المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ، واتا ، تكتشف ، الأدباء..



عبدالقادربوميدونة
19/04/2009, 12:59 PM
ما رأيكم أيها السادة والسيدات الكرام في اكتشاف " واتا " لهذا الأديب الأريب علي الحليم المحترم ؟


من : علي الحليم
إلى : الأستاذ عبد القادربوميدونة
النص:
أخي / الأديب الكبيرالأستاذ عبد القادربوميدونة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على قراءتكم في قصة الأستاذ "نزار الزين " القصيرة " قراءة في دماغ " و قد أثارت هذه القراءة في ذهني تداعياً مضى بي إلى التمييز بين " الديك البلدي" ، و بين " ديك المزرعة " ...


فالديك البلدي يترعرع بحرية تامة في فضاء الريف ، و منازل الفلاحين و بيادرهم ، و من عادات أهل الريف أن يطلقوا عليه اسما ما محببا إلى نفوسهم ، سرعان ما يتعود عليه و يستجيب فورا كلما نودي بهذا الاسم ... يقود دجاجاته بالطريقة التي يراها مناسبة ، يأكل ما يلذ له و يطيب و ما أكثر ما يؤثر دجاجاته على نفسه و لو كانت به خصاصة .. وهكذا يكتسب قيماً و عادات مختلفة:


فهو غالبا ما يكون شرساً ، يهاجم كل غريب يحاول الاقتراب من دجاجاته .. و لكنه أبدا لا يؤذي أحدا من أصحابه ، لأنه يدرك أن أصحابه و إن اقتربوا منه أو من أسرته لا يضمرون الشر . بل لا يطاله منهم إلا الإحسان

و هو قائد مخلص ، إنه أول من يخرج من "الخم" في الصباح الباكر وبعد أن ينفِّض جناحيه في الهواء و يصيح مرتين أو ثلاث مرات تخرج وراءه الدجاجات ، و آخر من يدخل "الخم" في آخر النهار بعد أن يسعى للم شتات الدجاجات و يدخلهن عنوة أمامه ثم يدخل هو ليتخذ من خلف باب الخم مباشرة مكانا يبيت فيه و الباقيات من الداخل .

و هو شجاع مقدام ، لأنه عندما تتعرض أسرته لأي اعتداء من كلب ، أو ديك غريب أو ... ، يدفع بالدجاجات إلى الخلف و يتقدم هو في بسالة و إصرار لدفع العدوان و طرد المعتدي ، ويخوض العراك مهما كان مراً و قاسياً لكي لا يلحق بأسرته أي أذى .

و هو حازم و حكيم ، لأنه عندما تتشاجر اثنتان من دجاجاته ، يعلو صوته مهمهماً ويتقدم ليقمع الاثنتين و يفض الشجار بينهما ببضع نقرات من منقاره لكل واحدة منهن على رأسها .

و الفلاحون يا سيدي يراقبون هذه القيم و العادات فإذا برزت في ديك ما ، يحافظون عليه و يهتمون به غاية الاهتمام لإكثار نسله .





أما " ديك المزرعة " فقد أتى من بيضة غير ملقحة ، يترعرع في بيئة اصطناعية مائة في المائة :



فالبيضة التي ولد منها فقست داخل حاضنة كهربائية ، أي أنه لم يخرج من تحت جناحي أم رؤوم .

ثم نقل و هو صغير إلى حاضنة اصطناعية أخرى وفّر فيها الإنسان شروطا من الحرارة و الرطوبة و الضوء و الغذاء ما من شأنه أن يساعد الكتكوت الصغير على النمو و اشتداد العود .

ثم سجن في حظيرة ، بل قل زنزانة على قياسه تقدم إليه خلطات من الغذاء المركز و الهورمونات تساعد على تسمينه بسرعة البرق لينتهي به الأمر محشوا أو مشويا أو مقليا على موائد الناس ...

و هكذا ترى أن القاسم المشترك الوحيد الذي يجمع بين النوعين من الديكة هو الاسم ... الاسم و حسب !!




من أين سيكتسب هذا الأسير زنزانتَه ...


الذي يتناول طعاما لا يتعب في البحث عنه و تحصيله ،


الذي ما سمع يوما مؤذن القرية و هو يدعو الناس فجرا : " الصلاة خير من النوم ! " ،

الذي ما سمع في يوم حداء فلاح سار إلى الحقل ،


الذي ما سمع خوار بقرة ، أو صهيل حصان ،

الذي ما تعارك يوما مع ديك غريب ، أو معتد أثيم ،
الذي ما عاين يوما الشمس وهي تنهض من الشرق لتغمر الكون بسناها ،
الذي ماعليه إلا أن يأكل و يشرب و يزداد وزنا .. و يحضر نفسه للذبح ...
من أين له أن يكتسب مهارات و قيما وعادات تغري الناس أن يتمسكوا بصاحبها ، و يعتنوا به غاية العناية "لإكثار نسله" ؟؟!!
حتى الصياح .. صياح الديكة ، " ديك المزرعة " لا يعرفة .
ذهب الأمر بالناس إذا أرادوا أن يصفوا شخصا ما بالبلادة و البلاهة يدعونه بـ " ديك المزرعة ".







أستاذ عبد القادر :


أكاد أبكي لأن العرب لم يعودوا يهتمون بـ " الديوك البلدية " ......


أكاد أبكي لأن العرب لم يبق لديهم من هذه الديوك إلا القليل القليل ... أتردد في قول " النادر ".


كل ديوكنا أضحت " ديوك مزارع " !!.
--------------

لك حبي الكبير .