المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصحوات برنامج استهدف المقاومة وحواضنها !... ما مصيره؟ / رجل من بغداد



محمدمحمد رشيد
06/04/2009, 07:32 PM
مقالة نشرتها حول برنامج الصحوات... برنامج جاءت عوامل نهايته مع ولادته, كنت قد توقعت في مقالات سابقة ومداخلات ان ينتهي هذا البرنامج لانه ككل البرامج التي نفذت بعد الاحتلال في العراق برامج طوارئ تعالج ظرفا آنيا تنتهي بنهاية مبررات وجودها... ومبرراتها هي خدمة مشاريع الاحتلال والقوى التي سلمها السلطة...
تحياتي


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


الصحوات برنامج استهدف المقاومة وحواضنها!... ما مصيره؟

شبكة البصرة

رجل من بغداد

أعلن الرئيس الأمريكي اوباما إستراتيجيته الجديدة في أفغانستان، نقرأ فيها بعض مفردات إستراتيجية نفذت في العراق، تجربة الصحوات، تجربة أنتجت بسبب عوامل تم الدفع لها من رحم حاضنة المقاومة، بدايتها عندما تركت قوات الاحتلال الأمريكي الميليشيات المدعومة من ايران ومن الحكومة وقواها الأمنية لتمارس هوايتها في القتل الطائفي وقدمت لها الدعم اللوجستي مما حدد خيارات المناطق الحاضنة للمقاومة، وأركز على بغداد، فأما التهجير أو انتظار التصفية أو التمترس لصد الهجمات، وقد تحققت وسارت هذه الخيارات معا بصورة متوازية وتسببت بإضعاف قدرة المقاومة. استغلت القوات الأمريكية الحالة وسعت لإنشاء حالة دفاع ذاتي بغطاء أمريكي منظم استنسخ من الانبار ليعمم في بغداد بمسمى مجالس الصحوات، وقيل إن الموضوع تم بمباركة إقليمية عربية، ترافقت معها وعود أمريكية نزفت لمن قادوا تنظيم الصحوات على أن وجودهم خيار استراتيجي أمريكي. علينا الاعتراف رغم المرارة... فلا الجيش الأمريكي ولا القوات الحكومية استطاعت التأثير ولو بالقليل في قدرات المقاومة رغم مئات الآلاف من المعتقلين وعمليات التصفية الطائفية التي طالت مليون ونصف المليون بقدر ما أثرت مجاميع الصحوة لسبب بسيط فهي ولدت من رحم حاضنة المقاومة العراقية، إن مواجهة الحقائق ليس خيارا ينبع من ترف فكري ولكنه ضرورة تمليها علينا الوقائع. كان قرار الحكومة الحالية منذ بداية تشكيل مشروع الصحوات، وجودها عامل تهديد رئيسي لسيطرتها الطائفية على المؤسسة العسكرية والأمنية رغم ما أدته من خدمة إستراتيجية لها ولقوات الاحتلال، كما إنها قرأت بعض احتمالات تداعياته بقيام الولايات المتحدة إعادة ترتيب أولويات تحالفاتها، لذا وقفت بالضد من هذا المشروع. أما من ساهم في خلق هذا المشروع إن كان من قياداته أو من بعض العرب فلم يقايضه بموقف سياسي واضح ومكتوب وملزم وإنما تركه للرؤية الأمريكية تحدد اتجاهاته والتي على رأس أهدافها حماية قواتها وتنفيذ إستراتيجيتها، كما إن الاختيار الذي وقع على معظم قادة الصحوات كان ينبأ عن طبيعة التوجه المطلوب فهم لا يمتلكون أية رؤية سياسية ومن كان له مثل ذلك تمت تصفيته، وأشارت أصابع الاتهام لقوى حكومية. كان الثمن الوحيد لهذا المشروع هو العائد المادي والتجاري دون حساب للمقابل السياسي أو إهمال له فهو مشروع وجد دون غطاء يحميه ويؤمنه، كما إن بعض القوى المشاركة في العملية السياسية الحالية التي تدعي تمثيلها لانتمائهم الطائفي استثمرت هذا التغير لتحوله إلى إيراد سياسي يصب في رصيد حصتها الطائفية. وحيث لا وجود لغطاء سياسي من قبل من هم داخل العراق أو من المنظومة الرسمية العربية لبرنامج الصحوات، كما إن الأمريكان لم يكن في وارد قراءتهم الجديدة إعادة حساباتهم بصورة جوهرية للعملية السياسية، فتحول الموقف إلى هجمة عشائرية يوزع بعد انتهاءها أو أثناءها الشيخ الأمريكي العطايا لمن هم أكثر بلاء، وهذا واحد من افرازات تفكك المجتمع