المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من سرق الشّمس ؟



مصطفى ملح
15/04/2009, 03:54 PM
مَنْ سَرَقَ الشَّمسْ ؟
1

هُنا حَفَرَتْ وَشْمَها هِنْدُ
بالفَحْمِ والزَّيْتِ والدَّمْعِ والطّينِ
والتَفَتَتْ نَحْوَ أَطْلالِ خَيْمَتِها ثُمَّ قالَتْ وَداعا ،
وَلَمْ تَبْكِ مِثْلَ الأَميراتِ
حينَ يُضَيِّعْنَ أَصْدافَهُنَّ الثَّمينَةَ في المَوْجِ ،
لكِنَّها حينَ حَرَّكَها الحُزْنُ قالَتْ وَداعاً
وَلَمْ تَنْسَ إِرْسالَ بَعْضِ الرَّسائِلِ
للذِّئْبِ في المُرْجِ والنَّسْرِ في البُرْجِ ،
قالتْ وَداعاً وَطارَتْ
وَبَعْدَ دَقائِقَ غَابَتْ كَقَوْسِ قُزَحْ !



هُنا نَسِيَتْ شَعْرَها هِنْدُ
يَلْتَفُّ حَوْلَ الرُّبا وَالكُهُوفِ القَديمَةِ مِثْلَ الثَّعابينِ .
مُشْطُ الحَبيبَةِ يُكْسَرُ ،
يَنْدَلِقُ الكُحْلُ كَاللَّيْلِ فَوْقَ المَشاعِرِ ،
أَظْفارُ هِنْدٍ وَصَيْحَةُ فارِسِها
وقَصائِدُ عُكَاظَ
وقَدْ عُلِّقَتْ فَوْقَ أَعْمِدَةِ الوَقْتِ ،
والخَيْلُ نَامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخِرُ قافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !

2

وإِنّي لَباكٍ على طَلَلٍ كانَ لي :
كَمْ أَحِنُّ إلى فَرَسي الخَشَبِيَّةِ ، رائِحَةُ
الطّينِ مَمْزُوجَةٌ بِدُمُوعِ المَطَرْ ..
صَخْرَتي وكِتابي
وصَرْخَةُ والِدَتي حينَ ذَاعَ الخَبَرْ :
قَوافِلُ قادِمَةٌ ،
دَمُ هِنْدٍ وَبَعْضُ حَريرِ ضَفائِرِها ،
جُرْحُ مِرْآتِها ،
ثَغْرُها يَلْثُمُ الشَّمْسَ فَوْقَ النَّدى ،
وسُيُوفٌ على بَعْضِها تَنْكَسِرْ ..
أَحِنُّ إلى خَيْمَةٍ كانَ يُوقِظُها الفَجْرُ
ثُمَّ أَحِنُّ إلى كُلِّ أَطْلالِ هِنْدٍ ؛
إلى حَجَرٍ كانَ مَصْرَعُها فَوْقَهُ
عِنْدَما رُمِيَتْ ذَاتَ لَيْلٍ
بِعاطِفَةٍ قَاتِلَةْ ..



هُنا نَسِيَتْ رُوحَها عِنْدَ مُفْتَرَقِ الماءِ والطّينِ ،
ثُمَّ تَعَرَّتْ تَماماً كَشَمْسِ الظَّهيرَةِ
قُدَّامَ فاكِهَةِ المَوْتِ ،
كانَتْ يَدٌ مِنْ حَديدٍ تَقُودُ خُطاها ؛
يَدٌ خَرَجَتْ فَجْأَةً
مِنْ شُقُوقٍ بِذَاكِرَةِ الرَّمْلِ ،
ساعَتَها صاحَ نايٌ تَحَطَّمَ قَلْبُ الرَّبابَةِ
والخَيْلُ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ قافِيَةٌ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !

