المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دراسة حالة: إخراج جني من امرأة



يحي غوردو
16/04/2009, 11:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



في هذه السلسة سوف نحاول إن شاء الله تحليل بعض حالات العلاج بـ "الرقيا الشرعية" ...

وندعو كل الإخوة الكرام لإبداء آرائهم حول ما يحدث علنا نصل إلى تشخيص يعيد للمرأ كرامته وللرقيا بريقها ووهجها على منهاج السنة النبوية...



سوف نعرض في كل حالة رابط ميديا ونحاول تشريح ما جاء فيه وهل يتفق مع ما جاء في السنة النبوية المطهرة أم لا ..



*****************************

الحالة الأولى هي حالة لمرأة مصابة بـ"المس"

أدعوك عزيزي القارئ لمشاهدة الرابط ثم سوف نقوم بالتعليق عليه إن شاء الله



http://fr.youtube.com/watch?v=S7vPkSUK5Fo&feature=related



يتبع



...

..

.

يحي غوردو
16/04/2009, 11:58 PM
باسم الله الرحمان الرحيم

حتى يتم فهم ما يدور بين "المعالج" والمريضة علنا نقرب الفهم لمن لا يعرف اللهجة المغربية ...

سوف أحاول كتابة الحوار الذي يدور في الرابط الأول رغم صعوبة فهم بعض الكلمات التي ينطق بها المعالج :



لا ندري ماذا حدث بالضبط قبل التصوير وهل كانت المرأة في تلك الحالة النفسية أم أنها كانت هادئة وتمت استثارتها بوسيلة ما ؟



يبدأ التصوير و"المعالج" جالس القرفصاء بالقرب من امرأة وهو يمسك رقبتها من الخلف باليد اليمنى وبيده اليسرى يمسك وجهها وهي مرتدية منديلا يغطي رأسها ووجهها إلى الأسفل (يبدو أن الغطاء على الوجه حتى لا تعرف/تكشف هويتها ) تبدو المرأة في حالة هيجان...

يستمر المعالج في قراءة الفاتحة بصوت مرتفع أكثر من 9 مرات والمرأة ترتجف وتلوح بيديها وتهتز في مكانها...

بعد مرور قرابة دقيقتين تهدأ المرأة قليلا فيبدأ الحوار التالي:

- بسم الله

- آش باقي شايط ليك (ماذا بقي لك؟)
(يبدو أن الكلام موجه للجني المتلبس بالمرأة -على حسب اعتقاد "المعالج"- )

- آش باقي شايط ليك (ماذا بقي لك؟)

- آش باقي شايط ليك (ماذا بقي لك؟)

* لقد مت (تجيب المرأة وهي منهكة القوى، ولا ندري هل ماتت من التعب أم من شيء آخر) "المعالج" يعتقد أن الجني هو من يتلكم على لسانها..

- متي صافي (هل مت بالفعل؟ )

- متي طلق وسير فحالك(إن كنت قد مت فعلا فاتركها واذهب إلى حال سيبلك)

- تحرك نزل (هيا أخرج بسرعة؟)

(بعد أن هدأت المرأة نسبيا تبدأ بعد سماعها لأمر المعالج "تحرك؟)بالحركة لكن بصعوبة ودون أي كلمة)

- تحرك (بسرعة)

- نزيد نقرا شويا (هل استمر في القراءة؟)

* زيد (استمر) تشير المرأة برأسها

تحرك المرأة يديها من جديد ويبدأ المعالج قراءة الفاتحة ثلاث مرات متتالية ممسكا كما في البداية بوجهها ورقبتها...لكنه يتذكر أن من بداخلها يحتضر

فيبدأ في تكرار الآية الكريمة : "إنك ميت وإنهم ميتون" يكررها أكثر من 85 مرة بنبرة مستمرة ومتعالية تتعالى معها حركة المريضة وهي تلوح بكلتا يديها.

ثم تتباطأ الحركة وثم تبدأ من جديد والمعالج يستمر في قراءته المتكررة في إذن المرأة بصوت مرتفع .. وهي تحدث أنينا يرتفع بتناغم مع الحركة و مع سرعة القراءة ثم يبدأ بضرب رأسها بيده ثم تسقط أرضا فيرفعها بيده ...

بعد هدوء نسبي

يصفعها بالماء وهو يقول: ما هي الأخبار؟ ماهي الأخبار؟

- اشرب....

- اشرب يا عدو الله ...

- تحرك (اسرع)

* السلام عليكم (تجيب المرأة)

- بغيت لعصا؟ (هل تريد العصا؟) (بنبرة تهديد)

- بغيت لكرافاش (هل تريد الكرباج؟)

-هل تريد العصا ؟...

تتقيأ المرأة ما شربت من ماء ، بعد أن تستلقي على الارض ...

يستمر الرجل في صفعها بالماء

-اطلق بإذن الله

-اخرج بإذن الله ... اخسأ بإذن الله

- هيا أخرج

-هل كنت تعتقد أن الخروج سهل؟

تتنفس المرأة بصعوبة وهو يستمر بصفعها بالماء

-اهدأ (يقولها المعالج وهو ممسك برأس المريضة المنكب على الأرض وهي تتنفس بصعوبة بعد هذا الجهد والمساءلة)

-يا لله

يطلب المعالج من المصور أن يتوقف عن التصوير...

ولا ندري ماذا حدث بعد ذلك .... هل استمرت المعركة ؟؟؟



أرجو أن أكون قد وفقت في ترجمة الحوار رغم صعوبة النطق والكلمات الصعبة...


يتبع



...

..

.

عبدالقادربوميدونة
17/04/2009, 12:18 AM
[align=right]
بارك الله فيك الأستاد يحي غوردوالمحترم على فتح هدا المسارالهام ...
أرى أنها مسرحية محكمة الإخراج والتزويق والتنميق للتسويق ..
بهدا نستطيع دراسة وإقامة مراكزالبحوث العلمية في الفيزياء والكيمياء والفلك ..ونغزوالعوالم الخارجية من الكون ونقيم فيها مستعمرات للأجيال القادمة بعد أن تضيق بنا الأرض بما رحبت وحوت من بشر ...
باسم الله الرحمن الرحيم
" يا معشرالجن والإنس إن استطعتم أن تنفدوا من أقطارالسماوات والأرض فانفدوا لا تنفدون إلا بسلطان "
" سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "
الإنسان المؤمن لا يسكنه شيطان ولا جن ولا عفريت لأنه الأقوى والمكرم من رب العالمين .
من سكنه جن أوشيطان.. فليعلم أن دلك ناجم عن أزمة سكن - ربما- لدى هؤلاء الشياطين أوالعفاريت أوالجن فليشترط عليه أجرة مقابل إسكانه أوليبيعه نفسه كسكن له أما الأمراض النفسية والهدال والهدام والعصاب والهستيريا وتعاطي المخدرات والإدمان عليها والفيروسات المعروفة وغيرالمعروفة في جسم الإنسان فهي بريئة ..
" لا يفلح الساحرحيث أتى "
الرقية الشرعية لا تكون إلا داتية والحكمة ليست هنا.. الحكمة تؤتى لمن آمن ونهى النفس عن الهوى.
أعرف أن العالم العربي والإسلامي منقسم إلى فئتين في هدا المجال..
فأنا ممن لا يخافون ولا يخشون إلا الله ولعنة الله على الشياطين كلهم جملة وتفصيلا أباء ودرية دون استثناء وأتحداهم أجمعين والصلاة والسلام على النبي الأمين .
والسلام . /align]

ولهاصي عزيز
17/04/2009, 04:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

<كلّ ميسّر لما خلق له> و الإنسان خلق لحمل الأمانة ،لا ليسكنه جنّ أو غيره.و لقد علمنا ما الأمانة، والجنّ ليس بأمانة،فنحن لا نأويه و لا نحمله.
قد يسمع البعض لوساوس الجنّ و نفثهم و يعودونهم و الأمر متبادل.أمّا أمر السكن فقد ردّ الأستاذ الكريم عبد القادر بوميدونة بما فيه الكفاية.

عندنا في مدينتي سيدي بلعباس بعض المتعاطين للخمر و المدمنين عليها من إذا رأى أحد المشعودين أو من يدّعي أنّه يعرف شخصا مسكونا،يقول له مستهزئا:أنا أشرب الخمر دائما فهل أنا مسكون؟ فيقولون له نعم.فيردّ: إذن هذا الجن راه شبعان بيرّة و روج.

أليس ردّ هذا الخمّار أكثر منطقا من ردّ المشعودين؟

اللهمّ أصلح الأمّة و قهم الشرور،شرور العباد قبل الشياطين.

عماد الدين علي
17/04/2009, 05:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد المحترم يحيى غوردو تحية طيبة ، وبعد ..
أذكر أن أحد المعالجين مما يسمونه بالمس في بلادي وهو رجل مشهور جداً ، كان قد قام بعملية كشف على مصاب
وكنت حاضراً .. فقال له بكل ثقة :
- أنت مسكون
فقال المريض وعلامات الفزع بادية على وجهه :
- بجني؟!
فأومأ المعالج برأسه ، وقال :
- بل بقبيلة كاملة من الجن
كادت عينا المريض تخرجان من محجريهما رعبا وهلعاً ، فقلت وأنا أجاهد نفسي كي لا ترتسم على شفتي ابتسامة ساخرة :
- قبيلة كاملة في جسد هذا المسكين ؟!
فالتفت إلي المعالج وعلامات الإستنكار بادية على عليه وهتف :
- بل كلها تسكن في إصبع قدمه الكبير
أقول لك سيدي الفاضل ، أني حدثت بهذه القصة الكثير من الناس ، وقلة منهم وجدوا أنها مضحكة ..
فأكثرهم كان ينتظر مني أن أكمل القصة ، وامارات الحماس والتأثر بادية على وجوههم ..
وهذا يعطيك السبب الحقيقي لنجاح أمثال هذا الدجال في بلادنا العربية المسلمة للأسف .
والله الموفق

عماد الدين علي
17/04/2009, 06:06 AM
على فكرة .. أرجو تصحيح كتابة إسمك من ( يحي ) إلى ( يحيى ) :fl:
تقبل تحياتي

يحي غوردو
22/04/2009, 01:17 PM
[align=right]
بارك الله فيك الأستاد يحي غوردوالمحترم على فتح هدا المسارالهام ...
أرى أنها مسرحية محكمة الإخراج والتزويق والتنميق للتسويق ..
بهدا نستطيع دراسة وإقامة مراكزالبحوث العلمية في الفيزياء والكيمياء والفلك ..ونغزوالعوالم الخارجية من الكون ونقيم فيها مستعمرات للأجيال القادمة بعد أن تضيق بنا الأرض بما رحبت وحوت من بشر ...
باسم الله الرحمن الرحيم
" يا معشرالجن والإنس إن استطعتم أن تنفدوا من أقطارالسماوات والأرض فانفدوا لا تنفدون إلا بسلطان "
" سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق "
الإنسان المؤمن لا يسكنه شيطان ولا جن ولا عفريت لأنه الأقوى والمكرم من رب العالمين .
من سكنه جن أوشيطان.. فليعلم أن دلك ناجم عن أزمة سكن - ربما- لدى هؤلاء الشياطين أوالعفاريت أوالجن فليشترط عليه أجرة مقابل إسكانه أوليبيعه نفسه كسكن له أما الأمراض النفسية والهدال والهدام والعصاب والهستيريا وتعاطي المخدرات والإدمان عليها والفيروسات المعروفة وغيرالمعروفة في جسم الإنسان فهي بريئة ..
" لا يفلح الساحرحيث أتى "
الرقية الشرعية لا تكون إلا داتية والحكمة ليست هنا.. الحكمة تؤتى لمن آمن ونهى النفس عن الهوى.
أعرف أن العالم العربي والإسلامي منقسم إلى فئتين في هدا المجال..
فأنا ممن لا يخافون ولا يخشون إلا الله ولعنة الله على الشياطين كلهم جملة وتفصيلا أباء ودرية دون استثناء وأتحداهم أجمعين والصلاة والسلام على النبي الأمين .
والسلام . /align]

مرحبا بالأستاذ المقتدر عبد القادر

أسعدني تفاعلك مع القضية/الموضوع

الموضوع شائك وله جدور في واقعنا العربي/الاسلامي

كما أن هناك خلاف بين أهل العلم حول مسألة دخول الجني بدن الانسي والتحدث على لسانه

(للحديث بقية)

يحي غوردو
23/04/2009, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<كلّ ميسّر لما خلق له> و الإنسان خلق لحمل الأمانة ،لا ليسكنه جنّ أو غيره.و لقد علمنا ما الأمانة، والجنّ ليس بأمانة،فنحن لا نأويه و لا نحمله.
قد يسمع البعض لوساوس الجنّ و نفثهم و يعودونهم و الأمر متبادل.أمّا أمر السكن فقد ردّ الأستاذ الكريم عبد القادر بوميدونة بما فيه الكفاية.
عندنا في مدينتي سيدي بلعباس بعض المتعاطين للخمر و المدمنين عليها من إذا رأى أحد المشعودين أو من يدّعي أنّه يعرف شخصا مسكونا،يقول له مستهزئا:أنا أشرب الخمر دائما فهل أنا مسكون؟ فيقولون له نعم.فيردّ: إذن هذا الجن راه شبعان بيرّة و روج.
أليس ردّ هذا الخمّار أكثر منطقا من ردّ المشعودين؟
اللهمّ أصلح الأمّة و قهم الشرور،شرور العباد قبل الشياطين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز عزيز

خطر الجن والشياطين يتعدى مجرد الوسوسة والتزيين فهو (الشيطان) توعد ذرية آدم بأن يأتيها من كل الطرق وبشتى الوسائل وعلينا ألا ننسى أنه تعرض بشهاب من نار ليسد البشر محمد صلوات الله عليه

هذه الحالات التي نعرض بعضها قد تكون مجرد مسرحيات لكن حالات أخرى هي بالفعل معانات قاسية لبعض الناس مع الوساوس التي لا تتركهم في راحة بال فسيطرة القرين قد تؤدي إلى الموت أحيانا ...

