المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثأر في همسات هيمى المفتي ـــ حسان العوض



شوقي بن حاج
20/04/2009, 12:19 AM
تشرح القاصة هيمى المفتي عنوان مجموعتها القصصية "همسات صينية" في هوامش القصة التي تحمل هذا العنوان بأنها لعبة تدور بين مجموعة من الأشخاص يبدأ أحدهم بالهمس بعبارة ما للاعب آخر يقوم بدوره بنقلها همساً إلى لاعب آخر، ومنه إلى رابع وهكذا، وعند المقارنة بين عبارة اللاعب الأول وتلك التي تلقاها اللاعب الأخير نجد اختلافاً كبيراً قد يصل حد التناقض.‏
أما قصص هيمى المفتي همسات أيضاً، لكن ليست صينية، لأنها تبوح بها مباشرة إلى القارئ الذي يتلقاها دون أن تتعرض لمبالغة أو تضخيم أو تغيير أو تشويه مما حدث في قصة "همسات صينية".‏
همسات هيمى المفتي بلغتها الحيادية الهادئة غالباً، تنقل أحداثاً محتدمة بصراعات شخوصها. هذه الصراعات أنجبها طبيعياً وليس قيصرياً مجتمع لم يأخذ من الصين إلا همساته، ولم يعط أبناءه إلا الاضطرابات النفسية والعجز عن التوازن مع ما ومن يحيط بهم مثل الشخصية الازدواجية بين قطبي الدين والدنيا في قصة "المتأرجح" التي تنتهي بانسحاب هذه الشخصية من كلا الساحتين وتأرجحها الدائم دون ثبات.‏
ويظهر الدين بتعدد طوائفه مرة أخرى، عاملاً للخلاف لا للاختلاف في المجتمع الذي تجري فيه قصص هيمى المفتي مثل قصة "تهنئة" التي ينتصر فيها عدم التكافؤ الديني بين شخصيتيها على علاقة الحب التي كانت تجمع بينهما.‏
هذا المجتمع ينطبق على أي مجتمع عربي لا يمنح أبناءه فرصاً للعمل حتى خريجي الجامعات منهم كما في قصة "قبض الريح" حيث يلفظهم إلى بلدان غريبة ترفض أن تستقبلهم فيضيعون في الطريق إليها.‏
في مجتمع كهذا، يحكمه الصراع بين طبقاته، طوائفه، أفراده.. لا بد أن تنمو غريزة الثأر لدى كل أبنائه: الظالم والمظلوم، القوي والضعيف، .. على حد سواء. وهذا ما تشي به قصص هيمى المفتي:‏
* ففي قصة "سجين الزاوية" العنوان كناية عن زاوية الخوف التي يقبع فيها الراوي الابن بحكم العلاقة التي تربطه بأبيه والتي منحت الأب عرش السلطة على أبنائه فمارس قسوته التي ولّدت الكراهية والألم والرغبة في الثأر والانتقام لدى الابن، لكنها رغبة ظلت قزمة أمام السلطة الأبوية التي باركها المجتمع؛ فعجز الابن عن تحقيق رغبته البسيطة في التحديق إلى عيني أبيه دونما خوف، ليس في حياة أبيه فحسب بل بعد وفاته أيضاً.‏
* وتظهر أبوية المجتمع أيضاً في قصة "البالون" التي تتحدث عن علاقة زوجية يمارس فيها الزوج هنا سلطته الزوجية التي خوله إياها المجتمع إلى درجة أن يتهم زوجته بالعقم رغم أن الفحوص الطبية أثبتت العكس. لكن القصة تنتهي نهاية ثورية تثأر فيها الزوجة لذاتها ولجرائمها التي لم ترتكبها عندما تعلن (أمام العائلة بأسرها) ص 57 وأمام زوجها الذي نفخته سلطته كبالون فكبر حتى كاد ينفجر، تعلن أنها حامل.‏
* وتظهر غريزة الثأر لدى المرأة قوية في قصة "تنفيذاً لوصية المرحوم" المكتوبة بأسلوب ساخر يبرر ثأر المرأة من كل من يتعدى على حقوقها كأنثى: فالزوجة تبيع الفيلا بمبلغ (لا يتجاوز جزءاً من الألف من ثمنها) ص 50 وسط اندهاش الابن البكر والابنة وزوج الابنة والمحامي وحتى المشتري... لتتكشف الحقائق في نهاية القصة عندما تعطي ثمن الفيلا للمديرة السابقة لمكتب الزوج المتوفى قائلة لها (تنفيذاً لوصية المرحوم، كما وعدك قبل أن يسبقه الموت، وكما أقسمت له خلال الدقائق الأخيرة من حياته، أقدم لك الثمن كاملاً) ص52.‏
* وتظهر رغبة الثأر عارمة ومقنعة ومؤلمة في قصة "أمنية تتحقق" التي تبدو اجتماعية الموضوع من خلال علاقة الابن مع زوجة أبيه. في هذه القصة ينضاف إلى الطرف الثاني الابن من زوجها الأول، وإلى الطرف الأول وفاة الأم ثم الأب. موضوع الصراع بين مثل هذين الطرفين مألوف اجتماعياً وقصصياً، لكن اشتغال القاصة كان نفسياً من خلال الأحداث وليس اللغة: الراوي البطل يفرغ حمولة الشاحنة من البصل فوق السيارة الصفراء التي تركبها زوجة الأب وابنها ما سيجعلهما (يبكيان بدموع محترقة كدموع ليالي الطويلة) ص 76 وهكذا تتحقق أمنيته في أن يجعلهما يذرفان دموعاً كثيرة دفعة واحدة لا تقل عن تلك الدموع الكثيرة التي ذرفها على دفعات (بدا لي أن كل الدموع التي ذرفتها منذ طفولتي وحتى الآن قد تجمعت في أعينهما، وأنهما سوف يبكيان طويلاً حتى تنتهي جميعها، فامتلأ قلبي سعادة) ص 77.‏
* أما قصة "رصاصة النقمة" فينضح الثأر والانتقام من عنوانها، وهي تقدم حالة معاكسة تماماً لرصاصة الرحمة التي تميت لكنها تريح المقتول من آلامه وأوجاعه. فالأب الذي مات ابنه قتلاً لم يشبع رغبته في الثأر حكم الإعدام على المجرم؛ إذاً سبب الثأر تقليدي؛ لذلك قرر الأب أن ينتقم بطريقة خاصة غير تقليدية، سينمائية المشاهد، حيث يعرقل تنفيذ الحكم برصاصة تقطع حبل المشنقة (إذا كان قد استطاع أن يعرقل مهمة الجلاد وملك الموت، ثم لم يفتضح أمره، سيعيد الكرة ثانية وثالثة وربما عاشرة) ص 69.‏
جريدة الاسبوع الادبي العدد 1050 تاريخ 7/4/2007