3

ثَلاثُونَ ثُمَّ ثَماني سِنينَ وَبِضْعُ ثَوانٍ
يَسيرُ قِطارُ المَحَطَّةِ في رَصيفِ الطُّفُولَةِ
مُنْدَفِعاً بِرَوائِحِ أَوَّلِ طُبْشُورَةٍ داعَبَتْها يَدي ؛
كُنْتُ أَصْغَرَ ِمنْ نُقْطَةٍ في جَناحِ الفَراشَةِ
أَجْمَلَ مِنْ وَتَرٍ في فَمِ النُّورِ ،
ثُمَّ مَرَّتْ لَيالٍ فَعامٌ وَراءَ عامٍ
فَشاخَ قِطارُ المَحَطَّةِ ؛
لَمْ تَكُ هِنْدٌ بِداخِلِهِ يَوْمَها
رُبَّما الشُّعَراءُ الصَّعاليكُ قَادُوا جَنازَتَها
نَحْوَ مُفْتَرَقِ الطُّرُقِ السَّبْعِ ؛
حَيِثُ زَئيرُ الصَّدى في مَقابِرِ صَحْراءَ
مَحْرُوسَةٍ بِأَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ قَوْسٍ مُحَطَّمْ ..
ثَلاثُونَ ثُمَّ ثَماني سِنينَ مَضَتْ
وَأَنا حامِلٌ جَرَساً أُوقِظُ النَّاسَ ؛
عِشْرُونَ قَبْراً بِها أَلْفُ مَلْيُونِ جُثَّةْ !
هَياكِلُ عَظْمِيَّةٌ بُعْثِرَتْ في القُبُورِ ؛
عِظامُ القَصائِدِ ، وَجْهُ الحَبيباتِ ، أَجْنِحَةُ
النَّهْرِ ، صَوْتُ عُكاظَ ، دُمُوعُ امرئِ القَيْسِ ،
حِنَّاءُ هِنْدٍ وَوَشْمُ الذِّراعَيْنِ
يَطْفُو فَوْقَهُ دَمٌ : دَمُ مَنْ ؟؟
جَرَسي شاخَ والطَّبْلُ حَطَّمْتُهُ ،
هَذِهِ البِئْرُ أَعْمَقُ مِنْ شَمْسِ كَفِّي ،
وَأَعْيُنُ عائِلَةِ المَيِّتينَ قَدِ انْطَفَأَتْ
كَحَقْلٍ مِنَ الشَّمْعِ في يَدِ شَيْطانْ !
وَأَحْصِنَةُ العُمْرِ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخٍرُ قَافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !

مصطفى ملح - المغرب

أحمد نمر الخطيب
15/04/2009, 05:10 PM
الأخ الشاعر مصطفى ملح
ما أعظم هذه اللوحات التي ترسمها
بدم اللغة
أنت مبدع حقاً
هنا قدرة رائعة في توظيف شوارد اللغة
أنت تسبح في الشعر سباحة
أحييك
مودتي لك

نادية كيلاني
15/04/2009, 06:54 PM
الفاضل مصطفى ملح

توظيف جيد للغة

فى صور مبتكرة وأخيلة نحسها مع القراءة

دمت مبدعا متميزا

:fl:

لطفي منصور
15/04/2009, 07:47 PM
قصيدة متألقة في لغتها وصورها ومعانيها
تستهوي القارئ إعجابا
أحييك أخي الشاعر مصطفى على هذا الإبداع المميز
دمت متألقا

لطفي منصور

مصطفى ملح
15/04/2009, 08:51 PM
الأخ الشاعر مصطفى ملح
ما أعظم هذه اللوحات التي ترسمها
بدم اللغة
أنت مبدع حقاً
هنا قدرة رائعة في توظيف شوارد اللغة
أنت تسبح في الشعر سباحة
أحييك
مودتي لك
الأستاذ الأعز أحمد نمر الخطيب :
شهادتك حول نصي الصغير تدفعه برفق إلى الأمام كطفل خارج للتو من رحم الأبجدية ،
فهو يتلمس طريقه قاصدا أقرب نقطة ضوء ليجفف خوفه الفطري من الغابة والأساطير .
أنت بكلامك الحلو تحنو على الطفل الذي يسكنني ..
أرجو أن تتقبل محبتي

