المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحمير العشرين ينعشون الطفيل الأمريكي المحتضر



غازي ابوفرحة
17/04/2009, 12:03 AM
الحمير العشرين ينعشون الطفيل الأمريكي المحتضر
بقلم: غازي ابوفرحة – فلسطين 16/4/2009
لقد كان قرار الحمير العشرين (الذي أوحت لهم به أمريكا) ببيع 12% من احتياطياتهم الذهبية لدى صندوق النقد الدولي؛ أي بيع 403 طن ذهب مما يخفض سعر الذهب ويزيد سعر الدولار فيشجع الحكومة الأمريكية المأزومة على طباعة مليارات من أوراق العملة الدولارية لتقديمها لطفيليات المجتمع الأمريكي الطفيلي كي يتطفلوا على حساب دول العالم وبإرادة قادتها الحمير، وسوف تخصص أمريكا 86 مليار دولار من هذه الدولارات المطبوعة والمغطاة من ذهب الحمير لترسيخ احتلالها أللصوصي للعراق لنهب ثروته النفطية والتطفل عليها.
إن أطول هؤلاء الحمير أذنين هو الحمار الصيني الذي يملك تريليوني دولار كأوراق عملة وسندات خزينة أمريكية سوف يفقدها إن عاجلا أو آجلا ويفقد إضافة لها الذهب الذي قرر بيعه (بدل ما يشتري... الحمار) لدعم الدولار الأمريكي المتهاوي؛ إن هذا الحمار عنده شعب فقير معدم بحاجة ماسة للتريليونين والذهب وإن الشخص الأمريكي يستهلك أكثر ما يستهلكه أربعين شخص صيني.
إنه من الخطأ الفادح وصف الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية بالأزمة المالية؛ فلو كانت أزمة مالية حقا لكان من السهل علاجها بإجراءات تنظيمية وبفترة قصيرة؛ ولكن الأزمة التي تصيب أمريكا حاليا هي أزمة الجيل الطفيلي بناء على تحليل التاريخ حسب نظرية تعاقب الأجيال (الجيل الباني والجيل المستهلك أو الطفيلي)؛ فإن أمريكا الآن في نهاية الجيل الطفيلي الثالث؛ ويجب أن ينهار الجيل الطفيلي الثالث ليتولد الجيل الباني الرابع الذي يذوق مرارة انهيار آبائه من الجيل الطفيلي الثالث كي يتوجه للبناء من جديد.
إن منطق الأمور يوحي بأن الشعب الأمريكي انتخب الرئيس أوباما كي يخرجه من التطفل إلى البناء؛ ولكننا نرى على أرض الواقع أنه يتأرجح فنراه يذعن لمن حوله من الطفيليين فيعتمد 86 مليار دولار للإجرام واللصوصية في العراق وهذا عمل من أعمال التطفل وليس من أعمال البناء، كما أنه ما زال يصف الأبطال العرب والمسلمين الذين يقاومون الإرهاب الأمريكي بالإرهابيين وهذا عمل من أعمال التطفل أيضا وليس من أعمال البناء التي تعتمد الشرف والعدالة والأخلاق، كما أنه ما زال يطلق يد المخابرات الأمريكية الآثمة للتخريب والتطفل على العالم ونشاهد على التلفزة الجاسوس المستعرب فرنانديز وهو ما زال سفيرا أمريكيا بالسودان ويورط أمريكا بل يزيد من تورطها في الإجرام الأمريكي الطامع بثروات السودان للتطفل عليها، وإن ميزانية الإرهاب والإجرام للمخابرات الأمريكية الإرهابية تبلغ أكثر من ثلاثمائة مليار دولار؛ أي أكثر من ثلاثة أضعاف ميزانية دولة كبرى مثل مصر تعداد سكانها ثمانين مليون نسمة.
كذلك فإن أوباما لا يتبع نصيحة العبقري الاقتصادي الإنجليزي جون ماينارد كينز والذي كان الفيلسوف الذي أنقذ أمريكا من انهيار 1929 واتبع الرئيس الأمريكي روزفلت تعليماته وأهم تعليماته في التشغيل أن لا تعطى الأجور للعمال وهم جالسين في بيوتهم كما يحصل الآن بل يجب أن يعملوا ولو يحفرون حفرة ويردمونها لأن إعطاءهم الأجور وهم جالسين في بيوتهم يقوي نزعة التطفل في نفوسهم.
في انهيار 1929 كان لأمريكا ديون على الدول الأوروبية سحبتها أمريكا وبدأت البناء من جديد؛ أما الآن فهي مدينة للعالم بأكثر من عشرة تريليونات دولار وها هي تسرق دول العالم في وضح النهار لتعمق نزعة التطفل في المجتمع الأمريكي المتداعي.
إن هؤلاء الحمير العشرين قد تجاوزوا غباء الحمار الذي يشكو الجوع والشعير في المخلاة معلق أمامه على الحائط؛ لكن الحمير العشرين يعطون طعامهم وطعام شعوبهم إلى اللص الأمريكي المتطفل بمحض إرادتهم وبدون تهديد أو إكراه فسحقا لهم.
إن انهيار أمريكا حتمية تاريخية ثابتة مهما طال تطفلها وإن أي إطالة للتطفل الأمريكي سوف يعمق من أزمتها لأن ما يسمى بالأزمة المالية هي أزمة نفسية اجتماعية موجودة في نفوس هذا الجيل من الأمريكيين وتقودهم للانهيار بعد أن ينتقل الانهيار من النفس إلى المادة حيث العمل والإنتاج والأموال والاستهلاك.