هيمى المفتي
23/04/2009, 05:51 PM
الأستاذ شوقي بن حاج

شكرا جزيلا لنقل هذا الموضوع..


مودتي

ناصر عبد المجيد الحريري
23/04/2009, 06:09 PM
كما عودتنا دائماً الأستاذة هيمى
مبدعة ، رائعة في تكوين الصور
فهي تحمل في أعماقها ... أكثر من همسة
فهي من قالت " إن تحدثني شيء ، وأن تلمسني بفكرك شيء آخر "
هذه عظمة الأديب الذي إن تلمسه الفكر ، أحدث فيه ما لم يحدثه اي شيء آخر .
إلى الأمام ...هيمى

شوقي بن حاج
23/04/2009, 08:12 PM
أختي / هيمى

اكتشفت هنا رؤية هامة في أعمالك الأدبية

فوددت أن يشاركني في المتعة الوتاويون هنا

تقبلي الورود التي لا تعرفينها

هيمى المفتي
06/05/2009, 06:39 PM
الأستاذ ناصر الحريري

شكرا جزيلا لمرورك..

مودتي وتقديري

يمامة
06/05/2009, 07:42 PM
جميلة جداً هذه القصص ، وجميل جداً هذا الأسلوب الآسر للقلوب ،

والأجمل من ذلك قدرتك على شد انتباه القاري ، وأنغماسه في كتاباتك حتى الحرف الأخير

دومي مبدعة كما عرفناك .

العزيزة هيمي المفتي : لك خالص الود والتقدير .

عبدالرؤوف عدوان
09/05/2009, 05:00 PM
أشكر الناقد الأستاذ شوقي بن حاج على إيراده القراءة الموازية عن نشرة "الأسبوع الأدبي" التي تتناول الثأر في أقصوصة الأستاذة المبدعة هيمى المفتي . و إذ أنتقل من الثأر إلى الإنتقام: فإني أرى أن الأستاذة هيمى تفرد في صفحة 30 من مجموعتها القصصية الأخيرة "عملاق الطوابق العليا" قصة قصيرة جداً جداً أطلقت عليها عود ثقاب وووسمتها بعنوان "انتقام" أورد أدناه بالأحمر قصتها القصيرة جداً جداً (انتقام):

(منع الهواء عن الشعلة حتى اختفت النار تماماً، ثمَ جلس يستمتع في ظلمته..
على حين غرَة، هبَت بقربه نسمة هواء...
تنفس بعمق منتعشاً، وتنفست إحدى الجمرات حياتها من جديد،
لتتوهج ببصيص خافت من الضوء..
لم يصدق أنَ الشعلة المحتالة استطاعت ببساطة أن تخبئ إحدى
جمراتها لتخدعه، وتعيش لتفضح حلكة ليله حين يريد لها
الموت..
في ثورة غضبه قرر ان يقتلها..
استلَ عود ثقاب، وأشعل النَار في جسدها..)