مصطفى ملح
15/04/2009, 08:55 PM
الفاضل مصطفى ملح
توظيف جيد للغة
فى صور مبتكرة وأخيلة نحسها مع القراءة
دمت مبدعا متميزا
:fl:

الأستاذة الأخت نادية كيلاني :
شكرا . اللغة بيتنا وخيمتنا منذ امرىء القيس ..
اللغة والهوية عملتان لمرآة واحدة ..
تقبلي مودّتي وكل لحظة وأنت بألف ألف قصيدة

مصطفى ملح
15/04/2009, 09:01 PM
قصيدة متألقة في لغتها وصورها ومعانيها
تستهوي القارئ إعجابا
أحييك أخي الشاعر مصطفى على هذا الإبداع المميز
دمت متألقا
لطفي منصور
الشاعر الأستاذ لطفي منصور :
كلماتكم النابعة من تلك الصخرة ؛ صخرة الذات ، والتي تحفها طيور المحبّة
هي من يُجَمِّلُ قصيدتي . نبلكم يضع تاجا من زبرجد على هامة قصيدتي المتواضعة ..
أرجو أن تسمع أغاريد ذاك الطائر الذي أطلقته الآن صوبك ؛
طائر محبّتي ..

أيوب مليجي
15/04/2009, 09:22 PM
الشاعر مصطفى ملح..

تراتيلك الشعرية تفتح أقواسا للتساؤل و البحث في أغوار الذات

عن الذات بتفاصيلها..وهمومها..وتجلياتها

يحياتي يا سارق الشمس

فدامت لك الشمس و دام لك البهاء

مصطفى ملح
15/04/2009, 11:54 PM
الشاعر مصطفى ملح..
تراتيلك الشعرية تفتح أقواسا للتساؤل و البحث في أغوار الذات
عن الذات بتفاصيلها..وهمومها..وتجلياتها
يحياتي يا سارق الشمس
فدامت لك الشمس و دام لك البهاء
الشاعر الصديق أيوب مليجي :
أنا لم أسرق الشمس لكنني رأيتهم يصوبون نحوها الأقواس
والنبال والبنادق والليل والجماجم فصرخت لأوقظها ..
الشمس ياصديقي أمنا التي الفجرُ الأخيرُ حليبها
وماء السّواقي دمعها المسفوك حزنا على برتقال غزة الذي
اغتاله التتار الجدد ذات خريف ..
إليك مودتي

