المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غيرة - قصة قصيرة جدا - ابراهيم درغوثي - تونس



ابراهيم درغوثي
06/01/2007, 03:56 PM
غيرة
قصة قصيرة جدا
ابراهيم درغوثي / تونس

هو يعشق الحمام كثيرا ويطرب لهديله حد الجنون ، ولكنه يكره أن يراه مسجونا في قفص ، وان كان أوسع من الدنيا . فقد كبر وهو يعايش بيوت الحمام المبنية فوق السطوح ، وتربى على خفقات أجنحة الفراخ وسقسقتها في الأعشاش حين منه أمهاتها لتزقها نسغ الحياة . وكان يتوله عندما يرى الذكور تغازل الإناث ذاك الغزل الرقيق الذي يعجز عن مثله العشاق من بني البشر .
ولكن ماذا يفعل ، وقد سكن المدينة ، واكترى شقة في عمارة . شقة أكبر بقليل من قفص .

البارحة حدث زوجته عن إمكانية تربية زوج حمام في البيت . شهقت ، وقالت : زوج حمام . ولم تزد .
وعاد إلى البيت محملا بقفص .
قالت : هذا قفص عصافير . هل سنربي كنالو عوضا عن الحمام ؟
قال : لا ، لقد أوصيت بائع طيور عن زوج حمام .
في المساء ، عاد إلى المنزل جذلا . وضع زوج الحمام في القفص ، وجثا أمامهما .
نظر إلى الجسم الرشيق الملفوف في ريش ناعم في لون البنفسج وقال : أكيد ، هذا هو الذكر .
وتفحص العينين السوداوين ، والمنقار الأنيق ، والذيل الراقص ، وقال : وهذه الأنثى . لا بد أن تكون مغناجا أكثر من اللزوم .
كانت زوجته تراقب المنظر عن قرب . وكانت تردد لنفسها : زوج حمام وفي هذه الشقة الصغيرة ...
ولم ينم إلا بعدما سمع الهديل .

هي : تزوجته منذ أكثر من سبعة أعوام . لم تكن تحبه . قالت لنفسها أكثر من مرة ، سيأتي الحب مع العشرة والألفة .
ولم يصل الحب . كان القلب هائما في مكان آخر ، ورفض دعوتها . ترك قفص القلب فارغا ، فعاشت بلا قلب .
البارحة ، طلقها النوم . كان زوجها يشخر .وكانت تستمع في سكون الليل ووحشته الى هديل الحمام الحزين . رأت على ضوء القمر الشاحب منقار الذكر وسط منقار أنثاه ، وسمعت أناته المخنوقة . رأت الضراعة في عينيه ، وراقبت دورانه حول الأنثى وهي تغنج وتطلب المزيد .
قالت : أنا لا أطيق غزل الحمام . هذا أكثر مما أحتمل .
وقامت تفتح باب القفص ...





dargouthibahi@yahoo.fr
www.arab-ewriters.com/darghothi/

ريمه الخاني
06/01/2007, 04:09 PM
فيها من المعاني الكثير.....
وانا من محبي القصة الرمزية....
واتابع قلمك اخي العزيز
وفقك الله

صبيحة شبر
06/01/2007, 04:11 PM
قصة من اروع القصص
الحمام معروف بالغزل الجميل الذي يعجز عنه البشر
والمرأة محرومة من حب الزوج الذي اخذ يتعالى شخيره
كيف يمكن لها ان ترى طيورا تعمل ما هي عاجزة عنه ؟
افضل طريقة لاسكات الصوت الداخلي المنبعث باصرار
ان تطلق الحمام
تصوير موفق لخبايا النفس الانسانية
تحيتي لابداعك الجميل ايها القاص

ابراهيم درغوثي
08/01/2007, 04:26 PM
أختي أم فراس
وفقت يا سيدتي في مسعاك النبيل
قراءتك تنعش الروح
مع الود الدائم

ابراهيم درغوثي
08/01/2007, 04:32 PM
أختي صبيحة
سعيد بمرورك الأنيق على هذا النص
وبقراءتك الفهيمة لمعانيه
موقفة يا أختي وكل سنة وأنت بألف خير
ملاحظة : أقرأ لك منذ مدة ومعجب بنصوصك الرائعة ولكن الفرصة لم تسنح للبعبير عن ذلك
مع مودتي وتقديري
ابراهيم درغوثي
نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين

جمال عبد القادر الجلاصي
27/01/2008, 02:03 PM
المبدع الجميل إبراهيم

سحبت هذا النص من قاع البئر

أٍدته أن يحلّق من جديد، لأن حروفه حمائم

محبتي لك

جمال عبد القادر الجلاصي
27/01/2008, 02:03 PM
المبدع الجميل إبراهيم

سحبت هذا النص من قاع البئر

أٍدته أن يحلّق من جديد، لأن حروفه حمائم

محبتي لك

ابراهيم درغوثي
04/03/2008, 01:47 AM
شكرا يا عزيزي جمال

ها أنا أعود الى الحبيبة " واتا "
بعدما " زهق الباطل " و تأكدت من " أن الباطل كان زهوقا "
و تساقطت الرؤوس التي كانت تتهمنا بأننا " على باطل " و أنهم " على حق "
لقد كدت أيأس من ظهور " نور الحق " على صفحات هذا المنبر الكبير
و لكنني أعود اليوم و قلبي مفعم بالإيمان بأنهم " على باطل "

شكرا لنور الحق الذي لا يمكن للباطل أن يطفئه

محمود عادل بادنجكي
04/03/2008, 04:43 PM
الأخ ابراهيم
قصة متوقدة.. فطنة ومعنى.
ولكني أعتقدها من جنس القصة القصيرة.
تحيّاتي الطيّبات

ابراهيم درغوثي
04/03/2008, 08:11 PM
شكرا أخي عادل على القراءة
شكرا على التعليق

نعم هي قصة قصيرة
و لكن التصنيف قديم

حنين حمودة
07/03/2008, 12:40 PM
أستاذي ابراهيم،
أحيانا نظن بأن عملهم انتصار للحرية...
وإذ به تعبير عن نقص آخر.
تقديري لكل حرف.