وفقدانه لهويته. استلمت القوى الحاكمة المسيطرة والرئيسية هذه الرسالة وأعادت حساباتها لبرنامج الصحوات ووضعت الخطط لإنهائها بعد استنفاذ مبررات وجودها (وكنا قد تكلمنا عن ذلك قبل أشهر)، كانت البداية إعلان الحكومة إنها لن تستوعب إلا 20% من عناصر الصحوة والتي كانت بحدود 100 ألف منتسب وفق إحصائيات القوات الامريكية واقل من 60 ألف منتسب وفق إحصائيات الحكومة، وكان هذا مؤشرا واضحا للنوايا الحكومية إلا إن الرسالة لم تستلم في حين التزم الحاكم والشريك والصديق الأمريكي الصمت اتجاهها إلا بعض التصريحات التي هي من باب رفع العتب، ثم جاءت مؤشرات أخرى للنوايا ومنها رواتب عناصر الصحوة بعد قيام القوات الأمريكية بتسليم ملفهم المالي إلى الحكومة التي لم يستلمها الكثير منهم منذ شهور، والقوات الصديقة (الأمريكية) وفق تعبيرهم تلتزم الصمت، وكانت الخاتمة حملة الاعتقالات التي طالتهم بعد تسليم كامل ملفهم للحكومة الحالية، ولو تابعنا التوقيتات والسيناريو المرسوم لهذه الصحوات منذ تصريح السفير الإيراني في بغداد الذي رفض فيه هذا البرنامج، ثم تبع ذلك التصريحات الحكومية المتتالية ومن ثم كثافة الزيارات غير المبررة وغير المسبوقة لكبار المسئولين الإيرانيين للعراق بعد إعلان إستراتيجية الانسحاب الأمريكي وآخرها زيارة لاريجاني السرية إلى النجف التي تحولت إلى علنية ليختمها في بغداد عشية الإعلان عن قيام القوات الأمريكية بتسليم ملف الصحوات إلى الحكومة وقبيل مغادرة المالكي لحضور مؤتمر القمة العربي في الدوحة، والذي ألقى فيه المالكي خطابه المعروف المكرر عن المصالحة في الوقت الذي كان قد وقع أمر الهجوم على الصحوات واعتقال بعض قادتها مع اتهامهم إنهم بعثيين ومن القاعدة، لتتضح نوع الرسالة الحقيقية التي أراد وصولها إلى القادة العرب وخصوصا من هم في الخليج العربي، رسالة واضحة لا تحتاج إلى الكثير من الذكاء لمعرفة مضمونها. فمشروع الصحوة وفق رؤيتي (الذي ساهمت به حسب ما تسرب من معلومات بعض إدارات القادة العرب) مشروع من شقين الأول هو ضرب وتحجيم المقاومة (وما سموه بالارهاب) بإبعادها عن حاضنتها بغية تامين وضع القوات الأمريكية وحتى لا يسيطر التطرف على توجهاتها والثاني وسيلة لدخول العرب السنة بعد تقديمهم شهادة حسن السير والسلوك إلى المؤسسة العسكرية والأمنية العراقية لخلق حالة مطلوبة بحدها الأدنى من التوازن المفقود، وقد التزمت قيادات وعناصر الصحوة بتنفيذ الشق الأول أما الشق الثاني والذي يقع تنفيذه على عاتق القوات الأمريكية والحكومة العراقية فلم يتم التخلي عنه وإلغاءه فقط بل بدأت الملاحقة والاعتقال لقيادات وعناصر الصحوة، ذلك يجعلنا نرجع إلى البدايات فالحكومة الحالية ممثلة بقوى الإسلام السياسي الشيعي لا تريد أي شريك فاعل لها في الملف الأمني وإيران لا تريد للدول العربية أي دور في رسم الوضع العراقي. أما القوات الأمريكية فهي حققت برامجها في حماية امن قواتها وأبقت على مسار العملية السياسية الحالية دون تغييرات تؤثر على طبيعة تحالفاتها التي رسمتها قبل الاحتلال ولغاية تاريخه...

وفي الاتجاه الآخر ورغم ما قامت به الصحوات فقد طورت المقاومة من حركتها وتحركها وفق تشكيلات عمل عمودية مع انتشار أفقي يأخذ صورا متعددة منها ما هو سياسي تنظيمي ومنها ما هو عمليات نوعية، وتغيير الأساليب هو جزء من حالة تطور المقاومة وفق متغيرات الموقف على الأرض، والمقاومة هي عمل تراكمي له وفق الظروف برامج وأشكال متعددة في إطار حزمة من أهداف أهمها إخراج الاحتلال وإنهاء برامجه التي أنشئها، وقد تحقق جزءا كبيرا من الشطر الأول عندما أعلنت أمريكا إستراتيجية الخروج من العراق ويتم حاليا العمل على تنفيذ باقي الأهداف.

