المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أوراق البر و البحر...



سعيد نويضي
08/04/2009, 04:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...


من أوراق البر و البحر...

دعني أعانق هذا الليل
في حلم غيابك
يعاتبني سواد عينيك
في كؤوس الغيرة
تداعب شفتاي
ذكراك...

تهرب من مرآة الليل
عيونك
في شراييني تجري
نظراتك
مع كل رشفة تسري
حلاوة
أوهامك أو أحلامك...

على الطريق الممتد بين العقل و القلب
تضع جسورا
كي يستريح سرابك...

تصبح الأيام قطرات
من غيوم الوقت
تصب في نهر عمري
أنهار من الشوق
تداعب سفني
أحلام
تهمس في أوقاتي
القزحية
شراعات...

في حضور شهد الربيع
ممزوجة هي دموعي
بروح النسيم
برحيق جراح الأمس
بملوحة الصمت
برموز الأسرار
و صواعق الأشياء
إإتني بأجوبتي...

إني أراها
قد اندست
ما بين اللسان
اختبأت تحت لحاف القول
و ما وراء اللثام...

صام الكلام عن الكلام
حتى اشتكت حركات الشفاه
و لعبة الأنغام
نشرت حروفها آثار
تسللت
كي تحكي عن غابة
لأقوام صنعوا من أوراق أشجارها
صحفا ملأت ضفافها
معاني الحياة...

أطباق الشهوات تبعثرت
و غربت أصواتها
بين هوامش
كلماتي
حاملة جمال الأفق
و روعة النفس
آه أيتها النفس
الآمرة
الأمارة
المأمورة
الآمرة بطبيعة الحياة
الأمارة بسوء القول
أو ببطش اليد
المأمورة باللوم
المستريحة في محراب الطمأنينة...

قم من صلاة الغافل
إلى صلاة العاقل
فبين البر و البحر
علاقة يشكل الحرف مفتاحها
سموه حاء
و سميته حرب على الشيطان
عمادها قول الحق
و صدق المشاعر ديدنها
و رضا الله غايتها...

سعيد نويضي

في السابع من أبريل من سنة ألفان و تسعة ...

سعيد نويضي
20/04/2009, 04:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...



من أوراق البر و البحر...

على الشاطئ الممتد بين أحلامي
و الأرق الصخري
الذي اصطف على مخدتي...

تتساءل أنفاسي
عن حبات الذكرى التي علقت في عنقي
على صدري أطروحة الأوهام...

تقطر الأيام من ثقوب سقف هرم
حبرا على شعيرات الزمن
تحفر أوراقا من عمري على رماد السنين...

تتأرجح بين الحضور و الغياب آهات
تناولني كؤوس الصمت
يطاردني ظلي حتى الصراخ...

تتعالى ومضات
تكتسح مساحات الجهل
ذاك المقيم في بواطن الأشياء...

أهي الأشياء قدسية مثلما طلوع الفجر؟
أم هي قديسة كجلسات الذكر؟
أم هي أسئلة الأجوبة المتوالدة كالمساءات؟

في الحائط المسكون بذكريات الصمت
تراقبني صورتي
تكثر بها علامات الاستفهام...

تشغلني لغة الرموز
فألهو بفك أزرار الليل
حينما أستيقظ داخل المعاني...

تتقاذفني حُمَّى الكلمات
حمم الدلالات تعتصر جهلي
فتهرب مني هواجسي كلما تقدم الزمن...

يرجع صدى أمواج البحر
على بقايا البر
مواكب من ندى تقتات على أنواع جديدة من الغربة...

فتغني الأشجار
على سيمفونية حفيف الأغصان
فاكهة الاصطبار...

فاكهتي من صنف جديد
تمنحني من الوجع
ما ألقح به ثمار الحديقة...

تربتي من آدم عليه السلام
و حماقتي بين البشر
سؤال بين آية و غاية...

من أرض طيبة
و سقف بحجم هذا الفضاء
أساءل الإنسان...

عن أشكال الحلم؟
عن فخاخ الكلام؟
عن حقيقة الرؤيا وصدق الأيام؟

باقة من الأسئلة ينقلها الأثير
كلما نضجت وردة
أرهقتني رائحتها...

فأنام قليلا
بين اليقظة و القلق
أسطر كوابيس حماقاتي...

حتى كأني المخمور بإجابتها
لا اليد نسجتها و لا الأقلام وضعت حروفها
و لا الألوان رسمت لوحتها...

لا شيء يشبه حلاوة الحلم
لا شيء يشبه مرارة الوهم
لا شيء أغلى من الطمأنينة...

بين الحلم و الوهم شعرة الحياة
تتكاثر فيها الدنيا
إن أمسكت بها أمسكت بالسراب...

أطل على يدي
أصنف الأحزان
أجدها تقطر بالأمل...

فأقف مشدوها
بين أناي المبعثرة
خاشعا لعظمة رب الأكوان...

سعيد نويضي.20/4/2009

سعيد نويضي
17/05/2009, 10:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...


نطفة ...

ترفرف الأيام بأجنحتها
يصطف ريشها على حافة الطريق
لحظات بألوان الأسئلة
بحجم الأنين
المختبأ وراء القبور
تحت الصخور
أو على مسافات الجسور...

تتساقط الأوراق
ما بين بياض النهار
و سواد الليل
قطرة/قطرات تلون ماء الحياة
أو نقطة تضيء قسوة الظلام...

تعدو الشهوات بين الثواني
كي تصير رقما في الأرشيف
زمنا توارى وراء الحسابات
أو صورة على الحائط جامدة
مرصعة بأجمل الأحلام
مجملة بأرقى الأحزان
تنطق بكلام الصمت
سكن يوما أعماق الوجود...

هو الحلم يوما
صار وهما
أو حقيقة
أمسك بفوات الأوان
حتى يصنع من لحظات الزمان
شكلا قديما
تفتت ملامحه كأنه كان...

طافت هواجس الليل
أركان الإنسان
سبحت بين الخلايا
حاملة صحفا النسيان...

كوابيس
أو فوانيس
تطارد الروح في عز يقظتها
تعرقل المسير
أو تنير السبيل
كل ذلك من أجل
يوم ثقيل...

ثقيل بلحظاته
ثقيل بتفاصيله
لا تطيقه اللحود
و لا يعرف الحجود
و تغيب فيه الحدود...

فكفاك أيها الإنسان
غفلة
و انتظر يوم تشهد فيه عليك الجلود...