أرى أنَ هذه القصة هنا تتقاطع مع روح الثأر التي تحلت بها بعض شخوص هيمى، وهذه بنظري عين الواقع. الأستاذة هيمى رغم تصويرها المجتمع من شرفتها المعرفية، إلاَ أنَها تنزل من شرفتها باستمرار: تنخرط في المجتمع، تصبح واحدة منه وتتجسد فيه عارفة بكلَ خباياه وخفاياه، ثمً تدخل النفس الإنسانية في مجتمعها. تبدأ بإعمال مجسها الاجتماعي لتشريح النفس الإنسانية، ثمَ يعمل مبضعها الجراحي الإبداعي في دخول صميم العقل والتفكير وتبدأ هنا حقيقة التشريح. تقول هيمى : (في ثورة غضبه قرر أن يقتلها). أدرك انَ هيمى هنا تعيش ضمن دائرة النفس والشعور والتفكير بمبضعها الجراحي النفسي لتتبين من خلال التصرفات والحركات نية الانتقام التي يبيتها ذلك الإنسان المذكر لتلك الجمرة الأنثى. لاحظوا أنَ الأنثى هنا بنظر هيمى جمرة، أو "بصَة"

إنني أرى كما ذكرت تجربة هيمائية غنية ثرية بمعرفتها الرصينة بخفايا المجتمع خيره وشرِه. نعم أدرك أنَ لها من الصديقات والأصدقاء الكثير. وقاصة غزيرة منتجة بهذا الشكل هي مستمعة ومتربصة على الأكثر للحوادث والروايات والأحداث الاجتماعية التي لا تتوقف البتة.

فكروا معي بروية ببداية قصتها القصيرة (منع الهواء عن الشعلة.......الخ). ابتدأت هيمى بفعل يتعلق بالانتقام، وهل هناك أبشع انتقاماً من أيقاف الهواء "الأكسجين" عن الأنثى (الشعلة). أستشف أنها اختارت هنا أن يكون المنتقم ذكراً والمنتقم منه أنثى. وهي حال المرأة في مجتمعنا كله دون استستثناء (منتقم منه) كما هو دارج. شعور الذكر بالانتصار بمنع الأكسجين عن الشعلة تؤكده كلمة "يستمتع" والمنتقم السَادي يستمتع بالمنتقم منه عند تنفيذه فعل الانتقام. أما "الظلمة" التي ساقتها هيمى لنا هنا فإنها تريدها أنَ الانتقام ظلام وشر. والشَر يتواكب مع السواد والظلام في ثقافتنا العربية، وفي كلِ الثقافات. ولذلك أجنح معتقداً أنَ قصتها القصيرة جداً (انتقام) تبقى عالمية حتى إذا ترجمت إلى كل لغات الدنيا.

روح الخير والخلاص لا تفارق هيمى في قصصها القصيرة فنرى تدخل الله عند الشدائد "على حين غرَة، هبَت بقربه نسمة هواء". في ثقافتنا العربية الإسلامية هناك ملك من الملائكة موكل بالهواء والرياح والريح والعواصف والدوامات..الخ، وهو يطبق الأوامر الإلهية لايعصيها أبداً. هنا نظرية في الأدب نراها عند الفلاسفة والكتاب الإغريق أمثال سفوكليس الذين يؤمنون في تدخل الآلهة بالبشر لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وكشف الغطاء: مثالنا المسرحية المأساوية "الملك أوديب". هيمى تستخدم هذه القوة هنا إنعاماً في قهرها لذلك المنتقم وحماية للمنتقم منها "الجمرة". كما أنَها هنا تبرز تأثرها بالقرآن الكريم (إنَ مع العسر يسراً، إنَ مع العسر يسراً). واليسر بعد العسر هو من تدبير الخالق وتيسير إبعاد الشرِ عن المخلوق. وهنا نرى هيمى تستخدم الهواء لابقاء الأنثى "الجمرة" متوقدة متحفزة.

لا حظوا الفقرة الثالثة (تنفس بعمق منتعشاً، وتنفست...الخ) هذه نظرية حياتية باقية إلى أبد الأبدين (الخير والشر أو - الحق والباطل - دائمين متصارعين إلى يوم القيامة، لايبطلهما عدل عادل ولا جور جائر.) أحيانا ينتصر الحق، أحياناً ينتصر الباطل، لكنَ الدارج والمسنون هو التساوي في الصراع. وهو ما أفادتنا به هيمى في هذه القصة القصيرة جداً. وربما تجنح هنا إلى أنه مهما تعرضت الأنثى للظلم والقهر فستبقى منتصبة القامة، تطالب بالمساواة والمزيد من الحريَة.

