لقد وجدتها ...ومباشرة ، شرع في تنظيم حملة نظافة جذرية في مدينته تحت شعار : " لا تقتلوا الذباب ، ادفعوه للانتحار بنظافتكم ".

عقاب اسماعيل بحمد المغربي
01/04/2009, 05:26 AM
قصة معبرة وجميلة
والجواب هنا من مقطع
للشاعر نزار قباني .
"… صدامي مع الدارويش مستمر.. دراويش الأمس انقرضوا.. أما

دراويش اليوم فهم يلبسون الملابس التقدمية، ويرفعون كذباً لافتات اليسار، ويستعملون تعابير الحداثة والتجاوز والواقعية الاشتراكية… هؤلاء الدراويش سينقرضون أيضاً… لأنهم حركة ضد العقل وضد المدارك وضد طبيعة الأشياء وضد أنفسهم، إنهم منعزلون تماماً عن العالم الخارجي، وسابحون في منطقة انعدام التوازن ويتكلمون كأهل الكهف، لغة لا يفهمها أحد، ولأنهم محاصرون وفي حالة استلاب كامل لأن عملتهم الشعرية غير صالحة للتداول، فإنهم يطلقون النار على الشمس لأن الشمس هي فضيحتهم"
****
الشاعر اللبناني
ابو شوقي

يسريه احمد
01/04/2009, 06:50 AM
الاخ العزيز عامر العظم
احييك علي القدرة الهائله لجزب التفكير و ان كنت اقترح استبدال الذباب بالدبابير للدلاله علي شده لسعه و ايضا للدلاله علي قدرة العملاق علي التجاهل و التركيز في الانجاز فقط و هذا ما ينطبق اعتقد مع المثل العربي القافله تسير
لك تحياتي

كاظم عبد الحسين عباس
01/04/2009, 07:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ....
للحظات اضحكني المارد هذا لانه تنبل كثير النوم اي من تنابلة هارون الرشيد بالتعريف
ثم تعاطفت مع فكرة اخي عبد الرشيد حاجب في تغيير حدث النوم الى حدث الانشغال
ثم ها انذا اقول ...للنجاح ثمن في حارتنا ايها الاخ الكريم ...حسد ...غيرة ...
والحسد والغيرة تقود الى مؤامرات
كفانا الله واياكم شرها ...وفي كل الاحوال ..مادامت القافلة تسير ...فلن يكون لاسراب الذباب سوى الخيبة
دمت سالما

عامر العظم
01/04/2009, 09:13 AM
أشكركم جميعا..أعجبتني إضافة الأخ عبد الرشيد النوعية...فكرت في البداية بأن يكون المارد مشغولا كعادته، لكنني قررت أن أجعله نائما يحلم أحلاما جميلة حتى أؤكد أنه لا يراها لمزيد من السخرية.

تخيلت هذه القصة وأنا عائد من العمل إلى البيت عصر أمس وكتبتها بعد الغداء. لاحظتم أنني نشرتها على منتدى الأدب الساخر وليس على منتدى "محاولات أدبية" وأنا قصدت ذلك.

طارق موقدي
01/04/2009, 09:50 AM
الاخ الأديب عامر العظم
كان قد مر العنوان مهرولا امامي على الشريط
المارد، و"سرب" الذباب بقلم عامر العظم

اصدقك القول، أني ادركت قبل الضغط بكل حنان على الرابط، مضمون القصة، لكنني قرأتها لأجد فيك قاصا ساخر مستفزا كعادتك،
القفلة جاءت غير مفاجئة، كون المارد " ماردا والذباب ذبابا" أي " يا جبل ما يهزك ريح"
بينما يطغى المشهد الرومانسي الأخير على الدراما المنسوجة بشكل جيد، بعد أن عشنا لسعات الذباب وهجومه من خلال جسر ذبابي جوي، تشرق شمس الصباح لتعاود الحياة دورتها الطبيعية، ولا يجد الذباب له موقعا غير أقدام المارة تدوسه كذلك دون أدنى اهتمام بيمنا يعود البطل يمارس عمله في البستان

وتزاحم أمام ناظري مشهد الذباب في الثقافة العربية، بداية من "الذبان الأزرق" اللئيم جدا ومروابـ
إذا وقع الذباب على طعام ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه

ونهاية بان الذبابة غير نجسة في الموروث الشعبي لكنها تغلث على المعدة

أبعد عنك وعنا الذباب، وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا، مصيدة إلكترونية للذباب تتعامل معه بطريقة الذبذبات
وبالمناسبة: هل للذبذبة علاقة باللولوة والفمفمة وبقية المصطلحات الخاصة بمعجم عامر العظم في التشخيص النفسي
والفكري؟؟

