المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأدب الساخر...رؤية حقيقية



محمد مزكتلي
18/04/2009, 10:21 PM
ترسخ في قناعة الكثيرين بأن الادب الساخر هو أدب الضحك والاستهزاء والهزل.
وصنفوه في المرتبة الثانية أو الثالثة على غرار أدب الأمثال الشعبية والزجل.
وإليكم نتائج بحثي في القاموس المحيط ولسان العرب ومحيط المحيط.
الساخر هي اسم الفاعل من فعل سَخَرَ,والمصدر هو الأسم الثلاثي سخر, على غرار قدر وحجر وقمر.
والعرب اطلقوا اسم سخر على المكان المنخفض والسخارة هي الأرض التي تتجمع فيها المياه الراكدة.
والاسم سخر بشكل عام يدل على الدونية والانتقاص والعيب والعجز.
وغالبا مايأتي الفعل سخر على وزن فعَّل بتضعيف العين بصيغة الزيادة والمبالغة.
على غرار قدَّر وعَّلم ودَّرسس.
وسخّر الشيئ اي ادناه وقيده وجعله طوعاً لأمره
والمصدر سخرفعله الماضي سَخَرَ والمضارع يسخَرُ والأمر أسخَرْ,على غرار دَرَسَ ويدرسُ وادرسْ.
وفاعله ساخر ومفعوله مسخور على غرار دارس ومدروس.
واسم المكان مسخرة واسم الاّلة سخّارة على غرار مدرسة ودرّاسة
إلخ إلخ إلخ ونأتي إلى الخلاف الكبير حول كلمتي سَخّر وسَخِرَ.
حيث يعتقد الكثيرون بانهما فعلان مستقلان لهما معنيان مختلافان ولا علاقة لواحد منهما بالاخر.
ويقولون بان سَخَّرَ هو فعل يدل على الاخضاع وسَخِرَ هو فعل يدل على الاستهزاء.
وهذا خطأ فادح وإليكم الدليل.
نقول سَخَّرَ زيدٌ عمراً وهنا سَخَّرَ وهو الفعل وزيدٌ هو الفاعل وعمرٌ مفعول به.
على غرار علَّم زيدٌ عمراً,ودرَّسَ زيدٌ عمراً وكل هذه الافعال بصيغة المبالغة والزيادة.
لكننا لا نقول سَخِرَ زيدٌ عمراً,بل نقول سَخِرَ زيداً من عمرٍ.
على غرار عَلِمَ زيداً من عمرٍ وتعِبَ زيداً من العملِ وهنا يكمن جوهر الخلاف فزيداً هنا ليس فاعلاً بل مفعولاً به.
والجملة سَخِرَ زيداً من عمرِ يكون فعلها هو سَخِرَ وفاعلها جملة ((من عمر)) ومفعولها هو زيداً.
ولمزيد من التوضيح اذكر مايلي.
علِم زيداً من عمر اي ان عمرًهو الذي اعلم زيداً وجعله عالما.
تعِب زيداً من العمل اي ان العمل هو الذي أتعب زيداً وجعله تعبا.
وسخِر زيداً من عمر اي أن عمراً هو الذي أسخر زيداً وجعله ساخرا.
وإليكم ايها السادة هذ المجموعة من الجمل لتتأملوها وتتمعنوا في ماعانيها.
ضَجَّرَ عدنان اصدقائه,ضَجَرَ عدنان مع اصدقائه ضَجِرَ الأصدقاء من عدنان.
نَخَّرَ الدود الغصن نَخَرَ الدود بالغصن نَخِرَ الغصن من الدود.
