المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مواضيع علوم التاريخ القسم الثاني



نظام الدين إبراهيم أوغلو
08/04/2009, 03:20 PM
مواضيع علوم التاريخ

القسم الثاني

نظام الدين إبراهيم أوغلو

سيرة رسول الله وحبيب الله محمد (ص) :

محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب (ص)، وهو قريشي من بني هاشم من أُولي العزم وخاتَمُ الأنبياء والرّسل، وُلِد في مكّة يوم الإثنين 12 ربيع الأوّل من عام الفيل، بعد هجوم جيش أبرهة ملك اليمن بالفيل لهدم الكعبة بخمسين يوماً. أي صبيحة يوم 29 أغسطس من عام 570 وقيل 571 الميلادي، أرسله الله إلى عبادهِ هُدىً ورحمةً وليُخرج النّاس من الظُّلمات إلى النّور، والدتهُ آمنةُ بنت وهب، وقد تُوفي والده قبل مولده، وعاش في دار جدّهِ عبدالمطّلب، ولما توفي جدّه عاش مع عمّه أبي طالب. بدأ وهو صغيرٌ يرعى الأغنام، ويكسب من عمل يدهِ، وعمل في التّجارة مع عمهِ، ثم عمل في تجارة السّيدة خديجة، وعُرِف بالصّادق
الأمين، وكان يعبد الله في غار حِراءَ، وأُنزِل عليه القرآن الكريم، ثمَّ هاجر الى المدينة وإختفى في غار ثَور قُرب مكة، مع صاحبهِ أبي بكر (رض). وأوّل من أصدق بنبوة محمدٍ (ص) عمّ خديجةَ الرّاهبْ ورقة بن نوفل، وعندما ذهب مع عمه إلى الشّام، مرّوا عند الرّاهب بحيرة وعند رؤيته عرف أنه النّبي المنتظر في الإنجيل. إستمرّ دعوته من عام 610م الى عام 632 م، وتوفي في يوم الإثنين12 ربيع الأوّل من سنة 11 الهجري، أي عام 632 الميلادي، بعد أن حجَّ حجّةُ الوداعِ. تزّوج من (12) زوجة لأسباب دينية أو سياسية إلاّ خديجة وعائشة (رض)، وأصبح من خديجة أولاد هم (قاسم، طاهر، عبدالله، فاطمة، أم كلثوم، رقية، زينب) ومن زوجتهِ مارية القبطية إبراهيم. لمْ يشربْ الخمرَ
ولم يعبُدْ الأصنامَ ولم يكْذِبْ أبداً في شبابه. وشاركَ بنفسِهِ في كلّ الغزوات تقريباً، وحتى أنه كُسِرَ سِنّه في غزوة أُحُد، وفي زمنهِ ظَهرَ الطّغاة فمن رؤساء قريش مثلأ أبو جهل وأبو لهب ومن ملوك الفُرس مثلاً كسرى وبنتهُ بُوران وفيروز ورستم، ومن ملوك الرُّومِ مثلاً ملك قيصر وهرقل وجادلهم وإنتصرَ عليهم. لقد عمِل الرّسول (ص) كافة أعمال الأنبياء من مُربي ومعلم وإمام ومفتي وقاضي وقائد عسكري وسياسي وإقتصادي وطبيب وتاجر وراعي ورئيس دولة وحتى أنّه عَمِل في بناء مسجد المدينة وكذلك كان يخيط ملابسهُ المشقوقة والممّزقة بنفسهِ. طاعته فرضٌ وهناك آيات كثيرة على طاعةِ الله والرّسول، لذا علينا أن نأخذ أحاديثه وأقواله إمّا كأمر إلهي في خطاباته وقضائه وفتواه لأنّه مستقصي من أيات القرآن الكريم ويكون العمل به فرضٌ، أو نأخذه كتوصية في أوامره العسكرية والسّياسية والإقتصادية والطّبية والإجتماعية وفي الأداب ويكون في عملها سنّة. وإبتلاه الله مثل بقية البشر من فقرٍ ونشأته يتيماً وظُلم قومه له وبالإفتراء له ولزوجتهِ ورمي الحجارة له وبترك بلده فهاجر إلى المدينة وبوفاة والدته وأعمامه وخاصة أبو طالب وحمزة وزوجته خديجة وبوفاة أطفاله السّبعة في حياته ونحو ذلك .
أعمام الرسول (ص): العباس ـ أبو طالب (والد الإمام علي) ـ حمزة ـ الزبير ـ الحارث ـ المقّوم ـ جَحلا ـ ضِرار ـ أبو لهب (عبد العُزى) .