تطالعنا الفقرة الرابعة ( لم يصدق أنَ الشُعلة...) أي الخيريَة هنا انتصرت على الشريَة فلم يكن لقطع الأكسجين عنها من جدوى بعد تدخل الهواء الإلهي، فأعلنت أنَها تحب الحياة وتتقي الموت، بل أيضاً تريد أن تفضح شروره وانتقامة وإصراره على القتل وإزهاق الحياة (لتفضح حلكة ليله....)، مرة أخرى استخدمت هيمى كلمة "حلكة" و كلمة "ليله" للدلالة على نزعة الشَر والانتقام، بل والظلم الواقع على الأنثى وفقاً للمعطيات في هذه القصة

تهرع هيمى في المقطع الرابع إلى أعماق النفس الإنسانية لتؤكد انَ الشَر يتأصل ويترعرع ثمَ يصل إلى قمته في الانتقام عندما تجنح النفس إلى ثورة الغضب: هنا يقع القتل، وتقع القطيعة، ويقع الطلاق، ويقع السلب، ويقع النهب، ويقع الطغيان، ويقع الظلم على الذَات الإنسانية الطاهرة نتيجة الانتقام الذي ولَدته ثورة الغضب. (في ثورة غضبه قرر أن يقتلها.)

في المقطع الخامس لم تتمالك هيمى إلاَ أن تحيد عن واقع القصة: كان عليها أن تقول صبَ عليها الماء فخبا توهج الجمرة. ونحن جميعاً نفقه نظرية الماء والنَار من قوله تعالى: (يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم)، حيث كانت الضفدع كما ورد في القصة تقذف بالماء على النار فكانت كراهية قتلها أمراً نبوياً إسلامياً. هيمى لم ترد أن تستخدم كلمة ماء، فالماء فيه حياة وفيه خيرية. استخدمت عود ثقاب (شرارة تحرق حارة). هنا تشاطرنا هيمى البوح بأنَ ما أرادته من رمزيتها (جمرة وشعله ونسمة ومحتاله وتنفست ويقتلها، وأخيراً جسدها)، ماهي إلاَ مفردات تشير إلى الأنثى، وأنَ الظلم والثأر والانتقام واقع على الأنثى دوماً. وهذه واقعية الكاتبات وحتى أكثر الكتاب في وطننا العربي. لكن هيمى هنا وقعت في فخ البوح الشائع بأنَ الأنثى "محتالة" وقد ورد هذا في القصة دون مواربة أو تعتيم، هنا أقول بأنَ الاحتيال قناع زائف غير حقيقي تستخدمه الأنثى أحياناً، لكنَه سرعان ما يتلاشى بتلاشي التهديد والوعيد.

تعالوا معي الآن نلعب لعبة عكسية لنرى تأثير القصة على المتلقي: نستبدل بعض المفردات الدالة على مذكر بمفردات تدل على مؤنث. تعالوا نقرأ الصيغة الجديدة لأقصوصة هيمى:

(منعت الهواء عن الشعلة حتى اختفت النار تماماً، ثمَ جلست تستمتع في ظلمتها..
على حين غرَة، هبَت بقربها نسمة هواء...
تنفست بعمق منتعشةً، وتنفست إحدى الجمرات حياتها من جديد،
لتتوهج ببصيص خافت من الضوء..
لم تصدق أنَ الشعلة المحتالة استطاعت ببساطة أن تخبئ إحدى
جمراتها لتخدعها، وتعيش لتفضح حلكة ليلها حين تريد لها
الموت..
في ثورة غضبها قررت أن تقتلها..
استلتَ عود ثقاب، وأشعلت النَار في جسدها..)

رأيي أنَ ظلم الأنثى للأنثى أشدُ مضاضةً، وإنَه يشد المتلقي والمتلقية أكثر. لكنه درج على قلم الكتاب والكاتبات أنَ الشَرَ دوماَ يؤديه ويتقنه مذكر، وأنَ الأنثى هي دوماَ مظلومة محتالة. أدعو الجميع إلى التفكير بالانعتاق من هذا الأسلوب الذي سيطر علينا دهوراً طويلة إلى أسلوب آخر يكون فيه الخير والشَر والحق والباطل صنعاً أنثوياً أو ذكرياً وفقاً لمعطيات الواقع. دعونا ننعتق من بوتقة الثأر والانتقام التي نؤمن جميعاً أن من يشعل عود الثِقاب فيها هو الذكر. أليست أكثر مسلسلاتنا تشير بالاتهام إلى الذكر لتحليه بروح الشَر؟ ألم يثر مسلسل "رقية وسكينة" المجرمتين القاتلتين حفائظنا كمتلقين فأجلسنا أمام التلفاز نتابعه بنهم وتحفز؟