محمد فؤاد منصور
07/03/2008, 02:57 PM
أخى العزيز أبراهيم درغوثى
قصة جميل تقول أكثر من الظاهر ..مرحباً بك فى بيتك الواتاوى العريق.تقبل تحياتى.
دكتور/ محمد فؤاد منصور
الأسكندرية:fl:

ابراهيم درغوثي
08/03/2008, 10:12 PM
أختنا الغالية حنين
بين الانتصار للحرية و الانتصار للنفس الأمارة بالسوء
شعرة معاوية
المهم أن نعرف متى نقطعها

مع الشكر على القراءة و التعليق

ابراهيم درغوثي
08/03/2008, 10:45 PM
شكرا على القراءة
شكرا على الود يا دكتور محمد فؤاد

محسن رشاد أبو بكر
13/03/2008, 04:01 AM
مرات كثيرة أطير فى منتديات واتا الغراء ، أبحث عن قفص يجبرنى زهاؤه وجمال عيدانه على الدخول إليه ، وجدته اليوم ، وانحبست فيه بإرادتى ، هو قفص "غيرة" ، انحبست فيه لأكسر أبوابه وأطير منه لأهنئ أخى القاص المبدع ابراهيم درغوثى على تلك السيمفونية التى تعزف على أوتار الرجل والمرأة المحبوسين داخل قفص .. دون حتى القدرة على ممارسة غزل الحمام.

القاص المبدع / ابراهيم درغوثى
دمت مبدعا ، أسجل إعجابى بقصتك البديعة ، فقط أقترح اسم "قفص" لهذه القصة البديعة.
تقبل خالص تحياتى
أبو بكر

منى هلال
13/03/2008, 06:21 AM
عود حميد أستاذ إبراهيم

أهلا ومرحباً بك - وأهلا ومرحباً بقلمك الرائع وبكلماتك الرشيقة المعبرة
انتقلت كل المعاني الثاقبة ولمست إشعاعاتها شغائف قلبي - شكراً لك

وشكراً للأستاذة القديرة صبيحة الذي عبرت عن هذه المعاني بهذه الجذالة

دمت مبدعاً يا سيدي لا حرمنا الله من كتاباتك

د.ملاك
12/04/2008, 03:11 PM
المبدع الرائع ابراهيم درغوثي
قصة بسيطة معبرة جدا
اجتاح قلب الزوجة ضيق عارم فقد رسمت في مخيلتها القفص المسجونه داخله ولكن الفرق بينها وبين العصفوران انها حرة طليقة وسجينة مقيدة بالسلاسل في نفس اللحظات تفتقد الى الامان والحب والالفة
احست بمأساتها فقررت ان تطلق الجناحان حتى لاتتألم وتتذكر فشلها في المحاولة العيش من جديد

يأسرني قلمك الراقي دوما
دمت مبدعا
:fl:

نزار ب. الزين
15/04/2008, 06:54 PM
أخي المبدع ابراهيم
فاقد الحب يكره الحب عند الآخرين
قل هو حسد ، أو ربما غيرة
من حسن الحظ أنه حب حمائم و إلا كان رد الفعل أسوأ
سلمت أناملك و دمت متألقا
نزار

نزار ب. الزين
15/04/2008, 06:54 PM
أخي المبدع ابراهيم
فاقد الحب يكره الحب عند الآخرين
قل هو حسد ، أو ربما غيرة
من حسن الحظ أنه حب حمائم و إلا كان رد الفعل أسوأ
سلمت أناملك و دمت متألقا
نزار

دكتور/ مخلص أمين رزق
17/04/2008, 05:17 AM
الأخ الفاضل الأستاذ/ ابراهيم درغوثي
رائعة هى قصصك .. تحمل بين طياتها التحليل النفسى البارع للمواقف الإنسانية والحبكة القصصية عالية المستوى والمفارقة والمقارنة وكل هذا بذكاء فى إطار قوانين القصة القصيرة جداً التى نبايعك أميرها..
مخلص أمين

ابراهيم درغوثي
18/04/2008, 07:20 PM
عزيزنا محسن رشاد
دامت لك الحرية
و متعت بها يا صاحبي
فما أبهى من انسان حر
سعدت جدا بقراءتك لنصي

ابراهيم درغوثي
18/04/2008, 07:22 PM
أختنا منى هلال
لطفك الكبير
أسعد قلبي
لك كل المودة والتقدير

ابراهيم درغوثي
18/04/2008, 07:25 PM
د . ملاك
قراءة بديعة لنصي
أمتعت العقل و القلب
لك الألق الدائم

ابراهيم درغوثي
18/04/2008, 07:27 PM
عزيزنا نزار
مودتي و حدها لا تفيك حقك في المتابعة لنصوص أحبابك
دم في القلب يا غالي

ابراهيم درغوثي
18/04/2008, 07:29 PM
د . مخلص
لك الود الكبير
أسعدت قلبي بتعليقك الرائع
نبني معكم أدبا عربيا نتمنى أن يرقى الى الكمال
مع ودي الدائم