بعد ما ذكرناه فهناك أسئلة تثار تتعلق بحجم صدق الوعود والتعهدات الأمريكية وخصوصا منذ أعلن اوباما إستراتيجية والتي يتم تسويقها داخل أفغانستان وباكستان بإيجاد صيغة شراكة عسكرية بين الحكومة الأفغانية وقوات مناطقية تعمل أمريكا على خلقها لضرب قوى المقاومة هناك بعد ما أنتجته تجربة صحوات العراق وما آل عليه وضعها؟، على أن لا ننسى طبيعة التصنيف الطائفي بين معظم ائتلاف الحكومة الأفغانية وبين حركة طالبان والتي لا تتسم بالاحتقان كما هو الحال في العراق... كما يثار تساؤل إلى المنظومة الرسمية العربية التي وفق ما تسرب عملت على المساعدة في إيجاد حالة الصحوات، عن موقفها اتجاه ما يحدث وخصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية وأين هي الوعود الأمريكية؟ أم إن الجميع ساهم بشكل أو بآخر في تثبيت مشروع الاحتلال الطائفي ورضي بوجود إيراني على حدوده من داخل العراق، وسلموا بان تكون بغداد جزءا من فضاء النفوذ الإيراني، والمطلوب فقط هو الحفاظ على بعض الأجزاء تبقي صفة عروبة العراق... أم إن جرد الحساب قادم!.

موضوع أخير قد لا يكون مباشرا مع الموضوع ولكن مطلوب تأمله... فبعد خطاب اوباما الشهير إلى حكام إيران والذي فتح فيه ذراعيه متمنيا أن يسقط في أحضانهم، حتى انه لا يلقي كلمة في أي منتدى او تجمع إلا فيها دعوات صلح، تناسى أن يبعث ولو برسالة صغيرة إلى قمة العرب في الدوحة يضع فيها تصوراته اتجاه مشاكل المنطقة، وبقناعتي فهو لم يكن يريد إرسال رسائل متناقضة إلى إيران... في واحدة يدعوها إلى الحوار ونوعا من الشراكة وفي الأخرى يدعم عرب الخليج.... غير إن رسالة من نوع آخر سربت أراد البعض ممن يدفعون لشراكة أمريكية إيرانية أن تصل أسماع أصحاب القرار، تعتبر القنبلة النووية الباكستانية المنتجة أكثر خطرا على الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم من القنبلة النووية المزمع إنتاجها في إيران بدعوى إن القنبلة الباكستانية يمكن وقوعها بأيدي متطرفين إسلاميين في حين إن القنبلة النووية الإيرانية هي بأيدي قوة تسعى من خلال امتلاكها بسط نفوذها وتقاسم السيطرة على المنطقة وليس استخدامها.

شبكة البصرة

الاحد 9 ربيع الثاني 1430 / 5 نيسان 2009

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس

محمدمحمد رشيد
13/04/2009, 11:39 PM
ماذا يحصل للصحوات؟
يستكمل المالكي برنامجه بضربها
في الوقت الذي يهاجم فيه البعث بمناسبة ودون مناسبة
حتى انه يمارس نوعا من الصيغة الطائفية في خطابه اتجاه حزب البعث ليلعب ورقة يعرف هو قبل غيره انها صيغة لا تشكل أي تاثير على اعضاء الحزب... ولكنه يحاول لعبها لتصوره انها يمكن تخلق تاثيرا...
كما ان هجومه المتكرر يعكس حالة خوف وهلع من تاثير البعث على الشارع العراقي... حتى ان بعض الابواق ممن تدعي دعمها للمقاومة العراقية تضرب على نفس الوتر الذي يضرب عليه المالكي عبر بعض المواقع . وذلك يدعونا لان نستقرأ ان الوضع في العراق قد بدأت تتشكل فيه حالة جديدة تقلق القوى الحاكمة والقوى التي لها اهداف تتناقض مع البعث رغم خطابها المقاوم والذي يخفي برامج اخرى... وبتنا نرى تحركات لحكومة المالكي متناقضة في اتجاهاتها حتى انها ترسل موفديها الى القاهرة والدول العربية بدعوى المصالحة مع الجميع وبضمنهم البعث في حين تهاجم بكل المناسبات البعث.