المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ترويج التطبيع عبر البحث العلمي!



د. محمد اسحق الريفي
11/04/2009, 10:40 AM
ترويج التطبيع عبر البحث العلمي!

بقلم: فراس جابر

الثقافة الوطنية الفلسطينية تعرضت للكثير من الضربات والهزات نتيجة التراجع الكبير لمنظومة القيم الوطنية التي سادت لعقود طويلة، ومن تأثيرات هذا التراجع انتشار "ثقافة تجارية" تقوم بالأساس على المتاجرة بالنضال الفلسطيني مقابل عوائد زهيدة شخصية أو مؤسسية. ويمكن ذكر عدة أمثلة في هذا السياق ولكن من أبرز الأمثلة سطوعاً انتشار المؤسسات الفلسطينية التي تعمل على التطبيع مع الاحتلال من مناحي مختلفة (ثقافة، سياسة، شباب، ديمقراطية، نساء) بهدف ترويج ثقافة "السلام" أو بمعنى أخر إعطاء الشرعية الفلسطينية لوجود شريك في دولة الاحتلال للعمل معه على تحقيق "السلام". ويتم هذا بالأساس عبر التركيز على الجيل الشاب بشكل مخطط ومقصود؛ هو هزيمة وعي هذا الجيل عبر تقبله دولة ومجتمع الاحتلال والقدرة على "التعايش" مع هذا الاحتلال والمجتمع، واستلاب وعي أهم الشرائح المجتمعية القادرة على النضال وهي شريحة الشباب. ويتم هذا بالأساس عبر توفير مجموعة كبيرة من المزايا عبر أعطاء "تصاريح" والسفر للخارج وتوفير مميزات مالية واجتماعية، كما يتم عبر خداع المشاركين في هذه اللقاءات بالادعاء أن هناك معنىً وطنياً عبر المشاركة في هذه اللقاءات والدفاع عن القضية الفلسطينية، وكأن المحتل لا يدرك ما يفعله بنا.

وفي هذا السياق استلمت من فترة قصيرة دراسة بعنوان "دراسة تقييمية لبرامج التبادل واللقاءات الشبابية الفلسطينية – الإسرائيلية التي تهدف إلى دفع عملية السلام من خلال الحوار والتفاهم" من إشراف وتنفيذ مؤسسة الرؤيا الفلسطينية وبالتعاون مع مؤسسة الرؤية الجديدة للاستشارات، وقام بتنفيذ الدراسة بشير البرغوثي وبمعاونة عدنان فرمند. وتوقعت من قراءة العنوان أن أرى تحليلاً بحثياً علمياً لجدوى هذه اللقاءات على أساس موضوعي، ولكني وبمراجعة 33 صفحة هي عدد صفحات الدراسة وجدت تحيزاً كبيراً لدى القائمين على الدراسة نحو الترويج لمثل هذه اللقاءات التطبيعية. تقوم الدراسة على عينة عشوائية من المشاركين الشباب في هذه اللقاءات، ومن ثم إجراء مقابلات مع ممثلين لمؤسسات شبابية تشارك وتنفذ مثل هذه البرامج، ويمكن القول أن تقييم أي موضوع من وجهة نظر المشارك فقط فيه انحياز سافر يؤدي لنتائج موجهة كما حصل مع هذه الدراسة، وعليه تأتي كافة النتائج متساوقة مع ه الهدف المخطط لها، كما أن صياغة أسئلة الاستمارة والمقابلات والمجموعات البؤرية فيه توجيه لإجابات المبحوثين، وما يعنيني هنا أن تغطية الترويج للتطبيع عبر البحث العلمي لا يجب أن يمر دون نقد.

في توصيات المجموعات البؤرية يتفق المشاركون على أن اللقاءات جيدة ولكن يجب التحضير والتخطيط لها جيداً قبل المشاركة فيها، وفي هذا محاولة تعميم اللقاءات ولكن بوضع "ضوابط" للتحضير والمشاركة. والأخطر في هذه الدراسة وضع استنتاجات وتعميمها، فتؤكد الدراسة أن "الشباب الفلسطيني والمجتمع المدني الفلسطيني يؤيد من حيث المبدأ هذه اللقاءات والحوارات كأحد أشكال العمل الفلسطيني وطرح عدالة القضية الفلسطينية" بالرغم من أن المشاركون في هذه اللقاءات التطبيعية يرفض حوالي النصف منهم المشاركة مرة أخرى في مثل هذه اللقاءات، وعليه تحاول الدراسة طرح تعميم "علمي" عبر استخدام أدوات بحثية.