مصطفى ملح
23/07/2009, 05:09 PM
مَنْ سَرَقَ الشَّمس؟

هُنا حَفَرَتْ وَشْمَها هِنْدُ
بالفَحْمِ والزَّيْتِ والدَّمْعِ والطّينِ
والتَفَتَتْ نَحْوَ أَطْلالِ خَيْمَتِها ثُمَّ قالَتْ وَداعا ،
وَلَمْ تَبْكِ مِثْلَ الأَميراتِ
حينَ يُضَيِّعْنَ أَصْدافَهُنَّ الثَّمينَةَ في المَوْجِ ،
لكِنَّها حينَ حَرَّكَها الحُزْنُ قالَتْ وَداعاً
وَلَمْ تَنْسَ إِرْسالَ بَعْضِ الرَّسائِلِ
للذِّئْبِ في المُرْجِ والنَّسْرِ في البُرْجِ ،
قالتْ وَداعاً وَطارَتْ
وَبَعْدَ دَقائِقَ غَابَتْ كَقَوْسِ قُزَحْ !
هُنا نَسِيَتْ شَعْرَها هِنْدُ
يَلْتَفُّ حَوْلَ الرُّبا وَالكُهُوفِ القَديمَةِ مِثْلَ الثَّعابينِ .
مُشْطُ الحَبيبَةِ يُكْسَرُ ،
يَنْدَلِقُ الكُحْلُ كَاللَّيْلِ فَوْقَ المَشاعِرِ ،
أَظْفارُ هِنْدٍ وَصَيْحَةُ فارِسِها
وقَصائِدُ عُكَاظَ
وقَدْ عُلِّقَتْ فَوْقَ أَعْمِدَةِ الوَقْتِ ،
والخَيْلُ نَامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخِرُ قافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !
وإِنّي لَباكٍ على طَلَلٍ كانَ لي :
كَمْ أَحِنُّ إلى فَرَسي الخَشَبِيَّةِ ، رائِحَةُ
الطّينِ مَمْزُوجَةٌ بِدُمُوعِ المَطَرْ ..
صَخْرَتي وكِتابي
وصَرْخَةُ والِدَتي حينَ ذَاعَ الخَبَرْ :
قَوافِلُ قادِمَةٌ ،
دَمُ هِنْدٍ وَبَعْضُ حَريرِ ضَفائِرِها ،
جُرْحُ مِرْآتِها ،
ثَغْرُها يَلْثُمُ الشَّمْسَ فَوْقَ النَّدى ،
وسُيُوفٌ على بَعْضِها تَنْكَسِرْ ..
أَحِنُّ إلى خَيْمَةٍ كانَ يُوقِظُها الفَجْرُ
ثُمَّ أَحِنُّ إلى كُلِّ أَطْلالِ هِنْدٍ ؛
إلى حَجَرٍ كانَ مَصْرَعُها فَوْقَهُ
عِنْدَما رُمِيَتْ ذَاتَ لَيْلٍ
بِعاطِفَةٍ قَاتِلَةْ ..
هُنا نَسِيَتْ رُوحَها عِنْدَ مُفْتَرَقِ الماءِ والطّينِ ،
ثُمَّ تَعَرَّتْ تَماماً كَشَمْسِ الظَّهيرَةِ
قُدَّامَ فاكِهَةِ المَوْتِ ،
كانَتْ يَدٌ مِنْ حَديدٍ تَقُودُ خُطاها ؛
يَدٌ خَرَجَتْ فَجْأَةً
مِنْ شُقُوقٍ بِذَاكِرَةِ الرَّمْلِ ،
ساعَتَها صاحَ نايٌ تَحَطَّمَ قَلْبُ الرَّبابَةِ
والخَيْلُ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ قافِيَةٌ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !
ثَلاثُونَ ثُمَّ ثَماني سِنينَ وَبِضْعُ ثَوانٍ
يَسيرُ قِطارُ المَحَطَّةِ في رَصيفِ الطُّفُولَةِ
مُنْدَفِعاً بِرَوائِحِ أَوَّلِ طُبْشُورَةٍ داعَبَتْها يَدي ؛
كُنْتُ أَصْغَرَ ِمنْ نُقْطَةٍ في جَناحِ الفَراشَةِ
أَجْمَلَ مِنْ وَتَرٍ في فَمِ النُّورِ ،
ثُمَّ مَرَّتْ لَيالٍ فَعامٌ وَراءَ عامٍ
فَشاخَ قِطارُ المَحَطَّةِ ؛
لَمْ تَكُ هِنْدٌ بِداخِلِهِ يَوْمَها
رُبَّما الشُّعَراءُ الصَّعاليكُ قَادُوا جَنازَتَها
نَحْوَ مُفْتَرَقِ الطُّرُقِ السَّبْعِ ؛
حَيِثُ زَئيرُ الصَّدى في مَقابِرِ صَحْراءَ
مَحْرُوسَةٍ بِأَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ قَوْسٍ مُحَطَّمْ ..
ثَلاثُونَ ثُمَّ ثَماني سِنينَ مَضَتْ
وَأَنا حامِلٌ جَرَساً أُوقِظُ النَّاسَ ؛
عِشْرُونَ قَبْراً بِها أَلْفُ مَلْيُونِ جُثَّةْ !
هَياكِلُ عَظْمِيَّةٌ بُعْثِرَتْ في القُبُورِ ؛
عِظامُ القَصائِدِ ، وَجْهُ الحَبيباتِ ، أَجْنِحَةُ
النَّهْرِ ، صَوْتُ عُكاظَ ، دُمُوعُ امرئِ القَيْسِ ،
حِنَّاءُ هِنْدٍ وَوَشْمُ الذِّراعَيْنِ
يَطْفُو فَوْقَهُ دَمٌ : دَمُ مَنْ ؟؟
جَرَسي شاخَ والطَّبْلُ حَطَّمْتُهُ ،
هَذِهِ البِئْرُ أَعْمَقُ مِنْ شَمْسِ كَفِّي ،
وَأَعْيُنُ عائِلَةِ المَيِّتينَ قَدِ انْطَفَأَتْ
كَحَقْلٍ مِنَ الشَّمْعِ في يَدِ شَيْطانْ !
وَأَحْصِنَةُ العُمْرِ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخٍرُ قَافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ
!

