المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أكاذيب المستشرقين فى التجنى على القرءان العظيم .



صلاح م ع ابوشنب
03/04/2009, 04:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



أكاذيب المستشرقين فى التجنى على
القرءآن العظيــم
دراسة تحليليه ونقديه
وترجمه وتعليق
صلاح ابوشنب


هذه دراســـــــه تحليليــــه تحــــت عنــــــوان (( اكـــاذيـــب المستشرقين فى التجنى علــــــــى القــــرءآن العظيـــــم وعلـى سيد المرسلين )) ، وهى دراســــة تحليلية عن الترجمة الاسبانيه للقرءآن التى تمت بواسطة أحد الحاقدين على الاسلام وعلى نبى الاسلام مـــن المستشرقين ويدعى" خوان برجوا" والترجمه تم طباعتها تحت اســم " قرءآن محمد" ، وهى مع شديد الاسف ليست الطبعه الاولى أو الثانيه أوحتى الثالثه وانما هى الطبعة العاشرة وقـــد طبعت عام 1975 م ، وعندمــا تم لــــى الحصـــول عليها عام 1986م ، توجهت الى العديد مــن الجهـات الاسلاميه الرسميه طالبـــا سحـــــب الطبعات من الاسواق فى أوروبــا ، وتقديـــم احتجاج رسمى بهذا الشأن ، ولكن لم يتحرك أحد بكل أسف ولم يكن هناك من خيار سوى ترجمتها والتعليق عليهـا فى محاولــــة جادة لطباعتها ثم نشرها 0
الظـــروف التـــى أدت الــــى الحصول على النسخه المذكورة:
فـــى أوائل عــــام 1986 م كان لى صديق اسبانى فى العمل على وشك العودة الى بلاده لقضـــاء اجازتـــه السنويه ، وسألنى ان كنت ارغب فى شيء يأتينــــى به من هناك ، فقلت له ان استطعـــت أن تشترى لـــى نسخــه من القرءآن الكريـــــــم باللغة الاسبانيه فسأكــون شاكرا لك ، فلما عاد قدم لى النسخه المطلوبه ورفـــض أن يأخذ ثمنها وقال انها هديه منــه لى ، وقد سررت بذلك أيما سرور، ولكنــــى بمجــرد تصفــح النسخــــه المذكورة فوجئت بسمـــوم لا حصر لهــا مدسوسه فـــى مقدمه الطبعـة سموم لا يمكن لمسلم أن يقبلها ، لانها لا تمت للنقد الموضوعى بصلة وانمــــا هــى عبارة عن مجموعة ضخمــــــة من السبــاب والشتائم والاهانات والاستهزاء بهــذا الكتاب المقدس العظيم ونبيــه الكريـــم فعمدت الـــى ترجمتهــا معتمدا علـــى اللـــه وحده الذى لا معين سواه 0

بســم اللــه الرحمن الرحيم والصلاة والسـلام علـــى سيـــد الاوليـــن والاخــــــرين محمــد الاميـــن وعلـــى آلــه وأصحابـــه الطيبيــــن الطاهرين الى يوم الدين 0
أما بعد ، فقد زعم هـــذا المستشرق فــــى مقدمة الكتاب أنه قام بترجمـة القرءان الكريم من اللغة العربيه الــى اللغـــة الاسبانيه بأمانة وحياديه ليوهم القـــارىء بصدقه وهــــو أول الكــــاذبين وكبيــــر الحاقـدين وما قــــام بــه ليس سوى تنفير القراء مـــن القبول على دين الاسلام ومن خلال ذلك رسم صــورة سيئـــة جـدا لشخصية الرسول صلى الله عليــه وسلم مما يدفع الى تأجج نـــار الكراهيــه ضد هـذا الديـــن السمح وهذا النبى الرحيم الذى ارسله الله الـــى العالمين ليأخـــذ بأيديهـــم برفق الى الطريــــق القويـــم ، ولقــد قسم الترجمه الى خمسة أقسام رئيسيه هى :
- لمقدمه
-النص القرءآنى باللغه الاسبانى
-ملاحظات أو تعليقات
- فهرس تحليلى
- جدول بأسماء السور وأرقام الصفحات
أمــا الجزء الذى سماه"مقدمه لا بد منها" فهو السم القاتل بعينه وضع فيـــه كـــل مـــا استطـــاع الاتيـــان بـــه مـــن حقـــد وكراهيـــه وكـذب وتطـــاول وسب واستهزاء سواء كـــان ذلـك فـــى حـق القرءان نفسه أو فى حق الرســول محمد صلى الله عليه وسلم أو فى حــق اللـــه جل جلاله وتعالى قدره علوا كبيرا ، وعلى الرغم من ان النص القرءآنى الــــذى ترجمه عليه الكثير من الملاحظات سواء فى المعانى
أو ارقام الايــات أوأسمـــاء السور فـــان هذا كله يهون أمام ما جاء فـــى الجــزء المسمـى بالمقدمه والجزء المسمى بالملاحظات0
فأول الافتراءات الملحوظه من الوهلة الاولى هى تسمية القرءان الكريم بقرءآن محمد نافيا بذلك أنه موحى مـــن الله تبارك وتعالى 0 وثانــى الملاحظــات ادعائـــه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نقل القرءآن مما لـدى اليهود والنصارى ثم بعـــد ذلك أتى بالشتائــم والسباب والتطـــاول والاستهزاء الذى سوف يأتى بعد ذلك مفصلا فـى الابــواب التاليـــه ، وقد عقدت العـزم على المضى فـــــى ترجمه ما كتبــه ابتغــــاء مرضاة الله تبــارك وتعالى ولكشف زيف ونفاق هذا المستشرق الكـــاذب
والمتجنى على القـرءان العظيـم وعلــى النبى الكريم وصحابته الافاضل وبالله التوفيق وهو سبحانــه وتعالى من ورآء القصد0
الفقير الى عفو الله صلاح ابو شنب


