المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سعد الدين خضر وكتابه صحف العراق بعد العاشر من نيسان 2003



ابراهيم خليل العلاف
14/04/2009, 05:31 PM
سعد الدين خضر وكتابه صحف العراق بعد العاشر من نيسان 2003

أ.د. إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل


الزميل والصديق والباحث والأخ الأستاذ سعد الدين خضر، طاقة كبيرة من الإبداع والمثابرة، فمنذ أن عرفته قبل أربعين عاما وهو لا يكل ولا يمل.. يتابع الأفكار الجديدة، ويحلل الوقائع السياسية بعقلية أستاذ في علم الاجتماع ويضع كل ظاهرة سياسية واجتماعية وثقافية في موضوعها الذي تستحقه بعد أن يسلط عليها الأضواء ويسعى من أجل تسهيل فهمها وإدراكها من قبل القارىء.. عرفته يهتم بقوى الرأي العام ومنظمات الزنوج وصحافة الملحق ويعود ليقلب أوراق وخلايا ذاكرته الثقافية فيكتب عن نشاطات ثقافية وعلمية وفكرية جرت في الموصل أو في العراق أو حتى في الوطن العربي الكبير، وكنا نحسب أنها قد أهملت وطواها النسيان.. ما أروعك يا أخي أبا احمد، تأتي لنا دائما بالجديد.. فلقد كنت أظن أنني الوحيد الذي أهتم بصحافة الموصل ما بعد السقوط والاحتلال عندما كلفت إحدى طالباتي في الدراسات العليا لتكتب بحثا عنها وتقدمه جزءا من متطلبات مادة مقررة على طلبة قسم التاريخ، فإذا بي أجد أن الأستاذ سعد الدين خضر منشغل بإعداد دراسة حول صحف العراق بعد العاشر من نيسان 2003، وقد نشر جزءا منها في جريدة الزمان على ما أظن، وفاجأنا عندما توسع في الدراسة ليصدر كتابا بالعنوان ذاته وهو ((صحف العراق بعد العاشر من نيسان 2003 تطبيق وتوثيق : أوسع دراسة ميدانية عن الصحافة الجديدة)) تولت دار الفتى مشكورة طبعه (الموصل 2006)، وجاءت مكتبة زهرة نينوى (الموصلية) لتقوم بتوزيعه.. لم يترك الأستاذ سعد الدين خضر جريدة صدرت بعد الاحتلال الانكلو-اميركي للعراق بعد غزوه وإسقاط النظام فيه في التاسع من نيسان 2003 إلا ورجع إليها ووثق ظروف إصدارها وهيئة تحريرها ووقف عند ترويستها وكل ما يهم الباحث الإطلاع عليه.. وقد وجدت بأنه أحصى قرابة (200) صحيفة ويقينا انه لا يعرف الشوق إلا من يكابده.. فعمل كهذا ليس سهلا.. لقد كان الأستاذ سعد الدين خضر يداوم يوميا، ولأشهر في مكتبة زهرة نينوى في الدواسة من اجل أن يمسك بتلابيب صحيفة سمع بها أو قرأ عنها ولم يطلع عليها.. وهكذا استطاع أن يقدم هذا (الكتاب...الوثيقة) الذي أزعم انه سيكون مرجعا لهما لكل من يكتب عن صحافة هذا الزمان.. وهذه الأيام.

دراسة سعد الدين خضر ليست ببليوغرافيا جامدة، بل أنها تنطق بالحياة.