المنافقون في عهد: أبو الجهل (أبو الحكم ـ إسمه عمرو بن هاشم) ـ أبو لهب (عم الرسول) ـ وليد بن مُغيرة ـ عبد الله بن سبأ ـ عبدالله بن سلول ـ مروان بن الحكم ـ أبو عباس السفاح ـ أبو سفيان ونحو ذلك.
ملاحظة: الأنبياء عُموماً إشتغلوا في الرّعي والتّجارة، وعددهم في القرآن ( 25) نبي ورسول ومع آدم (ع) يكون (26).

إرهاصات النّبي محمد (ص) قبل النّبوة:

1ـ عند ولادته إنشق طاق كسرى، مع سقوط 14 شُفرة من إيوان كسرى.
2ـ ظهور نور الضياء على أرض الشام عندما كان في حضن والدته.
3ـ غِنى والدتها في الرضاعة حليمة السعدية بعد أن كانت فقيرة.
4ـ أينما كان يمشي ويقيم يخضّر الأرض بعدها.
5ـ تجارته المربحة مع خديجة الكبرى.
6ـ إنشق صدره من قبل الملائكة، عندما كان عمره خمس سنوات. ونظف قلبه من الأعمال السّيئة.
7ـ كان على أخلاق عالية، ولم يكذب أبداً وحتى أنه لقّب بالصّادق الأمين.
8ـ لم يشرك بالله تعالى ولم يسجد لصنم أبداً.
9ـ لم يشرب الخمور، ولم يعمل الفواحش أبداً.
10ـ كان يفكّر في الله تعالى ويريد التقرب منه بالعبادات، فإتخذ غار حراء مكاناً للعبادة له.
11ـ معرفة أهل الكتاب من اليهود والنصارى وغيرهم أنه سيظهر في القريب نبي جديد وإسمه أحمد وحتى أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أطفالهم من صفاته وأخلاقه، وأنه سيكون أخر الأنبياء والرسل.
12ـ الرّاهب بحيرا، والرّاهب ورقة بن نوفل (حبر اليهود)، كانا يعرفان أيضاً نبوة محمد (ص) لوجود معالم النبوة عليه، وكذلك لوجود الختم على كتفهِ، وقد إكتشفه الراهب بحيرا.
13ـ بعد النبوة قُذف الجن بالشهب وحجبت الشياطين من إسترقاق الأخبار من السموات العلى.

معجزات النّبي (ص):