وعليه هل يمثل الشباب المشاركين في اللقاءات التطبيعية وفي هذه الدراسة الشباب الفلسطيني كله حتى تصل الدراسة إلى استنتاج أن الشباب الفلسطيني يؤيد من حيث المبدأ هذه اللقاءات، وهذا ما يتنافى مع وصلت إليه الدراسة أن الشباب المشارك نفسه هو من شريحة بالإجمال غنية ولا تعكس واقع حال الشباب الفلسطيني. والسؤال الثاني هل مؤسسات التطبيع تمثل المجتمع المدني الفلسطيني؟ وهل العينة المنتقاة بدقة من ممثلي المؤسسات التي تتربح من المشاركة يعكس واقع حال المجتمع المدني الفلسطيني!!

برأيي الشخصي أن أخطر ما في الدراسة غير إضفاء شرعية "بحثية" على موضوع التطبيع، وإيجاد مبرر لاستمرار لقاءات التطبيع هو محاولة تعميم الرأي القائل أن هناك تأييد كبير لهذه اللقاءات والزج بالمجتمع المدني بأكمله وشريحة الشباب للموافقة على هذه اللقاءات، والمتتبع لحالة المجتمع المدني والشباب يعرف رفض الأغلبية الكبرى منهم لهذا الموضوع. لهذا لا بد من قرع جدران الخزان مرة أخرى للتنبيه من خطورة انسياب ثقافة التطبيع في كافة الأدوات والوسائل المتوفرة لسهولة وتوفر التمويل لهذا النوع من العمل.

كما من الضرورة التصدي لكل المؤسسات والمجموعات والأفراد القائمين على هذا العمل، ونشر أسمائهم علنياً داخل المجتمع لمحاربة ومقاطعة هؤلاء الأشخاص وعزلهم والتنبه لدورهم في العمل بين الشباب تحديداً، لذا تفنيد حجج هؤلاء وأي وسيلة كانت "علمية" أو غير علمية ضرورة وطنية للمحافظة على القيم الوطنية للمجتمع الفلسطيني في حالة نضاله المشروع ضد الاحتلال الصهيوني، وعدم توفير غطاء لجماعات "السلام" التي تلعب دور "المكياج" على الوجه القبيح للاحتلال.

http://www.asharqalarabi.org.uk/mu-sa1/b-mushacat-2378.htm

ناصر عبد المجيد الحريري
11/04/2009, 11:58 AM
أستاذي الدكتور محمد إسحق الريفي
تحية اجلال وتقدير لشخصكم الكريم .

إن ما تفضلتم به ، هو حلقة من حلقات الخدمة التي تقوم بها هذه المراكز و المؤسسات التي تدعي أنها مراكز بحثية ، تقوم بخدمة الأهداف الصهيونية وإيصال أفكارها إلى الشباب العربي .

وقد قمت بعمل دراسة في بداية عام 2008 حول:
(مراكز الأبحاث والمؤسسات
العاملة في خدمة التطبيع
والإستراتيجية " الصهيونية "
( الأهداف- البرامج – الإشراف )
وأنقل بعضها هنا :