جَزَّعَ الوالي شعبه جَزَعَ الوالي مع شعبه,جَزِع َالوالي من شعبه
شَعَّرَ الشاعر أحساسه,شَعَرَ الشاعر بأحساسه,شَعِرَ الشاعر من احساسه.
اليس من الواضح ايها السادة بأن الكلمات التي تحتها خط جائت مفعول به
وبناءً على كل ماورد نلاحظ مايلي
إن كل من سَخَّرَ و سَخِرَ فعلان مأولان إلى مصدر واحد وهو سخر.
ومعنى سخر وكل اشتقاقاته لا تتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى معنى الهزل او الاستهزاء.
وهذا يؤدي إلى ان الادب الساخرلا يعني البتة الأستهزاء او الهزل باي حال من الأحوال.
وإن كان هذا الكلام غير صحيح فكيف ينسب الله__جلت صفاته__إليه صفة الهزل عندما نسب إليه فعل السخرية.
وهنا يبرز السؤال الهام ماهو الادب الساخر وما هو تعريفه.
إن الادب الساخر بألأعتماد على ماجاء في القاموس المحيط ولسان العربو محيط المحيط.
هو الادب الذي يدني الكلمات ويقهرالمعاني ويجند المواقف ليجعلها طوعاً لأمره وإرادته في سبيل تحقيح اغراضه و أهدافه.
وهذا هو التعريف العادل والمنصف للأدب الساخر
وهذا مايجعل الادب الساخر ادب صعباً لا يقدر على الخوض في غماره إلا من تمتع بموهبة فطرية تجعله قادرا على تطويع الكلمات وقهر المعاني ورؤيةالموقف العادي من زاوية لايقدرعلى النظر منها الشخص العادي.
وقد يتسائل أحدكم: لماذا نضحك عندما نقرأ الأدب الساخر؟.
إن الضحك ايها السادة هو رد فعل لاإرادي لموقف مفاجئ او غريب أو لجملة غير عادية.
وما ان نتعود على هذا الموقف الغير عادي حتى يفقد القدرة على أضحاكنا.
تماما كالنكته لا تضحك عند سماعها سوى أول مرة.
فالكاتب الساخر يفاجئ قرائه بغريب الجمل والعبارات وهجين المواقف والتصورات.
وهنا تكمن نقطة ضعف الأدب الساخر وهي انه لا يصلح للقراءة إلا لمرة واحدة.
كم من مواقف وأحداث عادية نمرعليها يوميا دون ان نلتفت اليها,وياتي الأديب الساخر ليرينا اياها من زاوية جديدة لم نعتد عليها.
فنضحك ونفاجئ باننا نضحك من ما نفعله بأنفسا.
واخيرا أقول ليس شرطاً في الأدب الساخر ان يكون مضحك دائما فكم من أدب ساخر ابكى وادمى.
إن الأديب الذي يستحق ان يتربع على عرش الأدب الساخر.
هو الأديب الذي إما ان يجعلك تنقلب على ظهرك من شدة الضحك.او أن يجعلك تلصق صدرك بفخذيك من شدة القهر.
إنه الأديب الذي يفاجئ قرائه قبل أن يضحكهم
اللهم إن كنت قد أخطأت فأنت الذي لا يخطئ,وإن كنت قد أصبت فأنت الذي يجزء.
والسلام عليكم ورحمة الله