اشنع القصص الدينية التاريخية هو ما حصل من انتقام وكيد ومؤامرة على نبي الله يحيى الحصور (يوحنَا المعمدان). قامت به فتاة يهودية بغية عشقت عمَها الحاكم وأرادت أن تتزوجه، إلاَ أنَ شريعة النبي إبراهيم عليه السلام التي تتبناها كلُ الأديان السماوية والتي كان يدعو إليها النبي يحيى الحصور كانت تصنف زواج العمِ بالسفاح. حال ذلك دون تمكنها من الاقتران بعمها. أصرَ يحيى النبي على التحريم والمنع طبقاً للمنهج الإلهي الأخلاقي الملتزم بقوانين الحنيفية الإلهية. قامت تلك اليهودية البغية بالنمِ والبهتان أمام الحاكم الروماني في ذلك الوقت، وأوغرت صدره على يحيى عليه السلام فأمر بقطع رأسه الشريف. والمسجد الأموي الكبير بدمشق شاهدٌ على الرأس والقطع والحادث التاريخي الذي تتناقله الأجيال. أليست الفاعلة أنثى؟ أليست القصة أكثر تأثيراً على المتلقي كون الشر تجسده أنثى؟ ما ذا لو كان الشَر هنا في هذه القصة يمثله ذكر؟ هل يكون التأثير أكبر؟ دعونا نحاول أيها الكتاب المبدعون، أيتها الكاتبات المبدعات الابتعاد قليلاً عن الفكر الموروث بأنَ عقدة الشَر واستفحالها تكون دوماً عند الذكر دوماَ دون الأنثى.

اخيراً أقول بأنَ (انتقام) هي قصة قصيرة جداً جداً استوفت كامل العناصر: شخوصٌ ومكان وزمان وحبكة وحوارٌ مع النفس. وهذه ويم الله رائعة لا يستطيع تناولها بهذا الاختصار إلاَ من أبدع من الكتاب والكاتبات الذين يستأهلون المنح والجوائز والتقدير الذي أبارك لهيمى به، إذ عادت ميمونة مظفرة من الخليج نتيجة لجهودها في تطوير القصة العربية القصيرة، والسير بها إلى المصاف العالمية، ورفدها بتقنيات حديثة مع استشعار عبق الماضي في سردها. هيمى قارئة نهمة وكاتبة مبدعة لها بصمتها المميزة في عالم القصة القصيرة على المستوى العربي. أرجو لها دخول العالمية قريباً.

أهيب بالزملاء والزميلات المترجمين إهداءها ترجمات لبعض قصصها القصيرة جداً لمعاونتها على الإسراع في دخول النجومية العالمية، وهذا حق على الجميع أن يقطعوه على أنفسهم لتسويق القصة العربية القصيرة خارج حدود الوطن العربي.

شكري وتقديري لكم أيها المتداخلون والمتداخلات، وشكري لك هيمى لتحفيزك لي بالخروج عن الصمت والمشاركة بإغناء هذا الحوار. مازلت عاكفاً على قراءة مجموعتك القصصية القصيرة جداً جداً "عملاق الطوابق العليا" بشغف وهدوء وسكينة واحترام وتقدير.

عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد العرب أوطاني

هيمى المفتي
21/05/2009, 05:37 PM
أستاذي العزيز عبد الرؤوف عدوان

بل أنا من يدين لك بالشكر الجزيل ولأسباب عديد
أولا لما قدمته من وقت وجهد في قراءتك الجميلة والممتعة هذه..
وثانياً لأني وجدت في القصة ابعادا جمالية لم أكن افطن لها من قبل بعد هذه القراءة..
وثالثا للرسالة التي أرسلتها من خلال هذا الموقع للمترجمين في واتا..

أما عن موضوع الذكورة والأنوثة في هذه القصة وغيرها فإن العلاقة الثنائية بين الرجل والمرأة هي الأهم والأبقى لدى الإنسان..
علاقة المرأة والمرأة: الأخت، الصديقة، الأم، الجارة، العدوة.. كلها أقل أهمية وبقاءً من العلاقة التي تربط المرأة بالرجل رابطاً غالباً ما يكون أبدياً.. ونتائجه يصعب تجاوزها.. وهو الأجدر في ظني بالبحث..