الموضوع خطير وتختلط فيه الحقيقة بالخيال والشعوذة...

يحي غوردو
23/04/2009, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد المحترم يحيى غوردو تحية طيبة ، وبعد ..
أذكر أن أحد المعالجين مما يسمونه بالمس في بلادي وهو رجل مشهور جداً ، كان قد قام بعملية كشف على مصاب
وكنت حاضراً .. فقال له بكل ثقة :
- أنت مسكون
فقال المريض وعلامات الفزع بادية على وجهه :
- بجني؟!
فأومأ المعالج برأسه ، وقال :
- بل بقبيلة كاملة من الجن
كادت عينا المريض تخرجان من محجريهما رعبا وهلعاً ، فقلت وأنا أجاهد نفسي كي لا ترتسم على شفتي ابتسامة ساخرة :
- قبيلة كاملة في جسد هذا المسكين ؟!
فالتفت إلي المعالج وعلامات الإستنكار بادية على عليه وهتف :
- بل كلها تسكن في إصبع قدمه الكبير
أقول لك سيدي الفاضل ، أني حدثت بهذه القصة الكثير من الناس ، وقلة منهم وجدوا أنها مضحكة ..
فأكثرهم كان ينتظر مني أن أكمل القصة ، وامارات الحماس والتأثر بادية على وجوههم ..
وهذا يعطيك السبب الحقيقي لنجاح أمثال هذا الدجال في بلادنا العربية المسلمة للأسف .
والله الموفق


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم عماد الدين علي عودة موفقة لصفحات واتا فقد فقدناك وفقدنا مواضيعك المتميزة

الدجل والشعوذة هو ما يسيطر على مثل هذه المواضيع في غياب تقنين للعلاج بالرقيا الشرعية وعدم إلحاقها بعلم النفس والطب...

هل يمكن أن تسكن قبيلة من الجن في أصبع إنسان؟

سؤال يبدو خرافي لكن حينما نضع تصورنا لهذا الكائن / الجن فقد نتراجع عن موقفنا

الذاكرة الشعبية أطلقت العنان للخيال فصور لها الجني على أنه ضخم كالجبل وعلى أنه كائن يمكنه أن يحمل قصرا بسكانه ويضع في صحراء خالية... بالطبع القصة لها علاقة بكتب ربطت بالدين وبتفسير آيات القرآن الكريم...

اخي عماد تخيل معي لو كان الجن في حجم الكائنات المجهرية ألا يمكنه في هذه الحالة أن يجمع وقبيلته في أصبع إنسي؟

يتبع

يحي غوردو
23/04/2009, 08:02 PM
ماهية الرقية الشرعية

صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما أنزل الله داء إلا وانزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله "

قالت أم سلمة رضي الله عنها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ) اللهم أجرني في مصيبتي ، وأخلف لي خيراً منها ، إلا أخلف الله له خيراً منها . رواه مسلم

وعن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏

يوقل الأستاذ سامي وديع عبد الفتاح القدومي في كتابه "تعرّف إلى ضوابط الــرقــية الــشرعــية وأحكامها" ما من خير إلا ودلّنا عليه ديننا ،وما من شر إلا وحذرنا منه ، والرقية الشرعية من الأمور التي فيها صلاح في دنيانا وأجر في آخرتنا ، ولقد عُرفت الرقية عند الكفار من نصارى وغيرهم ، وكذلك عند العرب قبل الإسلام ، وهذه المعرفة جاءت من بقايا ما أُثر عن النبوات السابقة ، ولكن داخل رُقاهم الشركُ والكفر والاستعانة بغير الله سبحانه وتعالى .
وقد جاءت النصوص الشرعية مرشدة لنا ودالّة على الرقية الشرعية ، ومحددة لأحكامها وضوابها .

والرقية من الأمور التي يحتاجها المسلم المستعين بالله ، وهذه الحاجة شبه يومية ، فإذا ما اشتكى من ألم أو اشتكى أولاده أو أهله رقاهم ، فيحصل بذلك الشفاء بإذن الله ، ويحصل له أيضاً الأجر العظيم الذي يتحصّلُه المسلم بسبب استعانته بالله سبحانه وتعالى .

الرقية الشرعية : هي تعويذ المريض
1-بالقرآن
2-و الأذكار المأثورة
3-و الأذكار الجائزة
4-والأفعال المأثورة
5-والأفعال الجائزة
طلباً من الله أن يشفيه .

1- الفاتحة
( لها تأثير عظيم في شفاء المريض وزوال علَّته بإذن الله)

2- ومِمَّا يُرقَى به المريض المعوِّذات {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} و هذه السُوَر الثلاثة رُقيةٌ وشفاءٌ للمريض المتوكل على الله.

و كذلك مِمَّا يُرقَى به المريض:-

ما رواه ( مسلم : 4056 ) أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ
والشاهد في الحديث أن جبريل رقى النبي صلى الله عليه وسلم وعوّذه من الشرور المذكورة في الحديث .

وروى ( البخاري : 5243 ) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ قَالَ أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا

وقوله: "أَذْهِب الباسَ" والبأسُ هو التَّعبُ والشدَّةُ والمرضُ .

وكذلك روى ( مسلم : 4082 ) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعًا يَجِدُهُ فِي جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ .

وفي هذا التوسُّلُ إلى الله سبحانه بأنَّه وحده المذهبُ للبأس، فلا ذهابَ للبأس عن العبد إلاَّ بإذنه ومشيئته سبحانه.


ما الشروط التي يجب أن تتوافر في الرقية حتى تكون شرعية ؟
ج :لا بد أن تتوفر الشروط التالية في الرقية حتى تكون شرعية :
أولاً : أن تكون أقوال الرقية وأفعالها مشروعة أي من القرآن أو السنة أو ما كان جائزاً .
ثانياً : أن تكون بلغة مفهومة أي بالعربية للعربي . وبالفرنسية للفرنسي ، فالمسلم الفرنسي قد يرقي ابنه باللغة الفرنسية ، أي في الأدعية والأذكار ، أما القرآن فلا بد أن يقرأ بالعربية كما هو معلوم .
ثالثاً : أن يعتقد الراقي والمَرْقِيُّ أن الشفاء من الله ، لا من الرقية ولا من الراقي .


....

يحي غوردو
24/04/2009, 12:43 PM
ماذا يحدث في الكثير من الحالات التي تنسب إلى العلاج بالرقية الشرعية؟




http://fr.youtube.com/watch?v=eN-zRHDvuiI&feature=related



نتسائل من المريض المعالج أم المرأة؟



قد يصل التعذيب في بعض الأوقات إلى أن يفقد المصاب(ة) الوعي كما يحدث في هذا الرابط:

http://fr.youtube.com/watch?v=BcjNfl4oUy0



نتسائل لو كان المصاب رجل فهل يفعل ما فعل وهل يستمر "المعالج" في ضربه ؟؟



لو جئنا بهذا المعالج وفعلنا به مثل ما يفعل بهؤلاء النسوة فهل يصمد ؟



أم أنه سوف يفقد وعيه؟



أم ربما سوف ينطق الجني على لسانه مدعيا أنه سوف يخرج بلا رجعة...





قبل الشروع في تحليل محتوى الميديا نود أن نسلط الضوء أولا على المعالج نفسه وعلى الخلفية الفكرية التي ينطلق منها... وقد بحثنا عبر النت ووجدنا بعض المعطيات ذكرها هو بنفسه:


يقدم نفسه بأنه: "معالج شرعي ... بالكتاب والسنة ...
....امتهن العلاج الشرعي ... يعالج الأمراض التالية :
مرض الاعصاب، الأرق،الضعف الجنسي، حل الثقاف(الربط)، النزيف، وجع المفاصل، الشقيقة، الضيقة (الربو)،إبطال السحر، مرض الصرع، الشخير، الاختناق، الحساسية، العقم، العين والحسد، ترحيل شياطين الجن من البيت، أما بالنسبة للصم والبكم والشلل والعمى فهو يعالجه إن كان بسب المس أو السحر أو العين ...

من خلال هذا التعريف نستشف أن هذا الرجل يمثل مستشفى بأكمله يشمل كل التخصصات ولا يستعصي عليه مرض...

يعتقد هذا الرجل أنه يعلاج بالرقية الشرعية انطلاقا من القرآن والسنة المطهرة فكل ما يفعله هو متناسق مع ما جاء به الشرع على حسب ادعاءه ...





..
..
..

يحي غوردو
24/04/2009, 12:52 PM
في هذه الحالات التي نحاول دراستها نرى أن "المعالج" يقرأ بالفاتحة
وبآية قرآنية كريمة "إنك ميت وإنهم ميتون"
نتسائل:
هل لهذه الآية الكريم ارتباط بالجن ؟ و لماذا يستمر في تكرارها عشارات المرات وهل هذا وارد في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام؟
ماذا فعل الصحابة رضوان الله عليهم حينما سمعوا هذه الآية الكريمة :
أخرج عبد بن حميد والنسائي وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنه قال‏:
"‏ لقد لبثنا برهة من دهرنا ونحن نرى أن هذه الآية نزلت فينا، وفي أهل الكتابين من قبل ‏{‏إنك ميت وإنهم ميتون ثم أنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون‏}‏ قلنا‏:‏ كيف نختصم ونبينا واحد، وكتابنا واحد‏؟‏ حتى رأيت بعضنا يضرب وجوه بعض بالسيف، فعرفت أنها نزلت فينا"
وأخرج عبد بن حميد عن الفضل بن عيسى رضي الله عنه قال‏: "‏ لما قرأت هذه الآية ‏{‏إنك ميت وإنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون‏}‏ قيل‏:‏ يا رسول الله فما الخصومة‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏في الدماء‏"‏‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{‏إنك ميت وإنهم ميتون‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏نعى لنبيه صلى الله عليه وسلم نفسه، ونعى لكم أنفسكم‏"‏‏.
المتتبع لأفعال السلف يعلم أن هذه الآية لا علاقة لها موضوع المس والجن...
ولا ندري لماذا أقحمها هذا المعالج في رقيته؟
نتسائل أيضا ما مدى تأثيرها على امرأة يبدو أنها قليلة البضاعة في تفسير وفهم آيات القرآن الكريم؟ كيف تفهم امرأة بسيطة فقيرة كما يبدو من حال بيتها تهديد رجل قوي ذو صوت جهوري يقول لها عشرات المرات : "إنك ميت وإنهم ميتون" أتساءل ما وقعها على هذه الضحية الضعيفة المريضة التي تكابد الأمر والتي يكاد يخنقها المنديل الذي وضع على رأسها ويمنعها حتى من التنفس بيسر؟
كما أتسائل ما وقع وضع يد رجل غريب على امرأة كيف يكون إحساسها وهو يلمس رأسها وجسدها بل ويلوح برأسها الصغير يمنة ويسرة ليطرحه أرضا في آخر المطاف؟
ما ذا تفعل امرأة مبتلاة حينما ينهال عليها، من وثق أهلها فيه ليخفف عنها، بالضرب المبرح المستمر كأنه يجلد من فعلت كبيرة من الكبائر؟
إما أن تتركه يفعل ما يريد وأمرها إلى الله إن استطاعت الصبر وإما أن تنطق الجنية التي بداخلها حتى تنقذ ما بقي لها من كرامة... وحتى لا ينهال عليها بما هو ألعن...
ماذا تفعل المسكينة الصابرة حينما يطأ رجلها بكل ما أتاه الله من قوة ولا أحد يغيثها؟
إما أن يغمى عليها كما وقع في إحدى الحالات وإما أن تنطق مدعية أنها جني حتى تسلم من هذا العذاب الأليم..
أتساءل أيضا هل كان السلف يفعل هكذا بالنساء؟
وهل صحيح أن هناك من رجال العلم الورعين من يبيح ذلك؟ لا أعتقد ذلك.
أين نضع قول نبينا الكريم : رفقا بالقوارير"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اوصيكم بالنساء خيرا ... وقال صلى الله عليه وسلم رفقا بالقوارير ..
وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقارورة لسهولة كسرها... ولرهافة أحاسيسها وعواطفها...
إذا كان الزوج وهو من له الحق على زوجته لا ينبغي له أن يضرب زوجته (إلا في حالات ناذرة جدا وبأسلوب راق بعد أن يستوفي كل السبل من وعظ وهجر جاز له بعدها أن يضربها ضرباً غير شديد تأديباً لها متجنباً الوجه والشتم) فأنا بالغريب مع امرأة مريضة غريبة عنه؟
هل الرجول هي الغلظة والضرب والسب؟
هل قوامة الرجل على المرأة أيا كانت هذه المرأة ، باستعمال السلطة والدكتاتورية هل القوامة فضاضة وغلظة وضرب وإهانة وتجريح؟





http://fr.youtube.com/watch?v=YH3ZxD8Umqg&feature=related

يحي غوردو
24/04/2009, 01:04 PM
المتتبع لهذه الحالات التي أوردناها يقف بأم عينيه على هذا الوضع المتردي الذي يفرضه هذا الرجل على هؤلاء النسوة اللائي التجأن إليه ليخلصهم من الجن ... فكان منه تعريض المحارم إلى الاهانة والضرب والشتم والسب...والإذلال...
حينما يرى المرء هذه الصور تقفز إلى ذهنه الآية رقم 6 من سورة الجن:

{وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}

هذا ما يجعلنا نقف مشدوهين أمام تفسيرها : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون من شر الجن برجال من الإنس وهو على عكس ما فهمه البعض من أن للجن رجال يتم الاتصال بهم من طرف الإنس.