ام الفضل بنت الشيخ
18/04/2009, 11:36 PM
دراسة جد ماتعة شكرا جزيلا أستاذنا على هذه الإفادة
التى جعلتني أكتشف مكنونا من مكنونات اللغة العربية
صدق من قال أن واتا مدرسة للتعليم المتواصل
زادك الله علما ونفع بك
فقط لي ملاحظة أستاذي الكريم -وإن كانت خارج الموضوع- على ما جاء في توقيعك
أيكلفنا الله بكبح غراءزنا وتهذيبها إذا كانت الغريزة هي الأقوى وهي الأبقى؟؟؟
والله يقول" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها"
تحية تقدير وإحترام

محمد مزكتلي
08/12/2009, 01:53 AM
إلى الأخ العزيز جداً الأستاذ عبد القادر بوميدونة الفاضل:
أقرأ هذا المقام,وقل لي ما رأيك.

محمد محمد حسن كامل
08/12/2009, 02:46 AM
ترسخ في قناعة الكثيرين بأن الادب الساخر هو أدب الضحك والاستهزاء والهزل.
وصنفوه في المرتبة الثانية أو الثالثة على غرار أدب الأمثال الشعبية والزجل.
وإليكم نتائج بحثي في القاموس المحيط ولسان العرب ومحيط المحيط.
الساخر هي اسم الفاعل من فعل سَخَرَ,والمصدر هو الأسم الثلاثي سخر, على غرار قدر وحجر وقمر.
والعرب اطلقوا اسم سخر على المكان المنخفض والسخارة هي الأرض التي تتجمع فيها المياه الراكدة.
والاسم سخر بشكل عام يدل على الدونية والانتقاص والعيب والعجز.
وغالبا مايأتي الفعل سخر على وزن فعَّل بتضعيف العين بصيغة الزيادة والمبالغة.
على غرار قدَّر وعَّلم ودَّرسس.
وسخّر الشيئ اي ادناه وقيده وجعله طوعاً لأمره
والمصدر سخرفعله الماضي سَخَرَ والمضارع يسخَرُ والأمر أسخَرْ,على غرار دَرَسَ ويدرسُ وادرسْ.
وفاعله ساخر ومفعوله مسخور على غرار دارس ومدروس.
واسم المكان مسخرة واسم الاّلة سخّارة على غرار مدرسة ودرّاسة
إلخ إلخ إلخ ونأتي إلى الخلاف الكبير حول كلمتي سَخّر وسَخِرَ.
حيث يعتقد الكثيرون بانهما فعلان مستقلان لهما معنيان مختلافان ولا علاقة لواحد منهما بالاخر.
ويقولون بان سَخَّرَ هو فعل يدل على الاخضاع وسَخِرَ هو فعل يدل على الاستهزاء.
وهذا خطأ فادح وإليكم الدليل.
نقول سَخَّرَ زيدٌ عمراً وهنا سَخَّرَ وهو الفعل وزيدٌ هو الفاعل وعمرٌ مفعول به.
على غرار علَّم زيدٌ عمراً,ودرَّسَ زيدٌ عمراً وكل هذه الافعال بصيغة المبالغة والزيادة.
لكننا لا نقول سَخِرَ زيدٌ عمراً,بل نقول سَخِرَ زيداً من عمرٍ.
على غرار عَلِمَ زيداً من عمرٍ وتعِبَ زيداً من العملِ وهنا يكمن جوهر الخلاف فزيداً هنا ليس فاعلاً بل مفعولاً به.
والجملة سَخِرَ زيداً من عمرِ يكون فعلها هو سَخِرَ وفاعلها جملة ((من عمر)) ومفعولها هو زيداً.
ولمزيد من التوضيح اذكر مايلي.
علِم زيداً من عمر اي ان عمرًهو الذي اعلم زيداً وجعله عالما.
تعِب زيداً من العمل اي ان العمل هو الذي أتعب زيداً وجعله تعبا.
وسخِر زيداً من عمر اي أن عمراً هو الذي أسخر زيداً وجعله ساخرا.
وإليكم ايها السادة هذ المجموعة من الجمل لتتأملوها وتتمعنوا في ماعانيها.
ضَجَّرَ عدنان اصدقائه,ضَجَرَ عدنان مع اصدقائه ضَجِرَ الأصدقاء من عدنان.
نَخَّرَ الدود الغصن نَخَرَ الدود بالغصن نَخِرَ الغصن من الدود.