ميرفت ادريس
23/07/2009, 05:19 PM
حِنَّاءُ هِنْدٍ وَوَشْمُ الذِّراعَيْنِ
يَطْفُو فَوْقَهُ دَمٌ : دَمُ مَنْ ؟؟
جَرَسي شاخَ والطَّبْلُ حَطَّمْتُهُ ،
هَذِهِ البِئْرُ أَعْمَقُ مِنْ شَمْسِ كَفِّي ،
وَأَعْيُنُ عائِلَةِ المَيِّتينَ قَدِ انْطَفَأَتْ
كَحَقْلٍ مِنَ الشَّمْعِ في يَدِ شَيْطانْ !
وَأَحْصِنَةُ العُمْرِ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخٍرُ قَافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ

الشاعر الشاعرمصطفى ملح:

ماذا أقول أمام هذا السحر؟؟!!!
لله درك ما أشعرك:emo_m1:

تحاياي

غازي سعيد
23/07/2009, 05:25 PM
الشاعر القدير مصطفى ملح
لن يستطيعوا سرقة الشمس ولا إطفاء نورها
لأنها هي الاسم الآخر لما تكتب
لقد بتّ حبيسا لأفكارك الجديدة وومضاتك اللافتة
لا فض فوك ولا أسكت الدهر لسانك