أي أن رجل/امرأة إنسي يعتقد أن به مس من الجن يتسبب له في الأذى والشر يلتجئ إلى رجل إنسي أيضا (معالج أو شيخ أو مشعوذ أو ساحر) ليكي ينقذه من الشر الذي عاني منه فيزيده هذا المعالج رهقا...

والرهق : الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم ; ورجل رهق إذا كان كذلك ; ومنه قوله تعالى : " وترهقهم ذلة " [ يونس : 27 ] وقال الأعشى : لا شيء ينفعني من دون رؤيتها هل يشتفي وامق ما لم يصب رهقا
يعني إثما .
....

مبارك مجذوب المبارك
26/04/2009, 09:04 PM
إن كان إخراج الجن من الأنس أمر ثابت فهل يأتني أحد بنص ورد فيه أن الرسول (ص) أو أحد الصحابة أو أحد التابعين تولى بنفسه عملية إخراج جنى من أنسي بنفس الطرق المستخدمة حاليا!! أم أن الجن كانوا لا يدخلون أجسام البشر في ذلك العهد؟؟
اليكم هذا الرابط المفيد وفيه تفنيد لبعض الروايات الشائعة في هذا العصر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14746

يحي غوردو
05/05/2009, 06:22 PM
إن كان إخراج الجن من الأنس أمر ثابت فهل يأتني أحد بنص ورد فيه أن الرسول (ص) أو أحد الصحابة أو أحد التابعين تولى بنفسه عملية إخراج جنى من أنسي بنفس الطرق المستخدمة حاليا!! أم أن الجن كانوا لا يدخلون أجسام البشر في ذلك العهد؟؟
اليكم هذا الرابط المفيد وفيه تفنيد لبعض الروايات الشائعة في هذا العصر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=14746


شكرا على زيارتك وعلى تساؤلك المشروع

اخراج الجني المتلبس بجسد المصروعين بدأ مع الإمام أحمد بن حنبل وتبعه في ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمهما الله

يحي غوردو
05/05/2009, 06:23 PM
هذه الصور تبين مدى الانحطاط الذي وصل إليه الفكر الشعبي في تناوله لما استعصى على عقله

طبعا من وراء ذلك يوجد الفقر والجهل

http://www.youtube.com/watch?v=eN-zRHDvuiI&feature=related

عماد الدين علي
06/05/2009, 12:14 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ يحيى غوردو المحترم ، تحية طيبة وبعد ..

هب أني اقتنعت أن الجن بحجم مخلوقات مجهرية كما قلت .. فكيف أتعامل مع هذه الآية الكريمة :
( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39} النمل.
أو مع قوله تعالى :

( وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا
وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} سبأ.

هل كان الجني الذي خاطب سليمان - عليه السلام - بحجم البكتيريا أو الفيروس ، وهل عرض عليه
أن يحمل عرش ملكة سبأ ، وهو بهذا الحجم ؟!
وكذلك بقية الجن الذين يبنون له ويعملون الجفان والمحاريب ، هل يصح أنهم كانوا بحجم المخلوقات
المجهرية الدقيقة ؟!

تحياتي

عبدالقادربوميدونة
06/05/2009, 12:56 AM
مرحبا بالأستاذ المقتدر عبد القادر
أسعدني تفاعلك مع القضية/الموضوع
الموضوع شائك وله جدور في واقعنا العربي/الاسلامي
كما أن هناك خلافا بين أهل العلم حول مسألة دخول الجني بدن الإنسي والتحدث على لسانه
(للحديث بقية)

تحياتي أيها المحرك للمياه الآسنة الراكدة المربي يحيى غوردو المحترم ..
بالحواروالنقاش المستفيض المدعم والمعززبالآيات الكريمات تظهرالأشياء الصحيحة وغيرالصحيحة ..
من هم أهل العلم ..؟ يا حبيبي ..الله يرحم العلماء الحقيقيين ..أما ما بقي منهم متواضعا خائفا من الوقوع في الخطأ فهم قلة ..
"واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا فاذكروا ألاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ."هل هناك فساد وإفساد أكثرممن يفسد عقيدة المؤمن ويجعله يعتقد اعتقادا خاطئا ؟؟
" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البروالبحر "
الإنسان المكرم من رب العالمين الإنسان المؤمن إيمانا حقيقيا لا شبهة شرك بإيمانه لا يدخله جن ولا يتطاول عليه شيطان.. شياطين الإنس نعم.. وهؤلاء الدجالون المشعوذون هم شياطين الإنس الذين زادوهم رهقا ..والله أعلم .

يحي غوردو
06/05/2009, 01:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المتألق عماد الدين علي أعلم مدى اهتمامك بمثل هذه المواضيع وقد استفدت من مداخلاتك القيمة في منتدى أهل القرآن وفي منتدى الرقية الشرعية ...

أشكرك مجددا على تفاعلك مع الموضوع وعلى الأسئلة القيمة التي تثري النقاش نفعنا الله بعلمك

"العلم خزائن مفاتيحها السؤال"

أخي عماد تمنيت لو كان السؤال على هذا الرابط حتى لا نشتت ذهن القارئ حول موضوع دراسة حالة وتلبس الجن بالإنس...

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=12196&page=3



بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ يحيى غوردو المحترم ، تحية طيبة وبعد ..
هب أني اقتنعت أن الجن بحجم مخلوقات مجهرية كما قلت .. فكيف أتعامل مع هذه الآية الكريمة :
( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39} النمل.


إجابة على أسئلتك القيمة
- خلاصة بحثنا أن الكائنات المجهرية نوع من الجن، وأضع سطرين تحت نوع، لأن ربما هنالك أنواع أخرى...

وليس الأمر كما تفضلتم "الجن كائنات بحجم الكائنات المجهرية" لأن هذه الفرضية تتعارض مع الأحاديث الصحيحة...(كما ورد في الصحيح ، باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد

449 حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا روح ومحمد بن جعفر عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عفريتا من الجن تفلت علي البارحة أو كلمة نحوها ليقطع علي الصلاة فأمكنني الله منه فأردت أن أربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا وتنظروا إليه كلكم فذكرت قول أخي سليمان رب هب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي قال روح فرده خاسئا ) صحيح البخاري.)

- ( قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ {39} النمل.
العفريت من الجن لم يأت بشيء ولم يتعد فعله القول... بل الذي أتى بعرش بلقيس هو من عنده علم الكتاب وقد اختلف المفسرون حول شخصيته فقيل أنه آصف بن برخيا وقيل أنه رجل صالح وقيل أنه ملك وقيل أنه سيدنا جبريل وقيل أنه سليمان عليه السلام
في انعدام وجود أدلة تثبت أن الجني له القدرة على حمل الأثقال فلا يمكننا أن نقول أن الجن يستطيع حمل الأشياء بصورة خارقة...
لكن إن ثبت أن سيدنا سليمان هو من أتى بعرش بلقيس كما ذهب لذلك العديد من المفسرين وعلى رأسهم الإمام الفخر الرازي ، فيمكن القول أن بعض الانس أقوى من الجن...





أو مع قوله تعالى :
( وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ {12}
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاء مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا
وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ {13} سبأ.


المشكل أخي الكريم في تصورنا لأشكال الجن وتمظهراتهم فنحن قد شحنت ذاكرتنا منذ القدم بذلك الجني الضخم (صخرة الجني)(أو جني مصباح علاء الدين ...) أو الجني المتشكل في صور متتعددة إنس، حيوان، طائر...والذي له قدرات خارقة ..

من ناحية أخرى أنت تعلم أن بإمكان الكائنات الصغيرة أن تعمل بإتقان وأن تبني وتزخرف وهذه ملكة منحها الله لبعض الحيوانات/الحشرات مثل النمل والنحل والطيور وغيرها ولا مانع عقلا أن تكون الكائنات المجهرية من بين هذه المخلوقات التي تبني بدقة متناهية...

قال تعالى في محكم تنزيله:  وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ(النمل/17)، وقال أيضا: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنْ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ  يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ(سبأ/12-13)، وقال كذلك: وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ(الأنبياء/82)، و:وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ(ص/37).
قوله تعالى: "ومن الشياطين من يغوصون له"، أي وسخرنا له من يغوص تحت الماء، فيستخرجون له الجواهر واللؤلؤ والمرجان من البحر. والغوص النزول تحت الماء، والهاجم على الشيء غائص، والغواص الذي يغوص في البحر على اللؤلؤ، وفعله الغياصة، "ويعملون عملا دون ذلك" أي سوى ذلك من الغوص، قاله الفراء، وقيل: يراد بذلك المحاريب والتماثيل وغير ذلك... "وكنا لهم حافظين" أي لأعمالهم، وقال الفراء: حافظين لهم من أن يفسدوا أعمالهم، أو يهيجوا أحدا من بني آدم في زمان سليمان، وقيل: "حافظين" من أن يهربوا أو يمتنعوا، أو حفظناهم من أن يخرجوا عن أمره، وقد قيل: إن الحمام والنورة والطواحين والقوارير الزجاجية والصابون من استخراج الشياطين.
فهل نجح الإنسان المعاصر في تسخير الكائنات المجهرية في مثل هذه الأمور، كالبناء الهندسي واستخراج اللؤلؤ والزجاج وغيرها...؟

سخر الإنسان الكائنات المجهرية لخدمته منذ القديم: ولا يمكن أن ننسب ذلك لأي مكتشف بعينه. فمنذ الحضارة السومرية استعملت فاكهة العنب مطهرا بإضافتها إلى قليل من الماء، كما أن تخمير الخبز الطري في الماء من قبل السومريين والمصريين نتج عنه شراب البيرة.
مع ذلك فإن النقلة النوعية الكبيرة حدثت مع الإنسان المعاصر الذي استعمل التكنولوجيا بشكل أفضل، فسخر البكتيريا في الصناعات الغذائية والطبية والبيئية... حيث أصبحت تدخل في مشتقات الحليب والمخللات والخمر والكحول والخل والخبز والأحماض العضوية وغيرها... كما استفاد علماء الأحياء من البكتيريا لأغراض طبية، لصناعة المضادات الحيوية، وقد توصلوا إلى الاحتفاظ، وتصنيف، أكثر من 9000 نوع من البكتيريا والفطريات التي مصدرها جوف الأرض(مجلة من أجل العلم ). ورغم أن هذا الخزان لم يستغل بعد كليا، إلا أن الأنواع التي تمت دراستها تفتح آفاق مشجعة: فمثلا، تدرس شركة بفيزر Pfizer اليوم ما يقارب 3200 نوعا من البكتيريا لإنتاج المضادات البكتيرية، بينما تقوم شركة زيموجينيتيك Zymo Genetics باختبار أزيد من 800 نوع لتصنع منتوجات أخرى مفيدة، أما وكالة «ناسا» فتعمل على تشجيع الأبحاث الموجهة لتصميم مجسات إلكترونية تدمج فيها الميكروبات: فكيف يمكن معرفة شعور الميكروب؟ وكيف يمكن توجيهه واستخدامه في الاتصال؟
إحدى الوسائل لتحقيق ذلك تكمن في شرائح السليكون التي طورها غاري سايلر (عالم الميكروبات في جامعة تينسي) من ميكروبات معدلة تعرف باسم الدوائر الحيوية المضيئة المدمجة لمتابعة التلوث في الأرض، كما أن فريق بحثه يصمم الآن، وبدعم من مكتب «ناسا» للأبحاث البيولوجية والفيزيائية، نسخة من هذا الجهاز لسفن الفضاء، وقد تمكن الفريق من «هندسة» ميكروبات جديدة تومض باللونين الأزرق والأخضر عند التعرض للتلوث، ربطت بشرائح مصممة لقياس الضوء لتكون مجسات فضائية، فهل تكون هذه إحدى محاولات الإنس والجن/الكائنات المجهرية، للنفاذ من أقطار السماوات والأرض؟
ربما، لكن الأكيد أن العلماء يبحثون حاليا إمكانية استعمال الكائنات المجهرية في مجالات أخرى، من بينها كشف علماء سويديين النقاب عن سلالة من البكتيريا تمتلك القدرة على صنع بلورات من الفضة تعرف باسم "بسودوموناس ستوتزيرى"، منبهين إلى أن ذلك سيمهد الطريق أمام تصنيع أجهزة بصرية وإلكترونية متناهية الصغر.
بحث يؤكده فريق جامعة أوبسالا من خلال إمكانية تصنيع صفائح معدنية تتحدد خواصها وفق الطريقة التي تستزرع بها البكتيريا، بل إن تانيا كلاوس، رئيسة الفريق السويدي، تسعى للتحكم في أحجام وأشكال وخواص البلورات التي تكونها البكتيريا لتصنيع صفائح قادرة على تخزين ضوء الشمس وتحويله إلى طاقة حرارية، لكنها تشير إلى أن الطريق ما زال طويلا أمام فريقها العلمي...
لكن في الوقت الذي يتلمس فيه الفريق السويدي طريقه، توصل "سوديس تشوندري"، الهندي الجنسية، و"ديريك لافلي" الأمريكي، إلى اختراع أول "بطارية بكتيرية" قادرة على تشغيل هاتف محمول مدة 25 يوما، وطاقتها مستمدة من بكتيريا تسمى "رودوفيراكس فيريدوسينز"، والعلاقة بين البكتيريا والطاقة ليست جديدة إذا علمنا أن مصادر الطاقة الطبيعية من بترول وغاز وغيرهما... ما هي إلا نتاج البكتيريا عبر ملايين السنين، مما يضعنا من جديد أما التساؤل عن أصل العلاقة بينها وبين الطاقة/النار؟
في مجالات أخرى يتم تحويل البكتيريا لصنع بروتينات معينة بتحويل حلقاتها من ال ADN عبر الفيروسات، لتكتسب خصائص تمكنها من صهر المعادن، وتخمير النفايات، وتثبيت الآزوط في التربة، ومعالجة المياه المستعملة، وتنقية المناطق الملوثة بالبقع السوداء... وفي هذا المجال توصل العلماء الصينيون، من معهد لانتشو لبحوث الفيزياء الكيماوية، إلى الكشف عن نوعين جديدين من الميكروبات يستطيعان إصلاح البيئة وإحياء جزيئات الأوكسجين، استخلصا بالانتخاب والتنقية من بكتيريا التربة لمدينة لانتشو، وهما " ال اتش جى 38 " و"ال اتش جى 39"( يتمتع هذان النوعان من الميكروبات بطابع أكثر عمومية قياسا إلى مثيلاتهما الدولية، ويستطيعان أداء دور كبير في تحلل وتفكيك ملوثات البيئة مثل الهيدروكربونات العطرية . )
مع كل هذا فإن تسخير البكتيريا أو بالأحرى حالة العبودية التي وضعناها فيها منذ زمن، لا ينبغي أن ينسينا أن وضع بعض النمور في الأسر لا يمنع تلك التي تعيش في البنغال من أن تقتل 300 شخص سنويا.