جَزَّعَ الوالي شعبه جَزَعَ الوالي مع شعبه,جَزِع َالوالي من شعبه
شَعَّرَ الشاعر أحساسه,شَعَرَ الشاعر بأحساسه,شَعِرَ الشاعر من احساسه.
اليس من الواضح ايها السادة بأن الكلمات التي تحتها خط جائت مفعول به
وبناءً على كل ماورد نلاحظ مايلي
إن كل من سَخَّرَ و سَخِرَ فعلان مأولان إلى مصدر واحد وهو سخر.
ومعنى سخر وكل اشتقاقاته لا تتطرق لا من قريب ولا من بعيد إلى معنى الهزل او الاستهزاء.
وهذا يؤدي إلى ان الادب الساخرلا يعني البتة الأستهزاء او الهزل باي حال من الأحوال.
وإن كان هذا الكلام غير صحيح فكيف ينسب الله__جلت صفاته__إليه صفة الهزل عندما نسب إليه فعل السخرية.
وهنا يبرز السؤال الهام ماهو الادب الساخر وما هو تعريفه.
إن الادب الساخر بألأعتماد على ماجاء في القاموس المحيط ولسان العربو محيط المحيط.
هو الادب الذي يدني الكلمات ويقهرالمعاني ويجند المواقف ليجعلها طوعاً لأمره وإرادته في سبيل تحقيح اغراضه و أهدافه.
وهذا هو التعريف العادل والمنصف للأدب الساخر
وهذا مايجعل الادب الساخر ادب صعباً لا يقدر على الخوض في غماره إلا من تمتع بموهبة فطرية تجعله قادرا على تطويع الكلمات وقهر المعاني ورؤيةالموقف العادي من زاوية لايقدرعلى النظر منها الشخص العادي.
وقد يتسائل أحدكم: لماذا نضحك عندما نقرأ الأدب الساخر؟.
إن الضحك ايها السادة هو رد فعل لاإرادي لموقف مفاجئ او غريب أو لجملة غير عادية.
وما ان نتعود على هذا الموقف الغير عادي حتى يفقد القدرة على أضحاكنا.
تماما كالنكته لا تضحك عند سماعها سوى أول مرة.
فالكاتب الساخر يفاجئ قرائه بغريب الجمل والعبارات وهجين المواقف والتصورات.
وهنا تكمن نقطة ضعف الأدب الساخر وهي انه لا يصلح للقراءة إلا لمرة واحدة.
كم من مواقف وأحداث عادية نمرعليها يوميا دون ان نلتفت اليها,وياتي الأديب الساخر ليرينا اياها من زاوية جديدة لم نعتد عليها.
فنضحك ونفاجئ باننا نضحك من ما نفعله بأنفسا.
واخيرا أقول ليس شرطاً في الأدب الساخر ان يكون مضحك دائما فكم من أدب ساخر ابكى وادمى.
إن الأديب الذي يستحق ان يتربع على عرش الأدب الساخر.
هو الأديب الذي إما ان يجعلك تنقلب على ظهرك من شدة الضحك.او أن يجعلك تلصق صدرك بفخذيك من شدة القهر.
إنه الأديب الذي يفاجئ قرائه قبل أن يضحكهم
اللهم إن كنت قد أخطأت فأنت الذي لا يخطئ,وإن كنت قد أصبت فأنت الذي يجزء.
والسلام عليكم ورحمة الله
الاستاذ الفاضل محمد مزكتلي
اعجبني طرحك الجيد وتحليل وتشريح الكلمة التي تصور رؤية وروية
ولعلك علي حق لصعوبة الادب الساخر لانه يتعامل بمنطق الصدمات الكهربائية بعنصر المفاجاة مثل الكوميديا
وهو ادب سهل ممتنع بمعني ان مجاله واسع في كل حركات حياتنا
ولن يكن مفيدا الا بحسن التوجيه واستثماره في مكانه ومناخه المناسب
سعدت ببحثك القيم
ولك دعوة لقراءة شئ من الادب الساخر علي الرابط التالي وللحوار بقية
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=62916
تحياتي
محمد محمد حسن كامل

