المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاضافة الى الدين



الناصر خشيني
11/04/2009, 06:49 PM
ان موضوع الاضافة الى الدين من المواضيع الهامة في حياتنا اليومية لأنه يمس كل علاقاتنا و ممارساتنا في السياسة و المجتمع و الاقتصاد و سائر حركاتنا و سكناتنا حتى أنه يصاحبنا في أدق و أحرج مراحل حياتنا و لذلك لابد من الانتباه الى عدة أشياء عند الحديث عن هذا الموضوع علما وأن الكثير من الممارسات و العادات و التقاليد و التصرفات التي كنا نظنها من الدين و لكن عندما درسنا حقيقة الدين في الجامعة ة تبين لنا أنها عناصر أضيفت الى الدين من قبل من له مصلحة في هذه الاضافة عبر قرون عديدة اختلطت فيها عوامل الجهل بحقيقة الدين مع عوامل أخرى كالمصالح المادية أو الرغبة السياسية أو عوامل الوراثة للعادات و التقاليد البالية و الخشية من التغيير وبذلك تراكم على الدين كم هائل من الاضافات و الزوائد التي لا يمكن اعتبارها أساسا من الدين بل تصل في حالات عديدة الى مناقضة مبادئه فما هي اهمها حتى نتجنبها ونخلص الى دين الاهي صاف غير معقد ومستساغ يقبل به الذوق الرفيع و العقل السليم حتى يكون ديننا جديرا كما هو في حقيقته الموضوعية بأن يتبع ويكون دين البشرية جمعاء المحقق للأمن والطمأنينة في هذا العالم .
ونبدأ بمسألة العقيدة حيث أتى الدين بالتوحيد لله تعالى وألغى كل ند أو شريك له سواء كان بشرا أو غيره من المخلوقات و الأشياء التي ظل الناس يعبدونها الى يوم الناس هذا ويمكن الاشارة في هذا الصدد الى التوجه بالدعاء و طلب البركة من الأولياء و الصالحين و تقديم القرابين و النذور اليهم واقامة المهرجانات فيها فهذا كله خارج عن اطار الدين و سلوك يؤدي حتما الى الخروج عن القاعدة الأساسية في التوحيد و تقود حتما الى الشرك بالله تعالى وهناك حقائق جوهرية في ديننا يتغافل عنها الكثير من الناس وهي أنه لا وجود لواسطة بين الله وعباده في الدين الاسلامي فبامكان أي كان أن يتوجه مباشرة لله بالدعاء أو العبادة مباشرة دون انتظار اشارة من أحد وآيات عديدة تشير الى هذا المعنى .