تمهيـــــــد ضـــرورى

مــن المنطقى أن لاى دين مـــن الاديـــــان مفهـــوم معيــــن ، وفى مقامنا هــــــــذا فانى اعنى بذلك الاسلام ، أو الاسلاميــــات والذى يزعم المسلمون أنــه ديــن الخـــلاص وهــذا المفهوم نجــــده يأتـــى مــن طرق ثلاث:
الاولى :
- وجهة النظر الايمانيه لدى المؤمنين 0
الثانيـه :
- خطـــــــة التفسيرات التى تعالج الشـــروح والترجمـه بمـــا فــى ذلك تتبـــع العيـــوب والمزايــــا بشكل واســع للوقـــوف علــــى المعقول منهــــا واللامعقول والـــذى يمكن
للمرء أن يسلم به من وجهة نظرنانحن0
ثم بعد ذلك تأتــــى دراســـة النص بطريقــــه متأنيه ومحايده بعيــدا عن أى عقيدة بما فـــى ذلـــك دراســـة الاصـــل الممكــن والمصـدر المتوفر لهذه العقيدة بأسلــوب عقلانى يهـدف الـــى كشف ما فيهـــا من زيف تولــــد نتيجه تصورات جاءت حسب الهـــــوى أو نتيجـــة لمـرور الزمن ، وهى تحمل نفس التأثيـــرات علـــى الانسان ، لاسيمــا اذا كانت لها صلــه بالدين 0
-الثالثة :
اكتساب العقيدة من وجهـــة نظــــر بسيطــــه وحسنــــة النيــــه دونمــــا علاقه ربط بين ما يسمى بـ "النوايا المشتركه " برغم ما قد يبدو فى مفهوم النيه الحسنه من غرابه وقلة شيوع ، فاننــا نجـــد أن اكتســـاب العقيدة من وجهة النظر المشتركه أو عـــن طريـــق المفهــــوم المشترك دائما ما تكون هى الغالبه او علــــى الاقل تأتى على المستوى الـــذى يسير عليــه عامه الناس بشكــل محض ، وهــــذا المفهوم المشترك يكون مقبولا على المستـوى العامى دونما تبصر مسبق للمعتقد ، وذلك راجع الى عدم وجود حريــــه تساعد علـــى الحكم على صحة هذه المعتقـــدات ، وكما سبق ان قلت فان ذلك يكون مرجعه الى نقصان فى التمعن فيما يتم تحصيله من أفكــــار ، ونتيجه لفقدان تام لملكه النقد 0 أما مفهــــوم النيه الحسنه أو بالاصح المفهـــوم الحسن للأمـــور فهو قادر على الحكم على الاشياء بأسلـــوب طبيعــــى وبسيط ، لكن نقص المعرفـــه قـــد يؤدى الى تماشى اصحاب مفهوم النيه الحسنه بعيدا عما يكون عالقا فى أذهانهم مـــن تحيــز يخلو من التعصب الذى يتعارض مع كل تغيير محايــد كما يتعارض كذلك مع كل مفهوم جلىّ 0 ومن هنا فـــان حب البساطــه والحق يدعوان الى شرح المفاهيم بأمانه بغـــــرض الوصول الى تقديرات عقلانيه وطبيعيه 0
أما أنا 00 وهنا فى هذا الصـدد – وتأسيسا على النهج الذى سوف اسلكــــه فى موضوع الاسلاميات التى لا يمكن وضعهـــا فى بؤرة التركيز من أول مرة ، لا سيما أننـى لا أؤمن الا بعقيدتى التى أنا عليها وهى عقيدة لا تمت للأنبياء بصلة ، ولا الـــى المعبودات ولا الى العقائد ولا الــــى غير ذلـــك مــن أشياء وما الزمنى القيام بهذا العمل ســــوى مبدأى الذى يتمثل فى هذه الكلمات البسيطه :
" اعمل بشرف ولا تؤذى أحدا ، واعمل بكل ما فى وسعك ولا تشطح ، واحتـــرم العقــائد التى لا تضرك "