عبدالقادربوميدونة
08/12/2009, 02:53 AM
إلى الأخ العزيز جداً الأستاذ عبد القادربوميدونة الفاضل:
أقرأ هذا المقام,وقل لي ما رأيك.

الاخ العزيز محمد مزكتلي الأديب الفنان المحترم :
غدا بإذن الله أسخرهذا النص.. الفص.. لعملية القص.. والمقص.. وأجعلك إن شاء الله تنقلب على ظهرك ضاحكا مقهقها ترقص ..
سأل أحدهم زميله أتعرف أقصرنكتة في العالم ؟
أجاب الثاني: لا
قال السائل : ولا أنا .
شكرا .

مساكني مساكني
20/12/2009, 12:56 AM
ّالأستاذ الجليل تحية عربية ، لقد استمتعت بقراءة مقالك حول الأدب الساخر واستفدت مما ورد فيه . لكن بعد إذنك لي بعض النقاط التي أودّ مناقشتك فيها ، وهي أولا في مستوى صياغة الفعل من الجذر ( وهو الحروف الأصلية للكلمة ) حيث أنّ الجذر الواحد يشتقّ منه العديد من الصيغ في معاني مختلفة مثال الجذر ( ك.ت.ب) يشتقّ منه : كَتَبَ أي قام بفعل الكتابة
: كَتّبَ أي جعله يكتب
: استكتب بمعنى اتخذ كاتبا
: كاتَبَ أي اشترك في فعل الكتابة
إذن فالاشتراك في الحروف الأصلية بين سَخِرَ وبين سَخّرّ لا يعني الاشتراك في المعنى أيضا وانّما لكلّ منهما معنى خاصّا به .و أجد تحليلك ، مع احترامي ، غير مقنع .
أمّا النقطة الثانية فهي أن الأدب الساخر مثل الطّرفة تستهلك لحظة قراءتها وتفقد قيمتها ، فهذا قابل للنّقاش ، لأنه لو صحّ تحليلك فبم تفسّر بقاء نصوص مثل " مقامات الهمذاني " أو " بخلاء الجاحظ " إلى الآن محلّ اطلاع وبحث ودراسة ؟، نجد متعة في قراءتها ونستكشف جوانب جديدة منها عند كلّ قراءة جديدة لها ، فهي جنس أدبي راق لا يقلّ قيمة عن أيّ نص ابداعي آخر من أدبنا العربي العظيم .
ثم انّ تحليل الأمثلة لم يكن مقنعا : فزيدا في : سخر زيدا من عمر . يجب أن يكون مرفوعا لا منصوبا لأن زيد مسند إليه فاعل ، و : من عمر : واقع عليه الفعل مفعول به .
أخيرا سيدي نحن نحاول حماية العربية من كلّ الشّوائب فأستسمحك التحرّي في النصّ فقد تسرّبت إليه بعض الأخطاء اللغوية حبّذا لو لم تكن . وشكرا أرجو أن تقبلو هذه الآراء بصدر رحب ولو تفضلتم بالردّ أكون شاكرا ممتنّا . الامضاء أستاذ عربي من تونس .

محمد مزكتلي
21/12/2009, 12:09 PM
الأستاذ مساكني مساكني المحترم:
في البداية أعترف بكثرة أخطائي اللغوية,والملاحظات كثيرة في هذا الخصوص.
وأتملص من هذا ذاكراً بأني كاتب أفكار ولست كاتب نصوص.
وأنا أبذل كل ما في وسعي أستكمالاً لهذا المنقوص.
أولاً:
ما هما أسما الفاعل والمفعول لكل من سخَّر وسخِر.
ثانياً:
نحن لازلنا ننبش في قصائد الجاهلية وما قبلها وما بعدها.
ونعاني الأمرين في فك رموزها وطلاسمها.
وندرسها لأبنائنا ونجبرهم على حفظها.
إنه تاريخنا وتراثنا,بغذ النظر عما فيه من قيمة فنية أو أدبية.
وحبنا للتاريخ يدفعنا للبحث عن الرقم السومرية والبابلية.
ثالثاً:
بعيداً عن علوم النحو والصرف والأعراب المتحجرة,وقريباً من علوم المباني والمعاني الساحرة.
أدعوك إلى وقفت تأمل في جوهر اللغة العربية الثرة.
ضارباً عرض الحائط ماقيدنا به سيباويه وشريكه الفراهيدي ومن ساروا في ركابهم.
معولاً على أن القرأن خلق الكثير من قواعدهم ومحرماتهم.
تأمل ملياً أستاذي الكريم هاتان الجملتان.
علم زيداً من عمر فلولا زيداً ما علم عمر؟.
نخر الغصن من الدود أليس الدود هو من نخر الغصن؟.
تأمل يا سيدي ملياً هذا الأفعال,ثم تأمل وأطلق العنان للخيال.
ألم يدلك تأملك بأي حال من الأحوال.
إلى أن هذه الأفعال دلت إلى حد بعيد على (الحال).
الأستاذ مساكني مساكني المحترم:
لم ينتهي حديثي بعد ولكني سأنتظر ردك على ما جاء.
لك كل تحياتي وأحترامي