اما في خصوص ما يمكن اعتباره اضافة الى الدين في العقيدة ما فعله الشيعة من دون الفرق الاسلامية جميعا عندما أقروا أن الامامة جزء من العقيدة الاسلامية وهم بذلك صادروا الحق الطبيعي للأمة في اختيار حكامها ومحاسبتهم لحساب ولاية الفقيه واعتبار أن الحكام يحكمون بقتضى التفويض الالاهي لهم وبذلك ندخل حلقة مفرغة من التسلط على رقاب الدين باسم الدين وكذلك الجماعات التي تقول بالحكم الالاهي المطلق وتكفر من لم يتفق معهم في هذا فانهم لا يفعلون شيئا سوى توظيف الدين لخدمة أغراضهم السياسية الدنيوية بعيدا عن حقيقة الدين الجوهرية التي تولي مكانة هامة للأمة في تسيير أمور حياتها بنفسها مباشرة و بعيدا عن التوظيف الديني و الذي من المفروض أنه قد تجاوزته الأحداث لكن للأسف مازال قائما لحد الآن .
وفي العبادات هناك الكثير من الخلط بين الجوهري و الثانوي في الدين بحيث يقدم ماهو سنة أومندوب على الواجب في كثير من الحالات ففي مسالة الختان وهي سنة مؤكدة و لكنها لا ترقىالى الواجب بأي حال من الأحوال فان الكثير من الناس يولونها أهمية اكبر من بعض الواجبات الدينية فينفقون الأموال الطائلة على مثل هذا الأمر و لا يؤدون مثلا فريضة الحج بدعوى ادخال أبنائهم الى الدين الاسلامي وفي بعض المناسبات الدينية كالأعياد وشهر رمضان فان الكثير من الناس يركزون على الطعام والموائد الملآنة بصنوف الطعام على حساب الجوهر وهو أداء العبادة فلماذا تحفل أسواقنا في مثل هذه المناسبات أكثر من اللازم لابد من ترشيد المسلمين أن العبرة بالعبادة ليس الشكل وانما هو الجوهر ولكن السائد حقيقة هو الشكل .
وفي العادات والتقالبد هناك اضافات عديدة منها عند الموت اقامة أربعينية الميت أو سنوية له و تقديم الطعام بشكل احتفالي فيه من مظاهر الترف و البذخ و التفاخر و المنافسة بين الناس حول من يبدع في هذا المجال أكثر بحيث
تخرج هذه الممارسات عن جوهر الدين و اذا أضفنا اليها ما يفعله الناس من طقوس وممارسات في المقابرعند الزيارة فانك ترى الأعاجيب حتى من أناس محسوبين على التدين من المشايخ و القراء الذين لا يحترمون أبسط قواعد الدين في تصرفاتهم
وحدث ولا حرج عن العادات و التقاليد في الزواج والأجواء الاحتفالية بمثل هذه المناسبات حيث فيها الكثير من الخروج عن ضوابط الدين عن طريق التهريج و القيام بعادات وتقاليد لا علاقة للدين بها سوى تعسير عملية الزواج وجعله يكاد يكون منحصرا على الأغنياء و من الطبيعي عندئذ أن يكثر الفساد في المجتمع نتيجة لمثل هذه التصرفات .لذا لا بد من الانتباه الى مثل هذا الأمر حتى نمارس الدين بكل وعي و لانترك العادات و التقاليد التي أصبحت اليوم بمثابة السلطة القوية التي لا نقدر على مواجهتها في حين أنها تبعدنا كثيرا عن حقائق الدين و توقعنا غالبا في المحظور الذي ينبغي تجنبه حفاظا على ديننا من التبدل ونسيان جوهره في مقابل دين بديل وغريب.

د. عيدة مصطفى مطلق
03/05/2009, 10:31 AM
الأخ الناصر الخشيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على أنك فتحت عش الدبابير .. حيث باتت عوالق كثيرة تتلبس الدين .. ويروج لها تماماً كما ذكرت لخدمة مصالح آنية وظرفية لمن يرسخها.. لقد آن الآوان لأن نتوقف عند كثير من الممارسات ( الصحية ، والاجتماعية وحتى السياسية .. ) لنحكم عليها من منظور ديني خالص.. وحتى المفاهيم التي لا زالت تعاني من التباسات كثيرة ( كمسألة القوامة على النساء، ومسألة ختان الفتيات، ومسائل الميراث، والمهور.. وطاعة ولي الأمر .. التي أخذت تتحول إلى صنم لا يجوز الاقتراب منه .. والأدب والموسيقى .. وأشكال التعبير المختلفة ..
على كل مقالاتك فتحت باباً حبذا لو يبيني عليها المتخصصون في الشريعة وعلومها وفقهها .. حتى نتقدم كمجتمعات عربية إسلامية نحو الإسلام.. ولا نظل في موقع العاجز المتلقي لأفكار وفقه الهواة!!

مع التحية والمودة
د.عيدة مصطفى مطلق قناة
اربد/ الأردن

اسد الاسدي
03/05/2009, 11:52 AM
الاستاذ الفاضل الناصر خشيني ....
نوهت في مقالك هذا الى ان الشيعة هم اول التزم بالنص النبوي الشريف .... ولم يميلوا الى استحداث ما قد ثبته الرسول الاعظم ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وآله وسلم .
ودليلي على هذا هو من كتب اهل السنة انفسهم ...
فاقرأ بعين الفحص ، لا عين الاتهام ...
الخطاب الجامع.. مفترق الطرق

في حديث صحيح، جمع الخطاب وأوجز:

قال الصحابي زيد بن أرقم: لمّا دفع النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع ونزل
--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 100
--------------------------------------------------------------------------------

غدير خمّ، أمر بدوحاتٍ فقُمِمْن (1)، ثمّ قال: «كأنّي دُعيتُ فأجبتُ، وإنّي تارك فيكم الثَقَلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي. فانظروا كيف تخلفوني فيهما ! فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علَيَّ الحوض».