وأعنى هنا أن العيش يجب أن يكون بكرامه وتواضع دون الاضرار بالناس لا عن طريق الظن ولا اليقين والعمل بما فى الوسع لتحقيق النفع والفائده الحقيقيين ، ومن المؤكد أننى لن استطيع تقديم براهين ملموسه اذا ما كانت نظرتى للأمور خياليه ونفعيه لا سيما اذا كان ذهنى محشوا مسبقا بمفاهيم زائفه 0 ذلك أن المفهوم الزائف سوف يجعلنى اعتقد أن الحق كل الحق الى جانبى وهذا سوف يحملنى على معارضة مفاهيم الآخرين باصرار ، ومن المؤسف أن هذا النوع من المعارضه أو هذا النوع من الاساليب يتبعه الكثيرون ممن يجبروننى على الوقوع فى مثل هذه البذاءاة التى لا تغتفـــر ، ذلـــــك أن التعصب الزميم جريمه فى حق الاديـان ، لأنه اسلوب ردىء يستند الى حجج قائمـــه علــى منافع شخصيه وأهــواء مضلـــه ، وكأنك تجلس أمام سبورة ثلاث مــرات كــل يوم كى تتدرب على هــذا الاسلوب وكيفية الدفاع عنه 0
ذلك أن لجوئى الى استخدام الطريقــه الثانيــه وهى طريقه الاعتماد على التفاسير والشروح ، فقد كان يقتضى منى مالا غنــى عنــه مــن معرفة واسعة وعلم واســع حسبمــا يقتضيــه الامر ومن ثم لم يتبقى أمامى سوى استخــدام الاسلوب الطريقه الثالثه ، بمعنى أننى سألجأ الــى القــرءآن نفســه لكــى أدرسه واتخذ من دراستى له وسيلة للحكم عليه ،ومن هنــا لـــم يصبح أمامى ســـوى خيــار واحــد الا وهــو ترجمـــة القـــرءآن مــن اللغــة العربيـــه الى اللغةالاسبانيه ترجمــه جيــده ومتقنـــه وأمينه بقدر استطاعتى ، اعتمادا على التركيــز فــى فهمه وأحكام جمله بذهن صاف خال مــن أى معتقدات مؤثره وبصراحه كاملة 0 ومن هذا المنطلق استطيع أن اقول رأيى بصراحه عن القرءآن وعن مؤلفه محمد النبى العظيم – حسبمــا يزعــم المسلمــين – وهــذا أتى مــن قناعتى الكاملة بأن أفضل وسيلة للحكم علــى الناس هى النظر فيما يتركونـــه خلفهــم مــن أعمال ، وهذا شىء يجعلهم اصحاب فضــــل اذا ما قورنوا بالاشخـــاص الذيـــن لم يتركوا خلفهم شيئــا مكتـوبا يمكن مــن خلالــه الحكم عليهم ، وفى مثل هـــذه الحالــة فانـه سيتعذر علينـــا التعــرف عليهم ســوى مــن خلال ما يرويه الاخرين عنهم 0 ويمكن القــول بــأن الصنف الاخير يمكـــن تصنيفه فى الدرجه الثانيه أو الثالثه أو حتـــى الرابعه ، وقد يأتى من اكثر من جهه ، لانــه قد يأتى عن طريق مؤرخين ، أو مصنفين أو مفسرين ، وهم فى نهاية الامر لا يخرجــون عن كونهم بشر، فهؤلاء وتلكم قد قدمـــوا لنا أشياء اختلفت فــى كثير مــن الاحيــان عـــن الحقيقه بسبب ما قد مر عليها من غربلة بقدر انحيازهــم وبحسب نزعاتهــم وعلـــى قـــدر تعاطفهم أو تباغضهم ، ومجمل القــول فان الامر فى النهايه يأتى على حسب ظنونهم 0
أما اذا كان لدينا وبين أيدينا عمـــل لشخص ما ، فان هذا العمل يدلنا بشكل ما علــى هذا الشخص ، وبمعنى آخر فان كــل مـــا يتعلق بهذا الشخص يظل مشكوكا فيه ، فــان رغبنا الا نسترسل فى الاخطاء فسنكـون مضطرين الـــى اخضاع كــل ما نسب الى هذا الشخص لعملية فحص حتـــى يتم التيقن من صحته0
وفى كل الاحوال فـــانى اشكـر لنص القرءآن على ما اكتسبته بعد قرائتى لـــه مـــن انطباع عن مؤلفه محمد – المعظم والمبجل – والذى ننطق نحن اسمه بشكل خاطـــىء بسبب لغتنا وبسبب الترجمـــات والنقليـات الخاطئه حيث اننا نلفظه هكذا(ما أوما) أوmahoma0 فى السرد الآتى ســوف أحــــاول تقديــــم الدلائل المتعلقه بالقيمه الخاصه بالقرءآن 0ان هـــذا الكتاب يبـــدو من النظرة الاولى كأثــر دينى واجتماعى من الطراز الاول 0
وذلك لن يحـــول بينى وبين معالجتى للكتـاب بهدف استخلاص الحقيقه 0

يتبــــع