معجزات كثيرة، وحتى أن العلماء كانوا يقولون لقد أعطي لنبينا محمد (ص) ثلاثة آلاف معجزة، عدا القرآن الكريم فإنه فيه من العجزات ستين ألفاً. ونحن هنا سنذكر بعضها:
1ـ أعظم معجزاتهِ وأوضح دلالته القرآن الكريم، الذي أنزله الله تعالى على خاتم نبيه محمد (ص)، إذ أنه عاش أربعين سنة بين قومه أمياً لا يعرف الكتابة والقراءة، وبعد نزول الوحي وتبليغه بالرسالة والقرآن الكريم تعلّم القراءة والكتابة، وبلغ الأمانة ونصح الأمة بأقواله وأفعاله. ولو كان متعلماً لأتهموه بشاعر كبير وبكتابتة القرآن الكريم.
2ـ بعد النبوة إنشقّ القمر.
3ـ معجزة الإسراء والمعراج.
4ـ إفاضة الماء من بين أصابعه في معركة الحديبية والتبوك.
5ـ عند خروجه من البيت، سلام الحجر والشجر عليه.
6ـ إطعامه الخلق الكثير من الطّعام اليسير في معركة الأحزاب والتبوك.
7ـ رميهِ بحصّيات يسيرة ووصولها إلى أعين الخلق الكثيرة.
8ـ في مسجد المدينة، حنين الجذع إليه (صوت بكاء) كحنين الناقة إلى ولدها عندما قام عليه ليلقي الخطبة، فوضع عليه يده وسكت.
9ـ شفى عين الإمام علي (رض) وهي أرمد فصّح في وقته.
10ـ ردّ عين قتادة بيده فكانت أحسن عينيه.
11ـ حمايته الله تعالى من مؤمرات الغدر، إنّ إمرأة يهودية قدّمت له شاة مسمومة فتناول منها لقمة ولم يأكلها وعلم أنها مسمومة.
12ـ سماع الصّحابة تسبيح الطّعام وهو يأكل.
13ـ الرؤيا الصادقة، ونزول الوحي إليه بواسطة جبريل.
14ـ إجابة دعائه منها: داعائه لنزول المطر في القحط. عندما سمع بتمزيق كتابه المرسل إلى كسرى ملك الفرس، فدعا الله بتمزق ملكه، فتمزق. ودعا على عُتبة بن أبي لهب (اللّهم سلّط عليه كلباً من كلابه) فأفترسه الأسد. ودعا لإبن عمه عبد الله بن عباس (اللّهم فقهه في الدّين وعلّمه التأويل) فأصبح حبر المسلمين.
15ـ الملائكة الكرام كانوا تحت أمره في الحروب.
16ـ لم يعذب الله قومه وهو فيهم.
17ـ شفاعته لأمتهِ، دون أن يشفع غيره من الأنبياء لقومهم.
18ـ معجزته في خاتمه (ص)، عندما ضاع في عهد الخليفة عثمان (رض)، بدأت الفتن والظلم وتفرقوا إلى أحزاب.
19ـ إنشق صدره مرة ثانية من قبل الملائكة، عندما أراد الخروج إلى الإسراء والمعراج، ليكون صالحاً للفضاء الخارجي.
20ـ إنتصاره في الحروب بالرّغم من كونهم الفئة القليلة.
21ـ عند هجرته من مكة إلى المدينة، فأغشي على أبصار المشركين وعدم رؤيتهم له،.
22ـ كلّم الحية التي لدغ أبو بكر (رض) في غار ثورن وعاتبها بقوله بما معناه: جئناك ضيفاً ولم تحترم ضيوفك وتلدغ صديقي. فأجابت قائلة: لقد منعني من رؤيتك يارسول الله، وأنا أنتظر ذلك اللحظة منذ أمد طويل.
23ـ عندما هاجر الرسول (ص) مع أبي بكر إلى المدينة، وسُراقة يريد اللحوق بهم فوقع من فرسه عدة مرات ولم يستطع اللّحوق إلى الرسول (ص).
24ـ تكليم الغزالة له.
25ـ إخباره عن الغيبيات الماضية والأتية.

ما ألهمه الله تعالى ببعض الأمور: بالرّغم من أنه كان لا يعلم الغيب. ومن هذه الأمور.

1ـ كان يعرف (ص) ذبح الحسين (ع)، لذا كان يُقبل عنقه ويبكي.
2ـ وقال لعمّار (تقتلك الفئة الباغية) فقتل.
3ـ كان يقول (ص) للحسن (ع) ( أن إبني هذا سيّد وسيصلح الله به بين فيئتين عظيمتين فكان ذلك بعد وفاة أبيه).
4ـ قال (ص) لسراقة بعد إسلامه (أبشر بتاج كسرى وسواره)، وعندما إنتصر المسلمون تولى على دولة فارس.
5ـ إخباره عن فتح بلاد اليمن والبصرة والقسطنطينية. فقال لفتح القسطنطينية (لتفتحن القسطنطينية، خير الأمير أميرها وخير الجيش جيشها) حديث صحيح، وفتح في عهد السلطان محمد الفاتح.
6ـ يهودي من بني النظير أراد رمي الحجر على الرسول (ص)، عرف بذلك فإبتعد عنه.
7ـ كان يعرف المنافقين، وقبل وفاته أعلن ذلك لأحد أصحابه.
8ـ إخباره عن وجود رسالة إلى أهل مكة تحملها ضعينة، والتي أمر بها حاطب بن بلتعة.
9ـ أراد أبو جهل رمي حجارة كبيرة على الرسول (ص) وهو في الصلاة، وإذا يُقبل عليه فحل من الإبل وينهزم.
10ـ مرّ الرسول (ص) بقبرين، وقال أنهما يعذبان في كبيرٍ، أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة، وأما الأخر فكان لا يستتر من بوله.