هو رأي شخصي.. ولك كل الشكر والتقدير

مودتي

شوقي بن حاج
21/05/2009, 06:06 PM
أشكر الناقد الأستاذ شوقي بن حاج على إيراده القراءة الموازية عن نشرة "الأسبوع الأدبي" التي تتناول الثأر في أقصوصة الأستاذة المبدعة هيمى المفتي . و إذ أنتقل من الثأر إلى الإنتقام: فإني أرى أن الأستاذة هيمى تفرد في صفحة 30 من مجموعتها القصصية الأخيرة "عملاق الطوابق العليا" قصة قصيرة جداً جداً أطلقت عليها عود ثقاب وووسمتها بعنوان "انتقام" أورد أدناه بالأحمر قصتها القصيرة جداً جداً (انتقام):
(منع الهواء عن الشعلة حتى اختفت النار تماماً، ثمَ جلس يستمتع في ظلمته..
على حين غرَة، هبَت بقربه نسمة هواء...
تنفس بعمق منتعشاً، وتنفست إحدى الجمرات حياتها من جديد،
لتتوهج ببصيص خافت من الضوء..
لم يصدق أنَ الشعلة المحتالة استطاعت ببساطة أن تخبئ إحدى
جمراتها لتخدعه، وتعيش لتفضح حلكة ليله حين يريد لها
الموت..
في ثورة غضبه قرر ان يقتلها..
استلَ عود ثقاب، وأشعل النَار في جسدها..)
أرى أنَ هذه القصة هنا تتقاطع مع روح الثأر التي تحلت بها بعض شخوص هيمى، وهذه بنظري عين الواقع. الأستاذة هيمى رغم تصويرها المجتمع من شرفتها المعرفية، إلاَ أنَها تنزل من شرفتها باستمرار: تنخرط في المجتمع، تصبح واحدة منه وتتجسد فيه عارفة بكلَ خباياه وخفاياه، ثمً تدخل النفس الإنسانية في مجتمعها. تبدأ بإعمال مجسها الاجتماعي لتشريح النفس الإنسانية، ثمَ يعمل مبضعها الجراحي الإبداعي في دخول صميم العقل والتفكير وتبدأ هنا حقيقة التشريح. تقول هيمى : (في ثورة غضبه قرر أن يقتلها). أدرك انَ هيمى هنا تعيش ضمن دائرة النفس والشعور والتفكير بمبضعها الجراحي النفسي لتتبين من خلال التصرفات والحركات نية الانتقام التي يبيتها ذلك الإنسان المذكر لتلك الجمرة الأنثى. لاحظوا أنَ الأنثى هنا بنظر هيمى جمرة، أو "بصَة"
إنني أرى كما ذكرت تجربة هيمائية غنية ثرية بمعرفتها الرصينة بخفايا المجتمع خيره وشرِه. نعم أدرك أنَ لها من الصديقات والأصدقاء الكثير. وقاصة غزيرة منتجة بهذا الشكل هي مستمعة ومتربصة على الأكثر للحوادث والروايات والأحداث الاجتماعية التي لا تتوقف البتة.
فكروا معي بروية ببداية قصتها القصيرة (منع الهواء عن الشعلة.......الخ). ابتدأت هيمى بفعل يتعلق بالانتقام، وهل هناك أبشع انتقاماً من أيقاف الهواء "الأكسجين" عن الأنثى (الشعلة). أستشف أنها اختارت هنا أن يكون المنتقم ذكراً والمنتقم منه أنثى. وهي حال المرأة في مجتمعنا كله دون استستثناء (منتقم منه) كما هو دارج. شعور الذكر بالانتصار بمنع الأكسجين عن الشعلة تؤكده كلمة "يستمتع" والمنتقم السَادي يستمتع بالمنتقم منه عند تنفيذه فعل الانتقام. أما "الظلمة" التي ساقتها هيمى لنا هنا فإنها تريدها أنَ الانتقام ظلام وشر. والشَر يتواكب مع السواد والظلام في ثقافتنا العربية، وفي كلِ الثقافات. ولذلك أجنح معتقداً أنَ قصتها القصيرة جداً (انتقام) تبقى عالمية حتى إذا ترجمت إلى كل لغات الدنيا.
روح الخير والخلاص لا تفارق هيمى في قصصها القصيرة فنرى تدخل الله عند الشدائد "على حين غرَة، هبَت بقربه نسمة هواء". في ثقافتنا العربية الإسلامية هناك ملك من الملائكة موكل بالهواء والرياح والريح والعواصف والدوامات..الخ، وهو يطبق الأوامر الإلهية لايعصيها أبداً. هنا نظرية في الأدب نراها عند الفلاسفة والكتاب الإغريق أمثال سفوكليس الذين يؤمنون في تدخل الآلهة بالبشر لإحقاق الحق وإزهاق الباطل وكشف الغطاء: مثالنا المسرحية المأساوية "الملك أوديب". هيمى تستخدم هذه القوة هنا إنعاماً في قهرها لذلك المنتقم وحماية للمنتقم منها "الجمرة". كما أنَها هنا تبرز تأثرها بالقرآن الكريم (إنَ مع العسر يسراً، إنَ مع العسر يسراً). واليسر بعد العسر هو من تدبير الخالق وتيسير إبعاد الشرِ عن المخلوق. وهنا نرى هيمى تستخدم الهواء لابقاء الأنثى "الجمرة" متوقدة متحفزة.
لا حظوا الفقرة الثالثة (تنفس بعمق منتعشاً، وتنفست...الخ) هذه نظرية حياتية باقية إلى أبد الأبدين (الخير والشر أو - الحق والباطل - دائمين متصارعين إلى يوم القيامة، لايبطلهما عدل عادل ولا جور جائر.) أحيانا ينتصر الحق، أحياناً ينتصر الباطل، لكنَ الدارج والمسنون هو التساوي في الصراع. وهو ما أفادتنا به هيمى في هذه القصة القصيرة جداً. وربما تجنح هنا إلى أنه مهما تعرضت الأنثى للظلم والقهر فستبقى منتصبة القامة، تطالب بالمساواة والمزيد من الحريَة.
تطالعنا الفقرة الرابعة ( لم يصدق أنَ الشُعلة...) أي الخيريَة هنا انتصرت على الشريَة فلم يكن لقطع الأكسجين عنها من جدوى بعد تدخل الهواء الإلهي، فأعلنت أنَها تحب الحياة وتتقي الموت، بل أيضاً تريد أن تفضح شروره وانتقامة وإصراره على القتل وإزهاق الحياة (لتفضح حلكة ليله....)، مرة أخرى استخدمت هيمى كلمة "حلكة" و كلمة "ليله" للدلالة على نزعة الشَر والانتقام، بل والظلم الواقع على الأنثى وفقاً للمعطيات في هذه القصة