ثمّ قال: «إنّ الله مولاي، وأنا وليّ كلّ مؤمن» ثمّ أخذ بيد عليّ رضي الله عنه، فقال: «مَن كنتُ وليّه فهذا وليّه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه».

قال أبو الطفيل: قلتُ لزيد: سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!

قال: نعم، وإنّه ما كان في الدوحات أحد إلاّ رآه بعينه وسمعه بأُذنيه(2)

ص.

هذا الخطاب، على نحو مائة ألف من المسلمين شهدوا حجّة الوداع، وعند مفترق طرقهم إلى مدائنهم، لم يعِشِ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعده إلاّ نحو ثمانين يوماً (3)، ليكون هذا الخطاب ذاته بعد اليوم الثمانين مفترق الطرق بين المسلمين، وحتّى اليوم !!

ثمانون يوماً لا تكفي لنسيانه !!


____________

(1) أي: كُنِسْنَ.

(2) أخرجه: النسائي، السنن 5 | 8464، الاَثري، تخريج خصائص عليّ عليه السلام | 76 وذكر له عدّة مصادر، منها: مسند أحمد 1: 118، البزّار | 2538 ـ 2539، وابن أبي عاصم: 1365، والحاكم، المستدرك 3: 109، وأخرجه ابن كثير، البداية والنهاية 5: 228 وقال: قال شيخنا الذهبي: هذا حديث صحيح، وأخرجه اليعقوبي، التاريخ 2: 112.

(3) كانت خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خمّ يوم 18 ذي الحجّة سنة 10 هـ، ووفاته صلى الله عليه وآله وسلم يوم 2 أو 12 ربيع الاَوّل من سنة 11 هـ، حسب اليعقوبي والطبري والكليني، أو 28 صفر، حسب الطبرسي.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 101
--------------------------------------------------------------------------------

ودواعي الذكرى التي أحاطت به لا تسمح بتناسيه !!

لكن لم يحدّثنا التاريخ أنّ أحداً قد ذكره في تلك الاَيّام الحاسمة التي ينبغي ألاّ تعيد الاَذهان إلى شيء قبله، فهو النصّ الذي يملأ ذلك الفراغ، ويسكن له ذلك الهيجان، وتنقطع دونه الاَمانيّ، أو فرص الاجتهاد..

«إنّي يوشك أن أُدعى فأُجيب..

وإنّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي..

مَن كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه..».

والعهدُ، بعدُ، قريبٌ، جدُّ قريب..

فإذا وجدنا اليوم من لم يؤمن بالنصّ على خليفة النبيّ (ص)، فليس لاَنّ النبيّ لم يَقُلْه، بل لاَنّ الناس يومئذٍ لم يذكروه !!

7 ـ قوله (ص):«أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».

حديث متواتر لا خلاف فيه (1)، لكنّ الكلام في تأويله، وما أغنانا عن التأويل الذي ما أبقى من النصّ إلاّ حروفه !!

غريب جدّاً ما ذهب إليه المتأوَّلون من أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يَقُلْهُ إلاّ تطييباً لخاطر عليٍّ وترغيباً له في البقاء في المدينة لمّا أرجف به المنافقون وقالوا: خلّفك مع النساء والصبيان ! وليس فيه من تشابه المنزلتين إلاّ

____________

(1) مسند أحمد 1: 173 و 175 و 182 و 184 و 331، صحيح البخاري ـ فضائل عليّ ـ | 3503، صحيح مسلم ـ فضائل عليّ ـ | 2404، مصنّف ابن أبي شيبة ـ فضائل عليّ ـ 7: 496 | 11 ـ 15.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 102
--------------------------------------------------------------------------------

القرابة (1) !

غريب في نسبة هذه الاغراض إلى حديث نبويّ ظاهر، إلى حديث النبيّ (ص) الذي لا يقول إلاّ حقّاً، ومع عليٍّ (ع) بالذات، ربيب النبيّ وبطل الملاحم !!

وغريب في تناسي القرآن، وكأنّ القرآن لم يذكر شيئاً من منزلة هارون من موسى !!

وغريب في الغفلة عمّا يضفيه هذا التأويل إلى الإمام عليّ (ع) وسعد وابن عبّاس، على الاَقلّ، من سذاجة في التفكير وقصور في الفهم !!

ألم يكن الإمام عليٌّ (ع) يعرف قرابته من رسول الله (ص) قبل ذلك اليوم ؟!