مصطفى ملح
23/07/2009, 05:33 PM
مَنْ سَرَقَ الشَّمسْ ؟

هُنا حَفَرَتْ وَشْمَها هِنْدُ
بالفَحْمِ والزَّيْتِ والدَّمْعِ والطّينِ
والتَفَتَتْ نَحْوَ أَطْلالِ خَيْمَتِها ثُمَّ قالَتْ وَداعا ،
وَلَمْ تَبْكِ مِثْلَ الأَميراتِ
حينَ يُضَيِّعْنَ أَصْدافَهُنَّ الثَّمينَةَ في المَوْجِ ،
لكِنَّها حينَ حَرَّكَها الحُزْنُ قالَتْ وَداعاً
وَلَمْ تَنْسَ إِرْسالَ بَعْضِ الرَّسائِلِ
للذِّئْبِ في المُرْجِ والنَّسْرِ في البُرْجِ ،
قالتْ وَداعاً وَطارَتْ
وَبَعْدَ دَقائِقَ غَابَتْ كَقَوْسِ قُزَحْ !
هُنا نَسِيَتْ شَعْرَها هِنْدُ
يَلْتَفُّ حَوْلَ الرُّبا وَالكُهُوفِ القَديمَةِ مِثْلَ الثَّعابينِ .
مُشْطُ الحَبيبَةِ يُكْسَرُ ،
يَنْدَلِقُ الكُحْلُ كَاللَّيْلِ فَوْقَ المَشاعِرِ ،
أَظْفارُ هِنْدٍ وَصَيْحَةُ فارِسِها
وقَصائِدُ عُكَاظَ
وقَدْ عُلِّقَتْ فَوْقَ أَعْمِدَةِ الوَقْتِ ،
والخَيْلُ نَامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخِرُ قافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !
وإِنّي لَباكٍ على طَلَلٍ كانَ لي :
كَمْ أَحِنُّ إلى فَرَسي الخَشَبِيَّةِ ، رائِحَةُ
الطّينِ مَمْزُوجَةٌ بِدُمُوعِ المَطَرْ ..
صَخْرَتي وكِتابي
وصَرْخَةُ والِدَتي حينَ ذَاعَ الخَبَرْ :
قَوافِلُ قادِمَةٌ ،
دَمُ هِنْدٍ وَبَعْضُ حَريرِ ضَفائِرِها ،
جُرْحُ مِرْآتِها ،
ثَغْرُها يَلْثُمُ الشَّمْسَ فَوْقَ النَّدى ،
وسُيُوفٌ على بَعْضِها تَنْكَسِرْ ..
أَحِنُّ إلى خَيْمَةٍ كانَ يُوقِظُها الفَجْرُ
ثُمَّ أَحِنُّ إلى كُلِّ أَطْلالِ هِنْدٍ ؛
إلى حَجَرٍ كانَ مَصْرَعُها فَوْقَهُ
عِنْدَما رُمِيَتْ ذَاتَ لَيْلٍ
بِعاطِفَةٍ قَاتِلَةْ ..
هُنا نَسِيَتْ رُوحَها عِنْدَ مُفْتَرَقِ الماءِ والطّينِ ،
ثُمَّ تَعَرَّتْ تَماماً كَشَمْسِ الظَّهيرَةِ
قُدَّامَ فاكِهَةِ المَوْتِ ،
كانَتْ يَدٌ مِنْ حَديدٍ تَقُودُ خُطاها ؛
يَدٌ خَرَجَتْ فَجْأَةً
مِنْ شُقُوقٍ بِذَاكِرَةِ الرَّمْلِ ،
ساعَتَها صاحَ نايٌ تَحَطَّمَ قَلْبُ الرَّبابَةِ
والخَيْلُ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ قافِيَةٌ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !
ثَلاثُونَ ثُمَّ ثَماني سِنينَ وَبِضْعُ ثَوانٍ
يَسيرُ قِطارُ المَحَطَّةِ في رَصيفِ الطُّفُولَةِ
مُنْدَفِعاً بِرَوائِحِ أَوَّلِ طُبْشُورَةٍ داعَبَتْها يَدي ؛
كُنْتُ أَصْغَرَ ِمنْ نُقْطَةٍ في جَناحِ الفَراشَةِ
أَجْمَلَ مِنْ وَتَرٍ في فَمِ النُّورِ ،
ثُمَّ مَرَّتْ لَيالٍ فَعامٌ وَراءَ عامٍ
فَشاخَ قِطارُ المَحَطَّةِ ؛
لَمْ تَكُ هِنْدٌ بِداخِلِهِ يَوْمَها
رُبَّما الشُّعَراءُ الصَّعاليكُ قَادُوا جَنازَتَها
نَحْوَ مُفْتَرَقِ الطُّرُقِ السَّبْعِ ؛
حَيِثُ زَئيرُ الصَّدى في مَقابِرِ صَحْراءَ
مَحْرُوسَةٍ بِأَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ قَوْسٍ مُحَطَّمْ ..
ثَلاثُونَ ثُمَّ ثَماني سِنينَ مَضَتْ
وَأَنا حامِلٌ جَرَساً أُوقِظُ النَّاسَ ؛
عِشْرُونَ قَبْراً بِها أَلْفُ مَلْيُونِ جُثَّةْ !
هَياكِلُ عَظْمِيَّةٌ بُعْثِرَتْ في القُبُورِ ؛
عِظامُ القَصائِدِ ، وَجْهُ الحَبيباتِ ، أَجْنِحَةُ
النَّهْرِ ، صَوْتُ عُكاظَ ، دُمُوعُ امرئِ القَيْسِ ،
حِنَّاءُ هِنْدٍ وَوَشْمُ الذِّراعَيْنِ
يَطْفُو فَوْقَهُ دَمٌ : دَمُ مَنْ ؟؟
جَرَسي شاخَ والطَّبْلُ حَطَّمْتُهُ ،
هَذِهِ البِئْرُ أَعْمَقُ مِنْ شَمْسِ كَفِّي ،
وَأَعْيُنُ عائِلَةِ المَيِّتينَ قَدِ انْطَفَأَتْ
كَحَقْلٍ مِنَ الشَّمْعِ في يَدِ شَيْطانْ !
وَأَحْصِنَةُ العُمْرِ نامَتْ .. ولكنَّ أَعْيُنَها لَمْ تَنَمْ
تُراقِبُ في حَذَرٍ
كَيْفَ تُولَدُ آخٍرُ قَافِيَةٍ مِنْ رَمادِ العَدَمْ !