حسن عبدالحميد الدراوي
01/04/2009, 10:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي عـامر ماكنت أعــرف أن للأدب العربي مكانة في نفسك فقد تعودت عليك في البيانات العسكرية بيان رقم واحد وبيان رقم أثنين وتعودت أن أقرأ منك تعليقات عن التنابلة وماشابه ذلك أما وأن الأدب الساخر كان له نصيب فأصدقك القول :
سلمت وسلم فوك وطبعاً دائماً وأبداً البطل في القصة له دور عظيم ولكنك إختزلت دوره وجعلته خارج السرب فالمارد لابد وأن يكون مارداً .
هذه وجهة نظر وهناك من النقاد مَنْ يوافقك ويبني موافقته على أن للكاتب وجهة نظر وخلاصة القول إبداعك شيق وجميل ليتني أقرأ المزيد من هذا الأدب المحبب لنفسي .
تحية لك أيها المبدع وتحية لأدبنا العربي الشائق
محبك
حسن عبدالحميد الدراوي

حكيمة جمانة جريبيع
01/04/2009, 01:16 PM
تحية استاذ عامر العظم
قصة انطوت على رؤية فكرية سياسية بأسلوب ساخر لتصور بشاعة واقعنا العربي ومايدبره المستضعفون من المفكرين للخروج من عتق الزجاجة يذهب دوما سدى ن لأن العملاق محصن جيدا ..وأنا أقرأ قصتك الهادفة حضرني بيت شعري قديم :

فدع الوعيد فما وعيدك ضائري أ طنين أجنحة الذباب يضير ؟ّ!

Dr. Schaker S. Schubaer
01/04/2009, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسوله الأمين

لوحة رقم (01): تحتاج إعادة تركيب Reassemble
يعجبني ذكاء أخي الكريم الدينامو الجزائري الأستاذ عبدالرشيد حاجب، ليس من المعقول أن مارداً، والقصة تضعه بشكل أيجابي أن يكون على رأي أخي الكريم عالم الفيزياء الأستاذ الدكتور كاظم عبدالحسين عباس من غير المعقول أن يكون تنبلاً؛ وما في وراءه إلا النوم! لكن أختلف مع أختي الكريم الأستاذة يسرية أحمد في أنه من غير المعقول أن لا صحو على لدغه دبور! يظهر أختي الكريمة الأستاذة يسرية ليس لديها فكرة عن الدبابير ومحاربتهم! لدغة الدبور مؤلمة جداً، وبضع لدغات قد تكون قاتلة لطفل أو لرجل كبير! فحتى لو كان المارد تنبلاً مركباً، فلا بد أن يفيق ويصرخ من الألم من لدغة الدبور! لكن ربما تذهب القصة إلى أنواع الذباب القارص منل ما يسمى بذبابة الإسطبل Stomoxys أو ذبابة الخيل Tabanus أو الذباب الأزرق، فهي تلدغ .. بحيث تشعر بها، لكن ليس بها سمية، إلا لعابها الذي يحافظ على تسييل الدم لضمان تدفقه!

وبالله التوفيق،،،

شوقي بن حاج
01/04/2009, 11:29 PM
أخي/عامر

الأكيد أنها ذبابة وليست "بعوضة"

وإلا لكان إجتماعها على "قمة بعوضية"

مهلكا جيدا للنمرود "المارد"

صباح العمر
03/04/2009, 06:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة لطيفة وذكية ... تصورت أنه قال في نومه ( لا وقت لي لهذه التفاهات فعندي الكثير من الأمور المهمة).

ينابيع السبيعي
05/04/2009, 01:14 AM
لكل تبريره والمعنى في قلب الكاتب
من وجهة نظري أن بعض الكسالى يتحقق لهم ما لم يتحقق لغيرهم
فبرغم نوم الكسلان إلا أنه قوي البنية ومع ذلك لم يأخذ رزق غيره بقوته
ولكن رزقه من ربه مقسم الأرزاق سبحانه ,وولنتذكر أنه لو اجتمعت الأمة على أن
يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ولا ننسى أيضاً
يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، ويذل من يشاء ويعز من يشاء ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير
محاولة ليست بالغريبة تدل على ذكاء كاتبها برغم مابها من سخرية
تقديري
أختك
ينابيع السبيعي

نجوى النابلسي
23/05/2009, 03:22 PM
الاستاذ عامر
قصة ساخرة جميلة ببساطة تركيبها وعمق مدلولها
مصادفة حلوة أن تنشر أنت وأنا في نفس اليوم قصتان تحملان عنوان الذباب.

تحية