الانسان قد سخر في هذا العصر الكائنات المجهرية في كثير من الأعمال ومعجزة سيدنا سليمان أنه سخر كائنات لا ترى بالعين المجردة لتعمل بين يديه بإذن الله ولتبني له ما يشاء من محاريب وقدور وغيرها وهذه معجزة خالصة له



هل كان الجني الذي خاطب سليمان - عليه السلام - بحجم البكتيريا أو الفيروس ، وهل عرض عليه
أن يحمل عرش ملكة سبأ ، وهو بهذا الحجم ؟!
وكذلك بقية الجن الذين يبنون له ويعملون الجفان والمحاريب ، هل يصح أنهم كانوا بحجم المخلوقات
المجهرية الدقيقة ؟!
تحياتي

إذا اقتنعنا أن سيدنا سليمان كان يتحاور مع الهدهد وهو طائر لم يستطع بشر إلا حد الساعة أن يتكلم معه أو يفهم لغته وكان عليه السلام يسمع كلام النملة ويفهمه وهي حشرة صغيرة لا يسمع دبيبها إلا بأجهزة متطورة فما المانع شرعا وعقلا أن يتكلم مع كائنات أصغر كالمجهريات؟

للحديث بقية

عماد الدين علي
06/05/2009, 02:55 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي يحيى غوردو ، تحية طيبة وبعد ..
علمنا أن الله قد مكَّن سليمان - عليه السلام - في جميع خلقه ، فكما أن له بنَّائين من البشر ، يبنون له ما يشاء ، كذلك الجن .. فلماذا لا نقول أن الجن قد بنوا ما بنوه في عالمهم هم الغير مرئي ؟ فحكم سليمان ليس في عالمنا المادي فقط ، بل لعالم الجن الخفي أيضاً . لأنه إذا كان للجن آثار بناء مشاهدة في عالمنا ، لعرفها الناس ، ولكانت علماً يشار إليه ، ولقيل هذا البناء بنته الجن في زمن سليمان ،ولكن الواقع أن جميع الأبنية معروفة لدى البشر حتى التاريخي منها ،ومنها أبنية ترجع إلى ما قبل عهد سليمان وبعده ، ولم يشر إلى أي منها على أنها من عمل الجن ، لذلك أجد نظرية أنهم قد بنوا ما بنوه في عالمهم الخفي أقرب للصواب ، خصوصاً وأنك توافقني في عدم قدرتهم في حمل الأشياء ووضعها ، كما أشرت في قصة عرش بلقيس .
والله الموفق.

يحي غوردو
06/05/2009, 03:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي يحيى غوردو ، تحية طيبة وبعد ..
علمنا أن الله قد مكَّن سليمان - عليه السلام - في جميع خلقه ، فكما أن له بنَّائين من البشر ، يبنون له ما يشاء ، كذلك الجن .. فلماذا لا نقول أن الجن قد بنوا ما بنوه في عالمهم هم الغير مرئي ؟ فحكم سليمان ليس في عالمنا المادي فقط ، بل لعالم الجن الخفي أيضاً . لأنه إذا كان للجن آثار بناء مشاهدة في عالمنا ، لعرفها الناس ، ولكانت علماً يشار إليه ، ولقيل هذا البناء بنته الجن في زمن سليمان ،ولكن الواقع أن جميع الأبنية معروفة لدى البشر حتى التاريخي منها ،ومنها أبنية ترجع إلى ما قبل عهد سليمان وبعده ، ولم يشر إلى أي منها على أنها من عمل الجن ، لذلك أجد نظرية أنهم قد بنوا ما بنوه في عالمهم الخفي أقرب للصواب ، خصوصاً وأنك توافقني في عدم قدرتهم في حمل الأشياء ووضعها ، كما أشرت في قصة عرش بلقيس .
والله الموفق.


أخي عماد الدين قد لا أتفق معك في جزئية أن للجن عالم خفي من بنيان وربما حضارات فلا يوجد دليل شرعي على هذه الفرضية ...

ما أعتقده أن الجن كائنات تعيش في كل الأمكنة على سطح الأرض تماما كما هو الشأن بالنسبة للكائنات المجهرية فهي تشاركنا أبنيتنا وأراضينا ومواشينا ومأكلنا ومشربنا وتسكن حتى في داخلنا...
وليس لها أبنية كتلك التي للبشر خاصة بها
والله أعلم

يحي غوردو
06/05/2009, 03:23 PM
هذا المبحث كنت قد كتبته منذ مدة وأعيد طرحه هنا للفائدة



سوف أحاول إنشاء الله خلال هذا المبحث أن أسلط الضوء على أمكنة تواجد الجن:


قبل ذلك سأذكر بعض النقاط التي أرجو أن نقلب فيها النظر مرات ومرات أخرى...

علينا أن نعي جيدا أن:

1- الإنسان مكرم على سائر المخلوقات
كرم الله الإنس على سائر المخلوقات كما ورد في سورة الإسراء:
" ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "

2- الإنسان هو الوحيد في هذا الكون الذي حمل الأمانة
يقول تعالي‏( إنا عرضنا الأمانة علي السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا‏)‏ الأحزاب‏:73‏

3- سخر الله الكون للإنس:
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنْ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمْ الْأَنهَارَ(32)وَسَخَّرَ لَكُمْ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ(33)وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ(34)


خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ(4)وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ(5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ(6)وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(7)وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ(8)وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ(9)هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ(10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ(11)وَسَخَّرَ لَكُمْ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ(12)وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ(13)وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(14)وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(15)وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ(16)أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ(17)وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(18)وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ(19)

4- استخلاف الإنسان في الأرض:
صرح القرآن الكريم بان الإنسان يتميز عمن حولنه من الكائنات باستخلافه في ارض الله‏,‏ قال تعالي‏:‏ (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)(30)البقرة‏
فالله عز وجل بين أنه استخلف الإنسان في الأرض وخوله فيها وابتلاه بها واستأمنه عليها لزمن محدود والي يوم موعود‏...

وبناء على معطيات القرآن الكريم والسنة الطاهرة، يتبين لنا أن الله سبحانه حمّل الإنسان مسؤولية إعمار الأرض باستخلافه فيها...
قضية إعمار الأرض إذن، تأتي كقضية أساسية من قضايا الدين، وكهدف رئيس من أهداف خلق الإنسان، وكسبب مباشر لمعيشة الإنسان على سطح هذا الكوكب: الأرض.
قال تعالى: [هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا] {هود:61}.

الإنسان إذن هو المطالب بإعمار الأرض وليس الجن لذلك فلا يمكننا أن نجد عمرانا أو بناء للجن أو آثارا لما يمكن أن تكون حضارة عمرانية لهم




من وجهة نظري الخاصة أقول بداية أنه لا يمكننا أن نتكلم عن مساكن الجن كما هو الحال بالنسبة للإنس لكننا يمكن أن نستشف أماكن تواجدهم من خلال بعض الأحاديث
فالجن انطلاقا من الأحاديث تتواجد في كل الأمكنة ويمكن أن نفرق بين أمكنة تواجد الجن المؤمن وأمكنة تواجد الجن الكافر

- الأماكن الخالية والمراحيض والمزابل: عن أبي هريرة: ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول "باسم الله"[1]، وعن أنس قال: كان النبي rإذا دخل الخلاء قال: "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"[2]، الخلاء لغة: المكان الخالي، واصطلاحا: موضع قضاء الحاجة، كالمرحاض وغيره، والخبث والخبائث، ذكور الشياطين وإناثهم.
لذلك أكد الإسلام على الاحتراز عند دخول هذه الأماكن بالبسملة والاستعاذة، ثم زاد في التأكيد بالطهارة، عند الذهاب إلى الخلاء، وجعلها شرطاً لصحة الصلاة التي تتكرر في اليوم خمس مرات، وأولى خطوات هذه الطهارة نظافة السبيلين اللذين منهما تخرج نفايات الجسم وسماها الشارع نجاسات، وأمر بغسل الدبر والقبل بالماء، ليزيل أي أثر قد يعلق بالجسد أو الثياب، كما حث على غسل اليدين قبل إدخالهما إلى الإناء...

[1]- الجامع الصغير

[2]- ورد في صحيح البخاري كما أخرجه مسلم في الحيض، باب: ما يقول إذا أراد دخول الخلاء



****************************************
تتواجد الجن أيضا في الأمكنة التالية:


- باستطاعة الجن والشياطين الوصول إلى كل الأمكنة:

*في السماء: قال تعالى: )وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا% وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا( (الجن/8-9).
* في الأرض وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا((الجن/ 12).

* بين السماء والأرضيَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ( (الرحمان / 33).

* في المياه والبحار: )وَمِنْ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ وَيَعْمَلُونَ عَمَلًا دُونَ ذَلِكَ وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ( (الأنبياء/82)، )وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ( (ص/ 37).

* في أمكنة متعددة: قال عليه السلام: إِنَّ هذه الـحُشُوشَ مُـحْتَضَرة، فإِذا دَخَـلَ أَحدُكم فلْـيَقُلْ: اللهم إِنـي أَعوذ بك من الـخُبْثِ والـخَبائِثِ... (الحديث)، وأحاديث أخرى، سبق أن أشرنا لمعظمها، تبين أن الجن والشياطين تحضرنا أثناء الأكل، والوضوء[1]، والصلاة[2]، وفي الفراش، قبل النوم وأثناءه، (في الأحلام المزعجة)[3]، بل وعند الجماع[4]، فالجن والشياطين لا تفارقنا ليل نهار، خاصة وأنها لا تعرف النوم: عن أنس رفعه قال: قيلوا فإن الشياطين لا تقيل.[5]
وحينما نقول "أقطار الأرض"، كما ورد في الآية، فهذا يعني كل الأمكنة التي تتبادر إلى الأذهان من سهول وجبال وبحار وأودية وفي أعماق الأرض وبين شقوقها وأحجارها... والخطاب القرآني موجه هنا للجن والإنس معا، لا فرق بينهما وتجمعهما كلمة "معشر"، أي أنكم أيها الجن والإنس تعيشون على الأرض وقد حاولتم، وتحاولون، الهروب من أقطار السماوات والأرض، لكن لا أحد منكم يقدر على ذلك (إلا بسلطان) أي بأمر اللّه وعلمه ومشيئته، (والنفاذ يتطلب حركة وقوة وطاقة).
روي عن ابن عباس قال: معناه: إن استطعتم أن تعلموا ما في السموات والأرض فاعلموا ولن تعلموه إلا بسلطان أي ببينة من الله عز وجل.
وفي عصرنا هذا نرى بوضوح كيف حاول الإنسان ويحاول بخطى حثيثة وباسم العلم، - وهذا يؤيد ما ذهب إليه ابن عباس في تفسير معنى النفاذ - الصعود والارتقاء ليكتشف ما في أقطار السماوات. حاول الإنسان أيضا، ويحاول جاهدا، اختراق الأرض نحو الأعماق، وقد حاول الجن قبله الارتقاء في السماء، يقول تعالى: )وأنا لمسنا السماء( بلسان الجن، أي: أتيناها واختبرناها،)فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا(، فتعذر الوصول إليها والدنو منها، وهذا مخالف لعادتنا الأولى، حيث كنا نتمكن من الوصول إلى خبر السماء: )أنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع( فنتلقف من أخبارها ما شاء الله، )فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا(: أفلا يمكن أن تكون مقاعد الجن في السماء هي بعض الكواكب كالمريخ مثلا؟ والشهب هي النيازك التي تم العثور عليها؟

ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير( (الملك/5) جعل الله الرجوم حارسة للسماء من متلقفي الأخبار، من شياطين الجن والإنس، )إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب((الصافات/10)، والشهاب لغة النار الساطعة، ومثله قولهويرسل عليها حسبانا من السماء((الكهف/40) والحسبان: النار، وكذلك قوله: )يُرسلُ عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران( (الرحمان /35) قال ابن عباس: الشواظ لهب النار.