يمثل التطبيع الثقافي الدعامة الرئيسية للتغلغل "الإسرائيلي" في المنطقة العربية لأنه أعمق وأكثر استقراراً من أي ترتيبات أمنية كالمناطق المنزوعة السلاح، ووضع قوات دولية وغيرها من الترتيبات الأمنية.
فالتطبيع الثقافي يبقى هو العامل الحاسم على المدى البعيد لأن الصراع يترسخ في وعي الشعوب وثقافتها وذاكرتها الجمعية ووجدانها القومي، فتصعب عملية هز القناعات وتدمير مقومات الذاكرة الوطنية واختراق الثوابت التاريخية والدينية والحضارية دون إقامة جسور للتواصل والتطبيع الثقافي ومن هذا المنطلق فقد قامت الإستراتيجية " الصهيونية " وتجلياتها المعاصرة على محاولة نزع العداء من الوجدان والعقل والذاكرة العربية، استكمالاً لنزع الأسلحة المقاومة، وهي المهمة التي تضمنها الاتفاقات السياسية والأمنية، وضرورة إستراتيجية انعقد حولها الإجماع الفكري في "إسرائيل"ويلتف خلفها المخططون والمنفذون، فقامت بتأصيلها والتنظير لها مراكز بحوث علمية وجامعات ومعاهد وهيئات أكاديمية "إسرائيلية" بحيث تتميز مراكز الدراسات " الصهيونية " ارتباطاتها وتأثيرها على عملية صنع القرار في الدولة " الصهيونية " إضافة إلى أنها تجد الكثير من الدعم والمساندة من أطراف متعددة مثل المؤسسات العامة ومنشآت القطاع الخاص، مما جعل هذه المراكز مستقرة في أوضاعها المالية.
ويبلغ عدد المراكز الأكثر نشاطاً داخل الكيان" الصهيوني " أكثر من 19مركزاً يأتي في مقدمتها المراكز التالية:
- مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية.
- معهد هاري ترومان لبحوث تطوير السلام.
- مركز البحوث والمعلومات الإسرائيلي- الفلسطيني.
- مركز جافي للدراسات الإستراتيجية.
- معهد ليونارد ديفيس للعلاقات الدولية.
- مركز موشي دايان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا.
- مركز تامي شتابنمبنر لبحوث السلام.
- معهد السياسة الدولية لمكافحة الإرهاب.
- المركز العربي اليهودي في جامعة حيفا.
- معهد العلاقات الإنسانية في جامعة حيفا
- معهد الدراسات العربية في جفعات حفيفا
- قسم الدراسات الإسلامية والشرق أوسطي في الجامعة العبرية
- مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب ( باسم جافي أويا فيه )
- المركز الدولي للسلام في الشرق الأوسط
- والمركز الأكاديمي "الإسرائيلي"بالقاهرة .

وغيرها من المراكز والمؤسسات البحثية المعروفة، فالتطبيع يعني الانتقال في العلاقات بين الطرفين من مرحلة العداء إلى مرحلة طبيعية تقوم على أساس المصالح المتبادلة وحسن الجوار والتعاون في الميادين والمجالات كافة.
إن إصرار العدو" الصهيوني " على التطبيع خصوصاً في الميدان الثقافي إنما ينبع من إدراكه أن هذا الميدان هو المؤهل والقادر على تلويث الفكر العربي والثقافة الشعبية- الوطنية، وضخ المفاهيم والتصورات المشوهة لقيمه ومبادئه و " الشخصية القومية " فالتطبيع في المجال الثقافي كما تنطوي عليه المخططات " الصهيونية " ، يستهدف في التطبيق العملي:
1- إعادة كتابة التاريخ الحضاري للمنطقة العربية، من خلال تزييف العديد من الحقائق والبديهيات التاريخية المتعلقة بالطريقة الاستعمارية الاستيطانية التي أقحمت الكيان" الصهيوني " في الوطن العربي حيث أقامت دولته "إسرائيل"على الأرض العربية في فلسطين، مع تشريد أغلبية شعبها.
2- التوقف عن تدريس الأدبيات والوثائق والنصوص المعادية لليهود و" الصهيونية " ودولة "إسرائيل"بما في ذلك الوارد منها في بعض الكتب المقدسة كالقرآن الكريم تطبيقاً للمادة الخامسة من مواد اتفاقيات كامب ديفيد ( البند الثالث ) حيث كثفت "إسرائيل"جهودها العلمية لرصد وتسجيل وتحليل المفاهيم الإسلامية المؤثرة في الصراع مع " الصهيونية " كأحد أبرز وجوه العناصر البنائية للذهنية العربية ففي أثناء زيارة بيغن لمصر في 25 آب / أغسطس 1981 أعرب عن استيائه البالغ من استمرار الطلبة في مصر بدراسة كتب التاريخ التي تتحدث عن اغتصاب "إسرائيل"لفلسطين و كتب التربية الإسلامية التي تحتوي على آيات من القرآن الكريم تندد ب" اليهود " وتلعنهم كالآية:
" لعن الذين كفروا من بني "إسرائيل"على لسان داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " ( المائدة: 78 ) والآية التي تقول: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا " اليهود " والذين أشركوا.. " ( المائدة 82 ). وقد أشارت الصحف المصرية و" الإسرائيلية " " في ذلك الوقت أن السادات استجاب على الفور لطلب صديقه بيغن فأصدر على الفور أوامره للمختصين في وزارة التربية لإعادة النظر في المناهج الدراسية بما يتلاءم مع طلبات بيغن واتفاقيات كامب ديفيد.