تهرع هيمى في المقطع الرابع إلى أعماق النفس الإنسانية لتؤكد انَ الشَر يتأصل ويترعرع ثمَ يصل إلى قمته في الانتقام عندما تجنح النفس إلى ثورة الغضب: هنا يقع القتل، وتقع القطيعة، ويقع الطلاق، ويقع السلب، ويقع النهب، ويقع الطغيان، ويقع الظلم على الذَات الإنسانية الطاهرة نتيجة الانتقام الذي ولَدته ثورة الغضب. (في ثورة غضبه قرر أن يقتلها.)
في المقطع الخامس لم تتمالك هيمى إلاَ أن تحيد عن واقع القصة: كان عليها أن تقول صبَ عليها الماء فخبا توهج الجمرة. ونحن جميعاً نفقه نظرية الماء والنَار من قوله تعالى: (يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم)، حيث كانت الضفدع كما ورد في القصة تقذف بالماء على النار فكانت كراهية قتلها أمراً نبوياً إسلامياً. هيمى لم ترد أن تستخدم كلمة ماء، فالماء فيه حياة وفيه خيرية. استخدمت عود ثقاب (شرارة تحرق حارة). هنا تشاطرنا هيمى البوح بأنَ ما أرادته من رمزيتها (جمرة وشعله ونسمة ومحتاله وتنفست ويقتلها، وأخيراً جسدها)، ماهي إلاَ مفردات تشير إلى الأنثى، وأنَ الظلم والثأر والانتقام واقع على الأنثى دوماً. وهذه واقعية الكاتبات وحتى أكثر الكتاب في وطننا العربي. لكن هيمى هنا وقعت في فخ البوح الشائع بأنَ الأنثى "محتالة" وقد ورد هذا في القصة دون مواربة أو تعتيم، هنا أقول بأنَ الاحتيال قناع زائف غير حقيقي تستخدمه الأنثى أحياناً، لكنَه سرعان ما يتلاشى بتلاشي التهديد والوعيد.
تعالوا معي الآن نلعب لعبة عكسية لنرى تأثير القصة على المتلقي: نستبدل بعض المفردات الدالة على مذكر بمفردات تدل على مؤنث. تعالوا نقرأ الصيغة الجديدة لأقصوصة هيمى:
(منعت الهواء عن الشعلة حتى اختفت النار تماماً، ثمَ جلست تستمتع في ظلمتها..
على حين غرَة، هبَت بقربها نسمة هواء...
تنفست بعمق منتعشةً، وتنفست إحدى الجمرات حياتها من جديد،
لتتوهج ببصيص خافت من الضوء..
لم تصدق أنَ الشعلة المحتالة استطاعت ببساطة أن تخبئ إحدى
جمراتها لتخدعها، وتعيش لتفضح حلكة ليلها حين تريد لها
الموت..
في ثورة غضبها قررت أن تقتلها..
استلتَ عود ثقاب، وأشعلت النَار في جسدها..)
رأيي أنَ ظلم الأنثى للأنثى أشدُ مضاضةً، وإنَه يشد المتلقي والمتلقية أكثر. لكنه درج على قلم الكتاب والكاتبات أنَ الشَرَ دوماَ يؤديه ويتقنه مذكر، وأنَ الأنثى هي دوماَ مظلومة محتالة. أدعو الجميع إلى التفكير بالانعتاق من هذا الأسلوب الذي سيطر علينا دهوراً طويلة إلى أسلوب آخر يكون فيه الخير والشَر والحق والباطل صنعاً أنثوياً أو ذكرياً وفقاً لمعطيات الواقع. دعونا ننعتق من بوتقة الثأر والانتقام التي نؤمن جميعاً أن من يشعل عود الثِقاب فيها هو الذكر. أليست أكثر مسلسلاتنا تشير بالاتهام إلى الذكر لتحليه بروح الشَر؟ ألم يثر مسلسل "رقية وسكينة" المجرمتين القاتلتين حفائظنا كمتلقين فأجلسنا أمام التلفاز نتابعه بنهم وتحفز؟
اشنع القصص الدينية التاريخية هو ما حصل من انتقام وكيد ومؤامرة على نبي الله يحيى الحصور (يوحنَا المعمدان). قامت به فتاة يهودية بغية عشقت عمَها الحاكم وأرادت أن تتزوجه، إلاَ أنَ شريعة النبي إبراهيم عليه السلام التي تتبناها كلُ الأديان السماوية والتي كان يدعو إليها النبي يحيى الحصور كانت تصنف زواج العمِ بالسفاح. حال ذلك دون تمكنها من الاقتران بعمها. أصرَ يحيى النبي على التحريم والمنع طبقاً للمنهج الإلهي الأخلاقي الملتزم بقوانين الحنيفية الإلهية. قامت تلك اليهودية البغية بالنمِ والبهتان أمام الحاكم الروماني في ذلك الوقت، وأوغرت صدره على يحيى عليه السلام فأمر بقطع رأسه الشريف. والمسجد الأموي الكبير بدمشق شاهدٌ على الرأس والقطع والحادث التاريخي الذي تتناقله الأجيال. أليست الفاعلة أنثى؟ أليست القصة أكثر تأثيراً على المتلقي كون الشر تجسده أنثى؟ ما ذا لو كان الشَر هنا في هذه القصة يمثله ذكر؟ هل يكون التأثير أكبر؟ دعونا نحاول أيها الكتاب المبدعون، أيتها الكاتبات المبدعات الابتعاد قليلاً عن الفكر الموروث بأنَ عقدة الشَر واستفحالها تكون دوماً عند الذكر دوماَ دون الأنثى.
اخيراً أقول بأنَ (انتقام) هي قصة قصيرة جداً جداً استوفت كامل العناصر: شخوصٌ ومكان وزمان وحبكة وحوارٌ مع النفس. وهذه ويم الله رائعة لا يستطيع تناولها بهذا الاختصار إلاَ من أبدع من الكتاب والكاتبات الذين يستأهلون المنح والجوائز والتقدير الذي أبارك لهيمى به، إذ عادت ميمونة مظفرة من الخليج نتيجة لجهودها في تطوير القصة العربية القصيرة، والسير بها إلى المصاف العالمية، ورفدها بتقنيات حديثة مع استشعار عبق الماضي في سردها. هيمى قارئة نهمة وكاتبة مبدعة لها بصمتها المميزة في عالم القصة القصيرة على المستوى العربي. أرجو لها دخول العالمية قريباً.
أهيب بالزملاء والزميلات المترجمين إهداءها ترجمات لبعض قصصها القصيرة جداً لمعاونتها على الإسراع في دخول النجومية العالمية، وهذا حق على الجميع أن يقطعوه على أنفسهم لتسويق القصة العربية القصيرة خارج حدود الوطن العربي.
شكري وتقديري لكم أيها المتداخلون والمتداخلات، وشكري لك هيمى لتحفيزك لي بالخروج عن الصمت والمشاركة بإغناء هذا الحوار. مازلت عاكفاً على قراءة مجموعتك القصصية القصيرة جداً جداً "عملاق الطوابق العليا" بشغف وهدوء وسكينة واحترام وتقدير.
عبدالرؤوف عدوان
دمشق - بلاد العرب أوطاني