-------------------------------------------------------------
جسم الانسان مسكن للشيطان

من ناحية أخرى يمكن أن نستشف من بعض الأحاديث أن الجن يوجد مع كل إنسان وهذا يعني أن مكان إقامته هو الجسد البشري وهذا ما يعرف اصطلاحا باسم القرين:
جاء في صحيح مسلم، عن ابن مسعود يرفعه: ما منكم من أحد إلا وقد وُكِّلَ به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة، قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال وإياي، ولكن الله عز وجل أعانني عليه فلا يأمرني إلا بخير، ويزكي هذا الحديث ما ورد عن عائشة t أن رسول الله r خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه، فجاء فرأى ما أصنع، فقال: ما لك يا عائشة، أغرت؟ فقلت وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال: أو قد جاءك شيطانك؟ قلت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال: نعم، قلت: ومع كل إنسان؟ قال: نعم، قلت: ومعك يا رسول الله؟ قال: نعم، ولكن ربي عز وجل أعانني عليه حتى أسلمَ


وهناك أيضا الوسواس الخناس الذي يمكن أن نقول أن مكان إقامته هو صدر الآدمي وقد ينتقل إلى القلب مكان الوسوسة (كما جاء في القرآن الكريم وفي تعض الأثر)
(قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس)

هناك شيطان يمكنه أن يتواجد في خيشوم الإنسي
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي r قال: "إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه"(أنظر فتح الباري ابن حجر).
وعنه أيضا، أن النبي r قال "إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه".(أنظر صحيح مسلم المنهاج النووي)



وآخر يمكنه أن يدخل مع التثاؤب
قال رسول اللّه r: "إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه، فإِنَّ الشيطان يدخل". وفي رواية أخرى: "إذا تثاوب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع. فإن الشيطان يدخل". (صحيح مسلم) وفي رواية: "فإن الشيطان يضحك من جوفه".


---------------------------
بيت الانسان مسكن للشيطان:

نوع آخر من الجن يمكنه أن يدخل معك بيتك إن لم تسم الله:
فعن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلي الله علية وسلم - يقول: ( إذادخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكمولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله تعالى عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت. وإذا لم يذكر الله تعالى عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء ) رواه مسلم
روى ابن أبي الدنيا[1]عن يزيد بن جابر قال: «ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن، إذا وضع الغذاء نزلوا فتغذوا معهم والعشاء»، . قال عليه السلام[2]: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر اللّه عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر اللّه عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، فإِذا لم يذكر اللّه عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء.»

-----------------------------------
مراحيض البشر مرتع للشياطين:

أنواع أخرى تتواجد في الحشوش أو المراحيض بمفهومنا الحالي
عن زيد بن أرقم - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله : ( إنهذه الحشوش محتضرة ( قال صاحب لسان العرب : إن هذه الحشوش محتضرة ، أي يحضرها الجنوالشياطين - لسان العرب - 4/199 ) ، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل : أعوذ بالله منالخبث والخبائث ) ( السلسلة الصحيحة 1070 ) قال ابن الأثير في تفسيرالحديث : ( الخبث ، بضم الباء : جمع الخبيث ، والخبائث : جمع الخبيثة ، يريد ذكورالشياطين وإناثهم ) ( لسان العرب - 2 / 142 ) قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إن هذه الحشوش " ، هي الكنف ومواضع قضاء الحاجة وأحدها حش
قال الخطابي : وأصلالحش جماعة النخل المتكاثفة ، وكانوا يقضون حوائجهم إليها قبل أن تتخذ الكنف فيالبيوت ، وفيه لغتان حَش وحُش بالفتح والضم"



الشيطان متواجد مع الإنسان في كل مكان:
وعن جابر قال[3]: سمعت النبي r يقول: «إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان، فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة»
أنت ترى عزيزي القارئ أن الجن موجود في كل مكان


أرجو أن أكون قد وفقت في تسليط بعض الضوء على هذا الجزء
والله أعلم



اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين








************************************************** ***********

[1]- ، ابن حجر، شرح صحيح البخاري، فتح الباري، كتاب بدأ الخلق.

[2]- سنن أبي داود.

[3]- صحيح مسلم، كتاب الأشربة.



[1]- عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاحذروه أو قال فاتقوه. وقال غيره عن أبي داود في هذا الحديث فاحذروه واتقوا وسواس الماء (رواه الترمذي في سننه، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في سننه، وأحمد في مسنده)
[2]- عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يَا رَسُولَ اللّهِ إِنّ الشّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي. يَلْبِسُهَا عَلَيّ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزَبٌ. فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوّذْ بِاللّهِ مِنْهُ. وَاتْفِلْ عَلَىَ يَسَارِكَ ثَلاَثاً". قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللّهُ عَنّي. (أنظر صحيح مسلم، ومصنف ابن أبي شيبة، ومستدرك الحاكم، ومسند أحمد)
[3]- جاء في صحيح البخاري: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره). الحلم: ما يراه النائم من أخلاط وتخيلات سيئة تحزنه وتدخل عليه الغم. (يخافه) يخاف ما رأى فيه من شر وسوء.
[4]- ورد في الصحيحين، عن ابن عباس، يبلغ به عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره). وفي رواية أخرى ... فرزقا ولدا لم يضره الشيطان
[5]- الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط

عماد الدين علي
06/05/2009, 03:38 PM
أخي عماد الدين قد لا أتفق معك في جزئية أن للجن عالم خفي من بنيان وربما حضارات فلا يوجد دليل شرعي على هذه الفرضية ...
ما أعتقده أن الجن كائنات تعيش في كل الأمكنة على سطح الأرض تماما كما هو الشأن بالنسبة للكائنات المجهرية فهي تشاركنا أبنيتنا وأراضينا ومواشينا ومأكلنا ومشربنا وتسكن حتى في داخلنا...
وليس لها أبنية كتلك التي للبشر خاصة بها
والله أعلم
أخي يحيى ، الموضوع برمته لا يوجد دليل شرعي عليه - وهو كون الجن مخلوقات مجهرية - وأنا أتعامل معه على أنه فرضية ، وأنا أحترم هذا .. ولا أجعل منه يقيناً غير قابل للنقاش
مودتي

يحي غوردو
06/05/2009, 05:58 PM
أخي يحيى ، الموضوع برمته لا يوجد دليل شرعي عليه - وهو كون الجن مخلوقات مجهرية - وأنا أتعامل معه على أنه فرضية ، وأنا أحترم هذا .. ولا أجعل منه يقيناً غير قابل للنقاش
مودتي

أخي عماد الجن تشترك مع الكائنات المجهرية في التسمية فكلمة جن لغويا تعني ما جن عن البصر ولم تره العين

أما الأدلة الشرعية فيمكن أن نسوق الأحاديث التالية التي تثبت أن نوعا من الجن على الأقل صغير الحجم حتى تستطيع الدخول إلى جسم الانسان من ذلك:

1- قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا تثاءب أحدكم فليمسك على فيه، فإِنَّ الشيطان يدخل". وفي رواية أخرى: "إذا تثاوب أحدكم في الصلاة، فليكظم ما استطاع. فإن الشيطان يدخل". (صحيح مسلم) وفي رواية: "فإن الشيطان يضحك من جوفه".
وقال كذلك: “إن اللّه يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإِذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، ولا يقل هاهْ هاهْ، فإِنما ذلكم من الشيطان يضحك منه”.
وقال في نفس المعنى: إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب.

2- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ - أراه - أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه"-1- .
وعنه أيضا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات، فإن الشيطان يبيت على خياشيمه". -2-
حديث أبي هريرة في الأمر بالاستنثار فيه "إن الشيطان يبيت على خيشومه" والخيشوم هو الأنف وقيل المنخر، والاستنشاق هو جذب الماء بريح الأنف إلى أقصاه، والاستنثار إخراج ذلك الماء. والمقصود من الاستنشاق تنظيف داخل الأنف والاستنثار يخرج ذلك الوسخ مع الماء.
ظاهر الحديث أن هذا يقع لكل نائم، ويحتمل أن يكون مخصوصا بمن لم يحترس من الشيطان بشيء من الذكر - لحديث أبي هريرة المشهور عن آية الكرسي (حرز من الشيطان) وقد تقدم فيه "ولا يقربك شيطان" - ويحتمل أن يكون المراد بنفي القرب هنا أنه لا يقرب من المكان الذي يوسوس فيه، وهو القلب، فيكون مبيته على الأنف ليتوصل منه إلى القلب، إذا استيقظ، فمن استنثر منعه من التوصل إلى ما يقصد من الوسوسة، وهنا يعم الحديث كل مستيقظ، ثم إن الاستنشاق من سنن الوضوء (اتفاقا لكل من استيقظ أو كان مستيقظا)، وقالت طائفة بوجوبه

3- عن صفية بنت حيي زوج النبي قالت كان رسول الله «صلى الله عليه وسلم» معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أسرعا فقال النبي «صلى الله عليه وسلم» على رسلكما أنها صفية بنت حيي فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا الحديث في الصحيحين


4- عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا [ ص: 412 ] تدخلوا على المغيبات فإن الشيطان يجري من ابن آدم كمجرى الدم قالوا ومنك قال نعم ولكن الله أعانني عليه فأسلم

هذه الأدلة تبين أن الشيطان صغير الحجم حتى يتسطيع النفاذ إلى جسم الانسان وإلى مجاري دمه فهو بهذا أصغر من الشرايين وإلا لما استطاع الجري

والله أعلم

عماد الدين علي
06/05/2009, 08:25 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز يحيى ، سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
لم أجد فيما سلف من أحاديث ما يثبت أن الجن مخلوقات مجهرية ، وما قوله -عليه الصلاة والسلام - أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ما يدل على أنهم مخلوقات حية دقيقة ، فأنا أقول ( أن حب وطني يجري في دمي ) ولا أعني أن ( الحب ) هو ذرات أو مخلوقات مجهرية !!
والأقرب للصواب في رأيي ، أن معنى الحديث هو قعود الشيطان للإنسان صراطه المستقيم :
( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17} الأعراف.
فكأنه يجري منه مجرى الدم ، لشدة محاصرته لابن آدم وملازمته منذ ولادته إلى أن يلحد في قبره .
والله الموفق

يحي غوردو
07/05/2009, 12:15 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز يحيى ، سلام الله عليك ورحمته وبركاته ..
لم أجد فيما سلف من أحاديث ما يثبت أن الجن مخلوقات مجهرية ، وما قوله -عليه الصلاة والسلام - أن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، ما يدل على أنهم مخلوقات حية دقيقة ، فأنا أقول ( أن حب وطني يجري في دمي ) ولا أعني أن ( الحب ) هو ذرات أو مخلوقات مجهرية !!
والأقرب للصواب في رأيي ، أن معنى الحديث هو قعود الشيطان للإنسان صراطه المستقيم :
( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ {16} ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {17} الأعراف.
فكأنه يجري منه مجرى الدم ، لشدة محاصرته لابن آدم وملازمته منذ ولادته إلى أن يلحد في قبره .
والله الموفق


حياك الله أخي عماد الدين

حديث: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.

معناه: أن الشيطان يلابس الإنسان ويجري منه مجرى الدم، وليس معناه التشبيه لوساوسه بجريان الدم؛ لأن الأصل هو الحقيقة ولا يعدل عنها إلى التأويل إلا بدليل و لا دليل عليه هنا.


أنتظر تعليقك على حديث التثاؤب وحديث المبيت على الخياشيم فهل الدخول والمبيت مجازيان أيضا أم أنهما على الحقيقة؟

تحيتي
مودتي

يحي غوردو
07/05/2009, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بإهداء خاص إلى المتألق عماد الدين علي


هذا الموضوع نقلاً عن الشيخ / محمد متولي الشعراوي رحمه الله
------------------------------------
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الشيخان عن صفية رضي اللّه عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " .


البعض ينكر ويسأل : كيف يدخل الشيطان عروق الإنسان ويجري منها مجرى الدم ؟!


فعندما تقدم العلم التجريبي واكتشفنا المكروبات ورأينا من دراستها أنها تخترق الجسم وتدخل إلى الدم في العروق ، هل يحس أحد بالميكروبات وهو يخترق جسمه ؟

هل علم أحد بالمكروب ساعة دخوله للجسم ؟ طبعاً لا .

ولكن عندما يتوالد ويتكاثر ويبدأ تأثيره يظهر على أجسامنا نحس به ، وهذا يدل على أن الميكروب بالغ الدقة مبلغاً لا تحس به شعيرات إحساس الموجودة تحت الجلد .

ومن فرط دقته يخترق هذه الشعيرات أو يمر بينها ونحن لا ندري عنه شيئاً ، ويدخل إلى الدم ويجري في العروق ونحن لا نحس بشيء من ذلك .

فالدم يجري في شرايين واسعة وأوردة وشعيرات دقيقة ... ولكن دقة حجم الميكروب تجعله يخترق هذه الشعيرات فلا ينزل منها دم ، وعندما تضيق هذه الشرايين تحدث أمراض خطيرة .

وهناك جراحات تجري بأشعة الليزر أو غيرها تخترق هذه الإشاعة الجلد بين الشعيرات ، لأنها إشاعة دقيقة جداً فلا تقطع أي شعيرة ولا تسيل اى دماء .

والميكروب عند دخوله الجسم ويتوالد ومقاومة كرات الدم البيضاء له فترة طويلة ، بينما نحن لا نحس ولا ندرك ما يحدث .

