المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذف وإثبات ألف كافر وكافرة



أبو مسلم العرابلي
11/04/2009, 11:31 AM
الكلمة الثالثة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف كافر
ورد "كافر" بلفظ المذكر خمس مرات؛
في قوله تعالى: (وَءامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَـاـتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَإِيَّـاـيَ فَاتَّقُونِ(41) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَـاـلُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَـاـبُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَـاـلِدُونَ(217) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُهُمْ وَلا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا(55) الفرقان.
وفي قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(2) التغابن.
وفي قوله تعالى: (إِنَّا أَنذَرْنَـاـكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَـاـهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَـاـلَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا (40) النبأ.
الكافر هو الذي استمر في إنكار نعمة الله عليه، وعبد غير الله عز وجل، ودام عليها؛ فثبتت ألفه لأجل ذلك.
وجاء لفظ "كافرة" بالتأنيث مرة واحدة؛
في قوله تعالى: (قَدْ كَانَ لَكُمْ ءايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَـاـتِلُ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَـاـرِ (13) آل عمران.
وهي فئة قائمة تقاتل فئة المؤمنين، وعلى ذلك كان ثبات ألفها.
وجاء اسم الفاعل: "كفَّار"؛ بصيغة المبالغة في خمسة مواضع؛
في قوله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَوا وَيُرْبِي الصَّدَقَـاـتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ(276) البقرة.
وفي قوله تعالى: (وَءاتَـاـكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَـاـنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) إبراهيم.
وفي قوله تعالى: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَـاـذِبٌ كَفَّارٌ(3) الزمر.
وفي قوله تعالى: (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(24) ق.
وفي قوله تعالى: (إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا(27) نوح
فصيغة المبالغة دالة على كثرة الأخذ بالكفر والاستمرار عليه، حتى يلاقي الله تعالى بكفره، فثبتت ألفه لأجل ذلك.
و"فاجرًا" مثل كفار في ثبات ألفه؛ فهو باق على فجوره ومندفع فيه، ومستمر عليه.
أما "الكافرون" بصيغة جمع المذكر السالم المرفوع فقد ورد في ستة وثلاثين موضعًا؛
كما في قوله تعالى: (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَـاـفِرُونَ (44) المائدة
و"الكافرين" بصيغة جمع المذكر السالم المنصوب أو المجرور في ثلاثة وتسعين موضعًا؛
كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَـاـفِرِينَ (67) المائدة.
وفي قوله تعالى: (أُولَئِكَ هُمُ الْكَـاـفِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَـاـفِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) البقرة.
وحذف الألف فيهما جارٍ على قاعدة تساوي أفراد الجمع، وعدم تميز بعضهم عن بعض يستوجب ثبات الألف إلا بقرينة تدل على ذلك، لأن الجمع يوحد بين أفراده، ويساوي بينهم.
وقد ذكر "كُفَّار" بصيغة جمع التكسير؛ في واحد وعشرين موضعًا؛ تسعة عشر بالرفع؛
كما في قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَـاـئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(161) البقرة.
ومرة في حال النصب؛
في قوله تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَـاـبِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَـاـنِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ (109) البقرة.
ومرة في استفهام تقريعي؛
في قوله تعالى: (أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ(43) القمر
الكُفَّار في كل المواضع التي ذكروا فيها؛ هم الذين داموا على كفرهم في الحياة الدنيا، أو ماتوا عليه، أو بعثوا لحسابهم على الكفر الذي كان منهم. وعلى ذلك ثبتت الألف فيها.
وحذفت ألف " الكُفَّار" في موضع واحد في حالة الرفع؛
في قوله تعالى: (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّـاـرُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ(42) الرعد.
سيعلم الكفار ذلك بعد انتهاء كفرهم، وسقوط أعمالهم وبطلانها؛ فلا أحد يكفر يوم القيامة، وقد عاينوا بأعينهم ما كفروا به من قبل، وعلى ذلك حذفت الألف في هذا الموضع الوحيد.
وردت "الكوافر" بصيغة جمع التكسير لكافرة مرة واحدة؛
في قوله تعالى: (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ (10) الممتحنة
الكوافر؛ هن القائمات على الكفر، المستمرات عليه، فجاء النهي عن التمسك بهن؛ فثبتت ألفها لأجل هذا الاستمرار منهن.
أما "كفَّارة" بالتأنيث فقد وردت أربع مرات؛ ثبتت الألف في واحدة منها؛
في قوله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ (45) المائدة.
وذلك أن الآخذ بالقصاص يخرج منه لا مأجورًا ولا مأزورًا، ومن يعف ويتصدق فإن عمله يمتد له بما يكفر الله تعالى عنه بهذه الصدقة من الذنوب، ويكتب له من الأجر الممتد؛ وعلى ذلك ثبتت ألفها.
وحذفت ألف "كفارة" في موضعين؛
في قوله تعالى: (لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَـاـنِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَـاـنَ فَكَفَّـاـرَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـاـكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلـاـثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّـاـرَةُ أَيْمَـاـنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (89) المائدة.
وذلك أن هذه الكفارة تسقط إثم عدم الوفاء بالأيمان، أو تعمد تركها إن حالت بين الخير وفعله، فسقطت ألفها؛ لأجل أن الكفارة لا تبقي الإثم يدوم على صاحبها.
وحذفت في قوله تعالى: (فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَـاـلِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّـاـرَةٌ طَعَامُ مَسَـاـكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ (95) المائدة
وكان حذفها لنفس السبب السابق في إسقاط الكفارة لإثم المحرم المرتكب للصيد الذي حرم عليه، بعد إحرامه لأداء مناسك الحج أو العمرة.

الحاج بونيف
13/04/2009, 11:31 PM
وفقكم الله وسدد خطاكم وأثابكم وأعانكم على إتمام مشروعكم النبيل.

أبو مسلم العرابلي
13/04/2009, 11:48 PM
وفقكم الله وسدد خطاكم وأثابكم وأعانكم على إتمام مشروعكم النبيل.

وجزاكم الله بكل خير يا أخي الكريم الفاضل
وأحسن الله إليكم بكل فضل وإحسان
وزادنا الله تعالى وإياكم من فضله وعلمه