مساكني مساكني
22/12/2009, 12:45 AM
أخي الكريم شكرا على الرد ، وجوابي هو :
اسما الفاعل والمفعول من سَخِرَ هما : ساخر ( قائم بفعل السخرية ) و مَسْخُور منه ( واقع عليه فعل السخرية )
ومن سخّرَ هما : مُسَخِّر ومُسَخَّر . وما يؤكّد اختلاف المعنى بينهما هو المصدر من كلّ منهما : سُخْرِيَة و تَسْخِير
والمعنيان كما تلاحظ مختلفان .
أن لا تكون متضلعا في اللغة العربية ليس عذرا ، ثمّ انك اعتمدت في مقالك على اللغة لاستنباط الافكار والمعاني فهذه حجة عليك ، لأن الأفكار مهما بلغت قيمتها ما لم تجد اللغة المناسبة لتبليغها تضيع بين الباث والمتقبل او تشوه معانيها ، ثم يا أخي اليست اللغة من اهم مقومات كل حضارة ؟ فمتى ضيعنا اللغة تنازلنا عن جزء من هويتنا وتهنا بين الحضارات في عصر اصبح فيه فرض الذات امرا عسيرا ، ونحن في تونس والحمد لله استطعنا ان نطوع لغتنا ومناهج تدريسها الى درجة اصبحت فيها العربية لغة معاصرة تستطيع ان تستوعب علومنا المعاصرة ولكن دون ان نتخلى عن جذورها التي اسسها سبويه وغيره وهي جذور طيعة سلسة .
اخيرا الامثلة التي قدمتها غير سليمة تركيبيا ومعنويا فنقول مثلا : تعلم زيدٌ ( لا زيدا ) من عمر . فالفاعل هو زيد لا عمر ، لأن وزن الفعل تعلّم هو تفعّل وهو يدل على قيام الفاعل بالفعل لنفسه ، وتعلّم أي طلب العلم وهنا طالب العلم هو زيد .
ارجو قبول جوابي برحابة صدر وانا في انتضار ردك وشكرا

د.صلاح رزق
23/12/2009, 01:34 AM
الأخ العزيز/ محمد مزكتلي
سدد الله خطاك، ووفقك إلى ما يسرك له
رحم الله من قال: إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
لاحظت تأبيك على نصح الأخ الكريم مساكني ، وهو المحق، وإصرارك على ما تتوهم صحته، "وما هكذا تورد الإبل" ،فأخطاء ما طرحت العلمية والأدائية يضيق عنها الحصر؛ لذا اسمح لي أن أقول لك- ولكل الأخوة المجتهدين-: يحسن ألا نخوض إلا فيما نحسن ، وإن أردنا الاجتهاد فعلينا بمعرفة شروطه ومقتضياته ، والصبر على ذلك ، وخفض الجناح لمن يخلص النصح، والحذر من هوى النفس وإغوائها... والله الموفق إلى سواء السبيل.

محمد مزكتلي
24/12/2009, 09:41 PM
الأستاذ مساكني مساكني المحترم:
تحياتي إلى صاحب الأفعال والضمائر والجار والمجرور,الذي يمتعني بكلماته ويدخل إلى نفسي السرور.
ورحابة اصدر هي راجائي إليك,لأنه أنا الذي يثقل عليك.
أولاً:
كتب,كاتب,كتاب,مكتبة,مكاتبة,أستكتاب,مكاتب,أكتتاب,مك توب,إلى أخره
كلمات مختلفة المعاني والدلالات,لكنها بقيت في أطار الأوراق والأقلام والسطور و الكلمات.
علم,عالم,علوم,معلومات,علمية,معلوماتية,تعليم,أستعلا م,أستعلامات,علامات,إعلام,أعلام,عالم,عوالم,معالم,تع ليمات.
هذه أيضاً ظلت ضمن سياق الإخبار والتلقين.
وقد جربت عشرات الجذور الثنائية والثلاثية, ولم أجد فيها ما شذ عن هذه القاعدة الذهبية.
لماذا سخر بالذات ظلم دون غيره,ونفي بعيداً عن عشيرته وأبناء عمه.
لا بد أنك تعلم وأنت المختص, أن جبات الأموال على علاقة وثيقة بأبار المياه, والكفر يؤدي بنا إلى الأشجار والنباتات.
وجرس الباب من أقرب أقرباء الطريق.
نحن متفقان على أن سخر الشيئ أي أنقصه وأدناه وقيده تبعاً لأرادته.
ومختلفان على سخر التي تقول أنت أنها بمعنى هزء.
طيب يا أستاذ,أليس الهزء من الشيئ هو أنقاص وأدناء له؟.
لقد أستعمل القرأن هذه الأفعال الثلاثة.
سخر لك والأنعام
سخر الله منهم
هزء الله بهم
لماذا في المثال الثاني منهم وفي الثالث بهم؟.
وماذا تسمى من في الثاني وب في الثالث؟.
ثانياً:
اللغة ليست من أهم مقومات الحضارة بل من مقوماتها الثانوية.
اللغة العربية بلغت أعلى مراتبها في عصر الجاهلية.
ولم يكن في يوم ما حضارة عربية بل حضارة أسلامية.
ومن أقاموها ما كانوا عرباً ولم يسكنوا في الخيام الوبرية.
أبتدائاً بسيباويه والفراهيدي وابن سينا وابن حيان التوحيدي.
مروراً بالأصفهاني والقرطبي والخوارزمي.
أنتهاءً بالتشقندي والسيوطي والبخاري.
إن معظم فطاحلنا كانوا من بلاد الأندلس.
التاريخ يكتبه المنتصر على هواه,يكذب فيه ويدلس.
ثالثاً:
سأثقل عليك بسؤال خارج الموضوع.
فكرمك أباح لي أن أنهل حتى الثمالة.
هل صحيح أن الأفعال تنقسم إلى قسمين,سيادية وتابعة.
لك كل مودتي واحترامي وصدقني أنا أطيل معك الحوار لأتعلم منك.