فإذا كان الميكروب وهو من مادتك ، أي : شيء له كثافة وله حجم محدد ولا تراه إلا بالميكروسكوب فتجد له شكلاً مخيفاً ، وإذا كان الميكروب لا تحس به وهو في داخل جسمك ، فما بالك بالشيطان الذي هو مخلوق من مادة أكثر شفافية من مادة الميكروب ، هل يمكن أن تحس به إذا دخل جسدك ؟ لا

وإذا كان الشيء المادي قد دخل جسدك ولم تحس به ، فما بالك بالمخلوق الذي خلقه الله تعالى من مادة أشف وأخف من الطين ؟ ألا يستطيع أن يدخل ويجري من ابن آدم مجرى الدم ؟! .

فلا تتعجب ولا تُكذِّب لأنك لا تحس به . فالله أعطاك في عالم الماديات ما هو أكثر كثافة في الخلق ويدخل في جسدك ولا تحس به .

إذن : فالعلم أثبت أن هناك موجودات لا نراها .. ولو أننا باستخدام الميكروسكوبات الإلكترونية الحديثة فحصنا كل خلية في جسم الإنسان فإننا سنرى العجب ، سنرى في جلد الإنسان الذي نحسبه أملس آباراً يخرج منها العرق ، وغير ذلك من تفاصيل باللغة الدقة لا تدركها العين ،

فإذا حدَّثنا الله سبحانه وتعالى بأن هناك ملائكة تنزل وتقاتل ، فنحن نصدق ، وقد جعل الله تعالى لنا ما يطمئن بشريتنا فقال : { جنود لم تروها } ، فإن قال واحد . إنه رآها ، وقال آخر : لم أرَ شيئاً ، نقول : إن الله تعالى قال { لم تروها } أي : لم تروها مجتمعين ،

فهناك من لمحها ؛ وهناك من لم يراها .

والله أعلم .....


الحمد لله الذي عرفنا حلاوة الإسلام من القرآن والسنة المحمدية فقط

منقول للفائدة ولعلاقته بموضوعنا

عماد الدين علي
07/05/2009, 03:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله يحيى غوردو ، سلام الله عليك ورحمته وبركاته .

الشيخ الشعراوي رحمه الله رجل علم ودين ، وهو من المجددين في قرننا الحالي ، وله محبة خاصة في قلبي ، ولكن يظل هذا مجرد رأي واجتهاد منه ، قد يكون أصاب الحقيقة أو جانبها .. فقديماّ قال ( علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه : ( الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله )
فإن للرجل هنَّات ، لا مجال لذكرها هنا ، وهي لا تسيء لعلمه ومكانته ، فلكل عالم هفوة ، والرجل اجتهد ، وهذا ما فتح الله به عليه وقتها .. ولست أرى أنه قد شفى الغليل ، أو أتى بالقول الفصل ، الذي ليس بعده كلام في هذه المسألة ، فالأمر أشد تعقيداً من أن يلخص في نصف صفحة ، ولكن يستأنس برأيه ، وعلى الأقل فقد وفَّر على غيره ليجتهد فيقول مثل مقالته السالفة، وبقي أن نجتهد لأماطة اللثام عن حقيقة هذا الموضوع ، مع الإلتزام بالتأصيل الشرعي له .
رحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته.

لك مني خالص المودة والتقدير يا صديقى

عبدالقادربوميدونة
07/05/2009, 03:25 PM
لنفرض أننا نعيش الألفية الرابعة بعد الميلاد وأن البشرغيرالبشر سواء على هذا الكوكب الكرة أو على كواكب أخرى مختلفين عن الموجودين حاليا في تقدمهم العلمي وبحوثهم التي سوف تكون قد خطت خطوات فلكية ..نحن سافرنا عبر السحب وغصنا في أعماق المحيطات واستبدلنا القلب البشري بآخرحيواني وإنساني وتخاطبنا عبرالأثيرورأينا صوربعضنا بعضا على مسافات كبيرة جدا وسمعنا أصوات من هم في الجهة الأخرى من العالم وحتى من نزلوا على سطح القمرإلى آخر المبهرات والأعاجيب العلمية ..فهل نظن أن هؤلاء بإمكانهم رؤية الجن جهارا ونهارا ؟
" سنريهم آياتنا في الآفاق ..." قد رأينا بعضها وسوف نرى أكثرإن شاء الله " وفي أنفسهم " المجهر والكائنات الدقيقة أي أن نهاية الاكتشاف لا حد له إلى ماشاء الله ..
" وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ما حجم ومقدارهذا القليل ؟ هل كل ما تم اكتشافه لحد الساعة ما هوإلا قليل ..وما الكثير إذن ؟
هنا قد يدخل مفهوم اكتشاف ورؤية الجن لكن إن شاء الله أما إذا لم يشأ فقد تتعرض الأرض لحروب نووية تنهي الجنس البشري ولا يرى أحد شكل ولا لون ولا حجم الجن .والله أعلم .

يحي غوردو
07/05/2009, 06:00 PM
لنفرض أننا نعيش الألفية الرابعة بعد الميلاد وأن البشرغيرالبشر سواء على هذا الكوكب الكرة أو على كواكب أخرى مختلفين عن الموجودين حاليا في تقدمهم العلمي وبحوثهم التي سوف تكون قد خطت خطوات فلكية ..نحن سافرنا عبر السحب وغصنا في أعماق المحيطات واستبدلنا القلب البشري بآخرحيواني وإنساني وتخاطبنا عبرالأثيرورأينا صوربعضنا بعضا على مسافات كبيرة جدا وسمعنا أصوات من هم في الجهة الأخرى من العالم وحتى من نزلوا على سطح القمرإلى آخر المبهرات والأعاجيب العلمية ..فهل نظن أن هؤلاء بإمكانهم رؤية الجن جهارا ونهارا ؟
" سنريهم آياتنا في الآفاق ..." قد رأينا بعضها وسوف نرى أكثرإن شاء الله " وفي أنفسهم " المجهر والكائنات الدقيقة أي أن نهاية الاكتشاف لا حد له إلى ماشاء الله ..
" وما أوتيتم من العلم إلا قليلا " ما حجم ومقدارهذا القليل ؟ هل كل ما تم اكتشافه لحد الساعة ما هوإلا قليل ..وما الكثير إذن ؟
هنا قد يدخل مفهوم اكتشاف ورؤية الجن لكن إن شاء الله أما إذا لم يشأ فقد تتعرض الأرض لحروب نووية تنهي الجنس البشري ولا يرى أحد شكل ولا لون ولا حجم الجن .والله أعلم .
المفضال عبد القادر أثمن إضافاتك القيمة . وعد الله أن يرينا آياته في الآفاق وفي الأنفس سواء بوساطة الوحي والرسل أو بواسطة العلم وقد اكتشفت الكثير من الأسرار الكونية والنفسية ولا ندري هل سنتمكن قبل نهاية الجنس البشري من رؤية أعدائنا من الجن...
ما هو أكيد أننا رأينا بالمجهر بعض أعداءنا من الكائنات الدقيقة ولا زلنا في بداية الطريق
لك مني ألف تحية

يحي غوردو
07/05/2009, 06:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله يحيى غوردو ، سلام الله عليك ورحمته وبركاته .
الشيخ الشعراوي رحمه الله رجل علم ودين ، وهو من المجددين في قرننا الحالي ، وله محبة خاصة في قلبي ، ولكن يظل هذا مجرد رأي واجتهاد منه ، قد يكون أصاب الحقيقة أو جانبها .. فقديماّ قال ( علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه : ( الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله )
فإن للرجل هنَّات ، لا مجال لذكرها هنا ، وهي لا تسيء لعلمه ومكانته ، فلكل عالم هفوة ، والرجل اجتهد ، وهذا ما فتح الله به عليه وقتها .. ولست أرى أنه قد شفى الغليل ، أو أتى بالقول الفصل ، الذي ليس بعده كلام في هذه المسألة ، فالأمر أشد تعقيداً من أن يلخص في نصف صفحة ، ولكن يستأنس برأيه ، وعلى الأقل فقد وفَّر على غيره ليجتهد فيقول مثل مقالته السالفة، وبقي أن نجتهد لأماطة اللثام عن حقيقة هذا الموضوع ، مع الإلتزام بالتأصيل الشرعي له .
رحم الله شيخنا الشعراوي رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته.
لك مني خالص المودة والتقدير يا صديقى
أخي عماد رحم الله علمائنا الأفذاذ وتغمدهم برحمته وأسكنهم فسيح جنانه وألحقنا بهم...
لا أحد منا يملك الحقيقة وكما قال الإمام مالك "كل يؤخد من كلامه ويرد إلا صاحب هذا القبر"
نحن نحاول أن نبحث ونتدارس علنا نسلط بقعة من الضوء على هذا الموضوع الشائك موضوع الجن
إن أصبنا أخي عماد فلنا أجران، وإن أخطأنا فلنا أجر واحد.
*********************
لا زلت أنتظر تعليقك على حديث التثاؤب وحديث المبيت على الخياشيم فهل الدخول والمبيت مجازيان أيضا أم أنهما على الحقيقة؟
مودتي واحترامي

ياسر فاعور
08/05/2009, 06:02 PM
منذ سنوات مضت كان عندي ذلك الاعتقاد بأن الجان هم الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات و بأن الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات هم الجان.
فعيوننا نحن البشر المجردة تعجز عن رؤيتها ولهذا يصح تسميتها بالجان.. و كان هذا الاعتقاد يتقبله عقلي تماماً دون شائبة شك ولكن لم يطمئن له قلبي دائماً.
كانت و مازالت جل اهتماماتي منصبة على دراسة الإلكترونيات و التحكم و البرمجة و لكنني شديد الحرص على معتقداتي الدينية أو غيرها..
كما أنني أعتقد بأن الأديان ( الغير محرفة) و العلم هي وجهان لعملة واحدة لا تصادم بينهما و إنما أحدهما يؤيد الآخر إلا أن قصور عقولنا الذي تبرهنه العلاقة الطردية بين اتساع دائرة جهلنا و اتساع دائرة معرفتنا، يجعل أحياناً الدين و العلم في حالة تعارض و تصادم.
في تلك السنوات صادفت نقاشاً حاداً حول الروح و الجان و الجسد و كانت الآراء متضاربة فيما يخص ماهية الجان و من بين تلك الآراء رأي أنا بأنهم الجراثيم و البكتيريا و الفيروسات فطلب مني شخص يمارس الرقية الشرعية حضور جلسات رقية لأحكم بنفسي بعد تجربة على صحة معتقدي أو عدم صحته.
وكان موعدنا بعد صلاة الجمعة.. بعد الصلاة و فراغ المسجد جاء رجل بالثلاثينات من عمره يدرّس اللغة العربية في المرحلة الإعدادية.. بعد أن تعرفت عليه قال بأن هذه ليست أول جلسة له و إنما هي الثانية أو الثالثة.
كان يعاني من وجع متنقل في جسده و قال بأن علاقته مع أولاده الصغار و زوجته ليست على ما يرام.
أجلسناه و سندنا ظهره إلى الحائط و بدأ صاحبي بقراءة أيات من القرآن ( قرأ الفاتحة و المعوذتين و قرأ آيات من سورة البقرة) و هنا لاحظت بأن الرجل قد نام نوماً عميقاً، ثم بدأ يكلمنا على لسان الرجل جني كان هو السبب في كل ما يعانيه هذا الرجل.
طلب الراقي من الجني الخروج إلا أنه رفض و بدأ بالضحك و السخرية منا..
فهدده الراقي بمعاودة قراءة القرآن .. و قد لاحظت بأنه شديد الخوف من القرآن فكان أحياناً يأن و كأنه يتوجع و يبكي ...
و لكن خلال الرقية التي استمرت لساعة و نصف لم تحدث تلك الأحداث الدرامية الساخنة ..
طلب الراقي من الجني الخروج مرات عدة و أعاد قراءة القرآن مراراً و تكراراً و في كل مرة نسمع البكاء و الأنين من الجني.. لقد كان يخشى القرآن... كما يخشى أحدنا الحرق بالنار.
و خلال الرقية دار بيننا حوار عن سبب وجوده في جسد هذا الرجل فذكر لنا بأنه مسلط من قبل ساحر و ذكر لنا اسمه و كيف صنع السحر لهذا الرجل.. و السبب الذي دفعه لصنع السحر ضد هذا الرجل.
كما عرضنا عليه الإسلام إلا أنه قابل عرضنا بالكذب و بالسخرية .
و هو عرض علينا أن نكون أصحابه، فقلنا له بأنه لا صحبة بيننا و بين الجان حتى و لو كان مسلماً.
و مما فعلناه خلال الرقية قراءة القرآن على كأس من الماء و سقيناه منها حيث زادت من حاله سؤاً...
انهينا الجلسة و قبل رحيل الرجل سألته إن كان قد سمع ما دار بيننا من حديث فأجابني بأنه سمع كل الحديث و عرف اسم الساحر و لما صنع له السحر إلا أن الراقي طلب منه عدم تصديق أي كلمة ذكرها الجني و أن ينسى الأسماء التي ذكرت فغاية الشيطان الفتنة بين البشر.
ودعنا الرجل على أمل أن نلقاه في جلسة أخرى... و ودعت أنا عنده ثقتي بمعتقد من معتقداتي.
حدثني الراقي بأن البعض يلجأ إلى سحرة و دجالين يدعون ممارسة الرقية الشرعية للمعالجة من المس فيستخدمون خلال الرقية الضرب بالعصي و السيوف و السكاكين و حتى الصعق بالكهرباء..
كما أفادني الراقي بأن البعض يعاني أمراضاً عضوية يمكن تشخيصها من قبل أشخاص عاديين إلا أن أصحابها يطلبون الرقية بدلاً من زيارة الطبيب أو الذهاب إلى الصيدلية طلباً للدواء لاعتقادهم بأنهم ممسوسون أو بأن فلان أو فلانة صنع لهم سحراً و سلط عليهم الشياطين..
فهل كنت أحادث الفيروسات و الجراثيم و البكتيريا في جلسات الرقية؟
أم أنني خدعت؟
أم أنني كنت أحادث الشخص ذاته و هو في حالة تنويم؟
هذه تجربتي في التعرف على حقيقة الجان و الله على ما أقول شهيد.
ياسر فاعور من سورياً..
alelectron.alelectron@yahoo.com
alelectron@maktoob.com

يحي غوردو
11/05/2009, 03:12 PM
أم أنني خدعت؟

أم أنني كنت أحادث الشخص ذاته و هو في حالة تنويم؟
هذه تجربتي في التعرف على حقيقة الجان و الله على ما أقول شهيد.
ياسر فاعور من سورياً..
alelectron.alelectron@yahoo.com
alelectron@maktoob.com


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا بك أخي ياسر على هذه الصفحة

أخي ياسر فاعور أعتقد أنك خدعت

لي عودة لتسليط الضوء على بعض النقاط في مداخلتك القيمة

يحي غوردو
12/05/2009, 06:15 PM
يقول ابن حزم:
"وأما كلام الشيطان على لسان المصروع فهذا من مخاريق العزامين، ولا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز، ونحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام، فكيف صار لسانه لسان الشيطان عن هذا لتخليط ما شئت.

وإنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها، كما قال الله تعالى {يوسوس في صدور الناس} (الناس: 5) وكما قال تعالى {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} (الحج: 52)

فهذا هو فعل الشيطان فقط، وأما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق وجنون ظاهر، فنعوذ بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات."

رسائل ابن حزم الأندلسي 3/228 الشاملة

يحي غوردو
15/05/2009, 06:55 PM
...طلب الراقي من الجني الخروج إلا أنه رفض و بدأ بالضحك و السخرية منا..
فهدده الراقي بمعاودة قراءة القرآن .. و قد لاحظت بأنه شديد الخوف من القرآن فكان أحياناً يأن و كأنه يتوجع و يبكي ...
و لكن خلال الرقية التي استمرت لساعة و نصف لم تحدث تلك الأحداث الدرامية الساخنة ..
طلب الراقي من الجني الخروج مرات عدة و أعاد قراءة القرآن مراراً و تكراراً و في كل مرة نسمع البكاء و الأنين من الجني.. لقد كان يخشى القرآن... كما يخشى أحدنا الحرق بالنار.
و خلال الرقية دار بيننا حوار عن سبب وجوده في جسد هذا الرجل فذكر لنا بأنه مسلط من قبل ساحر و ذكر لنا اسمه و كيف صنع السحر لهذا الرجل.. و السبب الذي دفعه لصنع السحر ضد هذا الرجل.
كما عرضنا عليه الإسلام إلا أنه قابل عرضنا بالكذب و بالسخرية .
و هو عرض علينا أن نكون أصحابه، فقلنا له بأنه لا صحبة بيننا و بين الجان حتى و لو كان مسلماً.

alelectron@maktoob.com


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي ياسر

بداية أود أن أقول أن المتتبع لآيات القرآن الكريم يجد أن موضوع المس مرتبط بالشيطان وليس بالجن وهذا أمر غفل عنه الكثيرون وهو ما صعب الأمر والتبس الأمر على الناس..

الذي ورد في القرآن الكريم هو "المس الشيطاني" و هذا المس حوله خلاف بين أهل العلم هل هو على حقيقته أم الأمر مجازي...

ولنبدأ بعملية جرد لما ورد في القرآن الكريم:

وردت كلمة " مس " في القرآن الكريم في ست آيات كلها مقترنة بالضراء أو القرح أو الشر:

" إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله" الآية 140 آل عمران
" وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه " آية 12 يونس
" وقالو قد مس ءاباءنا الضراء والسراء " آية 95 الأعراف
" وإذا مس الناس ضر دعوا ربهم منيبين إليه " آية 32 الروم
" وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه " آية 8 الزمر
" فإذا مس الإنسان ضر دعانا " آية 45 الزمر

وقد جاءت كلمة المس في مواضيع كثيرة من القرآن أغلبها مقترن بالشر و الضر مثل قوله تعالى " ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء " آية 187 الأعراف

" وإذا مسه الشر كان يؤوسا " آية 82 الإسراء

وعلى ذالك نجد أن الآيات توضح أن المس دائما مقترن بالضر والشر...

وكلمة" المس الشيطاني" وردت في القرآن 3 مرات:

الأولى في قوله تعالى " الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " آية 275 البقرة

والثانية في قوله سبحانه" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب " آية 41 صوجاءت كلمة المس مقترنة بطائف من الشيطان في آية ثالثة :

والثالثة في قوله تعالى" إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " آية 201 الأعراف

*********
ملاحظة هامة: القرآن الكريم نزل باللغة العربية ليتحدى أهلها - وهذا فخر لنا كعرب - وهو دقيق في اختيار الالفاظ بدقة متناهية يجب ألا نغفل عنها والقرآن يربط المس بالشيطان وليس بالجن (والعلة في ذلك والله أعلم أن الجن لفظة عامة (منهم الكافر والمؤمن) أما الشيطان فهي خاصة (لا يمكن لمؤمن أن يكون شيطانا)
لذلك ينبغي أن نقتدي بالقرآن الكريم وأن نربط المس بالشيطان وليس بالجن حتى لا نظلمهم وحتى نخرج من حدوثة : أنت جني أم شيطان التي توارثها بعض الرقاة والتي تندرج تحت عملية الإيحاء النفسي)

*********
تعريف المس:

يقال مسست الشيء، أمسه مسا، إذا لمسته بيدك، ثم أستعير للأخذ والضرب، وأستعير للجماع لأنه لمس، وللجنون كأن الجن مسته يقال به مسا من الجنون...

التّعريف :

1 - اللّمس لغةً : الجس والإدراك بظاهر البشرة كالمسّ , ويكنى به وبالملامسة عن الجماع , وقرئ : { لاَمَسْتُمُ } و { لَمَسْتُمُ النِّسَاء } حملاً على المسّ وعلى الجماع , وقيل : اللّمس : المس باليد .

واللّمس اصطلاحاً هو : ملاقاة جسمٍ لجسم لطلب معنىً فيه كحرارة أو برودة أو صلابةٍ أو رخاوةٍ أو علم حقيقةٍ , كأن يلمس ليعلم هل هو آدمي أو لا .

الألفاظ ذات الصّلة :

أ - المس :

2 - من معاني المسّ في اللغة : اللّمس والجنون , ويكنى به عن النّكاح .

والمس في الاصطلاح : ملاقاة جسمٍ لآخر على أيّ وجهٍ كان .

والفرق بين اللّمس والمسّ : أنّ المسّ التقاء الجسمين , سواء كان لقصد معنىً أو لا ,
واللّمس هو المس لطلب معنىً .

فاللّمس أخص من المسّ .

ب - المباشرة :

3 - المباشرة في اللغة : الإفضاء بالبشرتين , يقال : باشر الرّجل زوجته : تمتّع ببشرتها , وباشر الأمر تولاه ببشرته وهي يده .

قال ابن منظورٍ : مباشرة المرأة ملامستها , وكنّى بها عن الجماع في قوله تعالى : { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } .

ولا يخرج المعنى الاصطلاحيّ لهذا اللّفظ عن معناه اللغويّ .

ويرادف اللّمس المباشرة في بعض إطلاقاتها


يتبع

يحي غوردو
22/05/2009, 06:57 PM
قال الإمام ابن حزم الأندلسي في كتابه "الفصل في الملل والأهواء والنحل" (5|83) عن الجن: «وهم أجسام رقاق صافية هوائية لا ألوان لهم. وعنصرهم النار، كما أن عنصرنا التراب، وبذلك جاء القرآن. قال الله عز وجل: {والجان خلقناه من قبل من نار السموم}. والنار والهواء عنصران لا ألوان لهما، وإنما حدث اللون في النار المشتعلة عندنا لامتزاجها برطوبات ما تشتعل فيه من الحطب والكتان والأدهان وغير ذلك. ولو كانت لهم ألوان، لرأيناهم بحاسة البصر. ولو لم يكونوا أجساما صافية رقاقا هوائية، لأدركناهم بحاسة اللمس.


وصح النص بأنهم يوسوسون في صدور الناس، وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. فوجب التصديق بكل ذلك حقيقة. وعلمنا أن الله عز وجل جعل لهم قوة يتوصلون بها إلى قذف ما يوسوسون به في النفوس. برهان ذلك قول الله تعالى {من شر الوسواس الخناس، الذي يوسوس في صدور الناس، من الجنة والناس}. ونحن نشاهد الإنسان يرى من له عنده ثار، فيضطرب وتتبدل أعراضه وصورته وأخلاقه وتثور ناريته. ويرى من يحب، فيثور له حال أخرى ويبتهج وينبسط. ويرى من يخاف، فتحدث له حال أخرى من صفرة ورعشة وضعف نفس. ويشير إلى إنسان آخر بإشارات يحل بها طبائعه، فيغضبه مرة ويخجله أخرى ويفزعه ثالثة ويرضيه رابعة. وكذلك يحيله أيضا بالكلام إلى جميع هذه الأحوال. فعلمنا أن الله عز وجل جعل للجن قوى يتوصلون بها إلى تغيير النفوس والقذف فيها بما يستدعونها إليه. نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته ومن شرار الناس.

وأما الصرع فإن الله عز وجل قال {الذي يتخبطه الشيطان من المس}. فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع، إنما هو بالمماسة. فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئاً ومن زاد على هذا شيئاً، فقد قال ما لا علم له به، وهذا حرام لا يحل. قال عز وجل: {ولا تقف ما ليس لك به علم}. وهذه الأمور لا يمكن أن تعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه . ولا خبر عنه –عليه السلام– بغير ما ذكرنا

اختلاف العلماء في مسألة مس الشيطان للإنسان.

فبداية يجب النظر في مسألة: ما المقصود بمس الشيطان للإنسان؟

لأن إنكار المس أو إثباته، متعلق بتعريفه وبيانه.
فإن قيل بأن مس الشيطان هو القدرة على التعذيب النفسي بالوسوسة في صدر الإنسان، كان هذا المعنى صحيحاً. وبذلك يجب على كل مسلم أن يؤمن بمشروعية مس الشيطان لبني آدم.

وأما من زعم بأن مس الشيطان هو القدرة على السيطرة على جسم الإنسان، بحيث يفقد الإنسان إرادته، ويتكلم الشيطان على لسانه، ويأمر جسده بفعل الفواحش والجرائم، وعقل الإنسان يكون مقيداً مأسوراً لا يقدر على شيء في جسده، فهذه من الخرافات العتيقة التي يجب محاربتها.

....

...

...

يحي غوردو
22/05/2009, 06:58 PM
أدلة من قال بأن الشيطان يدخل جسم الإنسان ويؤذيه بالوسوسة فقط



