المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليس هكذا يا أحمد......



ريمه الخاني
06/01/2007, 04:02 PM
ليس هكذا يا أحمد......



أحمد تلميذ ذكي..مجدّ وجميل , تجمعت فيه صفات قلت أن تجتمع في طفل رائع مثله ... كنت أحاول صرف نظري عنه في الصف أمام إلحاحه في المشاركة في كل النشاطات, لأصرفه عمن هو بحاجة لهذا فعلا....


يحاصرني أحمد بعينيه...بمشاغبته...بثرثرته, إنه طفل آسر فعلا...
كنت أقدر له عمرا أكبر من عمره, يحمل في طوايا نفسه شحنة من الكبرياء عظيمة.. كل مشكلة كانت تعرض له كان يكتبها على أسفل صفحة دفتره.. لأجيبه عليها في المرة القادمة! نكتبها بقلم الرصاص ثم نمحها.

إنه إيجابي بمعنى الكلمة.. كنت أتوقع له مستقبلا باهرا.
إن الصور التي كان يرويها عن عائلته صور دافئة حلوة وظريفة...
تمتع كما تمتعت باستفزاز أصدقائه له وانتصاره عليهم..
-لقد تركتك معلمتك التي تحبك وانتقلت إلى مدرسة أخرى..
-كلا ولكن الطرق انقطعت بها وكذلك المواصلات وهي معلمة عملية ففضلت المدرسة القريبة.

شطح معه كبريائه , حتى بلغ عنان السماء أعالي الجبال...
أحمد طفل كومبيوتري! جديدة هذه ! نعم لا يمكن أن يخترقه أي فيروس.
إذن هو أفضل من الكومبيوتر... هذا مؤكد .
نعم أجابت المدرّسة إنها فخورة بتلميذ كهذا ..
أحمد طفل نظيف .. أحمد طفل متفوق...


وغاب أحمد.. والهاتف غاب معه , وافتقدتك يا أحمد, افتقدت حضورك الطاغي...
وكأن دعامة من دعامات الصف انهارت.. غدا هذا الصف أعرج..لا ليس كذلك بل أكثر من ذلك أترى هذا شعور سليم؟
إنه لساني الذي أتكلم به, وكل طاقتي الفكرية أعطيتها أحمد.
لم يغب عن بالي للحظة.. وأحسست أنه غدا من واجبي السؤال عنه, عرفت دربه ودققت الباب ولم أجد أحمد... كان قادما من بعيد...


لا أدري كيف ..لا أدري هل هو الذي أمسكني أم أنا التي أمسكت به..
نزلت القرفصاء , أريد أن أسأل:
فبادرت تلك الفتاة فورا:
إن أمه منفصلة عن أبيه وظروفه جد صعبة لا تتخيلي كم وصوله إليك شيء متعب...

ووقعت من عينيه الحلوتين لؤلؤتين حارتا أين تختبئ أحرقتني قبل أن تحرقه......



ام فراس

اشرف الخريبي
08/01/2007, 12:33 PM
ليس هكذا يا أحمد......

قصة ماتعة ورقيقة هامسة ودافئة أيضا تحمل وجدانا خالصا وروحا مبدعة
(((شطح معه كبريائه , حتى بلغ عنان السماء أعالي الجبال...
أحمد طفل كومبيوتري! جديدة هذه ! نعم لا يمكن أن يخترقه أي فيروس.
إذن هو أفضل من الكومبيوتر... هذا مؤكد .
نعم أجابت المدرّسة إنها فخورة بتلميذ كهذا ..
أحمد طفل نظيف .. أحمد طفل متفوق...))

واحمد واحمد
لقد جعلت من هذا الطفل اسطورة جميلة نحبها جميعا ونتعاطف معها ونتمنها


تحياتى لهذا الأبداع


اشرف

ريمه الخاني
10/01/2007, 01:36 PM
شرفني رورك وتعطيرك قصتي بقلمك الغالي
فعلا تذكرني القصة بايام التدريس
نموذج فريد لن انساه.....
مازلنا بحاجة لنموذج كاحمد....كعقل
شكرا لك