لم ينس ما يعانيه الصحفيون.. ولم يتغافل عن الأخطار التي واجهت وتواجه الصحافة العراقية الجديدة، ولم يكن بعيدا عن تسجيل ظواهر جديدة في الصحافة العراقية ومنها مثلا جريدة الرصيف.. تلك الجريدة التي أصدرها شاب مهندس في ساحة معروفة من ساحات بغداد وكل عدته قصاصات وأوراق من جرائد.. انه أصدر جريدة دون الحاجة إلى ترخيص رسمي أو كادر صحفي أو مطبعة.. كل ما كان يحتاجه مقص وقلم ماجيك وبعض قطع من الكارتون. انه لا يتلقى دعما من احد لذلك فهو يعزف النغمة التي يريد.. وصاحب هذه الجريدة قد حظي بمن يهتم به ويحاوره. لقد كانت جريدة الرصيف حرة، تقرأ مجانا ولا تباع ولا تنطق باسم أية جهة.. إنها مستقلة.. هكذا يجب أن تكون الصحافة.. هذا ما كان يريده صاحبها المهندس حسين عبد الرزاق..

ليس من مهمتنا في هذا الحيز أن نعرف بالكم الهائل من الصحف التي جردها الأستاذ سعد الدين خضر.. فهي كثيرة.. نداء المستقبل، المجد، الساعة، كل جديد، الحدث، الصدى، الملتقى، المساء، السفير، الشمس، البركان، العطاء، الجهات، الدليل، الوطن، الزمن الآن، البعد الرابع.. هذه نماذج من أسماء صحف ما بعد الاحتلال.. والى جانبها صحف كان لها تاريخ.. ومنها على سبيل المثال جريدة الجريدة، وجريدة فتى العراق، وجريدة الزمان، وجريدة اليقظة..الخ..

الصحافة العراقية نشأت في 25 حزيران 1869 بصدور الزوراء في بغداد.. ومرت بمراحل وكانت بحق مرآة المجتمع وأداة تثقيف وتيقظ.. تنوعت اتجاهاتها وتقلبت أحوالها وعانت وواجهت العنت لكنها صمدت.. هل أن كثرة الصحف دليل عافية؟ من يمول كل هذه الصحف؟ هل ثمة معيار لتصنيف الصحف؟ هل أن ثمة مفارقات في تاريخ الصحافة المعاصرة؟ هل أن الصحافة لا تزال مهنة المتاعب.. وأية متاعب.. وأية أخطار يواجهها الصحفي؟! أسئلة كثيرة، الإجابة عليها تكمن ليس في سطور ما كتبه زميلنا الأستاذ سعد الدين خضر وحسب بل وفي خبايا هذه السطور.. والقارىء العراقي، وقد خبر الصحافة منذ أكثر من 100 عام، يعرفها ويعرف أبعادها وبرغم أن عدد الصحف العراقية خلال الأشهر الستة التي أعقبت الاحتلال قد ازداد ليتجاوز المئات الأربع إلا أن المجتمع اليوم بات يدرك قيمة الدور الذي تلعبه الصحافة من حيث أنها (رسالة) و(مسؤولية) والصحفي بهذه المواصفات لابد أن يقول الحقيقة ويحافظ على شرف المهنة وقدسية الكلمة وهذا هو ما قاله الأستاذ سعد الدين خضر وحرص على تأكيده فتحية له ومباركة جهوده ودعاءنا أن يمتعه الله سبحانه وتعالى بالصحة والعافية والتوفيق المستمر خدمة لبلده العظيم وشعبه العريق.

بثينة الناصري
16/04/2009, 12:16 PM
الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف

شكرا للتعريف بهذا الكتاب المهم. وسؤالي هو كيف يمكن الحصول عليه خارج العراق؟ اقيم في مصر. هل يوزع الكتاب في الخارج؟ هل يمكن شراؤه بأية طريقة ؟

ابراهيم خليل العلاف
17/04/2009, 10:37 PM
الاخت الاستاذة بثينة الناصري
تحية طيبة
شكرا على تعليقك الجميل ،:fl:ويمكن ان ترسلي لي عنوانك الكامل في مصر -القاهرة لارسل اليك نسخة من الكتاب وقد اخبرت الاستاذ سعد الدين خضر بذلك والكتاب طبع مرتان في الموصل الحدباء تحياتي وتقديري
الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف مدير مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل -العراق