أم كان سعد لم يتمنّ إلاّ هذه القرابة وهو يقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في عليٍّ ثلاث خصال لئن يكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليَّ من حمر النعم، سمعته يقول: «إنّه منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي...» (2)؟! فهل فهم منه القرابة، لا غير ؟!

أم كان ابن عبّاس لا يريد إلاّ القرابة حين يذكر لعليٍّ (ع) عشر خصال ليست لاَحدٍ من الناس، فيعدّ فيها هذا الحديث (3)؟! فهل كان النبيّ (ص) ليس له ابن عمّ إلاّ عليّ (ع)؟!


____________

(1) ابن حزم، الفِصَل 4: 94، ابن تيميّة، منهاج السُنّة 4: 87 ـ 88.

(2) صحيح مسلم ـ فضائل عليّ ـ | 32، الخصائص ـ بتخريج الاَثري ـ | ح 9 و 10 و 43 و 52، المصنّف، ابن أبي شيبة ـ فضائل عليّ ـ | 15.

(3) مسند أحمد 1:331، الخصائص ـ بتخريج الاَثري ـ | 23، المستدرك 3: 132 ـ 133 ـ ويأتي لاحقاً.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 103
--------------------------------------------------------------------------------

لقد كان لابن عبّاس من قرابة النبيّ (ص) مثل مالعليّ عليه السلام فكلاهما ابن عمّه صلى الله عليه وآله وسلم !! ويساويهما في هذه القرابة كلّ أولاد أبي طالب وأولاد العبّاس وأولاد أبي لهب !

ولا يخفى أيضاً أنّ قرابة عليٍّ للرسول ليست كقرابة هارون لموسى (صلوات الله عليهم أجمعين)، فليست هي المعنيّة في النصّ قطعاً..

وغريب أن يخفى على هؤلاء ما هو ظاهر لمن هو دونهم: فقوله (ص): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» ظاهر في عمومه واستيعابه جميع مصاديق تلك المنزلة، ومن هنا استثنى النبوّة، فقال (ص): «إلاّ أنّه لانبيَّ بعدي» فلمّا استثنى النبوّة فقد نصّ على ثبات المصاديق الاَُخر، وهي: (الوزارة والخلافة).

فلو لم يرد النصّ إلاّ في غزوة تبوك، لَما أفاد ذلك تخصيصه بتلك الغزوة مادام الحديث نصّاً في العموم.

ولقد ورد هذا النصّ نفسه في غير غزوة تبوك أيضاً، كما رواه ابن حبّان وغيره في خبر المؤاخاة في السنة الاَولى من الهجرة النبوية (1).

8 ـ قوله (ص): «يكون بعدي اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش».

متواتر، لانزاع فيه (2)!


____________

(1) السيرة النبوية، لابن حبّان: 149، وصحّحه سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواصّ: 23 نقله عن الاِمام أحمد في المناقب، وقال: رجاله ثقات.

(2) صحيح البخاري ـ الاَحكام | 8461، صحيح مسلم ـ الاِمارة ـ | 1821 و 1822، مسند أحمد 1: 398 و 406، سنن أبي داود | 4280، سنن الترمذي ـ كتاب الفتن 4 | 2223، مصابيح السُنّة 4 | 4680. لذا فإنّ قول الدكتور النشّار، نشأة الفكر الفلسفي في الاِسلام 1: 448 و 2: 218: (إنّ فكرة 12 خليفة لا وجود لها في الاِسلام) إنّما هي كبوة فارس !


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 104
--------------------------------------------------------------------------------



أهل البيت أوّلاً

يقول ابن تيميّة: إنّ بني هاشم أفضل قريش، وقريش أفضل العرب، والعرب أفضل بني آدم، كما صحّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قوله في الحديث الصحيح: «إنّ الله اصطفى بني إسماعيل، واصطفى كنانة من بني إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفى بني هاشم من قريش»..

ويمكن أن يضاف إلى هذا كثير:

أ ـ «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي، فأذهِب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً» عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، ولا أحد سواهم، ذلك حين نزل قوله تعالى: (إنّما يريد اللهُ ليُذهِبَ عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)(1) فأدار عليهم الكساء وقال فيهم قوله المتّفق عليه هذا (2)!

ب ـ «نحن بنو عبد المطّلب سادة أهل الجنّة: أنا، وحمزة، وعليّ، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهديّ» (3).

