المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حذف وإثبات ألف هادٍ



أبو مسلم العرابلي
12/04/2009, 11:19 AM
الكلمة الرابعة عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حذف وإثبات ألف هادٍ
الهادي هو من يقدم ويدل على ما فيه ثبات، وبقاء، وحفظ، واستمرار من قدم إليه هدايته، فعلى ذلك تثبت ألفه، وقد تكرر اسم "هادي" عشر مرات؛ ثبتت ألفه في ثمانية مواضع؛
في قوله تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ(7) الرعد.
وفي قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا(31) الفرقان.
وفي قوله تعالى: (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ ءَامَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ(54) الحج.
هذه المواضع الثلاثة في الإثبات؛ فلكل قوم هاد يهديهم ويثبتهم، والله تعالى هو المثبت لمن ينصره، وهو الهادي إلى صراط مستقيم.
والصراط وردت في القرآن خمسًا وأربعين مرة، وكلها بحذف الألف؛ لأن الألف هي للتفصيل، وصراط الله واحد فقط ليس معه ما يحتاج الأمر إلى التفريق بينها، وعلى ذلك سقطت ألفه.
وبقية المواضع في نفي الهادي والمثبت لمن يضلل الله عز وجل؛ لأن الضال هو من خرج عن الطريق المثبت له؛
في قوله تعالى: (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنْ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(33) الرعد.
وفي قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(36) الزمر.
وفي قوله تعالى: (يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(33) غافر.
وفي قوله تعالى: (مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَـاـنِهِمْ يَعْمَهُونَ(186) الأعراف.
وفي قوله تعالى: (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَـاـبًا مُتَشَـاـبِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23) الزمر.
وطغيان وردت في القرآن تسع مرات؛ وقد حذفت الألف في الجميع؛ لأن الطغيان صفة نكس ونقص، وموجبة لغضب الله وسخطه، وليست امتدادًا لصاحبها وزيادة له، وعلى ذلك كان حذفها.
والمتشابه ذكر في القرآن في ستة مواضع، وقد حذفت ألف فيها جميعًا؛ لأن التشابه يقتضي التساوي فيما يوصف به المتشابهون، وعلى ذلك تسقط ألفه.
وحذفت ألف هادي في موضعين؛
في قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(53) الروم.
وفي قوله تعالى: (وَمَا أَنْتَ بِهَـاـدِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَـاـلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَـاـتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ(81) النمل.
وذلك أن الضالين وُصِفوا بالعمى، والأعمى يقاد ولا يهدى؛ لأنه لا يبصر، فكيف تشير إليه، وتبين له الطريق، وتثبته عليه؟! وعلى ذلك كان حذف ألفه منه.
وقد ذكر "الضلال" في القرآن -الذي عرض في هذه الآيات- سبعًا وأربعين مرة؛ سقطت الألف فيها جميعًا؛ وذلك أن الضلال خروج عن طريق الحق والهدى والثبات، فهو صفة نقص ونكس لا زيادة وامتداد، وعلى ذلك كان حذف الألف منه.
وكذلك ذكرت "الآيات" في القرآن مائتان وخمسًا وتسعين مرة؛ سقطت الألف فيها جميعًا إلا في موضعين فقط من سورة يونس:
في قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايَاتُنَا بَيِّنَـاـتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْءَانٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ (15) يونس.
وفي قوله تعالى: (وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي ءَايَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21) يونس.
وذلك أن الآيات جمع، والجمع تسقط ألف على قاعدة أن الجمع يتساوى أفراده فيه، وعدم تميز بعضهم عن بعض إلا إذا وجدت قرينة تبين خلاف ذلك.
وكذلك فإن الجمع يدل على أشياء ثابتة ومستقرة ومعلومة، فتسقط ألفه لذلك.
فثبات ألف آيات في الموضع الأول؛ لأن الحديث عن آيات مستمرة، ودائمة، وممتدة، ويتواصل نزولها، وتلاوتها؛ فطلب الكافرون تبديل الآيات أو تغييرها بغيرها مما يتلى ويلحق بها؛ فعلى ذلك كان ثبات الألف.
وفي الموضع الثاني؛ جاء في آية كان سبب نزولها؛ أن القحط سلط على أهل مكة سبع سنين، فلما نزلت عليهم رحمة من الله تعالى فيها حياة لهم؛ سخروا واستهزؤوا، فنزول المطر من آيات الله، ويستمر نزوله على فترات، فلا حياة للناس دونه، وإن تأخر عنهم أو أصابهم القحط سنوات عديدة؛ فعلى ذلك كان ثبات ألف آيات في هذا الموضع أيضًا.

الحاج بونيف
13/04/2009, 11:17 PM
جزاكم الله خيرا على حسن اجتهادكم وتقديمكم لهذه الأسرار الجميلة في الرسم القرآني.

أبو مسلم العرابلي
13/04/2009, 11:47 PM
جزاكم الله خيرا على حسن اجتهادكم وتقديمكم لهذه الأسرار الجميلة في الرسم القرآني.
وجزاكم الله بكل خير يا أخي الكريم الفاضل
وأحسن الله إليكم بكل فضل وإحسان