دليل:
قول الله تعالى: }وَإِماّ يَنَزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنّ الّذِينَ اتّقَواْ إِذَا مَسّهُمْ طَائِفٌ مّنَ الشّيْطَانِ تَذَكّرُواْ فَإِذَا هُم مّبْصِرُونَ{. وقوله عز وجل: }ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ * وَقُلْ رّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشّياطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبّ أَن يَحْضُرُون}. وقوله جل وعَلى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السّيّئَةُ ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنّهُ وَلِيّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقّاهَا إِلاّ الّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقّاهَآ إِلاّ ذُو حَظّ عَظِيمٍ * وَإِمّا يَنزَغَنّكَ مِنَ الشّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنّهُ هُوَ السّمِيعُ الْعَلِيمُ{.
فمن المفسرين من فسر نزغ الشيطان بالغضب. ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه، وهذا لا يستقيم البتة مع الآيات التي قبلها. ومنهم من فسره بالهم بالذنب. ومنهم من فسره بإصابة الذنب. وقوله {تذكروا} أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب، {فإذا هم مبصرون} أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه.
دليل:
قول الله تعالى: {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم...} سورة إبراهيم:22.
الآية صريحة في أنه ليس للشيطان قدرة على الصرع والإيذاء والقتل، وأن الله تعالى لم يجعل له سلطاناً وسبيلاً على الناس إلا أن يوسوس في صدورهم. قال الإمام الطحاوي في "شرح الآثار": «الناس إنما أمروا بالاستعاذة من الشيطان، فيما جعل له سلطان عليهم -وهي الوسوسة- لتحبيب الشر وتكريه الخير وإنساء ما يذكرون وتذكير ما ينسون. وأما إعثار دوابهم وإهلاك أموالهم، فلا سبب له فيها». وقال الإمام الطبري في تفسيره (13|202): حدثنا يونس (ثقة) قال أخبرنا ابن وهب (ثقة) قال: قال ابن زيد: «خطيب السُّوء: إبليس الصادق. أفرأيتم صادقاً لم ينفعه صدقه؟ {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان} أَقْهَركُمْ به {إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي} قال أَطَعْتُمُونِي {فلا تلوموني ولوموا أنفسكم} حين أطعتموني...».
فلم يجعل الله لإبليس سلطاناً يقهر به بني آدم ويجبرهم على المعاصي. وإنما يوسوس لهم ويدعوهم للمعاصي فيطيعونه. ولو احتج علينا الجاني بأن الشيطان كان قد ركبه وسيطر عليه وقت الجريمة، لما قبلنا ذلك منه. لو كان الشيطان قادراً على الصرع، فلماذا لا يصرع جميع المؤمنين ويصرف همته إلى العلماء والزهاد وأهل العقول مع شدة عداوته لهم، ولماذا لم يغصب أموالهم، ويفسد أحوالهم، ويفشي أسرارهم، ويزيل عقولهم؟ وكل ذلك ظاهر الفساد. فإن قيل أن الشيطان لا يتمكن إلا من ضعفاء الإيمان، فلماذا لم يشك الكفار المعاصرون من احتلال الجن لأجسامهم؟ هل سمعتم بملك أو رئيس اليوم قد احتل الجن جسمه وصار يتخبط به ويتكلم على لسانه؟
دليل:
قول الله تعالى: {وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} (41) سورة ص. وقوله عز وجل: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (83) سورة الأنبياء.
ولا شك أبداً أن نبي الله أيوب –عليه السلام– لا يمكن أن يتلبسه الشيطان. فهذا يدل ضرورة على أن مس الشيطان هنا ليس التلبس والسيطرة. وإلى هذا ذهب المفسر الأندلسي ابن حيان إذ قال: «والضر هو المرض، وله أسبابٌ طبيعية ظاهرة في البدن. فنسب ما به من المرض –المستند إلى أسبابه الطبيعية– إلى الشيطان». وقال أحد المفسرين: «الشيطان لا يصرع الإنسان على الحقيقة. ولكن من غلب عليه المرة السود، أو ضعف عقلـه، ربما يخيل الشيطان إليه أمورا هائلة، ويوسوس إليه، فيقع الصرع عند ذلك من فعل الله. ونسب ذلك إلى الشيطان مجازا، لما كان ذلك عند وسوسته».
وجاء في تفسير "الكشاف" للزمخشري: «والنصب: تثقيل نصب، والمعنى واحد، وهو التعب والمشقة. والعذاب: الألم، يريد مرضه وما كان يقاسي فيه من أنواع الوصب. وقيل: الضرّ في البدن، والعذاب في ذهاب الأهل والمال. فإن قلت: لم نسبه إلى الشيطان، ولا يجوز أن يسلطه الله على أنبيائه ليقضي من إِتعابهم وتعذيبهم وطره، ولو قدر على ذلك لم يدع صالحاً إلا وقد نكبه وأهلكه، وقد تكرّر في القرآن أنه لا سلطان له إلا الوسوسة فحسب؟ قلت: لما كانت وسوسته إليه وطاعته له فيما وسوس سبباً فيما مسه الله به من النصب والعذاب، نسبه إليه. وقد راعى الأدب في ذلك، حيث لم ينسبه إلى الله في دعائه، مع أنه فاعله ولا يقدر عليه إلا هو. وقيل: أراد ما كان يوسوس به إليه في مرضه من تعظيم ما نزل به من البلاء، ويغريه على الكراهة والجزع، فالتجأ إلى الله تعالى في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء، أو بالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل».
وقال ابن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير": «النصب والعذاب هما الماسان أيوب. ففي سورةَ الأنبياء (83) {أني مسني الضر}. فأسند المسّ إلى الضر. والضرّ هو النصب والعذاب. وتردّدت أفهام المفسرين في معنى إسناد المسّ بالنُّصب، والعذاب إلى الشيطان. فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة، كما هو مقرر من مُكرر آيات القرآن. وليس النُّصب والعذاب من الوسوسة، ولا من آثارها (قلت: وفي ذلك نظر، لأن الوسوسة من الممكن أن تؤدي إلى المرض النفسي). وتأولوا ذلك على أقوال تتجاوز العشرة، وفي أكثرها سماجة. وكلها مبني على حملهم الباء في قوله: {بِنُصبٍ} على أنها باء التعدية لتعدية فعل {مَسَّنِي}، أو باء الآلة مثل: "ضربه بالعصا"، أو يؤوّل النُّصب والعذاب إلى معنى المفعول الثاني من باب "أعطى". والوجه عندي: أن تحمل الباء على معنى السببية، بجعل النُّصْب والعذاب مسببين لمسّ الشيطان إياه، أي مسنّي بوسواس سببه نُصْب وعذاب. فجعل الشيطان يوسوس إلى أيوب بتعظيم النُّصْب والعذاب عنده، ويلقي إليه أنه لم يكن مستحقاً لذلك العذاب، ليلقي في نفس أيوب سوء الظن بالله أو السخط من ذلك. أو تحمل البَاء على المصاحبة، أي مسّني بوسوسة مصاحبة لضرّ وعذاب. ففي قول أيوب {أني مسَّني الشيطانُ بنُصببٍ وعذابٍ} كناية لطيفة عن طلب لطف الله به ورفع النُّصب والعذاب عنه، بأنهما صارا مدخلاً للشيطان إلى نفسه، فطلب العصمة من ذلك، على نحو قول يوسف عليه السّلام: {وإلاَّ تصرف عنّي كيدَهن أَصْبُ إليهن وأكنْ من الجاهلين} (يوسف: 33). وتنوين «نصب وعذاب» للتعظيم أو للنوعية، وعدل عن تعريفهما لأنهما معلومان لله».
وقال الرازي في تفسيره "مفاتيح الغيب": «الشيطان لا قدرة له البتّة على إيقاع الناس في الأمراض والآلام، والدليل عليه وجوه الأول: أنا لو جوزنا حصول الموت والحياة والصحة والمرض من الشيطان، فلعل الواحد منا إنما وجد الحياة بفعل الشيطان، ولعل كل ما حصل عندنا من الخيرات والسعادات، فقد حصل بفعل الشيطان، وحينئذٍ لا يكون لنا سبيل إلى أن نعرف أن معطي الحياة والموت والصحة والسقم، هو الله تعالى الثاني: أن الشيطان لو قدر على ذلك فلم لا يسعى في قتل الأنبياء والأولياء، ولم لا يخرب دورهم، ولم لا يقتل أولادكم الثالث: أنه تعالى حكى عن الشيطان أنه قال: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} (إبراهيم: 22) فصرح بأنه لا قدرة له في حق البشر إلا على إلقاء الوساوس والخواطر الفاسدة، وذلك يدل على قول من يقول إن الشيطان هو الذي ألقاه في تلك الأمراض والآفات، فإن قال قائل: لم لا يجوز أن يقال إن الفاعل لهذه الأحوال هو الله تعالى لكن على وفق التماس الشيطان؟ قلنا فإذا كان لا بد من الاعتراف بأن خالق تلك الآلام والأسقام هو الله تعالى، فأي فائدة في جعل الشيطان واسطة في ذلك؟ بل الحق أن المراد من قوله: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} أنه بسبب إلقاء الوساوس الفاسدة والخواطر الباطنة كان يلقيه في أنواع العذاب والعناء، ثم القائلون بهذا القول اختلفوا في أن تلك الوساوس كيف كانت وذكروا فيه وجوهاً الأول: أن علته كانت شديدة الألم، ثم طالت مدة تلك العلة واستقذره الناس ونفروا عن مجاورته، ولم يبق له شيء من الأموال ألبتة. وامرأته كانت تخدم الناس وتحصل له قدر القوت، ثم بلغت نفرة الناس عنه إلى أن منعوا امرأته من الدخول عليهم ومن الاشتغال بخدمتهم، والشيطان كان يذكره النعم التي كانت والآفات التي حصلت، وكان يحتال في دفع تلك الوساوس، فلما قويت تلك الوساوس في قلبه خاف وتضرع إلى الله، وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} لأنه كلما كانت تلك الخواطر أكثر كان ألم قلبه منها أشد. الثاني: أنها لما طالت مدة المرض جاءه الشيطان وكان يقنطه من ربه ويزين له أن يجزع فخاف من تأكد خاطر القنوط في قلبه فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ}، الثالث: قيل إن الشيطان لما قال لامرأته: "لو أطاعني زوجك أزلت عنه هذه الآفات" فذكرت المرأة له ذلك، فغلب على ظنه أن الشيطان طمع في دينه، فشق ذلك عليه، فتضرع إلى الله تعالى وقال: {أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ}».


دليل:
ما رواه البخاري (#5652)، ومسلم (#2576)، عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: «ألا أريك امرأة من أهل الجنة»؟ قلت: «بلى». قال: «هذه المرأة السوداء أتت النبي  فقالت: "إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي". قال: "إن شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك"؟ فقالت: "أصبر"، فقالت: "إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف"، فدعا لها».
فلو كان الشيطان هو الذي يتلبسها، ويتكلم على لسانها وقت صرعتها، ويستولي على جسدها وعقلها، لم يكن رسول الله  ليتركه يصرعها ويتلبسها. ولكان دعا لها بلا شك. لكنه بَيَّنَ لها أن الأفضل لها أن تصبر وأن لا يدعو لها. وإلا فالتخلص من الشيطان والاستعاذة بالله من وسوساته أمر واجب ومندوب، ولا يؤجر المرء على ترك ذلك! والخصوم يدعون أن قراءتهم للقرآن تطرد الجني المتلبس، وهذه صحابية تصلي مع رسول الله  وتسمع قراءته. فكيف لا يطرد هذا الشيطان المتلبس، لو كان هو سبب الصرع كما يزعمون؟
دليل:
ما رواه البخاري (#2035، #2038، #2039) ومسلم (#2175) عن صفية بنت حيي زوج النبي  قالت: كان النبي  معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته، ثم قمت لأنقلب، فقام ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي  أسرعا، فقال النبي : «على رسلكما، إنها صفية بنت حيي». فقالا: «سبحان الله يا رسول الله»! فقال : «إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً، أو شيئاً».
ومعنى الحديث أن رسول الله  قد خشي أن يوسوس الشيطان لهما ويقذف في أذهانهما سوء ظن، فوضح لهما أن التي معه صفية بنت حيي. قال الإمام الشافعي: «أراد -عليه السلام- أن يُعلّم أمته التبرّي من التهمة في محلها، لئلا يقعا في محذور. وهما كانا أتقى لله من أن يظنا بالنبي  شيئاً. والله أعلم». فهذا الحديث فيه دليل على أن الشيطان يدخل في الإنسان ويجري مجرى الدم، ويلقي في ذهنه الوسوسات وخواطر الشر. وهذا محل إجماع بين العلماء. قال شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ) في مجموع الفتاوى (24|276): «ودخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة». ويدل عليه أيضاً حديث عند مسلم: «إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده، فإن الشيطان يدخل».
دليل:
ما رواه النسائي (8|283) وأحمد (3|427) من طريق عبد الله بن سعيد عن صيفي عن أبي اليسر كعب بن عمرو السَّلمي  قال: «كان رسول الله  يقول: "اللهم إني أعوذ بك من التردي والهدم، والغرق والحريق، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاً"». هذا حديث حسنه شيخنا عبد القادر الأرناؤوط –رحمه الله– في تحقيقه لكتاب جامع الأصول (4|361).
قال الخطابي: «استعاذته -عليه السلام– من تخبط الشيطان عند الموت هو: أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا، فيضلّه ويحول بينه وبين التوبة، أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله، أو يؤسه من رحمة الله تعالى، أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا، فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة، فيختم له بسوء، ويلقى الله وهو ساخط عليه». وواضح جداً من الحديث أن هذا عن الوسوسة النفسية لا غير.
دليل:
ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود والنسائي من طريق جعفر بن سليمان (رافضي ضعيف) عن علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري  قال: كان رسول الله  إذا قام من الليل كبَّر، ثم يقول: «سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك»، ثم يقول: «الله أكبر كبيراً»، ثم يقول: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، من همزه، ونفخه ونفثه».
إلا أن في الحديث ضعفاً. قال أبو داود في سننه (1|206): «هذا الحديث يقولون هو عن: علي بن علي عن الحسن مرسلاً. الوهم من جعفر». وقال الترمذي: «حديث أبي سعيد أشهر حديث في الباب، وقد تكلم في إسناده». وقال أحمد: «لا يصح هذا الحديث». وقال بن خزيمة (1|238): «لا نعلم في الافتتاح "سبحانك اللهم" خبراً ثابتاً عند أهل المعرفة بالحديث. وأحسن أسانيده حديث أبي سعيد». ثم قال: «لا نعلم أحداً ولا سمعنا به، استعمل هذا الحديث على وجهه». ورواه عن جبير بن مطعم، وأعله بالاضطراب. ورواه أحمد من حديث أبي أمامة، وفي إسناده من لم يسم. وعن أنس نحوه، رواه الدارقطني، وفيه الحسين بن علي بن الأسود فيه مقال. وله طريق أخرى ذكرها بن أبي حاتم في العلل عن أبيه وضعفها.

نجوي أبو ليله
27/12/2009, 11:08 AM
اعراض السحر
البكاء المستمر والجلوس بمفرده
من الناحيتن اللايمي والايسر صداع دائم بلا مرض عضوي
شد عضل الجسم بكامله وكأن يوجد بداخله وتنميل بالجسد
الميول الي النوم الكثير وتعب في فم المعده والاختناق
ظهور علامات حمراء علي سطح الجلد في اي مكان
السرحان المستمر مع النفس والتغيب الذهني
ظهور السحر من العصر حتي بعد المغرب اي غروب الشمس
كره اشياء تحبها
الابتعاد عن ذكر الله وعدم النطق بها
التفكير المستمر في الجنس والخيالات والشهوه
رؤي احلام لا يصدقها العقل
الإحساس فن النوم بالسقوط من مكان علي أو الطير فى الهواء أو رأيه الثعابين أو
الكلاب أو الحيوانات تطارده

يحي غوردو
02/01/2010, 10:25 PM
اعراض السحر
ده
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا بك الأخت نجوى على هذه الصفحة

قبل الكلام عن أعراض السحر هلا تفضلت بتعريف "السحر" ؟

تحيتي