جـ ـ «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» (4).


____________

(1) الاحزاب 33: 33.

(2) صحيح مسلم ـ فضائل الصحابة ـ | 2424، سنن الترمذي | 3205 و 3787 و 3871، مسند أحمد 4: 107 و 6: 291 و 304، مصابيح السُنّة 4: 183 | 4796، أسباب النزول: 200، وسائر كتب التفسير عند هذه الآية من سورة الاَحزاب.

(3) سنن ابن ماجة 2 | 4087.

(4) مسند أحمد 3: 3 و 62 و 64 و 80 و 82.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 105
--------------------------------------------------------------------------------

د ـ «المهديّ من عترتي، من وُلْد فاطمة» (1).

فلم يبق في الاَمر أدنى غموض، بعد تقديم بني هاشم الصريح، وتقديم أهل البيت خاصّة على سائر بني هاشم، وصراحة النصوص المتقدّمة، لا سيّما الغدير والولاية والثقلين، وببساطة كبساطة هذا الدين الحنيف، وبعيداً عن شطط التأويل بُعد هذا الدِين عن التعقيد والتنطُّع، تبدو عندئذٍ كم هي ظاهرةٌ إمامة اثني عشر سيّداً من سادة أهل البيت عليهم السلام.. وتحديداً: أوّلهم عليّ، فالحسن، فالحسين، وآخرهم المهديّ (عليهم السلام).

ومن لحظ الاضطراب الشديد والتهافت الذي وقع فيه شرّاح الصحاح عند حديث الخلفاء الاثني عشر (2)، ازداد يقيناً في اختصاص سادة أهل البيت بهذا الحديث، دون سواهم.

وقد اهتدى إلى هذا المعنى بعض من شرح الله صدره للاِسلام من أهل الكتاب لمّا رأوا في أسفارهم الخبر عن اثني عشر إماماً يكونون بعد النبيّ العظيم من وُلْد إسماعيل (3)، فناقضهم ابن كثير، نقلاً عن شيخه ابن تيميّة، ليجعل هؤلاء العظماء هم الخلفاء الّذين يعدّون فيهم معاوية ويزيد ومروان وعبد الملك وهشام، أو الّذين لا يدرون من هُم (4).


____________

(1) سنن أبي داود | 4284، تاريخ البخاري 3: 346، مصابيح السُنّة | 4211.

(2) أُنظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري 13: 180 ـ 183، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري 15: 212 ـ 213، صحيح مسلم بشرح النووي 12: 201 ـ 203، البداية والنهاية 6: 278 ـ 281.

(3) العهد القديم ـ سفر التكوين ـ إصحاح 17: آية 20.

(4) أُنظر: البداية والنهاية 6: 280.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 106
--------------------------------------------------------------------------------

وأهل البيت أوّلاً:

لو لم يكن ثمّة نصّ في الاِمامة، وكان للاَُمّة أن تُرشّح لها أهلها، وبعد ما تقدّم في تفضيل بني هاشم، وأهل البيت خاصّة، فهم الاَوْلى بالاِمامة بلا منازع.

وأهل البيت أوّلاً:

لو كانت الخلافة محصورة في قريش، إمّا لنصّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أو لقول المهاجرين في السقيفة، (أنّ قريشاً أولياؤه وعشيرته)، (وقومه أوْلى به)، (وهيهات أن يجتمع سيفان في غمد)، (ولا تمتنع العرب أن تولّي أمرها مَن كانت النبوّة فيهم).

وأخيراً: (فمَن ينازعنا سلطان محمّد ونحن أولياؤه وعشيرته، إلاّ مُدلٍ بباطلٍ، أو متجانف لاِثمٍ، أو متورّط في هَلَكة) (1)؟!

فإنّ هذا كلّه لا يرشّح أحداً قبل بني هاشم، فإذا كان قومه أوْلى به فلا ينازعهم إلاّ ظالم، فما من أحد أوْلى به من بني هاشم، ثمّ أهل البيت خاصّة !

فبنو هاشم، دون سواهم من بطون قريش، هم المعنيّون بآية الاِنذار في بدء الدعوة النبوية: (وأنذر عشيرتك الاَقربين) (2).