أخي / عبد الرؤوف عدوان

كم هو جميل ما قدمت فقد أغنيت
فأرجو أن تضع هذه القراءة في متصفح خاص بمنتدى الق.ق.ج

وتقبل الإبداع النقدي كله

د.حايك
22/05/2009, 05:01 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أضم صوتي و إعجابي الكبير إلى جانب أصوات الأساتذة الأفاضل بالأسلوب الرائع و المتميز
و الذي إنتهجته الأديبة و القاصة المتميزة هيمي المفتي في قصصها،
مما يشكل نقلة جديدة و جميلة في مصاف الروايات العربية على صعيد العالمية.
كما كان للشرح و التحليل الموجز للأستاذ القدير شوقي بن حاج عن الخط الثأري
كرد على الظلم و القهر و الذي نمارسهم في محطات حياتية عديدة
و الذي إنتهجته الأديبة هيمي المفتي كربط مباشر بين الروايات و الو اقع أكبر التوضيح و الآثر.
كما كان للمداخلة التي أوضحها فيها الأستاذ الفاضل عبد الرؤوف عدوان عن منبع الإنتقام
و الشر و الظلم و الذي نواجهه كل يوم فلا لباس واحد و لا صفة منعوتة بجهة و لا جذب
لطرف واحد دون الآخر، أي أن نقول المجتمع الذكري أو الظلم الذكري،
فقد أوضح الأستاذ عبدالرؤوف حفظه الله أن هنالك ظلم أنثوي في التاريخ و في كل الأوقات
فاق كل الظلم و الظلمات الذكرية و الذي نشهده كل يوم، و قد يكون ظلم الأنثى للأنثى
أكبر بكثير من ظلمها من قبل ذكر، فلا للظلم جنس محدد دون الآخر، و لكي نصل بالنتيجة
إلى توازن حياتي أفضل يجب أن نرصد الواقع بأوجه الظلمية و الظلامية المتعددة و المتعششة
دون أن نتحيز لطرف دون الآخر و نبرر و نمرر للطرف الآخر كل أخطائه و عثراته و مطباته.
تحياتي للأدبية القديرة هيمي المفتي و الأستاذ الرائع عبد الرؤوف عدوان
و الأستاذ القدير شوقي بن حاج و إحترامي و تقديري للجميع.
و على المحبة نلتقي.
د.حايك2009-05-23