خطوات الدّعوة عند الرّسول (ص):

1ـ سرية الدّعوة ثمّ الهجرة إلى المدينة. والرّسول (ص) لم يقبل أن يعيش تحت حكم كفار القريش، وكان بإمكانه أن يسكت ويصبر على الحكم معهم إلى أن يكون جيشاً قوياً، ثمّ يجبرهم على الإستقلالية. فعرف أن ديمومة الرسالة يجبره إلى الهجرة إلى المدينة التي تلائمه العيش فيها، ويجري الشعائر الإسلامية فيها بحرية، فسافر إلى المدينة، وبدأ يربي رجال عظام من الصحابة الكرام وشهداء غزوة بدر وأحد وغيرهم كثيرون. وهذا يعني تأمين المكان المناسب ومؤيدين كثيريين للدعوة.
2ـ إعلان الدّعوة في المدينة، لأنه آمن بإخلاصهم في الدفاع عن الدعوة الإسلامية، وخاصة بعد دخول حمزة وعمر للإسلام. وهذا يعني إذا كمل القوة، تعلن الدعوة.
3ـ تحقيق الرسول (ص) بيعة العقبة الأولى، والعقبة الثانية. وهما عهود مع الذين أسلموا على تطبيق أوامر الله تعالى، وعهود على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ففي العقبة الأولى وقبل الهجرة ببضع سنين وقعت بين الأوس والخزرج، وكان النصر للخزرج، وعندما خرج الرسول (ص) في موسم الحج قاصداً اليثرب في الطريق وعند العقبة إلتقى مع رهط من الخزرج، ودعاهم الرسول (ص) إلى الإسلام فأجابوه وصدقوه، وإتّفق معهم الرسول ثم أرسل مصعب بن عمير لتعليم القرآن والفقه لهم، فنجح في نشر الإسلام وجمع الناس عليه. وفي العقبة الثانية أرسل الرسول (ص) 73 رجلاً مع إمرأتين، وهما بسيبة بنت كعب وأسماء بنت عمر إبن عُدي. وكانت أيضاً مثلاً لإنتشار الإسلام، عن طريق الفكر الحر والإقناع الخاص .
4ـ تهئة القوة أو الجيش. للإستعداد إلى الهجرة أو الرّجوع إلى مكة بلد الرسول التي تركها عند ضعفهم، والآن بعد تكوين القوة وتحضير العدة والعدد حان وقت إسترجاعها، وإسترجعوها بإرادة الله تعالى.
5ـ نشر تعاليم وشريعة الإسلام. وطبقوها في المدينة المنورة لأنها أصبحت مدينة المسلمين رسماً. وتطبيق دستور الإسلام لايتم إلاّ أن تكون الدولة مسلمة، وكذلك رئيسها مسلم وبالغ وعاقل وعادل، وكلها كانت متوفرة عند الرسول (ص).

ومن إنجازات الرسول في المدينة :
1ـ بناء المسجد بالإضافة إلى كونها مكان عبادة، أصبح مكان القضاء والسياسة ونشر بيانات الحروب ومدرسة لتخريج علماء.
2ـ نشر السلام والتحية بين الناس.
3ـ نشر الآذان جهراً.
4ـ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
5ـ تشويق التعليم عن طريق فتح مدارس بجانب التعليم في المساجد مثل مدرسة صٌوفا وأصحاب الصوفا. والمدارس التي فتحت في العقبتين. وبيت الأرقم بن الأرقم (عبد مناف) من أقارب خديجة وسابع صحابي ممن أسلموا. وبيت عمر (رض) أسلم في بيته، وحوله إلى مدرسة يعلم الناس العلوم الإسلامية بمكة مع أنه كان يعيش في المدينة وتوفي فيها.
6ـ التخطيط للحياة الإدارية.
7ـ تعداد السكان.
8ـ تغير إتجاه القبلة.
9ـ إعلان الجهاد للمعتدين، لأجل حماية الإسلام والنفس والوطن.
10ـ بدأت الحروب والغزوات ضدهم، فأشترك بنفسه مع الجنود، وكان النصر المؤزر للمسلمين.