وبنو هاشم هم المعنيّون بالمحاصرة في شعب أبي طالب ثلاث سنين، وليس معهم إلاّ بني المطّلب، أمّا بطون قريش الاَُخر، تَيم وعديّ

____________

(1) أُنظر: الاِمامة والسياسة: 12 ـ 16، الكامل في التاريخ 2: 329 ـ 330.

(2) سورة الشعراء 26: 214.


--------------------------------------------------------------------------------
الصفحة 107
--------------------------------------------------------------------------------

وأُميّة ومخزوم وزهرة وغيرها، فهم الّذين تحالفوا على محاصرة عشيرة محمّد الاَقربين، بني هاشم وبني المطّلب !!

فهل خفي هذا على أحد، لو خفيت عليه النصوص ؟!

فالذي جادل في النصوص ودَفَعها بأنّها لو صحّت، أو لو أفادت الخلافة، لَمّا خفيت على عظماء الصحابة وجمهورهم.. عليه أن يقف أمام هذه الحقيقة، كيف خفيت عليهم ؟!
وللمزيد يراجع كتاب ( خلافة الرسول بين الشورى والنص) على الرابط التالي :
http://www.aqaed.com/shialib/books/02/khelafah/index.html
وتقبل مني جزيل الشكر على حسن الاصغاء

الناصر خشيني
08/05/2009, 02:10 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي أسد الأسدي
ان ما ذكرته في الرد على ما ذكرته لا يمكن القبول به لأنه عبارة عن نقل حرفي في معظمه من كتب غلاة الشيعة وهم كما تعلم غير مأموني الجانب على الدين الاسلامي بحكم الضلالات و الانحرافات و الممارسات الغريبة التي يمارسونها على زعم أنها من الدين و هي ليست كذلك لذلك أنصحك بالابتعاد عن مثل هذه المصادر المشبوهة و اعلم أنه في ديننا الناس متساوون كأسنان المشط و لافرق بين عربي و أعجمي الا بالتقوى و نحن في عصر لا نحتاج فيه الى ولاية الفقيه تحت أي ستار .

اسد الاسدي
08/05/2009, 05:17 PM
الاخ الناصر خشيني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ياسيدي اشكر ردك علي ، وسمح لي ان سبب مداخلتي هي عبارتك (اما في خصوص ما يمكن اعتباره اضافة الى الدين في العقيدة ما فعله الشيعة من دون الفرق الاسلامية جميعا عندما أقروا أن الامامة جزء من العقيدة الاسلامية وهم بذلك صادروا الحق الطبيعي للأمة في اختيار حكامها ومحاسبتهم لحساب ولاية الفقيه -) واوضح ان من صادر حق الامة ليس الشيعة انفسهم بل هم من جعلوا الخلافة - وقبالها ولاية امر الامة او ما نسميه بالفقه الشيعي ولاية الفقيه - جعلوا الخلافة بالوصية ، او شبه الوصية عبر اختيار مجموعة من المسلمين يختارون الخليفة او ولي امر الامة ، اما نحن من اتباع مذهب اهل البيت فنعتقد ان خلافة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) كانت بالنص وهذا ما حاولت ان اوضحه لك من كتب اهل السنة انفسهم ، والتي جمعت في هذا الكتاب ( الخلافة بين الشورى والنص ) الذي اتهمته بالمصادر المشبوهة ،مع انه يرجع في اسانيده الى ذخائر كتب اهل السنة ، فهل مسند ابن الامام ابن حنبل وصحيح مسلم و صحيح البخاري وابن حزم مشكوك فيها ؟
لا اعتقد ...
ولك مني جزيل الشكر والتقدير

الناصر خشيني
11/05/2009, 03:41 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي أسد الأسدي
ان كل ما قلته من روايات حتى و ان كانت من أهل السنة فانها في أحسن أحوالها أحاديث آحاد و هي كما تعلم ظنية الورود لا يمكن أن تستقيم في أمور العقيدة وقد قررت كل الفرق الاسلامية ما عدا الشيعة أن السلطة أمر سياسي لا ديني ثم تحتج بأحاديث آحاد لا يمكن اعتمادها وهي مخالفة لمقتضيات العقل وما علم من الدين بالضرورة من ناحية المساواة التامة بين المسلمين و مرة أخرى نحن كسنة نحب أهل البيت و نقدرهم و نحترمهم و لكننا لا نعبدهم و لا نقدسهم لأنهم في النهاية بشر لا غير كما يعتقد الشيعة و السلام