تحية حلبية كبيرة وألف وردة جويرة
للأستاذ الغيور على اللغة العربية

مساكني مساكني
26/12/2009, 11:44 AM
الأستاذ محمد مزكتلي المحترم ، تحية عربية من جوهرة الساحل التونسية سوسة إلى حلب الأبية .
أخي قد يطول النقاش في هذا الموضوع الى ما لانهاية لأن المبحث اللغوي باب الاجتهاد فيه واسع والأدلة فيه معنوية دلالية بالأساس ويقال " مات سبويه وفي نفسه شيء من حتّى " وألتمس العذر من الدكتور صلاح رزق لأن تدخله كان رشيقا وقيما ،لأجيب عن ردك الأخير .
أستاذي لا أعطيك الحقّ في اعتبارك اللغة مقوما ثانويا من مقومات الحضارة ، وأحسن دليل على ذلك عناية الأروبيين بلغاتهم وإصدار المعاجم المختصة وتحيينها كل سنة حتى يحافظوا على هذه اللغات حية ، فبم تفسّر ذلك ؟ مثال ثان نستشهد به للأسف ولكنّه حقيقة وهو اللغة العبرية فأول ما سعى إليه اليهود هو إحياء اللغة العبرية عند قيام دولة الاحتلال لاعتبارهم إياها مما يثبون به وجودهم ، وانظر إلى عديد من رجال السياسة عند إلقاء خطبهم يحرصون على إلقائها بلغاتهم رغم إتقانهم لغة الآخر ، أخيرا كيف تنظر إلى مفكر أو عالم أو سياسي عربي في محفل دولي يتكلم عربية فصيحة ألا يشعرك ذلك بالفخر ؟
أما في ما يتعلق بمعاني الأفعال المشتقة من نفس الجذر فإن معنى الجذر يتغير بما يدخل عليه من حروف الزيادة كما يتغير بما يتعلق به من حروف الجرّ نقول : رَغِبَ في الشيء أي أحبّه ، ورغب عنه أي كرهه . وأكتفي بذلك. وفي ما يتعلق بفعل سخر في القرآن أقدّم لك مثالين وأترك لك التعليق . المثال الأول " الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (79) من سورة التوبة . المثال الثاني هو " أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (20) من سورة لقمان ، وانظر هنا البون الشاسع في المعنى بين الآيتين الكريمتين وبعده عمّا ذهبت إليه .
أخي الكريم اللغة اليوم غير ما كانت عليه بالامس فلم نعد نحفظ قواعدها من ألفية ابن مالك وانما هي اللغة التي اختصت بدراستها علوم اللسانيات الحديثة والمناهج المتطورة فمصطلحات من قبيل أفعال سيادية وأفعال تابعة لامعنى لها في ظل المنظور الحديث للغة ، فما يجب أن نفكر فيه اليوم هو أي الأفعال أقدر على مواكبة تطور العلوم وأي المصطلحات أنسب لتسمية المستجدّات حتّى تبقى اللغة العربية لغة حية قائمة الذات بين غيرها من لغات العالم ، بخصائصها الجمالية وسحرها الذي صراحة لا أجده في غيرها من اللغات .
أخيرا أحمد الله أن كانت اللغة سببا في التواصل - الذي أرجو أن لا ينقطع - بين أخوين عربيين غيورين على لغة دينهم وحضارتهم . وأرجو أن لا أكون قد أثقلت عليك في إجابتي ، تحيّة صادقة وشكر جزيل إلى الدكتور صلاح رزق الذي تكرّم بتدخّله .