مصطفى ملح

الحبيب ارزيق
23/07/2009, 09:10 PM
اولا اخي الشاعر /مصطفى ملح هنيئا لك بهذا الاسلوب المتميز في الكتابة
--------
تتاسس الكتابة عند /مصطفى ملح/ في هذا النص الشعري
على حضور مكثف لمعجم لغوي غريب/وعجيب
يستمد مرجعيته من قاموس اسطوري كانه يمتح من قصص الف ليل وليلة
او الازلية او العنترية ومن عجائبيتها المدهشة او من طلل التشكل الاول .
يوظف رصيد المعجم /البداوة التي تضفي على النص سمة الفطرة والعفوية
ان تناثر مفرداته كحبات الزبيب في سرد شعري يحمل معه جحافل من الصورالمبهرة
خلق للنص متعة قاهرة .
ان ازدواجية السرد والشعرية الدافئة في النص
ناهيك عن التلميحات المومضة والاصوات الهامسة التي يضج بها النص في احيان اخرى
كل ذلك _في يد تستطيع كيف تمزج بين الفَحْمِ والزَّيْتِ والدَّمْعِ والطّينِ لتصنع القصة الشعر والشعر الاسطورة في اجمل صور للبهاء والانبهار..
تقبل شغبي يا غالي

مصطفى ملح
23/07/2009, 10:35 PM
الأخت الكريمة ميرفت ادريس
سعيد بمرورك ذي البهاء اللافت
شكرا لك أيتها النبيلة وأنت تصافحين قلب القصيدة
بكفّ مخضّبة بحناء الشّعر الجميل.

مصطفى ملح
23/07/2009, 10:39 PM
الشاعر الحبيب ارزيق
في الحقيقة تدخّلك من أعمق ما قرأت، تفكيكا لبؤر نصّي
وربط مقصديّاته الجماليّة والمعرفيّة بالعناصر المسهمة
في بنائه، كالاستفادة من الأساطير في بعدها الدرامي،
واستثمار حقل البداوة المعجمي في تساوق مع مدلولاته
ودواله.
أشكرك من جديد وأحيّيك بعمق استثنائي .

صغير خالد
24/07/2009, 12:01 AM
جميلة
و طيبة المعاني
و كثيرة الثمار
تحيتي لك أخي الشاعر مصطفى

مصطفى ملح
24/07/2009, 07:53 PM
الشاعر الجميل صغير خالد
أحيّيك على مرور بهيّ يتركه تماسّك الإيجابيّ
مع جغرافيا قصيدتي ..
دمت واحدا من المهووسين بجنون الشعر
محبّتي

مصطفى ملح
24/07/2009, 08:17 PM
القاص الأستاذ سعيد غازي
أحيّيك مقدّرا لك اهتمامك الذي
ينمّ عن نبل وأصالتين كامنين فيك ..
لك مودّة

أمل الفقها
24/07/2009, 10:58 PM
جعلتنا نبحر في فضاء رحب جميل ايها المبدع
مع العذوبة والرقة
ذهبنا مع هند ثم الصعاليك
وعدنا الى امرىء القيس
والله ابحار جميل
أحييك عليها
ولك تحياتي

مصطفى ملح
25/07/2009, 04:44 PM
أختي الشاعرة أمل الفقها
شكرا على البهاء الساطع
تلك رحلتنا جميعا مع أطلال هند
وبكائيات الخنساء ومرايا الصحراء
تقبلي مودة أكبر من شمس خضراء