منصف أبو ناي
08/04/2009, 07:04 PM
استعارة
وقفت متأملا، وقفة مستريح بعد أن أنجزت المهمة، كنت سعيدا بما تحقق في ذلك الوقت القصير، وقفت أتأمل اللافتة التي علقتها بعناية، في أنسب مكان، والتي كتبت فيها: "أحاول أن أساعد بلدي على الوقوف". كنت أؤمن دائما بأن التخطيط و البداية الجيدة يؤديان إلى تحقيق الهدف والنهايات الجيدة.
في مخفر الشرطة، لم تكن البداية جيدة إطلاقا، بدءً بالسحب والدفع مرورا بالسب والشتم وانتهاء بالضرب والضرب الخاص، رغم أنني كنت مشوش الذهن من هول الصدمة، فقد استطعت أن ألملم الأجزاء، وأجلو الصورة، إذ لم أكن حالة وحيدة وسط الزحام.. وعند سحبي في أرض المخفر، حيث صرت مقلوبا، يلامس رأسي الأرض، رأيت كل شيء بوضوح، الأوساخ السائلة والصلبة التي علقت بملابسي الجديدة، والتي بدأت تبعث روائح كريهة، والأحذية المختلفة الأشكال والألوان، وحذاء المرء مرآة تكشف أسرار بلاغته، كما كنت دائما أقول.
خلال التحقيق، كنت أريد أن أعرف سبب اعتقالي، وكنت متأكدا من وجود خلل ما، لكن كلما أردت الإشارة إلى ذلك، يغتاظ المحقق، ويطلب مني الإجابة عن الأسئلة فقط، ويمتزج غيظ المحقق بضربات مبرحة من كتلتين بشريتين بأيد صماء، انتصبا ورائي، كيدي شبح مخيف في كابوس.
لم أتخيل يوما أن الأحذية التي كنت أتفانى أمس في مسحها وتلميعها، وأحيانا بدون مقابل، هي التي تدوسني وتركلني اليوم، لم أتخيل أن يتحول إحساني للأحذية لعنة وانتقاما، هل جزاء مسح الأحذية وتنظيفها، أن تزج بي في هذا الكهف القذر؟
بعد أيام، وخلال جلسة للتحقيق، انكشفت الحقائق أمامي كصوفي عارف، لا يفهمه عامة الناس، خصوصا المحققون، لذلك سوف أوجه خطابي إليك أيها القارئ، لعلك تشهد ببراءتي، لقد تحولت من مسح الأحذية المستعملة إلى بيعها في دكان صغير في سوق شعبي، وارتأيت أن أضع شعارا يثير أنظار المشترين، لكنه لفت انتباه المخبرين..
وقفت متأملا، وقفة مستريح بعد أن أنجزت المهمة، كنت سعيدا بما تحقق في ذلك الوقت القصير، وقفت أتأمل اللافتة التي علقتها بعناية، في أنسب مكان، والتي كتبت فيها: "أحاول أن أساعد بلدي على الوقوف". كنت أؤمن دائما بأن التخطيط و البداية الجيدة يؤديان إلى تحقيق الهدف والنهايات الجيدة.
في مخفر الشرطة، لم تكن البداية جيدة إطلاقا، بدءً بالسحب والدفع مرورا بالسب والشتم وانتهاء بالضرب والضرب الخاص، رغم أنني كنت مشوش الذهن من هول الصدمة، فقد استطعت أن ألملم الأجزاء، وأجلو الصورة، إذ لم أكن حالة وحيدة وسط الزحام.. وعند سحبي في أرض المخفر، حيث صرت مقلوبا، يلامس رأسي الأرض، رأيت كل شيء بوضوح، الأوساخ السائلة والصلبة التي علقت بملابسي الجديدة، والتي بدأت تبعث روائح كريهة، والأحذية المختلفة الأشكال والألوان، وحذاء المرء مرآة تكشف أسرار بلاغته، كما كنت دائما أقول.
خلال التحقيق، كنت أريد أن أعرف سبب اعتقالي، وكنت متأكدا من وجود خلل ما، لكن كلما أردت الإشارة إلى ذلك، يغتاظ المحقق، ويطلب مني الإجابة عن الأسئلة فقط، ويمتزج غيظ المحقق بضربات مبرحة من كتلتين بشريتين بأيد صماء، انتصبا ورائي، كيدي شبح مخيف في كابوس.
لم أتخيل يوما أن الأحذية التي كنت أتفانى أمس في مسحها وتلميعها، وأحيانا بدون مقابل، هي التي تدوسني وتركلني اليوم، لم أتخيل أن يتحول إحساني للأحذية لعنة وانتقاما، هل جزاء مسح الأحذية وتنظيفها، أن تزج بي في هذا الكهف القذر؟
بعد أيام، وخلال جلسة للتحقيق، انكشفت الحقائق أمامي كصوفي عارف، لا يفهمه عامة الناس، خصوصا المحققون، لذلك سوف أوجه خطابي إليك أيها القارئ، لعلك تشهد ببراءتي، لقد تحولت من مسح الأحذية المستعملة إلى بيعها في دكان صغير في سوق شعبي، وارتأيت أن أضع شعارا يثير أنظار المشترين، لكنه لفت انتباه المخبرين..